أحلام باصورا

by محمد خضير

صرت ُ مع مرور الليالي مشدوداً إلى هاجس الاستيقاظ وقت الفجر، واستذكار وقائع أحلام متناثرة، ارتصت بصعوبة، وسحبها العقل ُ منهكاً من غور فجرٍ عميق .." وبتوقيت الفجر سيتحول الفجر نفسه خيطا اتصاليا بين المتكلم / المكين وبين المكان / الرحِم ..وسيقوم السارد في الوقت نفسه بتحرير سواه من وثاق ٍ معين :"ومنذ ذلك الفجر الطالع في الحوش المكشوف، في دار الصبا والنشوء، صرتُ مشدوداً إلى سكني الذي ولِد َ فيه أول حُلُم، لمحي وإلى الأبد ،بوثاق الحقيقة المحمّلة في عربة الأشلاء المختلطة بالألوان والأعضاء والأصوات، فأخلصها من وثاقها و أ ُنهِضها على قدميها وأمنحها هوية الوجود الحر المطمئن، بما أملك ُ من تفويض ٍ سردي مختومٍ بختم تلك اللمحة الأبدية

232 pages, Paperback

First published January 1, 2016

About the author

محمد خضير كاتب قصة قصيرة عراقي من الطراز الأول. بقليل من النصوص استطاع لا أن يفرض اسمه كقاص فحسب، إنما أن يشكل ظاهرة في القصة العربية ويحدث اختراقاَ نوعياَ مازال يتواصل مع نتاجه الكثيف والمميز.

في مدينة البصرة، ولد محمد خضير عام 1942. وفيها عاش وأصرّ على البقاء، حتى في فترات القصف اليومي الذي تعرضت له المدينة خلال الحرب العراقية - الإيرانية، ورغم الهجرة شبه الجماعية لسكانها أثناء تلك الحرب.

ينتمي خضير إلى جيل الستينات الأدبي في العراق. وقد عرفه القراء من مواطنيه حين نشرت أولى قصصه: (النيساني) في مجلة (الأدب العراقي) قبل أكثر من ثلاثين عاما. ثم لفت اسمه أنظار القراء والنقاد العرب بعد نشر قصته (الأرجوحة) في مجلة (الآداب) البيروتية، التي ثنّت بنشر قصته (تقاسيم على وتر الربابة) عام 1968.

صدرت المجموعة القصصية الأولى لمحمد خضير: (المملكة السوداء) عام 1972، وعُدّت عملاً تجديدياً ومغايراً، يشير إلى (عالم متشابك معقد ومركب وبسيط في آن، ومتجذر ووهمي، وواقعي وسحري، محبط ومتفائل، تلعب فيه اللغة والذاكرة والمخيلة والتاريخ والأسطورة والتشوّف الإنساني النبيل أدواراً لافتة للنظر).

وفى عام 1978، صدرت مجموعة خضير القصصية الثانية: (فى درجة 45 مئوي)، وتلتها المجموعة الثالثة: (رؤيا خريف) 1995. وسجلت كل من المجموعتين مرحلة متقدمة عما سبقها في العالم القصصي للكاتب، الذي لم يكفّ عن محاولته الدؤوب لإقامة المتخيل الخارق للمدن، وخلق عوالم مدينية تضرب جذورها في عمق التاريخ الواقعي والخيالي.

وضمن سياق احتفاء محمد خضير بمدينته البصرة، أصدر عام 1993 كتابه": (بصرياثا - صورة مدينة)، الذي سجل فيه وتخيل حياة البصرة في تسعة مشاهد. وصاغ بهذا الكتاب (بياناً شخصياً) يؤكد فكرة (المواطن الأبدي) التي يعمق خضير ـ من خلالها ـ وجوده الإنساني والكتابي، وانتماءه لمدينته.

Reviews

[غيث الحوسني · Rating 4 out of 5]

أنا رجل يعيش في رأسه، وهذا النوع من المذكرات، تعمق لدي هذا الإحساس. أحلام باصورا كتاب مخطوف من فورة الذكريات وتقلباتها، حاول فيها الكاتب استذكار أيام الصبا والنشأ حيث المكان الذي تكون الأرواح مسكونة به، والشعور بالعمر والشيخوخة ينتفي أمامه ويختفي، الروح تبقى حيثما ولد أول حلم.

أفضل طريقة استماع للموسيقى الكلاسيكية هي تشغيلها في الخلفية بصوت منخفض، كنت أشعر بلغة محمد خضير الساحرة على هذا النحو. اعتقد أنني ككثير من الناس، تمسي ذكرياتي الزاهية، محاطة بهالة من النسيان، وفي الحقيقة لست أدري ما الحكمة من أن تظل الذكريات المعتمة في الرأس لزمن طويل، ربما من باب الرغبة العاطفية لاستحضار الأسى أو الانغماس فيه كلما سمحت الفرصة لذلك؟

انهيت الكتاب وأنا قريب جدا من البحر، كانت الأمواج التي تنهار على الحصباء على الشاطئ بفواصل ثابتة، تجاهد في اختراق أفكاري، هي في الواقع كانت تتكسر على صفحات الكتاب، أشعر بالكلمات وهي تذود عني، كانت الأسطر تمتد مستوية كالأشرعة الملئ بالريح، ولا تعير انتباها للهيجان.

[محمد عبد الحافظ · Rating 5 out of 5]

كما عودنا ابن البصرة الفيحاء .. المخضرم محمد خضير في كتبه السابقة يطل علينا الان بهذه التحفة الجميلة حد الروعة