البداية والنهاية - الجزء الثالث عشر: 489 هـ - 697 هـ
البداية والنهاية هو عمل موسوعي تاريخية ضخم، ألفه ابن كثير إسماعيل بن عمر الدمشقي المتوفي سنة 774هـ، والكتاب مؤسس حسب معتقدات الديانة الإسلامية. وهو عبارة عن عرض للتاريخ من بدء الخلق إلى نهايته يبدأ ببداية خلق السماوات والأرض والملائكة إلى خلق آدم، ثم يتطرق إلى قصص الأنبياء مختصراً ثم التفصيل في الأحداث التاريخية منذ مبعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم حتى سنة 767 هـ بطريقة التبويب على السنوات. وتبدأ السنة بقوله "ثم دخلت سنة.." ثم يسرد الأحداث التاريخية فيها ثم يذكر أبرز من توفوا في هذه السنة. أما جزء النهاية ففيه علامات الساعة لغاية يوم الحساب بالتفصيل.
هو الامام عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير القرشي الدمشقي الشافعي. ولد في سوريا سنة 700 هـ كما ذكر أكثر من مترجم له أو بعدها بقليل كما قال الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة. وكان مولده بقرية "مجدل" من أعمال بصرى من منطقة سهل حوران وهي درعا حالياً في جنوب دمشق بسوريا, وكان أبوه من أهل بصرى وأمه من قرية مجدل. والأصح أنه من قرية مندثرة تسمى الشريك تقع بين قريتي الجيزة وغصم ويمر من جانبها وادي مشهور اسمه وادي الزيدي وهي في منطقة حوران أو درعا حالياً. انتقل إلى دمشق سنة 706 هـ في الخامسة من عمره وتفقه بالشيخ إبراهيم الفزازي الشهير بابن الفركاح وسمع بدمشق من عيسى بن المطعم ومن أحمد بن أبى طالب وبالحجار ومن القاسم بن عساكر وابن الشيرازى واسحاق بن الامدى ومحمد بن زراد ولازم الشيخ جمال يوسف بن الزكى المزى صاحب تهذيب الكمال وأطراف الكتب الستة وبه انتفع وتخرج وتزوج بابنته. قرأ على شيخ الإسلام ابن تيمية كثيراً ولازمه وأحبه وانتفع بعلومه وعلى الشيخ الحافظ بن قايماز وأجاز له من مصر أبو موسى القرافى والحسينى وأبو الفتح الدبوسى وعلى بن عمر الوانى ويوسف الختى وغير واحد.
تنازع الأشاعرة والسلفية في أمر معتقده. فأما الأشاعرة فزعموا أنه أشعري العقيدة حيث ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة, ص17 ج1 باب الهمزة ( وهو حرف الألف) قصة حدثت بين ابن القيم وابن كثير عندما قال ابن كثير لإبن القيم "أنت تكرهني لأنني أشعري فقال له لو كان من رأسك إلى قدمك شعر ما صدقك الناس في قولك إنك أشعري وشيخك ابن تيمية". كما أن ابن كثير تولى مشيخة دار الحديث الأشرفية وشرط واقفها أن يكون أشعري العقيدة - انظر طبقات السبكي.
ورأى السلفية أنه كان واضحاً وجلياً أن ابن كثير سلفي الأعتقاد في غالب بل كل مؤلفاته فكان يصرح بها ولعل المتتبع البسيط لتفسيره (تفسير القرآن العظيم) يرى بوضح وبدون أدنى لبس أنه على عقيدة شيخه أبن تيمية. وكذلك ما كتبه في أول كتابه الجليل "البداية والنهاية" عن علو الله على عرشه وإثبات صفة العلو والفوقية لله العلي القدير. أما ما أثير حول كونه أشعرياً لقبوله مشيخة دار الحديث الأشرفية التي شرط وقفها أن يكون المدرس فيها أشعرياً فهو شرط غير ملزم وقد ولي مشيخة دار الحديث الأشرفية علماء سلفيون من قبله: مثل الحافظ جمال الدين المزي والحافظ أبو عمرو بن الصلاح. أما ما رواه الحافظ ابن حجر فهي كما قال نادرة وقعت بينهما ولم تكن في مقام البيان والإقرار.
📖#البداية_و_النهاية ✍#ابن_كثير 📒#الجزء_الثالث عشر 690 صفحة 🖨#دار_هجر تدقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي
بسم الله الرحمن الرحيم نستكمل معًا الجزء الثالث عشر من كتاب البداية والنهاية لـ ابن كثير، وهذا الجزء إستهل بسنة ثلاث ومائة من الهجرة - حتى سنة تسعين ومائة من الهجرة وأبرز ما كان فيها؛
خلافة هشام بن عبد الملك بن مروان، وذكر ترجمة خاصة به، وخلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك المُلقب بالفاسق، وصفة مقتله وزوال دولته، ومن ثم خلافة يزيد بن الوليد المُلقب بالناقص وذكر مقتله، وذكر دخول مروان الحمار دمشق و ولايته الخلافة، وعزله ابراهيم بن الوليد عنها - وكان آخر من تولى الخلافة بالدولة الأموية، ومن بعده بدأت خلافة الدولة العباسية، وذكر ما ورد في انقضاء دولة بني أمية وابتداء دولة العباس.
بدأت بظهور أبى مسلم الخراساني ودعوته للخلافة العباسية، وكان أول من تولى الخلافة العباسية - السفاح، وكانت عام ثنتين وثلاثين ومائة من الهجرة، وذكر استقلاله بالخلافة، وما اعتمده في أيامه من السيرة الحسنة والعدالة التامة، ومن ثم خلافة أبى جعفر المنصور، وذكر مهلك أبى مسلم الخراساني، وبناء مدينة بغداد (مدينة السلام)، وما ورد فيها من الآثار والمحاسن، والتنبيه على ضعف ما رُوي عنها من الأخبار.
ثم ذكر ترجمة خاصة لأبى جعفر المنصور، وذكر أولاده، ثم خلافة المهدي بن المنصور، وذكر البيعة لموسى الهادي وهارون الرشيد، ثم ترجمة لموسى الهادي، و خلافة هارون الرشيد، والقضاء على البرامكة في خلافة هارون الرشيد (مهلك البرامكة) . وفي كل عام تم ذكر أشهر من توفي فيه، وترجمة لبعض الفقهاء والعلماء وكان من أبرز ما ترجم عنهم ابن كثير في هذا الجزء؛
الفرزدق، الحسن البصري، ابن سيرين، أبو جعفر الباقر (محمد بن علي بن الحسين)، قتادة بن دعامة السدوسي، زيد بن علي - وإليه تنسب الطائفة الزيدية، مَسلمة بن عبد الملك، الزهري، الجعد بن درهم - أول من قال بخلق القرآن، الأوزاعي، سفيان بن سعيد، ابراهيم بن أدهم (أبو إسحاق التميمي)، داود الطائي، الخليل بن أحمد (الفُرهودي) - شيخ النُحاة، سيبويه - إمام النُحاة، الخيزران - أم أميرى المؤمنين الهادي والرشيد، الإمام أبو حنيفة، الإمام مالك بن أنس، أبو يوسف - شيخ القضاة، عبيدة بنت أبي كلاب - العابدة الزاهدة، شعوانة - العابدة الزاهدة، رابعة العدوية.
الجزء الثالث عشر : يوثق هذه الجزء لسنوات (103) لسنة (191) وهو يتناول بقية الحديث عن خلفاء بني أمية بعد عمر بن عبد العزيز ومن جاء من بعده، هشام بن عبد الملك وبقية الخلفاء ثم يتناول الحديث عن سقوط الأموية مع الخليفة الأموي مروان بن محمد بعد التصدعات والخلافات والعصبية التي ضربت الدولة، ثم بدايات قيام العباسية مع مؤسسها أبي العباس السفاح ثم المنصور ومن جاء بعدهما، وأهم الأحداث كالنزاع الذي قابله المنصور وحركة الخرساني والقضاء على البرامكة، وعند نهاية كل سنة يذكر المؤلف وفيات المشاهير وأحداث كل سنة وبناء المدن والمجاعات وهذا ديدن كل الأجزاء.