”سهرة عباسية ”2009، ديوانك الشعري الأول ويدور في أجواء العباسيين ودولتهم، لماذا هذا الاختيار، وهل كان لدراستك للتاريخ اثر في ذلك؟
“وجدتُ نفسي أكتبُ نصوصاً عن العباسيين، فرغبت في زيارتهم لأعرفهم أكثر، وكانت المصادفة أن غزو العراق 2003.. كان وشيكاً، فمشيتُ أكثر. كانت زيارةً شِعريةً لزمنٍ ليس غابراً تماماً كما كنتُ أظن. هل هي حديثٌ عن العباسيين؟ لا ونعم. كنت أرى الأميركيين يُجربون، ورأيت أن العباسيين أيضاً دشنوا مشروعهم بمسودة، بسواد الرايات، بفوضى، واكتشفتُ أن كل فكرة تدخل التاريخ بمسودة هي حُكماً فكرة زائلة، لأن المسودة تجريب. ووجدتني أبدأ الكتاب بالرايات السود لأبي مسلم الخراساني، وانتهى بأحبار ياقوت المستعصمي ورقاعه التي هي نقيض السقوط، سقوط بغداد 1258م. أما دراسة التاريخ فخبرةٌ مضافة ليس إلا. ثمَ ما التاريخُ في سهرة عباسية؟ التاريخ هو المنظور لكنه ليس اللوحة”.
----
”الخط العربي كان حاضراً في ”سهرة عباسية“، كيف تشرح هذا؟
”فنون الخط العربي من متع الروح العظمى لدي، أقيس البناء في قصيدتي كما يقيس الخطاط نِسَب ما يخط. الزمن العباسي مشبع بالجماليات، وابن مقلة أحدها وابن البواب أحدها. المغول يغزون والعباسيون في انهياراتهم العديدة، في حين يواصل المستعصمي الذي شهد السقوط 1258م ممارساته لترسيخ الميزان على الكاغد، كأنما ما يسقط في القصر من سوء تدبير، يُسنده ما ينهض على الرقعة من جلال. الفنون الحارسة لكلمة الإنسان الحقيقية والباقية هي تشريع سماوات جديدة تحفظ الأسئلة من أن تذوب، الأسئلة التي من شأنها تحريض الركض على المُضي”.