أقفاص بهذه المجموعة القصصية القصيرة والقصيرة جدًا تدشن الصديقة الأديبة (تسنيم الحبيب) اصدارها الخامس. واقعًا تقييم كتب الأصدقاء يشكل مأزقًا حقيقيًا؛ لأننا نقع في حرج شديد بين ذائقتنا الأدبية ورؤيتنا الفنية لأسلوب السرد وتقنياته، تراكيبه اللغوية، موضوعه. وبين رغبتنا بدعم الأصدقاء والترويج لكتبهم. بينما (تسنيم) ترفع هذا الحرج بذوقها الفني الرفيع، بانتقاءها لموضوعات اجتماعية نفسية ووجدانية رائعة قريبة من الواقع الإجتماعي المُعاش. بعض القصص الموجودة هنا كنت قد عاصرت لحظة ولادتها، في (قروب تمارين عضلات الكتابة) في التليقرام. واليوم عندما اقرأها تصيبني الدهشة عينها التي أصابتني المرّة الأولى.
وظفت (الحبيب) أكثر التقنيات حداثة، فبعض القصص كانت تروي الحدث بأصوات متعددة كما في قصة ( الوقائع المصاحبة لافتقاد سعد). أكثر القصص أعجبتني وأدهشتني قصّة الستار و درس إضافي. وقصة (رسائل) أثارت فضولي جدًا. أما القصة التي أضحكتني كانت ( تقييم).
لي الشرف بأن أكون أوّل من قيّم اصدارك أيتها العزيزة☺️
الاستاذة تسنيم الحبيب تجمع شذرات من مواقف قد تمر علينا دون أن تلتفت لها الأعين التي أعتادت على المألوف ، ولكنها بعين القاص المتمرس تحيلها إلى حكايات تنبض بالحياة .
كتاب أقفاص للكاتبة تسنيم الحبيب : اغرقتني الأستاذة تسنيم في بحر الكلمات ، في القصص العامرة بالجمال والعُمق النوراني الذي تُطيل فيه حديث عن الجدة الفَقيدة في "أقفاص" ، وسماحة النورس .. ذلك القفص النّفيس الذي لايطيق الطريد إنعتاقًا من قبضته ، والموضوعات الوجدانية التي رسمتها ورحلة البحث في "بوابة" و " الرسائل " التي أدخلتني في منزل الفضول . أدبية الكتاب مُتقنة وتعلمت فيه مصطلحات كثيرة لم أعرفها من قبل ، عرفت فيها كيف يكون الممتعض ومتى يحتضن الضياء عَنان السماء ، تسنيم مُعَلمة حَكت الأقفاص التي تحدث في واقعنا ، فَكيف يكون المرء بهذا التمييز في الأسلوب إذا ماتعلمت من تسنيم قطرة نَدى في مطرها ؟
اعتدتُ أن أقرأ ما تكتب الأخت/العزيزة تسنيم الحبيب بكل جوارحي، بل و أُعيد القراءة مرّتين أو أكثر.. لستُ أهلًا لا للنقد أو التقييم؛ فالعزيزة تسنيم لم توجِد مجالًا لذلك، دائمًا تُبهرني، ويستهويني قلمها.. أُحب الخوض في كلماتها والابحار فيها، أجِد فيها رسائل خفيّة! الكتاب رائع جدًا، خفيف.. لكنني أطلت القراءة والتمعّن في كلماته بسبب أنّني أشعر أثناء القراءة وكأنني أُجالس الكاتب، فكيف أن تُجالس خير الأخوة والجلساء؟ دمتِ بخير وابداع أختي وعزيزتي وأستاذتي الغالية.