وُلد في الثمانينيات، عاصر الأرنب الجائع في التسعينيات، جرّب السيجارة لأول مرة بداية الألفية، فقرر أن: "الدين لله، والسيجارة للجميع"، ذلك يحيى.
رواية، تحكي قصة صبي في الخامسة، وكيف يتقدم به العمر حتى الثامنة والعشرين، ويمر خلال تلك السنوات بأحداث لا تخلو من الإثارة، ستتعاطف معه تارة، وتبغضه أخرى، لن تعرف مشاعرك تجاه حتى النهاية.
في رأيي فإن تلك الرواية أقرب ما يكون لتاريخ حالة، تناولت كافة تفاصيلها من بدايتها وحتى نهايتها.
يحيى ذلك الطفل الذي وُلِد بتشوه نتيجة عته طبي -لا أعتبره خطأ- وأثر ذلك التشوه على نفسه وعلى علاقته بالآخرين، أضف إلى ذلك كونه وحيد أهله دون إخوة، وما لذلك من إسهام في زيادة إنطوائيته وعزلته.
مررنا بكافة مراحل نموه بكل تغيراتها، وما يميز كل مرحلة عن غيرها.
رأينا كيف أدى تعامل الأهل الخاطئ مع يحيى من البداية إلى تفاقم الأمور وخَلق مشاكل بلا حلول.
واتجاهه ناحية الإلحاد كان بسبب أهله ومعلميه، لم يعطوه جوابًا شافيًا أو مقنعًا حتى، واكتفوا بالتعنيف والترهيب، وذلك كان في محطة فارقة من حياته وهو في عز مرحلة مراهقته.
كانت نهاية يحيى منطقية ومتوقعة نظرًا لظروف تنشئته، فأمثاله -وليس كلهم- ينتهي بهم الحال بالانتحار أو فقدان عقولهم ورشدهم، أو الضياع والتخبط مدى الحياة…
الرواية سلطت الضوء على تلك المشكلات وكيف نشأت من البداية، والشخص الواعي سيستنتج ويفهم أن عليه إدراك أهمية كل محطة في حياة أبنائه، وكيف يحتويهم، وينتبه لأسلوبه وكلامه وكيف سيؤثر ذلك عليهم.
ومشكلات التعليم والطلاب مشاكل متجددة لا نهاية لها ولا حلول، ستظل مستمرة إلى الأبد، وأصحاب المعتقدات العقيمة المنفرة سيظلون بيننا مهما تغير الزمان…