هذا الكتاب محاولة جادة، لواحد من أهم مفكرينا، لاستشراف ما يمكن أن يكون عليه العالم في منتصف القرن الواحد والعشرين. ويخصص فيه الدكتور جلال أمين فصلين لتناول مستقبل مصر والوطن العربي، فالتفكير في المستقبل والتخطيط الجاد له هما من أساسيات نهضة الأمم، إن أرادت أن يكون لها مكانة تحت الشمس. كما يتناول المؤلف مستقبل بعض المفاهيم والنظم وأنماط المعيشة التي تشغل بالنا وتؤثر في حياتنا في الوقت الحاضر، كالرأسمالية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية. وينهي عالِمنا الاقتصادي الكبير كتابه بفصل عما يمكن أن يصبح عليه حال علم الاقتصاد والفكر الاقتصادي بوجه عام بعد خمسين عامًا.
كتاب رائد ومهم وأساسي لأي شخص مهتم بأوضاع مصر والعالم العربي، وبما سيؤول إليه حالنا وحال البشرية خلال العقود القادمة.
Galal Ahmad Amin is an Egyptian economist and commentator. He has criticized the economic and cultural dependency of Egypt upon the West .
He is the son of judge and academic Ahmad Amin. He studied at Cairo University, graduating LL.B. in 1955 before studying for diplomas in economics and public law. Receiving a government grant to study in Britain, Amin gained a M.S. (1961) and Ph.D. (1964) in economics from London School of Economics. From 1964 to 1974 he taught economics at Ain Shams University, also working as economic advisor for the Kuwait Fund for Economic Development from 1969 to 1974. After a year's teaching at UCLA in 1978–1979. now he is professor of economics at the American University in Cairo.
يتملكني الفضول دوماً لقراءة الكتب القديمة التي تحاول التنبؤ بالمستقبل، لأرى إلى أي مدى صدقت تلك التنبؤات في الكتاب الحالي الذي يتكون من ثمان فصول يتحدث جلال أمين عن رؤيته المستقبلية وبعض تمنياته لمستقبل المجتمع البشري بصفة عامة، والعربي بصفة خاصة، متناولاً مستقبل الديمقراطية والاقتصاد والقومية العربية وغيرها من المواضيع الهامة، حيث يقوم بدراسة الماضي أولاً، وعمل تحليل للواقع الحاضر وقت كتابة العمل قبل الخروج بتعميمات مستقبلية ورغم أن الكثير من تنبؤاته لم تظهر بوادرها حتى وقت كتابة تلك السطور، وبعدها مبني على تعميمات خاطئة أو قراءة مغالطة للتاريخ والواقع، إلا أن بعضها مثير للاهتمام، وربما تثبت السنوات القادمة صدق حدسه
بدايةً سأعترف بأنّي من المعجبين جدًا بكتابات"جلال أمين" أسلوبًا وفكرًا. لكنّ عنوان هذا الكتاب وقف حاجزًا بيني وبينه منذ ما يزيد على عام. فلا أقابل أيّ "تنبؤ" بالمستقبل إلا بالتوجّس وشيءٍ من الاستخفاف. خاصةَ وأنّ في البال دراسة "تلتوك" الشهيرة عن تنبؤات "الخبراء" والتي أثبت فيها أنّ توقعاتهم بالكاد تتجاوز تنبؤات رجل الشارع العادي. لكنّ وجود كتابه الجديد بجانب كتابه هذا دفعني لتناولهما معًا وأنا أقول في نفسي: لن تعدم نفعًا من كتابٍ لـ"جلال أمين". ليس الكتاب بمحض تنبؤاتٍ كما يُشير العنوان. والتي يجعلها الكاتب –مع الأمنيات- هي كلّ ما يستطيعه المثقف العربي الذي ترتهن قرارات بلاده وأحوالها إلى خطط الآخرين وحساباتهم. وقد بيّن أنّ "الخطط" مقابل الأمنيات والتنبؤات هي ما يمكن أن تنبني عليه التوقعات العلمية والرصينة وشبه الدقيقة، لكنّها حظّ القوي مالك قراره لا حظّ الضعيف مسلوب القرار. يشير "جلال أمين" إلى أنّ تنبؤاته في الكتاب وإن أخطأت إلا أنّها مناسبة للتفكير وإعادة النظر. وهذا برأيي أفضل ما في الكتاب، فهو مثير-بحقّ- للتفكّر والأفكار. يبني الكاتب "تنبؤاته" على دراسته للماضي وتبدّل الأحوال خلاله، محاولاً استقراء التغيرات الممكنة من خلال المسارات الماضية. تحدّث عن مكانة مصر، والرأسمالية، والعدالة الاجتماعية، والفكر الاقتصادي، والقومية العربية، والديمقراطية...وغير ذلك. وجاءت آراؤه متباينة القوّة والمتانة، فبدا بعضها متينًا ذكّيا وممكنًا رغم مخالفته للمألوف،فيما جاء بعضها الآخر ضعيفًا متجاوزًا لأولويات معروفة، كما تفاوتت من حيث التفاؤل والتشاؤم فابتعدت عن مجرد "الأمنيات" و"الحسرات". مجمل الكتاب مفيد وممتع كعادة "جلال أمين" في بقيّة كتبه.
لا جديد تحت الشمس .. هكذا قال نابليون .. وهكذا تعرف عندما تقرأ أي كتاب لجلال أمين إذا ما كنت قد قرأت بالفعل له أي كتاب آخر.. جلال أمين يحاول هنا أن يقوم بدور المتنبئ فيخبرنا عما يحدث في المستقبل... وبغض النظر عن كون الكتاب لم يتحدث عن المستقبل فعلًا لكن لنر ماذا كتب أمين على أي حال... منذ الصفحات الأولى وجلال أمين يناقض نفسه.. فنجده يقول : "فإذا حاولنا التنبؤ بما سيكون عليه حال مصر مثلًا بعد سنة أو سنتين من الآن فقد يكفي في ذلك أن نتأمل ما نحن عليه الآن أو ما كنا عليه قبل سنة أو سنتين وإذا أردنا أن نتكهن بما يمكن أن يكون عليه حالنا بعد عشر سنوات فقد يتطلب هذا أن نرجع إلى الوراء عشر سنوات او عشرين" عظيم جدًا... فهكذا يقرأ أمين التاريخ.. يبدأ من الماضي ليستشف المستقبل... ولكنه يعود بعد عدة صفحات في فصل آخر ليقول : "أعرف جيدًا أن أغلب محاولات التكهن بالمستقبل تبوء بالفشل وذلك لأسباب كثيرة من أهمها أن أغلب من يحاولون ذلك يعتمدون علي طريقة الإسقاط أي مد الاتجاهات السائدة في الحاضر والماضي القريب إلى المستقبل فتخيب توقعاتهم" أليس هذا ما قلت أنك ستفعله في مفتتح الكتاب؟ هل "الاسقاط" جيد أم سيء؟ إذا كان جلال أمين ينتقده لأنه يفشل حسبما أقر فلماذا يستخدمه هو نفسه؟
هذا التناقض في العبارات لا يتوقف هنا بل أننا نجده أكثر من مرة لمن أراد التدقيق فنجده مثلًا يتحدث عن عصر النهضة الصناعية في اوروبا قائلًا انه تسبب في حدوث التفاوت في الدخل و الفروق الطبقية: "في القرنين التاليين (1700-1900) أحرز الغرب تقدمًا ملموسًا في ميدان التحرر السياسي و الإقتصادي [...] ولكن الغرب دفع ثمنًا لذلك يتمثل في ازدياد حجم التفاوت في الثروة والدخل وقهر الطبقة العاملة الصناعية" لنوافق إذًا أن الثورة الصناعية تسببت في هذه الطبقية ... لكن في فصل آخر نجد أمين يقول : "أرجح أن يكون تأثير العولمة في معدلات النمو إيجابيًا على المدى الطويل [...] لأني لا أعرف فترة زمنية في تاريخ البشرية في أي زمان او مكان زاد فيها مستوى الرخاء لجميع شرائح المجتمع بالدرجة نفسه بل أرى أن نمو الدخل يحقق دائمًا نفعًا للبعض اكثر مما يحققه للآخرين" فدومًا هناك تفاوت طبقي بين الناس... ولم يحدث مطلقًا أن تساوى الجميع .. وتلك حقيقة قديمة قدم الإنسان... لماذا إذًا يلوم أمين النهضة الصناعية على هذا التفاوت؟ فهى حادثة وواقعة بغض النظر عن قيام الثورة الصناعية من عدمها... فالتفاوت كان سيظل حاضرًا... السبب ببساطة هو الرفض لكل ما هو غربي ومحاولة إلصاق فكرة الاستغلال لكل ما يتعلق بالحضارة الغربية.. وتلك سمة دائمة في كتابات جلال أمين.. فهذا التقدم الذي أحرزه الغرب هو تقدم زائف بل هو طامة كبرى على البشرية: "لقد سحرنا التقدم التكنولوجي الذي استمر الانسان في إحرازه عبر القرون الخمسة الماضية [....] مع أن بعض التأمل لا بد وأن يؤدي بنا إلى اكتشاف أن التقدم التكنولوجي كان على حساب أشياء أخرى تتعلق بالعلاقات الإجتماعية وبالتطور الروحي للإنسان وبعلاقة الإنسان بالطبيعة.. إلخ" أستطيع تفهم كلمة "علاقات اجتماعية" أو كلمة "علاقة الإنسان بالطبيعة"... ولن أخوض في جدال سفسطائي حول تأثير التكنولوجيا على العلاقات الإجتماعية... لكن سأتساءل فقط عن ماهية تلك اللفظة "التطور الروحي"؟ ما الذي يعنيه التطور الروحي هذا؟ كلمة تطور تعني وجود معيار على أساسه تتقدم الأشياء -او تتخلف- ما هو هذا المعيار إذًا عندما نتحدث عن تطور روحي؟ هل الروح تزداد "سرعة" أو "وزنًا" أو "ثقلًا" أو "قوة" أو "عجلة"؟ وما هو هذا الحد الذي لو نقصت عنه الروح تصبح متخلفة أو لو زادت عليه تصبح متطورة؟ بالطبع أسئلة لا إجابة لها... لأنه ببساطة لا يوجد ما يسمى بالتطور الروحي... لكنه لفظة براقة تلعب على أوتار العاطفة الدينية لدي القراء... فلا أحد من القراء العرب سيتساءل عن معناها.. خصوصًا مع "موجة الكتابات المسماة بالصوفية المجتاحة البلاد العربية شرقًا وغربًا"... فهى لفظة براقة جذابة لكنها لا تصمد مطلقًا للتدقيق العقلي.. الشيء الطريف أن جلال أمين الذي يستخدم تلك العبارات المطاطية العاطفية هو نفسه من يلوم الناس باعتبارهم كائنات عاطفية لا عقلانية فيقول : "إن الإنسان في الأساس كائن غير عقلاني تحركه العواطف أكثر مما يحركه العقل" ويبدو ان جلال أمين مؤمنً شديد الإيمان بهذه المقولة لدرجة انه قرر تطبيقها في كلماته... فبالإضافة إلى كلمة "التطور الروحي" المطاطية هذي فهو يرفع لواء المدافع عن الأخلاق.. وما أفضل من الحديث عن الجنس بمشتقاته في وطننا العربي لإظهار الخلق والفضيلة! "زاد ما تتمتع به المرأة من حرية إزاء الرجل وحرية الشاذ جنسيًا إزاء غير الشواذ وحرية صغار السن إزاء الكبار ولكن إطلاق وصف التحرر على كل هذا قد يكون شبيهًا بوصف الموت بأنه تحرير للروح من الجسد" في الحقيقة لا أجد مبررًا لهذا الهوس عندنا بالحريات الجنسية لدي الغرب سوى سببين: أولًا إما محاولة إيجاد أي شيء يعيبهم فنجد الكاتبين يلعبون على وتر العاطفة الدينية... فالغرب سيء لأنهم يسمحون بهذه الحريات لكننا جيدون لأننا لا نمارسها... كأن الجنس هو فقط ما يحدد الحضارات... أو السبب الثاني : هو اننا ببساطة نشعر بالغيرة منهم .. وددنا لو كنا مثلهم وبالتالي نمارس نظرية "العنب المر" ... لن أتناقش كثيرًا في فكرة الحريات الجنسية.. لكن فقط أوجه السؤال لأولئك المنتقدين للحضارة الغربية: ألا يمكنكم رؤية أي وجه آخر سوى الجنس فيها؟؟؟ جلال أمين لا تشغله مشكلة الجنس فقط... لكنه مهتم أيضًا بفكرة القومية العربية والتي يفرد لها مساحة تقارب نصف الكتاب تقريبًا... أول ما يطرًا على عقلي عندما أسمع بفكرة "القومية العربية" هو سؤال: ما هى مميزات تلك القومية؟ و انا لن أجيب عما اعتقده في مقومات القومية بشكل عام و العربية بشكل خاص.. لكن سأقتبس ما الذي يعتقده جلال أمين كمقوم : "هكذا أنظر إلى ما تتعرض له القومية العربية اليوم من تهديد فالغضب لما يحدث للغة العربية اليوم أشبه بالغضب للاعتداء على الشرف وكذلك الغضب لتسميتنا بغير أسمائنا" "أكثر ما يقلقني هو ما أصبحنا نسمعه من أمثلة جدييدة و يتعلق بتهديد شخصية الأمة و هويتها ولغتها وتراثها ومن ثم تهديد كرامتها واحترامها لنفسها. قوانين جديددة تصدر في عجلة مريبة تخفض كم ساعات تدريس اللغة العربية في الأزهر وفي الوقت نفسه الذي يتسامح فيه شيخ الأزهر في مقابلة الزوار الإسرائيليين..." من الجمل السابقة نلاحظ أن المقوم الوحيد لقومية العربية هو أننا جميعًا نتحدث نفس اللغة... فجلال أمين يبدو غيورًا جدًا على اللغة العربية والتي بتدميرها تتدمر القومية العربية كلها... هذا التدمير الذي تسعى إليه الدول الاستعمارية الإمبريالية الكولونيالية الغربية الصهيونية... لكن مع كل هذي المؤامرات التدميرية فلا تزال قوميتنا حاضرة.. "على الرغم من جهود استمرت 180 عامًا لتقطيع أوصال الأمة العربية لا زلنا نجد الكتاب العربي يصدر في الجزائر أو تونس فيقرأه أهل الكويت والبحرين وما يكتبه الشاعر الفلسطيني أو السوري يتحول إلى أغنيات يتغني بها المصريون والسودانيون" هذا المنطق الذي يتحدث به جلال أمين يجعلنا نقول أن أسبانيا و دول أمريكا الوسطى يجب ان يتحدوا في قومية واحدة... أو أن البرازيل هى جزء لا يتجزأ من قومية برتغالية واحدة... فباولو كويلو يكتب في البرازيل وكتبه توزع في امريكا.. لحظة.. هل امريكا أيضًا قومية برتغالية؟... شاكيرا تغني بالأسبانية فتوحد دول أوروبا تحت لواء كولومبيا... لحظة.. هل دول اوروبا قومية أسبانية؟ منطق غاية في التهافت هذا الذي يتحدث به جلال أمين... لكنني أتفق معه في شيء .. أن العربية أصابها الإعوجاج ... مثلما أجد يقول: "لكن الجزائريين بعد خمسين عامًا من الاستقلال لا يزالون عاجزين عن إصلاح ما أصاب لغتهم من تدهور وما أصاب لسانهم من اعوجاج بكل ما ينطوي عليه هذا ’فقدان المرء لنفسه‘ " فواضح تمامًا الإعوجاج لدرجة أن جلال أمين يكتب "الجزائريين" بالياء وليس "الجزائريون" بالواو لأنها مبتدأ مرفوع... لكن هذا مجرد خطأ بسيط عابر.. لا يهم أن يكون في جملته هذا الخطأ اللغوي الفادح الذي لا يقع فيه طالب ابتدائية (وللمصادفة الساخرة يكون في نفس الجملة التي يتنقد فيها إعوجاج اللسان!) .. لا يهم أن يرفع شعار العربية وهو الذي يقوم بالتدريس بال"انجليزية" في الجامعة "الامريكية" ... فلا يهم ماذا تفعل على أرض الواقع.. المهم ماذا سترفع من شعارات... وبمناسبة الشعارات .. فجلال أمين يمنحنا نظرية عظيمة مفادها أن الثورات بأكملها كانت مؤامرات ترفع شعارات غير الشعارات الفعلية لها.. فهو يقول: "ما أكثر ما نصادف في التاريخ أن يقع حادث فنفهمه بمعنى معين ويعلن أصحابه له هدفًا أو أهدافًا بعينها ثم يظهر بعد مرور الزمن أن مغزاه التاريخي مختلف تمامًا [....] عندما قامت ثورة في دولة عربية بعد أخرى خلال الخمس سنوات الماضية رفعت أيضًا شعارات عظيمة [...] لكن حدث خلال هذه السنوات الخمس ما نعرفه جميعًا من خيبة الآمال ممايجعل من الملائم جدًا أن نتساءل عما إذا كان المغزى الحقيقي لما حدث مختلفًا تمامًا عن معنى الشعارات التي رفعتها هذه الثورات" اختصرت الفقرة لأنها كانت طويلة نسبيًا.. لكن المجمل يقول أن الثورات كانت خدعة.. الثورة الفرنسية و بعدها الروسية (الأصح أن تسمى بلشفية بالمناسبة لكن هذا ليس موضوعنا).. وكذلك ثورات الربيع العربي... كل تلك الثورات كانت خدعة.. رفعت شعارات براقة ولكنها حققت أشياء اخرى غير تلك الشعارات... أنا لن أعارض في نظرية المؤامرة المحبذة لدي قطاع لا بأس به من أشباه المتعلمين الجدد.. لكن سأتساءل فقط.. لماذا لم يضم جلال أمين ثورة يوليو 1952 إلى تلك القائمة من الثورات ؟ هل لأنها الثورة "المباركة" التي لا يأتيها الباطل من بين أيديها ولا خلفها؟ هل لأنها الثورة المحببة لجلال أمين و أمثاله من القوميين؟ والسؤال الأغرب.. كيف يطلق جلال أمين لفظة ثورة عليها أصلًا طوال صفحات الكتاب مزورًا للتاريخ الذي يقول ان من قام به مجموعة ضباط في الجيش استولوا على الحكم . .فهو انقلاب عسكري صريح... ومع هذا فلا غضاضة لدي جلال أمين في أن يصفها بالثورة.. و أيضًا أن ينتقد المناهج الدراسية التي تزيف التاريخ كأنه هو نفسه لا يفعل هذا.. هذا الإيمان المطلق بالقومية العربية جعل جلال أمين يكتب جملة غاية في التطرف لا تصدر عن أي مفكر حقيقي: "إذ أن تحقيق الوحدة يحتاج بالضرورة إلى قمع معارضيها في الداخل ومقاومة معارضيها في الخارج فأين الدولة التي مكن أن تقود هذه المواجهة بشقيها؟" فجلال أمين بكل بساطة يمنح الدولة صكًا بقمع كل من يعارضها طالما أن الدولة تسعى إلى الوحدة العربية... والجملة لا تحتاج مني أية تعليق فهي بذاتها غنية بما يكفي... الشيء الطريف هنا أن جلال امين الذي ظل طوال الكتاب يتحدث عن تلك القومية نجده يقول في أواخر الكتاب : "إنما أقصد بهذين التطورين : [...] و ثانيًا : نمو حركات عالمية على أساس تنظيم عالمي بتجاوز حدود الدول وذات طابع إنساني وتتكلم بلسان تفهمه سائر الأمم وتستخدم خطابًا تتعاطف معه مختلف الثقافات" فجلال أمين لا يرى بديلًا عن "قومية عالمية" وليست "محلية عربية" ... ولاأعرف كيف يوفق جلال أمين بين تلك الحركة التنظيمية العالمية وبين القومية العربية القائمة على اللغة؟ .. لكن هذا لا يهم .. المهم حشو الصفحات بأية كلمات مقعرة وأفكار تبدو عميقة .. وهى في حقيقتها عقيمة... قد أتقبل كل هذا.. فلكل كاتب الحق في كتابة ما يحلو له... لكن ليس لدرجة التدليس.. فجلال أمين يقول: "في بداية القرن السادس عشر نجح هنري السادس في تحرير بلاده من سلطان البابا في روما ولكنه قطع في نفس الوقت رأس واحد من أكبر المفكرين في أوروبا وأكثرهم تحررًا وهو توماس مور" أن يتم ذكر "توماس مور" باعتباره داعيًا "للحرية" فقط لأن هنري السادس قرر إعدامه يبدو كان نقول ان حزب النور السلفي هو أكبر داعية للديمقراطية لأنه شارك في الانتخابات!... توماس مور كان متدينًا متزمتًا.. ولم يكن مطلقًا داعيًا للحرية.. وإعدامه كان بسبب تزمته الديني الذي منعه من الموافقة على الزواج الثاني للملك لأنه ككاثوليكي مؤمن يرفض الطلاق... لو كان متحررًا بالفعل لما تمسك بفكرة الزواج و الطلاق الكاثوليكي هذي.. و لا أعرف مطلقًا من أين جاء جلال أمين بكلماته هذي التي تدل على جهل مطبق بتوماس مور أو على الأقل بتدليس قح.. ببساطة كتاب لا يستحق ثمنه ولا وقته..
.كتاب يضع كثير من المفاهيم المهمة كالعولمة و الوفرة و الندرة في سياق الوضع المصري من خلال اسلوب شيق يجعل المرء في حاجة للاطلاع و الاستزادة بالتأكيد يجب قراءته مرة ثانية لاستيعابه بقدر أعمق.
كتاب ممتع جدًا شدّني من أول الصفحات. أكثر ما أعجبني هو بعض الفصول التي كانت مفهومة بالنسبة لي بشكل جيد، بالإضافة إلى تحليله العميق للماضي ومحاولته لتقديم ملخص سريع ورؤية شاملة لفهم المستقبل. أسلوب الكاتب سلس وجميل، مما يجعل القراءة ممتعة وسهلة المتابعة في أغلب الأوقات. ومع ذلك، وجدت أن فصل “الرأسمالية” كان صعبًا قليلًا بالنسبة لي كشخص ليست لديه خلفية قوية في الاقتصاد، لكن هذا لا يقلل أبدًا من قيمة الكتاب أو من الاستفادة التي خرجت بها. بشكل عام، الكتاب تجربة فكرية ممتعة توسّع آفاق القارئ وتدعوه للتفكير بشكل أعمق في شكل العالم خلال العقود القادمة .
ليس كل مؤلف تقرأ له تشتري كتابه، د.جلال أمين أبدع في كتب أخرى أما في هذا الكتاب جاء على نحو ممل وسرد طويل في محاولاته لإستشراف بعض مظاهر الحياة المستقبلية في مصر والعالم.
إن كنت مهتم في الرأسمالية والإشتراكية ستجد طرح عميق في احدى فصوله، وإن كنت تود أن تعرف مصير الفكر الإقتصادي في الثلاثة عقود اللاحقة فاقرأ الفصل الأخير، عندها يختم المؤلف مستخلصا : "اختفاء علم الإقتصاد من الوجود ويحل محل الإقتصاديين بعض الفلاسفة أو بعض علماء الإجتماع ..." !!
هناك مواضيع أخرى للمهتمين في قراءة مستقبل الديمقراطية، والتخطيط، والقومية العربية، عادة ما يربط المؤلف بين العقود الماضية وتأثيرها على حاضرنا وانعكاساتها عليه .
الخلاصة .. كل تحرر أو تقدم تُحرزه البشرية في مجال التكنولوجيا أو الإقتصاد أو الإجتماع وغير ذلك، قد يفرض علينا قيود جديدة ويخلق لنا مشاكل من نوع آخر كالتحول من مشكلة الندرة سابقا إلى مشكلة الوفرة والفراغ مستقبلا "كل شيء يزيد عن حده ينقلب ضده"، لذا يحرص المؤلف على توجيه أكبر اهتمام للمستقبل ودراساته.
في رأيي المتواضع، لو كان الكتاب مختصرا ومصوبا تركيزه نحو الفكرة المراد ايصالها لكان أنفع للقارئ.
من الرائع أن أنهي الكتاب رقم ١٠٠ لي بقائمة قراءاتي بأحدى كتب جلال أمين .. وهو الكتاب الثالث لي من كتب جلال أمين الذي وان اختلفت معه في بعض مايقول ولكني أجده وكأنه يتفهم إختلافي وأجدني أتفهم إختلافه بدون عصبية او تسفيه للآخر. بعض الفصول وجدت فيها المتعة والرؤية السديدة كفصل العدالة الاجتماعية وفصل الرأسمالية. وبعض الفصول كانت متوقعة من قبل قراءاتها ولم أجد فيها الجديد كفصل الديموقراطية وإن كانت قراءته ممتعة فالانسان يستمتع ويجد الراحة في قراءة ماهو متوقع ومتوافق مع رؤيته. ولكن كعادة جلال أمين ولا جديد فهو مازال يجد ملاذنا في تجمعنا حول قوميتنا العربية ولا يراه في تجمعنا حول ديننا وأن أممية الدين تفتقد لما لا تفتقده أممية اللغة وهو ما أجده إختزال فج لما قد يقدمه هذا الدين على الأخص وظلمه بقياسه على الاديان الأخرى وما قدمته من دول تجمعت على المسيحية او اليهودية .. ولكن مع اسلوب جلال أمين اللطيف الغير متحيز لا تجد مفر الا أن تعجب به وبعرضه للأفكار.
يحاول الكاتب ان يحلل تاريخ العالم الاقتصادي لتوقع ما سيحصل للعالم في المستقبل. يسهب في المقارنة بين الاشتراكية والرأس مالية ويظهر ويستنتج أن عمر الرأس مالية سيكون أطول من الاشتراكية. ويذكر الكاتب بأن التطور التكنولوجي يجعل الدول أكثر ترابطا عالميا ويستبعد وقوع حرب عالمية في المستقبل بسبب تأثر الدول اقتصاديا لاعتمادها على بعضها البعض. ويأكد بأن أحد أكبر المشاكل التي سوف تواجه أحفادنا في المستقبل هو مشكلة الفراغ. وذلك يرجع بأن أعمال المستقبل تتطلب وق�� أقل بسبب التكنولوجيا.
عنوان الكتاب بالنسبة لي يخدع.. فهو أقرب للتحليل الاقتصادي مع القليل من الحديث عن المستقبل.
كتاب محترم وله افكار عميقة ولكن الكاتب الصراحة سهل مصطلاحات ومفاهيم كتير زي مفهوم الفوضى الاخلاقة /مشكلة ملء الفراغ /ندرة وكثرة الموارد /توزيع الدخل /القومية العربية /الشرق اوسطية ((المشروع إلا سرائيلي)) العولمة /هوية الامة وثقافتها /والفرق بين الهوية والعقيدة /الرأسمالية والشيوعية /الازمة الاقتصادية العالمية 2008/الركود التضخمي والبطالة المكشوفة /العدالة الاجتماعية والدمقراطية والفكر الاقتصادي والتخطيط وغيرها وغيرها ولكن ب اسلوب راقي وتحسه السهل الممتنع ، ولكن انصح المبتدئين زي حالاتي واول مره يقرأ للكاتب ان يقرأ الكتاب بتأني وعلى مهل حتي تفهم وتستوعب وبشكل احسن
كتاب ممتاز و في رايي واحد من اهم و اجمل كتب جلال امين رؤيه تحليليه و ثاقبه لحال العالم والعرب الان و توقعاته لها في المستقبل الفصل الخاص ب العداله الاجتماعية فعلا اهم ما قرات في هذا الموضوع و يأسس لخطه عمل حقيقيه و واقعيه ممتاز
العالم عام 2050 جلال أمين الغلاف: مقبول العنوان : العنوان أكبر من محتوى الكتاب العالم عام 2050 هو الطبعة الثانية لكتاب مستقبليات مصر و العرب وعندما بدأت قراءة الكتاب توقعت أن الكاتب سوف يأخذنا في رحلة ذات شطحات لنتصور معا ما هو شكل الحياة في العام 2050 ولكني رجعت أجر ذيول الخيبة فيعتبر الفصل الأول ما هو إلا مقدمة طويلة للموضوع وتبيانت توقعاتة بي زيادة عدد السكان اللي هو شئ طبيعي ، بنى المؤلف تقدير الدخل الفردي المستقبلي للقرن القادم على أساس السنوات من 1950 - 1985 بما حدث في هذة الفترة من ارتفاع وركود وهي سليمة احصائياً لكن هناك مؤثرات فهناك ثورة و جيش ااحرب وهزيمة و انتصار واغتيال و رئيس جديد فكل هذة عوامل أثرت في الاقتصاد فكيف نقيس علية مستقبليا ، من توقعات الكاتب اختفاء ظاهرة التلوث وذلك لزيادة التكنولوجيا مع أنه من المعروف كلما زادت نسبة التكنولوجيا زادت نسبة التلوث في فصل آخر حاول الكاتب الإجابة عن السؤال مصر إلى أين؟ فكانت الاجابة كلام فلسفي عن أحوال مصر في الماضيوكلمة من الشرق وكلمة من الغرب وفي آخر الأمر لم يتوصل الكاتب للإجابة . يحثنا الكاتب على الاهتمام باللغة العربية وفي ضمن سردة أن الأزهر خفض ساعات تدريس اللغة العربية وبما أنني لم أسمع عن هذا فشديت الرحال للأخ جوجل وسألتة ولم يفلح جوجل أيضا في معرفة مصدر الخبر ، الشئ الثاني كأزهري لم أدرس يوما مادة اللغة العربية ولكن درست نحو و صرف وطالعة و شعر ونثر يعني 5 مواد خاصة باللغة العربية فصل الرأسمالية ممتاز لكن في نهاية الأمر غاص المؤلف في بحور الماضي ولم يصل لبر المستقبل ولم يصل الكاتب الا أن الرأسمالية باقية ولكن من الواضح جليا أن معظم الدول الان تستعمل نظام خليط بين الرأسمالي و الاشتراكي أو استخدام الاقتصاد الاسلامي الذي لم يلمح به الكاتب في أي وقت وفي النهاية انهى الكاتب مؤلفة بفصل عن الديموقراطية التي أساساً ليس لها أساس إالا في الكتب و على ألسنة السياسين. ( الإعتراف بضعف قدرتنا على تشكيل المستقبل لا يجب أن يجعلنا ننصرف انصرافا كليا إلى العيش في الماضي )
على الرغم من ان عنوان الكتاب يشير الى ان محتوي المعلومات بداخله تنبؤات للمستقبل الا انه للاسف لم يعطى القارئ نبذة كافية عن هذا الاستشراف. أفكار الكاتب متداخله الى حد كبير فنجده يخلط القديم بالحديث والماضي بالحاضر، وقد يرجع السبب في ذلك الى محاولته الي استنباط شكل للمستقبل. والكتاب في مجمله جيد. يعطى فكره عن حال الاقتصاد في الماضي في اكثر من عصر... وارشح قرائته لمن يرغب في رؤية الاقتصاد من منظور القائمين عليه.
كَثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن سوء ما آلت إليه الأوضاع، وفي هذا الكتاب وجدت الكثير من المعاني والأفكار المثيرة سواء اتفقت معاها أم اختلفت. طالما وجدت دكتور جلال أمين في كتاباته يقف موقف الوضوح من حيث آرائه وما يتناوله من حقائق ولهذا أجد الكتاب على قدر عالٍ من الشفافية.
وقد تناول الكاتب ثلاث قضايا (الصريح منها والضمني) والتس تُعد في نظري من أهم القضايا الحالية ألا وهم العولمة، الرأسمالية، تأثير الدولة القومية الحديثة. ومع ظهور الأبحاث التفصيلية لطبائع وسمات جيل ما بعد الألفية نجد أن ما يتوقعه الكاتب عقلاني منطقي إلى حد كبير ... فالخروج من إطار الإثنية إلى توحيد النظرة العامة للإنسان ذاته فكرة تجد متسع من الأستيعاب لدى هذا الجيل.
كما لم يغفل الكاتب ذكر التحديات المت قعو وأنه إذا كان ما شَغل بال الإنسان منذ القِدَم هو ندرة الموارد إلا إن ما سوف تواجهه الأجيال القادمة من تحديات سيتمثّل في الفراغ!
الكتاب يستحق القراءة الواعية، مع قدر من مرونة تقبُّل مختلف الأفكار. من المستحسن أن يكون القارىء على دراية بمبادىء اقتصادية بسيطة وقدر من المعرفة بمعنى الدولة القومية الحديثة (نشأة، أسباب، آثار).
العنوان المثير يحيل توقع القارئ لاستشراف مستقبلي من المفكر المصري العربي جلال امين .. أظنه حاول بناء على ما عاش وبات يرى انه يعيشه ولكن الكتاب بقي في معرض الآمال والأحلام ، من دنو قليل مشاعر خيبة بغالبية ألا يحدث!!
غلب على مفكري جيل جلال امين القومية العربية، فتصبغت كتاباتهم بها حتى في تحليلاتهم المختلفة ، وهكذا فعل امين في كتابه …
لم يخرج الكاتب عن مجرد استعراض الفكر الاقتصادي، الرأسمالي والديمقراطي وأثر كل منهم على حال بلادنا فيما سبق، وايامه تلك التي كتب بها دون تمكنه من استشراف المستقبل الذي ابتغاه من خلال العنوان
الكتاب فكر يُقرأ ويُقرأ ..
# القومية العربية في محنة اليوم، بكلا المعنيين الرابطة والولاء آخذان في الضعف والتدهور والحركة والنشاط بهدف مقاومة هذا التدهور او بهدف توحيد اجزاء الامة الممزقة # اذا اردت ان تتكهن بما يمكن ان يكون عليه المستقبل : أن تتأمل ما كان عليه الماضي، ولكن كلما اردت ان تذهب أبعد فأبعد في التكهن بالمستقبل، كان عليك ان ترجع في الماضي الى الابعد فالابعد
بدأ الكتاب بخديعة من دار النشر (دار الكرمة) اذ كان الكتاب هو كتاب قديم لدكتور جلال نشرته دار الهلال بإسم (مستقبليات) و قامت دار الكرمة بتغيير اسم الكتاب و اضافة فصل جديد بموافقة المؤلف دون الاشارة على الغلاف الى الاسم القديم ..بالطبع شعرت بالخديعة خصوصا اننى اقتنى الكتاب الاصلى بالفعل و لكنها كالعادة قيم النشر التى تفتقدها دور نشرنا المصرية ...
نتجاوز النصب التجارى الذى فعلته دار النشر ....الكتاب رائع و اسلوب جلال امين يجعلك تحب الاقتصاد و تستمتع بالمصطلحات حتى المتخصصة
الفصول القصيرة ايضا كانت الاكثر تميزا (الفكر الاقتصادى ..التخطيط ..الديمقراطية)
كتاب (العالم عام ٢٠٥٠م).. للمفكر الاقتصادي الكبير المصري الدكتور جلال أمين. الناشر: دار الكرمة-مصر. ٢٠١٦م. صدر هذا الكتاب في عام ٢٠٠٤م، بعنوان مختلف، وهو: (مستقبليات). ولكن المؤلف عندما قام بمراجعته مرة أخرى بعد ١٢ عاماً من كتابته، رأى أن توقعاته لم تختلف كثيراً عن الآن، فقام فقط بإضافة بعض الأمور الجديدة التي حدثت وتحليلها، كالثورات العربية والأزمة المالية عام ٢٠٠٨م وغيرها. في هذا الكتاب يحاول المفكر العملاق أن يستشرف ما سيكون عليه العالم في عام ٢٠٥٠م. ويتكلم عن مستقبل الوطن العربي ومصر بالذات في فصلين مهمين جداً. ويتحدث بعدها عن بعض المواضيع التي تشغل بال الكثيرين ومصيرها في عام ٢٠٥٠م كالرأسمالية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والتخطيط. لقد أبدع المؤلف في تحليلاته المتميزة، وكشخص له باع طويل في الفكر الاقتصادي (المؤلف من مواليد ١٩٣٥م)، قام باسترجاع الماضي الذي حدث في مصر والعالم العربي والعالم ككل، وتحليله، وتحليل الواقع الآن، ثم ذكر بعض توقعات كبار الاقتصاديين في العالم وتحليلاتهم، ومن ثم ذكر توقعاته، التي في الغالب تختلف مع وجهة نظرهم. كتاب مهم جداً، ورائع، وبه تحليل منطقي ومبني على أسس كثيرة. ولقد تفاءلت كثيراً بعد قراءتي لهذا الكتاب، وخصو��اً بعد تأكيد المؤلف من خلال ما عاصره من تجارب؛ بأن المستقبل ليس مظلماً كما نتوقع بسبب أن الحاضر الآن سيء في كثير من أموره. بل أن التاريخ يثبت دائماً أن لحظات الازدهار والانحدار متعاقبة، ولا توجد دولة ظلت مزدهرة تماماً أو منحدرة تماماً. وأن مستقبل الوطن العربي سيكون أحسن حالاً عما هو عليه الآن، رغم المؤثرات الداخلية (كالثورات وغيرها)، والمؤثرات الخارجية (كالعولمة وغيرها). كتاب لا تكفيه هذه النبذة البسيطة. يستحق القراءة وبشدة. نعيم الفارسي 16.03.2017
اطنب كثيرا الدكتور امين فى استعراض الماضى و كان اوضح انها وسيلته لاكتشاف المستقبل و لم نرى استشراف المستقبل الا قليلا. يميل الى الاعتقاد ان الاقتصاد سيعود الى ما كان عليه قبل الثورة الصناعية و بدلا من تعريف الاقتصاد بانه علم الندرة سيكون علم الوفرة و يتغير الاقتصاد و يحل محله الاجتماعيون الراغبون فى تغيير الاثار السلبية للمجتمع الاستهلاكى و لكن يصطدم هذا المعتقد مع اعتراف الكاتب انه كلما زادت وسائل اشبع الرغبات للانسان تزداد الحاجة مرتين او اكثر و الدليل ان مفهوم القناعة اختلف عما كان سابقا . فيما عدا ذلك لا ارى اى استشراف للمستقبل
صرخات من كتاب : أنني ازعم أن الخطر الأساسي الذي يهدد العرب اليوم، أكثر من الإحتلال العسكري، وأكثر من السيطرة السياسية، وأكثر من الإستغلال الاقتصادي، هو مايتعرضون له من تهديد لاستمرارهم كأمة، أي التهديد لما يجمعهم من لغة وثقافة وعادات وتقاليد وقيم مشتركة، أي لكل من يُكون هوية الأمة ويميزها عن غيرها من الأمم. -
This entire review has been hidden because of spoilers.
تنويه: اسم الكتاب لا يمت بصلة بمضمونة. كالعادة جلال امين يربط المفاهيم الاقتصادية بالواقع العربى، فيكتب عن الربيع العربى، التنمية الاقتصادية و الانبطاح و التبعية للغرب. نظرته الموضوعية ضغط على معظم موضوعات الكتاب فلم يصدعنا بالعروبة عند الحديث عن القومية العربية ولا الطبقات الكادحة عند الحديث عن العدالة الاجتماعية.
يحاول د. جلال امين توقع ما يمكن ان يكون عليه العالم في 2050 استنادا علي تحليل مسار التاريخ خلال القرون المنصرمة وذلك خلال ٨ فصول يمثل كل منها محور النقاش والتحليل. رغم عظم ما يكتب الدكتور في المطلق، الا اني كنت أتوقع اكثر من ذلك من الكتاب، خاصة وان اغلب النقاط والحجج والاستنتاجات والمناقشات يتم تكرارها في الفصول المختلفة من الكتاب بصورة مختلفة.
هل اصبح القلم يكتب على استحياء وده انا شايفه بقلم الاستاذ جلال الاستحياء في كتابه الكتاب وكأنه شئ مفروض عليه وخلاص بحس بين الأسطر ان في شئ أدق لكن يمنع القلم من الكتابه.