لقد مات أو هكذا أحس بنفسه , حين صار يرى حائطا" كبيرا" ورجلا" عجوزا" ضامرا" يتقدم الى الحائط ويرسم بالطبشور الأحمر أبوابا" واسعة, ثم يدعوه بحركة من يده الى التقدم وفتح باب منها إن استطاع. فهناك في الخلف يستطيع ان يرى عالما" افضل. مع ملاحظة هامة لتعريف هذا الوصف " عالم أفضل " , فهو بالتحديد ذلك العالم الذي ترى فيه انك قادر على القيام بشيء , هو العالم الذي تملك فيه دورا" واضحا" ويقدر الاخرون جهدك الذي تبذله. وتشعر انك تساهم في الخير وحصيلة الاعمال الجيدة. هو العالم الذي يغدو فيه تقدم الزمن وبذل الجهد طريقا" معبدة بأتجاه " معنى الحياة ". وهذه كلها أشياء صار " علي يفتقدها أو غير واثق من انه على صلة بها...
أحمد سعداوي : روائي وشاعر عراقي. مواليد بغداد 1973. صدر له : عيد الاغنيات السيئة, شعر, مدريد 2001. البلد الجميل, بغداد 2004, حازت الجائزة الاولى للرواية العربية في دبي 2005. إنه يجلم أو يلعب أو يموت, رواية, دمشق 2008, حازت جائزة هاي فيستيفال 2010, بيروت 39. رشحت روايته فرانكشتاين في بغداد لجائزة البوكر ثم دخلت القائمة القصيرة وفازت بها في العام 2014.
انطباعي عن هذه الرواية مع الأسف ليس إيجابيا بالكامل . قريتها بتأني مع ورقة وقلم ودونت ملاحظات كثيرة تقريبا مع صفحة بعدين صارت كثيرة فتركتها . شخص محشور في سجن ضيق يجد رسمة لسجين سابق عبارة عن باب مرسوم بالطباشير . يبدأ بالحديث مع سجناء يفترض وجودهم معه لكنه لا يسمع ردا . يقصي عدة أشهر ثم يخرج من السجن بمعجزة عفو يتزامن مع احتلال العراق . لانه درس الصحافة الإذاعية فيعمل مذيعا ويتحول الى ظاهرة لانه يسكر ويشتم السياسيين . يتلقى اتصالات من الناس وواحد من هذه الاتصالات من فتاة كان معجبا بها اثناء الكلية وحصل منها على قبلة اثناء رحلة في حديقة الألعاب . هذه الفتاة يحبها صديقه الذي كان معهما في نفس الكلية وتركها ليصبح ضابطا في الجيش العراقي لانه ابوه كان ضابطا وفشل اخوه في ان يستكمل مسيرة الاب لانه غير مؤهل طبيا . الراوي يطرح نفسه مثقفا وهو محور مجموعة مثقفين يتفقون على موعد للانتحار لكنهم لا يقومون بذلك . هناك شخص يعمل مديرا في الاثار يلتحق بمجموعة المنتحرين لكي يقنع ابن جاره الوحيد بترك فكرة الانتحار ولكن هذا الرجل الستيني يصبح عضوا في المجموعة وصديقا مقربا من الرواي ثم تحصل مفاجاة عندما يأتي موظف قديم في الاثار ويعرض جرة اثرية سومرية مكتوب عليها رموز سرية يقوم مدير الاثار بفك شفرتها ويكتبها في دفتر اسود صغير وهي عبارة عن تعويذات للخروج من حياة ودخول حياة اخرى . لحد الان الأمور جيدة جدا ولكن تضيع القصة وتصبح غامضة عندما نخرج من حلم وندخل في اخر على طريقة العديد من المسلسلات التلفزيونية والافلام السينمائية التي ربما تأثر الكاتب وحاول إقحامها في الرواية فبعضها كان موفقا وبعضها كان غير مترابط مع الأحداث . هناك مشاهد كوميدية مضحكة خاصة التي تتحدث عن رئيس الوزراء والحكومة جعلتني اضحك كتبها المؤلف بطريقة مدهشة
حاول الروائي اضافة عناصر تشويق واثارة جنسية ولكنها جاءت بشكل مبالغ فيه ووقع المؤلف في التكرار الذي يسبب الملل وحاول ان يحشر افكارا لكنها سبق طرحها مرات كثيرة وليس فيها ماهو جديد.
بعد الصفحة ١٢٠ فقدت الرواية خيط السرد وصارت مهلهلة تفتقر للترابط والتشويق فاضطررت لإكمالها فقط لانني وصلت منتصفها لم تكن النهايات موفقة . للأسف لم اقرا للكاتب سوى هذه الرواية ولا أستطيع ان اقيمها مع ما سبقها ولكن للجهد المبذول فيها ولبعض الصفحات الجميلة خاصة في شخصية ليلى سأعطيها ثلاث نجوم وأتمنى ان اقرا للكاتب رواية جديدة مع ملاحظة الملل الذي اصابنا من الروايات الكئيبة التي تتناول الموت والحرب والقتل .
اقتباسات
مهما كانت حياتنا خربة فلا بد أنها تحوي لحظات" جيدة
" كل شخص يصرخ بأنه حر فهو مجنون أو أحمق. نحن نتاج العلاقة الشائكة بين كينونتنا الخاصة و إمكانات هذا العالم "
لا أشعـرُ أنني نسـيتُ الله في يـومٍ مـا، فإن لم أكـن أمضي على أوامـره ونـواهيـه بشكـل كـامل، فعـلىٰ الأقـل أنـا أشعـرُ بالذنـب تجـاهـه حين أُخطئ، ولا أرغــبُ أن يُحـاسبني على أخطـائي سـوىٰ الله نفسـه.
"نحن الذين نمنح الاشياء قيمتها" هناك حيث قذفتنا الحياة اول مرة ، من هنا بدأنا نجمع عوالمنا قطعة قطعة كمن يحاول اكمال احجية ، نبدأ بالتعرف على الاشياء نربطها بحدث ما لنمنحها قدسيتها ، الطاولة ، الجدار ، المنزل ، المدرسة .. ورغم اننا غالباً نمتلك الاشياء نفسها لكنها تختلف باختلاف نظرتنا لها ، في كل مكان نرسم لنا عالماً بتفاصيله ولأنه من المستحيل الحصول على عالمٍ مثالي ولأن الانسان غالباً يعتقد أن ما ينقصه هو سر سعادته المفقودة ، فأننا غالباً نظل نجري من عالمٍ إلى عالم ، نغلق ابواباً ونفتح باباً باحثين عن ذلك "العالم الأفضل" الذي غالباً لا نجده ابداً .
من الرائع أن نفكر أننا لا نشغل هذا الحيز الضئيل من الكون العظيم وان حياتنا اوسع من أن تنقضي في عالمٍ واحد ، ربما فعلاً هناك نسخاً اخرى لنا ، ولعلنا عشنا عوالماً أخرى دون أن نشعر او لعلنا لم نعشها بعد ولهذا ربما ما نخسره لا نخسره فعلياً وانما هو فقط تسرب منا لعالم آخر ، احلامنا ، اشياؤنا المفقودة ، ارواحنا .. ربما كل ما نظن أننا فقدناه ينتظرنا في عالم آخر . " العالم الذي نتخذ فيه نحن القرارات ولانتركها للأخرين هو العالم الذي نصنعه بأيدينا ونتحمل مسؤولية صناعته ، انه العالم الموجود دائماً في كل العوالم "
كل ما ذكر يبدو جميلاً إذ إن الامر سهل حين نتحدث عن صناعة هذا العالم الافضل وعن سهولة ايجاده ، ولكن عندما يكون الانسان محكوماً ببيئته ، تقاليده ، معتقداته و بكل ما هو محيط به ، يبدو الامر اكثر تعقيداً ، ويبدو هذا العالم كخرافة صدقنا بها ونسعى دائماً بكل ما نملك لتوفير ظروف تحقيقها وربما نظن احياناً أننا قد وجدنا هذا العالم المنشود ، لكننا في الواقع استسلمنا للوهم .
هذه ليست سلبية انما هي حقيقة عبثية الحياة وتفاهتها سواءاً كانت بعالمٍ واحد أو سبعة عوالم كل هذا لا يهم طالما نحن لا نختار وجودنا فيها ، نعم ربما نحن مخيرون في امور كثيرة لكن كل ما نحصده في حياتنا هو نتيجة هبوطنا الأول على الارض اين هبطنا ولماذا ومن اختار هذا المكان وهذا الظرف لنا كل هذه الامور هي التي تحدد مصائرنا وليس لنا يدٌ في اختيارها ، ثم نبدأ بمحاولاتنا لتجميل وتقبل مالم نختره اصلاً لنرسم عالمنا الذي نحلم به ، لكن كل هذا بلا جدوى لأننا نولد بقيودنا ولا يمكننا أبداً أن نتحرر منها. "كل شخص يصرخ بانه حر فهو مجنون أو أحمق نحن نتاج العلاقة الشائكة بين كينونتنا الخاصة وامكانات هذا العالم الشارع والحي السكني والطقس والنظام الاجتماعي والسلطة السياسية، والمطبخ الشعبي والاغاني وطرق التفكير بالحياة والكون ومغزى كل شيء،هي امور قدرية تحاصرنا من كل اتجاه ،وما ذاتنا الا منطقةوفارغة لامعنى لها ،تكون بلون وشكل محددين ،حسب الموقع الذي تشغله داخل هذه الخلطةالمعقدة."
ربما "علي ناجي" ايضاً ادرك هذه الحقيقة بعد ان طاف العوالم السبعة ولهذا غط في نومٍ عميق لم يحظ به من قبل.
عموماً اعتقد أن فكرة الرواية جميلة ولكنني للأسف لم اتمكن من عبور باب الطباشير ربما لأنني لم اتمكن من قراءة التعاويذ السبعة جيداً أو ربما لأنني لا اؤمن بها اصلاً ، أظن أن هذا الباب سيعبره اولئك المؤمنين حقاً بوجود "عالمٍ افضل" ، أما انا فأكتفيت بالنظر للعوالم من وراء الباب ولهذا ربما كانت رؤيتي لها ناقصة وربما فاتني أن ارى هذه العوالم بزواياها الصحيحة وابعادها المعقولة ، لكنني اعتقد أنه كان من الممكن اختزال صفحات هذه الرواية لتكون اكثر سلاسة وتقبلاً وربما اكثر تماسكاً و اقل فوضوية.
تسير رواية باب الطباشير في خطٍ واحد ، لم اتلمس ذروةً فيها ، القفز بين الازمنة مشتت جداً وفوضوي تماماً كما "فرانكشتاين في بغداد" و"انه يلعب أو يحلم أو يموت "، قد يكون هذا اسلوب سعداوي وما يميزه عن غيره ولكنني شخصياً انزعجت منه في ثلاث رواياتٍ له .
كان من المزعج جداً وجود عدد كبير من الاخطاء في الطباعة ، لكن تضمنت الرواية العديد من المقتطفات الفلسفية الجميلة والعميقة جداً التي تجعل القارئ يغفر كل ما يمر عليه من اخطاء في الرواية . - الغلاف انيق جداً بكل تفاصيله الصغيرة ، واحببت اهتمام الكاتب بتقسيم الرواية بشكل سباعي من ناحية الفصول واجزاء الفصول بالتزامن مع العوالم والتعاويذ السبعة .
قررت ان لا أتقرب من عالم احمد سعداوي الفنتازي من الان و صاعداً بعد قراءتي لهذه الرواية التعسة ، للاسف لم يحاول السعداوي ان يطور أسلوبه وياتي بشيئ جديد مبتكر و هو الحاصل على البوكر - سواء بالصدفة او الاستحقاق - لروايته ( فرانكنشتاين في بغداد ) .
الرواية تفتقر لبناء الشخصيات و الانتقال بين الازمان ، فمن حيث الشخصيات لم التمس شخصية جديرة بالاعتبار للإشارة لها ، المذيع علي ناجي و شقيقة الأصغر عمار و عالم الاثار واصف عبد المحيي و شقيقة الأصغر رافد . و من حيث الانتقال بين الازمان لم يفلح الكاتب بتقديم سرد محكم متسلسل او مفهوم للقارئ .
فكرة الرواية مبنية على الانتقال من العالم الحقيقي الى عالم خيالي افتراضي يتكون من سبع عوالم او طبقات يسمى عالم السديم ، بوابة الطباشير تتيح التنقل عبر العوالم السبعة بقراءة طلاسم و معوذات نصوص سومرية .
الكثير من الحشو الفضفاض و الفصول الزائدة التي من الممكن الاستغناء عنها دون التأثير على الرواية ، شخصيات محدودة في الرواية تلعب ادوار مختلفة في كل فصل تحتفظ باسمهائها و تلعب ادوار مختلفة ، ليست فقط الشخصيات و حتى مدينة ديترويت ما سلمت من هذا العبث السعداوي ، تارة يشار اليها بأنها مدينة صاحب اذاعة الموقف و في فصل اخرى مقر لاتحاد تجمعات عراقية تحكم العراق ، وتارة اخرى مدينة يقيم فيها اولاد ليلى .
ومن الجدير بالذكر ، أشار المؤلف الى تاريخ الانتحار لرئيس جمعية المنتحرين علي ناجي و رفاقه في الفصل الثالث وحدده بنهاية الألفية ( كانون الثاني/ ٣١/ ٢٠٠٠) ، و الأصح هو شهر كانون الاول و ليس الثاني وفق التقويم العربي السرياني لأشهر السنة ، لان كانون الاول هو اخر شهور السنة و يسبق شهر كانون الثاني ، وهذه مسالة من البديهيات يا سعداوي .
استعمل المؤلف تقنيتين في الكتابة وهي سرد الخطابة و سرد لسان المتكلم ( المينولوجيا )، و لم يقتصر لسان المتكلم على شخصية واحدة و إنما على عدة شخصيات خصص لكل منهم فصل مفصول و قائم بذاته . ففي الفصل الاول كان لسان علي ناجي عند دخوله المعتقل ، و في الفصل الرابع صوت الممرض العجوز محمد سدخان و هو يكلم علي في غيبوبته ، وفِي الفصل التاسع صوت ليلى عشيقة علي ، وفِي الفصل الحادي عشر صوت واصف من عالم اخر و شخصية مختلفة . لكن من الأمور الغريبة و الملفتة للنظر ، الفصل العشرون ( بريد الموت ) جاء سرداً على لسان شقيق المنتحر احمد داخر ، و يختتم الراوي قصته بمقتله على يد اخوه المؤذن ، و كيف للسعداوي ان يسرد وقائع حال على لسان قتيل مسبقاً .
الخلاصة ، بوابة التباشير هي بوابة عبور بين عوالم سبعة تختلف حياوات أشخاصها بحسب مستوى ترتيب العوالم ، لا وجود لفكرة تناسخ الارواح هنا إنما التجوال بين عوالم سبعة ، نصوص سومرية استخرجها عالم الاثار وصفي من جرة اثرية ، حاز عليها او استولى عليها بعد الانفلات الأم��ي الذي أعقب انهيار النظام عند دخول الأمريكان لمدينة بغداد ، او قام وصفي بتأليفها .
من أجل أن تكون رواياتنا “متعددة الأزمنة”، وبمسحة وجودية، يجب أن نتقن مهارة الانتقال المفاجئ، فن التكاثف، وإلا، سقطت في فخ طويل بلا نهاية. ميلان كونديرا .
بالفعل لقد سقطت ( باب الطباشير ) في فخ طويل بلا نهاية ، لانها افتقرت لمهارة الانتقال السلس ولفن التكاثف . من حقك كروائي ان تحمل روايتك افكارك واحلامك وخيالاتك وسيناريوهاتك وتعريفاتك لكل شي لكن بشرط ان تستطيع دمجها في بنية الرواية . لكن المؤلف هنا اقحم كل شيء في حوض سيارة كبيرة دون ترتيب واضح يساعد على تفريغ الحمولة بشكل منظم . بدا من مكان مغلق وانتقل الى عالم الواقع وذهب الى الحلم ثم خرج الى الواقعية المفرطة ثم ركب سيناريوهات فوق الواقع ثم محاها وركب غيرها واختلطت علينا الأمور في لجة لا قرار لها . للأسف لم يتعلم الكاتب من ملاحظات القرّاء على روايته السابقة وقد كتبنا له هنا في هذا الموقع : يا أستاذ الفكرة جميلة ، الخارطة ممتازة لماذا تبني عليها بيتا قبيحا . لكنه يريد ان يكتب لمغازلة اوضاع القاريء العراقي ومحنته السياسية بنفس الوقت يستخدم لغة يريد لها ان تستدرج القاريء المثقف ويخلطهما في ( معصرة وطنية ) على حد تعبيره من اجل انتاج عصير ليمون بلا طعم . كان بامكانه اختصار روايته الى 150 صفحة فقط لكي يحافظ على تماسكها ومنعها من التداعي والانثيال الذي له اول وليس له اخر . لست سعيدا واقولها بمرارة كنت انتظر عملا أدبيا يتناسب مع الضجة التي احدثها الكاتب واستنفر لها كل صداقاته وعلاقاته واسمه البوكري . هذه اخر مرة اقرا فيها رواية عراقية حتى لو فازت بنوبل لقد تعبنا ونحن نرجو منكم لبنا لكن ابقاركم هزيلة يا سيدي . شخصية عبد العظيم وترأسه الحكومة شخصية كارتونية وشخصية آصف مصطنعة بالكامل لا جذور لها في الواقع رغم ان الكاتب منحه وصف وظيفي واقعي كمدير في المتحف العراقي . شخصية بان مشوشة وشخصية ليلى هي الأكثر نضوجا . اما باقي الشخصيات فهي بدون ملامح بما في ذلك علي ناجي الذي من المفروض هو البطل ومحور الأحداث . التعويذات السومرية ولعبة تداخل العوالم صارت مستهلكة يا أستاذ .
رواية مشتتة ومتعبة في تفاصيلها فيها جهد كبير ولكنه جهد بدون نتيجة تستحق هذا التعب ما اعرف السبب في الخوض في كل هذه السيناريوهات الشعبية أليس من واجب الكاتب ان يرتقي بالقراء أم انه مثلهم ولا يحمل اي جديد لهم مع كل الأسف الكاتب لم يوفق في هذه الرواية التي تحدث عنها البعض وكأنها من روائع غاليانو
من حق أي قارئ التأويل لما يقرأهُ وبيان رأيه ولا أحد يستطيع منعه من ذلك سوى كانت القراءة بعيدة أو قريبة من مقصد الكاتب والرأي سوى كان سلباً أم إيجاباً، وللكاتب الإيطالي أمبرتو إيكو رأي في ذلك حيث يقول: [وما يعزّي المؤلف أكثر هو أن يكتشف قراءات لم يفكر فيها ولكن قراءه اقترحوها] فالقراءة المختلفة لكتاب ما، حسب رأيه [عندما يكتب المؤلف نصا لمجموعة من القراء فهو يعرف أنه سيؤول لا حسب قصده بل حسب استراتيجية معقدة من التفاعلات تشمل القارئ وتشمل معرفته باللغة كتراث إجتماعي] أي لم تأتي من عدم وعبثية القارئ وإنما تأتي من ترسباته الفكرية والثقافية، فمثلاً عندما ينبهر أحدهم بقراءة رواية ما، بديهياً لأنه لم تمر عليه أحداث وتفاصيل مشابهة في رواية مسبقة كان قد قرأها، ولاسيما عندما تكون منسجمة مع توجهه، في حين نفس الرواية تجدها عند الآخر مجرد رواية عادية جداً، لأن محتواها قد مرّ عليه مسبقاً في روايات كثيرة فما من جديد يُذكر، لذلك على الكاتب أن يتحمل كافة القراءات و الآراء بالتأكيد الموضوعية منها، فهو لم يكتب لفئة دون أخرى وعليه تفهم ذلك. وكما يقول إيكو مرة أخرى [إن من واجب المؤلف أن يموت بمجرد الإنتهاء من كتابة عمله حتى لا يعكر مسار النص].
تحت عبارة [سبع تعاويذ سومرية للتخلص من هذا العالم]، تحاكي رواية أحمد سعداوي الجديدة المعنونة بأسم [بابُ الطباشير] بمحتواها العام الوضع العراقي ومتغيراته ومايدور في خلجات أغلب العراقيين إلا وهو التخلص أو إيجاد حل مما هم فيه بتساؤلات وتصوّرات وحلول يعتقدون بأنها نافعة، لذلك سيجد الكثير بأن هذا الأمر شائع ويتداوله الناس في أحاديثهم اليومية فلا جديد لمن يبحث عن جديد، لكن ربما كان لكاتبها رأي آخر كأن تكون روايته هذه وقبلها [فرانكشتاين في بغداد] كوثيقة تاريخية تعبّر عما حدث للعراق للأجيال القادمة، أو لم تكتب لعراقيي الداخل حصراً وأنما للمغتربين منهم ولغير العراقيين من عرب وغيرهم ليكونوا على مقربة من تفكير العراقي.
بأسلوب فنتازي يُدخل الكاتب بطل روايته في عوالم مختلفة مبنية على تساؤلات ماذا لو؟ وفي كل عالم من عوالمه أحداث مختلفة عن الآخر محاولاً إيجاد العالم الأفضل الذي من الممكن أن يُريح بطل روايته من معاناته في عالمه الحقيقي عن طريق شعوره بالسعادة بعمل شيء ممكن أن يحتذى به أو عن طريق إسعاد الآخرين، فعلي ناجي بطل الرواية مذيع يعمل لدى أحدى الإذاعات، له ماضي شأنه شأن غيره من بني البشر، يكمن في محاولة الإنتحار وإنشاء جمعية للمنتحرين لم ينتحر سوى واحد منهم، بفضل الدكتور واصف عبدالمحيي وهو عالم الآثار والسومريات الذي يدخل لجمعيتهم لإنقاذ أبن جيرانه، حيث تتوطد علاقة علي بالدكتور واصف من خلال لقاءاتهما في بيت الدكتور الذي يتخذه أعضاء جمعية المنتحرين كمقر لهم، فيهديه قُبيّل وفاته دفتراً صغيراً بجلد أسود قائلاً له: هذا دفتر الأبواب السومرية هذا هو الكتاب المقدس لخلاصك، فيدخل البطل في العوالم تبعاً لتلك التعاويذ بعد محاولة إغتياله نتيجة إنتقاده وشتائمه ضد أفراد سلطة [بعد ٢٠٠٣] الحاكمة في برنامجه الإذاعي.
يدخل علي عالم تكون أحداثه عبارة عن تنحي صدام عن السلطة لأبنه قُصي عن طريق إنتخابات شكلية يفوز بها بالأغلبية الساحقة، فتتوالى الأحداث الناتجة عن هذا التغيّر.
ومن هذا العالم إلى عالم آخر يحدث فيه إنقلاب بعد غزو الكويت بعدة أعوام ويُنصب شخصية معينة تكون غير كفوءة من قبل القوى الخارجية بمنصب رئيس وزراء بحكومة بغداد المناظرة لحكومات أخرى قد قامت في تكريت والحلة وكويسنجق حيث يُقتل صدام من قبل مساعده الخاص وأيضاً تتوالى الأحداث والإنقلابات التي يجسد فيها الكاتب الصراعات الطائفية والقومية حتى وأن تغيّر السيناريو.
وإلى عالم آخر ربما يتمناه الكثير من العراقيين أن يحدث واقعاً إلا وهو حصول إنقلاب عسكري من قبل الخط الثاني لضباط الجيش العراقي على سلطة [مابعد ٢٠٠٣] حيث يحتجزوا عن بكرة أبيهم بسادتهم وشيوخهم بجميع طوائفهم في سجن المطار إنتظاراً للمحاكمة، لكن للغرب ومصالحه حديث آخر.
ومن هذا العالم إلى عالم تشتد فيه الحرب الأهلية مُعلنة عن بقاء سبعة ملايين عراقي فقط في أرض العراق معظمهم عقائديون، فتتشكل حكومة تحت مسمى إتحاد الشركات من قبل المغتربين لإدارة شؤون العراق من الخارج ولسحب الشرعية من الشعب المتواجد داخل العراق،لأنهم لا يعرفون مصلحتهم ومصلحة العراق، وكيفية إدارة حكومة الإتحاد هذه البلاد ودورها في إستمرار الحال كما هو عليه لمصالحهم الذاتية، فيكون دور علي في هذا العالم عبارة عن قارئ للتعاويذ التي عن طريقها يتم إخضاع الآخرين وإنهاء حياة من هم ليس مرغوب بهم.
وبعد التجوال في هذه العوالم يفوق علي من غيبوبته مستسلماً للواقع الذي يعبر عنه بالعالم السابع الذي يجب أن نتخذ به القرارات بأنفسنا ولا نتركها للآخرين، مستذكراً التعويذة التي تقول [إسبح مع الزمن. لا تتعلق بالأشياء. قدِّر الزمن لأنه ينقضي ولايمكن استرداده].
ومن الموضوعات التي تخلل العوالم: البحث عن معنى السعادة وكيفية تحقيقها فيحاول الكاتب أن يجسدها بالقيام بدور واضح يقدره الآخرون أو يسعدون به، إضافة إلى علاقة التمرد في العيش والحياة الرتيبة التي يجسدها الكاتب بعلاقة علي وأخيه عمار، الذي يكتشف عن طريق غيبوبة أخيه باب الله الذي يتشكل قطعة قطعة بالإستعانة بالديانات والمذاهب الأخرى كما يرمز لها الكاتب.
ما انت في الحقيقة ؟ وما هو الجوهر الذي يشكل شخصيتك ؟ هل هي مجموعة الحقائق الواقعية التي تشترك بها مع الاخرين؟ هلي هي اللغة والعادات والتقاليد والاعراف والقواعد العلمية والعملية تشير على ضوئها ، وتعرف من خلالها ابعاد عالمك الواقعي ؟ انها اشياء تشتغل عند الجميع ، ولا تعطي خصوصية لك عن غيرك . انها الروبوت الداخلي في كل انسان. والروبوت لا يحدد هوية الانسان . ما يحدد هويتك هي اوهامك الشخصية ، ذلك السائل الخيالي اللزج الذي يتخلل في كل ذكرياتك ويعيد سبكها في وعاء الاستذكار واعادة التخليق والخلط . احباطاتك ورغباتك ، ذكرياتك الحميمة والسيئة . ما فشلت في تحقيقه ، وما تطمح اليه . ان الغالبية من هذه الاشياء هي اشياء غير واقعية ، اما لم تحدث بعد او فات اوان حدوثها ، ولكنها تشتغل وتؤثر فيك ، بل وتحدد شخصيتك وتفصلك ، في المحصلة عمن يشابهك في ثلاثة ارباع المادة الحياتية ، الفسلجية والاجتماعية والنفسية والتاريخية . م��ذا لو استطعنا وضع هذه الاوهام الشخصية في شريحة ذاكرة . نزعناها من دماغك وحملناها على شريحة الذاكرة . هل ستبقى انت ؟ اشك في ذلك . ماذا لو حملنا هذه الشريحة لدماغ انسان اخر في عالم اخر ، سيكون الامر وكأننا ارسلناك الى ذلك العالم . في المقطع الاخير تتمحور فكرة الرواية ، امكانية انتقال الانسان الى ست عوالم اخرى موازية لعالمنا بفعل سبع تعاويذ وجدت منقوشة بداخل جرة سومرية تم اكتشافها في تل ابو صلابيخ . خلال انتقال علي ناجي بين هذه العوالم السبع يكتشف سبع سيناريوهات مختلفة لما حصل للعراق كلها تنتهي بحرب اهلية واقتتال طائفي ، لتخلف بلد مدمر ينزلق نحو هوه لا قرار لها . كأنها لعنه صبت على العراق . لايمكن تغيير ما محتوم . ذكرتني الرواية بفكرة inception ، لا انكر اني واجهتني صعوبة الفهم في بعض المواضع ، لكن الفكرة جميلة
هكذا يعيش علي وكلنا علي بهذا الوقت نبحث ونبحث وما من باب يفتح ٲمامنا ، كل ما بيدنا ٲن نرسم أبوابا من الوهم لعل ٲحدها يكون له نصيب من الحقيقة باب الله ٲو باب الحب ٲو باب الخروج من العالم. ارسم يا سدخان وٲنا سألج احدها يوما ما
** لمن لم يقرأها بعد أمحِ كل توقع سابق او تقييم مسبق للرواية واقرأها بروية واغرق في عوالمها السبعة سيصيبك بعض او الكثير من الاختلاط في الأمور وتضييع مجريات الاحداث والتسلسل الزمني لكن كل شيء سيتضح في الفصل الذي بعده :)
أحسست انني أشاهد مزيجا بين افلام متعدده inception & shutter island & hanger games خليط عجيب استخدمه الكاتب لكن يبقى مرجعايته واضحة ،،، احمد السعداوي لم يخرج من معطف فرانكشتاين في بغداد ،،، و لم يوفق في هذه الروايه ،،، اعتقد لانني حملته اكثر من اللازم !
احب ان اقرأ لاحمد سعداوي، ولا اعرف لماذا؟ قد اكون متحيزاً لانه من كتاب بلدي المشهورين او لانه يكتب مازجاً بين اللغتين العربية الفصحى والعامية العراقية، لا سيّما الحوارات، وهي الصفة التي اعشقها كثيراً، لا اعرف. لكن جلّ ما انا اعرفه ومتأكد منه ان احمد سعداوي روائي متمكن لا غبار عليه وعلى لغته واسلوبه السلس. الا ان باب الطباشير قد كانت وللاسف دون مستوى طموحي، توقعتها اجمل، اكثر عمقاً، واقل اسهاباً، فما ان اعشق شخصية واتعمق بها او استمتع بحدث معين حتى يقتله الكاتب بحدث عرضي لا داعي منه او شخصية ثانوية يمكن الاستغناء عنها. كان اجمل ما في الرواية هو الفصل العشرون بريد الموت بكل تأكيد، واشبه باسلوب بول اوستر في ثلاثية نيويورك، فقد اعتبره اروع ما كتبه سعداوي في الرواية، وفي نظري المتواضع لو كانت الرواية تبدأ باخ امير داغر وتنتهي بعلي لكانت تستحق النجمات الثلاث قطعاً. اما موضوع الانتقال بالازمنة عموماً فلم اجده موفقاً ابداً؛ فالموضوع مكرر ومتهرئ من روايات ك butterfly effect و the man in the high castle و what never happen وغيرها الكثير مما لا اعرفه. لكن الموضوع يعتبر عموماً سابقة لا يمكن الاستهانة والتقليل من شأنها لكونه لم يطرح من قبل بنسخة عراقية.
ملاحظة؛ اتمنى في الطبعة القادمة ان يغير من كانون الثاني الى كانون الاول في الفصل الثالث، كل الحب والتوفيق في اعمال اجمل واروع وامتع
This entire review has been hidden because of spoilers.
لم يأت سعداوي بجديد في مجال الخلق الادبي، انتقالات الازمنة مع تفاصيل كثيرة، افتقدت البعد الانساني والاعتمالات النفسية، بصورة عامة رواية جيدة ولكن ليست بمستوى فرانكنشتاين
ما هو تصوّرنا عن مفهوم الرواية؟ لماذا يتصوّر البعض أن الرواية يجب أن تُشبه قصص جدّتهم أو قصص الأطفال التي تقرؤها لهم امهاتهم؟ يريدون رواية متسلسلة ولا تحتاج لأي تفكير او متابعة
أحببت فكرة "فرانكشتاين في بغداد" ولم يُعجبني السرد فيها، ظلم فيها سعداوي الفكرة كثيراً أحببت باب الطباشير، فكرةَ وسرداً، أحببت أنها من الروايات التي تجعلك تُشارك وتربط بعض الأحداث في بالك -على الرغم من قلّتها وسهولتها إلاّ أنها تبدو قد اعيت الكثيرين وجعلتهم يصفون الرواية بانها غير مترابطة او ماشبه، بدلاً من كونك مجرّد مُتلقي-، كيف يدور فينا الكاتب بين عوالم علي ناجي وكيف يمزج خياله مع واقعه كل شيء جيد تقريباً، البداية التي تجعلك تصبر حتى تكشف الرواية عن محتواها الحقيقي، تسلسل الأحداث بين العوالم والإنتقال بالأفكار بينها دون نسيان عالمٍ ما بسبب جديّة السرد
"خلال عشر سنوات شاهد علي أن "معصرة" الآلام الوطنيّة لم تتوقف وكانت تستمر بعملها بكفاءة،. صارت هناك أنواع من الليمون، تتوزع بين گلّ طائفة وعرق وجمعةٍ عراقية. والكلُّ صار يتراشق بحمض الآلام، ويحرقون أعين بعضهم البعض الآخر خلال التراشق. وبعضهم يرفع وعاءه الشخصي من العصير كي يقدّم الدليل على أنه أكبر وأغزر من ليمون الآخرين"
"كان الشعور بأنه يرجع إلى صورته كشخص عادي مريحاً بالنسبة له، ولكنه شعور غير واقعي، لا أحد يدخل من باب ليعود ويخرج منه مرّة ثانية، إننا نعبر مراحل وتجارب ونتغيّر خلال ذلك ولا نغدو أنفسنا التي رأينا صورتها في المرآة ذات مرّة. إننا نتحوّل، وصورتنا الجديدة لا يمكن تحطيمها أو الإنسحاب منها والعودة إلى صورة قديمة. إنه ليس أمراً إختيارياً، ولا يتعلّق بالمزاج والرغبة، وأبسط مثال على ذلك هو الهرم والشيخوخة"
في روايته فرانكشتاين في بغداد لم اقرا سوى الاربعين صفحة الاولى و انتابني الملل ، اذ لم اكملها رغم ما سمعتُ عن النهاية المختلفة الجميلة لل "شسمه" ..
لابد ان الكاتب تدارك ماوقع فيه فيما سبق ، و جعل فصول "باب الطباشير " الاولى براقه جذابه ، تزهو بك الى اعلى رغبة في مواصلة الكتاب ،
لكن بعد الافصل القليلة الاولى ، سرعان ما تنتهي الروايه واقعيا ، حيث تتسارع الاحداث و تُقتَل و كأن لقطة تصلح لنهاية فيلم !
اذ فرّ من مشكلة المقدمه ، ووقع في خطا صياغة اطار الروايه كله ..
اذ ما تبقى من 200 صفحة تقريبا ، لا اجزم انه غير ضروري بل سوى ترتيب و - حشو - ! يعني فصول طويله لا يتكلم فيها سوى عن ما يتخيلهُ علي وهو مُغمى عليه في غيبوته ، لا شيء جديد ..
اذ لم يكن الغرض الاساسي من كتابة باقي الفصول براق بقدر ما هي الفصول الاولى .. رغم انه لم يخلو من مواضع لامَست مخالجات الشارع العراقي ، و اخرى رومانسية اباحية احداثها بعيده كل البعد عن هذا الشارع اذ تُرى في المسلسلات التلفزيونيه فقط ، اذ ربما كان يُتابع ملسل ما حين كتب الرواية ..
كما لا تخلو الرواية من ((عناصر التشويق)) التي كانت جميلة و لطيفه احيانا تًفشي و توعز الصفاء النفسي حين تجدها وانت تقرا مختبئه بين السطور ،
و احيانا اخرى مُفزعة مخزّية خجلتُ من قراءتها ،اذ لم اتخيل بعض العبارات و هي تُكتَب في سطور رواية او كتاب ادبي ..
فكرت كثيرا قبل ان اكتب مراجعة عن هذا الكتاب، ربما لأنني ارفض ما يقوله عقلي او ربما قلبي عن انه لا يعجبني! قرأت نصفه ليلاً في ايام كان فيها النوم صعباً و النصف الآخر خلال انتظاري في اروقة المستشفيات! الرواية لا تخرج عن قالب كل الروايات العراقية الحديثة رغم ان الفكرة التي وراءها مبتكرة ، مع هذا لم يستطع سعداوي الخروج من الجو الروائي العراقي العام. الانتقال بين العوالم كان يحدث بطريقة بطيئة و ركيكة رغم ان السيناريوهات المقترحة للمصائر العدة التي يمكن ان يؤول اليها الوضع السياسي و الاجتماعي في العراق و ايضاً شخصيات الرواية كانت متقنة و متنوعة. العدمية التي يتصف بها بطل الرواية و افتقاره للفضول ضيّع الكثير من التفاصيل ، و قد يكون الامر متروكاً لخيال القارئ، لا اعلم.. تطرح الكثير من الاسئلة عن كيف يمكن ان يتأثر مصيرنا بمصير كل الاحداث في العالم، عن امكانية عقولنا على خلق عوالم توهمنا بالعيش فيها هرباً من الواقع الاساسي، كذلك هل هناك وجود لهذا الواقع اصلاً؟! لا زلت لا املك جواباً ل هل تروقني الرواية ام لا لكنني حتماً سأقول لك ان تقرأها!
انها ابواب من الطباشير على اي حال, يمكن ازالتها دائما" بالسرعة نفسها التي رسمت بها
تبدأ احداث الرواية عندما نجد " علي ناجي" بطل قصتنا مسجون في احد سجون النظام السابق يلاحظ باب مرسوم على الحائط بالطباشير وبعد خروجه من السجن بعفو رئاسي واحتلال العراق عام 2003 يعمل كصحفي مهمته الشتائم ونقد الاحزاب الحاكمة.. وبعدها نلاحظ عدة نسخ من علي في عدة عوالم وهن ست عوالم اما السابع فهو العالم المثالي الذي لم يستطع علي الوصول اليه
خلال القصة نتعرف على شخصيات محورية وهي ليلى صديقة الدراسة وحب علي , الدكتور واصف عالم الاث��ر وصاحب فكرة التعاويذ السومرية وصديق علي , عمار اخ علي الأصغر الذي دائما مايحاول اخراج علي من مأزقة وسدخان الممرض وعبد العظيم الصديق والزعيم لاحقا" فكرة الانتقال بين العوالم جميلة وخلق ازمنة واحداث افتراضية لواقع العراق شيئ جميل خصوصا" في العالم الخامس هناك ارباك في منتصف الرواية احسست نوعا" ما بالضياع وقررت اعادة قراءة الجزء الاول وبعدها اكملت الرواية على الرغم من بعض الهفوات الطفيفة وبعض الايحاءات الجنسية التي لم اجد لها داعي فأن الرواية جميلة وتستحق الوقت والمال لشراءها انصح بقراءتها بالتأكيد. هذه بعض الاقتباسات ونشرت اقتباسات مصورة في حسابي على الانستكرام
" الذي يتعلق بالامل يمكن ان يغدو مجنونا" في سبيل الا يفقده "
" العالم السابع هو ذلك الذي نتخذ فيه نحن القرارات ولا نتركها للأخرين. هو العالم الذي نصنعه بأيدينا ونتحمل مسؤولية صناعته. انه العالم الموجود دائما" في كل العوالم لا نراه غالبا" بوضوح أو لا نعترف به "
أن ترى عملًا أدبيًا يُصيبك بحالة الخمول فاقدا الادراك بما حولك مستغرقا التفكير بعوالم أخرى متنقلًا وكأنك طيرًا من عالم الى آخر فأعلم أنك أمام ساحرًا يجيد فنّ اللعبة بأمتياز متمكنًا من أدواته ، بما يمتلكه من خيال خصب ومرن وعميق...
الرواية فنتازية بامتياز بل وذهبت أكثر من ذلك في الفنتازيا المشوبة ببعض الواقعية (الخيال الواقعي) كفكرة ' الكميونتي النيو عراقي' او 'ميدان التفريغ الطائفي ' فنجد بعض هذه الفنتازيا حدثت حاليا أو ربما هناك ما ستحدث مستقبلا ،كأن تكون تكهنات لرجل حكيم .
"علي ناجي" المقدم والناقد الجريئ اللاذع في برنامجه في أحد أذاعات بغداد ، يُصاب برصاصه في راسه أثناء ذهابه للعمل ، يدخل في غيبوبه لسبعة أشهر ، متنقلا في تلك السبعة اشهر الى العوالم السبع من خلال تعاويذ سومرية أهداها له صديقه العجوز الدكتور في علم الاثار "واصف" قبل أن يُصاب ، بمساعده الممرض"سدخان" ، يدخلها من خلال باب من الطباشير يَرسمها سدخان على الحائط • ومن الجدير بالذكر كان ذاك هو عالمه الاول • أما العالم الثاني فكان مشروع غزو العراق قد واجه عراقيل في الكونغرس الامريكي٢٠٠٢، في عام ٢٠١٠ تنحى صدام عن السلطة لولده قصي الذي كان منفتحًا على التقنيات الحديثة وإدخال جهاز الموبايل والاطباق اللاقطة للقنوات الفضائية. • العالم الثالث فبعد الـ٢٠٠٣ تَنصِيب شخص"فالح مزيعل" أسميا ليكون رئيس الوزراء ،شاهر حمد الله رئيسًا للجمهورية ، أما خاوا فكان رئيس مجلس النواب ، حيث كانت الدولة تُدار من جهات اعلى وهؤلاء كانوا مجرد دمى تحريك لا أكثر أما علي فيجد نفسه مقتولا نتيجة الحرب الطائفية • العالم الرابع يجد علي نفسه مستشارة لل "الزعيم" عبد العظيم صديق الكلية الذي اصبح فيما بعد ضابط قاد حركة الانقلاب ومن ثم الزعيم • العالم الخامس كان مستلقيًا في مصحة نفسية اثر ادمانه على الثيلكسود نتيجة حادث سيارة ادى بزوجته و طفله الرضيع الى الموت ، وحكومة أتحاد الشركات التي كانت سائده وقتها. • العالم السادس السديم تلتقي الارواح كللها وتتداخل ،تمنح الروح لشقيقتها بعض من الذاكرة تبدو بعد الصحو مجرد احلام غريبة • العالم السابع فلم يمر به علي وكذلك سدخان ولعله يكون العالم المثالي كما يُظنه سدخان او ربما هو العالم الاصلي والواقعي ، هو العالم الذي يتخذ فيه الشخص القرارات ولا يتركها للاخرين اي العالم الذي يصنعه الفرد ويتحمل نتيجة أفعالة وقرارته وهو موجود في جميع العوالم الشي الوحيد المشترك في كل تلك العوالم هي " ليـلــى حميد " البنت اللتي أحبها و رافقته في عوالمه السبعة ، والتي خاض معها تجربة عاطفية مختلفة تماما عن كل التجارب الرتيبة والمملة الشائعة .
فالرواية كانت بحرًا عميقًاوممتلًا بالفلسفة فتكاد لا تخلو صفحة منها من تناول جانبًا من الفلسفة ، في فصل (باب الله ) تطرق الى فلسفة الميثولوجيا والدعاء عند العبد المؤمن حيث نجد "عمار " يلجا الى كل الاديان والطوائف من أجل استيقاظ أخيه علي من الغيبوبة أي انه جمّع قطع باب الله - كما وصفها سعداوي - و من ثم طرقها فسمع الله نداء الباب وخرج لتلبيه الحاجة وهي فلسفة عظيمة هي أن الاله لم يكن حصرا لدين عن غيره بل الجميع يشترك في بناء بابه هذا من جانب أما من جانب آخر فهي دعوه للتسامح وقبول الآخر ونَبذ التعصب..
ينقلك بعدها الى فتره التسعينات و الحدث الاهم في تلك الحقبة والتي أستمرت الى يومنا هذا،الحملة الإيمانية ، وقلب كفة الميزان من حياة المداعبة والاسترخاء والتمتع الى حياة البؤس والصرامة وقتل كُل روح خضرة محبه للحياة ، التي أدت و بطريقة ما الى تحول "أمير" الشاب الوديع عازف العُود،الى شخص نافرًا من الفن والموسيقى والحب وحتى الحياة . وهي حقيقة جهلها الكثيرون ولا يذكروها ، طرحها سعداوي بكل صدق وحيادية ..
كيفما يُكن من الامر فسعداوي طرح عملا أدبيا جديدًا فنتازيًا فريدًا من نوعه الى الساحة الادبية العربية لم يسبقة أحدًا في ذلك .
رواية باب الطباشير بصفحاتها الـ (٣٧٩) للروائي والشاعر أحمد سعداوي -عن دار الجمل للطباعة والنشر والتوزيع
"باب الطباشير" لأحمد السعداوي أنا احب العراق وأعشق جميع تفاصيله وتاريخه ، بل أكاد أجزم أن جميع فناني وكاتبي المفضلين من العراق ، بعد توقف القراءة لما يقارب ثلاثة أشهر بسبب الدراسة كان نصيبي أن أبدأ كتاب يتعلق بالعراق لتنفتح نفسيتي لبقية الكتب وكان هذا ثاني كتاب اقرأه لأحمد السعدواي ، فبعد مراجعتي التي سمتها صديقتي العراقية "قاسية" لفرانكشتاين في بغداد أعود وكلي أمل أن تتغير فكرتي عن أحمد السعداوي. فكرة الكتاب عبقرية ، وأسلوب توصيل الفكرة جميل جدا ومتماسك ، أرى الجهد المبذول في سبيل إخراج الكتاب على ما هو ، بل أظن أن الكتاب سوف يترجم لغدة لغات ويفوز بعدة جوائز لأن الفكرة ببساطة عبقرية وجميلة ، لكن لا أنكر أنني عندما وصلت لمنتصف الكتاب بدأت أشك ، هل فعلا يستحق القراءة؟ هل أنا حقا مستمعة فيه؟ الفكرة جميلة جدا ولكن هل التفاصيل المذكورة مشوقة وتشدني لإكمال قصة علي ناجي ؟ ، وصلت لمرحلة التشوش ولم أعد أعرف كيف للأحداث أن تترابط وهذا هو نقطة الضعف في الكتاب ، خصوصا التفاصيل السياسية التي لم أعد احتمل أن اقرأ حرفا واحدا زيادة لأني ببساطة سئمت من كل تلك التفاصيل ، بدأت اتسائل هل الكاتب سوف يكتب ست سناريوهات سيساية تمثل الستة العوالم المختلفة ؟ لأنه لو فعل لن أكمل الكتاب ، قد يرغب البعض أن يقرأه ولكن لا أرغب في ذلك ، أنا اتطلع لتفاصيل الحياة الاجتماعية في مدينة بغداد وليس خارجها . كما ذكرت في مراجعتي لفرانكشتاين في بغداد أن الكاتب قد خلق صورة سيئة جدا للمجتمع البغدادي ، الرجال يسكرون ويخونون والنساء يبعن أجسادهن "لكل من هب ودب " ، تكرر الموضوع في هذا الكتاب ايضا ، لو حسبنا المرات التي قام الكاتب بها بذكر مشروب او سكر او فقدان الوعي بسبب الشراب لكان عددا ضخما خصوصا اننا نتكلم على شخصيات مسلمة في زمن غابت فيه البارات في المجتمع العراقي بسبب الحملة الايمانية التي قادها حزب البعث، كل هذه التفاصيل تصور المجتمع البغدادي على انه مجتمع منحل ورذيل و انا أأمل أن يكون العكس. كثير من التفاصيل ذكرتني بكتب سنان انطون مثلا وجوده في سجون البعثيين ذكرها سنان في كتابه الأول "إعجام" ، كلية الفنون في كتابه الثاني " وحدها شجرة الرمان" ، ولكن بالطبع هي مصادفات جميلة من تاريخ العراق الغني . شخصيتي المفضلة من كل هؤلاء هي شخصية أخو علي "عمار" ، فصل "باب الله " هو الفصل الأجمل بين جميع فصول الكتاب ، ولربما هو الفصل الوحيد الذي يمكن أن أعيد قراءته ، بساطة الشخصية بانفعالاتها وتفكيرها مؤثر جدا وعميق في المعنى ، قصة الكفاح والعرق هي ما ينبغي أن تنتشر وتسمع لا قصة الاكتئاب والسوداوية التي طغت على الكتاب. في العادة دائما ما تكون الشخصيات النسائية التي تكسر النمط المتعارف عليه هي من الشخصيات المفضلة عندي ، ولكن كرهت شخصية ليلى ، كرهت كل تفاصيلها لم أحس يوما انني ارغب في لقائها بل تمنيت أن "تموت ونخلص منها" ، في حين آخر لم تصلني صورة الفيلسوف علي او النبي بل على العكس وصلتني صورته المغرورة والمعتزة بالنفس بدون أي سبب. اعجبني ان الكاتب ذكر في الفصول الاخيرة التعاويذ القديمة باللغة السومرية وترجمتها للعربية ، مما جعل الكتاب اكثر تماسكا. فكرة عبقرية تنفيذ جميل ولكن هناك مجال للتطور . 3.7/5
أقدم اعتذاري لروح هذا الكتاب 😅 لأن كل مره كنت امر من يمه بمكتبتي واعوفه... اكيد كان يتضايق و يضوج 💔.. اتمنى ان يقبل اعتذاري 💚😁 رهيب كم المشاعر و الاحاسيس الي صورها.. انانيتنا المفرطه.. نكبر و يبقى دائما بداخلنه طفل اناني يحب أن تبقى العابه إله حتى يتملكها وان كان ميحبها.. بس بتراكم السنوات الألعاب تكون الأشخاص الي ننجذب الهم 😉 تصوير أكثر من رائع.. اكيد حيبقي على ناجي، ليلى، الدكتور واصف، عبد العظيم لفتره محفورين بذاكرتي حبيت فكره الأكوان المتوازيه.. يستحق خمس نجمات ❤️ This time Saadawi is my hero 💜
سبعة أبواب طباشيرية ، كل منها يؤدي لعالم مختلف رسمه احمد سعداوي بأتقان ، من خلال سبعة تعاويذ سومرية يقال انها طريقا للخلاص من هذا العالم . "صار يرى حائطا كبيرا ورجلا عجوزا ضامرا يتقدم الى الحائط ويرسم بالطبشور الاحمر أبوابا واسعة " فخلف تلك الابواب قد يرى عالما أفضل ، ليس له " علي " فحسب وأنما لجميع ابطال الرواية وللبلد بأكمله .. بين الباب والباب الاخر والعالم والعالم الاخر تتغير المصائر وتتبدل الادوار.
ففي عالم يقتل وفي عالم يحاول الانتحار وفي أخر ينجو من الموت بوجه محترق مشوه وفي عالم أخر تهشم رصاصة سقف رأسه ويدخل في غيبوبة عميقة ، في عالم يكون مظطهدا سجينا بين أربعة جدران وفي عالم ثاني يأخذ فرصة افضل وفي عالم أخر يكون قريبا من مصدر القرار في بلد على شفا حفرة ، وفي احد العوالم السبعة يكون مجرد الة او برغي في ماكنة تدور بلا هوادة . يقدم السعداوي خلال أبوابه السبعة في الرواية عدة تصورات للعراق وشعبه وحكومته ، فمرة يتسائل ماذا لو لم يتم احتلال العراق عام 2003 ؟ وماذا لو حدثت حربا اهلية بعد ضرب امريكا لصدام وحكومته ؟ وماذا لو وصل المنتفضون عام 91 أسوار بغداد ؟ وماذا لو بقي صدام حيا واورث الحكم لنجله قصي عام 2010؟ وماذا لو تأزمت قضية الولاية الثالثة اكثر وتدخل العسكر عام 2014 ؟
تقسيم للبلاد وحربا اهلية طاحنة واحتلال من قبل الامريكان واحتلال بصورة مختلفة من قبل الشركات الأجنبية المتعددة الجنسيات وكذلك انقلاب عسكري اقل مايقال عنه دموي كل تلك الطرق سلكها السعداوي في باب الطباشير ..
بين تعويذة وأخرى يتبدل مصير علي وليلى ، عبدالعظيم والدكتور واصف ،اخيه عمار والعراق وشعبه وحكوماته المتعاقبة ؟
ولتكون انت في "العالم الأفضل" ذلك العالم الذي تملك فيه دورا واضحا ويقدر الآخرون جهدك الذي تبذله ، وتشعر أنك تساهم في الخير وحصيلة الاعمال الجيدة ، العالم الذي يغدو فيه تقدم الزمن وبذل الجهد طريقا معبدة بإتجاه "معنى الحياة" . ماعليك الا ولوج باب الطباشير ، ولكل باب مفتاح ، ومفاتيح الخلاص هنا ، سبعة تعاويذ سومرية يتوجب عليك قرأءتها لتنطلق بعيدا عن هذا العالم باحثا عن عالمك المثالي . والتعاويذ :
"أن المحظوظ فقط من يصل للهوة السحيقة في ذاته ، ولكن الحكيم من يطيل النظر اليها لا أن يسقط فيها " "أنت محكوم بما تراه عن العالم ، غير ماتراه يتغير العالم " "أن لم تكن لديك القدرة على أسعاد نفسك، فعلى الأقل في بدنك وروحك ولسانك مايسعد الاخرين " "أسبح مع الزمن ، لا تتعلق بالأشياء ، قدر الزمن لأنه ينقضي ولا يمكن أسترداده " "ذوب الموت في الحياة والحياة في الموت حينها ستعرف الطعم الحقيقي لكليهما " "لا تصنع المجهول آلها " " أملأ كرشك وأمتع المرأة التي في حجرك"
کتاب فرانکشتاین در بغداد از این نویسنده قشنگ تره . البته در هر دو کتاب ناامیدی به بهبود وضع جامعه رو نشون داده . اما کتاب قبلی به نظر واقع گرایانه تر بود .
حكاية علي ناجي وأبواب الوهم ورحلته للبحث عن الذات الأفضل في العالم الأفضل . تبدأ قصة علي ناجي ، وهو الشاب المثقف المشغول في عقله عن المشاركة الفعلية في الحياة الواقعية ، لينتهي بحياة أختيرت له ولم يخترها هو . يلجأ فيما بعد لمختلف السبل ليزيح بعضاً من البؤس الكامن في داخله ، يقوم بتأسيس جمعية المنتحرين ، ثم اللجوء للتعاويذ السبع حتى يصل إلى ما يخوله لعبور العوالم السبع والبحث عن العالم الأفضل كي يرى ذاته الأفضل .. ليتيقن في النهاية إنه على إختلاف هذه العوالم الحزن محتوم عليه مادام إن القرارات التي أقيمت عليها حياته لم تكن يوماً له .
مثل هذه الرواية يكون لها جمهورها الذي يقرّ بعبقريتها قبل أن تُقرَأ ، وآراءاً محددة سلفاً وإقراراً بأحقية حصولها على الجائزة الفلانية فقط لكون الكاتب قد حصل عليها سابقاً .. وهذا هو ذات النوع الذي يجدر بك أن تخفض سقف توقعاتك قبل الشروع بقرائته لتفادي الخيبة ولكي لا تظلم الرواية كلّياً بدافع الإحباط .. الرواية جيدة ، ولا شك إن للكاتب نفساً خلاقّة ولكن رأيي هو ذات الرأي في فرانكشتاين في بغداد ، الروايتين مبالغ في تقديرها .. والثناء والتقدير الذي حصلت عليهِ هذه الرواية هي لشخص الكاتب وليس المحتوى .
لم تعجبني طريقة الكتابة والخلط بين العامية والفصحى وعدم إنتظام الأحداث وعدم سلاسة التنقل بين الأزمنة وبين العوالم .. وعلى الرغم من جمال الفكرة إلا إنها قديمة ومكررة ومتواجدة بكثرة وإن كانت الأولى في الرواية العراقية .. يمكنك التنبؤ بسير الأحداث فيها ، لا وجود لعنصر المفاجأة ، الأحداث كلها تسير على وتيرة واحدة باعثة للملل ، ليس هنالك ذروة ولا عقدة ولا شيء يدفعك لأن تكمل الرواية باحثاً عن الحل وأنت تعلم مسبقاً إن لا وجود للحل أصلاً . وأخيراً تنتهي ، كما في فرانكشتاين في بغداد ، نهاية لا تليق برواية بمثل هذا العمق . (رغم إنني لا أعرف كيف كان من الممكن أن ينهيها الكاتب نهاية أفضل.) ورغم كل هذا ، أقرأ هذه الرواية ولا أملك سوى أن أحترم عقل كاتبها وفكره .
*باب الله وباب الحب يشفع للكاتب كل ما ذكرته أعلاه . وهذا الأقتباس أيضاً: "باب الله تجمَّعت أجزاؤه من دعاء كلِّ العقائد والأديان. طرقت أنا على الباب في الوقت المناسب فانفتح."
باب الطباشير روايه طلبتها بلهفه لان كنت منتظرتها وحصلت عليها بطبعتها الاولى .كتبت رفيو عنها مفصل ومسحته هي بساطه ((يعني اجاوز تعويذات والطريق ل سلكه السعداوي حتى يوصل فكرته)) هي مثل واحد گاعد بگهوه ومطروق موضوع العراق وتسمع التحليل عنه من الصغير والكبير وجاهل وعالم وضع كل المقترحات بين اسطر الروايه حتى بعد خمسين سنه لو حدث احدها سيقول كتبته في الروايه هناك ايجابيه واظحه في لغة الروايه هي تعتبر من الروايات العراقيه النظيفه من الالفاظ والكاتب بيها محاول محاولات لان يتعمق بوضوع بحثه يعني محضر درسه زين بس بعده بالامور الطبيه ضعيف ((ماكو داعي تعلق ع GCs))وغيرها لازم تاخذ المواضيع من اهل العلم اصحابها كون مثل غيوم ميسو او لنروح بعيد مثل سنان انطوان شروط ليلى ل زواج من عبد العظيم !!!!!!!!هاي منين رهمتها😑😳😳 بالختام حبيت النصوص السومريه المترجمه والاله وارتعبت من فكرت التايلندي اليضحك وعيونه تصير مثل الخط 😂 وثليكسود ((بعالم الشركات الكبرى)) من انهيتها مااعرف شنو نوع الشعور بس اكو هيج حزن او محبيت النهايه ع الرغم من انو محبيت علي وليلى سوى حتى فكرت ادفع علي بالمطار وي ناياز زوجته صحيح بعد صفحة 120الى عالم السديم تحسن انو انك تايه بالروايه لكن بالنهايه حتفهم الكاتب ومقاصده ووو... الى هنا مااريد ادخل بتحليلاتي سياسيه 🙂🙂
حسناً ، تعبت من التنقل عبر الأبواب الطباشيرية السومرية لسعداوي على مدار الاربع أيام الأخيرة وكنت فيها أتعلق ببطل الرواية علي في كل باب وعالم يدخله وما أن أمسك بمجموعة خيوط ذلك العالم حتى دخل في عالم آخر بات أغرب عن العالم الذي يسبقه وهو في كل الأبواب يجدد محاولة الانتحار الخائبة على جسر الجمهورية ببغداد . العيش بالعراق ضربٌ من الإنتحار .
ما عدا كم فصل ممل نوعا ما الرواية ممتازة ان تجمع النظرة العدمية وموضوع تعدد العوالم فهذا شي صعب بس سعداوي نجح بالتوفيق بينهم السرد ممتع والشخصيات جاذبة وما يحتاج اكول ان الرواية احسن بهواي من سابقتها فرانكشتاين في بغداد الافكار والتحليلات وطيرقة تجسيد هذه الافكار والاحداث كانت ذكية كنت مقرر ان ما اقرا لسعداوي بعد فرانكشتاين بس هذه الرواية غيرت رأيي
أوصي بقرائتها رواية ساحرة في السرد والفلسفة وتحكي واقع العراق تطوح حلولا خيالية لمشكلته أعجبتني الشخصيات وخاصة شخصية علي ناجي رغم رنه كئيب وكاره الحياة