أوّل مَنْ نَفّذَ من جمارك المطار، سند رشدان، هذا أمرٌ طبيعيٌّ ليس فيه ما يدعو إلى الرّيبة إلّا أنيابه المتباعدة، وحقيبة سفره الفارغة إلّا من ثوبٍ قذرٍ وسروالٍ قديمٍ وشماغٍ برتقاليٍّ كأنّه لم يغسل منذ سنةٍ. عبرت أنا، واستوقف موظّف الجمارك حقيبة سليمان، وراح ينبشها، وسأله بكل سذاجه : - لماذا جئتم إلى باكستان؟ - بذكاءٍ أجاب سليمان: "جئنا لدراسة الطّبّ"! الكلّ ينظر نحونا، ثيابنا تدلّ على هويّتنا، ماعدا سليمان، الّذي كان يرتدي ملابسَ رياضيّةً فضفاضةً، ولا تشير ملامحه الوسيمة، وبشرته البيضاء، إلى أيّ دلالةٍ على تلك الصّحراء الّتي جئنا منها. لقد واجهنا صعوبة الحصول على تاكسي، وكان ذلك بعد انتظارٍ طويلٍ، وقضَيْنا أوّل ليلةٍ في نُزلٍ متواضعٍ وكئيبٍ. وفي الأيّام الآتية، وجدنا مَنْ يدلّنا إلى الجهات الّتي تنتظرنا، حتّى وصلنا إلى مكتب الخدمات في إسلام أباد، وهناك بدأت حكاية التّيه. استقرّ سليمان على رغبته، بالانضمام إلى إحدى الهيئات الإنسانية الّتي كانت تقوم بأعمالٍ إغاثيةٍ للمجاهدين الأفغان في أثناء حربهم مع الرّوس. ربّما حبّه للطّبّ وخدمة الفقراء والجرحى، جعلته يختار الإغاثة، وربّما أنّ سليمان لم يتعوّدْ شظف الحياة، أو أنّه كما عرفنا شخصيّته تنبذ العنف والإقصاء والتّطرّف. المهم أنّني والبدوي سند رشدان، اخترنا القتال والذّهاب إلى بيت الأنصار، تلك المضافة الّتي تستقبل المتطوعين، وتحتويهم، ومن ثمّ تختار لهم جبهة القتال المناسبة.
شاعر وكاتب . صدر له 8 كتب في الشعر والرواية والترجمة ---------- 1- إنها تمطر وهذي قصيدتك ياحبيبتي ترجمة شعر ---------- 2- (الطائر الأزرق ( حكايا عالمية مترجمة ---------- 3- حنين إلى روح أمي (ديوان شعر) ----------- 4- سيرة المرأة جدل لاينتهي (سرد حكائي ) --------- 5- حب في قندهار ( رواية تاريخية ). ------- 6- ( كل النساء متشابهات ( رواية ------ 7- لاشيء يستمر جميلاً ........... 8- (حزن البحر من يتبعه ( شعر عامي https://www.instagram.com/alzhraniimo...
رواية تنبش في عالم التطرف الديني، التطرف الذي ارتدى عباءة الجهاد والآيات القرآنية والأحاديث النبوية المفسرة حسب أهواء أطراف لعبة الحرب والموت.
سالم بن عيد، الشاب الذي عاكسه النجاح وسُدّت أبواب الحياة في وجهه في المدينة المنورة، فما كان منه إلا أن سافر إلى أفغانستان مع رفاقه للمشاركة في جهاد الشيوعية والكفر وووو.. تعلّم أن يستخدم عقله ليدرك ويحلل ويستفتي فطرته في الخطأ والصواب، في الحلال والحرام، في الجهاد والقتل من أجل السيطرة والسطوة. لكن ذلك لم يتم سوى بأصعب الطرق وأقساها بعد أن سقط رهينة قبضة طالبان والعقول المغلقة التي تدير هؤلاء الشباب. لتدور الكثير من الحوارات بينه وبين نفسه ومع زملائه الذين بدؤوا يفكرون بذات الطريقة ، حوارات صلبها التفرقة بين تغييب الآخر وتكفيره والحكم بموته وتوجيه العقول إلى وجهة واحدة لا غير، نفي الآخر فكرًا وعلمًا وعملاً، ووجوب قتل من لا يؤمن بدولة الخلافة - على طريقتهم-
عمد الزهراني إلى تقسيم الرواية إلى فصول قصيرة بعناوين تخدم صلب كل فصل، بلغة طيعة متناسقة أبعد ما تكون عن الجلافة، وأقرب ما تكون من قلم شاعر
الرواية مهمة للجيل الشاب الذي تأخذه الحماسة لحياة مثالية فيرخي أذنه للصالح والطالح من الآراء الدينية والفلسفية، هي دعوة لإعمال العقل والمنطق وعدم الانسياق لمغريات الكلمات الكبيرة التي تترك وقعها في النفس الغرّة الغير مثقفة والمعوزة للمادة والنجاح والقبول.
لماذا نحن هنا؟ -------- - التطرف مرفوض في الرسالة، ومرفوض أيضاً في التلقي. - كيف يكون المتلقي متطرفاً؟ - حينما لا يقبل إلا رسالة واحدة فقط، ويرفض أية رسالة لا تتوافق معه تماماً، حينما يلغي الآخر، حينما يرفض الصورة والموسيقى والتغني بالشعر النبيل". ** يسرد الروائي السعودي محمد الزهراني في هذه الرواية – الصادرة عن منشورات ضفاف 2016 - سيرة تاريخية موجزة للمجاهدين العرب الذين ذهبوا للجهاد في أفغانستان خلال فترة الثمانينيات، فأُطلق عليهم حينذاك اسم الأفغان العرب. وتنفتح هذه السيرة من خلال رحلة الاصدقاء الثلاثة سند وسليمان وعيد( وهو الراوي) إلى قندهار. أولهم بدوي مغامر عاطل عن العمل، والثاني مديني وسيم رقيق الطباع، والثالث لم يكن معدله في الثانوية جيداً، ولم يُقبل في كلية الضباط لوجود مشكلة جسمانية، فيجد القناعة، عبر المشايخ وحلقات الدرس، إلى طريق آخر هو النصرة والجهاد. يستقل الثلاثة الطائرة المتجهة إلى باكستان، فتبدأ رحلة الأفكار عن الحلال والحرام.. الغناء والموسيقى.. الدنيا والآخرة.. وفي بيت الأنصار، وهو المضافة التي تستقبل المتطوعين، وتحتويهم، ثم تختار لهم جبهات القتال المناسبة، يتم اللقاء بالكثير من المتطوعين العرب، حيث لم تكن في ذلك الوقت حواجز أمنية على السفر، فكان الشباب ينفرون للجهاد بحماسة الإيمان، أو بروح البحث عن المغامرة، أو كنوع من ردة فعل خارج حياة الجمود التي يعيشونها. بيت الأنصار لم يكن أكثر من محطة انطلاق واستقطاب حيث يسلم الشباب جوازاتهم، ومن ثم يختارون لكل شاب كنية من أسماء المجاهدين التقليدية المرتبطة بالتراث الإسلامي، وبعض أولئك المجاهدين يعتقدون أن التعليم الجامعي لن ينفعهم في الآخرة، ولهذا جاؤوا لنصرة أخوانهم المسلمين في أفغانستان. كان عليهم أن يرتدوا الزي الأفغاني، ما عدا سند البدوي الساخر، الذي لم يستطع مفارقة سرواله القديم، وغترته البرتقالية، بل أخذ في مجالس السمر يستقصي بعض الشباب التائبين عن أخبار الحشيش والأفيون. )عيد) الرواي يشدنا منذ البداية بخيط خفي من الحس النقدي لأحداث تلك الرحلة. وأثناءها يكون الراوي هو العنصر الوسطي بين شخصين متناقضين، كما انه المنشد عذب الصوت الذي يستمع إلى أحاديث الجميع من صوفيين إلى متشددين إلى مجاهدين شباب متحمسين يطيعون أوامر قادتهم طاعة عمياء. كان فصل الشتاء في بدايته عندما انضم عيد مع رفاقه الى معسكر الجهاد، حيث لا يجوز الحديث عن علماء الأمة، ويمنع إحضار الراديو والاستماع اليه، ولا يجوز السؤال عن بلد المتطوع أو اسمه، ويجب الالتزام بالامتناع عن الجدال، والمحافظة على أوقات الصلاة والتدريب وتمارين الصباح. سند البدوي اقتنع بكل الشروط على مضض، ما عدا شرط المذياع الذي دفنه في أرض قريبة من الجدول، أما عيد راوي الحكاية فيُواجه بالريبة والشكوك لكونه اختار لقب البرمكي كنية له، وكما تنص الدروس التي يتم القاؤها في ذلك المعسكر، فمن جبال افغانستان يبدأ الطريق نحو الخلافة الاسلامية، لأن هذه الارض انتصرت على الفرس واليونان والترك والمغول. كما لم يصبر البريطانيون على مقاومة أهلها، فرحلوا ونشأت أول جمهورية عام 1973، تلاها عدة انقلابات عسكرية جاءت بدعم من الاتحاد السوفيتي، ولم يكن للمسلمين قوة مؤثرة خلال تلك الحقبة من تاريخ افغانستان المعاصر. يذكر الروائي في تلك الوثيقة الروائية المروية على شكل مذكرات لبطلها (عيد بن سالم) إن من طبيعة الافغان تقديس العرب، فكانوا يرون فيهم الإيمان والنور والكرامات الربانية. وهو أيضاً يرى بعين المؤمن الممتلئ بالحماس والعاطفة كرامات قادته التي يسمع بها من باقي المجاهدين، ولكن ما أن استلمت تلك الجماعات الحكم بعد سقوط حكم نجيب الله حتى بدأت الصراعات العرقية تطفو على السطح، واحتدمت صراعات السلطة والنفوذ، فلم يعد التفريق ممكناً من هو المجاهد المدعوم من الدول الاسلامية، ومن هو المجاهد المدعوم من أميركا، أو من قبل تجار المخدرات. يجد عيد الراوي بأنه لم يعد للمجاهدين العرب الأوائل دور في الحكم، بل صاروا حطباً لهؤلاء المتصارعين على السلطة، وورقة تعبث بها جميع الأطراف المتصارعة. هنا يقرر عيد المكنى بالبرمكي العودة إلى وطنه بعد أشهر مضنية من الجهاد والنصرة. ولكنه بعد العودة يجابه أزمة اخرى كونه أصبح عاطلاً بين اثنين حققا نفسيهما بعد العودة الى السعودية هما سند البدوي، وسليمان الفاسي، فعاد مرة أخرى للجهاد. إنها حرب جديدة في افغانستان ويجب ان لا يزرع الشيطان في نفسه حب الحياة، ويكون من القاعدين. فماذا سيقول هذه المرة لوالدته المريضة. بدا الأمر له مجازفة أكثر خطورة من المرة الأولى، ومع هذا ساقته الايام الى هناك ليتعرف على اخوان جدد من الجزائر ومصر وباكستان. ومن كهوف افغانستان الى كهوف اليمن يستمر جهاده للقضاء على بقايا الحزب الاشتراكي في الجنوب اليمني. صارت حياة المغارات متعته، وظلت تتقاذفه أوامر أمراء الجهاد وتوجيهاتهم، وثمة إشارات يستشعرها تدل على إنه سيتحول إلى دمية أو أداة للقتل والتفجير وخلخلة أمن الأوطان. وبينما يركز الروائي على السيرة البيوغرافية التي يعيشها بطله (عيد بن سالم) عبر رحلاته الجهادية بين اليمن وافغانستان، فإنه يكاد يبخس هذه الرحلة وجهها الآخر، عندما يهرب البطل من الحرب إلى الحب عبر نازك الباكستانية، فيفرط الكاتب بهذا الحدث، بل ويتجاوز القضية التي يتخذ منها عنواناً لروايته، ويمر بها مر الكرام، ومثلما لم تعط الرواية لهذا الحب حقه، فإنها لا تعطي للكثير من التفاصيل الحياتية حقها بالرغم من ثراء التجربة الخبرية والوثائقية التي تتضمنها. يقول الكاتب والباحث ناجح المعموري: "المخيال هو الفاعل المهم في إعادة إنتاج التاريخ، ومنحه نوعاً من الجدية المعروفة في الأدب، وأيضاً الحيوية المهارية التي حازت تغيراً بعد استعانتها بالتخيل لتكون نصاً أدبياً وإبداعيا معلناً عن لحظته المركزية في الافتراق عن أصله الحقيقي الوثائقي. تنقل الهوية الذاتية من كونها شخصية إلى كونها سردية حين توضع ضمن سرد فتصبح الذات موضوعاً له، فالهوية السردية بناء واقعي لتنسيق التجارب الفاعلة المهمة، ولتحقيق ذلك يلزم ابتكار حبكة السرد، أي إيجاد صلة قوية بين التجارب الشخصية للذات، والتاريخ الخاص بها". وهذه الرواية تقدم لنا صورة ضافية ووافية عن تلك الأيام التي تدفق فيه الشباب العربي إلى افغانستان سواء أيام التدخل السوفيتي أو الحرب الأميركية على تلك البلاد، وقد تبدو علاقة الرواية بالسرد التاريخي قوية، ولكنها غير وثيقة مع أدوات السرد الروائي الذي يستدعي التشويق، حتى وإن كان على حساب عناصر أخرى لم يشأ الكاتب التضحية بها، كتوثيق سنوات ساخنة من قتال المجاهدين، الذين شكلوا بذرة لتنظيم القاعدة فيما بعد، سواء ضد الروس أو الأميركان، أو من يوالي كل منهما من الأفغان. حتى تنتهي الرواية بسؤال: لماذا نحن هنا؟ لتبدأ رحلة البحث عن مخرج للنجاة من هذه الحياة الشائكة. ------- الروائية العراقية ميسلون هادي http://www.alaalem.com/?aa=news&i... صحيفة العالم - العراق
- رواية تاريخية تذكرنا بفترة الجهاد في أفغانستان في فترة الشيوعيين والإتحاد السوفييتي إلى مطلع الألفية فترة طالبان، وهدفها توضيح الفكرة الخاطئة المنتشرة للجهاد. . - في الرواية الكثير من الرسائل في قضايا التطرف الديني -كما يراها المؤلف-. . - العنوان لم أجد له أي صلة بالموضوع. . - في الرواية الكثير من الأحداث، ووجدت التشويق بين الحين والآخر. . - أعجبتني الرواية والسبب الرئيسي الحديث عن الحياة والأعمال عند الوصول لـ أفغانستان وكيفية تيسير الأمور هناك، لم اقرأ مثل هذه التفاصيل سابقًا. . #إقتباسات . - يشعر الإنسان أحيانًا بجدوى النساء حينما تشده الحياة في امرأة. علقت بذكاء : وحينما يجد المرأة يجد الحياة .. ويجد ا��وطن ، وسوف يشعر حتمًا بالأمان. . - الكل يستخدم العسكر في بلاده تحت مسميات مختلفة، والنتيجة خنق الحريات وإسكات الناس.
التطرف الديني آفه رافقت الجهاد منذ سنوات طويلة ولازالت بإسم الإسلام وبسنة الرسول ﷺ حسب أهواء من يمسكون زمام تلك الأمور.
حكاية عيد وسند وسليمان الذين كان حالهم حال الشباب المت��مس في ثمانينات القرن الماضي، سافروا إلى باكستان متأثرين بقصص العائدين من الجهاد وخطب العلماء وبعض أئمة المساجد المنادين بالجهاد ونصرة إخوانهم المسلمين في أفغانستان، وجدوا كغيرهم من يسهل لهم الفرصة لجهاد الشيوعيين حيث كانوا في حالة فراغ ويأس شديدين وضياع فكري، يتوقون إلى الاستشهاد في سبيل الله وملاقاة حور العين فالتاريخ الإسلامي مليء بالبطولات والفتوحات التي غيرت مجرى التاريخ، خدعوهم بقولهم أن فتح القدس يبدأ من أفغانستان وجعلوا من جميع الشعوب الذين يختلفون معهم تتاراً ومغولاً. رجع سند بإعاقة دائمة وعاد سليمان لحلمه بأن يصبح طبيباً ماعدا عيد الذي ظل تائهاً ليعود من جديد في عهد طالبان وتتكشف الأمور له أكثر ولكن لا يستطيع الخلاص فقد وقع بالمصيدة وأنتهى امره.
رواية مهمة ولابد من قراءتها لتنير تلك العقول المظلمة وتنبه الغافلين الشرك المنتظر.
الرواية تطفح بالايدلوجية دون مناقشة حقيقية للايدلوجية المضادة فظهرت أشبه ما بيكون بخطاب إرشادي شديد المباشرة شبه خالية من الحبكة الدرامية أو القصة التي كنت أتصور انها ستدور في خلفية الأحداث السياسية كما يوحي العنوان فخرج لنا عمل روائي هزيل لأبعد درجة لم يوضح الجوانب النفسية للمجاهدين ولا الخلفيات التي قادتهم للخروج وصورتهم بصور شديدة السذاجة والسطحية الحوار ضعيف في معظمه إلا بعض اللمحات من الصوفي اليمني كانت لطيفة
سرد ممتاز،، الشخصيات الرئيسية كانو في بداية الرواية متواجدين واختفو من الأحداث ولا لهم ذكر ايضاً لاحظت
فيه قفزات غريبة في الازمنة كانت الثمانينات و فجاءة زمن ألأمريكان، + لا دخل لعنوان الرواية بالأحداث ابداً، و شخص بعيد عن التطور ، كيف يعرف استخدام الايميل هناك امور بسيطة كان من الممكن تفاديها لو انه اطلع على بعض قصص في المنتديات الموثوقة او مقابلات الصحفين لبعض من ذهب الى مواطن الفتن، كان ايضاً مكن تكون الرواية اطول و امتع، بكثير
This entire review has been hidden because of spoilers.
ما طبيعة العلاقة مع الصحفية اللتي قابلها في أفغانستان؟ كيف عاد إلى بلده و كيف كانت علاقته مع النظام الحاكم؟ ما هي العمليات و المعارك اللتي شارك فيها؟ وكثير من الأسئلة الأخرى بكلام بسيط، الرواية تفتقر إلى الكثير