أريدُ أن ينجرف الحرف مني دون انقطاع . لأن القلب يوجعه الخواء . لأن القدر ليس دراميًا أو متعجلًا بالمرة سنكمل هذا الكابوس لاحقًا . أجلس فوق تلة حماقاتٍ صغيرةٍ . هناك ، هنا الكثير من المقاعد الخاوية التي لا تصلح للجلوس أو لاستجداء الراحة . عيني قاتمتان والضوء القادم من خلفك يكفي لأبصر حيرتك . الأصل في القلب كان الحزن، كما تعلمون ، وبالنسبة لي قليل من الحزن لا يكفي . من شق مسافاتٍ من الصمتِ لأجلك ؟ . وأفكر أنني أفكر فأفسد كل الأشياء - تقريبًا . كنتً تكتب عندما كنتُ أموت كنتَ تموت عندما كنت أحبك لماذا لم نمت مرة على الأقل في الوقت ذاته ؟ . كل كلمة تصلبت في الحلق ميتة تركت إرثًا من ألمِ الطنين . لا عليك استرح الفجوات في قلبي تكفي لمزيد من الجثث . لا أحد يحب وهمه أبدًا . . كتابات منى محببة لقلبي - وكعادة كتب الأصدقاء يصعب علي تقييمها لكنني أحببته
كثيرًا ما أخادع نفسي وأقول إنني لا أحب قراءة الشعر، لكن الحقيقة أنني - فقط - شديد البغض لما ينتسب إليه زورًا، وما أكثره! أما هذه القصائد فقد استمتعت بالكثير من مقاطعها، مرة باختيارات اللغة ومرة بتصوير المعاني ومرة بهما معًا.
ذلك القادم من بعيد .. يشبهك ..تبتسم وتُقسم أنه أنت يقترب .. تبدو ملامحه .. فتهرب وأنت تصرخ لستُ بشِعاً لهذه الدرجة ! .. تكتب عن الحياة كثيرا .. تنتهي الكتابة بنقطة ! تفكر قليلا " الموت نقطة " .. تعاود الكتابة مجددا وهذه المرة تضع ثلاث نقاط أنت كاتب..موت واحد لايكفي
الكتاب الجيد طفل تحمله فيضع يديه الملطخة بالشوكولا على كتفك بغير اكتراث لقميصك ..تكتشف ذلك فتبتسم له ..فيضع لطخة أخرى على وجهك .. عندها تجد وجهك الذي بالأمس ضيعته..
*اقتباسات*
كنتً تكتب عندما كنتُ أموت كنتَ تموت عندما كنت أحبك لماذا لم نمت مرة على الأقل في الوقت ذاته ؟؟ ... الأصل في القلب كان الحزن، كما تعلمون وبالنسبة لي قليل من الحزن لا يكفي ... وحيدون وليسوا أنبياء لكن الرب يكلمهم تلك دلالة الغفران لمعصية قادمة .. وأفكر .. أنني أفكر فأفسد كل الأشياء تقريبا ..
لطالما أرجأت قراءة ديوان منى. قرأت أكثر قصائده قبل النشر. وقراته متفرقا في الوقت. اليوم أقمت عليه. جميلة هي تلك القصائد التي تحتفي باللغة والصور الجديدة. تلك التي تومئ وتشير. تظلل أكثر من أن ترسم. الدافع نحوها كامن لا يكاد يظهر إلا عند ذكره بكل وضوح في القصيدة الأخيرة التي تبدو كبيان أو تقرير حالة: أكتب لأني عاجزة بما يكفي/ مقصرة بما يكفي/ ولأني أحب الاختفاء في بقعة ضوء (كأن الكتابة كشف، وهي تخفي بمقدار ما تفضح). وتقول أكتب لأني غريبة/ بشعة/ لأن نتوءات نفسي تفحلت وابتلعت جسدي (كأن الكتابة تظهر هنا ضد البشاعة والتشوه الذي يصيب النفس)، ثم في الأخير تذكر: أكتب لأني لست جيدة بما يكفي لأن أعيش، (هنا تظهر الكتابة كبديل للعيش، ومع ذلك فهي ليست موت، فلو كانت هي الموت لكان الكف عن فعل الكتابة أوجب. هي هنا كأنها البرزخ. عالم بين بين).
الأصل في القلب كان الحزن كما تعلمون، وبالنسبة لي قليل من الحزن لا يكفي; لأعرف كيف أنا؟! والكثير منه يحُفني بخبث، ويحول بين عيني وبين الطريق.
تمنيتي يا منى أن يكون كئيباً ولطيفاً؟ قد كان كذلك.. يا إلهي كم أحببته، وكم أحببت مجازاتك! اقرب الفصائد فيه الي قلبي: "نزيف، هذا الصوت صوتك، لم يكن حلما، نص آخر عن الغياب، عصفور علق بغيمة، أن يتجاوزك الأثر، وقفة، جثة متراكمة.." والكثير الكثير من المتقطتفات من هنا وهناك..