يسعى الكاتب لقراءة السياق السياسي والعقائدي لنصوص التكفير والتقتيل الوهابية في تجربة الدولة السعودية الأولى. يقرأ نصوص العنف في مصادرها المعتمدة في الأدبيات الوهابية ويكشف سياق تكونها الثّقافي والسّياسي. إنّه غوص في الجذور المؤدية إلى الظّواهر المتطرفة التي نشهدها في عصرنا الحالي.
علي أحمد الديري، ناقد وباحث متخصص في تحليل الخطاب، أنهى رسالة الماجستير"قوانين تفسير الخطاب عند ابن حزم الأندلسي" في2007. وناقش أطروحة الدكتوراه "مجازات الجسد عند إخوان الصفاء وابن عربي" في 2010.
صدر له "التربية والمؤسسات الرمزية.. كيف تنتج المؤسسات ذواتنا؟"، "مجازات بها نرى: كيف نفكر بالمجاز؟"، "طوق الخطاب: دراسة في ظاهرية ابن حزم"، "العبور المبدع: استراتيجية التفكير والتعبير باستخدام المجاز"، "خارج الطائفة"، "كيف يفكر الفلاسفة؟"، "نصوص التوحش: التكفير من أرثوذكسية السلاجقة إلى سلفية ابن تيمية"، "إله التوحش: التكفير والسياسة الوهابية".
بعد مناقشة نصوص التوحش و الأرثذوكسية الدينية في الإسلام يفرد الكاتب هذا الكتاب ليتكلم عن أحد أقوى مصاديق التوحش الديني في الماضي القريب، يتكلم عن محمد عبد الوهاب، الأرثذوكسية الوهابية، و الدولة السعودية الأولى. و فيما يشرح الكاتب قيام الكيان الوهابي و مشاركته الرئيسية في تكوين الدولة السعودثة الأولى، أرى تشابها كبيرا في باقي المذاهب و هي ان خلت فانما تخلوا من السلطة. نظرية الكاتب في الأصل و الإستثناء تتشارك فيها الكثير من الجماعات الدينية التي ترى نفسها السبيل الوحيد إلى الله و الباقي في ضلال مبين، و لربما لو استلمت سلطة ما لتحول الضلال إلى كفر و تكفير، لتبدأ بشن حروبها الخاصة. اللهم أعذنا من ضيق الأفق، و تضييق الطريق. اللهم ان كان الطريق إليك سالكا فلا تجعلنا من من يغلقه
اقتباسات من الكتاب إليك ... يا أنا بدأ الحب غريبا وسيعود غريبا لأنه يموت في الألفة
إن هويتنا تتشكل من خلال الفعل ، في التاريخ والجغرافيا والبشر . وإذا لم نكن نملك كمكونات متعددة فعلا مشتركا ولم نشرك إراداتنا معا في صناعة هذا الفعل ، فإننا لا نستطيع أن نشكل هوية مشتركة
يقف محمد بن عبدالوهاب موقفا متشددا من المتصوف الكبير ابن عربي صاحب نظرية التجليات الآلهية الذي يرى أن الأسماء أو الأسرار الإلهية تتجلي في العالم والكون والانسان الذي هو كنز هذه الأسماء ومحل ظهور الربوبية . إذ إنه ( محمذ عبدالوهاب ) يعتبر هذه الآراء شركا، ويصنفها على إنها أشد كفراً
ليس التوحيد ، بالنسبة لمحمد بن عبد الوهاب ، تجربة روحية مع المطلق، بل هو احتراب مع المختلف والصراع معه، وغزوه وقتله ، وهذه الممارسات ، أي التبرؤ من المشركين وقتالهم ، تعد عبادة، تماما كالصلاة ( إن العبادة في التوحيد لأن الخصومة فيه)
ذهنية محمد عبدالوهاب وأفق قراءته للإسلام وللسنة النبوية مشحونان بالكفر والقتل ، إذ إنه يقدم التفكير علي كل شيء آخر ، فيعمد إلى أخذ أرواح الآخرين واستحلال دمائهم بدلا من حفظها
معنى لا إله إلا الله عند محمد عبدالوهاب تشريع لفقه عملي هو فقه الغزو والقتل والسلب وهو نفسه فقه التفجيرات وقد منح هذا المعنى الشرعية لمجازر موثقة في التاريخ الرسمي اللدعوة الوهابية
يعد تدمير التراث واحدا من أشكال اضطهاد الناس ولذلك تعتبر قضية حماية التراث الثقافي أكثر من مجرد مسألة ثقافية ، حيث تعد هذه القضية واجباً أنسانيا ومسألة أمنية
أن دائرة الاسلام وداىرة الإيمان لم يستخدما في خطاب محمد بن علد الوهاب لتضييق دائرة الكفر علي بعض الاعتقادات أو الممارسات إنما استعملها لتحويل الكفر ( الذي هو استثناء ) إلي قاعدة ، والاسلام ( الذي هو أصل) إلي استثناء . وهذا جعل باب التكفير مفتوحا علي مصراعيه
ربما لأن موضوع الكتاب يجذبني أجد نفسي أتفاجأ لانتهاءه و أبحث عن خاتمة لما قرأته عن تاريخ الوهابية و نصوص التكفير فيها . يتحدث الكتاب عن حياة محمد عبد الوهاب و كيف تبلور مفهوم التوحيد لديه و كأنه وحي نزل عليه و يناقش الكتاب كيف انطلق محمد عبد الوهاب من مفهومه الخاص و الحصري للتوحيد ليكفر كل من لا يؤمن به .. و المصيبة ليست في مجرد كلمة التكفير .. بل إنه و من خلال اتفاق الدرعية مع محمد بن سعود ينطلق في غزوات الجهاد التي كان يعدها بنفسه لقتال كل من يخرج عن مفهومه الضيق للتوحيد. و هذا التوحيد هو توحيد الربوبية و توحيد الألوهية و توحيد الأسماء و الصفات . و نجد التناقض واضحا حيث يضطر لتغيير و تأويل النصوص و المفاهيم لكي تتوافق مع ما يقوم به ولي الأمر من دبلوماسية مع بعثات الكفار أو حتى الاستعانة بجيوشهم . كتاب رائع يفتح شهيتك للبحث في التاريخ و الجذور لكل ما نراه اليوم من تكفير و عنف تحت اسم الإسلام و الجهاد.
الافتتاحية للحديث عن هذا الكتاب ستكون هذه المرة مختلفة بسؤال لطالما وجه لي: لماذا تقرأين الرواية ؟! حين ننظر للمناهج الدراسية التاريخية في جميع الدول نجد أن الذين يكتبون التاريخ هم المنتصرون الذين يمتلكون السلطة وهذه السلطة تخولهم أن يسردوا ما يريدون من وقائع أو حتى يغيرونها ويخفون ما لا يريدون في ظل غياب وتهميش للمجتمع الذي حدث فيه لكن الرواية تقلب الصورة فتسرد واقع المجتمع من وجهة نظر المهمشين بالمجتمع من افراد وجماعات هذا السرد الروائي هو الوجه الذي تخفيه كل السلطات بنسختها المروية والتي هي لا تشبه الحقيقة الدكتور علي الديري في كتابه إله التوحش يفكك الخطاب الوهابي من خلال تتبعه لتاريخ انطلاق هذه الحركة تاريخ الحركة الوهابية رُصد من خلال مؤرخان هما: حسين بن غنام وتبعه ابن بشر اللذان طوقا سيرة ابن عبد الوهاب بهالة من القداسة فحولوا حتى ما هو عنيف ومستهجن إلى بطولة وفتوة لأنه نصرة للدين الله ونصرة للحق على حد تعبيرهما تاريخ ابن غنام هو الهوية المعتمدة للدولة للتعبير عن ذاتها وعمن ينطوي تحت لوائها هذه الهوية إذا رجعنا لتعريف المفكر عبد الله العروي للهوية الجامعة أو المشتركة في كتابه مفهوم الدولة نجد أن اهم عنصرين لتكوين الهوية المشتركة هما التاريخ المشترك والمصالح المشتركة وهذا ما نفتقده في سرد ابن غنام فهو عبارة عن حروب ضد الكفار يشنها المسلمون من اتباع ابن عبد الوهاب وما هؤلاء الكفار إلا كل من يخالف منهج وعقيدة ابن عبد الوهاب (فلم تبتكر الدولة صيغاً توافقية أو عقوداً اجتماعية) منذ عهد ابن غنام إلى يومنا هذا لتؤسس نقطة تلاقي بين أبناء المجتمع بل حشدت كل طاقاتها للتنفير فيما بينهم هذا السرد الذي يرتكز على العنف لم يتجاوزه رغم أن جميع الثورات والأمم في بداية تكوينها تعتمد على العنف لكنها بمجرد أن تستتب أمورها تتخلى عنه وتنزح للألفة بين مكوناتها (ثورة ابن تومرت أنموذجاً) هذا الشيء نفتقده في التكوين السردي والمجتمعي للهوية السعودية فهي لا تحاول أن تتغاضى عن هذا العنف أو حتى تتناساه لتخلق مجتمع موحد بل على العكس هي تحييه من خلال تكرارها لسرد هذا التاريخ وبأسلوبٍ مستفز فمفهوم التوحيد عند الحركة الوهابية لا يكتمل إلا بالعنف الذي تصفه بأنه جهاد الإسلام يوصي بعدم قطع الشجر والثمر في الحروب وبعدم التعرض للمختلف مادام مسالماً لكن الذهنية الوهابية تعتمد على العكس من ذلك من ذلك من استحلال المال والدماء بحجة نشر الإسلام والانتصار له!! فيوضح لنا الدكتور الديري كيف أن الوهابية تزاوج وتقرن سردها التاريخي لحركتها بسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ذلك لإعطائها مكانة وقداسة في نفوس أتباعها وللإيحاء أن هذه الدعوة بمنزلة دعوة الرسالة الغربة، الهجرة ثم الجهاد المنعطفات التي يعبر من خلالها مؤرخا الحركة الوهابية هي نفس المصطلحات التي تعتمدها المدارس في المملكة لوصف سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: الصدع بالدعوة (اصدع بما تؤمر)، الهجرة (للحبشة ومن ثم المدينة) وأخيراَ الجهاد ضد الكفار هذه المزاوجة والمقارنة خاصةً في انطلاق الدعوة بأن غربة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في بدايات دعوته وصدعوه بها هي ذاتها الغربة التي مر بها ابن عبد الوهاب ، فشذوذ حركته هو ميزة ومنقبة لها وليس مثلبة ، فيفكك الديري مسألة الغربة في التوحيد الوهابي حيث إنها تبني بين الإنسان وبين الله مسافة فلا يحق له إلا استخدام لغة معينة يخاطب بها خالقه تكون وفق معاييرهم معطلاً بذلك المنحة الإلهية التي خصه الله بها وهي العقل فلا يحق له مناقشة بلماذا وكيف ,,, فهذه الأسئلة تخرجه من دائرة الإيمان للشكّ وتوجب عليك الحد !! وبهذا السيف تسلطت الوهابية على رقاب العباد لفرض توحيدها .. فأفقدت الإنسان ذاته ليغدو عبد لا يجرأ التعبير ككيانٍ له استقلاليته.. أما الهجرة فهي كما أسلفنا كانت غايتها المزاوجة تاريخ الحركة بالسيرة النبوية .. نصل للجهاد فكل الخطوات التي سبقت غايتها الوصول للجهاد والذي صيغت الدولة والعقيدة عليه منذ البداية (الدمّ بالدمّ والهدم بالهدم) دار الهجرة (الدرعية) كانت دون سواها دار الإيمان فترتب بذلك بأن الباقي ديار شرك ، فعلى من يريد أن يحصن ماله وعرضه ونفسه الالتحاق بدار الهجرة والجهاد ضد الباقيين فشكلت دار الهجرة قاعدة عسكرية لانطلاق المجاهدين وبما أن الدريعة لم تكن منطقة ذات موارد كان الجهاد خير مورد ينعشها وخير ذريعة يخضعون بها الجماعات المهاجرة (مبدأ المؤلفة قلوبهم) حيث تكفل الجهاد والدماء التي أسالها بوفرة وثراء اقتصادي أزال غربة المكان والدعوة عن نفوس الملتحقين بالحركة وخلق للدرعية مكاناً اقتصادياً وتاريخياً وهي التي كانت من قبل لا يعول عليها لتغدو مدينة تاريخية يحافظ على آثارها في مقابل هدم إزالة الآثار التاريخية في كل مكان من أصقاع العالم ، كي يمحى أيّ أثر إنساني ويبقى الأثر الوهابي بمبدأ العنف تحت مسمى الجهاد تكفيراً وقتلاً ، فالعلم الذي يخلفه التوحيد الوهابي هو التهيؤ للغزو بقصد تقوية العاصمة وإثراء بيت مالها بمبدأ القوة بمبدأ العنف (جئناكم بالذبح) (داعش أنوذجاً) العنف والبطش جعل الحركة الوهابية تنتزع السيادة من المذاهب الأخرى.. بتضييقها لنطاق التوحيد فأصبح لا يتسع إلا لها بتفريغ الإسلام من معناه (السلام) ليصبح الجهاد والعنف هو القاعدة التي يرتكزون عليها بعدما كان استثناء مما أحال المخالفين لهم ساحة حرب يوغلون فيهم سيوفهم ويستبيحون أموالهم ودمائهم وأعراضهم ...
كتاب مختصر عن نشأة الوهابية و الدولة السعودية، عن وحشية الإله في النصوص الوهابية، و التكفير و الإقصاء الذي تمارسه ضد كل من يعارضها، و تحويلها الدين إلى أداة سياسية للبطش بكل من يعارضها.
ليست بمراجعة منهجية بقدر ما هي تدوين أوّليّ لملاحظات و افكار من الكتاب:
يعتبر اتفاق الدرعية المفضي لتأسيس المملكة السعودية الأولى على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب (رجل الدين) ومحمد بن سعود (رجل الدولة) بمثابة بعث لنصوص الشيخ ابن تيمية رحمهم الله جميعاً، لكن قبل ذلك يتتبع الكاتب سيرة حياة الشيخ بن عبد الوهاب منذ بداياتها وفق للرواية الرسمية التي دوّنها تلميذه ابن غناّم والتي و للغرابة تحاول اعطاء صورة مماثلة لدعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلّم ففيها التضييق وقلة الاصحاب والزاد، وفيها الهجرة كما فيها الإلهام (الذي نزل عليه ليتعلم التوحيد الخاص به فهو لم يتعلمه من الكتب ولا من المشايخ بل كما قال ابن غنام "شرح الله قلبه للتوحيد في مرحلة مبكرة وقد قال رحمه الله عن ذلك: فمن زعم من علماء منطقة العارض أنه عرف معنى لا إله إلا الله أو عرف معنى الاسلام قبل هذا الوقت أو زعم من مشايخه أن أحدا عرف ذلك فقد كذب وافترى و لبّس على الناس ومدح نفسه بما ليس فيه" وهي عبارة توضح بأنه لم يتعلمه من مشايخ نجد ولا حتى من أبيه بل حقق معنى التوحيد ونواقضه بنفسه وهو ما يعطي لدعوته طابعا استثنائيا والهاميا..) وفيها التمكين والغزو وبناء الدولة..
و يروي ابن بشر مؤرخ الدعوة الوهابية والدولة السعودية الأولى حكاية ذات دلالة، مفادها أن الشيخ حين قدم الى المدينة المنورة التقى بأستاذه الشيخ عبد الله آل سيف الذي قد يكون لمس لدى تلميذه شيئا من الغلظة وميلا للعنف، فأراد أن يعطيه درسا غير مباشر فسأله إن كان يريد رؤية السلاح الذي أعده لنشر العلم والمعرفة في المنطقة، ليأخذه إلى مكتبته العامرة بأمهات الكتب.. ولم ينقل مؤرخنا ردة فعل الشيخ الذي قد يكون ابتسم في وجه معلمه أو اظهر خيبته من طريقة معلمه! كونه سيعود لاحقاً بجيش عبد العزيز بن محمد بن سعود و يأخذ منه المدينة بسلاح من نوع آخر..
كما يقارن الكاتب بين دعوة ابن تومرت والدعوة الوهابية، فالأول أيضا زايد على المرابطين وعلى عقيدتهم التي بنيت على أسس باطلة و اعتبر انه هو من يحمل مشروعا عقديا صحيحا هي 'العقيدة المرشدة' المستقاة من العقيدة الصحيحة والسنة الصحيحة، كما أعطى ابن تومرت لظاهرة تغطية الوجه بالشاش (لتلافي الغبار وباعتبارها علامة اكتمال الرجولة والتي اصبحت من ثقافة المجتمع)المنتشرة في المغرب أعطاها حكما دينيا و اعتبرهم كفاراً كونهم يتشبهون بالنساء.. و قد استغل هذه النقاط و غيرها لتبرير العنف السياسي لتحقيق طموحاته بتأسيس دولته، و يروي التاريخ فضائع قام بها رفقة جيوشه من قتل و حصار لمسلمي المناطق القريبة منه ليس آخرها ابادة أهل فاس و مراكش و حصارهم حتى أكلوا الجيفة والدواب و مات منهم أكثر من 100 ألف ! وهو نفس ما حدث في شبه الجزيرة أيضا مع الغزوات التي شنها "المسلمون" على القطيف والعوامية والأحساء حيث تتحدث الرواية الرسمية و بفخر عن قتل المئات في كل قرية، احراق الكتب، و نهب الأموال و قطع النخيل والاشجار المثمرة و هدم المحال والدور واسقاط الحوامل نتيجة الترويع.. ( لا أدري أين اختفت اخلاق الحرب التي أوصى بها النبي و صحابته جيوشهم؟!)
كما ناقش صاحب الكتاب كيف تحولت "لا إله إلا الله" من عاصمة للدماء إلى مبيحة لها، ومن جملة تدخل الانسان في حمى الاسلام إلى جملة تستثنيه منها.. معتبرا أن الشيخ غفر الله له فتح باب التكفير على مصراعيه بتفسيره الشاذ للاسلام والايمان و مطابقتهما تقريباً ما ضيق دائرة الإسلام كثيرا و أخرج منها طوائف عديدة (يرى الكاتب ذلك كمحاولة لتبرير العنف اللازم للغزو و اخضاع الجزيرة العربية) فيقول:
" إن جمهور أهل السنة والجماعة لا يرون الاستثناء في الاسلام كما يرونه في الايمان، لأن الاسلام غير الايمان. فالإسلام هو الكلمة أو القول، بمعنى أنه النطق بالشهادتين، فيما يحصل الايمان باقتران القول والعمل. الأصل أن اهل السنة والجماعة لا يكفرون من ينطق بالشهادتين ولا يستثنونه من الاسلام.. لكن من الممكن ان تستثنى من الايمان. وهذا ما لا نجده في خطاب الوهابية التي وحسب اقرار الشهادة الذي تم فرضه على علماء مكة والمدينة حين غزاها جيش سعود بن عبد العزيز: ان هذا الدين الذي قام به الشيخ محمد بن عبد الوهاب هو الحق الذي لا شك فيه ولا ريب"
"وبدلا من أن يناقش محمد بن عبد الوهاب فكرة أن قول لا اله الا الله يعصم الانسان من أي تكفير يؤدي الى القتل بناء على خلافات و حجج عقائدية، راح يناقش أمثلة موضوعها أن قولها لا يمنح الفرد حصانة تامة من أي خطأ أو جريمة تؤدي إلى العقاب" أي أن الشيخ بدل أن يناقش مخالفيه و يقنعهم لماذا يبيح قتل قائل لا اله الله، راح يناقش استثناءات يمكن خلالها قتل هؤلاء كالقاتل عمداً أو المرتدّ.. وهو ما لا ينطبق على كل قبائل شبه الجزيرة طبعاً!
الكتاب ناقش أيضا الولاء والبراء وكيف يتم توظيف النصوص الدينية لتبرير قتل المسلم (و حتى ضيوف الرحمان) بدعوى كفره كما يتم توظيفها في تبرير الاستعانة بالكافر الاميركي في غزو العراق و فتح الأبواب له او حرب السوفييت جنبا الى جنب رفقة الامريكان و غيرها من التناقضات الجمة التي سيقع فيها لا محالة من يوظف الدين خدمة للسياسة..
الكتاب جيّد على العموم رغم الشعور باتخاذ صاحبه لموقف سلبي من دعوة الشيخ رحمه الله و غفر له ربما كونه يناقش العنف الذي ولّدته بالذات في مجمله..
......أمرت أن أقتل الناس حتى يقولو لا اله الا الله فأذا قالوها عصموا مني دماهم واموالهم الابحقها هناك حيث يبدأ تاريخ التوحش وحكاية ابن غنام ونشأة الدولة السعوددية الاولى مع دعوة محمد ابن عبد الوهاب رجل الدعوة ومحمد ابن سعود رجل الدوالة لا اله الاالله هي عنوان الحركة الجديدة وهي ليست شيأ اخر غير القوة والسلطة التي مثلتها الدولة السعودية الاولى فا الرايات السود التي تحمل وسطها لا اله الاالله علامة على هذة القوة التي تحقق معنى التوحيد المتوحش الذي دعا اليه ابن عبد الوهاب قد حسم الدعوة مبكرآ فصار الدعوة دولة وسياسة وجيش وقوة وغزوات وحروب وقتل انطلق الرجلآ ليجسدا اله التوحش الذي يقتل ويسفك الدم بسم التوحيد والشرك وكل من لم يتبع اله ابن عبد الوهاب كافر يجب قتلة ونطلقت الغزوات التي كما يصفها ابن بشر اينما سلكت ملكت وأينما حلت فتكت وسفكت ..... ليفتح ابن عبد الوهاب ابواب الكفر على مصاريعها ليجدد بذالك حركة ابن تومرت وتطبيق وتشريع فقة ابن تيمية في باب التوحيد والشرك .... وبين سرتين يفصل بينهم مأت السنين ظهور الدولة الاسلامية داعش على منهاج ابن عبد الوهاب وفقه ابن تيمة ودعم العدة والعدد بموال ال سعود .....
ليس بوسعي أن أقول شيئا غير أن هذا الكتاب برسم ام بي اس الذي قال في مقابلته مع الأنتلانتك أنه لا يعرف معنى الوهابية. هذا الكتاب سيقول لك ما فشل مقدم الحوار في قوله.
تلخيص نقاطي المهمة: -السعودية تعتمد مرجعين فقط للتحدث عن نشأتها، تاريخ ابن غنام وابن بشر، اللذين هما نهجًا واحدًا لكن لفترتين متتابعتين. ويناقش الكتاب فداحة الموضوع، حيث أن الهوية السردية والأمة المتخيلة هي نتاج رجل الدعوة ورجل الدولة فقط، إجلاء كل الطوائف سابقاً لم يتم التعامل معه إلى الآن والسعودية تفخر طبعاً بهذا التأريخ. -النسخة الهندية الأولى من كتاب تاريخ ابن غنام هي الأصلية غير المحسنة ولم تطلها يد الحذف والتعديل لـ "تبييض الوجه". -المذهب الحنبلي مسيطراً على نجد ودمشق، المالكي على الأحساء، الشافعي في مكة، والحنفي في العراق وجزء من الأحساء. -عند بداية تكون الوهابية، كان النظام الاجتماعي السائد في نجد ما بين القبلية والمدنية، أي أصبح هناك بيوت يمكن تسميتها حضرية نوعاً ما وعائلات، التي أصبح حكم الولايات النجدية منوطاً بها بدلاً من القبائل. -النظام الاجتماعي والسياسي قبل الوهابية مبعثر ويحتاج لتوحيد. -ازدهار العلوم الفقهية الحنبلية في نجد ما بين القرون ١٠-١٢ ونصف هجرياً. -الوهابية متحدّرة من الحنبلية، ومطبقة عملياً لنهج مؤسس السلفية ابن تيمية، الذي سبق ابن الوهاب بأربعة أو خمسة قرون، ثم تلاه ابن عثيمين وابن باز وطبعاً الفوزان وغيرهم. -حدثت خلافات بينه وبين أبوه -معلمه- وشيوخه كذلك لرفضهم منهجه، ثم حدث نفيه إلى بغداد ٤ سنوات وعدم وصول نهجه إلى معلميه في دمشق قبل إطلاق دعوته الجهنمية. ثم عودته لنجد متخفياً ومتنكراً، ليوقع مع محمد بن سعود في الدرعية ما يسمى بـ "اتفاق الدرعية" الذي أسس لنواة الدولة السعودية التي بدأت تسميتها عند هذه النقطة، وتبدأ الرحلة الوهابية على شكل توحيد عقائدي وسياسي. -لا وجود لمفهوم التوحيد قبل الوهابية، مما يعني أن الله "أوحى" بتلك المفاهيم لابن الوهاب ولم يتلقّى علومه (التوحيد) من أحد، اقتصرت دراسته على الفقة والسيرة وغيرها من علوم الدين. -يُظهر ابن الوهاب نفسه وكأنه الرسول الحديث، فالله أوحى إليه بهذا العلم الخارق الحارق المتفجر (التوحيد) الذي هو أساس كل الوهابية والذي قتل وشرّد وحرق ونهب وسبا بسببه الملايين من المسلمين أنفسهم، ويصوّر الرحلة الوهابية ما بين السر والجهر، والهجرة والإعلان، والغربة والطمأنينة، تماماً كما رحلة هجرة محمد، حتى أنه اقتبس من خطابات محمد ليلقيها في خطاباته ورسائله. -الوهابية فسرت الدين بما يناسب سياستها -امتداد نفوذ آل سعود في الجزيرة العربية وتحويل عاصمة الوهابية والدولة السعودية الأولى "الدرعية" من ولاية مقفرة إلى مرا��ز تجارية ذات ثقل ورهبة وسيوف مطلية بالذهب. ببركة الجهاد طبعاً. -كتابا التوحيد والنواقض لابن وهاب يصفان كيف تُحكم هذه البلاد. طبعاً الحكم قائم على عامة الشعب، أما عند الوصول للحكام والمصالح السياسية فالنواقض تختفي أو تتوسع بشكل مهول في أفضل الأحوال. -الاستثناء من الاسلام هو الأصل، عليك أن تثبت إسلامك بالأفعال التي يتضمنها تعريف التوحيد الوهابي، المتمثلة بالجهاد والهجرة طبعاً، والتبرؤ من الكفار وقتالهم وتقبل استعبادك من قبل ولي أمرك الذي يمثل الإله على أرضه. -انعدام الأخلاقيات في رسائل ابن عبد الوهاب -الكثيرة جداً بالمناسبة- الموجّهة للجيوش وقت "الجهاد"، على عكس ما ورد عن محمد وأبي وبكر مثلاً. ( حرمة الشيوخ والنساء والأطفال، الشجر والممتلكات والحيوانات إلا للأكل .. إلخ). -أكره سعود بن عبد العزيز العلماء المسلمين في مكة والمدينة عام ١٨٠٦م (عند دخول المدينة في الدولة السعودية الأولى) على توقيع بيان ينص على قبول واعتماد النهج الوهابي كنهج وحيد للإسلام، وتكفير كل الطوائف الأخرى، وهو (أي البيان) قائم إلى الآن. "نحن الآن في القرن الواحد والعشرين، الدولة السعودية الثالثة". -الاسلام عند الوهابية هو نفسه الإيمان. أي لن تكفيك الشهادتين والأركان الخمسة لحرمة مالك وعرضك ودمك، بل لا زلت كافراً يجوز نهبك وقتلك مالم تهاجر إلى دولة الإسلام، تجاهد مع جيوشها، تتبرأ من الكفار وممن يحبون الكفار، تتعقب الكفار ومواليهم ومحبيهم لتقتلهم وتنهبهم، أما ولي الأمر المبجل فطبعاً يحلو له استضافتهم والتعامل معهم وإعطاءهم مليارات الدولارات (التي تم نهبها من أبناء الطوائف الأخرى بالمناسبة، أي من المسلمين أنفسهم) أيضاً لأنها مصلحة ولأنهم (يحمون الإسلام). -المناهج الأخرى السابقة للوهابية: الأشعرية، الماتردية، المجسمة، المشبهة، المعتزلة، المرجئة، الكلبية والجهمية. وهي تسميات وهابية لطوائف قامت بدثرها وحرق كتبها وإبادة معتنقيها. -الكتابان أعلاه لا يناقشان الكفر، بل التكفير، المرتد، تضييق نطاق المسلمين وجعلهم استثناء. -المقاربة بين بن تومرت (الموحدين) في المغرب الذي انقلب على المرابطين، وابن وهاب في الجزيرة العربية الذي انقلب على كل أهل السنة والجماعة. مع فارق أنّ بن تومرت بعد أن سيطر على عاصمة المرابطين "مراكش" واستولى على الحكم، قام بتوسيع دائرة الإسلام بعد تضييقها المدقع وأعاد الأمور إلى نصابها المعتدل، وعدّل نصوصه بحيث لم تعد تشمل ذاك التكفير المهول. أما الدولة السعودية فمنذ ١٧٤٤م إلى اليوم، وعبر ثلاث دول، وهي لا زالت تعتمد نفس النصوص الوحشية التي أقصت المسلمين المخالفين قبل أن تُقصي غير المسلمين. تجدر الإشارة هنا إلى أن ابن الوهاب قام بتسمية أئمة الطوائف الأخرى بـ "أعداء الله"، "الكفار"، "الطواغيت"، عدا عن تكفيرهم بشكل صريح جداً في رسائله إليهم، وهذه الرسائل موجودة إلى اليوم.
***** ملاحظات لي: -كنت أنظر للدين الإسلامي على أنه عبارة عن طوائف لا تتجاوز اختلافاتها التفسيرات الفقهية المختلفة، كأي دين آخر، بينما يسود بينها السلم. وطبعاً السلفية كانت مدرجة ضمن هذا المفهوم، على اعتبار أن لها الحق في كتابة أفكارها الخاصة، واتجهَتْ لأقصى اليمين كما ولّا الآخرون وجوههم نحو اتجاهات أخرى. لكن: بعد وجود تاريخياً ما يثبت تنفيذ هذه الأفكار لمصالح سياسية، وبعد تضييق وتوسيع الدائرة وفقاً لمصالح (السلطان)، وحقيقة انبثاق جماعات من حين لآخر تطبّق تلك المفاهيم التي تتجاوز العنف بكثير، فـ x.
-الأديان نشأت أصلاً لإرواء الظمأ الأنطولوجي، يعني الجانب الروحاني الذي يسند إنسانيتنا ويفرقنا عن الروبوتات. لكن: بعد أن حوّلت الوهّابية الدين إلى آيديولوجيا بحتة، أي طقوس مادية وشعائر مجوفة تؤدى دون تكييف ولا تفسير ولا شك ولا سؤال ولا إعمال لعقل ولا لعاطفة. بعد أن أصبح الدين محدوداً جداً بكلمتين أو ثلاث، الخروج عنهما يؤدي إلى قص الرؤوس. بعد أن صوّرت الإله على أنه الملازم أول السماوي، الذي ينتظر عباده على "الدقرة والنقرة" ليعاقبهم أولاً على أيدي مستخلفيه في الأرض بنسائهم ومالهم وبنيهم وكرامتهم وأرواحهم، وثانياً في جهنم "مؤبداً"، بدل أن يكون الرحيم، الودود، العفو، الغفور، إلخ من أسمائه الـ ٩٩. بعد أن استمرت على مدار قرون وقرون تحرق وتنفي وتُكفّر وتُبيد وتُهشّم غير الوهابيين مما أدى لنسف أي طائفة متسامحة أخرى ممكنة؛ السؤال الآن: هل يكفيني النظر للطوائف المتسامحة للإسلام لأعود لاعتناقه من جديد؟ هل ستعوّض تلك الطوائف -المنتهية أصلاً من زمان- ذلك التوحش الذي صنعته الوهابية بما يمكنني تسميته هنا "بلسم روحاني"؟ هل ستروي ظمأي الأنطولوجي رغم غيابها ككيان كامل الآن؟
أين الإله والدين الذي يقام كل هذا العنف بإسمه، عندما يكون الدم والترهيب أساس العقيدة فما الذي ينتشر؟ ليس هناك شيء يستحق ان يستباح فيه حياة الإنسان بالقوة، الإيمان مسألة فردية ولكل شخص طريقته إلى أن يصل. ليس للشرائع مصدر واحد ومن اسباب الوصول لرأي راجح هو الإختلاف، الدين والمعتقد أشياء تخص الفرد وحده فلماذا يجبر على التنفيذ آليا. ليس مسموح لك ان تفكر "إنه توحيد الخضوع الخارجي وليس الانقياد الداخلي للألوهية، ولا يحضر الله هنا كنور في قلب الإنسان ويضىء عالمه، بل كآمر يهدد ويتوعد وينتقم ويكره ويتبرأ ويشهر سيفه المسلول"
التطرف الديني من أبشع الأشياء التي وجدت. هم الذين يخلقون إلههم ويضعون معايير للإيمان ويقيمون الأشخاص التحكم بالقلب واستخدام التفسيرات التي تؤيد الآراء العنيفة والكفر هذا مؤمن ولكن ليس الإيمان الحقيقي فيجب قتله، لا أعلم ما هي اللذة التي تجعل شخص في تلك الهالة للشعور. فبمفردنا نبحث دائما إلى أن نصل أو ربما لا، ليس هناك طريقة محددة للرؤية الواضحة ولا يوجد من هو ولي على العلاقات التي تخص كل شخص بذاته
هذا كتاب ينصح به الكتاب يراد منه التعرف على الفكر الوهابي أو ما يعرف حاليا بالسلفية، فمن وجهة نظر نقدية وتحليلية لنصوص كتاب التوحيد لكاتبه محمد بن عبد الوهاب بالإضافة إلى كتابي ابن غنام وابن بشر الساردة لتاريخ محمد بن عبد الوهاب وبداية حكم آل سعود لمنطقة الحجاز؛ يفكك الكاتب علي أحمد الديري ويبسط لنا الفكر الوهابي والتوجه نحو التكفير من خلال إعطاء معنى محدد لجملة "لا إله إلا الله" لتصبح هذه الشهادة من كونها إعلان عن الإسلام إلى تصيريها عنوانا لتكفير الناس ومنح الشرعية لذريعة القتل والتخريب بإسم الإسلام.
" الدولة السعودية لم تتجاوز تاريخ ابن غنام ، و ما زالت ترى ذاتها فيه ، و هي حتى اليوم تعتمد هذا التاريخ ، ليس كأحد مصادر تكوينها فحسب ، بل بوصفه المصدر الوحيد لذلك التكوين . هي ما زالت ، إلى يومنا هذا ، تروي ذاتها أو تجيب على سؤال : " من صنع هذا الوطن ؟ " من خلال هوية ابن غنام السردية . و لسان حالها يقول : أنا أكون ما يقصه ابن غنام . "
يناقش الكتاب منشأ الوهابية ويتتبعها ما لم يعجبني انه أكثر في الاستنتاج المبني على رأي الكاتب احيانا دون توثيق ومقارنة مع أقوال عبد الوهاب وايضا الربط بين الوهابية وابن تيمية فلا اعتقد ان هناك هذا التشابه الكبير الذي يحاول الكاتب وصفه
تكملة لـ"نصوص متوحسة"، فبعد الغزالي وابن تومرت وابن تيمة جاء دور ابن عبد الوهاب في هذا الكتاب. نفس الملاحظة على كتابه السابق، فالكتاب كافٍ لأخذ فكرة أولية عن موضوع ابن عبد الوهاب ولكنه لا يروي ظمأ السائل الباحث عن اجابات وافية
هذا الكتاب هو الثاني لعلي احمد الديري بعد نصوص متوحشة ليؤكد فيه نظريته بان التوحش او التكفير ذو منشأ سياسي اكثر منه ديني، يتحدث الديري عن الاتفاق بين محمد بن عبد الوهاب " اله التوحش" وبين محمد بن سعود " سيف الوحشية" في الدرعية وما تلاه من قيام ٣٠٠ غزوة ضد المشركين الجهلة اعداء الله وهم المسلمون الحنابلة سكان نجد. هذه الغزوات التي شُنت بحجة التوحيد وإعلاء " لا اله إلا الله" . وكيف صارت هذه الـ " لا اله إلا الله" اداةً للاستثناء بدل الجمع، وسببا للقتل بدلا للسلم، وذريعة للقضاء على الخصوم او التحالف معهم حسب المصالح. ما يلاحظ من الكتاب أن محمد بن عبد الوهاب اراد هو بنفسه ( او من كتب عنه ) ان يشبه نفسه بالرسول محمد ص، فالناس مشروكون والاتباع قليلون والاقرباء معارضون وغيرها كثير حتى انهم سموا الدرعية بدار الهجرة مما حدى بحسن فرحان المالكي ان يؤلف كتابا سما داعية وليس نبي.