كتاب ممتاز جدا، وموفق جدا في إيصال أفكاره. يبدأ الكتاب بتعريفنا بفن الخطابة عموما، تاريخه منذ العصر الجاهلي ثم الأموي فالعباسي ثم العثماني.. وحتى عصرنا الحالي.. كيف كانت تستعمل الخطابة في الخطب السياسية والدينية والكثير من جوانب الحياة.. وما الذي أدى إلى تدهورها لدى العرب.. ثم ازدهارها في الأندلس... ثم ينتقل الكتاب إلى فن المناظرة أو Debating وهي ما يختلف عن الخطابة في أنها تتكون من فريقين هما (الموالاة )أو الحكومة، والاخر هو المعارضة .. تكمن أهداف المناظرة في عرض حجج منطقية لكلا الطرفين لدعم جانبهم من المشروع(أو الموضوع) الذي تتم مناقشته، واستمالة الجمهور واقناعه بموقفهم من خلال حججهم القوية وبراهينهم التي في محلها، الفريق ذو الحجج الأقوى والاستراتيجية الأفضل هو من تقرر لجنة التحكيم فوزه، ومن الجدير بالذكر أنه ليس هناك موقف صحيح وآخر خاسر في المناظرة، إنما هي تهدف لإكساب المتناطرين القدرة على التحليل والنقد وتفنيد للأفكار في كلا جانبي المناظرة ، ولا تُعنى بالأشخاص نفسهم وإنما بالأفكار المطروحة.
الكتاب جميل و دقيق التبويب يفيد كل من يفكر أن يدخل مجال الخطابة والمناظرة والهدف من ذلك الكتاب هو وضع أسس بسيطة وسهلة يسير عليها كل من يود العمل في المجال الدعوي وأيضا به بعض ما يتعلق بمجال التحكيم إذ يعد التحكيم جزء من مجريات أي مناظرة.