من الشبهات الإلحادية المطروحة والمتعلّقة بذات الله –سبحانه- التساؤل عن الحكمة من طلب الربِّ عبادتَهُ. وهو سؤال يبحث عن المعنى في فعلٍ لا يرتبط بمصلحةٍ كالتي تُحرّك أفعال البشر. وعامة ما يَرِدُ به هذا السؤال في صيغة: لمَ يطلب منّا الله أن نعبده، وهو غنيٌّ عن العبادة؟ ما الذي يستفيده الخالق من صلواتٍ ودعواتٍ وصيام؟ أليس طلب العبادة علامة نقصٍ ودليل احتياج؟ ثمّ "يترقّى" السؤال مرتبة أخرى ليسأل عن الحكمة من خلق الإنسان أصالة. وإذا قيل للمتشكّك إنّ الإنسان خلق للعبادة، أجاب مستنكرًا: "وبم يستفيد الربّ من عبادةِ خلقِهِ له؟"، فَيَرُدُّنا معه إلى السؤال الأوّل: "وماذا يستفيد الله من عبادتنا له؟" وإذا ضاقت نفس السائل إلى آخر مداها، قال منفعلًا، ساخطًا: "لمِ لمْ يسألني الله إن كنت أريد أن أوجد؟"
" إن العبادة تحفظ الإنسان من أن يغترب عن نفسه في هذا الوجود الصاخب بالضجيج، فهي تُبقي للنفس حظها من الشعور بذاتيتها، إذ تُبقي لها حظ الانعزال عن مُوار الحياة للتزود بالحياة من مالك الكون"
ياالله!، لو لم أجد في هذا الكتاب سوى هذه السطور لاكتفيت
ذات يوم سألت والدتي " غفر الله لها ورحمها" كيف يمكن لعالم ما يتمتع عقله بالذكاء والفطنة ان يعبد ما هو من دون الله ؟ !!... كيف لم يمكنه التعرف عليه سبحانه ؟!!.... حبيبتي اجابتني بأن حقيقة الأمر لا تعود لمقاييس العقل بل على قلوبهم غُلف...موصدة يا ابنتي ، نسأل الله الثبات والسلامة .. ولكن بعد قراءاتي الأخيرة عن شبهات الالحاد المعاصرة تبين لي تفسيراً جلياً لكلمات والدتي وهو أن النفس ترى فى عبادة اياً ما كان سوى الله او حتى إنكار وجود الله رغبة تحكمها وتتواطىء مع العقل فى خفاء بعدما يكون استنفد محاولاته لعدولها عما تؤمن به ويخلص الأمر الى" شبهة " وهذا ما كان من امر هؤلاء .. الكاتب تفضل بطرح الاعتراض على اصل الاشكالات واجوبة عليها ..وتنبهت لأمر هام بأن الاشكالات تُبنى على اجتزاء إحدى آيات القرآن الكريم ويستدل بها على وجه الاعتراض... للأسف الفكر الالحادي يحكم على القرآن بمنظور الاقتطاع ولا يدري انه محكم اياته فى سياق غاية الكمال والتنظيم للاستدلال على المعنى المراد ايصاله، ولو فعل لانتفى وجه الإعتراض فى مقام الآية ذاتها التي استدل بها... يقول تعالى " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وًالْإِنسً إٍلَّا لِيَعْبُدُونِ▪︎مَآ أُرِيدُ مِنهُم مِن رّزْقٍ وَمًآ أُرِيدُ أًن يُطعِمُونِ ▪︎ إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ" سورة الذاريات ٥٦-٥٨. دعني اضرب لك مثلاً لو انك قمت بزيارة مدينة ما ، هل يمكنك أن تُطلق حُكماً او تصوراً بشأنها دون أن تزور اماكن كثيرة بها وتقف على معالمها ؟؟... هكذا الحال مع كتاب الله لا يقبل الاجتزاء في آياته عندما تطلق حُكماً بشأنه...وعندما طلب الله من البشر عبادته إخباراً منه سبحانه بحقيقة كماله وحقيقة نقصك ، فهو الغني الحميد ، كما أن وجودك لن يكمل إلا بوجوده ولو استغنيت ..والله لن ينعم لك حالاً بدونه سبحانه وتعالى جلّ في علاه ... إن معرفة الله تؤدى إلى محبته وهى ما يثبتها عبادته سبحانه وكلما ارتقيت في معراج المحبة كلما اطمأننت فى محراب العبودية 🤍🍃
حجج منطقية وبسيطة للرد على هذا السؤال الشائع وطرح الكاتب الكثير من الأمثلة وإن كان ما يلفتني أكثر هو ما يقال من أناس غير ملحدين بأنهم يمتنعون عن العبادة اقتناعا منهم أن الله أكبر من أن ينتظرها منهم وإن كان الرد على منطقهم يكمن في ما يحتجون به فكون الله أعظم من أن ينتظر عبادتهم أدعى لأن يتفكروا في أنهم ونحن المحتاجون إلى أن يتقبل الله منا عبادتنا..
تلخيصي لكتاب "لماذا يطلب الله من البشر عبادته" ل د.سامي عامري بنقاط سريعة :
بدأ الكاتب بذكر أشكال وصور هذا الإشكال عند المتشككين. ثم ذكر عدة نقاط وإشكالات في أصل هذا الإشكال ألا وهي : -الاعتراض مبني على أنسنة الإله ومقاصده -طلب الشيءلا يقتضي النقص عند طالبه -الاعتراض متعلّق بصفات الله لا بوجوده -إخبار الرب حبّه عبادة خلقه له لا يتعارض منطقياً مع حقيقة الربوبية -معرفتنا بحقيقة الذات الإلهية محدودة -سؤال لا يسأله من يعرف نفسه
ثم ذكر أجوبة على أصل هذا الإشكال ألا وهي : -تصريح الوحي أنّ الله لا يأتي العبث -تصريح الوحي عدم حاجة الرب للعبادة -عبادة الله لأنه أهل لأن يعبد -تمام القدرة والسلطان الإلهيين يتساوق مع حقيقة العبادة -الإنسان محتاج إلى تحقيق العبادة ليحقق معرفته بذاته -الإنسان محتاج إلى العبادة ليحقق استواء ذاته -العبادة مادة الاختبار -بالعبادة يعرف العبد قدره -الله يحب أن يكون بينه وبين عبده حديث وطلب -العبادة طريق للتميز لاستحقاق الجزاء والرفعة -في الاستجارة طلب للعون من العبد ووعد بالنصرة من الرب -في العبادة تجديد لعقد الإيمان -في العبادة مدافعة للغفلة والذهول عن حقيقة الإيمان بالله -عبادة الرب لتحقيق الانتظام الطبيعي
"العبادة واجب، وحاجة، ونعمة.. واجب لأن الرب الكامل يستحق -ضرورة- العبادة.. وحاجة لان النفس تعتل إن لم تشرق عليها رحمات الاتصال بالملك الكريم.. ونعمة لأن العبادة في جوهرها ظل ظليل تتفيأ النفس جنانه. وذاك الذي لا يعبد الإله الحق تائه لا يهتدي.. عطشان لا يرتوي.. تقتله الحيرة ويغتاله الضيق في عالم متراحب الأرجاء..ولن يتنسم السعادة إلا في عرف العبادة.. فالعبادة هي الحياة الحقة! أزح العبادة من حياتنا.. تنحر القلوب في صدورنا!"
خُلاصة الأمر هُنا، أننا نعبد الله كي نهتدي، كي نستدل على طريقنا الصحيح، كي يتحقق لنا رغد العيِش، كي تطمئن قلوبنا وتهدأ أعبد الله كي لا أَضِلَّ أو أُضَلَّ ، أَوْ أَزِلَّ أوْ أُزلَّ ، أوْ أظلِمَ أوْ أُظلَم ، أوْ أَجْهَلَ أو يُجهَلَ عَلَيَّ أعبد الله لأنه الخالق بيدهِ ملكوت كُل شئ، تقدست أسماؤه، ولأنه يحب توبة عباده وتقربهم إليه .لا نعبده لأنه في حاجةٍ إلينا، بل نحن من في حاجة إليه لا تنقطع ...
هذه هي التجربة الأولى لي مع كتب الدكتور، وهو كذلك الكتاب الأول في ترتيب الدكتور المنهجي لقراءة كتبه.
أنهيته في يوم واحد، سهل في أغلبه، فيه بعض الألفاظ الصعبة، وبعض الجمل العَسرة -خاصةً- لمن ليس له علم بالمنطق وطرق الاستدلال. أجاب عن السؤال الذي في العنوان من كل الجوانب: العقلية والعاطفية والإيمانية.
الكتاب يصلح لكل أحد -حرفيًّا-، وهو خير استهلال لعلم غزير قادم بإذن الله، أسأل الله أن يبارك في عمر الدكتور وعلمه وعمله.
بعد القراءة الثانية أقول: تعلمت أشياء جديدة وكأني لم أرها في المرة الأولى، استخلصت فوائد جديدة أكثر من مثيلاتها في القراءة الأولى أيضًا.
أسئلة كثيرة وغريبة تخطر على قلوب البشر لماذا تخطر في الأساس؟ هل لأن الإنسان كائن فضولي يبحث عن المعرفة ويكره الجهل ؟ أم لأنه يكره التكليف ويبحث عن أي سبيل يمنحه وهم الحرية والتصرف بلا قيد ؟
لماذا يطلب الله من البشر عبادته؟
من يسأل سؤالا كهذا هل سأله من منطق إبراهيم عليه السلام " لكي يطمئن قلبي"؟ أم سأله بحثا عن سبب يدعوه لترك مايقوم به؟ أم من أجل المعرفة الحقيقة ؟
قرأت هذا الدراسة بقلب مؤمن بحق الله عليّ دون أي شك فوجدتها دراسة رقيقة تلامس القلب وتزيده يقينا على يقين, مقنعة وذات حجة قوية , لكن لا أعلم إن كانت ذات الحجج التي أوردها الدكتور هي حجج بليغة في مجالها ومقنعة لمن يداخله شك في استحقاق القدير جل في علاه للعبادة.
* أنسنة الإله * تعارض الكبرياء مع الحب
من أكثر النقاط التي أعجبني حديثه فيها.
ولقراءة تلخيص شامل عن الكتاب فليطلع على مراجعة الصديقة رنا بارك الله فيها :
"ولكنه سؤال قد يسأله هازل مائع. لا هو مؤمن جاد ولا هو ملحد جاد… وقد يسأله جاهل بحقيقة الألوهية وخصائصها. فالسبيل لتعليم هذا الجاهل… إنما هو تعريفه بحقيقة الألوهية وخصائصها"
!!!!!!
من أكثر الأشياء المُنفِرة عند قراءتي لأي كتابٍ كان هو عدم احترام الكاتب للقارئ أو للشخص المراد إيصال الكلام له! هل تظنّ عزيزي الكاتب أن وصفك للسائل بالجاهل والهازل المائع سيجعله يفكر بإكمال كتابك؟ ولِنفترض أن القارىء شخص ذو إيمان ضعيف وجاء ليبحث عن أجوبة وبعد عدة صفحات تم وصفه بالجاهل لا أعتقد أنه سيشعر بالرغبة لإكمال الكتاب! فبهذا أنت تؤثر سلباً.
كنت سأترك الكتاب بعد هذا الأسلوب غير المهذب لكن الفضول دفعني لإكماله. حتى لو كانت الحجة قوية ولو كان ردك قوياً استخفافك بالشخص لسؤالٍ طرحه وقلة احترامك له ستجعله ينفر منك ومن جميع كتبك، وهذا ما حصل لي سابقاً مع كاتب بنفس الأسلوب، فلا أحد يستمع لمن يقلل من احترامه.
أحببت كثرة الأدلة لكن هذه الأدلة توجّه لمؤمن و لو كان إيمانه ضعيفاً لازداد إيمانه فهو كتاب يحبب المسلم بالله وبعبادته، لكنه غير مناسب لمناقشة شخص ملحد مثلاً لانه لا يؤمن بالله ولا بالقرآن فَنِقاشه يجب أن يكون علمياً ومنطقياً.
الكاتب خرج عن موضوع الكتاب الأساسي أكثر من مرة.
بعد عدة صفحات لاحظت تكرار نفس الأفكار وبكثرة.
قراءته كانت جداً صعبة مع أن صفحاته قليلة وأصابني بفتور القراءة لفترة.
أكملته ككتاب مسموع من اليوتيوب على قناة "Alphabic Audiobooks “ وكان صوتها هو الأنسب من بين جميع القنوات التي قدَّمَتْه، أنصح بالاستماع لها.
بالنهاية لن أنكر أن هناك العديد من النقاط الجميلة لكن الأسلوب مهم والسرد مهم كذلك.
لماذا طلب الله من البشر عبادته؟ سؤال يقود الإنسان المتشكك إلى طريق الإلحاد وفقدان الإيمان بالله تعالى. ولكن المؤمن الحقّ لا يسأل هذا السؤال، والملحد الجادّ لا يسأل كذلك هذا السؤال، ذلك لأن المؤمن مؤدبٌ مع الذات الإلهية ويعلم أن علمه محدود بينما علم الله واسع، والملحد لا يؤمن بالله، حيث يعني الإلحاد عدم الإيمان بوجوده عزّ وجلّ، بينما ينمّ السؤال عن التشكك بألوهيته سبحانه، لذلك فإن هذا السؤال يقتضي أن يتشكك الإنسان _الذي إما أن يكون جاهلًا أو ليست لديه المعرفة الكافية بألوهية الله_ بصفة من صفات الله وليس عدم وجوده. أما الطلب فلا يعني بالضرورة حاجة الطالب للأمر كما بيّن الكاتب، فالله لا يحتاج العبادة لنفسه، فنحن في نعيم من العبادة، بها نستشعر قرب الله تعالى وتمتلئ أرواحنا بمحبته بالتالي براحة لا يعهدها أي إنسان، وسبحانه لا تزيد من ملكه عبادة ولا ينقصه فجور.
عنوان الكتاب يمثل واحد من أشهر الأسئلة التي يطرحها الإلحاد لمحاولة بيان خطأ الإيمان بالله.
الدكتور سامي عامري قام بتفكيك السؤال وبيان تعارضه الذاتي مع نفسه، وانطلاقه من فرضية خاطئة، وهي أن الطلب يعني النقص أو الحاجة !
أتبع ذلك ببعض الإجابات عن أهمية العبادة، وكونها تعود على العباد بالنفع، مع غنى الخالق عنها.
كما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم عن رب العزة في الحديث القدسي: " يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد، منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئًا"
يبدأ الكتاب بهذا الاهداء : "الى الذين يسألون ليزدادو علما... ويتعلمون ليزدادو ايمانا ويؤمنون ليحسنوا عملا " بداية موفقة جدا لكتاب جميل يلخص ببساطة هذه الاشكالية و يجيب عنها باسلوب لطيف مقنع بعيد عن التشدد
هذه النوعية من الكتب من الأفضل أن تُقرأ بعد تكوين قدر جيد من التأصيل العقدي. لأن هذا الكتاب هو عبارة عن جواب لسؤال خاص. ولا تتم الفائدة إلا إذا كان هناك تأهيل عقدي مسبق لتدعيم بعض الأفكار التي تم مناقشتها في هذا الكتاب فمن كانت لديه خلفية عقدية جيدة فإنه قد يجد ما يكفيه للجواب عن كثير من الإشكالات المتضمنة للسؤال المطروح في هذا الكتاب وبالتالي يكون هذا الكتاب مكمّلاً معرفياً خاصاً للجواب عن هذا السؤال بعينه
إن التفصيل في الجواب على هذا السؤال يدور حول أهمية الفهم العميق لثلاث قضايا أساسية: معرفة الله بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته وما يلزم من هذه المعرفة طبيعة العقل البشري ومعرفة إمكانياته وحدوده حقيقة العبادة ومعناها
كتاب يقدم إجابة عن سؤال يتكرر لدى الكثيرين: لماذا يطلب الله من خلقه أن يعبدوه؟ الكتاب يناقش هذا التساؤل بأسلوب علمي بسيط ويبين ما المقصود بمفهوم العبادة في الإسلام، حيث يوضّح الدكتور سامي المعنى الصحيح للعبادة في الإسلام، بعيدًا عن التصورات الخاطئة. فالعبادة ليست فقط طقوسًا تؤدى؛ بل هي علاقة حية بين الإنسان وخالقه تقوم على الحب والخضوع والشكر. كما يناقش الكتاب الأسباب التي تجعل الله يطلب العبادة من البشر، مع الإجابة عن التساؤلات التي قد تُطرح، مثل: -هل يحتاج الله لعبادة البشر؟ -كيف تتناسب هذه العبادة مع كمال الله واستغنائه عن خلقه؟ أول كتاب أقرأه للدكتور ساميّ ومش حيكون الأخير، كان ديمة خاطري نقرا هذا النوع من الكتب؛ إلا أن صعوبة الأسلوب المستخدم في هذا النوع من الكتب كان يخلي فيا نسيب في الكتاب بعد ما نبدا فيه؛ لأني ما نفهم في شي، لكن هذا الكتاب رغم الفائدة العظيمة اللي فيه؛ إلا أن أسلوبه غاية في البساطة حتى أني أنهيته في جلسة واحدة.❤️
تحول من كتاب للرد على الشبهات حول هذا الموضوع الى كتاب وعظي موجه للمسلمين المؤمنين .. في البداية كان رتم الكتاب عاليا ثم بدأ بالنزول تدريجيا. لم يعجبني لم يجب على كل الاسئلة بوضوح الموضوع بالنسبة لي لا يشكل عقبة أمام إيماني , ف مو مشكلة :)
كتيّب لطيف، أجاب عن بعض الشبهة في العنوان. عن استغناء الله واستحقاقه العبادة، والفجوة بين قدرة إدراكنا وبين السؤال، مع وعظ عن نعمة العبادة وحاجتنا لها. ربّما الكتاب موجّه للمؤمنين، يزيدهم إيمانًا، أكثر من توجّهه لغير المؤمنين أصلًا
يحتاج العبد في قوله وف��له ومسلكه ان يتذكر دائمًا انه عبد خلق لغاية وزُرع في الأرض لسبب؛ فأن غفلته عن حقيقة نفسه اعظم زلاته. وهو بمعرفته قدر ذاته يستطيع ان يدرك حقيقة العالم بأبعاده الحقيقية وان يحسن بذلك تقدير نفسه وتقدير ماحوله.
ان العبادة تحفظ الانسان من ان يغترب عن نفسه في هذا الوجود الصاخب بالضجيج، فهي تبقي للنفس حظها من الشعور بذاتيتها ؛ اذ تبقي لها حظّ الانعزال عن مُوار الحياة للتزود بالحياة من مالك الكون.
حتى يحقق الإنسان معرفته بذاته، فلابد ان يعرف موقعه من هذا الكون ومقامه فيه، اين يقع من الكون؟ واين يقع الكون منه؟ وليبلغ الإنسان مرحلة الوعي الكوني بنفسه فهو يحتاج ان يعرف خالق الكون ولن يحقق معرفته بالخالق حتى يصل نفسه به ويقترب منه اقتراب من يبحث عن دفء خلاصه.
رسالة على صغر حجمها إلا أنها مفيدة و مختصرة تقسيم واضح للنقاط المُجاب عنها و التفريق بين الرد على أصل الإشكال و تبيين الإشكالات المنطوية فيه بالإضافة إلى تقريرات نافعة في أبواب أخرى كالعقيدة و صفات الله تعالى ملاحظة أخرى و هي أنّه من الكتب الفكريّة القليلة التي جمعت بين الردّ العلميّ المجرّد و بعض الوعظ و مقاطع تزكويّة
إن العبادة تحفظ الإنسان من أن يغترب عن نفسه في هذا الوجود الصاخب بالضجيج، فهي تبقي للنفس حظها من الشعور بذاتيتها؛ إذ تبقّى لها حظ الانعزال عن موار الحياة للتزود بالحياة من مالك الكون.
أول معرفتي بالمؤلف كان بسماعي عن يمكن أهم كتابين ليه ( براهين النبوة – براهين وجود الله) سمعت عنهم من كذا حد و عشان الكتابين كبار فمحبتش ابدأ بيهم للكاتب و بعد كده وجد للكاتب قناة على اليوتيوب و سمعت كذا فيديو ليه بس معجبنيش اسلوبه خالص (ده رأيي الشخصي بس كنت شايف فيه تعالى كده و أن هو بس الي فاهم في الاديان و الفلسفة!) فقولت ابدأ بحاجه صغيره يمكن أسواب الكتابة مختلف عن الفديوهات و كان في اختلاف فعلًا بس بسيط.. نجي للكتاب نفسه المفرود يكون عنوانه (لماذا يطلب الله من البشر عبادته ؟ و فوائد العبادة للبشر) عنوان الكتاب ملوش دعوه بالمحتوى بنسة كبير أول صفحتين مثلًا بس و ملخصهم (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) و الباقي أهمية العبادة للبشر . مفهمتش أنا مفرود جايب كتاب و من العنوان واضح أنا عاوز ايه منه، لو عاوز كتاب عن فوائد العبادة كنت جبت.. فالي بيدور عن كتاب لمناقشه الشبه أو التفكير في المعضلة تفكير فلسفي فمش ده الكتاب تمامًا و لو عاوز تعرف فوائد العبادة( الواضحة وضوح الشمس بنسبالي على الاقل) فهات الكتاب ده ..
إن عجبنا يجب ألّا ينصَرِف إلى طلب العظيم منَّا أن نعبُدهُ ، وإنَّما أن يقبل منّا العظيم ضعيف أعمالنا _مهما عظمت_ ، ويراها شيئاً حقيقياً بالقبول .
إن العجب هو أن يرضى العظيم أن نُنشئ معه علاقة ، نكون نحن طرفها الثاني ❤️.
فالعبادة واجب ، وحاجة ، ونعمة واجبٌ لأنّ الربّ الكامل يستحقّ العبادة .. وحاجة لأنّ النفس تعتلّ إن لم تُشرق عليها رحمات الإتصال بالملك الكريم .. ونعمه لأنّ العبادة في جوهرها ظلّ ظليل تتفيّأ النفس جنانه ..
إن الرب سبحانه متحققٌ بصفات الألوهية ولو لم يعبده البشر، أما البشر فبدون العبادة في تيه وعلّة، ولا تستقيم نفوسهم على صراط العافية حتى تخشع قلوبهم في مراكع العبادة.
♥️♥️
بعد إتمام الكتاب لا أجد إلا أن أقول: الحمد لك يارب أن طلبت منا عبادتك، وعلمتنا عنك، وأرسلت إلينا رسلك، ولم تتركنا تائهين باحثين عنك🤲