أبوعبدالله محمد الغرناطي الأندلسي رحالة وكاتب من الأندلس، نشأ وتلقى تعليمه في مدينة أقليش حتى بلغ سن النضج، وعندما تجاوز الثلاثين من العمر تاقت نفسه إلى زيارة المشرق، فاشتهر برحلاته التي بدأها سنة (508 هـ/ 1114م) برحلته إلى مصر وبغداد وخراسان وخوارزم، واشتهر بكتابه تحفة الألباب ونخبة الإعجاب ويجمع هذا الكتاب بين الحقيقة والخيال..
حين قراءتي له ظننت أني سأطلع على أخبار الشعوب وثقافاتهم آنذاك لأرى ما اختلف عما ذكره (السيرافي) في كتابه (رحلة السيرافي) وإذ بي أجد نفسي أمام قصص لا يكاد أن يصدقها عقل، وإن استثنينا أحوال بعض المباني والقصور التي وصفها بالإضافة لقصص الجن.. فماذا عن أخبار الغيب والتي ما جاء بها نصٌ قاطع! فكان أكثر الكتاب وكأنه صيغ من وحي الخيال لا مشاهدات الواقع كما يفترض به أن يكون
ولا أعلم هل نُقل الكتاب من خلال المستشرقين إلى لغة العجم أم لا، لكن إن كان قد نُقل فلعله كان المرجع لمؤلفي كتب (الخوارق والأساطير)! ففيه من أوصاف البلاد والوحوش مالا تتصوره إلا في قصص الخيال! وقد تعجبت خلال قراءتي للكتاب كيف جاد خيالهم بقصصٍ كهذه مع حبكةٍ تربط لك القصة لتخبرك أن مؤلفها قد كدّ ذهنه ليضيع وقتنا :) ولا يُستغرب بما أن المسعودي كان من جملة المؤلفين الذين قد أخذ عنهم وهو معروفٌ بكذبه وخزعبلاته..
فيامن تنوي قراءة هذا الكتاب أنت أمام كتاب أساطير وخرافات مع نزرٍ يسير من الرحلات والمشاهدات..
كتاب لا تعرف حدود الحقيقة من الخيال لمؤلفه أبو حامد الغرناطي و يحكي عن رحلته و ما رأه من كائنات عجيبة و غريبة و يستعن بمشاهدات رحالا أخرين من مشاهدتهم للجن و الحيوانات الأسطورية و الأغرب من الأسطورية كمدينة من نحاس و الدهب و الياقوت الازرق و الاحمر و الكائنات العملاقة و الصغيرة و الغريبة و كأننا في كتاب ألف ليلة وليلة و يخلط كل هذا مع القصص القرآني و الأيات الكريمة و الأحاديث النبوية.