باب كبير له عقد عال جهم بسيط الزخرف في جدار عميق الصمت من كتل الحجر الأبيض عليها غبرة القدم . المصراع من غليظ الخشب المخرم بصفائح الحديد المدقوق فيها مسامير كبيرة الرؤوس . الرحلة الى هنا محتومة ، والنية تولد في لحظة صمت مبهمة ، لها أصداء ربما تفوت السمع لكنها تصيب القلب . تظل تنقر على جلده المشدود حتى يكون خوف آت ... وهو خوف لايمكن الفرار منه ، ولا يمكن اقتسامه مع الآخرين ... انما ينبغي أن يرحل الواحد به كما يرحل المجروح بجرحه . وفي الدور النساء منذورات للقعود والثياب السود والبكاء ، وقهر خانق يدافعنه بحقد أسود وغل مسموم . والرجال تعود في الباحة على رأس الحارة يصك الأرض تحتهم دبيب النساء في قبعان الدور . هل تروض الذعر الكلمات الحكيمة والمواعظ الحسنة ، هل تفك الطلاسم المضروبة على القلوب المشتاقة لريق الأنوثة وريق الرجولة . أي قدر لايدفع آخذ بخناق قلوب الرجال والنساء .
إحدى العلامات البارزة في الأدب المصري في الثلاثين عاما الأخيرة. ولد بقرية البندرة قرب طنطا. انتقل في منتصف الخمسينات إلى القاهرة وبدأ الكتابة الأدبية في منتصف الستينات حينما سجن لمدة أربع سنوات لانتمائه لتنظيم يساري. عاش في المنفى ببرلين من عام 1974 إلى عام 1985 لاختلافه مع النظام ثم رجع إلى القاهرة حيث توفي عام 1990له خمس روايات، وأربع روايات قصيرة، وخمس مجموعات قصصية ومسرحية