ممكن تخطيط رحلات عدّه من خلال المغامرات و الرحلات التي قامت بها صاحبه الكتاب في رحلاتها لليابان .. خصوصا انها زارت اليابان في أوقات مختلفه و في سنين مختلفه ..لم أكن اتوقع ان يكون الكتاب بهذا المضمون الثري. تعلمت منه و استفدت من المعلومات المذكوره به عن اليابان.
في المجمل، الكتاب رائع، لكنّي سأبدأ بذكر السلبيات أوّلاً، ثم الإيجابيّات.
أحسست في مقدمة الكتاب أن الكاتبة غير واثقة بقدراتها، حيث أنّها قالت وهي تخاطب القارئ، "فاعذرني إن خذلتك بما جاء [في الكتاب]، أو بما توقّعته أنت ولم يجئ. ويكفيني أني صدقت القول والإحساس..." وفي موضع آخر، كتبت، "هأنا اليوم أتقدّم بمشروع جريمتي الثانية في تجربة الكتابة... وفيه، ترتسم خطوط طول فكرية مهتزة..." فقد وصفت إقدامها على الكتابة بجريمة، ووصفت أفكارها بأنّها مهتزّة. وفي موضع ثالث من ذات المقدمة، نراها تقول عن ما سردت من أحداث "...ربما كان بعضها تافه في نظرك ولا يستحق السّرد..." وفي موضع رابع من المقدمة، نراها تقول، "أرجو من الله أن أكون قد وفيت بذلك الوعد." وتقصد بذلك أنها وعدت القرّاء أن تكتب بلغة أكثر بساطة من اللغة التي كتبت بها كتابها الأوّل.
مشكلة هذا الكلام أنه إذا قيل في المقدّمة يترك انطباع لدى القارئ أن الكاتب متردد وغير واثق من مقدرته، وهو انطباع سيّء. التواضع خصلة محمودة، لكن يجب أن يحذر المتواضع من أن يظهر بمظهر قليل الثقة بالنفس. أما إن كانت الكاتبة فعلاً تستشعر ضرورة سرد هذه التفاصيل، كان من الممكن أن تؤجّلها إلى خاتمة الكتاب، كي لا يبدأ القارئ منذ البداية مع انطباع سلبي. والجدير بالذكر أنها قالت في الخاتمة، "أرجو أن تعذروا لي ما جاء فيها من وهن وارتعاش."
أيضاً، هناك بعض القصور من ناحية التنسيق والتقديم وخصوصاً في الأجزاء المكتوبة باللغة الإنجليزية. ربما كانت الكاتبة ضليعة في اللغة العربية أكثر من الإنجليزية، وهذا ليس بعيب، لكن المسئولية الحقيقية تقع على عاتق المدقق أو المصحح (ولا أظّنه موجود لأنّه لم يُذكر اسمه). واكتشاف هذه الأخطاء عادة لا تكون من مسئولية الكاتب. وقد ذكر النّاشر أنه مسئول عن تصميم وإخراج الكتاب. الذي يتكرر، أجد نفسي في تقييم الكتب العربية دائماً مجبر على إلقاء الضوء على ناحية إهمال التنسيق، بدلاً من التركيز على محتوى الكتاب نفسه.
في البدء بذكر التفاصيل الإيجابية، نجيب عن تساؤل الكاتبة عن جدارة هذه التفاصيل بالسرد، وأقول نعم، إنّها تفاصيل جديرة بالسرد، خصوصاً أنها حيكت بلغة جمالية مُبهرة، جعلت حتى أقل التفاصيل إثارة للاهتمام، مثيرة. وعادة ما يغفر القارئ بعض الأخطاء وبعض الضعف في الكتابة في ظل وجود نقاط إيجابية تشفع للسلبية.
واستمراراً في ذكر الإيجابيات، أخذني الكتاب (وأنا الذي لم أزر اليابان) في جولة سياحية وأنا في بيتي، وصرت أرى التفاصيل بعيني وأنا أتخيلها في عقلي. من قبل اقتناء هذا الكتاب، كنت أرغب في زيارة اليابان، وصرت أرغب في زيارتها أكثر بعد قراءة الكتاب. ليس هذا وحسب، بل ساعدني في اختيار المدن والأماكن التي أرغب بزيارتها. والجدير بالذكر، هو تمتع الكاتبة بأسلوب ساخر يجعل الابتسامة ترتسم على الشفتين أثناء. ومن الأشياء التي أعجبتني أيضاً، بعض المقولات الشهيرة التي قيلت في حق السّفر، وكانت هذه المقولات حكيمة ومناسبة لأجواء السفر، وأجواء الكتاب. كما أعجبني أيضاً التعقيبات في أسفل الصفحات المأخوذة عن ويكيبيديا، والتي زادت من وضوح الأفكار. قد يقع كثير من الكتاب في خطأ المبالغة في استعمال هذه الملاحظات التعقيبية، غير أن الكاتبة الواعدة أحسنت استعمالها. وقد زيّنت الكتاب بعض الصور الفوتوغرافية، التي أيضاً لم تبالغ الكاتبة في استعمالها، لكن مع الأسف كانت بالأبيض والأسود، وربما كان من الأجمل لو كانت ملوّنة. لا أدرِ إن كانت الكاتبة قد التقطت الصور بنفسها، وكان يهمني أن أعرف هذه التفصيلة. أما تصميم الغلاف، فرائع: الرسم اليدوي، تناسق الألوان أمام الخلفية البيضاء، الفتاة المستوحاة من عالم الأنيمي، واستعمال الكانجي الياباني في كتابة العنوان. في النهاية، الكتاب عبارة عن تجربة إنسانية ثرية، لطيفة، وسعيدة. أنصحك بقراءة الكتاب إن كنت ممن يحب أن يتعرف على اليابان ولا يعرف عنها الكثير، أو من الذين يخططون للسفر إليها للمرة الأولى، أو من هواة السفر عموماً، وخصوصاً إلى أماكن جديدة ومختلفة.
-تقييمي لفكرة الكتاب: المقدمة كانت جذابة للأمانة مما جعلني اتأمل خيراً في الكتاب. أحببت المواضيع الأولية، لكن فجأة شعرت و كأن الكتاب لم يعد سرداً لتجارب الكاتبة أنما دعاية لشركة سياحية! كذلك مشاعر الكاتبة في خوضها لهذه التجارب لم تكن كافية.. أو لم تستطع إيصال مشاعرها فقد كانت تعيد و تكرر نفس الكلام في بضع قصص. اتفق أنه ثري بالمعلومات لمن لا يعرفون شيئاً عن اليابان، لكن ليس لمن يحبونها (مثلي)، فما في الكتاب يعتبر عادياً جداً لمن يعرفونها. -الأسلوب: اسلوب الكاتبة لم يكن به شيئاً مميز لهذا لم يعجبني كثيراً بل في أحياناً أصابني بالملل حقيقة. -ملاحظات: ملاحظة واحدة و هي أن الكتاب كان سيكون أجمل لو أنه كان من شخص خبير بثقافة الدولة، أشكر الكاتبة على مجهودها الجميل في سرد قصصها و مشاركتها معنا، لكن أشعر لو أنها كانت أكثر إلماماً بالدولة لكان الكتاب سيكون أجمل و أروع . -التوصية: الكتاب جميل لمن يريد التعرف على اليابان لأول مرة لذلك أوصيه لمن ليس لديهم معلومات عنها بشكل عام لكن ليس لمن هم محبون و ملمون بثقافة و عادات الدولة..