الكتاب معروف لدى العلماء القدامى كالسيوطي و المتأخرين كابن عطية لكنه لم يُتداول في عصرنا الحاضر بسبب عنوانة الأصلي الذي وضعة مؤلفة ابو القاسم الكرماني و هو " البرهان في توجية متشابه القرآن لما فية من الحجة و البيان " اذ ظُن أن المتشابه بمعنى الموهم و الغامض و لم يفطنوا أن المتشابه بمعنى المتماثل و هو مكررات القرآن.
سُردت المتشابهات سورة بعد سورة بالترتيب المعروف للسور في المصحف و في اللوح المحفوظ. في كل سورة قورنت الآيات و الجمل و الكلمات المتكرره بغيرها سواءً في نفس السوره أو في غيرها من السور في المصحف كافة.
على الرغم ان الكاتب ذكر في المقدمة انه سيذكر الايات المتشابهات التي تكررت و سبب التكرار و فائدتة، و الموجب للتقديم و التأخير والزيادة و النقصان و الإبدال الا أنه لم يبين حقيقية كل ماذكر. فإن كان قد ذكر التكرار وسبب الاختلاف فيه فإنه لم يذكر الفائده الا في القلة القلية منه. و قد أسقط أيضاً بعض الآيات من الذكر فلم ينبه على وجودها ،و لكني لاحظت تفاديه لها. و لو أنه أوردها و أقر بعجزه عنها لكان خيرا له فيها. فقد عجز غيره الكثير من العلماء في تبيان هذا الوجه من الاعجاز و غيرة من الوجوة فالقرآن معجزة بذاته قائم على الناس حتى قيام الساعه و في كل فترة ينكشف شي من دعواة ليدل على صدقه فتقام الحجة على الناس.
و على الرغم أن عددا غير يسير من التفسيرات للمتشابهات أعجبني الا أن عدد آخر لم يقنعني و آخر استعصى على فهمي سواء كان بسبب الصعوبات النحوية أو التعقيدات الكرمانية.
عموماً دراسته هذه ذاتية و قائمة على السوابق و اللواحق لكل متشابهه.كيف لا وهو كلام الله المراعي بدقة للمعاني و أوزان الألفاظ و الترابط بينما كلام غيره يكثر فيه التجاوز و النسيان!.