شهادة لشاهد عاش حكاية الحداثة في المملكة العربية السعودية، أي الحداثة في مجتمع محافظ، ولا شك أن أبرز سمات المجتمع السعودي هي المحافظة، وربما لا تكون هذه خاصية ورغبة ذاتية فحسب، بل إن المحافظة مطلوبة من هذا المجتمع ومتوقعة منه، عربياً وإسلامياً، ولا يوجد عربي ولا مسلم إلا ويرى أن السعودية هي جوهر المحافظة وقد يتصورون الحداثة في أي مكان إلا في السعودية، حتى إن أكبر دعاة الحداثة عربياُ ربما أخذ نفسه في جهاد مقدس كي لا يتحول المجتمع السعودي إلى مجتمع حداثي، ولدينا على ذلك أمثلة عن كتاب ومفكرين عرب عاشوا في السعودية وشاركوا في محاربة تيار الحداثة عندنا، وقد جاء المؤلف على هذا كله في الكتاب. كأنما هناك علاقة قدرية بين هذا المجتمع والمحافظة سواء في سجله التاريخي أو في صورته المتوسمة فيه. استناداً إلى تجربته الفنية والمعروفة جيداً في السعودية وخارجها، يكتب الدكتور عبد الله الغذامي حكاية الحداثة كما رآها وعاشها، وكان محوراً أساسياً في صراعاتها.
أكاديمي وناقد أدبي وثقافي سعودي وهو أستاذ النقد والنظرية في جامعة الملك سعود بالرياض، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعتي اكستر بريطانيا، صاحب مشروع في النقد الثقافي وآخر حول المرأة واللغة. حصل على جائزة مكتب التربية العربي لدول الخليج في العلوم الإنسانية، وحصل على جائزة مؤسسة العويس الثقافية في الدراسات النقدية ، عام 1999م وتكريم ( مؤسسة الفكر العربي ) للإبداع النقدي ، أكتوبر 2002 ـ القاهرة .
أولى كتبه كانت دراسة عن خصائص شعر حمزة شحاتة الألسنية، تحت اسم (الخطيئة والتكفير: من البنيوية إلى التشريحية). كان عضوا ثابتا في المماحكات الأدبية التي شهدتها الساحة السعودية، ونادي جدة الأدبي الثقافي تحديدا في فترة الثمانينات بين الحداثيين والتقليديين، لديه كتاب أثار جدلاً يؤرخ للحداثة الثقافية في السعودية تحت اسم (حكاية الحداثة في المملكة العربية السعودية). يعد من الأصوات الأخلاقية في المشهد السعودي الثقافي، ويترواح خصومه من تقليديين كعوض القرني إلى حداثيين كسعد البازعي وأدونيس. يكتب مقالا نقديا في صحيفة الرياض منذ الثمانيات، وعمل نائبا للرئيس في النادي الأدبي والثقافي بجدة، حيث أسهم في صياغة المشروع الثقافي للنادي في المحاضرات والندوات والمؤتمرات ونشر الكتب والدوريات المتخصصة والترجمة.
" يا الله ! " هذا ما كنت أردده طوال قراءتي للكتاب.. بطريقة ما لم أكن أريد لتجربة قراءة هذا الكتاب أن تنتهي أبدا.. وأشعر أن الله يسر لي قراءته في الوقت المناسب تماما تمممااااممممااا.. كنت أقرأه بدون توقف وكنت أجبر نفسي على التوقف أحيانا حتى لا أفقد التشويق في ساعات قادمة من يومي. أحببت الدكتور الغذامي كثيرا.. لا لشخصه ولا لأفكاره .. لكن لتهذيبه الجم ولصبره على كل هذا الأذى.. يرتفع الإنسان في نظري من خلال تعامله مع مخالفيه ومن خلال ترفعه عن خوض معارك مشينة كما كانت المعركة ضد الحداثة..
دائما أقول المجتمع السعودي بيئة خصبة للدراسة الاجتماعية بشكل كبير.. كما هو عنوان الكتاب هو المحتوى.. يقص لنا الغذامي حكاية الحداثة كما عاصرها ومن شخص تمت محاربته وأطلقت عليه أبشع الألقاب. يرويها برغم أنها حكايات ومواقف اجتماعية لكنه يرويها لأن القصص والحكايا الاجتماعية يؤخذ منها رموز كاشفة كما يقول: "إن القصص الاجتماعية حكايات وهي في الوقت ذاته رموز كاشفة." فهو على الرغم من أنها مجرد مواقف وحكايات إلا أنها يراها من زواية نقدية وتحليلية. فلذلك هو ليس دراسة ولا تحليل لكنها محاولة لكشف رموز القصص والحكايات التي عاصرها يقع الكتاب في ١٦ فصلا. وملحق لصور من رسائل كيدية كانت تصله.
الفصل الأول: الحوار الضائع الفصل الثاني: تسكين المحرك / النسق الساكن الفصل الثالث: حداثة النصف خطوة الفصل الرابع: قلعة التقاليد الفصل الخامس: الحداثة / الموجة الثانية الفصل السادس: المكارثية الجديدة الفصل السابع: ظهور المثقف الفصل الثامن: ظهور المثقفة الفصل التاسع: عقلية بين عقليتين الفصل العاشر: الطفرة / الحداثة المشوهة الفصل الحادي عشر: الموجة الثالثة / صدمة الحداثة الفصل الثاني عشر : فضيحة الحداثي الفصل الثالث عشر: معركة الجامعة الفصل الرابع عشر: الحداثة في خطب الجمعة الفصل الخامس عشر: جماعة منطق النص الفصل السادس عشر: نهاية الحداثة - مابعد الحداثة-
من هذا الكتاب أدركت أكثر وأكثر كم هو بشع عندما يتطرف الانسان في أفكاره ويتعصب لها ويتطرف في الهجوم على مايخالفه.. أدركت كيف تؤول الأمور إلى البشاعة عندما نتعمق في الدوران حول فلك الأشخاص بدل الأفكار. أدركت أن مايعيشه المجتمع السعودي الآن ليس بحديث وإنما هذا شيء نشأ عليه وكبر وأعتقد أني خرجت من الكتاب وأنا أشعر بحجم المشكلة التي يعانيها المجتمع السعودي . المحبط أننا لازلنا نرى مثل هذه الحروب لكن الأشكال تختلف..
هناك أشياء فعلا فعلا أذهلتني من استطالة الأذية من أشخاص يقولون أنهم ذو فكر اسلامي أصولي.. الحقيقة أن الحقيقة لم تعد تتحكم بمثل هؤلاء.. إنما الأشخاص والتقليد..
ساعدني هذا الكتاب علي فهم طبيعة المجتمع الغريبة المحافظة جدا والمتناقضة جدا جدا. حتى أني كنت أضحك في كثير من الأشياء التي يقولها عندما أتذكر نقاط أخرى تحدث عنها وأكتشف كمية التناقض المهولة.. فعلا آمنت أن أصعب بيئة للتغير يمكن أن تكون في السعودية ومثيلها من المجتمعات المركبة في التعقيد .
لاحظت تهذيب الغذامي وترفعه عن الرد على المخالفين وهو الذي لاينقصه منطق ولا غيره. لكنها الأخلاق مهما كانت توجهات الشخص تبقى الأخلاق تسيطر علي تعاملاتنا.. أعجبت حقيقة بتهذيبه وبطرحه لكل ماورد بكل جرأة وبدون تحرج.. إنما يحاول أن يستخلص كل ماهو مفيد من ما حصل معه..
أكاد أقسم أن الحروب سخيفة ولا "تستاهل كل هالحوسة اللي سووها".. وبدا لي ذلك من سطحية تناولهم لكتابهم ولفكره الذي لم يتناولوه وإنما أحالوا الموضوع لشخصه وبدأت المواضيع في الشخصنة . بدا لي ذلك واضحا في محاولة للحوار مع مليباري حين قال مليباري أنه يريد استبدال مصطلحا لحداثة بـ: الشعر الحديث وأنه لو حدث ذلك لانتهت كل مشاكله مع الحداثيين ومع الغذامي
صدمني الحقيقة عندما قرأت ذلك وأنه أصر علي تغيير المصطلح وإلا فالفكر بحد ذاته لم يناقشه نقاش علمي.. حينها علمت مقدار السطحية حين نعلق الأمر على مصطلح ونشن حروب رخيصة من أجل مصطلح..
أيضا عندما أشاهد الآن الحروب التي يقوم بها البعض ضد أي شيء جديد وضد مخاليفهم لم أعد أستغرب لأن لذلك جذورا ونسقا فكريا قائم على التقليد.. فقد كانوا يرفضون الغذامي ويخطبون خطب الجمعة عنه وبحضوره ومرة باسمه ومرة بصفاته ويحرضون عليه ببشاعة وينسبونه للماسونية وكل الحركات الهدامة والغير هدامة في العالم.. المهم أنها تهم حتى وصل البعض في دناءة رفضه أن يسميه بحمارة الإلحاد ويرسم على صورته آذان طويلة
الحقيقة مافائدة أن تكون لك أفكار تسميها إسلامية وتدعو إلى الله وأنت لاتجيد التعامل بحسن الأخلاق.. مافائدة أن يكون لديك فكرة أصلا إن لم يكن لديك أدبا وتهذيبا ؟ حسبي أن أقول أن " الدين معاملة " تختزل ماحدث في " حكاية الحداثة "
لم أبدِ أي احترام تجاه كل ماقالوه ونشروه ضده. لأسباب عديدة سأدعكم تعرفونها بأنفسكم عندما تقرأون الكتاب
قراءة هذا الكتاب وبهذا الوقت كانت مهمة جدا جدددا. وأشعر أني سأقرأه مرة أخرى.. غير أني شعرت أن الكتاب قد ذهب مذهبا واضحا في التحدث عن الأشخاص بدلا عن "عدم ذكر" اسمهم وان كان له وجهة نظر احترمها . لكني فعلا أحاول أن أخرج من فلك الأشخاص للأفكار وتمنيت أن يجعل الموضوع أفكارا بحتة في حكاية. أيضا كثرة ذكر أسماء كانت مجهولة تماما لدي لم يسعف الموضوع بل جعله أكثر امتلاءً بعلامات الاستفهام للقارئ العادي مثلي..
أسلوب الغذامي رااائع. مُشرف حقا.. لا يوجد أي تصنع وانتقاء لمصطلحات تحتاج لعضلات لقرائتها. لا أعرف لم لكني تذكرت متعتي عند قرائتي لعلي الوردي.. تذكرت أسلوب الوردي وأن كان هناك اختلاف.. لكني شعرت بنفس " الثيم " ان صح التعبير. وكيف يربط الوردي مايتحدث عنه بعلم الاجتماع .. أيضا الغذامي يربطه بتخصصه عن اللغة والشعر و و و و. لا أعرف لم لكني شعرت أني أقرأ لوردي آخر ..
في قراءتي لهذا الكتاب.. ضحكت كثيرًا، ابتسمت، وتألمت وتعاطفت، وامتلأ رأسي بالأفكار. في قراءتي لهذا الكتاب، تعرفت على مؤلف يستحق لقب (المثقف) كامل الاستحقاق.
قبل عشرين عامًا تقريبًا، كنت طفلة صغيرة عندما سمعت لأول مرة مصطلح (الحداثة) في نقاش بين اثنين من أقاربي، كان النقاش حاميًا شديدًا، أحدهما كان شابًا مناصرًا متحمسًا والآخر كان مناوئاً ساخرًا أصعب ما تكون السخرية. وأذكر فيما أذكر أن سخرية المناوئ قد آلمت الشاب، غير أني لا أتذكر كيف انتهى الحديث بينهما. كانت تلك المرة الأولى التي أسمع فيها لفظ (الحداثة)، وبطبيعة الحال وفي عمري ذاك لم أفهم عن أي شيء كانا يتحدثان. ثم مر بي المصطلح في سنين تالية متفرقة، إلا أنني تركته يمر بي مرورًا ولم أكلف نفسي عناء القراءة عنه وفيه إذ خفت وهجه وهدأت الأصوات حوله.
لا أعرف ما الذي جعلني أقرر قراءة هذا الكتاب بالذات، فهو ليس على قائمة الأولويات القرائية إطلاقاً، ويسبقه طابور طويل من الكتب الأهم. إلا أنه يجدر بي الاعتراف أنني فوجئت بما وجدت، فقد فاق توقعاتي منه.
هذا الكتاب مدرسة.. مدرسة حقيقية في الاختلاف والتعامل مع المخالفين، أولئك المنصفين وكذلك المعتدين. تعلمت منه الاحترام والأدب والإنصاف، والاهتمام بالتزام المنهج العلمي في الرد والمحاورة، والصبر على الإيذاء والترهيب والوعيد.. بدافع الأخلاق الرفيعة، وفي سبيل أن يصون الفكرة من أن تضلّ طريقها إذا مضت في مهاترات وجدل ربما إن بدأ فإنه لن ينتهي.
ثم إن هذا الرجل ناقد فذ.. فقد أتقن تشريح المجتمع السعودي، وشخصه تشخيصاً دقيقاً، وفي هذا فالفصل الثاني (تسكين المتحرك/ النسق الساكن)، والفصل الرابع (قلعة التقاليد: الجامعة أو الأميرة النائمة)، والفصلان السابع والثامن (ظهور المثقف وهجرة الريفي) و(ظهور المثقفة)، والفصل العاشر (الطفرة: الكائن المجازي والحداثة المشوهة).. كانت قراءة هذه الفصول انبهارًا حقيقيًا بالقدرة النقدية والتحليلية للغذامي.
ما قد يقف حائلاً دون استيعاب كامل لما يرمي إليه المؤلف أحياناً، مصطلحات لن يفهمها إلا متخصص أو مطلع. مصطلحات مثل: البنيوية، التشريحية أو ما بعد البنيوية، النظرية النقدية، النصوصية، الألسنية...الخ، لكنها لا تحضر كثيرًا إلا في سياقها. لهذا لا أجدها تعيق فهم ما كان يريد المؤلف إيصاله من وراء تأليف الكتاب.
أحسب أن الغذامي كان رجلاً دقيقاً.. وعندما اختار للكتاب عنوان (حكاية الحداثة) فإنه قد كان فعلاً (حكاية). والحكاية لا تنفك عن راويها ومن يحكيها، لهذا فالكتاب مرتبط ارتباطًا ذاتياً بالمؤلف. إنك سترى وستتعرف على كل شيء من خلال عينيه هو، وأحسبه كان يتحرى الموضوعية قدر ما استطاع. لقد توقعت أن أقرأ (تاريخ الحداثة) لكنه لم يكن كذلك.. بل كان (حكاية) غنية، وشديدة الثراء والإثراء. وهذه الحكاية تتكرر، ونراها اليوم مع كل وارد جديد على الطبيعة المحافظة للمجتمع السعودي. أؤكد لقارئيه والقارئات - السعوديين والسعوديات تحديدًا - أنهم سيحدثون أنفسهم بين فصل وآخر: "هذا يشبه كثيرًا ما يحدث اليوم". نعم، هذه الحكاية تتكرر.
عرفت الغذّامي من تغريداته قبل كتبه ، وعرفت المصطلح قبل أن أعرف ماهيته وحيثياته ، وكنت متوجسًا من قراءة الكتب التي تحكي عن مصطلحات متعلقة بزمنٍ ما ، وأظنّ أن هذا الحاجز لدي انكسر من فترة قريبة حين علمت أنّ كثيرًا من الحصانات التي كنا نظنّ أنها تحمينا هي في الواقع تفقر ثقافتنا وتقوقعنا وتجعلنا أحاديي الأفكار متطرفون للرأي الواحد ومضادون للتنوع والاختلاف .
وفعلًا جاء هذا الكتاب شارحًا لوضعي قديمًا ، وما طرأ علي من تغير بأسلوب محبب وجميل و واضح . كلنا نعيش في غياهب النسق وتحت وطأة الرأي الجمعي مالم نتكلم عن الأشياء بحريّة وأن ننتقد بكل أريحية دون مسلمات فيما يتعلق بالآراء والنظريات والفلسفة .
يظهر للوهلة الأولى أن الدكتور أقحم نفسه رئيسًا وخالقًا للحداثة في مجتمعنا وأظنّ هذا من سوء الفهم الذي يتلاشى مع قراءتك للكتاب حتّى نهايته ، فهو ينقل تجربته الشخصية التي من شأنها أن تدعم نظريته حول الحداثة وعن تغلغل التفكير الرجعي وعقدة النسق والخوف من التغيير لمجرد التغيير .
الكثير من المصطلح��ت كانت تصف مجتمعي الحالي كما كانت تصف المجتمع قبل عدة عقود ، لدينا الآن المحافظة المتزمتة ، الحداثة المشوهة ، الحداثة الرجعية ، النسق وخطورة التعدي عليه ، وكلما قلّ العلم والحرية الثقافية العقلية كان ��ذا جليًا بلا مراء .
أحببت الكتاب ودفعني لأن أقرأ للدكتور مؤلفاته الأخرى وأفكاره التي واطأت نوازعَ داخلية .
برأيي أن الكتاب الذي يلامس تساؤلاتي، ويفتح أمامي أبواباً من الشك والتفكير ومراجعة النفس (كتاب يؤثر في النفس) لهو كتاب يستحق النجوم الخمس.! سأعود لكتابة انطباعي في وقت لاحق :)
تحديث : أولاً أنا سعيييدة جداً لأني تعرفت على الدكتور عبدالله الغذامي وتعرفت على هذا الكتاب الجميل :) :). الأجمل ان الكتاب جا في وقته!!. بالنسبة لي عندي تجربة شخصية أثرت فيني كثير حول هذا الموضوع. وهو الانطباع الشخصي الذي يسبق التعرف على شخص معين!. أخطأت في تقدير أحد الشخصيات وحكمت عليها بالانطباع الاجتماعي السائد.. وترسخ في بالي كثير من الكلام السيء حول تلك الشخصية. كرهت تلك الشخصية قبل أن أتعرف عليها أصلاً.. إلى أن قررت التعرف عليها أخيراً واكتشافها بنفسي،تعلمت أن انطباعي كان انعكاساً للنسق الاجتماعي المحافظ بدون وعي مني. تعلمت إني ماأصدر أحكام متهورة بتاتاً البتة !!!. هذا الكتاب يطلعك على الكثير من التصرفات الجماعية المتهورة التي تصدر وعي شخصي.
الكتاب فعلاً حسيته حكاية، تخيلت الدكتور الغذامي في حلقة ممتلئة بنا نحن الشباب وهو يلقي علينا هذه الحكاية الجديدة على مسامعنا، أسلوبه جداً جميل ودخلت معه جو كثيير. الكتاب طبعاً يتحدث عن نشأة الحداثة في مجتمع محافظ يكره التجديد والتغيير. صعقت وانصدمت كثيير من الحرب التي يشنها المجتمع ضد كل ماهو جديد!! كنت أفتح فمي بصدمة وعدم تصديييق!! يالله كيف الثقافة المحافظة تجند الكثير من الناس للدفاع عنها ومحاربة كل من يأتي بجديد!! تكتيك الثقافة المحافظة في الدفاع عن نفسها في : محاربة أي فكرة جديدة وذلك عبر : تعظيم خطر الفكرة وتهويل أمرها + التعرض لصاحب الفكرة لشخصه وحتى أخلاقه ومحاولة الإيقاع به + تشويه الفكرة وإثبات خطأها بأي طريقة كانت . يالله !!! هذا صحييييح! واجهت أشياء زي كذا كنت أراها تحدث أمامي وأستنكر هذا الحرب الشديد ضد مثل تلك الأفكار. الآن فهمت أن المجتمع المحافظ بطبعه يكره التعدد والحوار والجديد.. كل جديد !. هالني ماحدث للغذامي شخصياً، من تشويه لسمعته ، يكفي أن تقرأ مثل هذا المقطع : " كنا في يوم جمعة وفي المسجد الجامع... حيث كنت أجلس في الصف الثاني حينما اعتلى الخطيب المنبر وشرع في خطبة مرتجلة راح يتحدث فيها عن الحداثي الذي يصلي مثل صلاتنا ويقف في الصفوف الأولى، وهو مخرب ومغترب وعلماني ، واستطرد ليذكر باقي قائمة الشرور من ماسونية وماركسية وإلحاادية ، كان يتكلم وعينع في عيني ولم يكن بيني وبينه سوى أمتار .... ضاقت علي الأرض بما رحبت ولم يبق في ذهني مسجد واحد في جدة أشعر فيه بالاطمئنان لأداء الصلاة بسلام." والكثير الكثير من الأمور التي كاد شعري أن يشيب بمجرد قراءتها! من اتهامه بالكفر والإلحاد، ومضايقة بناته في المدرسة والسؤال عن والدهم هل هو كافر أم ماذا!!!. وملاحقة البعض له للتأكد إن كان يؤدي صلاته في المسجد أم لا!!!. طبعاً حتى الآن لم أفهم بالضبط مالذي طرحه الدكتور عالمجتمع ليواجهه بهذه الشراسة. فهمت طرحه للنظرية النقدية وأعتقد أن فكرة النقد مرعبة للمجتمع لخوفهم من أن أحد سيمس الثوابت ويحاول نقدها.. اممم لم أفهم ماهي البنيوية والتشريحية التي كفره الناس بسببها لذلك أنوي التعرف عليها أكثر.
أيش استفدت من الكتاب؟ اممم أحسه فادني بشكل غير مباشر. يعني قدم لي قراءة جمييلة للمجتمع وأنا مهتمة بمثل هذه التأملات. قمت بمحاولة إيجاد النماذج والأمثلة على واقعنا حالياً. استمتعت بحديث لم أسمعه من قبل عن التحديثات التي مر بها المجتمع السعودي منذ أيام الملك عبدالعزيز ( من تحضير البدو، ومحاولة إنشاء وطن شبه مدني، أيام الطفرة والتغييرات العجيبة المدهشة التي مر بها مجتمعنا المحافظ والتشوه الأخلاقي الذي مررنا به، الانفتاح العالمي العجيب، الحداثة الشكلية الخادعة أو الحداثة المشوهة..) ، وفتح لي باباً لتأمل الواقع والتدقيق في أي فعل جماعي على أنه من فعل النسق الاجتماعي.. الكتاب علمني كيف ممكن أقرأ الواقع بمنظور آخر، وبتأمل شديد.وعرفني على شدة المجتمع المحافظ وتنوع تكتيكاته وأساليبه للمحافظة على سكونه.
قبل أن أقرأ للغذامي شاهدت لهُ لقاء تلفزيونيّ مع الإعلامي : تركي الدخيل في برنامجه ( إضاءات ) و من هناك أحببت أسلوب الغذامي الراقي و المتزن في الحوار و مناقشة أفكاره بهدوء و روية بخلاف أصحاب الفكر المتعصبين لفكرهم بشكل همجي و غير لائق , و من هنا جاءت فكرة القراءة لهُ للتعرف على هذا الفكر و التوجه الذي يسعى إلى إثباته حثيثاً في المجتمع . أول ما شدني في الكتاب هو وضع ( معارضة الدعوة النبوية في مكة ) مثالاً للقياس على معارضة كل دعوة جديدة .. و إن كل فكر جديد هو فكر محارب حتى يثبت نفسه و هي نقطه منطقية و واقعية و لكن أظن أن فيه شيء من الإستهانة بالدعوة التي هي بالأصل عقيدة كاملة ربانية .. لا يجوز أن تقارن بإجتهادات بشرية تحتمل الخطأ و الصواب . ايضاً أن الحداثة ليس لها تعريف ثابت و واضح بل هي مجرد إجتهادات فردية لم يجمع عليها أحد الأمر الذي يجعل الحوار الدائر بين قادة الحداثة لا يصل إلى نتيجة إستقرار غالباً لأنهُ يعتمد على مجرد تحليلات و رؤى نظرية .. أكثر من كونها رؤية و قناعة عملية واضحة . ايضاً أن الحداثة لا تهدم الأسس بل على العكس تتخذ منها نقطة للإنطلاق في حركة التحديث و التجدد . أحببت الحديث حول زمن تأسيس المملكة و كيفية إنتقالها من نسق القبيلة إلى نسق الدولة التي كان قائدها الملك عبدالعزيز رحمه الله عليه . ايضاً عن بداية الجامعات في المجتمع السعودي و فكرة الإنفصام بين الجامعة و المجتمع و كيف إنها كانت هامشاً تبدأ منهُ كل حركة جديدة مجددة . ايضاً فكرة أن أثر كُتاب الشعر الحداثي بعد غيابهم شبيهه بأثر البدو الرحل بعد إنتقالهم عن الأماكن التي عاشوا فيها لفترة محدودة و من ثم إنتقلوا منها .. و تركوها دون أثر يدل على مرورهم عليها . ايضاً فكرة خصخصة النقد بطبيعة المكان الذي يعيش فيه النقاد .. و أن مثل هذا النقد ذا أثر محدود و مقتصر على الفئة المحلية المرتبطة بهذة البيئة . أحببت الفصل الذي تحدث فيه عن المثقف و المثقفة .. طرحهُ لقصة علي العمير و كيف إنتقل إجتماعياً و فكرياً من القرية إلى المدينة . ايضاً قصة خيرية السقاف .. و بداية دخولها للمجال الصحفي و مقالتها الأولى في جريدة الرياض و كيف إستخدمت أسلوب الكتابة الرمزية للتستر على المعنى الحقيقي خلف المقالة . ايضاً حديثهُ بشكل عام عن الحداثة الإجتماعية شيّق و مثير .. خصوصاً عن فترة إنتقال الوزارات من المنطقة الغربية إلى الرياض .. و ما صاحب ذلك الإنتقال من التغيرات التي شملها حي الملز . حديثهُ عن ( الطفرة ) و تبعاتها مرعب و مخيف .. صحيح إن أغلب ما ذكرهُ قد يبدو مألوفاً , لكن مجرد شعورك و أنت تقرأ مثل هذة الحقائق شيء و أن تسمع عنها شيء آخر , ايضاً حديثه عن أصل هذة التسمية ( الطفرة ) و من أين جاءت أثارنيّ جداً و كيف إنها تحتمل وجهين لكل وجه مزاياه و أضراره . ايضاً الحديث عن ظاهرة نسبة إسم الإبن للجد .. و ما في ذلك من تجميد للشخصية الفردية الجديدة .. و أننا لسنا سوى مرايا تعيد سيرة الشخصية القديمة من جديد و لن تقدر أبداً أن تتميز عنها أو حتى إن تصل إلى ما وصلت إليه . أذهلني الصبر على أذى المعارضين الذي يتملكهُ الغذامي و هذا دليل على إنهُ رجل ذو قضية مؤمن بها مئه بالمئه .. و لم يرى إلا الصبر سبيلاً لإنتشارها و تعزيز وجودها في المجتمع , و قد أحسن في ذلك . أحببت إنهُ أورد أمثلة و مواقف عن الصراع الدائر بينهُ و بين المعارضين لفكره .. فقد كانت دليل و مثال صريح على صراع الأنساق في المجتمع , و إنهُ ليس من السهل إيجاد فكر جديد في أي مجتمع كان بدون إن يحاربهُ المنتمون إلى النسق الساكن و الساعون دائماً إلى جعله ساكناً للأبد , ثم أحببت أنهُ ختم كتابهُ بنقاط وضح فيها بشكل مختصر مسار الحداثة من لحظة نشوء الفكرة إلى الآن و كيف إنها بدأت كحداثة شعرية .. و توسعت لتشمل الحداثة الثقافية و الإجتماعية ككل . الكتاب جميل .. و قراءته عملية شيقة رغم إنهُ لم يقدم فكرة الحداثة بشكل أعمق , مع ذلك إحتوى على أفكار مثيرة و مهمه و مقدمات بسيطة عن فكرة الحداثة يمكن البدء منها للتعرف على الفكرة الأشمل .
كل الحب والتقدير للدكتور عبدالله الغذامي ...الذي أستمتع جدا بمشاهدة على الشاشة ويشدني أسلوبه في الكلام ... في ما يخص الكتاب ... بصراحة قبل أن أقرأ الكتاب توقعت أن أجد جواب شافي عن الحداثة ... لكن للأسف لم أجد سوى القليل والقليل جدا وبعض الامثلة التي أستشهد بها الكاتب عن بدايات الحداثة في المملكة ... أعجبني حديثة عن النسق الاجتماعي وممانعتة لأي تغيير خارجي ...وأزعجني النصف الآخير من الكتاب عندما تحول إلى نزاعات شخصية لا تضيف لرصيد القارىء شيء يذكر ... تحـــياتي
المصافحة الأولى مع الغذامي و أعتقد أنها الأخيرة العنوان ملفت ويعطيك إيحاء بأن الكتاب سيتحدث عن الحداثة بعموم المملكة بطريقة جادة و واضحه ولكن ماحدث ببداية الكتاب كان الكاتب يريد أن يوضح لك نقطة كيفيه ظهور الحداثيين بمجتمع محافظ يرفض هذه المصطلحات سواء هؤلاء سعوديين أو غير سعوديين ويعيد ويكرر حول هذه النقطة التي مللت و أنا أقرأ هذه المصطلح مليون مرة ثم إن لغة "الأنا "متضخمه جداً لديه ! في أكثر من مكان و أعتقد الكتاب يتمركز حول شخصه لا حول الحداثة بالمملكة ولا غيرها !! جائت جزئية "تعليم البنات و المشالح و الطفرة " جميلة وهي أفضل مافي الكتاب ثم من ص200 تقريباً حتى ص300 جاء كرد على مواقف من خالفوه وماذا قالت الصحافة عنه وردة فعل الشارع على كتبه و..إلخ كنت أأمل بهذا الكتاب أن أجد الكثير و عنوان الكتاب أكبر من الكتاب ذاته كتاب يخيب توقعاتك وممل
أعجبتني شخصيَّة الغذامي للغاية وطريقة تعامله مع الأمور وهدوئه التام حول الإساءات والأذى الكبير الذي كان يأتيه. من حديثه حول أعداءه وخصومه لاحظت أنَّه مُنصفٌ و راقٍ في هذا الجانب, إذ يناقش بإحترام الفكرة لا الأشخاص , وبمهنيَّةٍ عالية ونُبلٍ كبير دون تجريحٍ أو فُحشٍ في القول. وهم -خصمه- كانوا أيضاً بالمثل, إلا قليلاً منهم.
كتاب الحداثة في المملكة العربية السعودية للدكتور عبد الله الغذامي . من أقوى الكتب التي قرأت مؤخراً . لرجل عاش الحداثة منذ بدايتها وهى تمشي على استحياء في الديار السعودية ، وهى بلا شك بلد محافظ . هنا نجد الغذامي يخبرنا عن الحداثة التي عايشتها السعودية وهى نفسها الحداثة التي كانت تضم اسمه دوماً لها شاء أو رفض .
ستجد في بداية الكتاب حيث أولى الصفحات يقول الدكتور “.. هذه شهادة لشاهد من أهلها أروي فيها حكاية الحداثة في المملكة العربية السعودية, أي الحداثة في مجتمع محافظ ” ..
يحدثني المفكر عن الحداثة .. عن التغيير عن ( الوعي ).. عن الكثير من التحول في ( نسق ) هذا المجتمع السعودي الذي كان قدره احتضان الحرمين ، وكان لزاماً عليه التحلي بالمحافظة إلا أن الحداثة وجدت طريقها إلى هذا الكيان المحا فظ ، وفي الكتب حديث عن أثر الحداثة في السعودية والتغيير الذي أرادته الحداثة ، ومواجهة رجال الدين بالمثل أي بالكلمة والفكر وغيرها لمبدأ الحداثة وهم تيار المحافظين ، وقد مال الكتاب لذكر جوانب شخصية كثيرة في مسيرة المؤلف ، وبعض الأحاديث الشخصية والمعارك الأدبية ؛ إلا أن هذا من وجهة نظري لن يعيب الكتاب خصوصاً وانه لم يبعد عن سياج الحداثة .
الملفت للنظر بالنسبة لي . معرفتي للغذامي ككاتب وكحداثتي قبل صدور كتابة بأكثر من عشر سنوات . فكنت أتمنى رؤية فكر وأسماء وحراك قوي في الكتاب ليس مجرد ذكر لأحداث . لذا خاب ظن الكثير وأنا منهم من امتلاك المؤلف لأشياء أقوى مِما كتب ، ولم ينقلها لنا لسبب ما .
لا شك في ان الدكتور عبدالله شخصية مثقفة وانا شخصيا تستهويني نظرته الغير تقليدية في الحكم على الكثير من الظواهر. ولكن لأننا تعلمنا ومن الدكتور نفسه أن ننصف العمل من مؤلفه ولا يؤثر حبنا او بغضنا في ما نقول من آراء وألا نشخصن الانتاج. فأقول، إن هذا العمل لم يرق لما نسجته له في مخيلتي من مستوى، تكلم في نصفه الأول عن بداية الحداثة في السعودية وقسمها الى ثلاث مراحل بشخوصها في كل مرحلة، أعتقد ان الغذامي اجاد في وصف ما واجهوه وواجهه الفكر الحداثي في السعودية من مضايقات ولكنه لم يربط بين المراحل الثلاث ويبين مدى تأثير شخوص كل مرحلة على التي تليها، فضلا عن انه لم يبين كيف بدأ ظهور الفكر الحداثي في مجتمع شديد المحافظة في "نسقه" الثقافي والحياتي خصوصا انها مرحلة لم يكن فيها الانترنت وسهولة السفر وتوفر فرص التعرف على كتب الآخر مما يسمح بظهور شذوذ عن النسق العام (سلبيا ام ايجابيا كان ذاك الخروج). القسم.الثاني وهو ما كان بحق اضافة لم يكن ينبغي ان تكون ضمن الكتاب كونه يتحدث عن المشاق والتهديدات والكثير من اسماء من حاربوا الغذامي وفكره الحداثي الحديث، فصل شخصي بحت ولو كان عرج بالحديث فقط عن هذه المضايقات واكتفى بما ادرجه من صور لبعض رسائل التهديد لكفى،فالقارئ لا تهمه هذه التفاصيل ولا تقدم له ولا تضيف له شيئا.
هذا الكتاب أحد كتب الوعي التي مرت تحت يديّ وكم انا محظوظة بقراءتي للغذامي وان كانت هذه أولى كتبه لي .!
يحكي الكتاب عن قصة الحداثة في المجتمع والحروب التي تعرضوا لها الحداثيون ضد النسق وتتجسد من خلال جمع كبير على مدى عقود وعلى راسهم الغذامي , ملهم هذا الكتاب على الإيمان بالقضايا الكبيرة ,
على الهامش >> مازلت تحوم في ذاكرتي تلك الفتاة الصغيرة المفترشة الجريدة وحولها الأطفال و ليتني اقابلها ذات يوم لأرى فقط تلك الصغيرة ماذا جلبت لها الايام ..!
* أحببت الوقائع العامة من أوضاع السعودية وتغيرات الطفرة أكثر من المشاكسات الشخصية التي فعلا هو لم يكن موضوعي فيها كما ظل يذكر. مع ذلك أراه أحق حقه فيها وكان صريحا مع ذاته.
* تمنيت لو رد عليه شخص من جهة المحافظين بكتاب آخر راق.
* كما صادمت الطفرة أوضاع الناس في ذلك الوقت. صادمهم الغذامي بفكرة ولم يقدم له أراءه بالتدريج كما كان لها أن تقدم فتُقبل من وجهة نظري المتواضعة
* أحب الكتاب الذي يفاجئني عندما أنتهي منه وأقول في نفسي: " بس؟" أريد المزيد وهذا الكتاب كذلك
في حديثه لبودكاست مخيال قال الغذامي أن الأمير محمد بن سلمان دعاه قبيل إعلان رؤية المملكة 2030 ببضعة أيام، وطرح له الرؤية وتباحث معه، ولا سيما فيما يخص المثقفين فيها. وقال أن أول ما استفتح به الأمير كلامه معه هو قوله: أنا قرأت كتابك أول ما صدر. واليوم 9 نوفمبر 2025 فتحت تويتر/إكس لأجد عدداً من المثقفين-فيهم الغذامي والبازعي-يتباحثون في ذات الكتاب، أو يحومون حوله، أو يتطارحون آراءهم في قضيته وصاحبه. ولأجل هذا كله نقول: نحن حين نُقبل اليوم على قراءة هذا الكتاب ونخصّه بالعناية فلأنه كتاب هام جداً، فالسلطة تنوّرت به وأنزلت كاتبه منزل عنايتها، وكتب الكاتب-كما رأيت أنا-موجودة كلها في المكتبات العامة متاحةً وميسورةً للاطلاع. كذلك فالمثقفون من شتّى الميول والأجيال ما زالت غارقة حدّ أذنيها في لجج هذا الكتاب وقضيّته، التي غرق فيها الكاتب من قبل. ولهذا كله يخطئ جداً من يظن-لما يرى ويسمع-أن السعودية انحسمت لصالح اتجاه معيّن، بل الأمر لمّا يفرغ منه أحد، إنما هو قول القائل: لكل زمانٍ دولة ورجالُ، وتحت قشرة السطح الرماد حممٌ قد يفجّرها بركان إن لم نخمد هيجانه بالسبل الصحيحة للإخماد والإطفاء.
"هذه شهادة لشاهد من أهلها أروي فيها حكاية الحداثة في المملكة العربية السعودية، أي الحداثة في مجتمع محافظ، ولا شك أن أبرز سمات المجتمع السعودي هي المحافظة، وربما لا تكون هذه خاصية ورغبة ذاتية فحسب، بل إن المحافظة مطلوبة من هذا المجتمع ومتوقعة منه، عربياً وإسلامياً…" "لقد حصرت نفسي في الحكايات التي كنت أنا طرفاً فيها، ولذا فإن الكتاب يمزج ما بين الشخصي والموضوعي…" إذن فهي حكاية الحداثة عند الغذامي، وهو وإن لاحت مخايل الصدق والتجرد كثيراً منه، إلا أن الإنصاف ودرك الحقائق وجلاء التاريخ عزّت على قلمه كثيراً والله، ولكن ما بال مثقفينا-محافظين ومتحررين-يحلو على ألسنتهم لومه وذكر أخطائه وهم لا يجرؤون على قول حكايتهم-حكايتهم هم-مثله؟! بحسب الرجل ما قال، وبحسبه أنه قال.
نظرية الأنساق التي ما انفكّ الكاتب من تردادها طول الكتاب أرى أنها ضئيلة القيمة في هذه الحكاية، وربما كان أولى للغذامي أن يتعود نزع نظارة الناقد أحياناً-تراه يستطيع أصلاً؟-. ضئيلة القيمة لأن الدراسة الموضوعية لموضوع متشعب غائر في أرض التاريخ لا بد له من فسحة طويلة في النظر ومُكنة تامة من البحث والتحري لا تشوبها شائبة ذاتية وأهواء شخصية.. حقاً كان أولى للرجل أن يقص القصة وحدها ففيها المعتبر والغنية.. والنظرية التي جعلها لحكي الحداثة لا تخلو من ثغرات.. بل من ثقوب وشقوق عريضة لا ترقّعها ولا أقمشة العبارات والصياغات. حقاً أسرف الرجل في النظرية، في الموجات الحداثية الثلاثة، حين وضع الوحدة الوطنية للجزيرة العربية-ذلك الحدث الجلل-والطفرة الاقتصادية (1975م)-عندما تغير وجه الجزيرة-أقول حين وضع هذين الحدثين الكبيرين بإزاء حدث ثالث هو صدور كتابه «الخطيئة والتكفير»! وحقاً أخذ نفسَهُ الغرورُ أو شيء يشبهه حين استحضر مثال طه حسين في محنته مع التراثيين والمحافظين، بل ومثال الرسول صلى الله عليه وسلم مع كفار الجاهليين، وإنها لحامضة في الأولى وممجوجة في الآخرة! لذا-ومرة أخرى-الكتاب حكاية غذّامية لصراع الحداثة والمحافظة كما عاشه في بداية تفجره، ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه.
والآن نسوق الكلام إلى همجية المحافظين وامتحان الحداثيين، ورُبّ قائل يقول: وفيم امتحنوا؟ السلطة حمتهم إن لم نقل أنها مهّدت لهم-وهذا ما لم يقله الغذامي في هذا الكتاب- ولولا رعايتها لهم لما بقيت لهم باقية.. لكنني أقول أنني أرفض هذا الكلام، وأرى سحابة كثيفة من الهوى تجلله، لأن الرأي العام قادر على الامتحان والتضييق، وليست السلطات وحدها من تخنق الناس، ألم يخصّ ستيوارت مِل الرأي العام في كتابه «عن الحرية» بالحظ الأكبر من بحثه ودفاعه؟ ولنا في موت النسائي والطبري معتبر أي معتبر. لقد أقرّت جمهرة المحافظين-من إسلاميين وغيرهم-بالخطأ في "حربهم" على الحداثة. ومن أقبح ما رأيت من الإسلاميين رجلٌ كان يرمي الغذامي وغيره "بالخيانة الوطنية والعمالة الأجنبية"، ويستدعي عليهم رؤوس الأمراء وكبار العلماء لأنه-زعم-محب ناصح موالٍ لهم وأولئك كارهون خائنون معارضون، ثم لما سار الزمن به قليلاً وأُخذ على أيدي رفاقه وألسنتهم خرج من البلاد "المسلمة" إلى البلاد "الأجنبية الكافرة" وعارض ونافح ورمى الأمراء والعلماء عن قوس واحدة، وصار "يطالب" بالإصلاح السياسي بعدما قال ما قال في الديمقراطية، فما له كيف يحكم؟! بعض الإسلاميين يظن أن في محض وقوفه في جانب محافظ أو إسلامي سيحقق كونه في جانب الحق، وما درى أن الحقّ أكبر منه ومن تياره وأي تيار! غير أن هذه شرذمة من المحافظين، وإلا فأكثرهم عقلاء-أو لنقل رجعوا إلى العقل-وأقرّوا بحماقة ذلك الجهاد الثقافي على قضايا فيها فسحة للنظر طويلة، القضايا جميعاً، عظمت أم حقرت، كلها فيها فسحة للنظر والبحث، ثم ألم يعودوا فيبحثوها بأنفسهم بعد سنوات الغوغاء تلك؟! أستغفر الله فأكثرهم مكبّل اليدين أو اللسان، وما أحب أن أحاججهم، وما مقارعة العاجز إلا ضرب من ضروب الدناءة-وقد مرد عليها الحداثيون، وحَلَت لهم اليوم جداً- لذلك نسوق الكلام الآن إلى شماتة الحداثيين وامتحان المحافظين، الذي اكتمل في سنواتنا هذه حتى صار واضحاً لكل غادٍ ورائح في سوق الثقافة السعودية.
يا حسرة على "الليبراليين والنقاد". إنني حين أرى أحوال هؤلاء وأقرؤ في الليبرالية أنكر أن يكون هؤلاء من هذه أو هذه من هؤلاء، وشتّان ما بين اليزيدين. إن ما دار من مكر وخديعة ضد المجتمع، بل وضد فئام من المتحررين والحداثيين، ليدلّنا جميعاً على أن القوم يضعون الكلمات العظيمة على ألسنتهم ولا يقدرون أن تحتويها صدورهم. وإذا كان الغذامي لم يقصص علينا خبر مكر القوم ودسّهم عند السلطات على خصومهم، فإننا نعرفه ونخبر خافيه وظاهره.
والآن آتي إلى أصل الداء في هذا كله، وما معي آلة الحكيم ولا حكمة المجرّب، إنما معي موافقة جيل من طليعة الشباب لا تشعر بكم جميعاً-محافظين ومتحررين-ولا تكاد تقاسمكم همومها وأهواءها.. جيل فطري في تدينه لا يطّرح الدين ولا يخاف الإقدام على الحياة. وربما كان من أحسن حسنات زمن الرؤية السعودية أنها أراحت العباد من هذا التهاتر الفكري العقيم، ذاك أنكم لا تحسنون التفكير، وفي مرات كثيرة لا تفكرون! أصل الداء هو-فيما أرى أنا العبد الفقير-هو الجهل والتعالم.. في مطلع الثمانينيات مع الميلاد الحقيقي لسؤال الحداثة، حصل أمر ما أظنه حصل في بلد عربي آخر، يقول الغذامي-في مواضع متفرقة-أن طائفة ليست بالقليلة من الكتّاب "الحداثيين" وقرّائهم كانوا لا يجدون في أنفسهم جواب سؤال: ما هي الحداثة؟ وفي جهة المحافظين تجد محمد مليباري يكتب ثلاثين حلقة في نقد الحداثة والغذامي وكتابه «الخطيئة والتكفير» وهو يؤكد-في ذات الحلقات-أنه لم يقرأ الكتاب ولن يقرأه! والغذامي هو الآخر ما أبقى صغيرة ولا كبيرة إلا وقالها في سعد البازعي، حتى قال في لحيته! كل ذاك لأنه قد ساءه أن يخالفه خلافاً شديداً رجلٌ "درس الأدب الإنجليزي في أمريكا" كأنما الأمريكيون أنفسهم لا يختلفون أشد من اختلافهما.. وما البازعي عن صاحبه ببعيد، قبل بضعة أشهر انفتحت قضية التفاهة والأدب التافه، ومثّلوا له بما يكتبه أسامة المسلم-الذي نجح نجاحاً كبيراً-وهنا بزغ البازعي لينقد أشد النقد، ولما سأله محاوره في لقاء تلفزيوني: هل قرأت روايات المسلم؟ قال: لا..قرأت شيئاً قليلاً فيها.. ولا أحتاج أن أقرأها! يا لقلة الضمير وانعدام تقوى المثقفين! داؤنا أنه لا أحد يؤمن بما يقوله الآخر-ذاك إيمانه وشأنه-ثم هو لا يطالع ما عند الآخر-وهو حر في مطالعته-ولكنه بعد هذا وذاك يروح ليهاجم الآخر هجوماً لا رويّة فيه ولا لين ولا مراعاة ولا أمانة ولا تقوى في مصائر ثقافة العباد والبلاد.. أيها المثقفون لقد فشلتم والله.
على أن المصيبة أننا نظن-أو صار بعضنا يظن-أن الأزمة قد انفرجت بعد الرؤية، وقد حلّت بعض أجزائها حقاً وعبرها المجتمع، لكن عقدة العقدة وجوهر المشكلة ما زال كامناً في الأحشاء، وإلى أن توائمه الظروف سيولغ فينا بالحمّى من جديد، كفيروس سكن السنين ثم راح يفترس الجسم على حين غرّة. أيها المثقفون جميعاً، لن تحلّ المشكلة من فوق، ما بيد أحد حلّها غيركم وغير المجتمع نفسه، إن لم تدافعوا عن الحرية والحوار وتضعوا قيماً عامة من مسّها قطعتم له يده، وإن لم يكن إنكار المتحرر على خطأ المتحرر أسرع من إنكار المحافظ عليه-والعكس كذلك-وإن لم تتوخّوا صلاح مجتمعاتكم بصلاح ما بينكم-إن لم تفعلوا ذلك كله، أقسم أن الدائرة ستدور ونعود في حيث كنا عام 1979 وفي حيث بدأ هذا كله بدايته التي تعرفونها.
كان يتمنى أن يكون هو طه حسين السعودية. في كتابه هذا ظننت أنه سيؤرخ للحداثة والتحديث، عن التبعات والآثار والتحولات. وكنت مؤملا أن الكلام سيكون عن الصناعة والتعليم والمرأة والعادات الاجتماعية. نعم تكلم هنا وهناك عن كل ذلك بتحليل عميق -وليته توسع في فصل الطفرة والتنمية .. لكن كل ذلك لا يقارن بتأريخه للحداثة الأدبية -التي لا تهمه إلا هو والمتخصصين- تلحظ أنه قد أفرغ جهده في إيراد المعارك الأدبية وقضايا الشعر. وتلحظ أنه ينحو شيئا فشيئا من الموضوعية إلى الذاتية مع تتابع فصول الكتاب، حتى يصل إلى "معركتي الحداثية مع المحافظين" عوضا عن "حكاية الحداثة في السعودية". الغذامي هذا شكّاء بكّاء له معارك دون كيخوتيه، يقارنها ويقاربها بمعارك النبي مع قريش. وأن أذيت قومه له هي أذيت الناس للأنبياء!
-هذا من الكتب اللي تنتهي منها وأنت تشعر بقرف غامض لا تعرف كنه؛ فما وجدنا فكرة نيرة ولا لذة نلتذها تهون علينا هذا الفقر المعرفي.
العنوان جذاب جداً لأي قارئ مهتم بالحراك الثقافي في المملكة وتاريخ تطوره، ولأي قارئ يبحث عن معنى الحداثة و سماتها و أدبياتها والتي قد تكون غامضة للكثيرين مثلي، إلا وكما أن هذا العنوان صحيح من جهة فهو مضلل من جهة أخرى، فالكتاب (يحكي) معنى و تاريخ الحداثة ولكن من منظور شخصي وبأحداث شخصية أقرب للسيرة الذاتية منه إلى بحث علمي شامل كما توحي شمولية الوصف "في المملكة العربية السعودية". وباستحضار هذا العنوان الشمولي أثناء قراءة محتوى الكتاب من أحداث و معارك و مماحكات صحفية و ردود فعل التيارات المحافظة (الرجعية) كما وصفها المؤلف، فإن ذلك يبني لدى القارئ انطباعاً ببطولة المؤلف المفردة في صراع الحداثة و تبنيها حتى لكأن الحداثة في المملكة العربية السعودية تمثلت في عبدالله الغذامي وما سواه مجرد متفاعلين أو بأدوار ثانوية، خصوصاً مع لغة الـ أنا الطاغية في الكتاب. لا أتهم د. عبدالله بتعمد ذلك لكن بطريقة أو بأخرى سيخرج القارئ بمثل هذا الانطباع.
الكتاب قيم في إطار السيرة الذاتية لمعرفة بعض خفايا صراع الدكتور عبدالله الغذامي في الحداثة (الأدبية) مع تيارات الأدباء المحافظين والتقليديين ابتداء ومن ثم الصراع مع التيارات الدينية المحافظة لاحقاً.
العنوان ملفت ومحفز للقراءة خصوصاً في ظل الأحداث والتطورات والرؤية التي تمر بها المملكة فالوقت كان ملائم جداً لقراءته 👌🏻، لكن بالنسبة لي اعتبره من الكتب الذي عنوانها لايشير بشكل متوقع الى محتواها، وانا اقرأ تخيلت ان اسم الكتاب (الحداثة في حياة عبدالله الغذامي).
استمتعت جداً في اول الكتاب الى المنتصف وهو يذكر قصص وصور للحداثة الأجتماعية في مجتمعنا المحافظ وكنت اضحك فعلاً كيف كنا وكيف اصبحنا، لكن بعد المنتصف بدأ الغذامي بسرد نزاعات ومشاكل اراها شخصية بينه وبين معارضية بينما هو يراها انجازات في مواجهة الكائدين له وللحداثه وهذا الأسلوب ازعجني قليلاً ، حتى انه استشهد بصور للإساءات التي تعرض لها وكأنها معركة اثبت فيها انتصاره الشخصي وليس انتصار الحداثه في المجتمع ككل . اسلوب الغذامي المشبع بالثقافة والوعي الأدبي ربما صعب علي، هذا كان اول كتاب اقرأه للدكتور الغذامي ولم اتحمس لقراءة شيئ اخر له، لكن يبقى شخصية قديرة ومهمه لي في مواقع التواصل الأجتماعي .
قراءة هذا الكتاب تجربة كوميدية بامتياز. لا مشكلة لدي في أن يدون أحدهم التاريخ من منظوره وعبر رواية قصته، بل أرى في ذلك عملية تذاوتية ذكية حيث ننطلق من الخاص والسرديات الصغرى إلى ما يمكن أن يتشكل لاحقًا في سرديات كبرى إذا ما رُصدت هذه السرديات.
ولكن الطريف أن هذا الكتاب مثال ممتاز لعملية المقاربة والقياس في عملية إنتاج المعرفة، حيث ينطلق الغذامي من فكرة أن هناك شيء اسمه "الحداثة"، راسخ، وهو ليس إلا ثنائية ساذجة "حلبها" المشهد الثقافي السعودي حلبًا في فترة سابقة كنقيض للتراث، هنا يكرس الغذامي هذه الثنائية دون مساءلة، مع أن الأجدى كان أن يبحث عن التقاء ثقافته بتلك الثقافة التي أنتجت هذا المفهوم، ومن ثم إضافة معطياته الجديدة على السردية، معيدًا بذلك إنتاج المفهوم في سياق ثقافي مختلف.
هذا الكتاب مثال ممتاز إذا ما أردت يومًا الكتابة حول عملية إنتاج المعرفة (اللامعرفة) من خلال المقاربة والقياس
يبدأ الغذامي هذا الكتاب بمقدمه يتحدث فيها عن "حكاية الحداثه" بأيجاز ويذكر بأن هذا الكتاب شهاده من أهل الحداثه اي انها تروى من ابرز معاصرين هذه الحركه بل ومؤسسيها واصفاً هذه الحركه أو الحكايه بالحكايه الملحميه والغير عاديه .. أنا أرى أن حكاية الحداثه والمتمثله في هذا الكتاب ماهي الا حكاية الغذامي مع الحداثه وليست حداثة المملكه لانه ذكر جوانب محدده من هذه الحكايه الطويله والمعقده وهذه الجوانب متمثله ومعنيه فيه فقط لان الحداثه ليست مجرد روايه تروى وأنما هي فكر وفعل واسلوب معيشه ولها جوانب اجتماعيه وأدبيه وثقافيه وأقتصاديه ..هذا لايمنع من القول أن هذه الحكايه ثريه جداً ومليئه بالصدمات بدأت صدمتي منذ بدأت أقرأ فصل الحكايه الأول وتفاقمت أكثر عند تعمقي في فصول الحكايه لامست بشده اننا نعيش حداثه عكسيه أشياء كثيره كانت متاحه بالفطره منعت ..أسلوب الحوار الذي يكاد لايذكر في مجتمعنا كان متاح بشكل اوسع الا ان الاجدر به ان يشاع وينتشر بدلاً من أن يصبح محضوراً وجريمه قد يعاقب عليها القانون وقد تسلب مننا حرياتنا لو فكرنا بممارسته يقول الدكتور الغذامي في الفصل الأول الذي تحدث فيه عن "الحوار الضائع" (أننا في مجتمعنا السعودي والعربي عموماً مازلنا بحاجه الى غرس مبادئ الحوار حول قضايانا وكلما جائتنا قضيه ينفتح فيه�� مجال للحوار نئدها بالتخويف الواهم من عدم قدرة الناس على استيعاب شروط الحوار ) كما بين ان الباحثون في المملكه كانوا يخشون من الخوض في حوارات او بحوث تتناول الحداثه او مايمت لها بصله وراح أفراد المجتمع والأئمه ينعتون أصحاب الحداثه بالكفره والتغريبيين وعبدة الشيطان .. في الفصل الثاني من هذا الكتاب قال الغذامي في تشبيه أرفضه ان موقف الناس من الحداثه يشبه موقف كفار مكه من رسالة الأسلام وهذا مايسمى بالنسق الساكن وأن كل هذه التشبيهات التي ذكرها الناس عن الحداثه تشبه الساحر والمجنون والناقل التي أطلقها مشركي مكه على الرسول عليه الصلاة والسلام وكأنه يثق تمام الثقه من هذا الطرح والأفكار التي يروج لها ..
من افضل التعريفات التي قرأتها للحداثه وأكثرها سلاسه وفهم هو تعريف الغذامي المختصر "الحداثه هي التجديد الواعي" لكن للأسف لم يبين اي شرح مطول عن تعريف الحداثه في هذا الكتاب أعطى مثال على ذلك وأنا اراه مثال ذكي جداً وهو تأسيس المملكه والوحده الوطنيه ومن أهمها تأسيس الهجر وتوطين الباديه على أساس انها شكل من أشكال الحداثه الكتاب ملئ بكثير من القصص العظيمه من سيرة الملك عبدالعزيز التي أصابتني بالاحباط مجدداً لأنه تبين لي ان الملك عبدالعزيز كان يميل الى منهج الحوار الغائب حالياً والمشاركه وعدم قمع الاراء ,,
ثم يأتي فصل الجامعه والأميره النائمه الذي تحدث فيه عن جامعة الملك سعود في الستينات والوضع الراكد الذي كانت فيه الجامعه بسبب الفصل تام بين الجامعه والمجتمع وان الناس كانوا كل مايعرفونه عن الجامعه أناس مثقفون وأجانب بلباس مختلف وأنهم يسمعون عنها ولايروونها كما أنه ذكر الكثير من العوائد الأجتماعيه والأفكار الناشئه بين الناس جراء أنشاء هذه الجامعه ..
من أكثر الفصول التي استمتعت بقرأتها في هذا الكتاب هي ظهور المثقف وهجرة الريفي التي نشأت في الخمسينات الميلاديه بعد قرار الملك بنقل الوزارات الى الرياض والفروق الأجتماعيه بين البيئات المختلفه خلقت بيئه خصبه للتندر والتعجب ونتجت عنها تمثيليات ونكت كثيره هذا الفصل أحتوى على قصص طريفه كثيره لكنها رغم طرافتها لاتخلو من الصدمات من مجتمع أعرفه في حقبه زمنيه لم أعشها ..
تحدث أيضاً في الفصل الثامن عن ظهور المثقفه ويمكنني ان اتخيل كيف كان هذا الحدث حدث اجتماعي ضخم ومهول بدأ بظهور الكاتبه خيريه السقاف من جريدة الرياض عبر زاويه مخصصه لها قرأت بداية المقال الاول الذي نشر استطعت ان المس من خلاله مدى ثقافتها والهدف الذي ترمي اليه تذكرت حينها كاتبات هذا الوقت اللاتي يفتقرن للكلمه والهدف المنشود .. تحدث أيضاً عن بعض الظواهر الأجتماعيه التي اندثرت وحلت عادات مضاده له كلياً لكنها في نظري ليست مؤثره ولم يكن بقائها عاملاً مؤثر على مصير الحداثه في المملكه .. أعجبني مصطلح (أنها الطفره ياعم) الذي ذكره الغذامي في فصل خاص عن الطفره الأقتصاديه في المملكه وتأثير ذلك على سلوكيات الناس وأخلاقهم وأحاديثهم ..
فصل (الكائن المجازي والحداثه المشوهه) بصراحه وجدته غير واضح بالنسبه لي ووضعت الكثير من علامات الاستفهام والتعجب وعبارة لم أفهم .. لم أفهم !!
من أكثر العبارات التي أعجبتني بالكتاب (مجتمع قادر بغيره) ربما كان يتحدث عن ذلك الوقت لكن رغم الحداثه المتواضعه والتنميه لاتزال هذه العباره صالحه للأستخدام حتى وقتنا هذا ,,
من الفصل الثاني عشر بدأ الغذامي بالحديث عن المؤامره التي كانت تحاك ضده عندما أتهم بالسرقه وان هناك من يكتب عنه وبعض الكلمات التي كان ينعت بها هو وأهله مثل الكافر والملحد وعبد الشيطان وذكر اسماء الكتاب الذين هاجموه ولفقوا عليه هذه المؤمؤات ولو انني لم اقتنع لأن الغذامي جاء بذكر هذه الحرب ضده دون ذكر اسبابها أو شرارتها ودون ذكر المواقف التي صدرت منه حينها تمنيت لو قرأت كتاب (الخطيئه والتكفير) ليمكنني الحكم على فكره لأن الكتاب لم يحوي على افكار الغذامي التي نشرها في الثمانينات ,, الفصل الأخير كان بعنوان نهاية الحداثه(مابعد الحداثه) ولا ادري لماذا يربط الغذامي حداثة المملكه به .. أنا أرى أن الحداثه فطره انسانيه وكونيه منذ نشأة الخليقه وأن كانت عندنا حداثه سلبيه وعكسيه تسير الى الخلف .. الكتاب اضاف لي الكثير من المصطلحات مقل (حداثي,محافظ,بنيوي,ألسني,نصوصي)
الكتاب جميل وهو فرصه لقراءة أحداث أجتماعيه لم نعشها ونراقب تطورها ..
الكتاب ملخص لمسيرة التغييرات التي حدثت في المملكة منذا عشرينات القرن الماضي وحتى التسعينات
الكتاب يحمل عنوان تاريخ الحداثة ولكن الخطوط فيه كانت عريضة ومفتوحة بدون ذكر تفاصيل وحتى ان بعض المواضيع لم تأخذ حقها في التوضيح
بشكل موجز فالكاتب تحدث عن علاقة الانسان بالتجديد ومدى تقبله له ومالذي قد يصيب حامل هذا التجديد من اذى الكتاب جيد جدا وانصح بالاطلاع عليه مكتوب باللغة سهلة وسلسة
كلما قرأت أكثر للغذامي كلما أعجبني أكثر كلما ندمت أكثر بسبب تعرفي علي كتاباته متأخرا، فلو تعرفت عليه أبكر من ذلك لاستفدت و توجهت أفكاري وجهة أخري. في هذا الكتاب يحكي الغذامي حكاية الحداثة في المملكة العربية السعودية، ويري أن الحداثة تتعرض لحصار و مضايقات بسبب التشدد و الديني و النسق الثقافي المحافظ الذي يستبد بالحياة الثقافية في البلاد. تعرض المجتمع السعودي لتغيرات شديدة بسبب الوحدة اولا، فقد كانت القيادة السعودية علي دراية بضرورات التحديث، حيث كان الملك عبد العزيز علي دراية و علم بسيطرة اللغة علي الزهن فكان يعمد لتغيير أبيات شعر علي باب القصر لتناسب المرحلة الجديدة. في عصر البعثات كان نادرا ما يخرج مواطن سعودي خارج بلاده إلا للدراسة أو العلاج، لكن الغذامي حينما عاد من بعثته ، عاد في عصر الطفرة، فوجد أن بلاده تغيرت جدا في قيمها أخلاقها، فلم تعد الأخلاق البدوية موجودة كما كانت بل تغير الناس، كما كان البيت السعودي تديره المرأة فأصبحت تديره الخادمة و أصبحت الأم و الأب بعيدين تماما عن إدارة الشئون الخاصة للبيت. أصابت الحداثة الات المجتمع و لم تصب عقله فنما نموا غير صحي، وغير طبيعي، كافح الغذامي لنقل الحداثة من الالات و الحاجات إلي العقل السعودي دون جدوي . في الكتاب يشرح الغذامي كيف كان الصراع يدور بين الحداثيين و المحافظين في النوادي الأدبية و الجامعات، وكيف كان الصراع يدور بينه و بين بعض من خدمهم و تلفقي منهم الطعنات. حاول الحوار مع أعداء الحداثة كثيرا لكن لم يوفق في اي من هذه الحوارات معهم لتشددهم. الكتاب حكي الكاتب بعض المواقف الإنسانية التي تجذب القاريء كي يستمر في متابعتها للنهاية، ولا يمل القاريء أبدا من القراءة، فالحكي كأنه رواية وليس كتابا في النقد الثقافي. تعرف في هذا الكتاب مصطلحات كالحداثة و النقد الثقافي و البنيوية والتشريحية ، وكلها مصطلحات جديدة علينا. الجانب الإنساني في الكتاب يحكيه الغذامي بروحه، فمما حكاه ما ذكره عن ذلك المريد الذي أعجبه متابعته له فكان يحكي كلاما لا تشعر أنك تقرأه لإنسان غريب عنك، بل إنسان صديق تعرفه و يعرفك . التأثير الوجداني للكاتب قوي جدا حتي لتشعر بقرابته وصدقه مع كل كلمة يقولها و هذا من أثر الإخلاص .
أول تجربة لي مع الغذامي وأتمنا أن لا تكون الأخيرة ..شيء جميل أن يكون لدينا مفكر مثل هذا الرجل . يسرد الكتاب بصور جميل ومبسطة حكاية التغير الذي يحدث في المجتمع المحافظ من مجتمع يتبع النمط القبيلي ..وربما مازال حتى الأن في هذا النمط.
ويؤمن الغذامي أنه لن تحقق المفهوم المدني إلا بإنجازات إدارية وتخطيطات وخطاب ثقافي مدروس . قسم الغذامي الكتاب إلى 3مراحل 1/حداثة النصف خطوة :-تحدث فيها عن فترة العشرينيات من القرن الماضي. وأهم أسماء المثقفين الذين ساعدوا في نشر الوعي والجامعات ونظامها .. 2/حداثة الموجة الثانية :-في فترة الستينيات من القرن الماضي ولعل هذه الفترة أكثر شيء استمتعت فيه تحدث فيه عن بعض العادات "الغبية"التي يمارسها المجتمع والتي مازالت مستمرة حتى بعد الموجة الثالثة من الحداثة ..وتعليم المرأة ..و تأثير بعض الشخصيات على الشباب السعودي أهمها غازي القصيبي رحمه الله 3/الموجة الثالثة عن فترة الثمانينات ..وبداية ظهور القلم النسائي في السعودية .والرواية السعودية التي ساعدة وبقوة على كشف المستور في المملكة . في أخر فصل تحدث الغذامي عن تأثير هذه الحداثة في خطب الجمعة وتحولها ربما لمعارك. وعن قصة حصلت معه .. والتي كانت معركة قذف والشتم لا معركة تبادل أفكار الكتاب حميل. ويستحق 5نجمات لولا فقط نشره لرسائل المهاجمين عليه ..ورغم أنه لم يشهر بأسماء ..لكن لم أحب الفكرة .. 4نجمات
كتاب قيَم و رائع من كل النواحي و لكنه لن يفيد من يريد فهم الحداثة كمصطلح نقدي و كفكر ، و إنما كما أشار الدكتور الغذامي في لقائه في العربية فإن هذا الكتاب هو "حكاية" ترصد آراء المجتمع حول خيار الحداثة المطروح كما ترصد ردود الفعل حولها.. هذا الكتاب تحدث فيه الغذامي عن العلاقة بين السعودية و الحداثة..الفهم الخاطىء للحداثة.. المعركة الدائرة حولها..الثقافة السعودية و المراحل التي مرت بها مع فكرة الحداثة.. يكشف من خلال هذا الكتاب الشائق صراعه مع الأقطاب الأخرى التي تشن عليه حرباً شعواء أضرت به وبحياته الخاصة أيضاً لدرجة لا تصدق فمن التكفير من على المنابر للرسائل الكيدية إلى الاستهزاء والتشهير والظلم السافر يزرعون طريقه بالأشواك ولكن وليس غريباً ابداً أن يثبت ويصمد الغذامي وهو قامة عملاقة تعرف تماماً مالها وما عليها...الغذامي يصدر من مرجعيات واضحة ومحددة وخصوم�� ينطلقون من أوهام وظنون واهية...إذن فهي معركة غير متكافئة...لذلك اختار أن يسميها حكاية لأنها لا ترقى إلى أن تكون حواراً منطقياً.
علمني هذا الكتاب كيف لرحلة العلم والتغيير شاااقة ! كيف يكون التقليدي عدوك اللدود فقط لأنك "جديد" !!
بغض النظر عن الحداثة نفسها.. عشت مع الكتاب وقتا صعبا.. ليس لصعوبته ؛ ولكن لصعوبة ماواجهه الغذامي
تألمت كثيرا معه وتحمست وإحسست بمعاناته.. علمت أن هذا نصيب كل من حمل رسالة النهضة بمجتمع متمسك بتقاليده أكثر من تمسكه بدينه
ذكرني كثيرا بسيرة غازي القصيبي ومحاربة المحافظين له بالمؤامرات والحروب الغير شريفة وتأليب الرأي العام ضده
أعطاني الكتاب صورة تفصيلية عن حقيقة مجتمعنا وطريقة تفكيره من بداية قيام الدولة السعودية إلى يومنا.. وبامكانك القياس على الحاضر والمستقبل على نفس السيناريو
شجعني على قراءة كتب د.الغذامي الأخرى والتعرف عليه أكثر
تجد في هذا الكتاب الصراع التاريخي بين الحداثة والتجديد وبين الأصالة والتقليد متمثلة في تجربة عبد الله الغذامي الذي كان يمثل الحداثة في إطارها النقدي الأدبي وفي تبنيه للألسنية ومابعد البنيوية، هذا الصراع نشهده اليوم ويتكرر غدا ليس بالضرورة في ذات الإطار وإنما في أطر أخرى، كتاب بديع جدا أنصح به بالطبع.
يحكي لنا الغذامي في هذا الكتاب تجربته مع الحداثة في المملكة العربية السعودية. عن المعارك التي خاضها مع المحافظين والحداثيين على حدّ سواء. يحتوي الكتاب على العديد من المصطلحات والأفكار التي قد تصعب على الجاهل بها -كما حصل معي-، مما يفقد الكتاب بعضاً من متعة قرائته.