"لا تموت حضارة من يحب بصدق، لا تندثر عمارة من يبني بخلاصة روحه، الحقيقة تبقى" "ترحل إلى تريم ثم لا (تريم) إلى سواها" على خطى "في ضلال بلقيس" كتبت ريم "حضرموت حضارة لا تموت" ورحلت بي في رباها ومساجدها، وأذاقتني من عسلها وبخرتني من بخورها ولبانها. قد تقرأ كتاب آخر في هذه المدينة وقد يكون أكثر تفاصيلا، ولكن الكاتبة كتبت من وجدانها وأحاسيسها وضمنت صفحات كتابها برسومات قلمها الرصاص لتنتج حلة ثمينة.
"حضرموت" الحضارة التي لم تمت ولن تموت... القراءة الثالثة لهذا العمل، وهذا هو عهدي بجميع أعمال الكاتبة والمهندسة ريم عبدالغني.... ولأنها تكتب بقلبها لا بقلمها فقط أجدني عاشقة لكل ما تقدمه هذه الرائعة.... وحقيقة أنني متيمة بكل سطر في هذا الكتاب، فالوصف تخطى الماديات ولامس الروح بعمق... وهكذا هو الحال، كلما وجدتني بحاجة لجرعة أدب يروي الفؤاد اتجه بلا وعي مني لكتب ريم وكتاباتها.... فبالإضافة لتعطشي للأدب وبلاغة القول، فأنا أشد من ذلك في حاجة لبلد أرى فيه الحب يسود، فهي دائماً وفي كل كتبها تصف هذا البلد _بكل محافظاته المثقلة بالألم_ من جانبه الآخر، من وجهه السعيد، وترى فيه ما لا نراه ونحن أهله.....