ِكنتُ سأرمّم كلّ الغيماتِ المصدوعة، وأعيدُ النغمة التّائهة إلى أغنيتها، وأعلّق الله على كلّ النوافذ.. لكنّ الأفق لم يحتشدْ في يدي ُهذه نافذتي مأخوذةٌ بك أيها الخارج ْهاتِ آلامَكَ وادخل.
فتحت الباب فانهال عليّ العالم، بكل حروبه وانكساراته وصوت الأنا المفقود بداخلك، فتحت الباب، حاولت فتحه فكانت: " المفاتيح فرصٌ حديديةٌ لإنعاش المكان إنها لاتحزن ولا تفرح لكنها تصدأ حين تلتفت لصوت التكرار وهو يبني هاويته حولها. فتحت الباب وانسلت قدماي إلى الشارع ففي: " في هذه المدينة، في هذا الهزيع المتأخر من ليل الأمنية أنفض الغرباء عن صدري فأسقط واحداً منهم. قوس الكشف لم يشتد، والقلق لا يفترضُ طريقة للخروج. وأنا مازلت أعرف أن العمر الذي يمر سريعاً في الشارع الخلفيّ للمقهى.. عمري وأن ما أحتسيه في دمي إجابةٌ مبتورة الأطراف.
فتحت الباب فكان: " على بابي خسارتان وانتصارٌ واحد، ذاكرةٌ تتكىء على كتف يقظة، قصيدةٌ مخلوعة، فرصة أغنية مهملة، ابتسامةٌ واحتمال فم. فتحت الباب فكانت الحرب تهطل من البنادق والأجهزة الذكية. وكان للجنديّ أربع أيادٍ يعود باثنتين ليحتضن بهما أمه بعد الحرب، واثنتان لا تتوقفان عن اطلاق الرصاص يذهب بهما لأمهات الضحايا. فتحت الباب وانا .. " دائماً ما أردت أن أكون خفيفاً خفيفاً كأن لا تكون الأشياء التي لي .. لي كأن تكون الأشياء التي ليست لي ليست لي أكثر .. فتحت الباب وكنت: " سأغرس قيثارة في جيبي لينجو، حانةفي رأسي لينهض، وسيجادلني المطر.. فانتبهي. ستراودنا البداية وسنستهلك الأبد، سنصنع دهشةً ونسميها " أمنا". سأصلّي .. أصلي لأزاداد " أنتِ"، وصلي لنزداد " أنتِ" وسأحبكِ .. فانتبهي." فتحت الباب ديوان الشعر الذي من عتبته ينهال عليك العالم، تكتفي بالقليل الذي يعبر، خيرٌ من أن تعبث بك القصائد الطويلة، إنه ديوان الشعر الذي تكتفي منه بالقليل، بالضروريّ، بلا زيادة أو نقصان، هذا التقشف يفتح لك مخيلةً أكبر من مخيلتك، ديوان الأنا المفقودة، ديوان القلق كأنك حافةٌ يسقط منها الآخرون، كأنك حين تنفض الغرباء عن رأسك تسقط كما لو أنك واحد منهم.
قراءة في كتاب 📖 اسم الكتاب :فتحت الباب فانهال عليَّ العالم "ديوان شعر" المؤلف :الشاعر أحمد الصحيح. عدد الصفحات :٩٠ صفحة. تختلف الذائقة بيننا في كل شي؛ فكيف بالشعر البعض يفضل الشعر الفصيح والبعض يفضل الشعبي، البعض يفضل قصيدة الشعر العمودي وآخرين يفضلون التفعيلة أوشعر النثر، ومع كل الأنواع رغم اختلافها، أحترم جميع الشعراء وأقدر مختلف منتوجاتهم الشعرية، ألا إني لايروق لي الإكثار من شعر النثر، وفي هذا الديوان للشاعر السعودي "أحمد الصحيح" والذي هو مجموعة قصائد شعر التفعيلة القريبة من النثر، مماجعل قراءة الديوان في وقت متواصل مسألة متعبة، وتفقدك الإستمتاع بجمالية القصائد، لعلي أكون مخطئة أو مصيبة، وقد أرجع لقراءة الديوان لأتأكد من رأيي فيه. مراجعتي :بتول علي.
مذهل! "إنه ديوان الشعر الذي تكتفي منه بالقليل، بالضروريّ، بلا زيادة أو نقصان، هذا التقشف يفتح لك مخيلةً أكبر من مخيلتك، ديوان الأنا المفقودة، ديوان القلق كأنك حافةٌ يسقط منها الآخرون، كأنك حين تنفض الغرباء عن رأسك تسقط كما لو أنك واحد منهم".
رائع. التراكيب السلسة التي تُحدث دوياً، و التي " نسيت أن تكون أقل، و لم تقصد أن تكونَ بهذهِ الوفرة"، " سأحبكِ فانتبهي". و يحلو لي بأن أقتبس من الكتاب لأصفه، بأن " هذا الركام في يديَّ ضوءٌ".