الضجيج .. تاريخ إنساني للصوت والإصغاء

by David Hendy, بندر الحربي (Translator)

في هذا الكتاب تتبّعٌ طويل، وتأمّلٌ عميق لدور الصوتِ الاجتماعيّ، واقتفاءٌ لأثره الإنسانيّ؛ فالأصوات مليئة بالمعاني الاجتماعية، ومُفعَمة بالمشاعر الإنسانية، أعطت أسلافَنا، ومازالت تعطينا، إحساساً بالمكان والزمان، والخطر والراحة، وشعوراً بالتواصل مع الآخرين، وجعلت منَّا بشراً. وتتجلى في علاقة الصوت بالمجتمع أبعاداً إنسانية، وتغيّرات حضارية، زاخِرة بالمفاجآتِ والإثارة. وعلى مرّ العصور، أثَّر الصوت وضجيجه في حياة الناس كافة، وغَدَا لأسباب اقتصاديّة واجتماعيّة وسياسيّة، ثابتاً مُقَدَّساً في قاموس الحياة اليوميّة. فألهمَ دارسيه منذ زمنٍ طويل؛ إذ تأمّل الفيزيائيون ظاهرته، وتَقَصَّى الأنثروبولوجيون آثاره، وأَحَسَّ الشعراء بجمالياته

Genres: History, Music, Nonfiction, Science, Anthropology, Society, Nature

552 pages, Paperback

First published January 1, 2013

About the author

I'm a writer, broadcaster and Emeritus Professor of Media and Cultural History at the University of Sussex, England.

I studied history at St Andrews and Oxford before joining the BBC in 1987 as a trainee reporter, later working as a producer on The World Tonight and Analysis. After leaving the BBC in 1993 I taught at the University of Westminster and the University of Sussex, and held visiting fellowships at Yale, Cambridge, and Indiana-Bloomington.

'The BBC: A Century on Air' (published in the UK as 'The BBC: A People's History) is my latest book. My four previous publications include 'Life on Air: a History of Radio Four' (2007), which won the Longmans-History Today Book of the Year Award and was nominated for the Orwell Prize.

In 2010, I co-wrote with Adrian Bean 'Between Two Worlds', a Drama on 3 for the BBC based on the life of the Victorian scientist and spiritualist Oliver Lodge. Since then, I've appeared regularly on BBC Radio. For Radio 3 I wrote and presented the five-part series of essays, 'Rewiring the Mind', as well as 'The Power of Three', which featured seventy highlights from the Third Programme’s archives. And in 2013 I wrote and presented the thirty-part series 'Noise: A Human History' for Radio 4.

Reviews

[Heba · Rating 4 out of 5]

رحلة ممتعة في التاريخ الانساني للصوت والإصغاء ، بدءاً من تردد صوت الطبول واصداءها بالكهوف الحجرية بالعصر الحديث ومن ثم انتقل الى صخب روما الذي لا ينقطع على مدار اليوم ومن ثم ضجيج الحروب حيث أجراس المستعمرين التحذيرية وطلقات البنادق ووابلها الذي يحيل الحروب لجحيم مستعر، واخيرا ضجيج الثورة الصناعية...
بعد ذلك عرض التدابير اللازمة لعزل المرء عن ضجيج العالم..
لقد عدّ الكاتب الصوت على انه شعور متقلب يتملكك وتظن انك تملكه ، كما أنه يرى ان المشهد الصوتي يفوق عالم القراءة والكتابة فى قدرته على التواصل مع الآخرين والتعبير عن رغباتتا واراءنا إزاء العالم...
ويبقى السؤال هل الضجيج صوت غير مرغوب فيه؟...
ولكن الصوت العذب المرغوب لديك قد يكون ضجيجاً مُنفراً لغيرك...اذن كيف يمكننا تمييزه؟؟...
أرى فى محاولتنا لعزل أنفسنا عن العالم لا يكون بغرض البحث عن الهدوء بقدر رغبتنا فى ان نختلي بانفسنا ونتعرف على ذواتنا ، وهنا يبقى ضجيج لم يذكره الكاتب الا وهو ضجيج الأفكار المتقافزة بأدمغتنا لا تتوقف عن الحركة والتصادم تارة والتوافق تارة اخرى ، ضجيجها وحدنا من يحتمل ثقله ويتعايش معه....
المشهد الصوتي بالفجوات العميقة بالكهوف عثر على ما يعرف ب "تحت الصوت" وهو صوت دون السمع البشري يسبب ضغطاً على الأذن الوسطى مما يؤدى الى فقد التوازن بل ان تلك الطقوس توافق ترددات تضع الدماغ فى حالة منومة ..
عندئذ تنبهت للفظ القرأني الكريم الذي يكشف معجزة اهل الكهف بقدرة الله وعلمه فى قوله تعالى " فضربنا على آذانهم فى الكهف سنين عددا"..سبحانه وتعالى جلَّ فى قدرته وأحكم في أمره....

[hayatem · Rating 5 out of 5]

" لم يكن القرنا السادس عشر والسابع عشر صامتين. وبحلول القرن الثامن عشر تشكلت عوالم جديدة من الصوت كما يبدو، ليس بين أجزاء مختلفة من العالم في المقام الأول، ولكن الأهم بين أولئك الذين يملكون القوة والذين لا يملكونها . ووجد العالم نفسه يقف على حافةٍ العصر الحديث، ويواجهه احتمال صراعات لا تنتهي من أجل التفوق بين هاتين الجماعتين المتعرضتين في جميع مظاهرها ، من الجنس والطبقة والعرق. وعلى الرغم من أن بعض هذه الصراعات ستحل سلمياً أو ببساطة سوف تتبدد، فإن بعضها الآخر سينفجر في ثورة واسعة النطاق وقمع عنيف."

يصحبنا دَيڤِد هندي في جدولٍ زمنيٍ متسلسلٍ؛ من هدوء ماقبل ظهور البشر إلى جحيم النشار المعاصر ! و على وجه التحديد، في مسرح الدراما الإنسانية التي تدور حول الصوت كقوة متقلبة في مراحل مختلفة من التاريخ.

هو بالمختصر الشديد عن أنطولوجيا الصوت؛ تاريخ صراع الإنسان في المجتمعات البشرية، بين كل ماهو كائن كذات و موضوع، بين المتعدد، المفرد ، المتن ، الهامش، المعنى ، اللامعنى؛ بتأثيره الثقافي الممتد في سردية لا نهائية عن الحواس الغارقة في متن الوعي واللاوعي !

الترجمة أكثر من رائعة.

[ايمان · Rating 5 out of 5]

كتاب جميل.

[Hameed Younis · Rating 5 out of 5]

لم استمتع منذ زمن بعيد واستفيد بمثل هذا القدر العظيم، كتاب تاريخي انثروبولوجي معلوماتوي مهم، والأهم من كلّ ما سبق أنه أجاب سؤال طالما راودني حول "الحل الذي يجب اتخاذه للحدّ من هذا الضجيج المتنامي في العالم والذي طالما هربت وامتعضت منه، بعدما صمّ أذني وأردى عظامي ولوّث حياتي منذ 2003 وحتى الآن
قد يكون الكتاب مسهب قليلاً، وفيه من الفصول التي لم أجد منها جدوى وفائدة، لكن المحصلة والمعلومات والمصادر الزاخرة فيه اتخمتني وامتعتني كثيراً

[Huda AlAbri · Rating 4 out of 5]

بعيدا عن موضة التغني بالصمت في زمن الجعجعة ،هذا كتاب يعيد للصوت - بكافة أشكاله- اعتباره، ويبين دوره الريادي كمؤثر فعال على مستوى الفرد و الجماعة،عبر دراسة تاريخية.

[Edward Ferrari · Rating 3 out of 5]

Though overall it offered an engaging general history of the subject I found it to be a little thin on the ground in places. It felt - essentially - like a journalist's gloss on what is quite a complex and philosophical subject. I bought it because of the price tag and found it to be a modestly good, if not a particularly inspirational, introduction to the subject. The references and notes were helpful.

[Doa'a Ali · Rating 5 out of 5]

في كتاب الضجيج (تاريخ انساني للصوت والاصغاء) يتتبع الباحث تاريخ المشهد الصوتي منذ أيام الانسان الأولى حين كان يعيش في الطبيعة وحتى وصوله للعيش بين جدران عازلة للصوت... بما يحوي هذا التاريخ الحافل بأصوات الحيوانات والاشجار والرياح والاحاديث والاجراس والطبول والغناء وآلات التنقل والحرب ... الخ
هذا التتبع الذي جعله موضوعيا في تقديم اجاباته عن اسئلة المقارنة بين الماضي والحاضر، والكشف عن أعماق ما هو انساني حين نصغي، حين نسجّل، حين نحاول ان نسيطر سواء بالخطابة اللينة او باصوات الات الحرب او اجراس وابواق الاماكن الدينية العالية او فرض ذوق في الموسيقى والغناء...
احببت تجربة قراءة هذا البحث الطويل، واضيفه لقائمة افضل كتب التاريخ الثقافي والحضاري..

هل اصبح العالم اكثر ضجيجًا؟

"من الصعب دحض فكرة أن العالم أصبح تدريجياً أكثر ضجيجاً. من الناحية الموضوعية، ثمة المزيد من الناس، والمزيد من الآلات، والمزيد من حركة المرور، والمزيد من وسائل الإعلام، والمزيد من كل شيء حقيقة. ومما لا شك فيه أننا إذا استطعنا تكوين جدول زمني موثوق به بطريقة أو بأخرى عن الضجيج فإن الخلفية تُقاس بوحدة قياس الشمع (الديسيبل)؛ فإنه سيكون في مقدرونا نظرياً إثبات أن معظم البلدان قد تصبح ذات «صوت أعلى» مع مرور الوقت. ولكن يجب علينا ألا نقلل من الضجيج الذي شهده أسلافنا. إذ ترددت أصداء الطبول والغناء في كهوف العصر الحجري الحديث. وملئت المدن القديمة المزدحمة مثل أور وروما بالصخب طوال الأربع وعشرين ساعة في اليوم؛ ودوت أجراس الأديرة في العصور الوسطى. ولهجمت الضجيج آذان الشعوب الأصلية بطبول المستعمرين الأوروبيين وأبواقهم، وأجراسهم ونيران أسلحتهم، وكانت الحرب دائماً تصم الآذان لمن هم في خضمها، وتضرر سمع العديد من العمال في المصانع والورش إبان الثورة الصناعية بأضرار دائمة. وتطول القائمة. وكذلك قائمة التدابير المتخذة للحد من الضجيج على مر الزمن: فأصبحت الجدران أكثر سماكة مع عازل للصوت. واستبدلت العجلات المطاطية التي تسير على الأسفلت بالعجلات ذات الأطر الحديدية التي تسير على الحصى. ووضعت قوانين للحد من الضجيج في مكان العمل. ونظمت حركة المرور وعمل البناء ووقته أثناء الليل وفي عطلات نهاية الأسبوع. وقيد استخدام مكبرات الصوت. في الواقع، عند النظر إلى براعة التقنية في أيامنا، لا يوجد سبب لافتراض أن العالم أصبح أكثر ضجيجاً، وعلى مدى القرن الماضي ظهر قدر كبير تدريجياً من الجهود المدنية والتشريعات الاجتماعية الهادفة للحد من أسوأ الانتهاكات، ولم يقدم لنا التاريخ حتى الآن جدولاً زمنياً سلساً مستمراً يأخذنا من هدوء ما قبل ظهور البشر الى جحيم النشاز المعاصر"

[anarequisan · Rating 5 out of 5]

الضجيج هو سلاح الإنسان المسحوق والمقموع

الصوت هو رمز الوجود الفردي

يقول محمود درويش:

أنا من هنا
وهنا أنا
دوّى أبي أنا من هنا
وأنا هنا , وأنا أنا
وهُنا هُنا , إني أنا
و أنا أنا , وهنا أنا
و أنا هنا , إني هنا
و أنا أنا , ودَنا الصدى
كسرَ المدى
قامت قيامتهُ صدىً
وجَد الصّدى
دوّى الصدى
أبداً هنا..هنا أبداً
وغدا الزمانُ غدا
بدا شكلُ الصدى بلداً هنا
ورَدَ الصدى، فاكسرْ جدارَ الكونِ يا أبتي
صدىً حولَ الصدى
(ولـتـنـفـجـرْ)
أنا منْ هنا
وهنا أنا , وأنا أنا
وهنا أنا , وأنا أنا

[نورة العجمي · Rating 4 out of 5]

أحد طرق مقاومة الضجيج هو قراءة مثل هذا الكتاب
فكرته الأساسية كانت سلسلة من حلقات أذاعية على البي بي سي وتم تحويل البرنامج إلى مقروء .

[راضي النماصي · Rating 4 out of 5]

شامل وممتع، وبترجمة ممتازة.
توصية.

[Clark Hays · Rating 3 out of 5]

The history of noise, the anthropology of ghosts and other illusive things

Writing about the history of noise is like mapping the afterlife or studying the anthropology of ghosts, entirely speculative and seeking to impose a sense of order on the random, and a sense of the physical on the purely ethereal. It is also entirely dependent upon how one chooses to define noise. To me, noise seems unintentional, a byproduct; the author uses a much broader definition that includes intentional noise-making such as music, chanting, prayer, church bells and more. As such, the book might more aptly be called “Sound.”

That broad-brush approach coupled with a narrow (but fascinating) field of examples to illustrate our shared experience with noise may explain my mixed response to the book. I enjoyed it, but it was not at all what I expected, which was an exploration of how we define, process and interact with noise, possibly with neurologic and biologic insights into how it shapes individual and social responses. Instead, the book takes more of a generalist approach, with the author discussing various stages in social evolution and how those humans might have experienced and interacted with certain sounds, and the power dynamics of those who generate noise, those who receive it, and efforts to control both sides of that equation.

It’s an interesting, but understandably subjective approach that moves from the earliest days of prehistory, through the Industrial Revolution and ends in the current era of earbuds and YouTube and constant stimulation. It’s filled with some truly memorable moments of discovery (such as how Neolithic paintings in caves occur the most in areas with the highest sonic interest, for example), but the heavy reliance on “surely,” “perhaps,” “maybe” and “it’s likely,” made it maddeningly speculative.

Still, he is a talented writer and a topnotch historian. I was struck most by the care he brought to the epilogue in sections such as this: “If noise is, as most definitions would have it, an ‘unwanted’ sound, then to understand its impact on lived experience properly, we need to work out who exactly considered a given sound as wanted and who exactly considered it unwanted in any particular time and place – and why … the answer to these questions seems to keep coming back to a potent mix of three interwoven things: power, control and anxiety.

That’s a powerful thesis introduced only at the end and I would have loved to have seen this more explicitly "sounded" out from the beginning. Still, I enjoyed the read and even purchased a Tibetan singing bowl after reading a section about the religious application of sounds, specifically bells, to experience it firsthand.

[John Park · Rating 2 out of 5]

A kind of social history of sound.

Two and a half stars.

I found the early insights the most interesting—the fact that cave paintings are found at the most sonically interesting places in the caves—where echoes combine and seem to hint at another level of existence.

The subsequent chapters, dealing with such topics as the industrial and other revolutions as sources and users of sound, often seemed to be making a bit too much of relatively obvious material.

I was perhaps put off by the fact that Hendry evidently doesn't get classical music and Beethoven in particular.

A small but notable omission in the discussions of crowds and arenas is modern sports venues and their attendees. (And the fact that the traditional "home field advantage" appears to be the result of the crowd swaying the officials in borderline decisions.)

[Fahad Saliem · Rating 5 out of 5]

تتزاحم الأصوات في هذه الحياة من مختلف المصادر لتشكّل لنا معنى عمّا يدور حولنا. أصوات تُبهيجنا وتُحزننا وتُثير فضولنا. حيث كان للصوت وضجيجه منذ القدم ولغاية وقتنا الحاضر أثر في الوعي واللاوعي لدى الإنسان.

وفي هذا الكتاب الذي يحمل عنوان (الضجيج: تاريخ إنساني للصوت والإصغاء) لمؤلفه (ديفد هندي)، ستبحر عزيزي القارئ في رحلة تاريخية عن تأثير الصوت وضجيجه على أفكارنا وأيديولوجياتنا ونفسياتنا وحياتنا بالمجمل.

فقديمًا، عاشت مجتمعات صغيرة من الرجال والنساء والأطفال في كهوف وسط وغرب أوروبا المظلمة لأداء طقوسهم في هذه الكهوف التي تتميّز بطابعها الصوتي الخاص من حيث ارتداد الصدى القوي وغير المتوقع بسبب جدران الكهوف غير المنتظمة في تقاسيمها. ولكن في أماكن أخرى من هذه الكهوف دامسة الظلام، كان صدى أصوات المشي والغناء والتحدث يدوم طويلاً ليندمج مع الصوت الذي يليه ليشكّل جدارًا قويًا ومعقدًا ومتصلاً من الأصوات المتداخلة، مشكّلًا ارتباكًا كبيرًا للأذن التي لم تألف مثل هذه الأصوات المتنافرة.

قام مجموعة من علماء الآثار بإجراء تجربة مدهشة في كهوف فرنسية من خلال التسلل عبر الممرات الضيقة وإرسال أصواتهم ليعود الصدى لهم، ولكن حينما كانوا يشعرون بتغير الصوت حولهم فجأة، يقومون بفتح مصابيحهم في أماكن وقوفهم لحظة وصول الصوت، فلاحظوا وجود رسومات على الجدران مثل نقاط حمراء أو خطوط غير مفهومة أو محاولة رسم حيوان. والمدهش في الأمر أنه حينما تكون أصوات الكهف أكثر تداخلاً، فمن المحتمل أن تجد تركيز فنون إنسان ما قبل التاريخ بشكل أوضح، وهو ما يعطي دلالة عن العلاقة الطردية بين الأصوات التي كان يسمعها أسلافنا وبعض الرسومات التي تركوها لنا على جدران الكهوف.

ومع تطور الصوت وما رافقه من ضجيج، كان لدى إنسان الغابات المطيرة في غرب إفريقيا طبلُه الخاص، الذي من خلاله يستطيع أن يرسل إشارات تواصل مع الآخرين في القرى الأخرى من خلال قرع الطبول بطرق مختلفة. كان كل قرع للطبل له دلالة معينة للتواصل بين الأفراد أو تحذير عن وجود خطر ما، مما عزّز من مكانة الصوت كناقل للمعنى بين الإنسان المُرسل والآخر المُتلقي.

وحتى عند ظهور الشامان، وتحديدًا في وسط آسيا بسيبيريا وأجزاء من الصين وكوريا، كانت حالة النشوة التي يدخل بها الشامان في محاولة للاتصال بعالم الأرواح من أجل شفاء المرضى أو التحكم بالحيوانات أو لتغيير الطقس، هي حالة كانت دائمًا مقرونة بالموسيقى وأصوات التعاويذ الغريبة للهيمنة على الحاضرين. فمنذ مجتمعات الصيد وجامعي الثمار وصولًا إلى الهنود الحمر في كاليفورنيا، إلى شعب الإنويت في ألاسكا، وقبائل منغوليا الداخلية، فإن هذه الممارسة للوصول إلى حالة من النشوة كانت الأكثر انتشارًا في هذه المناطق. وكان الصوت هو العامل الرئيس في هذه الممارسات من خلال قرع الطبول وقراءة التعاويذ بصوت منخفض، ومن ثم رفعه تدريجيًا مع تغيير في النبرة الصوتية حسب انسجام الحاضرين مع الشامان.

ولم يمر الصوت وأساليب استخدامه عند اليونانيين القدماء والرومان مرور الكرام، بل تعددت استخداماته، لكن لا شك أن فن الخطابة والجدال الحماسي أخذ حيّزًا كبيرًا منذ عهد اليونانيين وحتى الرومان، فقد كان التأثير هائلًا على الجماهير المستمعة أثناء إلقاء الخطب السياسية والفلسفية. فمن أشهر الخطباء كان السياسي الروماني ماركوس توليوس شيشرون، الذي اشتهر بخطبه المقنعة جدًا، ولا زال اسمه حتى اليوم يمثل البلاغة والتنظيم الجيد في روما القديمة. فعند اليونانيين وحتى أواخر الجمهورية الرومانية، كان يُعتبر الخطيب الجيد يغطي كثيرًا من الخطايا وكذلك العديد من الفضائل.

أما في العصور الوسطى، فلم يتغلّب على صوت الرعد وضجيج المعارك سوى قرع أصوات الأجراس في المعابد والأديرة والكنائس كل يوم. فلو كنت تعيش في العصور الوسطى، لكان صوت قرع الأجراس يُمثّل المشهد الصوتي الاعتيادي لك يوميًا. ولم يُمثّل رنين الأجراس شكلاً موحدًا، بل تعدى هذا ليكون دلالة على جغرافيا معينة. فكانت تُقرَع الأجراس بمجموعات كبيرة في هولندا بأصوات موسيقية، وفي مناطق أخرى بأوروبا دُقّت الأجراس في شكل تحذير أو حزن، وفي بعض الأحيان بأصوات تستحضر الهدوء والطمأنينة، قبل أن يتشارك الصوت وضجيجه على مدى التاريخ الإنساني في حملات التمرد المسلح.

فكان لأصوات الطبول الدور المحوري في واحدة من أكبر وأعنف ثورات العبيد في التاريخ الأمريكي، التي وقعت في صباح الأحد بتاريخ التاسع من سبتمبر من العام 1739. والقصة بدأت عندما هاجم مجموعة من العبيد مخزنًا لتجميع الأسلحة واستولوا على كل ما فيه، وفي الصباح سار العبيد بطريقة منتظمة بين الحقول والغابات وهم يقرعون طبولهم وينشدون أغانيهم مطالبين بالحرية، وانتظم هذا الحشد وهو يسير بنفس الطريقة، ليلتحق به مجموعة أخرى من العبيد من خلال سمعهم لأصوات الطبول والأغاني التي تحثهم على التمرد، فكان الصوت هو همزة الوصل بين جميع المنتفضين على أحوالهم البائسة. ولكن نفس هذه الأصوات التي ساعدتهم على شحذ الهمم، هي من أدت بهم إلى مقتلة كبرى عن طريق استدلال أصحاب المزارع البيض على أماكن تواجدهم، ومعرفة بُعدهم أو قربهم منهم ليتم تصفيتهم بوحشية. ظلّ الرجل الأبيض في قلق من بعد هذه الأحداث، وهو ما استدعى فيما بعد حظر استخدام الطبول أو اقتنائها، والأبواق والأدوات الأخرى التي تصدر أصواتًا عالية، والتي قد تُستخدم في إعطاء إشارة لتنفيذ مخططات معينة.

وعلى الرغم من أن الصوت وما رافقه من ضجيج كان له مفعول السحر في اعتقاداتنا وحكاياتنا منذ الأزل، وتنوعت استخداماته لأهدافنا الشخصية والعامة، إلا أنه أصبح من صوت يتردد صداه في الكهوف التي سكنها أسلافنا، إلى مجموعة أشياء يعود أصلها إلى شيء واحد محسوس غير ملموس. فالصوت لم يقلّ ضجيجه حينما استطعنا تشغيل أول محرك بخاري، بل كان ضريبة طبيعية لما نحن عليه اليوم بمختلف الميادين العلمية. وكان في كثير من الأحيان هو بمثابة صوت الهداية في معابدنا وكنائسنا ومساجدنا. كذلك كان المُفرِح المُبكي والمعالج لمرضانا من خلال الموسيقى التي عزفناها. وأنصتنا له وما زلنا حينما كان يُحذرنا في الحروب من أصوات القذائف والصواريخ وطلقات البنادق التي تفتك بنا، والتي كتب عن مخاوف سماع أصواتها بدقة كبيرة أثناء المعارك الكاتب الألماني إريك ماريا ريمارك في روايته (كل شيء هادئ على الجبهة الغربية). وكذلك استخدمناه في الإقناع والتبرير بالاعتماد على نبرات أصواتنا المنخفضة والعالية.

إن هذه الشذرات التي توقفت عندها لا تغنيك عن قراءة ما خطه (ديفد هندي) لرحلة تاريخية عميقة عن الصوت وتأثيره على التاريخ على مر العصور، والتي ميّزتنا كبشر، ولا زالت، عن باقي المخلوقات الأخرى.

فهد سالم

[AbdulMawla Mohammed · Rating 4 out of 5]

‏4/5 🇬🇧

"كانت الأصوات التي قمنا بها نحن البشر عبر التاريخ -الأصوات المزعجة والمثيرة للقلق وكذلك الممتعة- مليئة بالمعاني دائماً. أعطت أسلافنا -وما زالت تعطينا- إحساساً بالزمان والمكان، والخطر والراحة وشعوراً بالتواصل مع الآخرين، وجعلت منّا بشراً."

كيف سيكون شكل البشرية لو كانت صامتة؟
يحكي هذا الكتاب عن الصوت، وكيف تأثر الإنسان بالصوت، وكيف أثر الصوت على تاريخ الإنسان من إنسان الكهف إلى الإنسان المعاصر.

هنا يظهر الصوت باعتباره أداة بيد السلطة تخيف به الشعب، وأداة للشعب حتى يثور، ويعبر، ويمتعض، ويبتهج، ويشجع. وكان الصوت قوة يستخدمها المحتل لترهيب السكان المحليين، وقوة يخافها هو أيضاً عندما يستخدمها السكان المحليين لمناهضته ثورةً عليه أو محاولةً لترسيخ أصالته وحقه في الأرض لأن المحتل يعلم أنّ الصوت ثقافة لذا حاول دائماً إسكاته.

ثم يكون الصوت جزءاً من الأديان عن طريق الوعظ والخطابة، وجزءاً من الشعائر الدينية، حيث أصوات الشامان، وأجراس الكنائس والتراتيل في المسيحية، والأذان والتلاوة في الإسلام، والهدوء والتأمل في ثقافة الزِن البوذية. وجزءاً في خلفية حياة الناس عندما يظهر الراديو، والتلفزيون، والإم بي3، والأي بود، والهاتف. وأداةً للتسلية، والتذوق، والطرب عبر الموسيقى.

وكان الضجيج عبر التاريخ أيضاً منطلقاً للتمييز بين الطبقات العليا والدنيا في المجتمع، فيُبعِد الأسياد أماكن نوم خدمهم بعيداً عن أماكن نومهم. ويهرب الأغنياء من وسط المدينة المكتظ بالباعة، والحرفيين، والعمال المزعجون، والمصدرون للضجيج، إلى أماكن أبعد عنهم يجدون فيها الراحة والهدوء.

الانطلاق للبحث عن مكان بعيداً عن الضوضاء الصوتية أو الهرب منهاوهو في مكانه -باستخدام عوازل الصوت- أوضح أن البشر لا يطيقون الصمت المطلق، السكون الصوتي يجلب المتاعب مثلما يجلبها الضجيج، وهو "يدق ناقوس الخطر في لاوعينا" كما يقول الكاتب. لذلك نحن نحب "الوٓنٓس" أكثر من الهدوء الساكن المخيف ومن الضجيج المزعج الممرض.

إذاً، عبر هذا الكتاب نكتشف أن الصوت هو الذي جعلنا منا ما نحن عليه الآن فهو أثّر على ثقافتنا، وكان جزءاً عظيماً منها. ولو كانت البشرية صامتة لكنا غير الذي نحن عليه الآن.

📖 554ص
✏️كت: ديڤد هِندي
🔄 تر: بندر الحربي

[لين Warie · Rating 4 out of 5]

ما الذي يَلزم لخيال كاتبٍ أو شاعرٍ أكثر من كتابٍ عن تاريخ الصوت!
.
بدأت قراءة هذا الكتاب قبل ثلاث سنوات، وكنت حينها بحاجةٍ ماسة لبناء قاعدة معلومات تساعد في رفد فكرة بدأت تتشكل في رأسي ولم تجد مُدخلها على الورق بعد. أسرني تتبع الباحث للصوت والموسيقى بدءًا من القبائل القديمة، وساكني البراري والكهوف، وطقوس العبادة لديهم، والتواصل، انتقالاً إلى نشأة المدينة الدولة في اليونان، ثم طبيعة بناء المعابد والكنائس مابعد الميلاد وكيفية بسط السلطة والنفوذ واستعراض القوة الإلهية عبر الصوت!
.
الصوت الذي كان مصدر قوةٍ للمستعمر، وشكلاً من أشكال الثورة ومقاومة الاستعباد لدى المظلومين، شابته تعقيدات الثورة الصناعية وتغيّر نمط الحياة، ثم ظهور الجراموفون والراديو وكل اختراعات تسجيل الصوت وبثّه إلى الجموع والأمم، وليس انتهاءً بظهور تقنيات الدعاية والإعلان.
.
رحلةٌ غريبة في تقصّي الغرور البشري والانتقائية والقلق من الآخر ومن كل ضجيج يصدره. الآخر المُستَعبد، الآخر الفقير الذي يزداد فقرًا. الآخر الذي يعزل أصحاب النفوذ أنفسهم عنه. رحلةٌ مع الموسيقى التي رافقت البشرية منذ عهدها الأول وكانت رسالة ووسيلة ومرهم ثم جاء من يحرّمها بلا دراية ولاعلم.
.
كنتُ أعلقُ دائمًا في سحر عوالم الصفحات المائة الأولى في كل مرةٍ أعود إلى الكتاب، وها أنا قد أنجزت الرحلة كاملة.

[Peter Geyer · Rating 4 out of 5]

Noise interests me a lot, because I'm unduly sensitive to it, even noises I make, other than the music I listen to. There's a bit of paradox in that in that I don't like people shouting, for instance, but I've done some of that myself, and if the doof-doof emanating from a passing car causes annoyance, then I need to recall that when I was in my 20s I made a bit of noise myself, as a passing motorist with audio cassettes of my own choosing. And you can also make noise to block out the unacceptable noise of others, as I'm doing now.

C.G. Jung suggested that noise was popular for all sorts of reasons, from keeping presumed demons and spirits away to stopping us thinking, as appears to happen these days in supermarkets I frequent where the volume of music played (by the supermarket "radio") interferes with my thought processes; I don't know about outhers. Fortunately for me, it has no impact on what I decide to buy.

Earlier this year, David Hendy's book on the topic was on the shelf of a bookshop chain I occasionally visit for a decidedly reasonable price, made even better if you bought half a dozen. I bought it without checking it out at all and on picking it up a few days ago found it surprisingly good and in part not what I expected. The book arises out of a series on BBC Radio, and is organised chronologically in a series of mostly brief chapters (usually around 10 pages) which presumably are derived from the script for each instalment. The language is clear and informative.

Hendy starts with the sounds of nature, how early humans might have communicated, the acoustic attributes of caves with cave art and other places, including Greek amphitheatres, churches and so on. There are selections on rhetoric and the art of listening, something that, apparently, is a recent innovation with regard to music. Public celebrations, including the noises of mobs (Barbara Ehrenreich's excellent Dancing in the Streets is referenced), talking drums, other people's noises (including how your sound, might be another's noise, particularly the sounds of other cultures). neighbours and industrialisation, shell-shock and metal illnesses, Muzak, recorded music etc. are all discussed.

The book isn't a polemic, although judgements are made. It's more a series of comprehensive descriptions of events, places and times but it doesn't avoid the social and other problems that excessive noise brings or the impositions made by banning noise/sound such as in slaves or workers singing as they worked. In some ways, the even-handedness enables the information to be received without judgement.

I found it all very informative myself, even though I was aware of many of the topics from previous reading. An enjoyable read with quite a few things to think about.

[Mark Brown · Rating 3 out of 5]

Enjoying dipping into this, the book of the radio series.Fascinating content around the sociology and history of sound.The best chapter so far is the one on bells, led me to finding a new word for a piece of wood struck like a bell, a 'semantron' played here in St.Catherine's Monastery,Sinai. https://youtu.be/zS4ZOQAnpzI . These replaced metal bells in countries where their sound was banned. Listen to the original series here : https://www.prx.org/series/33248-nois...

[Johanna · Rating 4 out of 5]

I've wanted to read something about history of sound for a while and this is a nice introduction and overview. It doesn't pretend to be anything that it isn't - which is super in depth, boundaries breaking research. I learned a lot of interesting tidbits and I liked the style. 4 stars!

[Jane Walker · Rating 4 out of 5]

Noise or sound, and what's the difference? Hendy isn't very clear on this, but the book contains some interesting insights into the soundscape of various eras.

[Tom · Rating 2 out of 5]

I bought this after hearing the BBC program which for some reason was much better. Although fairly well written, there is simply not enough meat on the bone. I was hoping for a rollicking good read.

[carelessdestiny · Rating 1 out of 5]

This was a tedious read. It goes in a straight line from prehistoric caves to 20th century cities, a peculiar way to look at history.

[Soumaya · Rating 5 out of 5]

من اجمل الكتب التي قرأت عيب صغير كان هناك بعض الأمور يمكن اختصارها و مع هذا الكتاب ممتاز و لا يجب أن ننكر فضل المترجم بندر الحربي له الفضل في وصول الكتاب إلينا بهذا الشكل الممتاز

هل أصبح العالم أكثر ضجيجًا؟
قراءة في كتاب "الضجيج: تاريخ إنساني للصوت والإصغاء"

يأخذنا هذا الكتاب في رحلة ممتعة ومثيرة عبر التاريخ الصوتي للبشرية، منذ أن كان الإنسان يعيش في أحضان الطبيعة، محاطًا بأصوات الرياح، وأزيز الأشجار، وزئير الحيوانات، إلى أن أصبح محاطًا بجدران عازلة للصوت في المدن الحديثة. رحلةٌ تمتد عبر الأزمنة، مليئة بصدى الطبول، وصوت الغناء، وهمسات الشعائر، وضجيج الحروب، وأصوات التنقل، وهدير الماكينات.

الصوت والسلطة: من يملك الحق في أن يُسمَع؟
يُظهِر الكتاب كيف كان الصوت دومًا أداة للسلطة. لقد استُخدم لترهيب الشعوب، بالخطابة، بالأناشيد العسكرية، وبأصوات الحرب. وفي أحيان أخرى، فُرض ذوق موسيقي أو ديني معين عبر أجراس الكنائس أو الأذان أو التراتيل. في المقابل، لم يكن الصوت حكرًا على السلطة، بل استخدمته الشعوب أيضًا للصراخ، للثورة، للابتهاج، أو للمطالبة بالحقوق. لقد أدرك المحتل أن الصوت ثقافة، فسعى دائمًا لإسكاته: من خلال منع اللغة الأصلية، أو السيطرة على أصوات الفضاء العام. لا صوت يعلو على صوت السلطة.

الصوت كتمييز طبقي واجتماعي
كما يكشف الكتاب أن الصوت شكّل وسيلة لتكريس الطبقية. فالطبقات العليا كانت تحيط نفسها بالهدوء: تبني مساكنها بعيدًا عن صخب المدن، وتُقصي مساكن خدمها، وتغادر الأماكن المزدحمة نحو الضواحي الهادئة. بينما ظلت الطبقات الدنيا – من الفقراء والعمال – تعيش وسط الضجيج، في الأسواق والورش والمصانع. كان الهدوء امتيازًا، والضجيج مصيرًا.

هل العالم اليوم أكثر ضجيجًا؟
يصعب إنكار أن عالم اليوم أكثر ضجيجًا: ازدادت أعداد البشر، وتضاعفت وسائل المواصلات، وغطّت التكنولوجيا حياتنا، فأصبح لكل شيء صوت، ولكل وقت ضوضاؤه. ومع ذلك، يحذرنا الكاتب من السقوط في فخ الحنين الرومانسي إلى "الهدوء القديم". فالتاريخ لم يكن صامتًا قط. لقد كان أيضًا صاخبًا: كهوف ما قبل التاريخ كانت تضج بالطبول والغناء، أور وروما القديمتان كانتا مكتظتين بالأصوات، الأديرة في العصور الوسطى كانت تطرق الأجراس ليل نهار، والمعارك الاستعمارية والثورات الصناعية كانت تعج بالضجيج. الفارق ليس في كمية الضجيج، بل في نوعه، وفيمن يملكه، وفيمن يُجبر على سماعه.

محاولات الترويض: كيف تعامل الإنسان مع الضجيج؟
بمرور الزمن، لم يقف الإنسان عاجزًا أمام الضجيج، بل حاول ترويضه: ابتكر الجدران العازلة للصوت، فرض قوانين للهدوء الليلي، استبدل العجلات الحديدية بالمطاطية، وطور وسائل نقل أقل صخبًا. سنّ تشريعات للحد من الضوضاء في مواقع العمل، وفي الشوارع، وحتى في الفضاءات العامة. ومع تطور التكنولوجيا، لم تعد الضوضاء قدرًا حتميًا، بل بات ممكنًا التحكم فيها. ومع ذلك، لم يختف الضجيج، بل تغيّر شكله ومصدره وموقعه.

الصوت كهوية ومعنى
أحد أعمق ما يقدّمه الكتاب هو أن الصوت ليس مجرد اهتزازات في الهواء. إنه حامل للمعنى، وللشعور، وللوجود. نعتقد أحيانًا أننا نملكه، لكنه في الحقيقة هو من يملكنا. يمنحنا الإحساس بالزمان والمكان، يُشعرنا بالأمان أو بالخطر، ويربطنا بالآخرين. الصوت أكثر من أداة تواصل، إنه تجربة حية تُعبّر عنا أكثر من الكلمة المكتوبة.

من يقرر ما هو الضجيج؟
يعرف الضجيج بأنه "الصوت غير المرغوب فيه". لكن من يقرر ما يُرغَب وما يُنبَذ؟ ما يعتبره أحدهم موسيقى، قد يراه آخر إزعاجًا. الذوق السمعي فردي، لكن الواقع يُظهر أن السلطة – سياسية، دينية، طبقية – هي من يفرض ما يُسمَع وما يُسكَت. وهنا يتبدى الطابع القمعي للصوت حين يُستخدم لإخضاع الآخر، أو محوه، أو إسكات صوته.

الضجيج الخفي: داخلنا
في سعي الإنسان إلى العزلة والصمت، لا يبحث فقط عن بيئة خالية من الأصوات، بل عن فسحة للاختلاء بالنفس. ومع ذلك، يظل ضجيج آخر يلاحقه: ضجيج أفكاره، ذلك الصوت الداخلي المتقافز، المزعج أحيانًا، المُلهم أحيا��ًا أخرى. هو الصوت الوحيد الذي لا يسمعه غيرنا، لكنه لا يصمت أبدًا. إنه الضجيج الذي لا مهرب منه، لأنه في داخلنا.

و هناك ذبذبات لا تلتقطها أذن الإنسان، لكنها تؤثر على جسده، فتُحدث ضغطًا على الأذن الوسطى وتُخلّ بالتوازن. استُخدمت هذه الذبذبات في بعض الطقوس القديمة لإحداث حالات من الغيبوبة أو الوجد أو التنويم.


الصوت ليس مجرد موجات. إنه ذاكرة، وهوية، وسلطة، ومقاومة، وعلامة على وجودنا الإنساني. العالم لم يصبح بالضرورة أكثر ضجيجًا، لكنه بالتأكيد أصبح أكثر وعيًا بالصوت، وأكثر قدرة على التحكم به – أو إسكات من لا نريد سماعهم. إنه تاريخ يُكتَب بالأصوات، وتُخاض فيه المعارك بالصراخ أحيانًا، وبالصمت أحيانًا أخرى.

[Raul · Rating 5 out of 5]

Noise is a book that tells the story of human awareness of sound from the Palaeolithic to the present day.

An intuitive relationship usually made with sound is done with music, and this book talks about music several times. Yet, it fills only a small percentage of the spectrum of listening. This book is ultimately about listening - how we used to listen, how we empowered it, and how we impacted others through it.

The manipulation of lower frequencies in primitive structures was used as a means of connection with a high-power. Drums and horns produced authoritative sounds in the colonies for centuries to appease and oppress the previous ruling noises and the people living there. Bell tolls were villages' sonic brands, a state spokesman, and the voice of god. Then silence became gold in the illuminist society. Muzaks became money-making machines by affecting the proletariat's working speed. And now, consumerism and the availability of everything material have led to where we are - we live in a world where sonic diversity has become a cacophonous soundscape.

Scientists, artists, and philosophers are trying to point out the best solution for a society suffering from noise pollution - a new study concluded that a 10db increment of rail, road, and aircraft noise raises the risk of depression by 11% and anxiety disorders by 15%.

Some say it is vital to save and preserve natural soundscapes because they're on the borderline of extinction. Others say one should find a noise retreat once in a while, them being (1) nature, (2) monasteries, and (3) facilities that provide mediation - by seeking nature, we are invading its soundscape, and therefore, it is even more endangered; (2) going to these sanctuaries lives within the irony of seeking silence while annoying everyone else with the noise of one's travelling path; (3) it promotes the everlasting idea that silence has a price, and withdraws the individual temporarily from a global problem.

Where to start, then? David Hendy defends society should commence by being nice to each other.
It seems redundant and ambiguous, but it fundaments itself on the premise that humans are not equivalent to noise. They are responsible for it, but with it, they can not communicate with each other. They can not listen to their communities.

Unwanted sound became the infamous and sensationalist definition of noise. Why does the noise of several voices and shouts of a local market excite, and the noise of road traffic annoys, hurts, and harasses? One should start pointing out the actual unwanted sounds by listening actively.

Listening will allow us to see a little better.

[مروة الجزائري · Rating 5 out of 5]

إذا كان الضجيج مثلما تقول أغلب تعريفاته أصواتًا غير مرغوب فيها اختلطت معًا وتداعت نحو حالة من الفوضى، إذًا لكي نفهم تأثيره على التجربة المعيشة فهمًا صحيحًا علينا أن نعرف بالضبط مَن الذي يعده صوتًا مميزًا مرغوبًا فيه ومن الذي يعده صوتًا غير مرغوب فيه في أي وقت ومكان معينين وما سبب ذلك؟
عندما ننظر إلى الماضي نظرة أوسع حتى لو كان ذلك عن طريق سلسلة من اللقطات، فأن الجواب عن هذهِ الأسئلة يظهر في خليط قوي من ثلاثة أمور متشابكة: القوة والسيطرة والقلق. ومن بين الثلاثة، القوة هي الأكثر وضوحًا، فمن هم في مركز السلطة –أي الحكام والمستعمرون والمسلحون تسليحًا جيدًا ومالكو العبيد ومديرو المصانع- كانوا إلى حدٍ كبير قادرين على فرض معايير سلوكهم على أولئك الذين ليس لديهم سلطة، وقرروا من يتحدث ومن لا يتحدث ومن يصنع الضجيج ومن لا يصنع ومن يستمع ومن لا يستمع. باختصار مارسوا سلطتهم لتشكيل المشهد الصوتي.

فعندما نمر بأي نزاع على الصوت، ونسعى لمعرفة ما الذي أصبح صاخبًا وما الذي أُجبر ليبقى صامتًا، نحن بحاجة حقًا إلى أن ننظر إلى الصراع على السلطة الذي يُمارس في الخلفية.
وقد تكون السيطرة على لغة السكان الأصليين وعدّها وحشية بلا معنى تمهيدًا لحرمان السكان أنفسهم من المطالبة بأي حقوق حتى على أرضهم. كما أن رفض أصوات الناس العاديين يقترب بشكل خطير من شيطنة ثقافة الطبقة العاملة بشكل عام، والأخطر من ذلك أنه قد يكون بمثابة مقدمة سياسية أوسع لتسفيه حق بعض الناس في استثمار الفضاء العام أو جعل صوتهم يسمع على نطاق أوسع. يدعم القلق كل هذا، لأنه كلما انسحبنا إلى مشاهد صوتية منفصلة، سواء بعزل أنفسنا عن أشخاص آخرين أم بتثبيط من جعل وجودهم محسوسًا، نصبح غرباء عن بعضنا بعضا وتجعلنا الغربة قلقين.

من الصعب دحض فكرة أن العالم أصبح تدريجيًا أكثر ضجيجًا... ولكن يجب علينا ألّا نقلل من الضجيج الذي شهده أسلافنا. إذ ترددت أصداء الطبول والغناء في كهوف العصر الحجري الحديث، ومُلئت المدن القديمة المزدحمة مثل أور وروما بالصخب على مدار اليوم، ودوت أجراس الأديرة في العصور الوسطى، وهُجمت آذان الشعوب الأصلية بطبول المستعمرين الأوروبيين وأبواقهم وأجراسهم ونيران أسلحتهم، وكانت الحرب دائمًا تصم آذان من في خضمها وتضرر سمع العديد من العمال في المصانع والورش أبان الثورة الصناعية بأضرار دائمة وتطول القائمة.
وختامًا، بدلًا من التوجس من الصوت بصيغته المجردة، فنحن بحاجة إلى استعادة الشعور بمدى أهميته في الحياة اليومية دائمًا، ومدى أهمية تلك الظاهرة.
#كتاب_أنصح_به
من أجمل الكتب التي قرأتها في ٢٠٢٣
يستحق ألف نجمة ❤️🌻

[Simon Dobson · Rating 4 out of 5]

A social and scientific history of human sound: not just undesired noise, but how sound binds societies together and how we decide what constitutes "noise" in the first place.

There are some fascinating vignettes. My favourite is the relationship between cave paintings and the soundscapes of the caves in which they're painted: many of the works occur in locations that are "significant" in the sounds that can be heard, or in the ways that sounds made there reverberate into the wider cave. There's also a discussion of colonial attitudes to the languages and music of indigenous peoples, and how the contempt for these (as "hellish din") contributed to the colonists' disdain for them.

As someone who loves silence, there are also some explorations that were awkward and discomforting for me, as to how the ability to find silence is a manifestation of "othering" others in society, and regarding their sounds as encroaching and unwanted. There's also a sense that the pursuits one enjoys in silence – like reading – often come about because the noise of their construction has been offloaded elsewhere, to impact on other people.

As to "noise", it seems to boil down to whether the sounds being heard are perceived as being made by "us" or "them", and to what extent we can exercise some control over them. That makes sound a part of the wider behaviour of a society: if we are all "us", then we will tackle excess sound differently than if those sounds are being made by a "them". In that sense, noise complaints are a measure of social cohesiveness and our willingness to rub along well with others.

[B. Rule · Rating 3 out of 5]

This was a thoroughgoing mediocrity of a book. The topic is intriguing and there are some good factoids scattered throughout. I enjoyed the discussions of prehistoric caves and how the artwork is often found in the most acoustically rich chambers. Also good was the account of tricks employed by medieval church-builders to convey majesty through sound. However, a lot of the insights tend towards the pedestrian, especially as Hendy nears the modern era. He spills a lot of ink reiterating that sound is an aspect of power and class relations, but it isn't much of an insight to note that poor people are often subject to more unwanted noise than the rich who can afford buffers and baffles.

Hendy covers a lot of ground in the book, moving from Paleolithic caves up to the modern day. But it's a highly superficial history, and the contortions to make each episode fit the general theme are often painful to observe. Hendy makes a valiant effort to cite good primary and secondary sources, but the overall sense is that this probably isn't a book that needed to be written. A pity because the subject seems quite rich; this account made me feel he was stretching to fill the pages. I'll rate generously because there was nothing too objectionable here, but don't go into it expecting too much.

[Jeff Szymanski · Rating 3 out of 5]

Overall, it was an okay book. I felt like some of the stories told were regurgitated from other recent works on the same subject. (But the author also cites and credits these works, so he knew.) Also, if it’s possible for a book to be over-edited, this might be a candidate. I would have preferred more depth for a lot chapters. Instead, it felt like the author got bored and moved on too quickly, which I’m sure wasn’t the case. The book tries to cover a lot of history, so I’m sure it was edited down to something more “consumable.” Maybe an unabridged or “author’s cut” will be available in the future!

[Andrew Earnshaw]

Excellent book, a very different way about thinking about human history and takes you through the whole of human history (almost...) via the medium of sound.

The only issue is that this a "Western History of Sound & Listening", not a 'human history', it is very euro-centric, save for the occasional comment about African drums and Ghanaian music and, even then, only ever through the ears of westerners. That is fine, actually, the book works because of the narrative thread running throughout this, but there is much more to be built upon from this book exploring some of its ideas more deeply than the author managed here.

[Ashley Marilynne Wong · Rating 5 out of 5]

As someone who had always been fascinated by the sonic magic around me and of the world at large, I had never tried to read any other book as slowly as I had done this beautifully written work of non-fiction. In fact, despite desperately needing this book to end as soon as possible as other duties beckoned, I found myself repeatedly drawing out my reading experience so that I could savour the book sip by literary sip, or rather sound bite by sound bite. A nuanced and endlessly wondrous social history of sound and listening indeed, one resembling a hypnotic dream from which I, albeit subconsciously, refused to emerge.

[Luciana Vichino · Rating 3 out of 5]

This is an engaging book about the history of sound and how the soundscape has evolved from prehistory to the current days. From the sounds that represented a communication with the Gods to the ones representing the technical and scientific evolution of our society it shared the history of how the soundscape has influenced ways of living and relationships between people. culture and nature. That last piece could have been more explored though. Each chapter can be ready independently and they bring interesting historical facts and are full of curious references.