باحث وكاتب تونسي حاصل على الدكتوراه في الآداب واللغة العربيّة، جامعة منوبة يشغل أستاذا مساعدا بكلّيّة الآداب والعلوم الإنسانيّة بصفاقس. له مجموعة من الأعمال المنشورة من بينها: كتاب "أسباب النزول" الذي صدر عن المركز الثقافي العربي بشراكة مع مؤسسة مؤمنون بلا حدود في طبعته الثانية 2013. وكتاب "الإسلام السنّيّ" الذي صدر عن دار الطليعة ورابطة العقلانيّين العرب، بيروت، 2006 وكتاب ليلة القدر في المتخيّل الإسلاميّ، ويشرف بسام الجمل على التحكيم العلمي لبحوث قسم الموروث الديني بمؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث.
الكتاب بمجمله جيد ولغته بسيطة ويسيرة الفهم على القاريء الا من مواطن وددت لو ألقيتها على الاستاذ بسام الجمل علّه يقرأ يوماً هذا النقد وإن كنت قاصراً عن النقد ومما قرأته وددت ان ابين ان الاستاذبسام الجمل حاول جاهدا ونجح في مواطن كثيرة في ان يبرهن كيف تحولت فاطمة الزهرء من واقعها الى المتخيل في الضمير الاسلامي وبالخصوص الضمير الشيعي لكن غفل عن الخطبة الواقعية الحقيقية التي هو من أعترف بها ولم يشر اليها حتى لماماً والتي تبثت واقعية لا متخيل في كتب التاريخ التي نقلتها بدقة .هذا من جانب وجانبا آخر وضع مصادر بحثه ومتخيل الشيعة نتجت من كتاب بحار الانوار للمجلسي وحصر بحثه بهذا الكتاب وتناسى ان الشيعة نفسهم هم يضعون الكثير من الملاحظات على أدلجة المجلسي وبالجانب الاخر وضع بهوامش الكتاب مستشرقا رائعا كان من الجمال ما تغنى به الكثير من الكتاب الاسلاميين ألا وهو ماسنيون ، لذا كانت عملية البحث كنقدي الان اذا انا فراس أقوم بنقد الاستاذ بسام الجمل
- كتاب رائع وحيادي، يطرق موضوع المتخيل الديني، عمومًا، والمتخيل الإسلامي خصوصًا، ثم يُخصص كتابه هذا لسبر تاريخ السيدة فاطمة بنت محمد، ليخرج بنتيجة مفادها أن هناك تاريخًا قدم لنا فاطمة كشخصية باهتة، لم يكن لها أي دور في التاريخ أو أي تأثير به، وسيرتها المملؤة بمتاعب الحياة (الجوع، الفقر، المرض، العلاقة الزوجية المضطربة...)، مما حدا بالمؤرخين الإسلاميين، سنة وشيعة (شيعة على وجه الخصوص)، للقيام بخل متخيل لفاطمة وذلك عن طريق 3 طرق: التبئير (أي تسليط الضوء على جانب معين)، والتحويل (بطريقتين: القلب، أي قلب حالتها كأن تُعاني من الفقر ثم تشعر بالشبع، أو أن تكون مريضة، ثم تُشفى، والطريقة الثانية: التضخيم، كالولادة العجيبة لفاطمة)، والإنتاج. - قسم الكاتب السيرة الإسلامية المتخيلة لفاطمة، في 3 مقالات: (1) البدايات (أي قبل ولادتها، وأنها كانت تفاحة من الجنة؛ جيئ بها لرسول الله، فأكل منها، وتحولت إلى نطفة في صلبة، فنقلها إلى خديجة، فحملت بفاطمة...)، (2) والمقالة الثانية: الدنيويات (أي حياتها: منذ ولادتها العجيبة، وزواجها المقرر إلهيًا، ورؤاها، وكراماتها، وطقوس عبورها إلى الدار الآخرة...)، (3) والمقالة الثالثة: الأخرويات: (كموقفها يوم القيامة، وعبورها الصراط، ومسألة العري، والقصاص من قتلة الحسين والمحسن)، وشفاعتها، وجنة فاطمة...)، وكل هذا المتخيل كان له لوظائف نفسية جمعية، ومعرفية دينية، للجواب عن أسئلة الناس، ولبث الاطمئنان في نفوسهم، وكذا لتأسيس بعض التقاليد (كتأسيس فاطمة النعش المغطى ((في الحبشة كان هناك نعشًا، ولكن ليس مغطًا، والتكبير يوم الزفاف، والصلاة على القبور ((كما فعل رسول الله عندما صلى فوق قبر حمزة))، وصيام الأثنين والخميس، حيث كانت فاطمة تأتي قبور الشهداء يوم الاثنين والخميس من كل اسبوع (((إشارة من الكاتب)))). - قام الكتبة المسلمون (وخصوصًا الشيعة)، بخلق المتخيل الإسلامي لفاطمة، عن طريق 4 آليات: (1) المحاكة والنمذجة (أي ما تم لرسول الله ولأمه آمنة في شأن الولادة، وكلامه في المهد ((حتى كلام رسول الله في المهد تمت حياكته من قصة عيسى في مهده))، ومعجزات تكثير الطعام لرسول الله، وظهور الطعام فجأة لمريم... كل ذلك تمت حياكته في صنع المتخيل لفاطمة)، (2) المقارنة والمفاضلة بينها وبين 3 نساء، ثم المقارنة الثنائية بينها وبين مريم، وثم جعلها أعظم من مريم (التبتل في حق مريم يعني عدم اشتهاء الرجال لها، بينما التبتل في حق فاطمة هو عدم الطمث أو دم الولادة)، (3) التأويل والمفارقة، وذلك بتأويل بعض الآيات الواردة في كتاب الله (خصوصًا الآيات المتعلقة صراحةً بمريم) لتأويلها في حق فاطمة، (4) سلطة الكلمة، وذلك عن طريق جعل الكلمة مؤثرة، ومن ذلك أن الله سماها أسماء (فاطمة باعتبارها موضوعًأ للفعل)، ومن ذلك الزهراء (لها عدة معانٍ، ومنها أن الله جعل مدة نفاسها ساعة، حتى لا تفوتها الصلاة)، وكذا جعل نصوص حرزية خاصة بها، (فاطمة باعتبارها فاعلة)، ومسألة قلب حالها (من جوع إلى شبع)، من خلال كلمات نطقها رسول الله (فاطمة متقبلة للفعل (أي مفعولٌ بها)). - وقام الكتبة بهذا المتخيل لإطهار بعض الدلالات: أولًا: طهارتها روحيًا وجسدًا (لا تحيض ولا تنفس)، كتميز عن غيرها من النساء، ثانيًا: أن لها وحيًأ آخر (مصحف فاطمة)، والذي يرى الكاتب أنه غير ناسخ لمصحف عثمان (يُبرر الكاتب أن سبب اختلاق مصحفًا لفاطمة إنما في مقابلة مصحف عثمان)، وأن هذا المصحف لا يشمل أحكامًا (حلال وحرام)، وإنما يشمل الإنباء عن الماضي والحاضر والمستقبل). ثالثًا: المعرفة الكلية لفاطمة (التفاحة وشجرة آدم وحواء = شجرة معرفة الخير والشر)، ورابعًا: الدلالة الرمزية على الأنثوي الخلاف (المؤنث الأبدي)، للتأكيد على قدسية الأنثى (حتى أن الأنبياء الذكور ترعروا في عالم نسوي)، بل الإسلام ولد في حجر خديجة، بل الأنثى هي ثالث الثالوث المحبب لرسول الله (النساء والطيب والصلاة). - ومن أجل إظهار المتخيل الإسلامي لفاطمة تم تصويرها (كأم وزوجة وبنت)، من خلال تجليها في صور: علاقة الأب وابنته، وظهورها في طقوس التعبد والأدعية (خصوصًا الفرقة النصيرية)، ومناسك الحج وزيارة 3 أماكن خاصة بها وقت الحج (قبرها، وبيتها، وبيت الأحزان في البقيع ((مقابلة لزيارة أهل السنة أبا بكر وعمر))، وتجليها في الاحتفالات والتعازي. - ناقش الكاتب في البداية تاريخ ولادة فاطمة، ورجح أن تكون بعد البعثة، ولاحظ ضعف الرأي الذاهب إلى كونها ولدت قبل البعثة (سيُرتب أنها قضت فترة من طفولتها وأبواها على دين أجدادها، والتناقض بين مسمياتها، ومنه الزهارء)، وأما رأي أنها ولدت بعد البعثة بخمس سنوات فضعيف (لتصادمه مع عمر خديجة في ذلك الوقت 50 سنة، وأن حمل المرأة في ذلك الوقت يُعتبر فريدًا، ولو تم لكان هذا الحدث قد انتشر بين أهل مكة). - ناقش الكاتب مسألة زواج فاطمة في وقت متأخر (عمرها يكون ما بين 15 - 21 سنة)، وبالتالي يُشير الكاتب إلى أن فاطمة لم تكن ذات جمال، وبالتالي عزف عن طلبها الشباب، ويذهب إلى أن سبب رفض رسول الله طلب أبي بكر وعمر على التوالي يد فاطمة، إلى أنه لا يُريد تكرار الخطأ الذي ارتكبه بزواجه من عائشة، وهو يُكبرها بسنواتٍ كثيرة. - ناقش الكاتب مسألة زواج فاطمة بعلي، وأنها رفضت ذلك الزواج، وأنه تم فرض ذلك عليها، وأنها كانت ضعيفة جسديًا، وأن الإمام علي كان عنيفًا معها، وأن العلاقة بينهما كانت سيئة، ولذا كانت هناك أكثر من رغبة بزواجه بغيرها (في حياة رسول الله وحياته)، ومن ذلك قصة رغبته في الزواجد ببنت أبي جهل. ولكن الكاتب أشار إلى أنه كانت للإمام علي أكثر من زوجة في حياة رسول الله (قصة القماش)، وربما جانب الكاتب الصواب في ذلك، في عبارة (نسائي). - يُؤسس الكاتب أن صناعة المتخيل (من خلال دراسة مواطن اهتمام كُتاب الطبقات والتراجم من أهل السنة بفاطمة)، تمت في منتصف القرن4 هجري، وذلك عند تمكن البويهيين من دواليب الخلافة الإسلامية. - أن هناك تداخل بين الشفوي والمكتوب في سيرة فاطمة، أو غيرها، لا يُمكن استغناء أحدهما عن الآخر عند كتاب التاريخ.
كتاب تحليلي لتخيلات اطلقها المذهب الشيعي على فاطمة رضي الله عنها، محاولة منهم لتعظيم مكانتها ، علما بأن لها مكانة لدى المسلمين مميزة وكبيرة وهي ليست بحاجة لهذه التخيلات، تفرد الكاتب بالتحليل عن كل ما ذكر عن فاطمة رضي الله عنها باسلوب تدريجي على القارئ، منذ ولادتها حتى البعث ، وبغض النظر عن محتوى الكتاب ككل اذا كانت المادة المدروسة صحيحة ام لا، فأن الكاتب تميز جدا بحيادته في طرح الموضوع ، دون الميل لاحد المذاهب المذكورة في كتابة.