فرناندو بيسوا: رسائل ونصوص

by Fernando Pessoa, فرناندو بيسوا, وائل عشري (Editor, Translator)

”تقول المزحة الشائعة إن أهم أربعة شعراء في التاريخ الأدبي الحديث للبرتغال هم فرناندو بيسوا، في إشارة إلى بيسوا ذاته بالإضافة إلى أنداده الشعراء الثلاثة الأكثر شهرة بين الأنداد: ألبرتو كاييرو، ريكاردو رييس، وألبارو دي كامبوس”.
لم ينته بيسوا تقريبًا من أي مشروع كتابة بدأه أو خطط له، وأخذت كتاباته الشذرة كوسيطها الدائم، تحت أسماء عدة ولغات متعددة. لم تكن مجرد أسماء مستعارة، ولا شخصيات أدبية ابتكرها كي يُخفي هويته أو كي يعبر عن أفكار أو وجهات نظر لم يرد، لأي سبب من الأسباب، أن ترتبط بشخصه واسمه. بالأحرى، كان هؤلاء كُتابًا مستقلين عنه، يكتب عبرهم أو يكتبون عبره، لكل منهم رؤيته الخاصة للعالم، وأسلوبه الأدبي، وجمالياته، وأحيانًا آراؤه السياسية والاجتماعية.
فرناندو أنطونيو نوجييرا بيسوا (1888-1935) شاعر وناثر برتغالي. ولِد في لشبونة وقضى جزءًا من طفولته وصباه في جنوب أفريقيا حيث تلقى تعليمه قبل الجامعي. بالإضافة إلى البرتغالية، كتب بيسوا بالإنجليزية والفرنسية. من أشهر أعماله “كتاب اللاطمأنينة” الذي صدرت طبعته الأولى في عام 1982 بعد ما يقارب النصف قرن من وفاته.

Genres: Biography, Portuguese Literature, Poetry

411 pages, Paperback

Published February 1, 2017

About the author

Fernando António Nogueira Pessoa was a poet and writer.

It is sometimes said that the four greatest Portuguese poets of modern times are Fernando Pessoa. The statement is possible since Pessoa, whose name means ‘person’ in Portuguese, had three alter egos who wrote in styles completely different from his own. In fact Pessoa wrote under dozens of names, but Alberto Caeiro, Ricardo Reis and Álvaro de Campos were – their creator claimed – full-fledged individuals who wrote things that he himself would never or could never write. He dubbed them ‘heteronyms’ rather than pseudonyms, since they were not false names but “other names”, belonging to distinct literary personalities. Not only were their styles different; they thought differently, they had different religious and political views, different aesthetic sensibilities, different social temperaments. And each produced a large body of poetry. Álvaro de Campos and Ricardo Reis also signed dozens of pages of prose.

The critic Harold Bloom referred to him in the book The Western Canon as the most representative poet of the twentieth century, along with Pablo Neruda.

Reviews

[Araz Goran · Rating 5 out of 5]

" اليوم لا شخصية لي : لقد قسمت كل إنسانيتي بين المؤلفين العديدين الذين خدمتهم كمنفذ أدبي , اليوم أنا مكان لقاء إنسانية صغيرة تنتمي لي فقط "



هكذا يعرف لنا بيسوا نفسه وهكذا تجد نفسك أمام هذا الكائن الغامض الذي لم أعرف في البشرية ربما أكثر غرابة وحساسية منه , ولد كغموض , عاش كغريب , تعايش كغراب في أرض لا ينتمي إليها مطلقاً, لحياة لا تملؤه إلا مللاً وسأماً وسخطاً , عاش غربته بين ركام التأليف وصنع أنداد وشخصيات أدبية متناقضة أحيانا كانت تنير حياته البائسة وتكافح حالة اليأس والضجر أمام أي فكرة تطرأ على عقله القلق دائماً ..



يقول عن نفسه أيضاً :
" أنا لا أحد, لا أحد على الإطلاق, لا أعرف كيف أشعر , كيف أفكر, كيف أريد
أنا شخصية في رواية غير مكتوبة, أنطلق في الهواء
بين أحلام شخص لم يعرف كيف يكلمني "



هو شخص هلامي لو قدر لك ان تصفه, لو كنت أكثر شجاعة لقلت أن لم يوجد قط , ربما مجرد فكرة طرأت في ذهن كاتب مخبول..
وكما يلاحظ أي قاريء له فهو لا يمتلك أي فلسفة معينة, أي نظريات, يرى الأشياء كأشياء والصور كأرواح والمباهج كحالة ترف فكري



" ليس عندي أي يقين, ولا حتى في الوجود الخارجي, الذي يصلني عبر تلك الأحاسيس "

" إن سألني شخص ما وماهي الروح, سأجيب أنها أنا "



يهرب من واقعه وماضيه وأشيائه , حتى الرسائل هنا ممزوجة برائحة التخلي والبعثرة والهذيان وبث الكلمات بشكل عفوي ساحر , يلتقط الصور والمشاهد والغايات والأفكار ويدسها في الرسائل , يكتب ليتخلص منه نفسه , من وحدته التي لازمته طوال حياته كحالة أبدية في حياته ..

رسائل أرسلت من شخص :
" يعيش في أفكاره أكثر مما يعيش في الواقع "


كأنها دراما أو مسرحية يكتبها بيسوا في ظل عالمه المصغر الغارق في التأملات , ليست كلها مرتزة على شخصه ولكنها تعبر في الواقع عنه , عن حياته بدون أن يقحم فيها ذاته ووجوده في الرسائل ذاتها.. ليست حميمية ولا شخصية ولا تشبه الرسائل التي تطفو على سطحها الرسمية واللباقة المعهودة..
حتى في الحب تراه يكتب بقلب طافح بالوحدة, هارب من كل ما من شأنه تعكير صفو حياته..



حياة غريبة مليئة بألغاز نفسية وعاطفية وفكرية عشتها في هذا الكتاب, سواء الرسائل التي بعثرت مشاعري , أو النصوص المليئة بالغموض والدهشة, أو تلك التي تسببه لك القصائد من وحي الطبيعة والوجود الخارجي الذي يرفرف تحت كلمات بيسوا الساحرة..

ليت مثل هذه الكتب لا تنتهي أبداً ..



وكما يقول بيسوا :
" أشعر بالذهول كلما أنتهيت من شيء ما, أشعر بالذهول والضيق "

[Mohamed Al · Rating 3 out of 5]

أحب عادة، قبل أن أقرأ أعمال أديب ما، أن أتعرف على سيرة حياته. خصوصًا، إذا كان هذا الأديب ممن لا أعرفهم إلا بالاسم .. كفيرناندو بيسوا.

ولكننا هنا لسنا أمام سيرة ذاتية بالمعنى الحرفي للكلمة، بل مجموعة من الرسائل والنصوص التي كتبها بيسوا على امتداد حياته ووقعها باسمه أحيانًا وباسماء أشخاص آخرين في أغلب الأحيان.

اللافت في هذه الرسائل والنصوص أنها تكشف عن شخصية غريبة ومثيرة جدًا. نعرف أن الكثير من الكتاب يختبئون خلف اسماء مستعارة لأسباب كثيرة، فالرافعي مثلا نشر كتاب على السفود باسم مستعار ل"يأخذ راحته" في شتم العقاد، والشاعر علي أسبر يكتب باسم "أدونيس" كنوع من أنواع "البرستيج" ربما، ويقال بأن "فولتير" اختار هذا الاسم المستعار ليفكّ الارتباط بينه وبين عائلته. ولكن في حالة فرناندو بيسوا، الذي أحصى النقاد أكثر من ٧٢ اسمًا له، لم تكن تلك مجرد اسماء مستعارة، بل اسماء شخصيات خلقها واخترع لها سير، وحوادث حياة وموت، ووظائف، وأعمال أدبية .. إلخ إلخ أي أنه بثّ فيها الروح بمعنى آخر . بل إن بيسوا كان يرفض أن تُعقد مقارنة بينه وبين شخصياته لأنه كان يرى نفسه "الأقل شأنًا بينهم" بحسب تعبيره.

على الرغم من أنني شعرت بالملل وأنا أقرأ الرسائل ذات العلاقة بالتنجيم والميتافيزيقيا، ولا أعرف لماذا قرر الشخص الذي جمع الكتاب أن يضع، في كتاب أدبي، رسالة كتبها بيسوا لشركة تجارية يعرض عليها شراء اختراع ما، إلا أنني استمتعت بقراءة الكتاب وأرغب الآن في قراءة أعمال بيسوا المنشورة والمترجمة إلى اللغة العربية - سواء تلك التي نشرها باسمه أو باسماء شخصياته!

[نوري · Rating 5 out of 5]

" انا ضواحي بلدة غير موجودة، التعليق المسترسل على كتاب لم يُكتب قط. أنا لا أحد على الإطلاق. لا أعرف كيف أشعر، كيف أفكَّر، كيف أريد. أنا شخصية في رواية غير مكتوبة، أنطلق في الهواء، متناثراً ولم يحدث قط أن كنت، بين أحلام شخص لم يعرف كيف يكملني ".

بيسوا.. بيسوا.. بيسوا.. إن كان لبيسوا سيرة ذاتية فتلك اشبه لتلك السيرة الذاتية..

في عام 1888 وُلد الغموض الذي يُدعى بيسوا..
بيسوا ذلك الكائن الذي لم يُجمِع البشر إن كان حقيقي او لا، عاقلاً او مجنوناًً، يعاني من الهستيريا أم إنفصاماً في الشخصية... هذا البيسوا كان كالكون يحمل بداخله أشخاصاً عدة ( الأنداد )، يتحكم بهم أو يتحكمون به!

يقول بيسوا:

" اليوم لا شخصية لي: لقد قسمت كل إنسانيتي بين المؤلفين العديدين الذين خدمتهم كمنفذ أدبي. اليوم أنا مكان لقاء إنسانية صغيرة، تنتمي لي أنا فقط ".

" ......... هكذا طورت، وروجت لعديد من أصدقاء ومعارف لم يوجدوا قط، غير أني أشعر بهم، وأسمعهم وأراهم حتى اليوم، بعد ما يقارب الثلاثين عاماً. أكرر: أشعر بهم، أسمعهم، أراهم، وأفتقدهم ".

" إن سألني شخص ما وما هي الروح، سأجيب إنها أنا ".

بيسوا الكاتب والفليسوف، المؤلف والشاعر، الفلكي، المترجم، المحلل اللغوي، المُحب...

يقول بيسوا:
"الطريقة الوحيدة لتصبح أسمى هي أن تكون كوناً بلا قانون".

الكتاب عبارة عن رسائل بين بيسوا وأصدقائه ولأصحاب المجلات والجرائد وللعائلة ولحبيبته الوحيدة الذي أحبها بعد أن بلغ ال 31 من عمره، المُتعمق في قرائتها قد يصل إلى عدة جوانب من حياته، ونصوص تركها من خلفه..

يقول بيسوا:

"حين يموت شخص ما ويخلف وراءه سطراً شعرياً واحداً جميلاً، يترك الأرض والسماوات أكثر ثراء، ومغزى النجوم والبشر أكثر غموضاً وجدانياً.



لم يكن بيسوا ملتزم بشئ تجاه أحد، حتى أنه لم يُقرر أن يحب أو يتزوج، وعندما أخل بهذا الشرط لم تتجاوز حالة الحب تلك أكثر عام واحد.

يقول بيسوا:
" سوف أضع رأسي في دلو، كي أريح عقلي. هذا ما يفعله كل الرجال العظام، على الأقل كل الرجال العظام ممن لديهم ١) عقل ٢) رأس ٣) دلو يدسون فيه رأسهم ".

بيسوا هو شخص يستحق التأمل في حياته والإلمام بجوانبها، بيسوا لم يكن عاديا وأفعاله لم تكن عادية وأفكاره لم تكن عادية وكلماته لم تكُن عادية، نافذة للقلب.

يقول بيسوا:

" اؤمن بوجود عوالم أرقى من عالمنا وفي وجود كائنات تلك العوالم. اؤمن أن هناك مستويات متعددة، يزداد تعقيدها بإطراد، تقود إلى الكائن الأسمى، من المفترض أنه هو من خلق العالم ".

القراءة لبيسوا لا تستوجب سن معين أو عقلية معينة، أن يكون ملتزم بفلسفة أو بطريقة، لكنها تحتاج لإنسان بسيط،
فقط إنسان
فقط بسيط

شكر خاص للمترجم وائل عشري، الذي لا يجب أن نغفل عن مجهوده في جمع وترجمة ذلك العمل، كذلك إلمامه بجوانب حياة بيسوا، والذي ظَهر جلياً في تحليلاته.. أشكرك أستاذنا فأنت السبب لوصول ذلك العمل لأيدينا وبذلك الشكل الممتاز.
.

“ أن نعمل بنبل، ونأمل بصدق، ونحب البشر بحنو تلك هي الفلسفة الحقيقية “.


هناك مزحة شائعة تقول
إن أهم أربعة شعراء في التاريخ الأدبي الحديث للبرتغال هم فرناندو بيسوا.

[Dalia Nourelden · Rating 4 out of 5]

" منذ كنت طفلاً ، أميل إلى أن اخلق حولي عالماً متخيلاً، أن أحيط نفسي بأصدقاء ومعارف لم يوجدوا قط .( لا استطيع التأكد، بطبيعة الحال ، إن لم يوجدوا هم فعلا قط، او أنني أنا من لا يوجد. )

أحيانا حين تكون وحيدا قد تتخيل أنك تتحدث مع شخص آخر ، قد يكون شخص تعرفه أو شخص من وحي خيالك ؟ .
هل كتبت يوماً شيئا تحت أسم مستعار ؟هل أختلقت لنفسك شخصية أخرى غير حقيقتك ؟ قد تظن إن فعلت ذلك انك قد فهمت بيسوا . لكن بيسوا كان مختلفاً ، لم يكن فقط يتخيلهم شخصيات لفترة ، لأ بل كانوا بالنسبة له كأنهم أشخاصاً حقيقية لديهم تاريخ ولادتهم الخاص بهم ولهم حياتهم وأفكارهم الخاصة . كان ينشر بأسمائهم لانه كان يجدهم شخصيات منفصلة عنه بالفعل لم يكن الأمر بالنسبة له كالكتابة تحت اسم مستعار أو شخصية ابتكرها ليخفي هويته أو يعبر عن اراء مختلفة لكنهم بالنسبة له كانوا بالفعل كتاب مستقلين عنه ولكل منهم رؤيته الخاصة للعالم .وكان هذا أمر لازمه منذ الطفولة.

" منذ كنت طفلاً ، شعرت بالحاجة إلى توسيع العالم بشخصيات متخيلة - أحلام لي صيغت بعناية، مُتصورة بوضوح فوتوغرافي، وسبرت أغوارها حتي أعماق ارواحها. حين لم أكن قد تعديت الخامسة من عمري بعد، طفلا منعزلا وراضياً تماما بذلك ،استمتعت بالفعل بصحبة شخصيات محددة من أحلامي، بما فيهما شخصان يدعيان القبطان تيبو والفارس دوبا وعديد من آخرين نسيتهم .

قد يبدو أن هذا لا يتعدى مثال خيال طفل يمنح حياة لدمى. لكن كان الأمر اكثر من هذا. لقد تخيلت تلك الشخصيات بشكل مكثف بدون احتياج إلى دمى . مرئية بوضوح في حلمي المتواصل، كانت تلك الشخصيات بالنسبة لي حقائق إنسانية تماماً وهو ما كانت لتفسده أى دمية - لأنها غير حقيقية . كانوا بشراً.

حتى حين وقع في الحب كان مختلفاً ، كان مذبذباً وفي نفس الوقت عاشقاً . هل يمكن لأى فتاة ان تتخيل ان يعترف شخص لها بحبه ثم يطلب منها ان تدعو لإحدى انداده كما كان يطلق على شخصياته بالفوز او ان يخبرها ان نداً آخر لها لا يحبها بل يصل الامر ان يصبح السبب في إنفصالهم !!
نعم هذا هو بيسوا الكائن ذو الأنداد والشخصيات المتعددة ، الوحيد وفي نفس الوقت معه عدة اشخاص داخل رأسه.. بيسوا يتحدث عن الوحدة والحزن .

" من وجهة نظر الطب النفسي، انا عصابي هستيري ، لكن لحسن الحظ عصابي الذهاني ضعيف إلى حد ما. يتغلب العنصر العصابي على العنصر الهستيري، الى حد أنه لا يصدر عني اى صفات هستيرية خارجية.
حالتي الهستيرية ظاهرة داخلية تماماً ، تؤثر على انا فقط، في حياتي مع ذاتي لدي كل تقلب المشاعر والأحاسيس وكل التحولات العاطفية وتغيرات الإرادة المميزة للعصابية المتغيرة. سوى انه في المجال العقلي، حيث وصلت إلى ما اعتبره استنتاجات اكيدة، اغير رأيي عشر مرات في اليوم، يمكنني فقط أن اشعر باليقين بخصوص الأمور التي لا تتعلق بأى مشاعر. أعرف كيف افكر فس مذهب فلسفي ما او مشكلة أدبية، لكن لم يكن لدي قط رأى راسخ بخصوص أى من اصدقائى أو أى شئ يتعلق بنشاطاتي الخارجية "

بيسوا الذي لم ينتهي من أغلب كتاباته وتم تجميعها بعد وفاته من شذرات كتبها هنا وهناك .فكما يقول في كتابة الأشهر " اللاطمأنينه " وهو بالطبع كتاب لم ينشره بيسوا بنفسه لكن تم تجميعه من صفحات تركها وكان ينوى ان يتم نشرها في هذا الكتاب لكنه لم يكمله

" أشعر بالذهول كلما انتهيت من شئ ما . اشعر بالذهول والضيق. على غريزتي الحاثة على الكمال ان تمنعني من أن انهي ، عليها أن تمنعني من أن أبدأ حتى . لكن يتشتت انتباهي وأبدأ في فعل شئ ما . ما أنجزه ليس نتاجاً فعلياً لإرادتي لكن لا ستسلام إرادتي .ابدأ لأنه ليس لدي قوة أن أفكر ، أُنهي لأنه ليس لدى شجاعة أن أتخلي . هذا الكتاب هو جبني "

كطبيعة أى كتاب يحتوى على رسائل ونصوص هناك رسائل احببتها كرسالته إلى أمه وهي الرسالة التي جعلتني أقرأ الكتاب . وبعض الرسائل لم أهتم بها . أحببت أغلب الأجزاء التي يتحدث ويصف بها نفسه وعقله ومشاعره .وهناك اجزاء أخرى أحببتها واجزاء لم أفهمها وأجزاء في النصف الثاني لم اهتم بقرائتها . اعجبتني بعض الأشعار في الجزء الاخير .
وستظل هناك شذرات وتعبيرات لبيسوا أجد بها نفسي وهو أفضل من عبر عنها

١٠ / ٧ / ٢٠٢٢

[Nahed.E · Rating 3 out of 5]

اليوم لا شخصية لي : لقد قسمت كل إنسانيتي بين المؤلفين العديدين الذين خدمتهم كمنفذ أدبي ، اليوم أنا مكان لقاء إنسانية صغيرة تنتمي لي أنا فقط

يونيو 1914
أمي
صحتي جيدة ، وحالتي الذهنية ، علي غرابة ذلك ، قد تحسنت . ورغم ذلك يعذبني قلق غامض لا أعرف ماذا أسميه سوي حكاية عقلية، كما لو كانت روحي مصابة بالجدري ! فقط بهذه العبثية أستطيع أن أصف ما أشعر به . غير أن ما أشعر به ليس نفس تلك الحالات الحزينة التي أخبرك عنها أحياناً ، حين لا يكون للحزن أي سبب . لحالتي الحالية سبب محدد ، كل شئ حولي يغادر أو يتهاوي . أعني ببساطة أن من أرتبط بهم من الناس يمرون أو سيمرون بتغيرات، وهي علامات علي نهاية فترات معينة من حيواتهم . هذا يعبر بطريقة أو بأخري علي أن حياتي ستتغير ، الأمر ليس أنني أعتقد أن التغيير سيكون للأسوأ علي العكس، ولكنه تغير، وبالنسبة لي التعير - عبارة عن عبور من حالة إلي حالة - موت جزئي ، شئ ما فينا يموت ، وحزن موته وزواله ليس بوسعه سوي أن يلمس روحنا

علي ايه حال .. أكتب لك اليوم بدافع ضرورة شعورية - توق مؤلم إلي أن أتحدث معك ، بكلمات أخري ليس لدي أي شئ محدد أقوله ، سوي هذا : أنا اليوم في قاع اكتئاب لا قاع له .. تعبر عبثية هذه الجملة عن حالتي
...
هذا واحد من تلك الأيام التي لم يكن لي فيها مستقبل قط .. يوجد حاضر راكد فقط ، يحوطه جدار من القلق .. أشعر في أيام الروح التي تشبه اليوم ، مثل الطفل الحزين الذي أوسعته الحياة ضرباً .. لقد وُضعت في ركن يمكنني أن أسمع منه كل أحد آخر يلعب، بين يدي يمكنني أن أشعر باللعبة الرديئة المكسورة التي اُعطيت لي بفعل روح دعابة سيئة ، اليوم الرابع عشر من مارس، في التاسعة وعشر دقائق مساءً، يبدو أن هذا كل هو كل ما تعنيه حياتي

ما أشعر به ليس جنوناً حقيقياً ، غير أن الجنون يؤدي بلا شك إلي انغماس مشابه في الأسباب نفسها لمعاناة المرء ، متعة داهية في ترنحات الروح وصداماتها

أتساءل ما هو لون المشاعر ؟



بيسوا .. لم أجد من يعبر عن الوحدة والحزن أجمل منك .. كثيرون من قرأت لهم كلمات حزينة تمتلئ بالشجن والمعاناة .. كثيرون من شعرت بهم ، وأحببت قلمهم ، وبكي قلبي من كلماتهم .. ولكن تبقي أنت .. أنت .. من يزين الحزن بأجمل العبارات وأبدع الأوصاف .. لقد أحببت حزنك .. هل تتخيل هذا ؟ أحببت كونك حزيناً .. هل من القسوة أن أقول هذا ؟ ولكنه اعتراف صريح مني .. لقد استمتعت بمشاعرك ووحدتك وتعبك .. واستمتعت بموهبتك في التعبير عن هذا الحزن
تذكرني بعبارة لكافكا
أنا أعاني ، بينما أنتم تمتدحون كتاباتي

أعتقد أنكما تمثلان حالة استثنائية .. بيسوا وكافكا .. كل منكما جعلنا نستمتع بمعاناة صورتها الكلمات بأبدع حُلة ممكنة
هي الحقيقة .. لقد أحببنا تعبكما ..
فعذرا لكما .. وعذرا لنا
...

[hayatem · Rating 5 out of 5]

بيني وبين وعي
ثمة هاوية
ينساب في قاعها الخفي
ضجيج جدول بعيد عن الشموس ،
صوته ذاته داكن وبارد—
آه، على جلد ما من اختيار روحنا،
باردة وداكنة وقديمة بشكل رهيب،
ذاتها ، وليس كما تبدو في روايتها.— فرناندو بيسوا.

يقول ريتشارد زينيث: "حتى إن كان بيسوا، كما نعرف من أوراقه ومن عدة رسائل ، أحياناً مارأى هذه الحركات الأدبية [ التي أطلقها و وروج لها هو أو أنداده] كحيل قصيرة الأمد ، الحقيقة هي أنها قد ساعدت في تغيير الأدب البرتغالي. لم يستمر أي منها طويلاً ، لكنها كانت الأدوات التي أتى بيسوا وأقرانه من خلالها بالحداثة إلى البرتغال ، التي ربما كان أدبها قد عانى طويلاً من أكثر مما ينبغي من الجدية في الأدب الرفيع."

‫"أن تكون قوياً يعني أن تكون قادراً على الشعور ." بيسوا‬

ثمة انفصال محتمل وساخر في آن عن نفس الشاعر؛ أطلق عليها (دراما الشخصيات.)
وهي حشد داخلي من الذوات التي تضيق وتتسع في وجوه أدبية عدة. هو في‫ عراك دائم و متصل مع شكله الداخلي والخارجي، بين أجزائه الفكرية والشعورية، الممتدة من باطنه "‬الدراماتورجيا الوجدانية"‫ . هو مسيحي غنوصي.‬

-من أبرز إسهاماته تأسيس أنطولوجيا للشعر البرتغالي (الحسوي). حيث أبدع في القصائد التقاطعية.( التقاطعية شكل من أشكال الحركة الحسوية . وتعرّف بأنها حركة تكعيبية أدبية يتم فيها فك الواقع إلى مكوناته المكانية والزمانية .)

-كما أبدى اهتمام ، بالعلوم الباطنية ، والتنجيم، والجمعيات السرية.

‫فرناندوا بيسوا ينم عن إشكالية ميتافيزيقية مضادة للواقع . ويتسع مداداً للهامش!‬

[سُهاد]

اذا كنت شخص مكتئب! أو تمر بمرحلة اكتئاب خصوصًا اذا كان سببه صراع فِكري بينك وبين عقلك، “دوران فكري”، حزن .. فستجد هذا الكتاب أكثر ما يعبر عنك، بيسو أجمل من عَبر عن الوحدة والحزن !
ايضًا اذا كنت ممن يحب أدب الرسائل فستجد متعة كبيرة في قراءة الكتاب. إذ يُعتبر الكتاب مجموعة من الرسائل والنصوص التي تبادلها فرناندو خلال فترة حياته مع أصدقاؤه، والدته، حبيبته الوحيدة. أغلب أفكار هذه الرسائل تدور حول علم االاجتماع واللاطمأنينة، وتُظهر أيضًا فِكر بيسو وحالاته الشعورية الناتجة عن العديد من الاسباب منها التفكير في الوجود ، الكون ، نقمه على السياسات، حالات حزنه وغضبه، وحالته النفسية التي وصفها الكاتب بالجنون! وأيضًا الحالات التي عايشها مع حبيبته.

[Ahmed Saleh · Rating 5 out of 5]

يُنصح به بشدة ..

[Islam · Rating 3 out of 5]

دور المحرر اﻷدبي عظيم والترجمة عظيمة

[Dunya Al-bouzidi · Rating 3 out of 5]

"أعرف جيدًا أنّه من طبيعة الرجال، حيث لا توجد ثقافة ولا كرامة، السخرية من البؤس والمصائب، على نحو يُسبِّب الأذى للآخرين.
مشهد امرأة مخمورة تترنح في الشوارع جديرٌ بالازدراء. مشهد نفس المرأة حين تقع برعونة في سكرها، ربما، مسلٍ. لكن حين تبكي المرأة ذاتها، رغم كونها مخمورة ورعناء لموت طفلها لا تكون كائنًا يستحق الاحتقار أو السخرية، بل شخصية تراجيدية في عظمة هاملتاتكم (...) بشكلٍ عام، أنا في غاية الأسف من وجود مثل هذه الأدلة على الحقارة البشرية وبلادة الحس. يتعيّن علينا، إنْ كنّا نتمتع بصفات الرجولة الحقة، ألّا نضحك على مصائب الآخرين؛ غير أنه ليس بوسعنا -كما يبدو الأمر- أنْ نفرض الرجولة عنوة".

"وبالنسبة لي التغيير موتٌ جزئي، شيءٌ ما فينا يموت، وحزن موته وزواله ليس بوسعه سوى أنْ يلمس روحنا.
أنْ نتغير إلى الأفضل، بما أنّ التغيير سيء، هو أنْ نتغير إلى الأسوأ. وأنْ نفقد شيئًا سلبيًّا- سواء كان عيبًا شخصيًّا أو نقيصة، أو كون الواحد مرفوضًا- يظل فقدانًا. تخيلي يا أمي، كيف لشخص يشعر على هذا النحو أنْ يحيا، مغمورًا بمشاعر يومية على هذه الدرجة من الألم!".

"الزمن، ذلك الذي يُشيب الشعر ويُغضِّن الوجوه، يُذبِل المشاعر العنيفة أيضًا، وعلى نحو أسرع بكثير".

"إنْ كانت الحياة -وهي كل شيء- تمر في النهاية، ألا يمر الحب والأسى أيضًا، مع كل الأمور الأخرى التي هي مجرد جوانب من الحياة؟".

"حياة مثل حياتي، بينما تتقدم في العمر، تتقدم في خيبة الأمل والتعاسة".

"إنّ المرأة التي تصدق كلمة واحدة فقط ينطقها أي رجل ليست سوى حمقاء صافية الحماقة، إنْ رأيتِ واحدًا منهم يتظاهر بأنّه يضع كأس سمٍّ بين شفتيه بسببكِ، فسارعي إلى صبه في فمه، ستكونين قد خلصتِ العالم من محتال آخر".

"حياتي تتمحور حول عملي الأدبي، بصرف النظر عمّا هو عليه من الجودة أو السوء. كل أمر آخر في الحياة له قدر ثانوي من الاهتمام بالنسبة لي. ثمة أشياء أستمتع بالحصول عليها بطبيعة الحال، بينما تتركني أشياء أخرى في حالة عدم اكتراث تام. على من يعرفني ويتعامل معي أنْ يفهم أنّ هذا هو الحال الذي أنا عليه، وأنّ من يرغب في أنْ يكون لي مشاعر شخص عادي يشبه من يرغب في أنْ يكون لي عيون زرقاء وشعر أشقر، وأنّ معاملتي كما لو كنت شخصًا آخر ليست بأفضل الطرق للتشبث بعاطفتي. سيكون من الأفضل الذهاب والبحث عن ذلك 'الشخص الآخر' الذي تناسبه مثل هذه المعاملة".

"الوداع، الرحيل، المضي- هذه هي الأمور الأكثر حزنًا:
إنّها نهايات، انحلالات، تدفع بالوجدان إلى الجنون.
حتى سقوط القساوسة، والطغاة، والعبيد، والملوك
له مرارة وحزن انتهاء الأشياء".

[أسماء · Rating 4 out of 5]

عظيم. سبحان الله.
يرقّ قلبي لكل ما يكتبه، لديّ إنحيازية تجاهه، أعترف.
لِمَ الخجل؟
هذا الشاب يكتب مثل رفيق.. ألا ينحاز المرء عادةً لأصدقائه؟

كتب مرات عديدة عن وحدته، لا أظن أن هذا حاله اليوم.
يخبرني شيء ما، ربما هو صوت قلبي المنحاز، أنه ليس وحيدًا.. لأن كتابته وصَلت وحققت ما عجزت حياته عن إنجازه.
"حياةُ المرء حلمٌ مستعار"
بحث عن حقيقة ومواساة وانتماء
أو نفي هذا كله، والعيش فقط.
اتقلّب بين هذا وذاك، مثلما كان بيسوا.
لكن بيسوا قرر أن يتقلب بين شخصية وأخرى
لا يقبل التناقض في ذاته، فجعل التناقض ذوات. اذن ليس بيسوا من كان وثنيًا بل كاييرو. أو غيره.

بيسوا كان مسيحيًا أحيانًا، وغير مكترث أحيانًا أخرى.. ولكن أليس هذا حالنا جميعًا؟

تنهّدات الوجع متشابهة
لا يُقال إلا ما قد قيل سابقًا" .. لكن هل قيل من قبل، ما قاله شاعري الفذّ؟
كتابه هذا دستور لحياة يجب أن تعاش.
ولا شيء يدفعني لرؤية الجمال والعيش فيه، حتى في الألم، أكثر من جُمَلٍ كتبها الرفيق. وحيدًا كان أو مع أنداده.

لطالما كان رفيقاً، حتى لتعدد ذواته.

[روعه سنبل · Rating 5 out of 5]

هذا الكتاب جرعة متعة.

[Duaa Issa · Rating 4 out of 5]

أنظر إلى الأحلام، كما أنظر إلى الظلال، الظل حقيقي، لكنه أقل حقيقية من حجر.

رسائل ونصوص - فرناندو بيسوا

[Hadeel yaser · Rating 3 out of 5]

من الجميل قراءة أفكار ورسائل أشخاص آخرون بين الحين والآخر. من المطمئن العلم أن هنالك عقول ضجيجها يساوي ضجيج عقلك أو أكثر.

[لونا · Rating 3 out of 5]

ما يدفعني للقراءة لبيسوا (أو الأصح عن بيسوا) لا يزيد عن مجرد فضول للغرابة حول قصته هو وأنداده. لست من هواة الشعر ولا أعتقد أني سأهدف لقراءة أحد دواوينه ولكن بالتأكيد سأجد في نفسي حشرية لقراءة نثره وأي كتاب يتناول "حكاية بيسوا وأنداده". هذا الكتاب جميل للشروح التي تسبق تلك النصوص والرسائل وبعض أشعاره، فهي نوعا ما ترضي حشريتي. 0

نص "ملاحظات حول ذكرى سيدي كاييرو" من أكثر النصوص غرابه ليس في موضوعه بل فيما يتعلق بمن كتبه وعن من كتبه. أنصح كثيراً بهذا الكتاب بداية للدخول لعالم بيسوا، فهو نوعا ما مقدمة بسيطة عن ذلك الغريب. لمن يحب النثر مثلي كتاب "اللاطمأنينة" تجربة لا تفوَّت.0

[خُزامَى · Rating 5 out of 5]

كلٌ فرناندو بيسوا هنا،كل شيء عن العالم البيسوي .بلا مغالاة هذا يعتبر سيرة ذاتية عنه وحتى أنه أقرب للدراسة عن أعماله و أنداده و كذلك ذاته المتعددة و أهوائه المتناقضة.مزيج بديع لا تمل منه و لا تعرف نهايته.و لا تريد أن تتركه و تقبله بكل عيوبه.

[Mona Kareem · Rating 5 out of 5]

أحببت مقدمة الكتاب ووجدت الكثير بين هذه النصوص والرسائل.
قراءة الرسائل عمل منهك أحياناً وبالتالي ممكن قراءة العمل على مراحل.

[عهود المخيني · Rating 4 out of 5]

بهذا الكتاب أقرُّ أن السيرة يمكن أن تكون رسالةً أو شعرًا أو نصًا أدبيًا. بيسوا يؤمن بالأنداد لكنني من بعيدٍ أراه إنسانًا لا ندَّ له، متفرد في رؤيته وحسويته العالية إزاء الأشياء.

[Helmi Chikaoui · Rating 5 out of 5]

أن نعطي فرناندو بيسوا حقه ، يعني أن نضع في اعتبارنا التعقيدات والتناقضات التي تحيط بكل من شخصيته وكتاباته . تقول المزحة الشائعة إن أهم أربعة شعراء في التاريخ الادبي الحديث للبرتغال هم فرناندو بيسوا ، في إشارة الى بيسوا ذاته بالإضافة إلى انداده الشعراء الثلاثة Alberto Caeiro و Ricarodo Reis و Alvaro de Campos

لم تكن هذه مجرد أسماء مستعارة ، ولا شخصيات أدبية ابتكرها كي يخفي هويته أو يعبر عن أفكار أو وجهات نظر ، بل كانو هؤلاء كتابا مستقلين عنه ، يكتب عبرهم أو يكتبون عبره ، لكل منهم رؤيته الخاصة للعالم ، واسلوبه الأدبي وجماليته ، ؤأحيانا اراؤه السياسية والاجتماعية ، كي يؤكد هذا الإستقلال أطلق عليهم بيسوا وصف " الانداد " ونطر اليهم لاخر تعدده الشخصي " اليوم لا شخصية لي ، لقد قسمت كل انسانيتي بين كل المؤلفين العديدين الذين خدمتهم كمنفذ أدبي . اليوم أنا مكان لقاء الإنسانية صغيرة تنتمي لي أنا فقط "

عن تبدي كايرو له للمرة الأولى يكتب بيسوا " لقد ظهر سيدي فيّ" ، في تلك الليلة ، " في ضرب من نشوة لا أستطيع وصفها " كتب بيسوا وبدون توقف كل قصائد ديوان البرتو كابيرو " راعي الخراف "

البارو في كامبوس ، من يصفه بيسوا بأنه " أكثر جوانبي الهستيرية هستيرية " ، هو بدوره أكثر أنداد بيسوا صخبا ، و أقربهم الى قلبه ، حتى أنه تدخل كثيرا في حياة بيسوا وكان تدخلاته في قصة حب بيسوا الوحيدة مع اوفيليا وموقفه السلبي منها أحد أسباب فشل العلاقة

غير أن عالم أنداد بيسوا أكثر اتساعا من الثلاثي الشعري الذي كان حاضرا بكثرة بل شمل أيضا عديدا من الشخصيات الأخرى ، مؤخرا أحصى بعض دارسيه مائه وستة وثلاثين ندا ، بعضها رئيسي وبعضها هامشي ، تناولو في كتاباتهم موضوعات مدهشة في تنوعها ، شعرا ونثرا ، بالبرتغالية والانجليزية والفرنسية ، في النقد الأدبي والرأي السياسي ، في التنجيم والعلوم الباطنية ، في الدين والوطنية البرتغالية ، في الكتابة الساخرة والتحليل الاجتماعي ، في القصة القصيرة والرواية البوليسية وفي الفلسفة

أي سيرة يمكن أن تكتب لفرناندو بيسوا إذن ؟ هل يمكن الحديث حتى عن فرناندو بيسوا ؟ كيف يمكن أن تكتب سيرة ولو موجزة لذلك التعدد والتناقض المسمى " بيسوا " ؟ هل يمكن أن نفصل الشخص الذي عرفته بيروقراطية الدولة باسم " فرناندو بيسوا " عن انداده المتعددين وحيواتهم المتخيلة التي لا يوجد لها في تلك الأوراق التي تقرها هذه البيروقراطية ؟ أين يبدأ التظاهر واين ينتهي فيما يخص ذلك الذي حول حياته الى مسرحية ممتدة ؟ هل من الممكن أن نجد بين كتاباته ما يمثل ثغرة ننظر منها الى داخل حميمي يخص بيسوا بدون ذلك العالم الذي شيده حول نفسه ؟ هل ثمة " داخل " أصلا في تلك الشخصية التي يصفها البارو في كامبوس ب " كرة خيط ملتفة حول نفسها من الداخل " ، يصف بيسوا نفسه هكذا أيضا " من وجهة نظر الطب النفسي ، أنا عصابي هستيري ، لكن لحسن الحظ عصابي الذهني ضعيف الى حد ما ، يتغلب العنصر العصابي على العنصر الهستيري ، الى حد أنه لا يصدر أي صفات هستيرية خارجية ، لا يوجد دافع قسري على الكذب ، لا يوجد عدم استقرار عاطفي في علاقتي مع الأخرين ، الى اخره ، حالتي الهستيرية ظاهرة داخلية تماما ، تؤثر علي أنا فقط ، في حياتي مع ذاتي لدي كل تقلب المشاعر والاحاسيس وكل التحولات العاطفية وتغيرات الارادة ، أغير رأيي عشرات المرات في اليوم ، أكبت دائما التعبير الخارجي أو الديناميكي لهذه المظاهر الداخلية ، أنا معتدل المزاج خارجيا ، هاديء ومبتهج بين الاخرين . " وفي نص أخر " لا بد انكما قد اكتشفتما بالفعل نقطة ضعفي ، ما يتسبب في ضرر بالغ لمزاج مثل مزاجي ليس في المشاعر ولا في العقل ، بل في الارادة . تربك عاطفيتي الداخلية المتطرفة إرادتي ، أريد دائما أن أفعل ثلاثة أو أربعة أشياء مختلفة في وقت واحد ، لكنني في النهاية لا أفعل أيا منها ، والاكثر هو أنني لا أريد أن أفعل أيا منها ، فكرة الفعل تقهرني مثل لعنة ، أن اؤدي فعلا يعني أن أنزل عنفا بنفسي "

منذ طفولته يخبرنا بيسوا ، شعر بحاجة الى التعامل مع احساسه بالتوحد عبر ملء العالم الواقعي ( وهي كلمة علينا أن نتعامل معها بحذر في مقاربة لبيسوا ) بشخصيات خيالية ( وهي كلمة أخرى علينا أن نتعامل معها بحذر في مقاربة لبيسوا ) يكتب بيسوا " منذ أن كنت طفلة شعرت بالحاجة الى توسيع العالم بشخصيات متخيلة - أحلام صيغت بعناية " ، هكذا إذن ابتكر بيسوا قبل أن يتعدى الخامسة أول شخصيتين يدعيان القبطان Thibeaut والفارس De Pas ، بكل وكتب الى نفسه رسائل عبر هذا الأخير ، كما يذكر ريتشارد زينيث ، أحد أهم محرري أعمال بيسوا المعاصرين ، أنه يوجد في أرشيف بيسوا عددا من الجرائد المتخيلة التي بدأ في كتابتها في سن الثالثة عشر

وقع بيسوا في الحب ، على ما نعرف ، مرة واحدة ، كانت Ophelia Queiroz في التاسعة عشر من عمرها حين اشتغلت في نهايات عام 1919 كطابعة على ��لالة الكاتبة في واحدة من الشركات التي كان بيسوا يتردد عليها للعمل على ترجمة مراسلاتها الانجليزية والفرنسية . كان بيسوا حينها في الثانية والثلاثين من عمره ويبدو انهما جذبا اهتمام احدهما الأخر على الفور . تحكي اوفيليا : ذات يوم انقطع التيار الكهربائي في الشركة ، فيرتاس ( صاحب الشركة ) ، وجد فرناندو بيسوا مصباحا زيتيا ، فأضاءه ، ووضعه فوق مكتبي . قبل وقت الإنصراف بقليل وضع خلسة رسالة موجزة فوق مكتبي يقول فيها : " أرجو أن تبقي " بقيت ، يملؤني الترقب ، في ذلك الوقت كنت قد لاحظت بالفعل بأن فرناندو مهتم بي واعترف أنني قد وجدته مثيرا للاهتمام . أتذكر أنني كنت واقفة ، أرتدي معطفي ، حين دخل الى مكتبي ، جلس فوق مقعدي ، وضع المصباح الذي كان يحمله جانبا ، التفت الي وبدأ فجأة في إعلان مشاعره ، تماما مثل ما خاطب هاملت اوفيليا : " عزيزتي اوفيليا ، لا أجيد عد هذه التفاعيل ، وانا لا أجيد عد تنهداتي والانين . أما أنني أهواك يا خير الحصان ، فضدقيني "

شعرت بقلق بالغ ، كما هو طبيعي أن يحدث ، وبما اني لم أعرف ماذا سأقول ، فقدت ارتديت معطفي في عجلة وقلت ودعا . نهض فرناندو ، وهو يحمل المصباح الزيتي في يده كي يرافقني حتى الباب ، لكن لحظتها وعلى غير توقع ، وضع المصباح الزيتي فوق جدار منخفض وقبض على خصري فجأة وعانقني ، ثم قبلني بمشاعر متقدة ، كرجل مجنون ... "

لكن هل أحب فرناندو اوفيليا حقا ؟ أم هل كان الأمر مجرد لعبة أدبية أخرى مثل لعبة الانداد ؟ هل كان الأمر شعور الحب في إنفصال محتمل عن نفس الشاعر ، على نحو ما كان يفعل بيسوا فيما اسماه " دراما الشخصيات " ؟ أم مثل هذا الامر فرصة بيسوا لكتابة نوع أدبي غير مألوف له ؟ من الصعب أن نجيب . ما نعرفه من الرسائل أن بيسوا نفر سريعا من الحميمية ومن فكرة البيت والعائلة والحياة المستقرة

كان تصور دارسو بيسوا للعلاقة قائما إما على تفسير فرويدي وإما على تناولها كقصة حب بين عبقرية أدبية وفتاة صغيرة لم تفهم حبيبها بسب انغماسها في قيم الطبقة الوسطى المحافظة بتطلعاتها الى تكوين أسرة " " أود أن أكون صريحة ، أنا قلقة جدا الا تستمر حماستك سوى مدة قصيرة وسترفضني بعدها . أخبرني يا حبيبي الصغير ، ألا تعتقد أنني محقة في التفكير على هذا النحو ؟ هل سأتلقى منك المكافأة التي ارغب فيها ؟ أخشى أن لا احصل عليها ، لانك لم تذكرها قط " وفي رسالة أخرى " هل حدث أن أخبرتني في أي وقت بنوايك ، بما هي أفكارك فيما يتعلق بي ؟ لا ، ليس لدي أي شيء ، أعرف فقط أنك تحبني ، هذا كل شيء "

يربط بيسوا علاقة بين الزمن والحب حيث يفسر هذه الثنائية القاتلة " الزمن ... ذلك الذي يشيب الشعر يغضّن الوجوه ، يذبل المشاعر العنيفة أيضا ، وعلى نحو أسرع بكثير . لا يلاحظ معظم الناس ذلك حتى ، لانهم أغبياء ، ويتخيلون أنهم مازالو يحبون لانهم تعودوا على كونهم في الحب ، لو لم يكن الأمر كذلك ، لما وجد سعداء في العالم . المخلوقات الأرقى ليس في وسعها الاستمتاع بهذا الوهم ، مع ذلك ، لانه ليس في مقدورهم الإيمان بأن الحب سوف يصمد ، حين يرون أنه إنتهى ، لا يخدعون أنفسهم بإعتبار أن ما تركه التقدير أو بلغتنا الشعبية " العشرة " هو الحب ذاته "


الفن عند بيسوا
يعطي بيسوا كذلك تعريف حول مفهوم الفن إذ يقول " ما هو الفن ؟ محاولة إعطاء فكرة عن الاشياء واضحة ودقيقة على أقصى قدر ممكن ، بفهمها ميس فقط كمجرد أشياء خارجية بل أيضا كأفكارنا وبُنانا الدهنية " وحول الفرق بين العلم والفن يوضح " يتآلف الحس من عنصرين : موضوع الحس وإحساسنا نفسه . جوهر كل نشاط بشري هو البحث المطلق . يسعى العلم وراء الشيء المطلق ، بمعنى الشيء مستقلا على قدر الإمكان عن حسنا به . يسعى الفن وراء الحس المطلق ، بمعنى حسّنا مستلقا على قدر الإمكان عن الشيء "

بيسوا والحسوية
وبما أننا نتحدث عن الحسوية وهي إحدى فلسفات فرناردو بيسوا فيجب أن نعرفها كما بادر هو بتعريفها وإرساء مبادئها " الحسوية : أن تشعر هو أن تخلق ، لكن ما هو الشعور . الشعور هو التفكير بدون أفكار ، ومن هنا الفهم ، بما أنه ليس للكون أفكار . ليس للشعور هو أن يكون لك اراء . كل اراءنا تأتي من أناس اخرين . التفكير هو هو أن نريد أن ننقل الى الأخرين ما نعتقد أننا نشعر به . ما نفكر فيه فقط هو أن ننقل قيمة ، ما نشعر به لا يمكن أن ينقل ، يمكننا فقط أن ننقل قيمة ما نشعر به ، أقصى ما نستطيع فعله هو نجعل شخصا ما يشعر بما نشعر به . أن تشعر هو أن تفهم أن تفكر هو أن تخطيء ، أن تفهم ما يفكر به شخص ما هو أن تختلف معه ، أن تفهم ما يشعر به شخص ما هو أن تكونه ، أن تكون شخصا أخر "

الحقيقة عند بيسوا
تتشابه جدا رؤية بيسوا الى موضوع الحقيقة مع فلسفة نيتشة حيث يكتب بيسوا " إن الاساس الوحيد للحقيقة هو مناقضة الذات ، الكون يناقض نفسه ، لانه يموت ، الحياة تناقض ذاتها ، لانها تموت ، المفارقة هي قاعدة الطبيعة ، لهذا السبب كل حقيقة لها بنية متناقضة كل هذه المباديء حقيقية ( تجزم يعني أن تمر عبر الباب الخطأ )

بيسوا والاخلاق

لا يقف هذا التناغم في الأفكار بين بيسوا ونيتشة عند حدود موضوع الحقيقة ، بل يبدو جليا عند مسألة الحقيقة ، وكأن نيتشة ذاته أحد أنداد بيسوا " إن كل منا متعدد ، كثير ، وفرة في الذوات " كما يقول " نينهو " . وكأن هذا النص الذي سأنقله لكم مقتطف من كتاب " ما وراء الخير والشر " لفريدريك نيتشة والحال أنه لبيسوا

" أيها الرسل السياسيون ، الاجتماعييون ، والدينيون ... لا تبشروا بالخير أو الشر ، بالفضيلة أو الخطيئة ، بالصواب أو الخطأ ، بالرحمة أو القسوة ، لا تبشروا بالفضيلة ، لانها ما يبشر به كل المبشرين ، ولا تبشروا بالخطيئة ، لان هذا ما يمارسونها جميعا ، لا تبشروا بالحقيقة ، بما أنه لا أحد يعرف معناها ، ولا تبشروا بالخطأ ، لانكم في فعلكم هذا ستكونون قد بشرتم بالحقيقة .
بشرو بأنفسكم ذاتها ، صائحين بها الى العالم باسره ، هذه هي الحقيقة الوحيدة والخطأ الوحيد ، الفضيلة الوحيدة والفجور الوحيد ... التي في وسعكم التبشير بها ، التي يجدر بكم التبشير بها ، التي يتوجب عليكم التبشير بها .

بشرو بأنفسكم في إخلاص ، بفضائح وابهة ، الأمر الوحيد الذي أنت هو أنت ، كن هذا مثل طاووس ، كنه في تمامه ، متقدما على كل أحد أخر
اصنع من روحك ميتافيزيقيا ، أخلاقيات ، وعلم جمال ، بدون خجل إستبدل نفسك بالرب . هذا هو التوجه الديني الوحيد حقا ( الرب في كل مكان سوى في نفسه )
استبدل نفسك باستمرار ، نفسك لا تكفي ، كن غير متوقع دائما ، حتى لنفسك . لتدع نفسك تحدث أمام عينيك ذاتها ، لتكن أحاسسيك مثل حوادث صدفوية . مثل مغامرات تعثرت داخلا فيها .
الوجود ليس ضروريا ، الضروري هو أن تشعر . لاحظ أن هذه الجملة الأخيرة عبثية تماما ، كرس نفسك لعدم فهمها بكل قلبك "

أخيرا يمكن أن أقول أن الحديث عن بيسوا هو حديث نسبي دائما ، ذلك أننا لا يمكن أن نقبض على شخصية بيسوا فهو كما يقول " ضواحي بلدة غير موجودة ، التعليق المسترسل على كتاب لم يكب فقط ، لا أحد على الإطلاق . لا أعرف كيف أشعر ، كيف أفكر ، كيف أريد . أنا شخصية في رواية غير مكتوبة ، انطلق في الهواء ، متناثرا ولم يحدث قط أن كنت ، بين أحلام شخص لم يعرف كيف يملكني " .

كتابي رقم 32 ( 414 صفحة )

[هبة الله · Rating 5 out of 5]

كتاب راائع و ممتع وقصة حياة فرناندو بيسو مثيرة للتأمل.. أحببت أدب الرسائل جدا بسبب هذا الكتاب و سأقرأ المزيد عن فرناندو بيسو وكذلك في أدب الرسائل فى المستقبل بإذن الله.

[كريم الخالق · Rating 5 out of 5]

عظيم

[Murtaza M. M. · Rating 4 out of 5]

كتاب رائع ومدهش. وجهد كبير للمترجم وائل عشري، وترجمة جيدة.
بيسوا مذهل!

[Asalla Othman · Rating 3 out of 5]

جميل التعرف على هذا الشخص ، مميز ومختلف لكن الشرح المستفيض في بداية كل فقرة هي التي سببت بعض الملل
اقتباسات :



صحتي جيدة ، وحالتي الذهنية ، علي غرابة ذلك ، قد تحسنت . ورغم ذلك يعذبني قلق غامض لا أعرف ماذا أسميه سوي حكة عقلية، كما لو كانت روحي مصابة بالجدري ! فقط بهذه العبثية أستطيع أن أصف ما أشعر به . غير أن ما أشعر به ليس نفس تلك الحالات الحزينة التي أخبرك عنها أحياناً ، حين لا يكون للحزن أي سبب . لحالتي الحالية سبب محدد ، كل شئ حولي يغادر أو يتهاوى . أعني ببساطة أن من أرتبط بهم من الناس يمرون أو سيمرون بتغيرات، وهي علامات علي نهاية فترات معينة من حيواتهم . هذا يعبر بطريقة أو بأخرى على أن حياتي ستتغير ، الأمر ليس أنني أعتقد أن التغيير سيكون للأسوأ على العكس، ولكنه تغيير، وبالنسبة لي التغيير - عبارة عن عبور من حال إلى آخر - موت جزئي ، شئ ما فينا يموت ، وحزن موته وزواله ليس بوسعه سوى أن يلمس روحنا


علي ايه حال .. أكتب لك اليوم بدافع ضرورة شعورية - توق مؤلم إلي أن أتحدث معك ، بكلمات أخري ليس لدي أي شئ محدد أقوله ، سوى هذا : أنا اليوم في قاع اكتئاب لا قاع له .. تعبر عبثية هذه الجملة عن حالتي
...
هذا واحد من تلك الأيام التي لم يكن لي فيها مستقبل قط .. يوجد حاضر راكد فقط ، يحوطه جدار من القلق .. أشعر في أيام الروح التي تشبه اليوم ، مثل الطفل الحزين الذي أوسعته الحياة ضرباً .. لقد وُضعت في ركن يمكنني أن أسمع منه كل أحد آخر يلعب، بين يدي يمكنني أن أشعر باللعبة الرديئة المكسورة التي اُعطيت لي بفعل روح دعابة سيئة ، اليوم الرابع عشر من مارس، في التاسعة وعشر دقائق مساءً، يبدو أن هذا كل هو كل ما تعنيه حياتي

ما أشعر به ليس جنوناً حقيقياً ، غير أن الجنون يؤدي بلا شك إلي انغماس مشابه في الأسباب نفسها لمعاناة المرء ، متعة داهية في ترنحات الروح وصداماتها

أتساءل ما هو لون المشاعر ؟

[Asmaa · Rating 4 out of 5]

حبيت الكتاب والرسايل وكنت باخد مقتطفات منها وأنا بقرأ. كان مثير ليا بشكل شخصي عزوفه عن الحب وحبه الكبير الوحيد وتخليه عنه ووصفه لحالته واكتئابه ومن ضمن الوصف مثلا "
أكتب اليوم بدافع ضرورة شعورية - توق مؤلم إلى أن أتحدث معك. بكلمات أخرى، ليس لدي أي شيء محدد أقوله، سوى هذا: أنا اليوم في قاع اكتئاب لا قاع له. تعبر عبثية هذه الجملة عن حالتي.
هذا هو واحد من تلك الأيام التي لم يكن لي فيها مستقبل قط. يوجد حاضر راكد فقط، يحوطه جدار من القلق. الجانب الآخر من النهر، طالما هو الجانب الآخر، ليس هذا الجانب؛ هذا هو السبب الأصلي لكل عذاباتي. "
أحب أقرأ له كتاب "اللاطمأنينة" في المستقبل.

[رسل · Rating 4 out of 5]

أكتب لك اليوم بدافع ضرورة شعورية - توق مؤلم إلى أن اتحدث معك. بكلماتٍ أخرى، ليس لدي شيء محدد أقوله، سوى هذا: أنا اليوم في قاع اكتئاب لا قاع له. تعبر عبثية هذه الجملة عن حالتي.
هذا هو واحد من تلك الأيّام التي لم يكن لي فيها مستقبل قط. يوجد حاضر راكد فقط، يحوطه جدار من القلق. الجانب الآخر من النهر، طالما هو الجانب الآخر، ليس هذا الجانب؛ هذا هو السبب الأصلي لكل عذاباتي. مُقدّر لعديد من القوارب الرسو في عديد من الموانئ، لكن ليس من قارب يرسو حيث على الحياة أن تتوقف عن التسبب في الألم، وليس من مرسى يمكننا أن ننسى فيه كل شيء. وقع كل هذا من زمن بعيد، غيرَ أن حزني أقدم حتى.

[Maria · Rating 4 out of 5]

من يُحب فرناندو بيسوا سيروقُه كثيرًا أن يتطفل على رسائله وحياته الخاصة والعاطفية أيضًا ..
بالنسبة لي، أكثر شيءٍ أعجبني ونال استحساني رسائله مع اوفيليا كروز(حبيبته الوحيده)، رسائله أظهرت لنا جانبه العاطفي والمُحب؛ فرناندو بيسوا العاشق.
وأكثر ما فطر لي قلبي "رسالة من فتاة حدباء إلى حداد" لماريا جوزيه.. أحد انداد بيسوا على ما أظن.

[Roqaya Khalil · Rating 5 out of 5]

"استبدل نفسك باستمرار. نفسك لا تكفي. كن غير متوقع دائما، حتى لنفسك. لتدع نفسك تحدث أمام عينيك ذاتها. لتكن أحاسيسك مثل حوادث صدفوية، مثل مغامرات تعثرت داخلا فيها.."
القراءة لبيسوا، ليست كالقراءة لغيره، القراءة لبيسوا تجعل العالم الخارجي غير حقيقي تماما. لا ملموس، لا مرئي، لا معاش.

[محمد عمر · Rating 4 out of 5]

نصوص عبقرية مغرقة في الحس متشربة فلسفة حسية عارمة ، شد ما لفت انتباهي هو الفلسفه والمنظور الذي يبصر من خلاله بيسوا العالم ، فهو منحاز بل غارق في رؤية تقدس الشعور لا الافمار ولا التفكير ،انه كتاب عظيم لكاتب يتنفس وحيا علويا ما..

[LOAI MARAQA · Rating 5 out of 5]

لم توضع على الأرض كي تسأل
‫إن كان ثمة رب، أو حياة، أو موت.
‫اقبض إذن على آلاتك وإلى مهمتك
‫وضع موضع الكدح كل نفس لاهث.

‫آلاتك لديك، ليس عليك التماسُ
‫صحةٍ، أو إيمان، أو فن مفيد،
‫قدرة على كدح، قوة حديث،
‫عقل جبار، أو قلب رقيق.

[Y4ra · Rating 4 out of 5]

الكتاب عبارة عن رسائل بين بيسوا وأصدقائه، أمه وحبيبته الوحيدة.
جميل ورائع.
يعجبني بيسوا كثيراً عندما يعبّر عن مشاعره وآرائه.