وحده الجراح يقوم بأمر استثنائي لم يسبقه إليه أحد. ينكأ بالمِبضع جِلدَ مريض خامد تحت تأثير المُخدِّر, ويشقُّه فينفتق النسيج عن خيط دمٍ قانٍ ينساب خارجًا. يُوسِّع الفتحة التي أحدثها في جسد مريضه، ويُجفِّف ما انبثق من دماء، ثم يبدأ بتحسس الأعضاء الداخلية لجسد مريضه المسجَّى بمهابة وتواضُع، فيشعر حينئذ أنه خرقَ الناموس، وتخطَّى المقدسات حين لامس بمِبضعه المعدني وأنامله البشرية، خَلْقَ ربه المُبدع الذي لم يمسسه أحد قبله قط. مثيرٌ أن تلامس منطقة لم يسبقك أحدٌ إليها، أو أن تطأ موطئًا لم يطأْه أحد قبلك. لأجل هذه الفكرة المثيرة عرَّض الكثير من المستكشفين حياتهم للخطر على مَرِّ التاريخ. على أن الأسبقية وحدها ليست هي المثيرة دومًا، فأحيانًا ما تكون قيمة عنصر مُضاعَفة بدوران الزمان عليه. كفحمة تخالها غير ذات قيمة دفنها أحدهم يومًا غير عابئ واستخرجها آخر ماسَّةً مدهشة. هل سافرت إلى الأقصر ولامست أحد جدران المعابد التي تعود أعمارها لآلاف من أعوام خلت وسألت نفسك: تُرى مَنْ لامس تلك الصخرة أو ذلك النحت قبلي؟ أهو أحد أجدادي وأنا أحد أحفاده؟ أتراه وقف هنا أم هناك؟ كيف كانت هيئته؟ وما قصته؟ وكيف عاش حياته؟ وكيف كان مماته؟ لدينا في بلادنا أحجار لا حصر لها، تنزُّ بتاريخ عريق. هل يمكن للتراث الجمعي والخبرات الجمعية أن تنتقل من جيل إلى آخر عبر مُلامسة جماد؟ كم عدد القصص والعبر التي يمكن أن تخبرنا بها صخرة وُجِدَت منذ بدء الخليقة عن الأولين الغابرين؟ كيف عاشوا وكيف انتهوا؟ كيف بنوا حضاراتهم؟ وكيف تسامع الزمان بأمجادهم وأخبار أجنادهم؟ ما المُستخلَص من عُصارة أعمارهم؟ لم يبتكر العلماء شيئًا مثل ذلك بعد، لكنها فكرة مثيرة ومُحفِّزة للخيال. أليس كذلك؟ سنكون أغنى بالمعارف وأكثر حكمة بتجارب الآخرين. والآن نقي ما يتناهى إلى أسماعك إلا من دبيب أرواح الأجداد على أديم اليابسة، واقرأ معي هذه القصص التي قصها عليّ هذا الباب العظيم الماثل أمامك،، لكن لا تتصور أنه بمقدوري أن أقص عليك جميع قصته أو أن أنقل إليك ماضيه دون إعمال بعضًا من الخيال. فمن جهتي لازلت حديث عهد بالدنيا، لا أحتفظ بماضي الكثير من الأشياء، ومن جهته هو لم يخبرني إلا بالقليل.
رامي رأفت أديب مصري وباحث حر في التاريخ مواليد القاهرة سنة 1985 تخرج في كلية الهندسة - قسم اتصالات سنة 2007 يعمل مهندسًا في مدينة الإنتاج الإعلامي منذ 2008 صدرت له روايتي (الياوران) في 2015 و(باب الجنة) في 2017 عن دار اكتب وكتاب (النازيون العرب) في 2020 و(هدم الإسكندر) في 2021 عن دار الرواق، كما حاز جائزة كتارا للرواية العربية فرع الرواية غير المنشورة عن روايته (كومالا ابن النار ورحلته في ممالك الجبارين) سنة 2023.
يرأس اللجنة الفنية والثقافية في جمعية (اتحاد خريجي الجامعات - تأسست سنة 1942) والتي رأس إدارتها من قبل كلا من عميد الأدب العربي طه حسين والكاتب الكبير عبد الرحمن الشرقاوي. لديه قناة على اليوتيوب باسم (ركنة رامي) يعد ويقدم من خلالها برنامج ينشر فيه مراجعاته عن قراءاته كما يوجه فيه نصائح عامة خاصة بالقراءة والكتابة والنقد والتأريخ. سبق له أن نشر مقالات متفرقة في بوابة روزاليوسف وبوابة يناير وجريدة اللواء العربي .. كما رأس تحرير جريدة إلكترونية باسم "الوعي العربي" لشباب من الهواة العرب من مصر وشمال افرقيا والعراق وسوريا وفلسطين والخليج العربي صدر منها عددان فقط بجهود ذاتية من الكتاب أنفسهم خاض مناظرة منظمة على واحد من المنتديات العربية مع فريق التواصل التابع للخارجية الأمريكية في 2010 بعنوان"السياسة الأمريكية تابعة أم متبوعة" حظت بمتابعة ما يربو عن تسعة آلاف وخمسمائة شخص.
حصل على: • شهادة تقدير في حفل تشجيع الكتاب الشباب سنة 2015 برعاية بوابة أخبار اليوم ومؤسسة رسالة وفريق ماذا تقرأ هذه الأيام ودار ليان للنشر. • شهادة تقدير من صالون نجيب الثقافي سنة 2016 لمجهوداته كعضو لجنة تحكيم في المسابقة الثانية للأدب السردي. • جائزة كتارا للرواية العربية سنة 2023 فرع الرواية غير المنشورة عن روايته كومالا ابن النار. • شهادة تقدير من نقابة المهندسين المصرية سنة 2023 لنشاطه الأدبي.
نادرًا ما تأخذني رواية بهذا القدر ، حتى أنها سرقت نومي ليلتيْن متواصلتيْن . جلستُ فيهما أتأمل النصوص ، كل نصٍ فيه الكثير من الأفكار المبتكرة ، و المصطلحات اللغوية القوية ، و الأحداث التاريخية العظيمة . الرواية تأخذك إلى رحلةٍ ، تلك الرحلة التي عبرتها و باب الجنة بأجمل تفاصيلها .. كيف سأعود لزماني و مكاني قبل الرواية !
كيف تكون الكتابة إن لم تهدف إلى إحداث تغييرٍ عميق في النفوس ، و استفزازٍ للعقول .
رامي بموهبته الفذة جاء بباب الجنة مقتفيًا أثر التاريخ ، مجتازًا بوابات العبور ، ممتطيًا حروف اللغة الرصينة ، جاء ليأخذك إلى حيث يستطيع المرء أن يُغمض عينيْه عند كل سطر يقرأه بباب الجنة و يرى نفسه بين أبطال القصة خلف ذاك الباب .
باب الجنة كانت تجربتي الأولى مع الروائي رامي رأفت ، أعجبني جدًا قلمه و أسلوبه الشيّق في السرد .
سأكون بإذن الله من أوائل مقتنيِي أعماله المستقبلية ، التي أثق بأنها ستكون بمثلِ روعة باب الجنة.. و أكثر
رواية ممتعة من هذه الجملة البسيطة نخرج الي قراءة تتميز بلغة جميلة شابها بعض من استعراض العضلات في الفصول الاولي و ان كان لا تنقصها الحرفية . الفكرة بسيطة و معقدة في ان واحد رواية تدور حول باب و من نقطة الانطلاق هذم نغوص في اعماق التاريخ رحلة في الزمان و المكان من الشرق للغرب الحشاشين الحروب الصليبية و غيرها من النقلات الممتعة حتي المستقر النهائي للباب . رسم الشخصيات ممتع و كان علي قدر الحاجة بدون افراط او تقصير لكن البطل الحقيقي هو الوصف كيف استطاع رامي رافت ان ينقل صور الامكان و احساسها من الازمنة المختلفة بدون ان يذهب الي هناك ؟ ربما نحن امام مسافر زمني و هذا هو تفسيري لدقة الوصف و تجسيد احسايس الاجواء من حروب و سلم رحلات و تنقلات . العمل عبارة عن متوالية قصصية تشترك في عنصر التاريخ و الجغرافيا . ممكن تصنيف العمل علي انه عمل تاريخي و لكن يحتوي علي لمحة محسوسة من الواقعية السحرية الموظفة بشكل جيد و لم تقحم في الاحداث استمتعت بالعمل و انتظر عمل رامي القادم بفارغ الصبر ملحوظة : استمعت لها صوتيا علي تطبيق ستوي تل و اشيد بالاداء الصوتي لابعد حد.
للمزيد من التفاصيل و المراجعات الاحترافية علي أسس روائية سليمة محايدة و الترشيحات عن خبرة قراءة ٣٠ سنة يمكنك متابعة قناة كوكب الكتب علي يوتيوب.
إبداع ليس له نظير! الحقيقة رواية باب الجنة، هي مزيج من ثقافات مختلفة، ورحلات تاريخية وأثرية حقيقي استمتعت بيها. وأنا بطبعي بحب أدور الغلطات علشان اتعلم منها في كتاباتي، بس فعلًا، مالقتش ولا غلطة! الوصف واللغة والأسلوب والسرد فكانوا منضبطين جدًا ومحستش بأي ملل، بل بالعكس، لاقيتهم ممتعين جدًا وادوني رهبة حسيت بيها وأنا بقرأ إن الكتاب ده لازم يتحط في متحف مش في مجرد مكتبة! :D الكتاب ده كنت منتظره بفارغ الصبر بعد تجربة "الياوران" لإني كنت متأكد إن الكاتب رامي رأفت عمره ما هيكتب حاجة سيئة أو تافهة. شايف إن الكاتب بيحاول يسترد الأدب المنهوب من "السُّفهاء" ويعيد إحياءه من تاني.. حقيقي بأتمنى للكاتب كل النجاح والتوفيق وفي انتظار الأفضل دومًا!
استمتعت جدًا بالرواية.. وتعلمت منها الكثير :) فلم يُفاجئنى صديقى الكاتب بقوة لغته فحسب، وإنما أيضًا بطريقة سرده الممتعة، وترابط القصص الواحدة تلو الأخرى، فى أسلوب شيق راقِ.. حيث يصف لك المشهد وكأنك تراه؛ أشخاص، ثياب، جُدران، إنفعالات... تشعر وكأن الكلمات تتحرك أمامك، تأخذ بتلابيبك، ولا تتركك إلا وقد عرفت السر؛ سر "باب الجنة". ثقافة عالية، وإلمام بتاريخ يجب أن يُقرَأ. كل التوفيق لكاتبنا المُبدع، وفى انتظار روائعك القادمة بإذن الله. :)
اول ريفيو ليا على الاطلاق باب الجنه روايه رائعه لكاتب حقيقى موهوب جداااااا عجبتنى وخاصه انها تاريخيه اثريه وانا بحب النوع ده من الروايات وانا من النادر إن روايه تشدنى كده كنت بقرأها ومش عايزاها تخلص وكنت بحاول اتأخر فى القراءه عشان مش تخلص وتفضل معايا وقت اطول لكن التشويق اللى فيها ما أعطاني فرصه اسيبها إلا اما خلصتها فى 3ايام واكيد اكيد هقرأها تانى بالتوفيق ان شاء الله
،" انتهيت منذ أيام قليلة من قرأة رواية "باب الجنة" و قد استمتعت كثيرًا بإسلوب الكاتب الشيق و إمتلاكه لمفاتيح اللغة ببراعه كما ان الاسهاب فى الوصف جعلنى أشعر حقًا و كأنى أشاهد و أعايش الاحقاب الزمنية التى تدور بها أحداث الرواية و لاول مرة أشعر بشغف لمعرفة المزيد من أخبار التاريخ الذى لم أكن أهتم به على الاطلاق فى سنين دراستى الاولى، نجح الكاتب فى قص بعض من تاريخ مصر من خلال مجموعة قصصية مشوقة تأخذك معها و تجعلك لا تترك الكتاب .حتى تصل الى منتهاه
أبواب الجنة هي محطات دنيوية لطلاب الآخرة، هي الاختبار، ولهذه الأبواب دلفتين أو مصراعين أولهما الحب وثانيهما الحكمة. الحب يستجلب الحكمة، والحكمة تؤدي بالمرأ إلى الحب، ولأنه كثيرا ما يضل الناس سعيهم في الحياة الدنيا فكان من الطبيعي أن تنتصر الشرور على الصفات الطيبة في الصراع الأزلي في دواخل أبطال قصصنا السبعة. لماذا سبعة؟ لأن سبعة هو الرقم المكافئ لعدد أبواب جهنم، المآل الأخير لأصحاب الشرور. في القصة الأولى يحمل الخليفة المستنصر مفتاح المصراعين: (الحكمة) التي اكتسبها من عمره ومشاهداته و(الحب) الصوفي الزاهد الذي رأيناه يختاره في أول القصص فيموت قرير العين) ويضل من بعده ولده الذي طمع في ملك أخيه. في القصة الثانية أحب شلومو بن اسحق سارة ابنة بتاحيا بخسة فأفسد عليها فطرتها، ثم أحبها الجندي الصليبي برنارد بغشم فأفسد عليها طفولتها. في الثالثة أحبت كلزهار لكن الثأر أعماها عن الحكمة فخسرت ثأرها وحياتها وحبيبها. في الرابعة أحب فرنسيس الحكيم دعواه السلمية ولم يحبها أقرانه الصليبيون فخسروا قضيتهم. في الخامسة أحب وليم الحاقد أماليا المكتئبة. صنفان آخران أحبا دون حكمة فدفنا تحت أنقاض الحصن. في السادسة أحب سنجر المملوكي صديقه سلار، وأعمى كنز المال سلار عن الحكمة فمات جوعانا أمام آنية من ذهب. في السابعة أحب الكاتب الباب لكنه لم يكن حكيما كفاية ليفهم الزمان الذي بعث فيه. باب الجنة إذن هي فرصة فعل الخير في الحياة الدنيا، وهي علاقتنا بأحبائنا .. بالحبيبة والأخ والصديق ومجتمعنا وكل ما هو جميل حولنا. هي الحب عند العرب والفرس والفرنج. الحب لدى المسلمين والمسيحيين واليهود. هي الحب وصولا إلى الحكمة والحكمة لبلوغ الحب.
بداية لم أكن أتوقع هذا المستوى في الرواية وخاصة انها العمل الثاني... لكن الرواية جذبتني بشدة ربما لأنها تاريخية وهذا النوع من الادب يستهويني ولا أقبل بأي عمل في ذلك النوع لكن.. اولا : هناك نقطة سلبية لم استسيغها في بداية الرواية.. ألا وهي استخدام بعض الكلمات الفصحى الغير مألوفة كان من الممكن استبدالها بأخرى اسهل ومعروفة لدى القراء وفصحى أيضا وأرى ان هناك استعراض لغوي (لكن هذا لم يدم الا في اول فصل) وقل استخدام الكاتب لتلك الكلمات في باقي الرواية
ثانيا : اسلوب السرد لدى الكاتب مبشر للغاية وان استمر على هذا المنوال سوف نرى سردا ذو مستوى رائع في المستقبل ثالثا : الوصق للزمان والمكان والبيئة المحيطة دقيق جدا كأنه يضعك حرفيا في قلب الحدث وان كان يغال قليلا في الوصف في بعض الاحيان لكنه في المجمل وصف ممتاز رابعا : الحدث نفسه... استطاع الكاتب ان يسرد عدة احداث متفرقة على نطاق واسع من الزمن وربطها عن طريق الباب بصيغة جيدة غير مفتعلة ولكل قارئ طريقته لاستنباط الرسالة التي اراد الكاتب ايصالها الى القراء كل حسب تفكيره وشخصيته ولم يفرض رسالة او عبرة بعينها وان تركها لخيالنا
اشكر الكاتب على هذه الرواية الممتعة واتمنى المزيد من الأعمال الجيدة مستقبلا
عرفنا الكاتب رامي رأفت من خلال روايته الأولى "الياوران" والتي كانت رواية رائعة ذاخرة بالمعلومات والحقائق التاريخية المشوّقة، وقد أكمل الكاتب في مجال الرواية التاريخيّة في إصداره الجديد "باب الجنّة"، والتي أثبت من خلالها براعته في هذا النوع الهادف من القصّ. إذ إنّ "باب الجنّة" رواية غاية في الأناقة والسلاسة، وذات لغة قويّة متينة وأدب رفيع، روى فيها الكاتب سبعة قصص متفرّقة مترابطة بتسلسل التاريخ حيث يجمعها باب الجنّة منذ أن كان فكرةّ فمخطوطة ثم باب كنيسة إلى أن أصبح اليوم باب المدرسة الصالحية، وهي قصص تمتد على مدى 200 سنة تجتمع فيها شخصيّات من ثقافات مختلفة وأديان متنوّعة، يتصارع بينها الخير والشر، الحرب والسلم والحبّ والمكائد. باختصار "باب الجنّة" رواية شائقة ما إن تبدأ بها حتّى يحملك التاريخ في طيّاته ولا يتركك حتّى آخر صفحة فيها.
رغم أنها متواليات قصصية إلا أن القارىء لا ينفك يجد نفسه أمام رواية واحدة لا يمكن لفصل فيها أن يزول من دون أن يكون له تأثير على الحكاية الكلية، على هذا فإن الكتاب الذى بين يدى القارىء الكريم قد بنى على الإيجاز وهى كتابة فى الواقع_ فى رأيي المتواضع _أصعب من كتابة الرواية الطويلة إذ لا يمكن حذف كلمة واحدة منها وهذه هى الرواية المثلى ..والحق أننا أمام كتاب يؤسس لنفسه حالته الخاصة التى سمحت بالإنفتاح على تجربة جديدة فى الكتابة والبناء اعتمدت أغلب الوقت على منطق المفارقة الذى جعل من باب "سان جان" محور الحكى حيث انتقل بطريقة ذكية عبر قصص الرواية وبين أزمنتها مما جعل مشاعر القارىء تتجلى وتشغف وتتلهف وتجرى وراء الأحداث باعتبارها موقفا من الزمن أو سائحة فى سيرورته.. أحد أسرار السعادة فى هذا الكتاب أنه يجعلك تعيش فيه بعد أن تطوى صفحاته وهكذا هى الكتب الحية ..تفرغ منها ولا تفرغ منك ..فكتاب "باب الجنة " يخبر عن قصص حقيقية حدثت فى عالمنا من قبل فى أزمنة سابقة لم نرها أو نسمع بها حتى لو كان ينقل صوتا لجماد لم نعرف عنه شئ قبل ذلك ..حكاية هذا الباب على سبيل المثال هى حكاية كانت بانتظار من يحكيها أو يحكى بلسانها ..تلك الجمادات التى شهدناها موجودة أمام عيوننا فى الليل والنهار.. مسخرة لنا..وقد استنزفناها إلى حد الإساءة لها ولأنفسنا فقط لأننا نقدر على أن نفعل ذلك ولربما غير كتاب كهذا من طريقة إدراكنا للأمور وبالتالى إعطاء هذا الجماد الذى يقدم حياة كامله حقه من التقدير الذى يستحقه.. الجميل فى هذا الكتاب أيضا أنه يجعلك ترى حقب زمنية عدة ..فترى قصة بداخل قصة بداخل قصة ساعد على التئامهم الخيط الحريرى الذى ربط به الكاتب فيما بينهم بمتانة ورقة وذكاء.. بتكثيفه اللغوى والفكرى ..بلغته القوية المنجزة..بترتيبه للأحداث كشريط او كمشهد سينمائى مدروس كان يترك بداخلنا مع كل لقطة أسئلة عن الشخصيات والأماكن التى شعرنا بأننا نعيش ونلهث خلفها ..أقول أنها لم تمر مرور الكرام إذ حملت عمقا تاريخيا ثقافيا شيقا يعج بالقضايا والعبر .. ادعو القراء الكرام .. والمهتمين بعوالم القراءة الفريدة والمتجددة ألا يتأخروا أو يترددوا فى اقتناء نسختهم من هذا الكتاب الثرى بكل ما عبق به من خيال خلاق وحبكة محكمة وذكاء وقاد بامتياز ..أضف إلى بعده الدرامى القوى وبعده الثقافى التاريخى غير لغة الكاتب "رامى رأفت " التى تحرك شغاف القلب وتأخذك من الكلمة الأولى فلا تشبع منها ابدا حتى نقطة النهاية لأنها تفجر داخلك أسئلة وتفتح أبوابا لا تغلق..إنها رواية بإمكانها أن تروى تاريخا حقيقيا مغرقا فى القدم والأصالة..مختوما بالحقيقة ..بكل هذه الفراسة ..وبكل هذا الحب والتقدير ..
مرتي الأولى مع الكاتب "رامي رأفت" ومن أول لحظة تستشعر المجهود الهائل الذي بذله لجمع المعلومات المتعلقة بتاريخ الحقب الزمنية التي ألف حولها روايته وكيف أشغل عقله وملأ فراغات التاريخ بما تراءى له من خيال واستخدم اللغة الملائمة للحقبة الزمنية لتخرج إلينا تلك الرواية الجميلة إلى النور!
بالطبع لغة الرواية هي العربية الفصحى القوية والسهلة.
القفز بين الحقب الزمنية وطريقة الربط بين الأحداث جميلة ورائقة جداً - فالقصص المختلفة تربطها المخطوطة التي تحتوي التصميم الهندسي الفريد الذي تدور حوله الرواية أو الباب الذي نتج عن تلك المخطوطة!
رواية جميلة جداً - مليئة بأحداث تاريخية لم أكن أعرف عنها من قبل غير القليل للأسف - مكتوبة بصورة رائعة!
الكاتب أخذنا عبر التاريخ حاسس إن الرواية لم تأخذ حقها ولكنها من أمتع ما تكون!
اقتباسات
"كانت سنة الله في خلقه أن ينبت جسد ابن آدم من الأرض لينًا أسيلًا ينضح بماء الحياة، وإليها يعود يابسًا مقددًا غيض مائه من بعد فيض، فيلف جسده بالكفن، ويودع في بطن الأرض مهالًا عليه التراب، متروكًا لدودها يرعى في في أحشائه ما شاء له أن يرعى. "
"تركت مذبحة بيت المقدس أثرًا عميقًا في نفوس المسلمين، واليهود الذين أدت المذابح إلى خلوهم منها. وبعد الانتهاء من قتل المسلمين، وإحراقهم، ونهب بيوتهم، تنبه المهاجمون السكارى المنتشون بالنصر أنهم جاؤوا لأداء واجب ديني فهُرعوا إلى كنيسة القيامة يتعبدون وعيونهم تفيض من الدمع فرحًا وبِشرًا لإعلائهم كلمة الفادي المخلص يسوع المسيح إله الحب والرحمة."
"أسلمت رقبتي لدلالة، فطلبت منها أن تبحث لي عن شابة مليحة، ممشوقة القد، ريانة العود، قمراء، وطفاء، كحلاء، كاعبة الثدي، أسيلة الخد، إذا ما نضت عنها ملابسها لصب الماء، تورد خدَّاها لفرط الحياء، فضحكت برقاعة ووعدتني أن تفعل، ولم يمضِ يومان حتى أتتني مفترة الثغر، باسمة، هازجة بالفرح لتقول: جئتك بالبقلاوة فأعطني الحلاوة. أعطيتها حلاوة البُشرى وذهبت إلى أهل العروس فخطبتها لفوري، إذ كنت متعجل الخروج بقافلتي وتجارتي. عقدنا القران ووجهنا الدعوة إلى أكابر العلماء والأعيان. أعددنا الولائم وتصايح الأهل والأصدقاء بالنقوط حتى أخذتهم المفاخرة والمغايرة، فإذا ما جاءت اللحظة التي دخلت عليها فيها. وجدت جسم برغوث، وساقي بعوضة، ووجهًا كوجه القرد بل هو أقبح. إذا عاين الشيطان صورة وجهها تعوَّذ منها حين يمسي وحين يصبح. "
"هكذا كان المماليك يديرون دولتهم، مؤامرات تلو مؤامرات، وانقلابات تليها انقلابات، وتحالفات لا تأتي إلا بخراب يباب ليس منه إياب."
بساط الريح ..ذلك البساط الذى طالما تحدثت عنه الأساطير العربية ، و الذى يطوف بك البلاد ليُريك من العجائب شتى .. فى باب الجنة وضعنا الكاتب فوق ذلك البساط السحرى ليطوف بنا ليس فقط البلاد و لكن أيضاً العصور المختلفة ..ليروى لنا قصة أثر ..تحول إلى كائن حى و أصبح شاهداً على العديد من قصص الحب و الكره ، الوفاء و الخيانة ، الأمل و اليأس .. البساط هنا كان باباً ..و لكنه ليس مجرد باب ، بل هو الحقيقة الوحيدة المتبقية من حلم كبير ..حلم بدأ فى أرض المحروسة ، و طاف البلاد ليكون شاهداً على حوادث التاريخ التى صنعها بشر من مختلف الأجناس ، حتى عاد إلى مهده و المكان الذى بدأ منه .. سيصحبك الكاتب فى رحلة تاريخية ممتعة ، سيمتزج فيها الواقع بالخيال ..فتجده يروى الحكايات المنسية من وجهة نظر الباب نفسه ..حكايات مجردة كما شهدها و دون تحيز لطرف عن الأخر ، فيترك للقارئ حرية الحكم على كل شخصية من وجهة نظره هو ..من ظالم و من مظلوم ?! ..لا يهم ..فالبطل هنا هو الباب ..ستجد نفسك تبحث عنه فى كل حكاية ..تنتقل بين السطور لتعرف مصيره ، ستشفق عليه من هول ما رآه ، و تتمنى لو تجلس بجانبه فتسمع منه المزيد .. نجح الكاتب فى تحويل الباب ..من مجرد أطلال من الماضى إلى بساط الريح و ألة الزمن فى آن واحد ..ليروى لنا 6 حكايات مختلفة من أزمنة و أماكن مختلفة دون أن تفقد الرواية ترابطها ، و بلغة سليمة و أسلوب أدبى رائع و يسير فى نفس الوقت .. كانت تجربة رائعة بحق تستحق كل الدعم و التشجيع ..
" تظل المباني الأثرية ,القديمة , مجرد حجارة لا معنى لها , إلى أن تحاط علما بالتاريخ الممتد خلفها , عندئذ تتدفق حياة بأكملها " ~ جمال الغيطاني
تتصدر تلك المقولة الصفحات الأولى للرواية , مع كلمات بالغلاف الخلفي تعدك بمغامرة مذهلة عبر التاريخ , إذا هيئت الرواية الأجواء و رفعت سقف توقعاتك و أعتقدت أنك عمل مختلف عن (التريند) السائد في أدب الشباب هذه الأيام . الرواية أتت في 280 صفحة تتحدث عن ( باب ) ذاك الجماد الذي لو تحدث -و هو ما يكون هنا بالفعل ! - لباح بخلاصة الحكمة و قصص الأجداد , الرواية تبدأ بالكاتب نفسه و هو في زيارة ميدانية للقاهرة القديمة التي كانت مسرح لأحداث كاتبه - و كاتبي - المفضل نجيب محفوظ , يري الباب فيسرى في بدنه شعور غريب و يتعجب من معماره الكنسي في وسط الأثر الإسلامي , ثم يأخذه الباب في رحلة عبر ست قصص بدأت بالخليفة الفاطمي المستنصر و مرورا بالحروب الصليبية , و قلعة آلموت و الح��اشين , ثم المماليك و صراعاتهم على العرشة و الإمارة منتهيا بقصة سابعة هي قصة الكاتب نفسه مع الباب , أنت بين مصر الفاطمية و حياة اليهود الجرمان ثم قلعة الحشاشين في إيران تتبع معها قصة الحروب الصليبية و كيف أنطلقت من القارة العجوز أوروبا لتصل إلى فلسطين و الشام ثم الأيوبيين , خطر المغول و المماليك و تحالفاتهم و تطالعاتهم منتهيا مع أثر قديم في قلب القاهرة في العصر الحالي يبول عليه الدهماء من الناس دون تقدير و لا إهتمام لا بتاريخ و لا بحاضر .
الرواية تتخذ من التاريخ الحقيقي مسرحا لأحداثها عبر مائتي عام أنت تنتقل مع شخصيات الرواية و تعاصر أحداث عصرهم و تتقلب مشاعرك من أفعالهم و مآلاتهم , حب و غيرة , حكمة و أثره و صداقة , صراعات طائفية و حروب , سعي للحكم و خيانات في الأروقة , سماحة المسيحية و صوفية الإسلام , الأحداث لا يوجد بها ملل , كل قصة تدفعك لإلتهامها نهما , أسلوب الكتاب ��تى راق لغة عربية فصحى سليمة بعيدة عن الإبتذال - و إن عابها في وجهة نظري المتواضعة وجود رغبة في الإستعراض بحصيلة الكاتب اللغوية - , الأحداث قوية تصل للذروة في كل قصة بعد مقدمة متمكنة تشرح ظروف الأبطال و صراعاتهم الداخلية و الخارجية ثم تنتهى بالحدث الذي يسلمك للقصة التالية و يكون نقطة أنطلاقها في عالم و وسط أشخاص آخرين مختلفين تماما عمن كنت تقرأ سيرتهم و حاضرهم .
" ضعيفة هي أجساد بني البشر , تبلى و تفنى بسرعة , و ينتهي بها المطاف حفنة من تراب تذروها الرياح , أما أعمالها و الحجارة التي قضتها سواعد من جبال أرساها الخالق منذ بدء الخليقة و أبقاها لاعلى حالها إلى أن يرث الأرض و من عليها , فتنحتها , و تهذب نتوءاتها , و تصقلها , و تستخدمها , فإنها تبقى بخلاف مستخدميها , شاهدة على دوران عجلة الزمان , و على المزيد من قصص الأسبقين و عبرهم " ينهي الكاتب روايته بتلك المقولة التي توضح مغزى روايته كيف أن عمر الإنسان مقارنة بجماد ( و كان هنا باب ) كعمر بضع دقائق في حياتك , يرحل البشر و يبقى الأثر .
الرواية ممتاز و تعد بكاتب و روائي متمكن و ذو ثقافة عالية و ( صنعة ) محترفة , متلهف لجديده .
تحفة و رائعة من الروائع تجذبني الروايات المبنية على احداث تاريخية.. لأول مرة اقرأ تفاصيل الدولة الفاطمية و المملوكية.. الكتاب بتفاصيله ينقل القارئ لزمن اخر ..
الكاتب رامي رأفت شكراً لإعادة الثقة بالكتاب الجدد وبالتأكيد سأقرأ لك المزيد
باب الجنة..ياله من وقت رائع قضيته فى قراءة هذا العمل الأدبى البديع..لا يسعنى إلا أن أصافح رامى رأفت بيد الإمتنان وأن أخبره بإعجابى الشديد بهذه التحفة الأدبية التاريخية الإنسانية ..قرأت منذ أن بلغت الصبا مئات الأعمال الأدبية لكبار الكتاب ..وذلك جعلنى منذ وقت طويل أزهد فى القراءة للكتاب الجدد ..بعد أن صدمنى تراجع وإنحدار مستوى الكتابة بعد رحيل الكتاب الكبار والذين لم يخلفهم من يسد الفراغ الضخم الذى تركوه فخلت الساحة إلا من أنصاف الموهوبين ومن المدعين.. لذلك فكلما سنحت لى الظروف كنت أبحث عن أعمال الأجيال الرائدة دون غيرهم..العقاد والحكيم وطه حسين ومحفوظ وعبدالقدوس والسباعى وتيمور وغيرهم..كلهم كانت لهم مزايا كبيرة ..ما يميز كاتب عظيم كتوفيق الحكيم على سبيل المثال أنه فيلسوف تصادف أنه جمع بين براعة الصياغة فى مسرحياته ورواياته التى مزج فيها تجربته الشخصية بفلسفته وبالتراث الذى تشربه وبإنفتاحه على الثقافات العالمية..والعقاد الذى جمع بين جنباته فراسة وحكمة ودين وتراث ولغة سبكهم فى كتابات لا تقل نفاسة عن سبائك الذهب بل وتزيد..وهكذا كل كاتب كبير..كالبحر..لن ترى على شاطئه إلا سطحه وأمواجه..ولكن عندما تتوغل فيه و تغوص فى أعماقه تكتشف درره وكنوزه المخبأة.. رامى مشروع كاتب كبير ..لأنه يمتلك العديد من الأدوات التى تؤهله لذلك..لغته ثرية المفردات..ورسمه البديع لشخصياته ..وأسلوبه السلس ..وثقافته التاريخية الواسعة و الجمة..وماذا عن النقد؟ عندما يحل ضيف على كريم..فإن الكريم يجود بأفخر ما لديه من طعام..ويتفنن فى تنويع المائدة وتزيينها بكل ما لذ وطاب ..الضيف الشاكر يحسن الظن بمضيفه ويمتن له..أما من يسيء الظن فيتصور أن مضيفه يتباهى بما يملك ..فأنى لمثل هذا الضيف أن يشكر مضيفه؟ رامى يستحق كل شكر وإمتنان وإعجاب بما قدمه لنا من متعة وثراء فى عمله الأدبى البديع
مسكتُ بالرواية في يوم الخميس ،وشبعتُ من أول متتالية قصصية في أحضان يوم الخميس، ثُمَّ تركتُ ما تبقى إلى يوم الجمعة، فانهلت عليها قارئًا بشرّاهة غير مسبوقة لي من قبل.. أظنُّ _وبصراحة مطلقة_ أنّ في حياتي كلّها لم تشدّني رواية لكاتب مصريّ معاصر مثلما شدّني إلى باب جنة ابن رأفت التاريخي، وبالأخص في ذلك الوقت الذي أطالع فيه كل أنواع الأدب، من قوافي الأشعار، إلى حوارات المسارح، إلى حبكة القصص، إلى سرد الروايات، إلى وصف المقامات.. وهلم جرًا و نوع الروايات الهزلية في عصرنا كثيرة وفيرة، و يجاملون بها الأصدقاء والأصحاب من إهداء هنا، أو كلمة ها هنا، وغير ذلك، بل وما يرمي إلى كل ذلك من أباحية وألفاظ عامية في السرد والوصف والحوار حتّى وصلت الركاكة إلى أسماء الشخصيات. دعني أيّها الباب من كل هذه الثرثرة التي لا تعني لنا أي شيء، لأحدثك عن رفيقي رامي، لقد بدأتْ أن تتصل علاقتي برامي اتصال أدبُهُ بروح مطالعتي، وانسجام حوارُهُ وركنتهُ في طبول أذني، وثقافتهُ الواسعة العريضة في حديث متألق بملابس الناقد المبصر عن كل صغيرة وكبيرة في رواية قديمة لأديب من مشارق العالم حينًا، أو رواية حديثة لروائي من مغارب الأرض أحيانًا أخرى، ثُمَّ قرّرت أنْ أقرأ لهُ، وحدثتهُ بذلك، ولظروف ما ابتعدت عن أول رواية له، ولظروف ما أيضًا رجعتُ إليه أقوى من ذي قبل. وهكذا هي الصداقة لا تنقطع إلا وهي عائدة إلى كف يمتد من أحد الصديقين، ولا تعود إلا للعودة الأبدية من اللا جديد إلى اللا قديم، كما قالها الباب لرامي ،أو كما قالها رامي للباب،(" هكذا تغلبت الصداقة ببساطة على اشتجار الأهواء في نفسه حين وجد رفيقه بحاجة إليه ").. وأنا بحاجة إلى رامي التاريخي المتأدب في قلب التأريخ للأدب العربي كلّه، وهو بحاجة إلى صديق قريب يقول له الحق لكل الحق، ويحدثه من ينابيع الصدق أتم الصدق. أيُّها الباب أنت تعرف أرض الكِنانة أكثر من أي شخص كان، وصوتك سمعته سماعًا احتفظ بعمري، وشهقات نفسي ، و متتالياتك القصصية في غاية الجمال البديع، وسحر تتابعك الروائي في روعة الكمال السميع، أحكمهم رامي بطريقة سردية وصفية منمقة في هالة من تنسيق الشخصيات، وترتيب الحوارات، وجعلنا ندخل في قصة الإطار إلى صورة الرواية، وأخذنا من رحلة الأشعار إلى أرض المقامات، ولغة روميو الجميل لغة عتيقة جديدة مستحدثة بحداثة التاريخ، لا تشوبها شائبة، ولا تعيبها عائبة، ومن رأيّي الشخصي أن يستمر الأديب الروائي صاحب الياوران، والرفيق الأقدس لأبواب الجنان، في حصيلة لغوية زاهية بأروع كلمات الألوان، يستزيد منها قُرّاء العصر من معجم مفصل لتاريخ الآداب، أو من قاموس يشرح الأدب للتواريخ. أيُّها الباب لقد حكيت الكثير والكثير، ولكنّني أنتظرت صوت كاتبكَ رامي لأتبين صوت لحنه ممزوجًا بجوهر فتوحاتكَ، فإذا أنا اكتشفته في مواضع عديدة، ومن أروعها وأبدعها أصالة وصفه لشعب مصرنا المحروسة في [ قصر الخليفة الفاطمي ]: (" إذ كانت أحوال البلاد انتعشت وعادت أخيرًا إلى الاستقرار، وبدأت آثار النعمة والثراء الناعم تزحف من جديد بيدها الرخصة الأسيلة على جلود المصريين الذين خرجوا من دورهم يتفيؤون رغد العيش الذي طال انتظاره، بعد سنوات القحط والفوضى التي لم يعرفوا من قبل لها مثيلًا "). ما أشبه اليوم بالبارحة.. أو نحن في انتظار يوم البارحة هذا.. وقالها رامي بصوت راضٍ و صريح عذب في قصته السادسة [ المماليك ]: (" حكيم من قال إنَّ التاريخَ يعيد نفسه "). وأزهى ما أسرني به رامي المتناقضات وعدم إلقاء اللوم على الباب، لا يرينا مأساة المسلمين من وجهة نظر القارىء المسلم فحسب، وكذلك لا يرينا معاناة اليهود بالنسبة لليهودي المستمع وحسب، بل هو يسرد الحكاية بديمقراطية مفرطة، وحرية بسيطة، لا تتكلف لصالح طرف على حساب طرف آخر، وأنَّ الصليبيين متوحشون لأنّهم أرادوا الوحشية، وأنَّ المسيحيين يرفضون ما صنعه الصليبيون في بلاد العرب، ومنهم الراهب فرنسيس الذي أقام حوار المحبة والسلام مع السلطان الكامل في القصة الرابعة. إنَّ الحروب تتحدى حب القلوب، ولكنها لن تسحقها أبدًا _ هكذا أؤمن بمقولتي تلك_، فلا بأس في فيروز المسلم الذي أحب سارة المسيحية، وأعتقد أنّني جئت بصوت رامي في فلسفة الحبَّ وهو يقول (" العبرة إذن ليست بمن نحب بقدر ما هي بمن يحبنا؟! "). وفي الأخير رامي كاتب يستحق التقدير كل التقدير، كل شيء في روايته رائع، ويستحق القراءة أكثر من مرّات، بل ويستحق الترتيل عند قرع السويعات، وأنوهُ لترشيح رائعته باب الجنة إلى جائزة نوبل، ويمكنها أن تنقلب إلى عمل سينمائي ضخم، سواء أكان هذا العمل من المسلسلات أو من الأفلام، ومن رأيّي أن تسير نحو المسلسلات، عمل مترابط الأحداث، منقلب للأجداث، مليء بالعبقرية الأدبية لدّى رامي وباب جنته، ويا للسلام لو أتانى رامي بجزء ثانٍ وثالث للباب من وحي الخيال ومن أسرار الحقائق، وكم في الخيال من سر للحقيقة!. وكم في الحقيقة من وهم للخيال!.
في الحياة لحظات ممتعة قلما يصدف أن يعيشها المرء منا، حين يقدم إليك كل ما تحب في سياق واحد بأسلوب شيق و مثير، وجدت هذا في "باب الجنه".
أحببت التاريخ وخصوصاً تاريخ القاهرة من فاطمي و مملوكي فوجدته في الرواية ووجدت فيها ما لم أكن أعرفه عنه
تاريخ الحروب الصليبية بدايتها وانتهاؤها وقصة قلعة آلموت المثيرة للخيال و الحشاشين بين الحقيقة والأسطوره
كل هذا استمتعت به في ثوب روائي جذاب حيك باحتراف و إبداع في لغته و أسلوبه وحبكة تجمع كل هذا بلا خلل أو تشتت
من خلال قصة لباب بديع كان مخطوطة لبناء أراد المستنصر الفاطمي أن يخلد به ذكره فلم يتم له ما أراد ،ولمذا أراد الحشاشون أتباع الحسن بن الصباح المخطوطة حد الإقتتال و الموت، وكيف انتقلت بين سهول أوروبا وجبالها لتكون أخيراً باب لكنيسة في عكا !، ثم كيف انتقل الباب نفسه ليعود إلي القاهرة فيمكث فيها سنين قبل أن يستقر ويسطر في التاريخ مجداً لا كما أراد المستنصر لنفسه ولكنه للناصر قلاوون كباب لمدرسته.
إحساس ولمسة يدلك رقيهما علي كم أن الكاتب يهوي فعلاً ما كتب، و يعرف كيف يوصل إحساسه بما يحب إليك، وهذا يكفيني. شكراً رامى رأفت على رائعتك "باب الجنه".
لم أقابل الكثير من الموهوبين من الكتاب الشباب. لكن باب الجنة من أجمل ما قرأت لكاتب شاب صاعد. عادة لا أقرأ في شهر رمضان الكريم إلا القرآن الكريم. لكن بدأت قراءة باب الجنة قبل بداية رمضان بيوم واحد فلم أقدر على تركها إلا بعد أن التهمتها التهاما في اليومين التاليين. أعلم أن يوما ما سأتباهى بمعرفتي ب رامي رأفت شخصيا.
كنت قد كتبت لي في توقيع روايتي "تسعد الكلمات بوجودها بين أيادي من يقدرها" اسعدتني كثيراً تلك الكلمات , ولكن اقسم أن الكلمات لتسعد عند خروجها من روحك الكتابية كالموسيقي حال خروجها من الكمان وصولاً لقلوبنا قبل عقولنا, دائماً ما تجعلنا نوقف الزمن مطولاً , دخولاً في رواياتك متجولين بين كلماتها , تشعرنا كأننا عدنا بالزمن أعوام عديدة وأننا نحيا بداخله , كأننا نري اولئك الملوك والأمراء , كأننا نعيش داخل الحروب , نعيش مع الحزن الذي يشعر به شخصيات الرواية ونعيش سعادتهم ايضاً, دائماً ما كنت اتوقف امام أثر ما واتساءل عن حياتهم قديماً كيف كانت , كيف كانوا بكل هذا الأتقان والجد في عملهم وأفيق من لحظة الشرود تلك لأتغاضي عن كل ذاك وأذهب ولكن في كل مرة أعود يعجز عقلي عن تخيل حياتهم بالمعني الدقيق , كنت قد تحدثت في مقدمة باب الجنة علي أن الجرّاح وحده من يقوم بأمر استثنائي لم يسبقه اليه احد بملامسته لمناطق لم يسبقه اليه أحد , إلا أنك قمت بالأمر ذاته بل إنك وصلت إلي مالم يصل إليه الجراح بعد ، لقد لامست بتعبيراتك روحنا ، وبمعلوماتك عقولنا ، وبروايتك واقعنا ومخيلاتنا. حتي أن كلماتي كلها تعجز عن التعبير عن شكري وتقديري لك ولكل عمل تقوم به , واتمني لك التوفيق في كل خطواتك القادمة إن شاء الله
الكتابة الإبداعية لا بدَّ أن تتوافر لها أولا وأساسا الموهبة الفطرية .. و الكاتب رامي رأفت أثبت موهبته بسرد القصص التاريخية و بث روح الإبداع بروايته و بمهارة عالية ... التعب و البحث والتحليل و الدراسة والثقافة والإلمام بالحقائق و الأديان والتاريخ جميعها أقدم عليه الكاتب بجهد ملحوظ لينقل لنا عمل أدبي تاريخي حي ... سوف ينقل لك ثقافات متنوعة عبر التاريخ ستطير معه على بساط الريح من خلال ستة من القصص التاريخية ستعيشها بخيال الكاتب المبدع ... بحبكة ولغة قوية .. بهذه الرواية عاشت شخصيات حكاياته في أذهاننا و بلا ملل تعقبنا أخبارها ... لعلنا نصل إلى ذلك الباب باب الرواية ... باب الجنة
"تظل المباني الآكأثرية، القديمة، مجرد حجارة لا معنى لها، إلى أن تحاط علما بالتاريخ الممتد خلفها، عندئذ تتدفق حياة بأكملها. جمال الغیطانيً"
"المسلمون الذي تتحدث عنهم هم أعداؤنا، واليهود كذلك، فقد قتلوا المسيحيين هنا واضطهدوهم، وساعدوا الفرس على دخول البلدة وأجبروا الكاهن ليونتوس على اعتناق اليهودية قبل ستمائة عام! - ياالله! وهل سنحاسب الأحفاد على ما بدر من الأجداد قبل ستمائة عام؟! "
-" قد حكمت ستين سنة بما لم يسبقني إليه سلطان أو أمير في الإسلام.وليت طفلا غريرا في السابعة من عمري، فعاصرت وواجهت الكثير من المصائب، والنوائب، والأرزاء من التي لا تطيقون احتمالها وأنتما غضا الإهاب، مخضرا العود."
لديك مستقبل مشرق في عالم الأدب .. تمتلك موهبة وإبداع و مهارة بالسرد و ثفافة عالية ... ولَم أوفي حقك
في انتظار جديدك غريس خوري
This entire review has been hidden because of spoilers.
من مدة طويلة لم أستمتع بقراءة رواية مثل ما استمتعت بقراءة رواية باب الجنة ن وهذه حقيقة لا مجاملة ، صاغها الكاتب بمهارة فمزج الأحداث التاريخية بالمواقف الإنسانية وأمتطي الباب لينتقل به عبر الروايات المتتالية ، مع أمانة عدم التحريف في التاريخ ، وهنا تكمن الصعوبة ، وقد أجاد الكاتب القفز فوق الأحداث وربطها بالباب مع عدم الإخلال بدراما القصة أو تاريخ الأحداث ، يحسب للكاتب إصراره علي استخدام لغة عربية رفيعة تسمح للعقل بالإستمتاع بمرادافات كنا قد بعدنا عنها مع تسارع لغة العصر الهابطة ، كاتبنا الأديب رامي رأفت أرفع لك القبعة واقفاً باحترام ، ننتظر القادم بإذن الله
انهيت لتوى رحلة الباب الذي تكالبت عليه العصور والأزمنة والشخوص ... رحلات كثيرة كل رحلة لها طابعها الخاص فيها الرومانسي وفيها المؤلم وفيها التاريخي ... انهيت الرحلة وانا حزينة لما آل إليه مصير الباب ف العصر الحالى ... وأتساءل هل لو علم الشخوص ف الأزمنة الغابرة ماكان سيؤول إليه الباب ف النهاية هل كانوا سيتصارعوا عليه ام سيدمروه بأنفسهم ... دام قلمك مبدعا استاذ رامي وسعيدة أن مكتبتى تحتوى على روائع حضرتك جميعها ماعدا رواية الياوران التى اتمنى أن احصل عليها قريبا بإذن الله ...
رواية باب الجنة هى رحلة تاريخية لقصة باب تاريخي تمتد بك الرحلة من العصر الفاطمى وتحديدا في أواخر عهد المستنصر بالله حتى تصل بك إلى عصر المماليك والناصر محمد بن قلاوون مرروا بالايوبين والحملات الصليبية والتتار،، الرواية دى بجد تمتلى بكمية كنوز من المعلومات التى تم تقسيمها ع هيئة فصول تبدو منفصلة الا ان ما يجمعها هو باب الجنة،،، فبعد قراءةثلاث كتب لرامي رأفت تجعلك تقتنع انك أمام مبدع حقيقي 🌹🌹
اي مبنى اثري هو مجرد حجارة لا قيمة لها اذا لم تعرف ما يخبئه هذه الأثر من احداث ووقائع مرت به على مدار قرون منذ نشأته وحتى لحظة رؤيتك له ، هذا اذا ظل الأثر قائماً ولم يُهدم أو ينقض بفعل الزمن أو البشر
الرواية تدور من خلال باب اثري كان شاهداً على احداث وعصور وحقب زمنية عديدة منذ أن كان مجرد فكرة فى عقل ووجدان شخص اراد تخليد ذكراه بعمل يتذكره به من يأتي بعده
يأخذنا الباب فى رحلة على مدار مائتي عام تقريباً بداية من نهاية حكم الخليفة المستنصر فى العصر الفاطمي - صاحب الفكرة فى بنائه ليكون باباً لصرح اسلامي وطبي وعلمي ينتفع به الناس ويخلد به ذكراه - مروراً بالحملات الصليبية ، فتح عكا ونهاية بعصر المماليك من خلال ستة قصص تاريخية يكشف لنا فيها الباب كيف مر به الزمن وما عاصره من احداث جسام يشيب لهولها الولدان الى أن أصبح شاهداً على التاريخ فى عصرنا الحالي
ما يميز الرواية الاتي
- لغة عربية عذبة جداً تدل على موهبة أدبية متميزة
- القصص الست تحمل شعار ( المختصر المفيد ) بلا اسهاب أو تطويل بلا داع. كل حقبة تاريخية تم توظيفها بما يخدم الخط الدرامي للأحداث بكل دقة ولم ينزلق الكاتب الى فرعيات قد تكون نتيجتها انفراط عقد الرواية ككل ودخولها فى متاهة تاريخية لا خروج منها لأن التاريخ لا يمكن اختصاره فى مجرد رواية أو حتى مجلد. نحن بصدد رواية محكمة الحجم والمضمون والهدف النهائي منها وفقط
- السرد كان على المستوى المتوقع وكل قصة تسلم راية الخط الدرامي لما يليها بهدوء ودون بلبلة لنستكمل حكاية الباب الأثري
- على مستوى الشخصيات فكل حقبة لها شخصياتها التاريخية التى كان لها دور هام فى حكاية الباب الأثري ولهذا فلا توجد شخصية بعينها هى محور الأحداث. الجميل انك ستأخذ فكرة لا بأس بها عن شخصيات ربما لم تسمع عنها من قبل وستعرف الكثير من المعلومات عنهم من خلال الأحداث
نأتي لخاتمة الرواية - والتى يكون لها دائماً نصيب كبير من تقييمي الشخصي لأي رواية بشكل عام - وفيها ابدع الكاتب ولم يُجمل الواقع كما كنت اخشى ان يفعل. كان عند حسن ظني به وختمها بما يفرضه الواقع المزري لما وصلت له الشخصية المصرية وتعاملها مع التاريخ سواء كأحداث أو آثار باقية. ختام رائع جداً جداً وصفقت له واوجه له تحية خاصة على هذه النهاية المجردة من اي زيف أو تجميل قبيح للواقع الرديء الذي نعيشه
فى الختام اتطلع بكل شوق للقراءة مجدداً للكاتب فهو يحمل موهبة ادبية واضحة لا تخطئها عين من يميز ويفرز الأدب الجيد عن السيء السائد حالياً
رامي رأفت باب الجنة مصادفة جميلة جمعتني بالكاتب في مناقشة من العيار الثقيل يوجّه فيها الطلقات الناقد الرائع أ/ حسام عقل اصطحبني اليها مجموعة اخرى من الكُتاببعد مناقشة للأستاذ كمال علي كمال صراحة اكتشفت مستوى تاني من المناقشات ومن يديرها واكتشفت هذا الكاتب لأول مرة أقرأ له ولن تكون الاخيرة بإذن الله يقولون انه لا يمكن أخذ التاريخ من الرواية ؟؟ لكن الكاتب اثبت بالأدلة والتوثيق لكل معلومة انه قادر على ان يشرح لك التاريخ بشكل روائي متجانس وذو بناء 🚧 متماسك جدا باب 🚪 نمر عليه كثيراً في شارع المعز لدين الله ولا نحط علما بقصته ولا تاريخه ولا من اين أتى إلى أن استقر في هذا المكان نمر معجبين او متغافلين ولا نعلم كم شهد من حروب وصراعات ومعارك إلى ان وصل هل هنا 👈 كيف تحول من باب 🚪 كنيسة ⛪️ إلى باب مدرسة 🏫 إسلامية في الوقت ذ��ته كان حلماً لسلطان شيعي ومخطوط لبنّاء يهودي ومطمعا ًلفرسان صليبيين ومطلباً لأمراء مماليك!!! كل ذلك ونمر عليه دون ان نحط علماً بقصته. لم ادرس التاريخ مثل الكثيرين وكنت اعتبره مادة صماء لا روح فيها ولكن إعمال الخيال من جهة الكاتب جعل من معرفة التاريخ امر شيق وممتع وقابل للمعرفة في ذات الوقت ❤️❤️❤️ الحملات الصليبية على الدولة الفاطمية وكيف ولت الحامية الفاطمية الأدبار نحوالحرم الشريف محتمين بقبة الصخرة والمسجد الأقصى وكيف سالت الدماء في المدينة المقدسة انهاراً اقتباس: ينبت جسد أبن ادم من الارض ليناً أسيلاً ينضح بماء الحياة، وإليها يعود يابساً مقدداً غيض ماءه من بعد فيض. الأفضل هو رأس الأفعى ولابد من قتله. ودعها الحسن مستعيناً ببسمتها، زاد يستزيد به على ما سيلاقيه من أهوال في رحلته الطويلة التي لا يدرك لها اول من آخر. أنت اذا الذي تنافس عليك الفرس و اليهود والصليبيين؟(الباب) فالخلق الطيب وحده، لا حد السيف هو الجدير بنشر الديانات والتبشير بعظمة الخالق. من يستحق ان يملك هذه البلاد هو القادر على ان يكون سلطاناً لجميع رعيته دون تمييز. ومن حيث أقام الجيش المسلم معسكره، ولدت محافظة المنصورة تيمناً بالانتصار على الحملة الصليبية. دفعتها كراهيتها لزوجها إلى أن نستلذ بخيانته. 👏👏الغلاف جاء معبر و مرسوم بدقة وحرفية دار كتوبيا👌🏻 شكرا 🙏 رامي رأفت على تاريخ لم اكن اعلم معظمه تفاعلت معه من خلال خيالك ككاتب ذو مخيلة خصبة و ممتعة❤️❤️
أول قراءة ليا لـ #رامي رأفت اقتباس جمال الغيطانى فى الاول موفق جدا فكرة العمل لطيفه جدا وأخر مشهد بعد ما الباب انهى حكايته كان فى منتهى الابداع .. مثال جيد تعاملنا مع حضارتنا وآثارنا أكتر قصه عجبتنى كانت سيلار وسنجر الحقب التاريخية كان عندى إلمام بيها قبل قراية الرواية ... فمش هكلم عن الجزئية دى غير ان المؤلف إلى حد كبير التزم الكثير من الوقائع ... في قصتين متشابهتين الى حد كبير قصه البنت الافرنجية (اللى انا نسيت اسمها ) وكلزهار مع اختلاف التناول والتفاصيل ...