البداية والنهاية - الجزء الثاني عشر: 406 هـ - 588 هـ
البداية والنهاية هو عمل موسوعي تاريخية ضخم، ألفه ابن كثير إسماعيل بن عمر الدمشقي المتوفي سنة 774هـ، والكتاب مؤسس حسب معتقدات الديانة الإسلامية. وهو عبارة عن عرض للتاريخ من بدء الخلق إلى نهايته يبدأ ببداية خلق السماوات والأرض والملائكة إلى خلق آدم، ثم يتطرق إلى قصص الأنبياء مختصراً ثم التفصيل في الأحداث التاريخية منذ مبعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم حتى سنة 767 هـ بطريقة التبويب على السنوات. وتبدأ السنة بقوله "ثم دخلت سنة.." ثم يسرد الأحداث التاريخية فيها ثم يذكر أبرز من توفوا في هذه السنة. أما جزء النهاية ففيه علامات الساعة لغاية يوم الحساب بالتفصيل.
هو الامام عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير القرشي الدمشقي الشافعي. ولد في سوريا سنة 700 هـ كما ذكر أكثر من مترجم له أو بعدها بقليل كما قال الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة. وكان مولده بقرية "مجدل" من أعمال بصرى من منطقة سهل حوران وهي درعا حالياً في جنوب دمشق بسوريا, وكان أبوه من أهل بصرى وأمه من قرية مجدل. والأصح أنه من قرية مندثرة تسمى الشريك تقع بين قريتي الجيزة وغصم ويمر من جانبها وادي مشهور اسمه وادي الزيدي وهي في منطقة حوران أو درعا حالياً. انتقل إلى دمشق سنة 706 هـ في الخامسة من عمره وتفقه بالشيخ إبراهيم الفزازي الشهير بابن الفركاح وسمع بدمشق من عيسى بن المطعم ومن أحمد بن أبى طالب وبالحجار ومن القاسم بن عساكر وابن الشيرازى واسحاق بن الامدى ومحمد بن زراد ولازم الشيخ جمال يوسف بن الزكى المزى صاحب تهذيب الكمال وأطراف الكتب الستة وبه انتفع وتخرج وتزوج بابنته. قرأ على شيخ الإسلام ابن تيمية كثيراً ولازمه وأحبه وانتفع بعلومه وعلى الشيخ الحافظ بن قايماز وأجاز له من مصر أبو موسى القرافى والحسينى وأبو الفتح الدبوسى وعلى بن عمر الوانى ويوسف الختى وغير واحد.
تنازع الأشاعرة والسلفية في أمر معتقده. فأما الأشاعرة فزعموا أنه أشعري العقيدة حيث ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة, ص17 ج1 باب الهمزة ( وهو حرف الألف) قصة حدثت بين ابن القيم وابن كثير عندما قال ابن كثير لإبن القيم "أنت تكرهني لأنني أشعري فقال له لو كان من رأسك إلى قدمك شعر ما صدقك الناس في قولك إنك أشعري وشيخك ابن تيمية". كما أن ابن كثير تولى مشيخة دار الحديث الأشرفية وشرط واقفها أن يكون أشعري العقيدة - انظر طبقات السبكي.
ورأى السلفية أنه كان واضحاً وجلياً أن ابن كثير سلفي الأعتقاد في غالب بل كل مؤلفاته فكان يصرح بها ولعل المتتبع البسيط لتفسيره (تفسير القرآن العظيم) يرى بوضح وبدون أدنى لبس أنه على عقيدة شيخه أبن تيمية. وكذلك ما كتبه في أول كتابه الجليل "البداية والنهاية" عن علو الله على عرشه وإثبات صفة العلو والفوقية لله العلي القدير. أما ما أثير حول كونه أشعرياً لقبوله مشيخة دار الحديث الأشرفية التي شرط وقفها أن يكون المدرس فيها أشعرياً فهو شرط غير ملزم وقد ولي مشيخة دار الحديث الأشرفية علماء سلفيون من قبله: مثل الحافظ جمال الدين المزي والحافظ أبو عمرو بن الصلاح. أما ما رواه الحافظ ابن حجر فهي كما قال نادرة وقعت بينهما ولم تكن في مقام البيان والإقرار.
الجزء الثاني عشر : الحديث في هذا الجزء من سنة (66) لسنة (102) وهو الجزء الذي يوثق للدولة الأموية في عصر قوتها وعصرها الذهبي مع عبد الملك بن مروان ومن بعده من هم من نسله من مشاهيرهم ممن حكم كالوليد وسليمان وابن عمهم عمر بن عبد العزيز ويضم هذا الجزء كيفية القضاء على آل الزبير وكبيرهم الصحابي عبد الله بن الزبير الذي كان في حقيقة الأمر الخليفة بمبايعة كل الأقطار الإسلامية قبل المروانيين ليس بعض مدن الشام منطقة ثقل بني أمية ومواليهم وبروز شخصية الطاغية الحجاج بن يوسف الثقفي وضرب الكعبة فترة إمارته على الجيش الأموي.
📖#البداية_و_النهاية ✍#ابن_كثير 📒#الجزء_الثاني عشر 740 صفحة 🖨#دار_هجر تدقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي
بسم الله الرحمن الرحيم نستكمل معًا الجزء الثاني عشر من كتاب البداية والنهاية لـ ابن كثير، وهذا الجزء إشتمل على أهم الأحداث الواقعة بين سنة ست وستين هجرية - حتى - سنة مائة وإثنين هجرية. وأبرز مافيها؛ . تتبع المختار الثقفي لقتَلة الحسين، ومن ثم ذكر مقتل شمر بن ذي الجوشن - أمير السرية التي قتلت حسينًا، ومن ثم مقتل خوليّ بن يزيد الأصبحي - الذي احتزَّ رأس الحسين، رضي الله عنه، ومقتل عمر بن سعد بن أبي وقاص أمير الجيش الذين قتلوا الحسين، ومن ثم مقتل المختار الثقفي على يد مصعب بن الزبير وأهل البصرة وترجمة خاصة له، ومن ثم ذكر بناء عبد الملك بن مروان في بناء القبة على صخرة المقدس.
ثم ذكر وفاة وصفة عبد الله بن عباس ترجمان القرآن - رضي الله عنه. ثم ذكر مقتل مصعب بن الزبير، ومن بعده مقتل أخيه عبد الله بن الزبير على يدي الحجاج، ومن ثم ترجمة لأمير المؤمنين عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه. وذكر وفاة أسماء بنت أبي بكر، وعبد الله بن عمر بن الخطاب.
ومن ثم ذكر دخول شبيب - رئيس الخوارج - الكوفة ومعه زوجته غزالة، ومن ثم ذكر مقتلهما. وذكر مقتل قطري بن الفجاءة.
ذكر فتنة ابن الأشعث، و وقعة الزاوية بينه وبين الحجاج، ومن ثم ذكر وفاة المهلب بن أبي صفرة، وبناء واسط على يدي الحجاج.
ذكر وفاة عبد العزيز بن مروان، وذكر بيعة عبد الملك لولده الوليد ثم لأخيه سليمان، ومن ثم وفاة عبد الملك والد الخلفاء الأمويين، ومن ثم خلافة الوليد بن عبد الملك، وذكر بناءه لجامع دمشق.
ذكر مقتل سعيد بن جبير - رحمه الله على يدي الحجاج، ثم ترجمة للحجاج بن يوسف الثقفي وذكر وفاته وصفاته.
ذكر ما روي في جامع دمشق من الآثار، والكلام على ما يتعلق برأس يحيى بن زكريا، وذكر الساعات على بابه، وذكر إبتداء أمر السُّبع بالجامع الأموي.
ومن ثم ترجمة لـ الوليد بن عبد الملك وذكر وفاته، ومن بعده خلافة أخيه سليمان بن عبد الملك، وذكر ترجمة له، ومن ثم ذكر مقتل قتيبة بن مسلم.
ذكر خلافة عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه، وذكر ترجمة له وصفاته، وفصل في مناقبه وردِّه المظالم وسبب وفاته، ومن ثم خلافة يزيد بن عبد الملك، وذكر ولاية مسلمة بن عبد الملك على بلاد العراق وخراسان.
هذا الجزء كان رائعًا؛ اشتمل على أحداث كثيرة وهامة، وشخصيات آثرة للقلوب كـ عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعمر بن عبد العزيز، رضوان الله عليهم أجمعين.
جزء ملئ بالصراعات والقتال على الملك فيه قتل المختار الثقفى الكذاب قتلة الحسين رضى الله عنه وتنازع ابن الزبير ومروان بن الحكم على الخلافة حتى انتهى الأمر بقتل ابن الزبير وصلبه على يد الحجاج بن يوسف وفيه أيضا بويع لعمر بن عبدالعزيز بوصية إبن عمه سليمان بن عبدالملك