كلمة الأديب الكبير، الأستاذ إبراهيم عبد المجيد عن رواية أمطار صيفية:
"هذه رواية رائعة، في لغتها وتكوينها.. عن الموسيقى، بلغة تحاول وتنجح أن تكون لها إيقاعات أسمي من الأرض. جديدة إذًا في موضوعها.. هل للموسيقي مكان في هذا العالم؟ بمعنى؛ هل للروح مكان فيه؟ الإجابة لا، لكن بعد أن تكون حصلت علي متعة هائلة من القص والصور الفنية، ومن الأحداث أيضًا. هذا الكاتب، أحمد القرملاوي، يغامر بخبرات جميلة ومعرفة عميقة بالفنون والآداب، لتقديم شكل روائي مغاير وممتع. استمتعوا بالوكالة المفتوحة علي السماء، فللموسيقى أجنحة تستقر بها في أي مكان وزمان."
أحمد القرملاوي: - كاتب ومهندس مصري، من مواليد القاهرة 1978. - تـخرج في كلية هندسة التشييد في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، يونيو 2001. - حصل على درجة الـماجستير في إدارة الأعمال (MBA) من جامعة إدنبرا، اسكتلندا. - يكتب الرواية والقصة والشعر. - صدرت له الـمجموعة القصصية "أول عباس" عن دار الرواق للنشر والتوزيع. - ثم روايات "التدوينة الأخيرة"، "دستينو"، "أمطار صيفية"، نداء أخير للركاب"، عن الدار المصرية اللبنانية. - حازت روايته "أمطار صيفية" على جائزة الشيخ زايد للكتاب، فرع المؤلف الشاب سنة 2018. - كما حازت رواية "نداء أخير للركاب" على جائزة أفضل رواية في معرض القاهرة الدولي للكتاب في يوبيله الذهبي سنة 2019.
جميلة هي الرواية وعميقة هي المراجعات التي تناولتها في هذا الحيز بجدية وروح إبداعية مما يؤكد أن النص ملهم لمن تعامل معه من العنوان تنمو المفارقة الجغرافية الثقافية المحتوى يقوم على ثنائيات تقابلية بينها خطوط وتداخل فلا يوجد فاصل حاسم تلك هي الحياة غرب يفتن الشرق ويعود ليفتتن به وشرق يتطلع إلى الجانب الآخر من العالم حيث الفن تقام له علامات في حدائق الخالدين وأرض تحتضن الطيب والقبيح ونفس ممزقة بين شوق لرحمة تحتضن حيرتها... وزينة تمنحها بهجة الحياة ويوسف بلا إخوة وإن ظل أحد عشر فصلًا مكررًا كأنها أخوة السرد تجذبه هنا وهناك قبل حضور الناشرة وبعد تمكنها من الفضاء وتدخلها في المسرود مؤسسة المال العالمية تحط يدها على المكان والإنسان والإبداع مقامات إيقاعية وروحية تصل العمق النفسي بإيقاع الكون وتضرب أوتارها على أبواب أسراره تقنيات متطورة للبنية الروائية تقفز فيما وراء تعدد وجهات النظر حين تمنح الناشرة حق التدخل بصوتها وأسلوبها ورؤيتها... فأوراق العملة تحتل صفحات السرد الألفاظ كأنها نفوس محملة بتاريخ من الشوق والعذاب والتراكيب مراكب في نهر النص والأحلام المتداعية تمطر في فضاء السرد وتنزف في صفحة الكتابة وبنية دائرية لنار ذات وقود تلتهم رمز الصنعة والوفاء في صياغة لأخدود عصري من اثنين وعشرين فصلًا ربما عاقت جماليات اللغة التدفق السردي وإن ظلت شحنتها قمرا يحنو على تعاسة الشخصيات
عالم رائع شخصياته زينة وذاكر ويوسف وزياد ورحمة يتأرجحون في عالم القرملاوي الذي استطاع بقلمه رسم العلاقة بين المادة والميتافيزيقا ومحاولة مزجهما لتخرج لنا صورة شديدة الخصوصية يمكن ان تشبه عوالمنا ويمكنها ان تبحث عن منحنى آخر لتنطبق عليه، استمتعت بقراءة الرواية وارشحها لكل من لم يقرأها شكر للروائى الجميل احمد القرملاوى الذي يمتعنا دائما برواياته
بعض الروايات لا تنتهي منها بمجرد إغلاق صفحتها الأخيرة، كل ما كنت تفعله أنك تغوص في عالمها وتتأمل أركانها وتتفاعل مع شخصياتها وأحداثها، تود أن الأمر لن ينتهي، وأن المواقف ستمتد أكثر، ولو أن النهايات أكثر انفتاحًا، بل ربما يدفعك الفضول لأن تفعل أكثر من ذلك، أن تبحث عن الأماكن التي تدور فيها الرواية، والشخصيات التي وردت، ربما تجد أثرًا باقيًا، لاسيما إذا كانت رواية تحمل عبق التاريخ وتتقاطع بعض أحداثها مع ما نراه ونسمع عنه هذه الأيام! للمرة الثالثة على التوالي ينجح "القرملاوي" وبجدارة في رسم عالمٍ خاص به، رغم ما نكاد نراه متطابقًا فيه مع عالمنا وشخصيات يمكن أن نعرفها أو نقترب منها، ولكن يبقى لعالم "القرملاوي" وشخصياته خصوصيتهم وفرادتهم، تلك الخصوصية التي لا تستمد من طبيعة الحكاية وتفاصيل الأحداث فحسب، وإنما أيضًا من تلك اللغة التي يمسك بزمامها باحترافٍ ويطوّعها تبعًا لحكايته كيفما تراءى له! . ستبقى في البال طويلاً شخصيات الشيخ "ذاكر رسلان" والجميلة "زينة"، والشاب المغلوب على أمره العوّاد الماهر "يوسف"، كما يبقى "زياد" بكل ما يمثله من تهوّر واستغلال وطيش، وتبقى على الجانب الآخر "رحمة" البريئة الطيبة .. رواية جميلة منسوجة باقتدار، لابد أن يكون لنا عودة مطوّلة معها شكرًا للقرملاوي دومًا
يعود واحد من كتابي المفضلين "أحمد القرملاوي" برواية من أجمل قرائاتي لهذا العام , الرواية قد تحتاج مني حديث كبير ومطول ومش عارف هقدر أختصر منو ولا لأ الصراحة. من وقت طويل ولم أقرأ عمل بالروح المتأججة بالتفاصيل دي كلها , وان سُمح ليا - نظرا لإنحيازي الشديد لمضمون الرواية - الرواية يجب أن تٌقرأ بجد , وفيها مزايا عديدة , فنية وغيرها أيضاً , لكن المهم في الرواية انها طرحت تساؤلات وجودية عديدة عن هيمنة العالم المادي من حولنا في العصر اللي بنعيش فيه وبين الجانب الروحي للإنسان وهل الجانب ده يقدر يصمد أمام الفكر اللي بيتبناه العالم ؟ وهل العالم مستعد لقبول هذا او بالأحرى الإيمان به ؟ غير كل ده , هل احنا مؤمنين بالجانب اللي بننتمي ليه كما يجب فعلا ؟ ولا بنخادع نفسنا ؟ التساؤلات زي ما قلت كثيرة وكل جزئية محتاجة مجال نقاش مفتوح لوحده فرجوعا للرواية , هخلط في الحديث بين مزاياها الفنية والأدبية وبين أبعاد النص سواء النفسية او الاجتماعية وغيرها؟
بدايةً من الإهداء وأول صفحة في الرواية شعرت بقلق مما هو قادم ومدى أهمية واختلاف الرواية وكنت بحاول جاهداً اني اقرأها بتمعن وتأمل شديد عشان استشعرت ما هو قادم شوية من الرواية , وان الكاتب معودني على كده في كتاباته الصراحة الرواية منذ بداياتها الأولى طرحت جدال بين الروح والمادة , ويمكن كمان بين حضارة الشرق والغرب وامتزاجهم واختلافهم ومدى تأثير ده في هذا الزمن , متجسد في شخصية يوسف وزينة ونظرا لأني نفسي أتكلم عن الشخصيات كتير هبتدي بيهم , شخصيات الرواية ما هم إلا أنماط فكرية متعددة , كل شخصية فيهم او فكر يستحق التأمل , هنلاقي البطل يوسف وهو في عباءة العالم الروحي والموسيقى "في وكالة الشيخ الموصليّ" ومروره بتجربة الشك منذ دخول زينة عالمه ومواجهته بالعقل والمنطق اللي ميتوقفش قصادة وقدرة اقناعها في حديثها وسحرها الخاص عليه , يوسف الإنسان الحائر بين مبادئه وايمانه وحياته بين عالم الصوفية والموسيقى والذكر بين الأجواء الروحية للوكالة الي بتبعث بالصفاء في النفس والهدوء , وبين شكوكه حيال العالم اللي عايش فيه وان كل هذا ما هو الا محض خرافات ليس أكثر وميوله لإغراءات العالم المادي والنصياع وراء رغبته في دخول العالم السائد من حوله وده اللي قامت بيه شخصية زينة ومشروع تحويلها للوكالة واطلاع يوسف على الآلات الحديثة وما الى ذلك , زينة هنا شخصية مضادة ليوسف في الفكر , زينة نقطة ضعف يوسف لانها بتستميله للفكر المهيمن في العالم المادي واقناعه بسحر خاص بالانضمام ليه والتشكيك في الشيخ الموصليّ وتاريخه وانو مجرد خرافة في الماضي ليس له وجود , زينة مارست سحرها على يوسف في جميع الأحوال , ومشهد علاقته بيها وكبت رغبته العاطفية ناحيتها كان بيمثل شعف يوسف امام نفسه وخداع نفسه وسقط امامها وده وضح ضعف يوسف امام ما تبثه زينة من اغراءات تثملت في الرواية عاطفية , لكني شايفها اغراءات فكرية بيميل ليها تدريجيا , حتى لحظة يقينه ما قدرش يواجه زينة لانه عارف قدرة اقناعها له وهنا البطل ما زال متردد ولو قليلاً , وبيستمر يوسف في هذا الصراع مع زينة
زياد هو المولود للعالم المادي , نموذج الانسان الغريزي المنصاع وراء رغباته , ومحكوم عليه بالشقاء الأبدي وطرده من الجنة كما وصفه الكاتب , شخصية قليلة الحظ ودهنتاج طبيعي للطريق اللي اتخذه , وعدم ايمانه بأستاذه وترك اجواء الوكالة - وان كان هو التحم بها من الأساس - و رمى بنفسه للهاوية وبالجميع معاه لو النموذج ده تولى زمام الأمور أيضاً
أخيرا شخصية ذاكر رسلان , الأب الروحي لهذه الرواية ولجميع شخصياتها , الشخصية المحببة لقلبي بشكل شخصي , وان كنت شايف ان ذاكر لم يأخذ حقه في الرواية وكان ممكن يبقى ليه مساحة أكبر من كده , وان ذاكر رسلان لوحده محتاج رواية منفصلة فيها حياته الكاملة من البداية , لأن الشخصية ثرية جدا , وهي تعتبر حلقة الوصل بباقي شخوص العمل , زينة , رحمة , يوسف , زياد ..يعتبرو مشتقات فكرية ومعنوية من ذاكر رسلان , ذاكر هو الأساس وتفرع منو البقية , لكن للأسف مانالش المساحة الكافية في الرواية في اظهار تأثيره بشكل أوضح لأن من وجهة نظري انا شايف تأثير ذاكر في الشخصيات وفي الرواية نفسها مستتر شوية مش بشكل مباشر , لكن قلة مساحته لم تخل بالعمل من رأيي.
اللغة , لغة هذه المرة مختلفة وأكثر سلاسة وشاعرية , وبتتجلى قدرة الكاتب الإبداعية من أول صفحة بل أول جملة في الرواية , انا استشعرت منها مجهود كبير جدا مبذول في الكتابة والمراجعة والصياغة المتعددة ععشان أستلم الرواية بالشكل ده , ونجح في الأمر بالفعل , الوصف في الرواية دقيق وجميل وبسميه وصف طبقي , لأنه بيحوي طبقات أعمق من الظاهر منها , فيه طبقات روحية في جوانب الوصف ملائمة ومعبرة عن أجواء النص وال"وكالة" وده شئ مميز جدا , كمان التعبيرات الرقيقة والبلاغة والألفاظ منتقاه بعناية شديدة وبتظهر شاعرية اللغة وضخها للروح والحياه بل والحب أيضاً بين شخصيات الرواية مثل رحمة ويوسف على سبيل المثال , وكمان اللغة بتتغير بتغير بيئة الشخصية زي زياد , النمط السائد في اللغة بجميع تفاصيلها بيخلق احساس وشعور معبر عن طبيعة حياة الشخصية المختلفة عن عالم يوسف وذاكر والجميع , لأن زياد تحديدا مختلف شوية عن الباقي. واللي ساعد الكاتب كمان سرد الرواي العليم هذه المرة , كان فيه حرية للكاتب وعرف يستغلها كويس والإبحار بين اعماق النص وترك بصماته وتعليقه فيها , ويمكن ده محتاج تمعن شوية نظرا لأن ده بيظهر اوقات بصورة عابرة جدا لكنها تستدعي التدبر , ودي ميزة حلوة جدا
الرواية هنا مقدمة في شكل فني روائي فيه اختلافاته وتميزاته وقدرة مثيرة للإعجاب جدا على معالجة محتوى النص في الشكل ده , الوكالة , الشخصيات , مصائر الشخصيات ومصير الصراع نفسه , كل ده يستحق التأمل , الرواية صادمة شوية لأن الواقع من حولنا شايف ان المادة سلطتها طاغية , وده حقيقي , لكن لم تجب على تساؤلات لسه في دماغي , هل نقدر نغير الهيمنة دي ؟ هل نقدر نحافظ على مورثواتنا , هل..هل ؟ انا فعلا محمل بكم كبير من التساؤلات ومحتاج انا كقارئ أتدبرها مع نفسي كتير , واعالجها كمان , لأن الصراع في الرواية مش مجرد صراع على مبنى أثري وبين خرافة شيخ مجهول وبين سيرته وتراثه حتى الآن , الصراع ليه ابعاد عميقة كتير , ابعادته بتدخل جوا الفرد الواحد بتعيشه اجواء من التخبط والحزن والالم والشك واليقين , انا نفسي أستكمل كل ما يختلج في صدري من أثر الرواية عليا انا شخصيا ورؤيتي ليها لكن معتقدش اني هنتهي دي قيمة الأدب الحقيقي ا��لي يستحق أن يُقرأ , تنوير جوانب الإنسان المردومة تحت ركام زخم الحياة , تنوير جوانب محدش بيتطرق ليها , عشان كده قلت الرواية لازم تتقري لأنها ثرية جدا ومختلفة عن أعمال الكاتب , انا عرفت ليه هي أمطار صيفية , ويا أسفاه مضطر أعترف ان الكاتب مُحق , عودة قوية وحميدة لأحمد القرملاوي وللأسف انتهت سريعا وهستنى للعمل القادم لكن الروايات الحلوة بتعدي بسرعة , أشكرك بجد
رواية هادئة، رائقة تأخذك لعالم الموسيقي مع خلفية من الصراعات الإنسانية بين الماضي والحاضر، بين العقل والروح من خلال قصة وكالة الشيخ الموصلي الصوفي، الوكالة التي فتحت أبوابها للمتعبدين ومحبي الموسيقي لتعلم العود وممارسة العزف والتعبد على حد السواء، تسرد الرواية صراع بين الماضي المتمثل في الوكالة والحاضر حيث رغبة البعض في تحويلها لمكان حديث بطريقة ما، وصراع أخر بين زينة التي تعمل العقل فقط ويوسف الذي يركن إلى الدين والقلب أغلب الوقت
مبدئيا بس أوجه عتب على الدار المصرية البنانية بعدم كتابتها لمين مصمم الغلاف اللى بوجه له تحية على التصميم الرائع و المعبر جدا و اللي يستحق أول نجمة .. يتبقي أربعة نجوم من المفترض انها تكفي لتقييم العمل إلا ان نجوم السماء بأكملها لا تكفي قلم أحمد القرملاوي ، قلم خلقت حروفه من عالم أخر تلعب ببراعة علي أوتار مشاعرك وترسم لكيانك جناحين لتحلق فى سماء أبداع كلماته .. تلمست أحجار الوكالة وصدقت وجود الموصلي وتشربت مشاعري كل دقات العود حتي أنني أصبحت متيمة بقوقعته الخشبية التي تشممت رائحتها بين السطور .. هكذا كانت لغة وسرد أمطار صيفية ، بالكاد تلتقط أنفاسك بين الأحداث ، تعيش حاله من الوله و الغضب و الحزن لتبكي مع السطور فرحا وحزنا فى آن واحد ... نهاية غير متوقعة لا تدري إن كانت منطقيتها هي المؤلمة أم انها تضرب بأحلامك عرض الحائط .. رواية تعمدت البطئ في التوغل بين سطورها لأنني لم أكن اريد نهايتها و لكن للأسف لكل شيء نهاية و ما يعزيني هو ثقتي فى القادم من الكاتب أحمد القرملاوي الذي أنتظره بشغف .
كل رواية جديدة تصدر للكاتب «أحمد القرملاوي» هي مكسب للقراء، قرأت «التدوينة الأخيرة» أول ما قرأت له، وسحرني عالمها، دفعني دفعًا نحو روايته الثانية «دستينو» التي لم تخيبني بذلك التشويق الممتع وتكمله حبكة متقنة، صدرت «أمطار صيفية» مؤخرًا انتظرناها جميعًا بلهف؛ لأن في كل رواية للقرملاوي تُكمل النص مدفوعًا بكل تلك اللهفة التي يهديك إياها قلم محترف فيجذبك بلا عناء إلى عالمه.
«أمطار صيفية» يستظل منها حالاتٍ إنسانية هشة مليئة بالتناقضات والشكوك والخوف هي ما حدد مصير الوكالة وحسم الصراع في النهاية، هي مزيج من حالات إنسانية تورطت بشكل مباشر أو غير مباشر في صراع وجودي بين الروح والمادة.
وكالة أثرية مدار اهتمامها الموسيقى تعزفها أصابع مؤمنة بأن الموسيقى باب السماء الموصد، إنْ هم طرقوا عليه فتحت لهم السماء أبوابها إيذانًا بدخولهم عالم الخلود السحري، ولكن الوكالة على روحانيتها لم تخلُ من صراعات ومساومات وشكوك وأحقاد، فهل تستقيم الوكالة وهذا حالها؟! الحق أنه إذا اجتمعت كل هذه المنغصات على كيانٍ كان هذا آذانًا فيه بأنه سيستحيل خرابًا، خاويًا على عروشه.
«وتساقط منه الحس النقدي في دوامة الوجد، التي سحبته حتى نهاية المعزوفة».
كما عودنا الكاتب في رواياته السابقة يحيل القارئ إلى الرمز، اتخذ في هذه الرواية من الصوفية بوصفها طريقةً متبعةً في الوكالة رمزًا لاتجاه في الفكر الإنساني يُعلي من قيمة الروح ويبني عليها فلسفته، في مقابل الفلسفة المادية التي تعكسها زينة، والغريزة البحتة التي يعكسها زياد، وإن كنت بشكل شخصي لا أؤمن بأن الصوفية هي الرمز لإعلاء قيمة الروح، ولكن تساقط مني النقد في دوامة الوجد فاستمتعت بالمعزوفة حتى حيانا العازف بالنهاية.
هذه هي الرواية الثانية بعد «دستينو» التي يبحث فيها الكاتب هيمنة العالم المادي ويتساءل هل للروح مكان؟ هل لها تلك القدرة التي تعينها على مواصلة الحرب، ثم الانتصار على قوى المادية ممتدة الأذرع؟!
تجتذب زينة يوسف إلى عالمها بهذا الاختلاف الصارخ الذي يبهر عينه، ويدخله طائعًا في دوامة الانسياق لها، تسقط روحه في هوة الشك السحيق، لا ينقذه منه إلا تلك القشة التي يتعلق بها غريق، ثم ما تلبث القشة أن تُكسر هي أيضًا، في مقاومة سيل الإغراء الطاغي مدعومًا بإيمانٍ مهتز في قلبه.
ولعل الكاتب قصد أن يرسم صورة «يوسف» مهتزة مشوشة كتلك الروح التي تغزوها المادية وتزعزع إيمانها، فتزرع بداخلها ثمرة الشك وتنتظر في صبر نموها لتؤتي ثمارها ولو بعد حين.
أحتاج إلى أن أفرد الحديث أكثر عن شخصية زياد، تلك المركبة التي رسمت ببراعة أجبرتني على التفاعل معها فضلًا عن الحيرة في إصدار حكم بشأنها ربما ومحبتها كذلك، زياد هذا الذي تحركه خرائط الخوف بداخله في مدارها وإن حاول جاهدًا أن يحرق آخر شجيراته بداخل نفسه أو هكذا ظن، هو مزيج من غربة كاملة كان يعايشها بين أهله حتى ابتلعته في النهاية، واحتقار للذات انعكس في كل تصرف دوني قام به، علاقات مشبوهة وحقد لا يخفيه، وادّعاء لذكاء لا يملكه، إيمان فقده في رحلته الصعبة التي ستكون نهايتها مهينة حقًا، أسفر هذا المزيج عن شخصية معقدة احترت فيها رأيتها تلتمع لكأنها من فرط بريقها حجبت عني بقية الشخصيات؛ التي وجدتها باهتة.
الحق أني أحب الشخصيات «الشريرة» – هكذا نطلق نحن القراء على كل شخصية غير سوية أو مركبة -؛ التي تشي بشكل قاطع بمهارة الكاتب في رسم شخصية مركبة معقدة تتلاقى فيها حدود الشر مع الخوف أو الطيبة بهذه الدقة والبراعة.
أما عن الشيخ ذاكر، فلن أخفي أني غالبت دمعةً حين عرفت عن مرضه – أتعامل هنا مع الشخصيات بوصفها حية -، يمثل الشيخ ذاكر الملتقى لكل الشخصيات، وبسقوط ذلك الشيخ المفوه في دوامة «الحبسة الكلامية» سقطت الشخصيات قاطبة في جبّ عميق.
بنية الرواية مختلفة عن الأنماط السائدة، حين تقرأ إهداء الكاتب إلى ناشره تتيقن أن الكاتب ربما يتبع جانبًا من نظرية «كسر الجدار الرابع» المتبعة في الأدب المسرحي، التي تكسر الجدار العازل بين الجمهور وممثلي المسرح بجعل الجمهور عنصرًا فاعلًا يتدخل في سير الأحداث ويغيرها، كان التغيير هنا فيما يخص الكاتب وناشره وجعلهما شخصيات ملموسة ضمن إطار الرواية وعالمها، يحيلك هذا إلى أهمية أن يجرب الكاتب تقنيات جديدة وإن اعتراه بعض الخوف من استقبال القراء لنصه.
نستطيع القول بعد الرواية الثالثة أن القرملاوي «سابق بخطوة» دائمًا، هذا الاستباق ناتج عن الجدة التي يحرص عليها في اختيار موضوعات رواياته، وذلك الأسلوب المتفرد بلغة شاعرية تُبعث حية من خلال تعبيرات منتقاة راقية وتشبيهات جديدة مدهشة، ووصف موسيقي مكثف لا يُسقط تفصيلة واحدة تخص الشخصيات أو الأحداث، كذلك يحرص القرملاوي دائمًا على أن تستخدم كل شخصية لغتها الخاصة التي تتفق وطباعها النفسية الخاصة ورؤيتها للأمور.
بقي أن أقول إن هذه المعزوفة العذبة ستسمعك لحنًا أثيريًا سيصاحبك حتى بعد أن تنهي قراءة الرواية حزينًا لفراقها، أما عن التفاعل الحقيقي بينك وبين النص فلن تسلم منه إن قرأت الرواية متمهلًا.
التقييم ٢٫٥ من ٥ أمطار صيفية والبحث عن خلاص الإنسان
رواية أمطار صيفية، أو وكالة الموصلي كما كان يجب أن تُسمى؛ فالوكالة هنا كعبة يطوف حولها أبطال العمل، ومنها يولد الصراع؛ بين أطراف عدة، الصوفيين والسلفيين، الشرق والغرب، الروح والمادة، لو كان لزامًا علينا أن نرى الأشياء في صورة متقابلات فإن هذا هو موضعها، في الرواية نرى أسئلة عن موقعنا من العالم؟ بثقافتنا وموروثنا الممتدة جذورها إلى الماضي السحيق، ربما لأننا ما زلنا نمشي وعلى ظهورنا هذا الماضي الثقيل، مثل سيزيف. إننا نبدأ قراءة العمل، برتم هادئ، يشدنا ويغوينا للقراءة، كأننا ندخل مع بطل العمل يوسف إلى وكالة الموصلي للمرة الأولى، نتأمل تجاعيد المكان الأثري، خطوط الزمن التي تم خربشتها على الجدران، إن الأماكن شبيهة بالإنسان، تتجلى روحها كلما اقتربنا من موطن طفولتها أو شيخوختها. هذا الرتم الهادئ يبدو مناسبًا للذكر الصوفي، على أنغام العود، يبدأ الرتم بالتصاعد –بإيقاع- ويلقي بنا في حيرة سوداء، أمام اختيار موقعنا، انتمائنا، إيماننا. يقع البطل يوسف في الغواية، في حيرة سوداء لا قرار لها، أمام زينة التي تجسد الآخر/ الغرب، عالم المادة، حيث لا مكان للإيمان أو للروح- وهي صورة متروك للقارئ الحكم على صوابها أو خطئها، ومع هذا فإن الرواية لا تدين الآخر بقدر ما تدين أفكارنا، إيماننا بالخرافات والأساطير التي لا وجود لها. إن عالم الرواية بدا في عيني، كروح امرأة غاوية، زينة، تلك الشيطانة التي تحوم حولنا، حتى توقعنا في مصيدتها؛ أسئلتها، مطرقة من الشك ولا إجابة لدينا. ثوابتنا تصطدم بالحضارة الحديثة، نحاول الإمساك بمنتصف العصا، لكننا نفشل. إنها ليست شيطانة تمامًا، ربما هكذا تبدو، لأنها لا تخبرنا بشيء غير الحقيقة. "الموصلي ليس موجودًا، والوكالة ستنهار، على يد السلفيين أو الصوفيين، أو المنتفعين من خارج الدائرة، علينا أن نجد طريقًا آخرًا". أجاد القرملاوي في خلق مكان أسطوري، وشخصية أسطورية، تركت ظلالها على عالم الرواية بالكامل، وهي شخصية عبادة الموصلي، أجاد للدرجة التي يخيل للقارئ فيها أن هذه الشخصية حقيقة في التاريخ الصوفي، وكذلك الوكالة، وعند البحثِ لا يجد المرء أثرًا لهما، وكل الحكايات التي رويت عن الموصلي، حكايات مختلقة، ومن فرط صدقها وجمالها يؤمن بها المرء.
لغة القرملاوي هربت من فخ الإكليشيهات، ووجدت في التراث ملاذها؛ ألفاظ رأى القرملاوي أنها خير معبر عن الحال، لكن التشبيهات أوقعت الكاتب في فخ المعتاد، غير المدهش، الصور المكررة المألوفة. أما لغة القرملاوي في الحوار، فكانت موفقة، الفصحى الدارجة، فلسفة نجيب محفوظ في الحوار، لولا بعض الهنات القليلة، هنا وهناك، والتي لم ترها العين في القراءة العابرة. ما الذي تراه العين في القراءة العابرة إذًا؟ آه، توجد بعض المشكلات، تبدأ من الأسماء، أسماء الأبطال الذي أجاد الكاتب في رسمهم شخصياته��، والالتزام بهذا الوصف، لقد حدد كل شيء جيدًا، من هذا البطل؟ ماذا يفعل؟ وكيف يفكر؟ الجهد المبذول جليًا، لكن هذا الجهد كشف عن نظرة طفولية للأبطال، من اختيار الأسماء، التي تحمل ما تحمل من دلالات، فالبطل، يوسف هنا يسقط في الغواية، وهذا يذكرنا بدلالات اسم يوسف، وزينة هنا هي رمز الغواية، بما يحمل لفظة زينة من دلالات قرآنية تعبر عن الغواية والشيطنة، وذاكر هنا الشيخ التقي شديد الورع، لذا فهو يدعى ذاكر، وزايد الطماع الذي يريد المزيد دومًا، يدعى زياد. والحياة على خلاف هذا، لا نحمل قدرًا من أسمائنا سوى في الروايات، وقد أقبلها في بطل واحد، مثل رمية نرد، لا في جميع الأبطال. الفن قائم على الإيحاء، والمباشرة تقتل النص، وتكشف لنا الكاتب، فوق رؤوسنا، يمسك بخيوط الأبطال، كمن يمسك بدمى الماريونت؛ الكاتب الجيد يعمي القارئ عن خيوط الماريونيت التي يمسك من خلالها بالأبطال، كلما كانت هذه الخيوط واهية، رفيعة، غير مرئية للعين، صدق القارئ ما يجري أكثر وآمن بهذا العالم، كيف نصدق الأبطال ونحن نراهم محض دمى؟ الخيط الرفيع يتجلى لنا، نراه مثل جمل السفن، الحبل الغليظ المصنوع من الليف. الأبطال يمشون – بشكل قدري- في خط مستقيم، من النقطة أ إلى النقطة ب، من الممكن للقارئ أن يكمل الرواية ويصل بها إلى النهاية دون جهد، ما دام مشى وفقًا للمعطيات، وهذه عملية رياضية، ليست أدبًا. الإنسان لا يمشي في خط مستقيم، الإنسان يتذبذب، يحتار، يشك، في دوائر تبدو عشوائية للعين، يقفز من نقطة إلى أخرى، هذا يكسر المتوقع ويحطم الشكل، خالقًا وجوده. الإنسان هكذا، يدور حول نقائض الأشياء، أما خلق شكل جامد للإنسان، خلق شكل جامد للبنية للرواية، فهذا لم يكن جيدًا. الأحداث مشت – كما خطط لها- في خط مستقيم، كل الأبطال ذهبوا إلى أقدارهم المحددة مسبقًا بدء من أسمائهم، هذه القدرية التي فُرضت على الأبطال المساكين، قتلتهم. لم يكونوا أحياء، فالكاتب لم يترك لهم بعض الهواء ليتنفسوا، لم يترك لهم براحًا ليخرجوا عن الخطة، ليفرضوا وجودهم، لا، لم يكن لديهم فرصة لفعل ذلك، وهم مقيدون من رقابهم لقد سبق وجودهم ماهيتهم. مشى كل شيء في مساره، لم يكن هناك ما يكسر المتوقع، سوى تدخل راو آخر، ليأخذ مساحة صغيرة من الراوي الغائب – الذي يبدو واحدًا منا- لنرى من عين أخرى، وفمٍ يلقي لنا بمعلومات تكسر الرتم، وتزيد من التشويق، لكن هذا الراوي يتدخل بحجة لم تكن قوية، باعتبارها ناشرة العمل، ولها الحق في إجراء المداخلات وفقًا لشروط العقد، هذا لا يحدث في عالم الكتابة، لا يبدو صادقًا، يعيدنا مرة أخرى إلى أزمة التعمد، المباشرة. على أية حال، النص جيد، ومبذول في كتابته جهد، ويطرح أسئلة تمس واقعنا، وموقعنا من العالم، وبرغم تلك المشاكل – الصغيرة أو الكبيرة- فإن أمطار صيفية، أو وكالة الموصلي، تجد في قلوبنا مكانًا لها.
أمطار صيفية... صيف ساخن وأحداث متصلة تربطها أزمنة وشخصيات في تطور سريع وقفزات متتالية بين الأماكن والأزمنة بيد مهندس وعازف عود راسماً لوحة محكمة التصميم بلغة سهلة وإن كانت رصينة في عربيتها، ملقية على القارئ الأطروحة التي قامت من أجلها الثورات وحارت فيها الأجيال: هل الرأي الأكثر صواباً دوماً هو رأي الأكبر سناً وهل الحداثة هي كل شئ ضد التقاليد؟ بضع جمل بين طيات الرواية في رأيي هي الممسكة بأطراف العقدة والحبكة والنهاية: "في الأماكن تكمن الأسرار"... رواية مليئة بالأسرار ومرتبطة بالأماكن عبر أزمنة مختلفة... مع كل حركة للأبطال نجد سراً جديداً قد تفجر مغيراً وجهة الأحداث ومنطق الأمور، حتى أن الحركة قد تغير رأي القارئ فيما ظنه من المسلمات في الصفحات السابقة لتلك الحركة البسيطة، وهذا ما برع به الكاتب عن حق. أدخلنا القرملاوي بين صفحات التاريخ وأسراره وشخصيات طواها الزمن ليربطها بدقة بالحاضر، طارحاً قصص الحب المعتادة بشكل جديد وهادئ لا يجعلك تفقد توازنك إثر تتبعها، فقط تتبع الأسرار. "الصمت بيت الغرباء، أما الحديث فسفر شاق"... الحوار في الرواية ليس بالموجز وليس بالغزير في نفس الوقت...اعتمد الكاتب على لغة الصمت في كثير من الأحيان وإن أبدع في وصف المشاهد حتى تراها في مخيلتك واضحة الملامح والحركات. "بعض الأشياء يزداد وضوحاً حين نراه من مسافة أبعد"... دوماً ما نستبق الحكم على الأشخاص والتصرفات نتيجة خبرة حياتية أو قصص سابقة سمعنا عنها... تميز الكاتب في توجيه القارئ حتى يصل إلى حكم بعينه ثم يأتي بالفكرة أو الخبر الذي يجعلك تلقي كل ما وصلت إليه من حكم على شخصيات الرواية لتبني رؤية جديدة مؤكداً معنى الرؤية من مسافة لفهم الكثير من الأمور في الحياة. "بئر الأسرار"... الكاتب عليم بأسرار العود وعليم بأمور الهندسة وصار عليماً بأمور طبية...استغل معرفته جيداً بتلك التفاصيل ناسجاً خيوط حبكته لاعباً بكل ما أتيح له من علم وأسرار ليدخل القارئ في دواماتٍ ممتعة عن فن العزف وعن آلة العود، محول اهتمام القارئ في بعض الأوقات للتعلق بمصير العود ومن يهتم به من شخصيات بالرواية، جاعلاً المتلقي مرتبطاً ومتعلقاً بالأحداث لاهتمامه النفسي بما أحب عبر الأحداث. بدأت الرواية بدمار وتسلسل البناء لينتهي بالدمار الأول، كأنه يخبرنا أن لكل نهاية بداية ، وأن الحياة لا تبق ولا تذر. لجأ الكاتب إلى ادخال شخصية متطلعة على الكتابة لجعل القصة مصدقة وحقيقة ،ونجح في ذلك. دخول التاريخ لتقوية تفاصيل الحبكة زاد الرواية جمالاً وقوة لأنها حولتها إلى جزء من الحياة اليومية. انتهي بعنوان الرواية "أمطار صيفية"... جاء ذكرها في منتصف الأحداث كدليل رحمة على من فُقد...ومع الأحداث نجد الرحمة هي الناقصة في حياة الشخصيات وكل ما تحتاجه هي بعض الأمطار لتخفيف وطئة الصيف ولهيب الحياة، فجاء موفقاً في اختياره. في رؤية بعيدة للرواية ،أجدها ممثلة لحياتنا بمصر بكل الاسقاطات السياسية المطلوبة، والتورية الدالة على حال وطن...جميعنا في لهيب حياة، نحارب من أجل إثبات وجهة نظرنا ، يكافح الأكبر سناً لإثبات صدق رؤيتهم، ويجاهد الأصغر في ايجاد الدليل العلمي لصدق رؤيته... الجدال الممتد بين ما كان وما يجب أن يكون، بين الرضا بالموجود لأننا اعتدناه والبحث عن الأفضل لأننا نستحقه...وفي خضم العقدة نجد دخولاً للسلفين لمواجهة رؤية الأبطال من الموسيقى والعزف وصلتها بالعبادة...كحالنا مرة أخرى..وأجد الكاتب كان موفقاً في وصف مشاعر كلا الوجهتين . استمتعت بالرواية وبلغتها البسيطة وبرع القرملاوي في إضافة ابداع جديد لسلسة ابداعته...
أمطار صيفية وصراع الاستحواذ رواية جميلة ذات لغة عالية، لم يراهن فيها الكاتب على الأحداث بل كشف لك النهاية في بداية الرواية لذا من كان يبحث فقط عن قصة تتسارع فيها الأحداث عليه أن يرحل لكن أن بقيت ثق أن الكاتب لن يخذلك وستجد أحداث مقنعة أدت لتلك النهاية المنطقية الأبطال كل منهم يسعى للاستحواذ على شيء مادي عدا يوسف والصيف فقط هما من يسعيان للحصول على شيء معنوي، بمعنى أن زياد يسعى للحصول على المال، رحمة تسعى للحصول على يوسف، زينة تسعى للحصول على الوكالة لتنفيذ مشروعها وعلى يوسف أيضا أما يوسف فيسعى للحصول على اليقين ، والصيف يحصل فقط على الأمطار التي لها دلالة ما أعجبني كثيرا الفواصل التي قامت زينة بتدوينها لتتداخل مع الراوي وتصحح ما ترى أنه أخطأ فيه بعد قراءة هذا النص متحمس كثيرا للبدأ في عمل آخر لنفس الكاتب
" أمطار صيفية " رواية إنتظرتها بشغف وكلي ثقة انها ستكون كسابقيها: التدوينة الأخيرة و دستينو. رواية تجد فيها روح القرملاوي وأسلوبه المبهر. تتميز بلغة رائعة وتعبيرات جميلة جعلتني أقف عندها للتأمل والتذوق. هي رواية عن الصراع بين المادة والروح .. المادة المتمثلة في زينة بتقدمها والروح متمثلة في ذاكر رسلان بموسيقاه التي تسمو بالروح.. ويوسف المتأرجح بين الناحيتين. رجعتني " أمطار صيفية" لعالم معشوقتي الأولى " التدوينة الأخيرة" ❤️❤️مع نصائح ذاكر رسلان ( ماهيزو) ومشاعر الحب والرومانسية بين يوسف و رحمة( شابي وتيها) . كما تتميز بالمداخلات من إحدى شخصيات في الرواية وهو ما وجدته مفاجاة رائعة. كما أبهرتني بغلافها الرائع بألوانه وتصميمه
رواية عن الروح و المادة و عن الانسان بوصفه إنسانا: ذامر/يوسف/زينة/رحمة/زياد و وكالة الموصلي شخصيات و حيز مكاني تحيط بالموسيقى الصوفية و العالم الإلكتروني.
لو قُدر لهذه الروايية اسم آخر غير أمطار صيفية لكان على الأرجح "معزوفة شعرية" فاللغة سهلة سلسة شعرية تعبير فصيح بالكلمات العذبة عن حالة التوحد مع الموسيقى افتتاحية الرواية آسرتني ، الوصف الشاعري للوكالة أعمدتها صمودها تناجيها مع من حولها ثم انتقاله إلى حالة الوصل التي انتابت يوسف عندما اعتلى خشبة المسرح فقدانه الإحساس بكل من حوله وتوحده مع عزفه وتناجيه عبر السموات السبع، ولشدة افتتناني بها وبتعبير القرملاوي عن هذه الحالة أعدتُ قراءة وصفه لهذه الحالة مرات عدة... طوال الرواية لم اهتدي لأي مغزى أو تأويل يقصده المؤلف، راودتني تأويلات عدة؛ هل هي وجوب الإيمان المطلق والتسليم بتصاريف القدر وتصارع هذا النوع من الايمان مع المتشككين فيه، أم صراع التقاليد مع الحداثة الصراع الأبدي عبر الزمن أو فلنقل صراع م��روث الاجداد مع طموح الاحفاد، أم هو صراع العالم المادي مع العالم الروحاني وهل الايمان بالعالم الروحاني يستلزم التسليم بكل ما لا تدركه عقولنا وإرجاعها إلى بركات ونفحات توارت عن عقول العامة ولم يفتح الله بها إلا للقليل من عباده او مريديه، ام المراد- وهو ما اطمئن إليه قلبي - أن الموصلي هو موصل الشرق بالغرب او الروح بالجسد او موصل لابد ان يجتمع فيه قطبي الحالة الانسانية ألا وهو الروح والجسد ولكي تظل الحالة الانسانية متجسدة على الارض فلابد من من تجديد وتهذيب وتطور ونمو وانفتاح على الاخر وفي الوقت نفسه تمسك بأصولها وطابعها وروحها والبحث الدائم في مزيج يعينها على البقاء والصمود... حريق الوكالة في النهاية لم يقلقني، فعندما تصل الأمور إلى الذروة او تختنق في عنق الزجاجة فلا بد من لحظة انفجار لكي يخرج كل أمر من مخبأه وتتكشف الأمور وتتخذ موضعها الصحيح؛ فحريقها أبعد السلفين وتأزُم حالة ذاكر الموصلي الصحية كشفت جزءًا كبيرا عن ماضيه وحتى طول صداقة يوسف بزياد آلت إلى النهاية لانكشافه أمر كان يصعب عليه اكتشافه في بادئ الأمر وهو سرقة زياد لعود الشييخ وهو ما سيفتح الباب بالتأكيد أمام يوسف ليتكشف أمر زياد الذي طالما خفي عليه....بطل الرواية الموسيقى "الروح" فمهما تغير العود او تكسرت أعواداً "مادة" ستظل نغماته خالدة ومقاماته محفورة في قلوب عشاقه وسيُصنَّع غيره الآلاف تماماً مثل الوكالة فبحريقها لا يموت المنهج بل يظل في قلوب المريدين تتجسد من خلالهم وتطل في ثوب جديد مع الترميم لوكالة الموصلي... لطالما هدمت الكعبة ودخلت عليها أعمال ترميم عده ولكن قواعدها ومقاماتها ظلت كما هي........ لكي تبقى الروح فلابد من تجديد وتطور للمادة وإلا اندثرت! وهذه رؤيتي عن المعزوفة الشعرية "أمطار صيفية"
— " هل من حبيب موجود أبدا الدهر ، دائم الوصال ، مستجيب لأخفت نداء ؟! " • • —تبدأ أحداث الرواية بحادث حريق هائل لوكالة الموصلي ، لتأخذنا الأحداث لما قبل هذا الحادث لتحكي لنا عن تاريخ وكالة الموصلي وعن "الشيخ الموصلي" الذي كان صانع أعواد وولد في مدينة الموصل تلك المدينة التي أنجبت نبي الله يونس ، كما أنجبت أفذاذ الموسيقيين في أزهي عصور الحضارة لذلك سماها العرب الموصل لأنها ملتقي يَصْل بين الشرق والغرب ، "الشيخ الموصلي" وصل إلى مصر وأسس طريقة صوفية خاصة به ربط فيها الموسيقي بالذكر ومنه تأسست "وكالة الموصلي" والذي استمر في اداراتها نسله حتي وقتنا هذا ، لكن لأن الجمال لا يستمر ، فكل جميل دائمًا ما يتم اغتياله من خلال هذا القبح والعطن والدنس الذِي يحيطنا ، فتحدث أحداث تغير من مجري الوكالة وكل من فيها، بين إيقاعات موسيقيه مختلفة وشخصيات قد تكون نمطيه لكنها تمثل أفكار وطوائف مختلفة ، بين حلقات من الذكر وأغاني صوفيه وآلات موسيقية ، بين الموسيقي والذكر مثال الروح وبين الحداثه والمادة التي أصبحت مسيطرة علي عالمنا بشكل مبالغ ، عن صراع بين القديم والجديد ، عن التطور الرهيب الذي لازمنا في جميع جوانب حياتنا وتغلب علي كل معاني الجمال وحارب بكل قواته تاريخنا ، بين صراع مستمر ودائر بين الشرق والغرب أنه صراع مميت بين الروح والمادة أيهما سيفوز ؟ ومن منهم الحقيقي ومن المزيف ؟ هذة الرواية الرمزية ستثير بداخلك الاسئله وتجعلك تبحث عن أجابات ، هل تستطيع مواجهة إغراءات هذا العالم التي قد تتغير بسببه مبادئك وأحلامك وتوضح حقيقتك ، إنها معزوفة سماوية تاريخية صوفية تأخذك معها بعيدًا لتحلق في سماء مختلفة لكن كن حذرًا من السقوط لواقع مادي حقيقي تمطر عليه أمطار حداثه مادية قوية
— أسلوب أحمد القرملاوي جميل جدًا ، ولغته رائعه بجانب الغلاف المبهر والفكرة المختلفة رواية جميلة وسعيدة بفوزها بجائزة الشيخ زايد لهذا العام
Єгипет це не лише піраміди, фараони, червоне море та готелі all-inclusive. Трішки із сучegyptліт🤭 Це роман сучасного єгипетського письменника, Ахмад аль-Кармалаві "Літні дощі".
Арабська художня література для мене щось зовсім нове і я вдячна anetta.antonenko що вони видають настільки унікальний контент.
Романи це не зовсім мій жанр, і можливо конкретно ця книга стала досить дивною східною ізюминкою😅 в списку прочитаного.
Книга про музику, тобто про прихильників специфічного музичного інструменту уду та релігійну общину суфіїв. Для них музика стає містичним способом пізнання світу. Дуже сильно відчувається як спільнота залежить від мусульманства і культурних традицій, як під тиском цього людям важко реалізовувати навіть власні бажання, або не можливо внести зміни, пристосуватись чи адаптуватись до реалій сьогодення. Адже сучасні технології це щось страшне і його не можна впускати в життя. І цей конфлікт є основна суть цього роману, як на мене.
Герої живуть в Каїрі, і цей вайб наче пісок проникає в тебе з кожною наступною сторінкою. Так кожен зі своїми страхами, проблемами і виборами, для мене вони не зовсім близькі і зрозумілі. Багато обману, якихось торгів із совістю, зацикленість на грошах, вони наче десь застрягли в минулому, надривний драматизм і якась ностальгія наче надумані від голови. Одна єдина героїня Зіна, яка здалась більш адекватною і та не місцева, але чомусь читачам та і персонажам книги вона не подобається 🤭
Цікавий експеримент, але всерівно книга мені не дуже сподобалася. Хоча закінчення епічне і в дечому я б сказала символічне🔥 Адже, в житті часто так, щоб побудувати нове потрібно позбутись старого😉
" سريعا ما سيقص عليك أحدهم تاريخ الموصلي, الذي كان صانع أعواد, قبل أن يصير إماما صوفيا في زمن لاحق. سيحكي لك كيف شرفت مدينة الموصل بمولده, تلك التي أنجبت من قبله نبي الله يونس, كمان أنجبت أفذاذ الموسيقيين في أزهي عصور الحضارة, لذلك أسماها العرب بالموصل, كونها ملتقي يوصل الشرق بالغرب " بعض الروايات لا ننتهي منها بمجرد إغلاق صفحاتها, كما حدث مع هذه, كل ما تفعله هو الغوض في عالمها, والتفاعل مع أبطالها, بل تتمني لو تمتد النهاية لأطول من ذلك. رواية عن الصراع بين المادة المتمثلة في زينة ببحثها عن التقدم و الروح المتمثلة في ذاكر رسلان بما يحمله من معاني للموسيقي, حدث درامي بسيط لكنه عطّر بأجواء ساحرة, وكالة الموصلي القابلة لسقوط, و ما حملته داخلها من حكاوي و أحداث. للمرة الثالثة ينجح احمد القرملاوي في رسم عالم خاص به, شخصيات بسيطة, نقابلها في واقعنا و ربما نقترب منها, لكن يجعلها القرملاوي خاصة و فريدة, ليس فقط ببساطتها بل من الفكرة في تلك اللغة التي يعزفها باحترافية, أسلوب اسر في نقل تاريخ الموسيقي والصوفية, و وصف مذهل و لو أنها كلمة قليلة, رغم تجربتي الشخصية لعدة ألات موسيقية إلا أنني لم أستصغ العود, لكن مع ما قابلته من وصف لما يمنحه العود تراجعت في نظرتي له. عمل قيم بحق, تميز بلغة رائعة شاعرية و تعبيرات جميلة تجعلك تقف لتتأمل.
أنت لا تقرأ عملا أدبيا عندما تقرأ هذه الرواية، أنت تسمع بعينيك و بخيالك المتقد _الذي تمكن أحمد القرملاوي من امتلاكه تماما_ تسمع نوتة موسيقية تم نسجها بحروف دقيقة ، يدرك كل حرف منها كيف و متى يضرب على وعر الإحساس الأمثل لديك ، قيل أنها عن الصراع بين المادة و الروح ، تفسير منطقي ، لم يسعني التفكير فيه ، فالرواية سحبتني كليا الى عوالم مفقودة مزيج شرقي شهي من النغم و التصوف و العشق و الرومنسية اجواء لا زالت بقع قليلة جدا من الارض تحتفظ بها ، نخسرها الواحد تلو الاخر مع مرور الزمن .. تمكن القرملاوي من حفظ احداها لنا بين درفتي كتاب . كتاب تمكن من صفحاته الاولى على ابتلاع روحي النزقة ليدخلني في ارقى و اجمل حالات السكينة . لغة رائعة مجيدة خبيرة ، لم يتعثر كاتبها مرة على صعوبة ما يشرح من تفاصيل دقيقة احيانا، الا ان لغته لم تخنه مرة واحدة ،تواتر العمل و الموسيقى الكلية متناسقة متسارعة سلمت العمل مع نهاياته من القراؤة المتاملة المستطلعة للقراءة اللاهثة لفك اسرار الحدث . عمل استمتعت به جدا و امنحه صادقة من النجوم خمسة . شكرا احمد القرملاوي على التحربة الممتعة .
الرواية اشبه بالومضة التي تتيح للقارء ان يري ما حوله بوضوح ولو للحظات...المضمون كالرمال المتحركة التي تجذب القارء بعيدا عن قوة اللغة وروعة التشبيهات ليصبح العمق هو الاساس للرواية. اعتقد ان زينة ترمز لعالم المادة بينما يرمز ذاكر للروحانيات ويتأرجح يوسف بينهم في تردد لانهائي . اللغة نفسها عبارة عن معزوفة موسيقية رائعة ، فلم تمر جملة دون تشبيه بليغ وصياغة مميزة.
وعن الصراع الدائم بين الروح والجسد أو المادة والاحساس تدور الرواية واحداثها ، وتتصارع الشخصيات المرسومة ببراعة وخاصا شخصية زياد الي ان تصل الرواية للنهاية بانتصار المادة مما يتطابق مع الزمن الذي نحياه الآن. بالتوفيق دائما ان شاء الله
أمطار صيفية: - الرواية بالكامل بالفصحي، وهذا شيء بات لو تعلمون عظيم. - الرواية مكتوبة بإحدى تقنيات (اتجاه ما بعد الحداثة) تحديداً تقنية "رواية داخل رواية". - السرد بضمير الغائب. - تعج الرواية بصور أدبية جميلة، صيغت بطريقة جديدة. - تلامس الرواية بالكاد العالم الصوفي في بعض المناطق. - ثمة فقرات مطولة تتكلم عن فنيات يعلمها عازف العود، لعل لهواية المؤلف أثر كبير في ذلك. - الصراع داخل الرواية كان جيداً نوعاً، متوقعًا حتمًا. - عقب أن تنتهي من القراءة، ستجد ثمة خاطر يطرق ذهنك، مفادهُ أن المؤلف يمتلك هبة الكتابة.
Дія роману “Літні дощі” розгортається навколо організації мусульман-суфіїв, що діє у сучасному Каїрі. У їхніх релігійних практиках чільне місце займає гра на музичному інструменті уді (прототипі європейської лютні). Хоча я звикла думати музику як явище, здатне об'єднати дуже різних людей, у книзі вона постає як джерело конфлікту між персонажами.
Світогляд представників релігійної організації вибудований навколо віри і традицій. При цьому їх мало хвилює відсутність історичних підтверджень того, що засновник їхньої організації взагалі колись існував. Позиція виглядає абсурдно, але історія знає чимало прикладів ідеологій, побудованих навколо міфу, що сприймається як правда.
Усі інші персонажі — це або представники конкурентної мусульманської організації, яка засуджує використання музики у релігійних практиках, або далекі від релігії люди, що цікавляться лише матеріальними цінностями і мирськими задоволенням. Жодна з цих груп не здатна сприйняти цінності та інтереси іншої і дійти компромісу, на чому і грунтується сюжет роману.
Залишилося неприємне враження, що автор занадто демонізує “негідників”, створюючи перебільшений контраст між спільнотою суфійської організації та рештою світу. Автор намагається приписати “позитивним” персонажам деякі не вади і навіть розбавляє наратив “всесідаючого оповідача” коментарями від героїні-іноземки, але це лише частково згладужє загальне враження.
Не можу не торкнутися зображення жінок і стосунків між ними і чоловіками. Єгиптянки у романі — або скромні і набожні, але абсолютно здатні самостійно подбати про себе (Рахма, матір Заіда), або секс-працівниці (Марбука, Гайді). У кожному з випадків залежність від чоловіків, навіть суто психологічна, є величезною і очевидною. А героїня-європейка, попри свою незалежність і освіченість, постійно виявляє фантастичну відсутність емпатії і культурної чутливості.
Суспільні обмеження доходять до абсурду: наприклад, юнак і дівчина, закохані одне в одного, не можуть поговорити наодинці, щоб не розгнівати її батька. Він взагалі-то добре ставиться до хлопця, але ж треба показати, хто тут головний. Водночас чоловіки — і “високодуховний” головний герой, і його товариш-негідник — просто не здатні спокійно спілкуватися з привабливими дівчатами. Сам автор, описуючи жінок, завжди приділяє увагу їхній зовнішності і вбранню. Тоді як зовнішність чоловіків його цікавить значно менше.
Тож, для мене “Літні дощі -- це не стільки твір про суфізм, скільки про конфлікт між консервативними спільнотами і сучасним світом де, як підводить до думки автор, виграють тільки силою
دعوني اسمي الرواية شرق غرب أو وكالة الموصلي ، تلك الوكالة التي شككت في حقيقة وجودها من كثرة نا تغلغلت في أحداثها ، فما كان مني إلا وبحثت عنها دون أن أجد أي أثر للوكالة ولا للطريقة الموصلية ويبدو أن كل الأحداث هي حلم جميل وناعم حاكه لنا الكاتب ببراعة في الرواية ، تلك الرواية التي جعلتني أسمع الموسيقى بعيني لا بأذني حينما نجح الكاتب في رسم الالحان وأسمعنا إياها ، الكاتب بارع في رسم الصور بقلمه ، فقد جعلنا نرى ونسمع ونشعر نرى المكان التاريخي الأسطوري الذي يفوح منه عبق القدم ، ونسمع الموسيقى ، ونشعر بإرتباطنا بالوكالة نتفاعل مع كل الشخصيات سلبا وإيجابا أبدع الكاتب في إبتكار عالم بأكمله ، وأسمحوا لي أن أقدم لكم بطل الرواية وهو اللغة ، تلك اللغة الشاعرية الرقيقة التي إنسابت برقة وبتعبيرات جمالية رائعة غمرتني بالرضا في كل الفصول ، أجاد الكاتب إستخدام القلم توظيفه لخدمة الرواية على أكمل وجه ، شعرت بالمتعة الكبيرة لدي القراءة الا ان النهاية آلمت قلبي على حريق الوكالة وموت عم عبيد ، وإنتصار زينة في النهاية تلك التي ترمز إلى المادية بأجرأ صورها .. فكرة المداخلات من وقت للاخر اشعرتني أن العمل حقيقي فعليا وليس مجرد رواية وهي فكرة جديدة وجذابة هذا العمل يستحق الترشح للقائمة الطويلة للشيخ زايد وأتوقع للعمل أن ينتشر أكثر وأكثر الفترة القادمة إن شاء الله
رواية رمزية رائعة مغلفة بلغة راقية والكثير من النغم والذكر ... استمتعت بها للغاية ودفعتني للبحث عن تلك المقطوعات الصوفية المختلطة بنغمات العود والتي وصفها المبدع أحمد القرملاوي في كتابه. الشخصيات نمطية للغاية ولكن ذلك مقبول جداً في حالة الرواية الرمزية. الغلاف لا يقل روعة أو تناغم عن باقي مكونات الرواية. أعجبني أيضاً اكتفاء الكاتب بما يعبر عن الفكرة الأساسية دون اللجوء لقصص وحوارات فرعية تبطئ من إيقاع الرواية. رواية متميزة تترك أثراً طيباً في نفس القارئ و تجعله يفكر في العوالم المختلفة التي يمثلها أبطال الرواية ليتسائل لأي عالم ينتمي هو أو يحب أن ينتمي.
وكالة الموصلي-العود-المقامات-يوسف: أربع زوايا شكلت تلك الهالة المغناطيسية للرواية. أسفت كثيراً أن الأحداث ليست على نفس قوة التعبير والأسلوب الأدبي الذي اشتممته منذ أول سطر، بما أن هذه أول تجربة لي لأحمد القرملاوي -ولن تكون الأخيرة بكل تأكيد- وشاكرة لتلك الصدفة التي جمعتني بالرواية أثناء تبعثري بين رفوف المكتبة بحثاً عن أوراق دافئة جديدة. هذه رواية لا تقرأ لمرة واحدة، ولا تقرأ كلها في جلسة واحدة، إنها معزوفة صوفية لا تحب أن تنتهي، كما ذكرتني بعازف العود باسم درويش وفرقته كايرو ستيبس ومزجهم المقامات المختلفة بدرجات روحانية في ارتقاء دائم. على إنني لا أومن بالموسيقى كوسيلة تقرب إلى الله مهما بلغت من رقتها وحشدها بخطابات الحب للإله.
"إن العاقل لا يربط مصيره بما يمكن فقده، علمها أن القلب قارب نجاتها، لو حررته عبر بها دوامة الألم، وإن كبلته بحبال التعلق تمزع، وانزلق بها نحو الضياع."
"التنوير لا يقضي حتماً على الإيمان، ولكنه يرتفع به بعيداً عن طابعه الطقوسي الموروث، كلما اتسعت معارف الإنسان، يصبح الإيمان اختياراً حراً."
#أمطار_صيفية #أحمد_القرملاوي #رواية ترَدَدت قبل نشر هذه القراءة للرواية، فحين تنشر قراءة تشيد بعملٍ حاز على جائزة كبيرة، فعليك أن تتوقع الكثير من اللغط والاتهام بمجاملة الأديب، لا سيما حين تجمعك به الصداقة والمَعزّة. لكن، لو لم نتحدث عن الأعمال القيمة ونعيد توجيه بوصلة القراء نحو الأدب المحترم، خوفًا من القيل والقال، فعلينا والتوقف عن إدانة الوضع الثقافي المؤسف الحالي.
أحببت هذا العمل الإنساني الذي استحق #جائزة_الشيخ_زايد عن جدارة. رأيت الكثير بين سطورها. رأيت الإنسان الواقف أمام الموروثات الشعبية والتراث العريق، الذي تتوارثه الأجيال في《يوسف》، العازف الصوفيِّ، الحائر المُتخَبِّط بين مسؤوليته كحامٍ وراعٍ للطريقة الموصلية، بينما في أغواره، ثمة صراع محتقن حول وجود 《الشيخ الموصلي》من عدمه،《زياد》، صديقه الأقرب، الغير عابئ بالأمر كله، ولا يرى في الوكالة سوى كنوزها من أعوادٍ قَيِّمة، وآثار، وأوقاف قابلة للاستغلال والانتفاع من وراءها لتحقيق حلمه وطموحه الجنوني في الثراء، والخلاص من عُقدة والديه، حتى لو تطلَّب الأمر أن يتحوَّل لقوّاد أو للصٍّ يسرق مقتنيات الوكالة. 《زينة الديناري》، الجيل المتمرد الناقم على الموروثات والعادات، الذي لا ينفك يطالب المحيطين بإعمال عقولهم والنبش وراءالثوابت الأزلية التي لا يرى فيها سوى شجرة عجوز، مهيبة، مخلخلة بغير رسوخ في الأرض، وهو الأمر الذي استبان في إيمانها بالعلم والعلم فقط. لعلنا نعاني من هذه الظاهرة في عصرنا، حيث نرى صرح الفن والإبداع آخذٌ في التداعي أمام التكنولوجي، فاللوحات التشكيلية أضحت تلوَّن بما يُسمى بالdigital painting ، والموسيقى التي كانت تخضع لإحساس العازف على آلته صارت بدورها computerized. فقط《الأستاذ رسلان》و《رحمة》 هما الوحيدين المؤمنين بقيمة الوكالة بكل ما تعبق من رائحة الماضي العريق، الذي سقط ضحية بين رؤية الرأسماليين له كمحمية طبيعية لا بد من إزالتها للانتفاع المادي من أرضها، وبين وصم الجماعات السلفية لها كمرتع للشيطان، لن يتوانوا عن استغلاله لصالحهم الشخصي. لأ أعرف لِمَ، لكن خلال كتابتي لتلك الكلمات، شممت رائحة ثورتنا المصرية التي لم يحافظ عليها أبناءها، وحاولت كل القوى السياسية استغلال الحدث العظيم لصالحها، والإفادة منها، حتى انتهى بها الأمر صريعة الرماد، تمامًا كشأن الوكالة.
رسم الشخصيات كان موَفَّقًا ودقيقًا، ولازلت أرى قمة إبداع الأديب في رسم شخصية 《زياد》الذي كنت أراه أمامي بوضوحٍ طيلة قراءة النص، إلى حد قدرتي على رسمه بدقة. رأيته البطل الحقيقي للرواية - رغم شره - غير أنه كان الشخصية الأكثر تعقيدًا، وأكثر من عَبَّر عن الطبيعة البشرية. فكثيرًا لا نملك إلا الرثاء لحال المجرم.
اللغة ثرية، مصقلة، والصور الجمالية نابعة من أحلام ورؤى صوفيِّة خالصة. تعلمت منها الكثير واستقيت منها ما يروي قلمي
يطوف بنا القرملاوي عالم روايته المميزة "أمطار صيفية"، وسط احتراق الروح بسبب لهيب الحياة وقسوتها، ندخل الصراعات النفسية، ولا حل إلا التشبث بالإيمان. ترى لو زعزع هذا الإيمان، هل يمكننا المواصلة في الاجتهاد؟! ربما وحدها أمطار الصيف تأتي وتوازن أنفسنا الضائعة. عالمٌ رحبٌ مليءٌ بالتفاصيل، رسمه الكاتب ببراعة فنانٍ، عالم مهندَس كأوتار العود، مع النغم تأتي الأحداث، ومع ضرب الريشة ترى التأثيرات المختلفة على كل شخصية. وكالة الموصلي التي تنتهج طريقة مختلفة في التصوف، مع هدوء النفس وسلامها يمكنك أن تعزف بروحك. الموسيقى ستهذب أخلاقك، وتصل إلى جوهر روحك. ذاكر رسلان المعلم السائر على نهج الأولين، ويوسف التلميذ النجيب المحب للعلم، وزياد الضائع في طرق نفسه الحائرة، ورحمة الفتاة الحالمة، وزينا الواقع المتجمل العاقل. ستصير في وكالة الموصلي، تسمع عزف الشيخ القديم، ستبدأ عزفك بمقام الصبا، ستشعر معه بعدم اكتمالك مهما حاولت، لكن مقام الحجاز سيجعلك تشفق على نفسك ووتوب إلى الله نادمًا. ستسمع كل المقامات دفعة واحدة، حينها فقط ستدرك أن الإيمان هو الخلاص. الشخصيات تقليدية في قصة رمزية، ربما ستدرك منها أننا تقليديون في الصراع النفسي، ذواتنا تشبه مثيلاتها. سندرك أن الرسالة واحدة، وأن طوق النجاة واحد. ستجد اهداءً من الراوي، وستجد تداخلات من الناشر.. ستعرف أنها جزءٌ من الرواية، تفتح مجالًا آخر للرؤية، وتجعلها حقيقية. دوّر الكاتب طريقة السرد، فمع أول صفحات الرواية ستدرك النهاية، ومع المرور عبر الأحداث، يصل مرة أخرى للحدث الذي بدأ منه. نوع في أسلوبه بين ضمير الغائب (الغالب في الرواية) وضمير المخاطبة (المتواجد في عدة مواضع) ليجعلك جزءًا من العمل، وتداخلات زينا الديناري الذاتية. كل هذا التنوع في السرد خلق جوًا من الشغف، وأبعد الملل تمامًا عن الرواية. ستجد أن الصفحات تنتهي سريعًا، وحينما تصل للنهاية تود لو كانت بعيدة قليلًا. في حقيقة الأمر فالرواية لم تنتهِ، بل بدأت توًا داخلك، لتختار بين الإيمان الغيبي الذي يجعل يشحذ حواسك وهممك، أو الإيمان بالعقل والتخطيط. ربما سنتهج منهجًا آخر، ستؤمن بالغيب وبالعقل، وستسلك طريقًا خاصًا تعلو درجات السلم الموسيقى وأنت تدوزن الإيقاع. اللغة جاءت مميزة شاعرية، مليئة بالصور الجمالية، أطلق القرملاوي الشاعر الذي يقطن داخله، لكنه كان اِنطلاقًا مضبوطًا، يظهر وقت الحاجة، ويختفي متنحيًا للسرد الحكيم، الذي خبر الحياة وعلم تصاريف القدر. كل هذه العناصر جعلتها تفوز بجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع «المؤلف الشاب» 2017/2018.
#روايه_امطار_صيفيه #للكاتب_احمد_القرملاوى روايه اجتماعيه بلون خاص ، لون محتاج رسام مبدع عارف سر الخلطه كويس ، يعرف يوجه سرديات الحديث ويتلاعب بيها زى الساحر ، وبحث مطول فى العلوم الصوفيه والموسيقى العربيه ، وخلق جو جديد فى الاسلوب الروائى ودى مش هنحرقها ، الروايه ببساطه بتخليك عاوز تقرب من العالم الصوفى والاجواء الخاصه بيه وتتعرف اكتر على اشخاصه ، وايه دوافعهم للتقرب للعالم دا ، ازاى تكون عازف عود محترف متمسك بمبادئك رغم كل التطورات اللى بتحصل حواليك، وازاى بيحب ، وازاى بيكره ويغدر ، ازاى تكون داخل حلقه وتابع لاستاذك وازاى تقرر العكس ، وكميه كبيره من كلمه ازاى جوه الروايه ! ، هتعيش صراع جميل داخل مكان تاريخى ، تحت عنوان وكاله الشيخ عباده الموصلى ! وكالة تاريخية تعود إلى عصر الدولة المملوكية ، الروايه حاصله على ارفع الجوائز الثقافيه وهى جائزه الشيخ زايد ، احداث كتير تستحق نقرئها ، اسلوب جميل فى السرد واستخدام مصطلحات لها وقع السحر على العين والقلب حين تقرأ ، والغلاف جميل جداً ومعبر عن الروايه بشكل كبير ، وكما قال الغلاف : شخص تائهه ، يحمل فوق كتفه اله العود ، يبحث عن ذاته ، وسط نقوش اسلاميه وبنايات غامضه تبدو قديمه فى عصرنا الحديث ، نتعرف عليهم داخل الروايه . #امطار_صيفيه_للكاتب_احمد_القرملاوى. 5/4 ⭐️⭐️⭐️⭐️
ما بين الأصالة و المعاصرة تفقد الغاية قيمتها صراع ابدي يسلط عليه الضوء القرملاوي بنغم موسيقي يليق بلغته الجذله و سرده البديع لن أتحدث عن كتابة القرملاوي فقد سبق و ان افضت في وصف موهبته لكن هذا العمل أضيف إليه شغف أخر غير الكتابة، زينته الموسيقى برونقها و احساسها المختلف أمطار صيفية رواية تأخرت في قرائتها لتكون لي عوض عن اجازة مفقودة و ايام صعبة تجملت بها
مستفدتش اي شيء خالص.... تفاصيل وحاجات زياده عن اللزوم.. استغربت جدا من الطريقه اللي عرض بيها الأمر بين الصوفيه والسلفية... وازاي يخرجهم انهم بيبصوا ع الست من فوق لتحت كدا... ومفيش اي فكرة ولا هدف... واسترسال ع الفاضي... والصوفيه دي متساهله جدا وبطل القصه صدر منه تجاوزات كتير الكاتب ملمحش لأنه حتى شيء غلط مع انه ف اعتقاده انه متشدد دينيا على حسب تفكير الشخصيه... دا غير شخصية زياد.. مش فاهمه ليه تطلع بالشكل دا ف المكان اللي هو فيه وتابع ليه مش راكبين نهائي على بعض.. وتشويه كبير للصوره اللي المفروض كنا نرسمها عن المكان... كله كوم بقى والنهايه الغريبه العجيب دي كوم تاني... نهاية مقطوعه قطع.. زي اللي زهق من كتر الكتابه فخطفها اي كلام.. يعني من استرسال الأحداث قلت اكيد النهاية شيء مختلف.. لكن ملقتش اي حاجه...