تروي هذه الدراسة، التي كانت حصيلة أبحاث ميدانية أجرتها العالمة النفسانية الدكتورة سيلفي منصور خلال رحلة قامت بها إلى الأراضي المحتلة، وقائع حياة الأطفال والمراهقين الفلسطينيين، الذين يكبرون على وقع الانتفاضة: حياتهم العادية اليومية؛ اهتماماتهم؛ تطلعاتهم؛ مشاريعهم؛ قيمهم؛ الجروح النفسية التي تخلفها معاناتهم المستمرة. كما تحاول الدراسة، في تحليلها نتائج الأبحاث الميدانية، أن تفهم الأوضاع والعوامل التي دفعت أطفال الانتفاضة ومراهقيها إلى القيام بهذا الدور.
لطالما كان لدي أيمان ان كل جيل فلسطيني جديد سوف يكون ذو بأسٍ شديد، هذا يرجع لروحنا وتاريخنا ودمنا الممزوج بالدم ،المعاناة ،التقييد ،الاحلام الضائعة والسخط. قراءة الكتاب في الاحداث الحالية مهم جداً خاصة وعندما تعمقت بيني وبين نفسي في نفسية من يُناضلون في غزة، هما الاطفال الذين شهدناهم يبكون او يخرجون من الرُكام بين منازلهم المُهدمة وبين أشلاء اهلهم واحبتهم، بين الخوف والالم وإنعدام الأمان في عدوان ٢٠٠٨ و٢٠١٤ لأقول هُنا: ستتحول الدموع الى امواج والأطفال الى أفواج. فجيل الانتفاضة لم ينتهي طالما فلسطين تحت الاحتلال، جيل الانتفاضة هو جيل يخرج من رحم المعاناة جيلاً بعد جيل ليُطالب بحُريته… ليكسر قيوده ليأخذ بثأر مُحبيه وكما قال امل دُنقل: إنه ليس ثأرك وحدك، لكنه ثأر جيلٍ فجيل وغدًا.. سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً، يوقد النار شاملةً، يطلب الثأرَ، يستولد الحقَّ، من أَضْلُع المستحيل.
فهذه الكلمات لم تُكتب لمناسبة وانما كُتب لدهر من الحزن والتحدي، لا خوف ان يطول ما دمنا ننبض والأفضلون يحملون السلاح.