ناصر بن سليمان العمر (ولد 1373 هـ / 1952 م)، عالم وداعية سعودي، من أهل السنة.
أنهى دراسته الثانوية عام 1390 هـ من معهد الرياض العلمي، ثم أنهى دراسته الجامعية من كلية الشريعة عام 1394 هـ. عين معيداً في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بكلية أصول الدين – قسم القرآن وعلومه. ثم حصل على درجة الماجستير من كلية أصول الدين - قسم القرآن وعلومه – عام 1979م 1399 هـ، ثم على درجة الدكتوراه من كلية أصول الدين – قسم القرآن وعلومه – عام 1984م 1404 هـ
عُين أستاذاً مساعداً في قسم القرآن وعلومه عام 1404هـ/1984م، ثم رقي لدرجة أستاذ مشارك عام 1410هـ/1989م، ثم رقي لدرجة أستاذ (بروفيسور) عام 1414هـ/1993م.
عجِبتُ للسبع المثاني...كيف لها أن تشتمل على كل هذه الأصول والأحكام ، الدلالات والوسائل والمقاصد ، القواعد التي بُني عليها المنهج وجاءت كل السور بعدها إنطلاقاً منها ، تبارك وتعالى من جعلها المُبتدىء الدالة على الطريق القويم الموصل له رب العالمين... " إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإٍيَّاكَ نَسْتَعِينُ " 🤍
مقدمة امتنان: "الحمدلله رب العالمين" أولا وآخرا، وظاهرا وباطنا.. الحمدلله الذي وفقنا لحمده، الحمدلله أتلوها مستشعرة فضله علي منذ نفخ الروح في أبينا آدم، مرورا بالنعم التي تغمرني وتحيطني بل تغرقني من كل اتجاه الآن، وأرجو أن تنتهي بقولي إياها في جنة الخلد يوم يقول أصحابها "الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله".. "الحمدلله رب العالمين" على أن وفقنا لتلاوة "الحمدلله رب العالمين" توفيقا امتن به علينا قبل تلاوتها بأخذ الأسباب التي أوصلتنا إليها، و"الحمدلله رب العالمين" على أن رزقنا القراءة، المعرفة، الهدى، وكل نعمة ساهمت في توفيقنا لقراءة هذه الآيات واستشعار معناها، والتلذذ بالابتهال "لله رب العالمين". وبعد: هذا "الكتيب" من خير ما قل ودل وشمل وأوجز في أعظم سورة ! كتيب لن يأخذ من وقتك سوى دقائق، عن سورة أمرت ألا يخلو يومك منها فيما لا يقل عن بضع عشرة مرة كمًّا، وأن تكون حياتك كلها على منهاجها كيفًا.. فهل بعد كل تلك الأهمية لا تفكر حتى بإلقاء نظرة على معناها ومقتضاها؟ الكتيب قصير جدا، وتقريبا تحدث عن الفاتحة وكل ما يدور حولها كفضلها ومعانيها ومقاصدها وما ورد فيها بشكل شامل وموجز، مما أعطاه مزية لأن يقرأ في أي وقت، وكذلك لأن يهدى لأي أحد، فإنه سيكون هدية لطيفة وقيمة لمن أراد أن يهدي.. العجيب يا سادة أني درست واختبرت في المدرسة والجامعة في هذه السورة وتفسيرها وحضرت محاضرات وقرأت في تفاسير وتعلمت عنها في فصول الكترونية وحتى الآن وأنا أقرأ هذا الكتيب أكتشف أن هنالك معان واستنباطات لأول مرة أعيها في هذه السورة، فأي إعجاز وعظمة بعد ذلك؟! هذا مما يزول عجب المرء منه بأن تكون أعظم سورة، والديباجة التي بها افتتح أعظم كتاب، لا تملك إلا أن تذهل حين تراها جمعت أصول الدين والغايات وأسس الشريعة ومختصرا لمقاصد سور القرآن كله في آياتها السبع!
هذا الكتيب أو إن شئت أي كتاب آخر يشابهه في الموضوع فرض عين عليك قراءته، ألا يهمك أن تردد كل صلاة هذه السورة مستشعرا معناها، مستوعبا مقاصدها، خارجا بذلك من الآية التي تصف من لم يفعل ذلك بكونه كالحمار يحمل أسفارا؟ ألم يأن لقلوبنا أن تخشع لما ورد فيها من الحق ولا نكون كالذين طال عليهم الأمد فقست قلوبهم، فأصبحت هذه الآيات العظيمات تردد على عجل، كعمل يومي روتيني نفعله لأننا اعتدنا عليه، لا لاحتياجنا له كفرصة يومية للقاء الله وسؤاله الهداية، للثناء عليه وتمجيده، للتلذذ بالتماس كرمه وهو يقول "هذا لعبدي ولعبدي ما سأل"؟
ابتهال: رباه.. كل يوم يصيبنا الضياع، تحيطنا الغفلة، يغمرنا النسيان، فتجيء هذه السورة لتذكيرنا، لانتشالنا من ضياع الشهوات والشبهات بسؤال وحيد عظيم "اهدنا الصراط المستقيم" هذا السؤال ليس مجرد آية في هذه السورة العظيمة، بل إنه ملخص رحلتنا في هذه الحياة، فهل نحن إلا في طريق نخشى أن نضيع اتجاهاته كل يوم؟ فنتشبث بهذا الدعاء كل صلاة، نلتمس فيه الطمأنينة والسكينة، نجد فيه بوصلة الطريق، نحاول أن نضع أيدينا في الخريطة على طريق "الذين أنعمت عليهم" ، إلا أنا ضعفاء وهناء فقراء دون عونك ، "بك نستعين" يا الله فوفقنا، أرشدنا، ألهمنا، "اهدنا الصراط المستقيم" .. اللهم آمين ❤️
اقتباساتي : - سميت الفاتحة بالسبع المثاني؛ لأن عددها سبع آيات، وهي تثنى وتكرر كل ركعة في الصلاة. - المغضوب عليهم: هم من علموا الحق ولم يعملوا به، وهم اليهود. الضالون: هم الذين لا علم عندهم، وهم النصارى.