هذا هو عبدالواحد علواني... وهذا هو كتابه دماء من أجل السماء. وصراحة... أنصح كل شخص مسلم أن يقرأ الكتاب، لأنه قد يكون الأقرب ليصف ما يحدث في عالمنا اليوم ويصف ظاهرة الــ(إسلاموفوبيا) أو الــ(أنتيإسلام) لمحاربة الإسلام ومقاومته... صحيح أن هذا الكتاب قد نشر منذ حوالي عشرة سنوات (من عام 2007 م) ولكنه ما زال يحاكي عالمنا ويحاكي مشاكلنا نحن كمجتمع مسلم ومشاكلنا مع الغرب. يعطي الكاتب وجهة نظره إلى أن من أهم المشاكل التي تحدث اليوم، والعداوة التي يواجهها المسلمون ضد الغرب هي بسبب الإسلام، وكيف أن الإعلام الغربي يحاول أن ينمي كراهية الإسلام وعدوانه في نفوس شبابها وكيف أن إعلامنا نحن المسلمين أيضا يقوم ببعض الحماقات لينجرف هو أيضا في هذه الظاهرة. ومن المواضيع التي أيضا تعرض لها العلواني هي ما ذكره في خاتمة كتابه التي أطلق عليها عنوان "التحدي الحضاري والقيم". هنا يذكر النقاط الأساسية التي قد تكون سببا في نهضة إسلامية، وكان مما ذكره الآتي: 1- إعادة بناء المسلم الحضاري القادر على صنع حضارة لها خصوصية الإسلام وعالمية البريق والتألق 2- إعادة التفكير في أساليب الدعوة إلى الإسلام 3- التجديد الديني والمعرفي الشامل
وفي أحد فصول الكتاب، تطرق الكاتب لأمر مهم جدا، ولخصه في الكلمات التالية: إن عدم توافر رؤية عميقة لهذا الجانب (وهو نظرية تقبل الآخر) وإهماله بشكل معتمد سيبقى (الصراع الديني) حراكا رئيسيا في تاريخ البشر يدفعون المزيد من الضحايا كل يوم وهم يحتسبون الفضل من السماء.
إن بناء النفس وتربية قيمها هي البداية السليمة لرد أي عدوان، وإن نبذ ثقافة الاعتداء هي المدخل الصحيح لرد العدوان لعلنا نبني نفوسنا ونحاول جاهدين استئصال ما بها من شوائب مقيتة حينها لن يكون المعتدي سوى معتد على نفسه وجان عليها لأنه سيكون من المغضوب عليهم لأنه سيدرك أنه معتد زنيم...
وقال في وصف لدعاة اليوم: ولعلنا لو تأملنا النقطة الجوهرية في الفارق بين منهج الأنبياء والدعاة لوجدنا أنها تتمثل في أن الأنبياء متشددون مع أنفسم متساهلون مع الناس بينما الدعاة متشددون مع الناس متساهلون مع أنفسم... فهل لهم أن يزعموا بأنهم أحرص من الأنبياء على مصير البشر ومآلهم؟ مجرد سؤال ... ولكن قد لا يكون بريئًا
وفي النهاية قال الكاتب جملة علقت في ذهني: ((لا يمكن للإسلام أن يقدم شيئا للعالم اليوم، والمسلمون لم يبذلوا جهدهم في التجدد والإحياء الحقيقي للقيم النهضوية.