لقد حققت الصهيونية درجة من التسلط كفيلة بأن تمكنها من تسديد ضربتها الأخيرة.. فبعد أن استحوذت على ذهب العالم و سيطرت على كل وسائل الإعلام و غيّرت طبيعة و مفهوم القيم الأخلاقية و ارتشت الذمم و الضمائر و زرعت أعوانها في أعلى المناصب السياسية داخل الحكومات. ما أبعدنا عن ذلك الشعب قليل العدد المعذب الذي يبحث عن ملجأ له في أرض أجداده ! فبالإضافة إلى سكان فلسطين العرب الذين أخرجوا من ديارهم و تحولوا إلى بؤساء مشردين لا بد لنا من التفكير في اليهود الذين يعيشون في كل أنحاء العالم و الذين برهن السيد حسين التريكي في كتابه على أن أغلبيتهم الساحقة يقفون موقف المعارضين لأهداف الصهيونية أو الذين لا يعيرون اهتماما بها و الذين بالرغم عن إعراضهم اضطروا أن يكونوا شركاء الشيطان. كتاب حسين التريكي يشير الى الأجل المفزع بقوة البرهان السيئ الذي يرفع قلقنا على المستقبل الى أقصى مداه. الجبهة الإسرائيلية لا تقتصر على منطقة الشرق الأوسط، انما تمتد إلى كل أنحاء العالم و العرب الذين يستميتون في الدفاع عن أنفسهم ينالهم شرف إنقاذ الإنسانية بأسرها.