إذا كنت سعادة الأديب تكمن في أن يصور الحقيقة بالضبط وفي قوة على حد تعبير تور جينيف. فإن رواية رضوى عاشور (قطعة من أوروبا). ربما تريد أن تقدم تقييماً كاملاً لمرحلة تاريخية أو لجيل كامل. ومن عنوان الرواية يتبين لنا أنه يجسد الموضوع الذي انعكس على صفحاتها. وربما ليس مصادفة أن يأتي الرواية في عشرين فصلاً إذ أن هذا التقسيم ربما جاء ليخدم الهداف الذي تسعى الكاتبة لإبرازه حيث ينخرط الناظر أمر الراوي في أحداث الرواية متفكراً وناقداً.
وربما لجأت الكاتبة للوصف أحياناً كي تصف ملامح أبطالها الداخلية وانفعالاتها. كما يحتل وصف الأمكنة مكانة مهمة في هذه الرواية حيث يتدفق مجرى الأحداث دون توقف. وقد جاءت لغة الراوية لغة مبسطة تساعد القارىء على الإستغراق في القراءة حتى النهاية دون ملل.
Radwa Ashour (Arabic: رضوى عاشور) was an Egyptian writer and scholar. Ashour had published 7 novels, an autobiographical work, 2 collections of short stories and 5 criticism books. Part I of her Granada Trilogy won the Cairo International Book Fair “1994 Book of the Year Award.” The Trilogy won the First Prize of the First Arab Woman Book Fair (Cairo, Nov. 1995). The Granada Trilogy was translated into Spanish; part I of the Trilogy was translated into English. Siraaj, An Arab Tale was published in English translation, and Atyaaf was published in Italian. Her short stories have been translated into English, French, Italian, German and Spanish. Ashour has co-edited a major 4-volume work on Arab women writers (2004); The English translation: Arab Women Writings: A Critical Reference Guide: 1873-1999 is an abridged edition of the Arabic original. As a translator Ashour has co-translated, supervised and edited the Arabic translation of Vol. 9 of The Cambridge History of Literary Criticism. In 2007 Ashour was awarded the 2007 Constantine Cavafy Prize for Literature. She was married to the Palestinian author Mourid Bargouthi & a mother of Tameem who's also a poet. Ashour was professor of English and Comparative Literature, Ain Shams University, Cairo. she died on 30 November 2014
تنتهي من هذا الكتاب بمشاعر غريبة، لا تدري هل ما قرأته رواية أم كتاباً توثيقياً؟ يبدو كإحدى روايات صنع الله إبراهيم التي يغلب فيها التوثيق على السرد، والتي تزدحم بقصاصات الصحف، ما الذي تريد رضوى عاشور قوله من خلال تتبع يهود مصر وبدايات الحركة الصهيونية؟ وما الذي تريد قوله من خلال الغرق في تفاصيل المباني القاهرية وتواريخها؟
العنوان يذكرنا بحلم بعض المثقفين المصريين، في تحويل مصر إلى قطعة من أوروبا، ربما هذا ما قصدته رضوى، كشف هذه النزعة، كشف المشروع المصري المزعوم والذي يتغنى به البعض، ويستخدمون عمارات القاهرة ذات الطابع الأوروبي كدليل على بداياته وعلى انهياره.
الشخصية الأساسية في الكتاب هي شخص غامض ذو حياة مضطربة يدعى الناظر، يقوم على تأليف كتاب يتناول هذه الموضوعات، وكأنه يقول لنا أن الحضارة المزعومة التي جاء بها الأوروبيون واليهود لمصر وأقاموا بها تلك العمارات والنوادي والفنادق، ليست إلا وهم عندما نقابلها بقصة كردي، قائد الجرافة الإسرائيلي المخبول الذي يروي قصة تجريفه لمخيم جنين، هكذا... نفهم أن القطعة من أوروبا ليست في الواقع إلا قطعة من جنين ولكن لم تطلها الجرافات بعد.
لا أدري لماذا تُسيطر عليّ حالة غريبة من الشجن عقب أن أُنهي أيٍ من روايات رضوى عاشور. قد يكون أسلوبها المختلف، القضايا التي تناقشها، وجود القضية الفلسطينية كركن في أيٍ من أعمالها. مرة أخرى في الرواية أيضاً تنطبق مقولتها: من قال أنني أمتلك حكايتي ولست فاعلةُ في التاريخ، هنا تاريخ وسط البلد كان حاضراً بقوة.. ستعود بك إلى الخديو إسماعيل ومشروعه، ستقفز بك إلى برج التجارة العالمي ومطاعم الكنتاكي والنايك، ستقحمك في أجواء حريق القاهرة، وتجول بك بين شهادات أحد المشاركين في اقتحام مخيّم جنين، وتنقلب بك لشهادة أم أحد الشهداء. كتابة التاريخ جعلت الرواية تصطبغ بالصبغة المقالية في كثير من الأحيان، والرواية رتمها بطيء، لكن أعجبني كثيراً التعرّف على معالم وسط البلد قديماً أماكن وأشخاص؛ حيث شبرد وبهلر وجروبي وقطاوي، ولكلٍ حكايته قطعة من أوربا هكذا حاولوا تحويل مصر، الآن أيضاً صرنا كذلك بكل المعالم. وتناولت كذلك المشروع الصهيوني والمساعي المختلفة التي تم بذلها من أجل إنجاحه. ليست الأفضل لرضوى عاشور، لكنها تحمل رائحتها وسمتها المميز.
"" لكني عارف بإني ابن رضوى عاشور أمي اللي حَمْلَها ما ينحسب بشهور الحب في قلبها والحرب خيط مضفور تصبر على الشمس تبرد والنجوم تدفى ولو تسابق زمنها تسبقه ويحفى تكتب في كار الأمومة م الكتب ألفين طفلة تحمّي الغزالة وتطعم العصفور وتذنِّب الدهر لو يغلط بنظرة عين وبنظرة أو طبطبة ترضى عليه فيدور وأمي حافظة شوارع مصر بالسنتي تقول لمصر يا حاجّة ترّد يا بنتي تقولها احكي لي فتقول ابدئي إنتِ
وأمي حافظة السِيَر أصل السِيَر كارها تكتب بحبر الليالي تقوم تنوَّرْها وتقول يا حاجة إذا ما فرحتِ وحزنتِ وفين ما كنت أسجّل ما أرى للناس تفضل رسايل غرام للي يقدّرها ""
هذه ما قاله أبنها عنها ...الرائعه رضوى عاشور التي تعطي للمكان قيمه عندما تغزل من خيوط أحداثه نسيج روائي محكم ومتقن ...لاتعلم ان كانت هي من تضفي علي التاريخ روعته او التاريخ ما يزيد كتابتها بهاء
الرواية الأولى التي أقرؤها لرضوى و لن تكون الأخيرة طبعا .. أكاد أجزم أنّ كلّ من يقرأ كلامها عن الشهيد فارس عودة لن يملك ألّا يبكي .. ليس على فارس عودة , و إنّما على نفسه .
باختصار لست ادري اهي رواية ام كتاب تاريخ لو كان كتاب تاريخ فأنا من الان اعشق التاريخ لو كان بهذا الشكل لكنني اري انها رواية ذات طابع تاريخي جميل لان رضوي تروي التاريخ علي لسان بطلها "الناظر" و ليس الناظر هو مدير المدرسة كما نعرف نحن المصريين ولا هو الوزير كما سمي بذلك في زمان سلف و لكن الناظر كما تقول رضوي من نظر و عاين و رأي .. استولت عليّ رضوي فاوقعتني في فخ تجسيدها البديع انني الان انتقل بين شوارع وسط البلد و محلات وسط البلد و ممراتها وكيف تغيرت المعالم و اسماء الشوارع و المحلات تحدثنا عن زمن الخديوي اسماعيل الي ما قبل الثورة و ايام عبدالناصر ثم حديث المقرزي عن وصف ابو الهول ثم عن المهندسين و شارع جامعة الدول ثم عن حريق القاهرة و كيف تحولت مصر القديمة "قطعة من اوروبا" الي ما نراه اليوم
" و هي ان مصر في نهاية المطاف ليست الا جزء من افريقيا، و ما دام المرء في قلب الظلام فليتوقع اي شيء "
ثم عن سقوط فلسطين و فارس عودة الطفل الذي لا يخاف من الدبابات ثم محمد الدرة ثم سقوط العراق
انني أسأل؛ كيف عاشت رضوي عاشور كل هذه الازمنة، لابد انها عاشتها، والا فكيف تنقلنا بوصفها الي الاماكن بكل هذه الدقة ؟!
انها مصر كما ارادها الخديوي اسماعيل اراادها ان تكون قطعة من اوروبا
هذه العنوان الفذ كان عنوان رواية اخرى اقراها لاستاذتي رحمها الله رضوى عاشور لكنها مع الاسف كانت رواية باهتة...لا تليق بقلمها الذي يحيي الخيال ويحوله الى واقع
لا حكاية في هذه الرواية...تبدو للوهلة الاولى وكأنها اوراق مجمعة من احداث متفرقة في التاريخ
وشخصيات متفرقة عاشت وماتت ولم نعرفها...ولم نميزها وسط السطور الاسلوب لا غبار عليه....المواقف الصغيرة التي تجعلك تميز بين قلم امرأة وقلم رجل....فالرجال والنساء يلاحظون تفاصيل مختلفة
يمكن ان تتنبأ بما يلاحظ الرجال وبما سيكتبون...لكن لا يمكنك ان تتنبأ بالتفاصيل التي من الممكن ان تلحظها المراة وتكتب عنها فتعيشها في سطورها حتى في وصفها لاحد الابطال حين كان طفلا وكيف كان يرى المرأة الحامل ياله من وصف فذ ورقيق...كيف تصف شاربه النابت
وصف الصبي الفلسطيني بدى اسطوريا الى حد ما لكنه لا يخلو من الرقة والجمال
الرواية عبارة عن مشاهد متفرقة من المفترض انها ترسم لك ملامح مصر في هذا الوقت لكنها مع الاسف زادتها غموضا....
كثير من المعلومات وضعت بشكل يشبه الحشو في الفصول دون ان يصلنا ما ارادت ان تقوله رضوى
حين تنتهي من الكتاب تعجز عن تذكر سير احداثه لا يعلق بذهنك شئ فيه
وتشعر انك تريد ان تقابل رضوى وتسألها مباشرة ماذا اردتِ ان توصلي إلينا في هذا الكتاب؟
العمل ممل جداً .أنا تهت وسط كم الأسماء الهريب والاستطراد الى فى غير مجاله على الإطلاق بس حبيبك يبلعلك الزلط وأنا أحبك يا دكتورة واعشق كل كتاباتك ومش هزعلك واقول عملك زي الزفت :D
ثلاثة غرناطة ...الطنطورية ..فرج رضوى عاشور ..تتجوزينى ؟ :)
هذه الرواية التي لم أعتبرها كذلك تشبه تمامًا قوائم قراءاتي؛ عشوائية بإفراط.
تتحدث عن كل شيء كرأس لا يكف عن الطنين. وأتشارك مع البطل ما يكفي من أفكار لأعتبره صديقي. خصوصًا كرهه الشديد للغباء، حتى أنه طلّق زوجته لأنها غبية ولا تصدّقه.
أحببتُ الرواية ولم أتعلق بها، لكنها لمستني، ككل ما كتبته رضوى.
قراءة ثلاثية غرناطة ل رضوى عاشور و عنوان الكتاب شجعني لتكرار التجربة بقراءة هذا العمل، لا أنكر بأنه وُجِد بعض المعارف الجديدة بالنسبة لي لكنها قليلة، لكن المفاجأة كانت بأن أسلوب الكتاب لا يخرج عن نطاق السرد الممل و وجود أسماء عديدة في الكتاب مما دفع بي للضياع، و بسبب عدم استساغ أسلوب الكتاب لم أستطع إكماله، برأيي الكتاب لا يستحق أكثر من من نجمة واحدة.
قراءة الام العظيمة"دايما بحب اشوفها كده" تدفع بى الى عوالم شديدة التداخل,والتنوع والثراء,قرأت معظم اعمال الدكتورة رضوى ,واعتقد انا ابرز ما يميز اعمالها,كخط متصل بينها جميعا,هو ذلك الحس الانسانى الرائع والراقى فى ان والذى يعمل دوما بمثابرة تدعوللتأمل والاعجاب ,على ابراز التفاصيل الصغيرة التى تشكل حياة كل منا,سواء أكان ذلك فى الزمن الاندلسى"تبقى مريمة وغرناطة علامتان على الطريق:)))" او فى تقاريرها الممتعة والموجزة,كما ان نمط السرد فى اعمال رضوى عاشور"من غير القاب المرة دى"يختلف من عمل لاخر وان كان نمط السرد المباشر"انا المتكلم"طاغيا بشكل ما,ولابد هنا من اشارة سريعة للغة الدكتورة رضوى"مش قادر لازم اسميها بلقب معين:)))" والتى تبدو شديدة الثراء واليلاغة فى عملها الابرز ثلاثية غرناطة,وتبدو فى اعمال اخرى ناحية نحو المباشرة,والتقشف؟؟؟ لم لا فى اعمال اخرى,"خديجة وسوسن "ربما,لكن اجمالا فهذا تفاوت يقتضيه الفضاء الروائى الخاص بكل عمل,وقد يستدعى ذلك التنوع الاختلاف المشار اليه,اما عن رواية قطعة من اوروبا فمحور العمل الراوى العجوز المقعد الذى يتحدث بداية عن منطقة وسط البلد,ويستحضر تاريخيا نشأتها "القاهرة الرومية انذاك"ويتعرض الراوى لتاريخ ابرز رجالات المال والاعمال فى مصر فى تلك الحقبة وما قبلها"نشاط المنظمات الصهيونية وارتباطهم بها,التطواف التاريخى الذى يقوم به الراوية لا يستند الى منهج منظم,او بحث تاريخى يمتد خيطه فى مسار محدد,لكن الامر يخضع لذاكرة الرجل,وصراعه النفسى والفكرى مع واقعه ,الممتد بين ماضى يكسوه الالم"تعبير ركيك:)))"وحاضر ملتبس ومستقبل بلا ملامح,او فى افضل الحالات ذو ملامح غائمة,بايجاز منطقة وسط البلد"حيث يعمل العبد لله,ويقيم راوى الحكايات"هى المبتدى والمنتهى,هى محور الاحداث ,ومناط العمل ككل,الرواية فى مجملها جيدة,اسمتعت بقراءتها "المرة الثانية افضل من الاولى"وان كانت فى مجمل اعمال الام رضوى لا تحتل مكانا اثيرا بالنسبة لى,على اى الاحوال نرجو لمن تتح له الفرصة لقراءة هذا العمل الجيد الا ينسانا من صالح دعائه وريفيوهاته ,اقول قول هذا واستغفر الله لى ولكم"
عندما بدأت هذا الكتاب سألتني صديقه عن ما هيته ؟ لا اعلم لماذاأخبرتها أنه أدب رحلات ! هل حقاً هو كذلك ؟ أم لأني فسرت أن الحقائق التاريخية أو لنقل الحقائق التاريخية لجغرافية الأماكن هي ما أوحت لي بهذه الفكره ! فقراءة التاريخ من كتبه المخصصه شيء وقراءته من رؤية مواطن بسيط ومسن شيء آخر
. في بعض المراحل شعرت باندماج كامل وفي لحظات أشعر باني خرجت من الرتم هل ذلك كان بسببي أو كان من الروايه تفسها ؟ حقيقة لا أعلم هي كلغه جميله وكقصه بسيطه لأنها اهتمت أكثر بذكر التاريخ تاريخ أماكن ومواضع كثيره في مصر القرن الماضي تطرقت أيضاً لقضايا سياسيه عربيه منها قضية فلسيطن وذلك من خلال علاقة بطل الروايه بها وتطرقت أكثر لتاريخ مصري السياسي وصلته أيضا بها
. كانت هذه المخطوطه كما سماها هي مشروع عمره الذي قضى أغلبه وحيداً بعد أن ابتعد عنه الكثيرين ووصفوه بالجنون ما عدا حفيدته شهرزاد التي أحبت ربما جنون جدها كذلك محمود الذي رغم غرابة اطوار بطلنا الا انه ظل يردد عليه " يا راجل يا طيب " .. مع هذا وذاك الحقيقه وحده من يعرفها إن كان ابتعاده متعمداً أو لا لكن السؤال الأهم هنا
هكذا لم أجد أفضل من هذه الرواية أقرأها فى تلك الفترة ما بعد الثورة أو هكذا نقول الثورة التى كانت فى ميدان التحرير التى تتحدث عنه رضوى عاشور فى روايتها باستفاضة تحمست للرواية لعشقى لوسط البلد العشق الذى تزايد لدى لأعرف تاريخ تلك المنطقة أيضا وأسعد بهذا التاريخ ولكن الحقيقة بعد قراءة الرواية الوثائقية الى حد كبير لم أسعد بتاريخها كيف كنت أتخيل تاريخ وسط البلد غير ذلك ّ!!! لا اعرف ! رضوى عاشور تحكى عن وسط البلد ومشروع قطعة من أوروبا الذى عكف على بنائه الخديوى اسماعيل ويحكى لنا الناظر عن هذا التاريخ وأصحاب هذا التاريخ اليهود ونفوذهم شيبرد ، قطاوى ، شيكرويل وغيرهم
حكايتها عن حريق القاهرة وأيادى الغوغاء الذين لم يكونوا غوغائين بالقدر الكافى
حكايتها عن المنظمة الصهيونية ونفوذ اليهود الطائل ووعد بلفور وهرتزل وآخرون
حكايها عن جروبى وممر بهلر و ميدان الاسماعيلية التحرير الآن وميدان سليمان باشا طلعت حرب الآن ... 7-2-2012 تانى مرة اقراها ! وتظل كلمة شهرزاد لجدها خالدة " كيف أوصلتمونا إلي هنا" نرجو من الله ألا يجئ أولادنا و أحفادنا يسألونا مثل هذا السؤال !
نص جميل كادت أن تفسده كثرة التفاصيل التاريخية و الجغرافية.. استطاعت رضوى عاشور أن تُدخل قارئها في حالة عامة من الشجن تصاحبه منذ السطر الأول سوف تصحب "الناظر" في رحلته للإجابة على سؤال حفيدته شهرزاد: كيف أوصلتمونا إلى هذا؟
هذا جزء من سيرة رضوى الذاتية.. جزء من همومها و هواجسها .. هزيمة جيل كامل.. جيل عايش حلم الناصرية و انكسار الهزيمة، و محاولته للإجابة عن السؤال: كيف وصلنا إلى هذا؟
هناك الكثير من التفاصيل التاريخية التي لا لزوم لها في النص، مما يتسبب في حالة ملل و بطء في السرد، و خصوصا من بداية الرواية و حتى الصفحة 80
فلسطين في الخلفية من الأحداث كعادة نصوص رضوى عاشور.. فلسطين هى الجرح الغائر الذي تضغط عليه رضوى بمهارة تدرك جيدا موضع الألم و الأمل بكيت في الفصل الذي يروي حكاية "فارس" .. الشاب الفلسطيني الذي اُستشهد برصاص الصهاينة، و هو يقذف الدبابة بالحجارة، و هو يرقص و يَدبّك فارس هو ظل دراويش شارع محمد محمود درويش آخر مات في حالة عشق و وجد لا تنتهي بموته
من لم يحب (أطياف) لن يحب (قطعة من أوروبا)، ومن لا يعرف رضوى قد لا يغفر لها تصنيف الكتاب على إنه رواية.
هو كتاب تقرأه بعد أن تكون متآلفًا مع كتاباتها، وأسلوبها في تضفير التاريخ بالحكاية.
هنا الحكاية هي التاريخ، لا تتبع ترتيبًا زمنيًا
كلما شعرت ببعض الملل اجتذبتني رضوى بمفارقة جديدة، وكنت أحيانًا أتوقف لأستوعب الدهشة ثم أكمل فتُدهشني بحكاية أخرى.
كيف يمكن أن تنقل قلق الكاتب في الشخصية المكتوبة؟ رغم أن (الناظر) لا يساهم في الأحداث، لكنه حاضر بقوة، هذا القلق في الكتابة، لكأن الكاتبة في هذا الكتاب أيضًا تضفي عليه من روحها.
أنا لا أعرف كيف أجتزئ منه لأدلل على إعجابي به، هو كتاب يؤخذ هكذا كما هو، إما تحبه أو تكرهه، وأنا أحببته كثيرًا.
كتاب أكثر منه رواية يحكي عن مصر المحتلة بلا احتلال..قطعة من أوروبا جمعت العديد من الجنسيات قاموا ببناء مجدهم وثروتهم فيها واستعبدوا شعبها..كتاب عن ثورة الشعب ضد الظلم والعدوان..الكلام على لسان الراوي به بعض التشويش ولكن الأهم هي حكاية مصر عبر الأزمنة ومعرفة أصل الكثير من المحلات التي اشتهرت في ذلك الزمان ❤🌷رضوى عاشور بلا شك مبدعة كعادتها
وقلت يا شمس ياشموسة خدي سنة الجاموسة وهاتي سنة العروسة !
شهرزاد الحفيدة تحكي للجد المقعد عن تتابع , اختلاف , تكرر التاريخ وهو الذي عاش في وسط البلد فقرر النظر في المعاني الكامنة خلف الطرز المعمارية في جروبي وشيكوريل وشيبرد وغيرها ليربط بينها وبين مؤسسيها من يهود أوربيين جاءوا وأسسوا فكرة دولة اسرائيل الموعودة يغوص بنا الناظر المقعد الذي يقرر أن يكتب الرواية كما يراها وهو يجر عربته ليلتحم بمظاهرات جامعة القاهرة في زمن ليس بزمنه فتقابله السيدة الجامعية والتي تهمس في أذنك سرا أيها القاريء بأنها "رضوى " التي تأخذ بيد طفل من بين غبار مظاهرة جامعية وتعين ناظر الرواية المقعد على العودة الى أقرب سبيل لمنزله , ليكتب .
ولأن فعل الكتابة لرضوى هو فعل مقاومة لشبح الهزيمة التي ظلت تحكي عنها مرارا استطاعت أن تنسج من بين صفحات التاريخ أسباب الهزيمة.. حتى نقاوم لنحيا ..
ربما تحتاج قراءة أخرى مع كوب قهوة في شرفة صباحية مشرقة تطل على ميدان وسط البلد.
رواية قطعة من أوروبا من المهم قراءتها والإطلاع عليها لأنها بتأسس مفهوم جديد لرواية الوثائقية اللى بتعيد قراءة التاريخ عالمياً الرواية تصنف فى الأدب ما بعد الكولينالى وهو اتجاه فكرى يناقش الأفكار اللى تسربت فى الفكر العالمى من الحقبة الإمبريالية الغربية والمثال لهذا الأدب الكولنيالى : رواية طرازن أو رواية كنوز الملك سليمان فى مصر لا أظن ان هناك أن ظهر أدب يكرس للإمبريالية زى اتجاه الأدب الكولنيالى فى الغرب ليه ؟ لأن احنا هنا كنا المستعمرين والمحتلين "بفتح الميم وليس كسرها" من قبل الغرب هناك رواية مصرية جديدة أخرى قد يتم تصنيفها فى الأدب ما بعد الكولونيالى، وهى رواية صنع الله ابراهيم :بين العمامة والقبعة واللى بتناقش قصة الحداثة والإمبريالية فى عهد الحملة الفرنسيةعلى مصر
حسنا .. علي أن أعترف أنني منذ مدة لم أستمتع بكتاب هكذا ..
الكتاب تاريخ لمصر الحديثة من فترة الخديوي الذي أراد القاهرة قطعة من أوروبا حتى حرب العراق التي جعلتها قطعة من أمريكا مرورا بكافة النكبات والنكسات والهزائم .. - يلاحظ تجاوزها لنكسة الـ67، ربما لنزعتها المصرية - بقلم يسطر مشاهد أكثر من جمل أدبية على ورق .. فهذا ما يميز رضوى، قدرتها التصويرية المذهلة ..
دع كل الكتاب، واقرأ مقطع فارس عودة .. وابكِ كما بكت أمه ..
واترك لنفسك سؤال : " كيف أوصلتمونا إلى هنا ؟ " واسأل بعده: " إلى أين سنوصلهم ؟ " فكما قادت شهرزاد جدها، سنقودهم عبر التاريخ ..
الكتاب كشف لي جزءا كبيرا من دور اليهود في بناء فلسطين من القاهرة، لا من بازل وأوروبا فقط ..
" أنا الناظر، منظرتي تلّة عمري، أقف عليها رقيبا وحارسا، أنتظر وأعتبر وأقدِّم دلائل المحبة، لأن النظر في لسان العرب دليل محبة، وترك النظر دليل انصراف أو بغض وكراهية" .. علي هذه الكلمات تقوم رواية قطعة أوروبا للأديبة الكبيرة د. رضوى عاشور، و الرواية كما اعتدنا كتابات رضوى، ليست رواية مؤلفة من أماكن و أحداث و أشخاص محددة .. و إنما أماكنها متباعدة متفرقة يلملم خيوطها اسمٌ واحد هو " مصر" و الشخوص هم من صنعوا التاريخ أو شاركوا في صناعته، هم الملوك و الأمراء و القادة و كبار رجال الأعمال ممن كانت لهم مصالح بمصرَ، و الزمان تتنقل فيه رضوى بين بدء الملكية و نهايتها، ثم تقفز بنا لبدايات الجمهورية. رضوى تحكي في هذه الرواية – أو توثّق إذا أردنا الدقة – لتاريخ فترةٍ مهمة و خطيرة في تاريخ مصر، و تاريخ فئة أخرى خبرت مصر و أهلها و هم أثرياء اليهود الذين قطنوا مصر الملكية. فتحاول أن تجعل تلك الرواية مرجعًا تاريخيًّا مكثّفًا و وجيزًا لهؤلاء الذين سكنوا معنا أو احتلّونا كما سنرى. و اسم الرواية "قطعة من أوروبا"هو إشارة لذلك المشروع الذي بدأه محمد علي و ورثه أبناؤه لتحويل مصر لقطعة من أوروبا، و استعانوا في ذلك بالمخطيين و المعماريين و البنائين الذين صممموا باريس الجديدة، فانقسمت البلد لقسمين، قسمٌ مازال يعيش في مصر الإسلامية و هو اغلبية الشعب المصري، و قسمٌ يعيش في مصر الرومية – القاهرة – و هم الملوك و الأمراء و الحاشية الملكيّة و رجال الاعمال الذين ملكوا مقدرات الأمور في البلد. و تحكي أيضًا حكاية الملوك الذين حكموا مصر، و كيف حكموها و كيف تعاملوا مع ثوراتها و انتفاضاتها و اعدائها و ثرواتها، فتسرد تاريخ الوجع و القهر و السرقات و النهب الذي تقلّبت بين راحتيه هذه البلد. و الراوي الذي تُسرد تلك الأحداث نقلا عنه أو الناظر كما اختارت رضوى أن تسمّيه، هو رجلٌ مثل ألف رجل عاش تلك الحياة و ترامت لمسامِعه بعض تفاصيلها، مقعد يجلس في بيته بين كتبه ليكتب مذكّراتِه علّها تنفع أحدهم أو تكون مخلّدة لذكراه بعد أن يرحل. يسرد لنا وقائع و يتركنا في حيرةٍ من أمرنا غارقين في تساؤلٍ وحيد، أين هو الشعب المصري آنذاك؟! كيف كنا نحيا و نحنُ نثسرق و نُحتل و نُهان بهذا الشكل المُفجع. و كما أن بالرواية معلومات تشوقك و تجذبك، بها ما يصدمك و يؤلمك و خاصةً فيما يتعلّق بإقامة دولة صهيون علي أرض فلسطين. الرواية – إن صح وصف رواية - في مجملِها جذّابة شيّقة بها من المعلومات التاريخية ما قد نظل نبحث عنه كثيرًا، تسرده لنا رضوى بأسلوبها الرشيق الراقي و لغتها الجميلة، مؤلّفة من عشرين فصلا و متوّجة بمدخلٍ لها يحوى معلومات شيّقة و غريبة. قد نعيب علي الكاتبة أسلوب التداعي، الذي يجعلك مشتّتًا بين التفاصيل، فهي تروح و تجيء بين صفحات التاريخ لتروي لك واقعة من هنا و واقعة من هناك، ثم ترتبهم لك بعد أن ينتهي السرد. و بعد أن يضع الناظر حكايته بين دفّتي مذكراته يتمنى أن ينتهي حدث الكتابة علي طريقة الأساطير أو علي الطريقة الصوفية، فالكاتب يحكي الحكاية ثم يموت، لأن حكايته تحيا بدلا منه، و لكنه استيقظ فوجد نفسه مازال هنا، و مازال هناك الكثير ليحكيه فتمتم :" و ما تدري نفسٌ ماذا تكسب غدًا،و ما تدري نفسٌ بأي أرضٍ تموت" و جلس إلي مكتبه ليتناول الشاي و يُكمل مشوار الكتابة و عقد النية علي أن يزور أبا الهول الذي بدأ الحكاية به، ثم يعود ليواصل الكتابة فمازال كباقي خلق الله يسعى لتجنّب الموت، إن استطاع إلى ذلك سبيلا.
عندما اشتريت الرواية كنت اعتقد انها ستتدث طويلا و بشكل مفصًل عن القاهرة فى القرن التاسع عشر وعن مشروع الخديوى اسماعيل فى جعلها قطعة من اوروبا .. لكن عندما توغلت فى القراءة وجدت انها تحمل عدة مواضيع مختلفة فى ظاهرها و تتشابك خيوطها فى الباطن .. تحدثت عن جهود الخديوى اسماعيل فى تحويل مصر لتكون مشابهة لباريس .. تحدثت عن الأُسر اليهودية الثرية التى وجدت فى مصر و تحكمت فى الاقتصاد .. تحدثت عن الجمعيات الصهيونية التى نشأت فى مصر .. تحدثت عن الانتفاضة الفلسطينية .. تحدثت عن حريق القاهرة هى عمل متكامل يستحق القراءة بشدة .. استمتعت بالقراءة و استفدت و توسعت مداركى
تشعر ان رضوى عاشور من نوع الادباء الذين لا يضيعون الوقت , كل كتبهم غنية بما فيها من اسلوب و معلومات و معانى و ابداع , تتجنب الهفوات , فتخرج لك الرواية غاية فى الابداع .
من الاشياء التى اثارت فضولى و لم اتمكن من حسمها : هل كانت رضوى عاشور تقصد قى هذه الرواية ان تتحسر على القاهرة قديماً و ما آلت اليه حالياً من فشل و سقوط .. ام انها غير معجبة بمشروع قطعة اوروبا لأنه اخرجنا من جلودنا و خلع عنًا عباءتنا المصريةفأصابتنا "عقدة الخواجة" و تركنا تراثنا و اصبحنا نقلد الغرب .. و ظهر هذا فى الفصل التاسع عشر تقريبا عندما تحدثت عن المركز التجارى العالمى فى القاهرة و عن مكدونالد و كنتاكى ؟
انا ايضا بعد القراءة احسست بعدم جدوى مشروع الخديوى اسماعيل لأنه كما شبهته رضوى عاشور بأنه كالواجهة فهى واجهة جميلة مزخرفة تشبه اوروبا و لكنها تخفى وراءها القاهرة القديمة المتهالكة .
احترم رضوى عاشور عندما تتكلم عن القضية الفلسطينية خصوصاً بعد قراءتى للطنطورية
لم اكن اعرب اسباب حريق القاهرة فى يناير 52 و لكن بعد القراءة اقتنعت برأى "ادى" فقد اضافت لى الرواية معلومات كثيراً سعدت بقراءتها جداً
اولا ندمت أشد الندم اني لم أقتني الكتاب وقمت باستعارته بحجة أن عدد نجومه غير مغرية اذكر مسلسلا مصريا ليس بالقديم ولا بالحديث يتحدث عن المقاومة الشعبية الدائرة في منطقة القنال عام ١٩٤٦ كنا نتابعه وكأنما نتابع أحداث انتفاضة ولكن يخونني العمر في استرجاع اسمه كيف تتلاقى قراءتنا و تتعانق كنت انهيت قبل هذه الرواية كتاب التاريخ اليهودي وطأة ثلاثة ألاف عام من الديانة اليهودية حيث يتآمر التاريخ علينا نحن ايضا ..كما انهيت قبله رواية كوكب عنبر حيث شكك الكاتب في دقة ما ينقله الرافعي وأعرب الناظر هنا عن كرهه له الناظر وهو الاسم الذي اختاره الرواي كأنما توهم (في نفسه القدرة على جمع خيوط قرنين من الزمان وفتلهما في حبل واحد)؟ليجيب عن سؤال "كيف أوصلتمونا إلى ما نحن فيه " ...ف (يرهقنا بالتقافز كالجناذب بين الأماكن والأزمنة) بذكاء تروي لنا رضوى قصة الروتشيلدات الخمسة كيف أن اول علم يهودي رفع على أسور القدس صنع وخيط في مصر! تشكيل الجمعية الصهونية في القاهرة!ومراسلاتها الواضحة والصريحة والعنصرية الاحتفال الذي شهدته الإسكندرية لثلاثة آلاف يهودي تأيدا لوعد بلفور قبل آيام من صدوره! عندها فقط يجثوا أبو الهول متحسرا لعطب اصاب فكرنا (أن لا خلاص ولا جمال ولا نظافة إلا ببنك فرنسي وأثرياء يهود وقطعة طبق الأصل من أوروبا؟ ) احبك رضوى 💔 🌸 حفظ الموت لأخي جمال طلعته، وأفسدت الحياة شكل شقيقتيّ، غريب! 🌸 خمس نجوم مع الأداء الصوتي لسمعان فرزلي وما زلت أريد.نسختي الورقية منه
معلش يعني ف الكلمة بس ايه العك ده ☺️ مصر كانت قطعة من أوروبا ف عهد الخديوي اسماعيل دي معرفة بس اللي ف الرواية دي اللي هي ميكس بين رواية واحداث تاريخيه متلصمة مع بعض بالعافية وطبعا حشر جزء عن فلسطين واسرائيل بالعافية كعادة الكاتبة ف كذا حاجه قرأتهالها لغاية دلوقتى ف حاجات كتير ملهاش علاقة ببعض وف بعض الأجزاء حلوة بس للأسف ف المجمل الرواية ضغيفة من وجهة نظري ☺️
لا أدري أيهما سيطر علي أكثر وأنا أقرأ هذه الرواية، حنيني لرضوى عاشور وقلمها أم حنيني لمصر ولعبها لأدوارها الريادية. ربما كان هذا الحنين للدور الريادي لمصر قد تسرب إلي من رضوى. هل كانت تكتب رضوى عن مصر في هذه الرواية؟ أم عن فلسطين؟ هل ترى رضوى حداً فاصلاً بين مصر وفلسطين أصلاً؟
هذه رواية -رغم ضآلة حجمها- غزيرة في كل شيء، في مشاعرها، في معلوماتها التاريخية، في رمزياتها ورسائلها السياسية وفي محاولاتها الحثيثة للإجابةعن سؤال "كيف أوصلتمونا إلى ما نحن فيه؟".
" أنا الناظر، منظرتي تلّة عمري، أقف عليها رقيبا وحارسا، أنتظر وأعتبر وأقدِّم دلائل المحبة، لأن النظر في لسان العرب دليل محبة، وترك النظر دليل انصراف أو بغض وكراهية" .. علي هذه الكلمات تقوم رواية قطعة أوروبا للأديبة الكبيرة د. رضوى عاشور، و الرواية كما اعتدنا كتابات رضوى، ليست رواية مؤلفة من أماكن و أحداث و أشخاص محددة .. و إنما أماكنها متباعدة متفرقة يلملم خيوطها اسمٌ واحد هو " مصر" و الشخوص هم من صنعوا التاريخ أو شاركوا في صناعته، هم الملوك و الأمراء و القادة و كبار رجال الأعمال ممن كانت لهم مصالح بمصرَ، و الزمان تتنقل فيه رضوى بين بدء الملكية و نهايتها، ثم تقفز بنا لبدايات الجمهورية. رضوى تحكي في هذه الرواية – أو توثّق إذا أردنا الدقة – لتاريخ فترةٍ مهمة و خطيرة في تاريخ مصر، و تاريخ فئة أخرى خبرت مصر و أهلها و هم أثرياء اليهود الذين قطنوا مصر الملكية. فتحاول أن تجعل تلك الرواية مرجعًا تاريخيًّا مكثّفًا و وجيزًا لهؤلاء الذين سكنوا معنا أو احتلّونا كما سنرى. و اسم الرواية "قطعة من أوروبا"هو إشارة لذلك المشروع الذي بدأه محمد علي و ورثه أبناؤه لتحويل مصر لقطعة من أوروبا، و استعانوا في ذلك بالمخطيين و المعماريين و البنائين الذين صممموا باريس الجديدة، فانقسمت البلد لقسمين، قسمٌ مازال يعيش في مصر الإسلامية و هو اغلبية الشعب المصري، و قسمٌ يعيش في مصر الرومية – القاهرة – و هم الملوك و الأمراء و الحاشية الملكيّة و رجال الاعمال الذين ملكوا مقدرات الأمور في البلد. و تحكي أيضًا حكاية الملوك الذين حكموا مصر، و كيف حكموها و كيف تعاملوا مع ثوراتها و انتفاضاتها و اعدائها و ثرواتها، فتسرد تاريخ الوجع و القهر و السرقات و النهب الذي تقلّبت بين راحتيه هذه البلد. و الراوي الذي تُسرد تلك الأحداث نقلا عنه أو الناظر كما اختارت رضوى أن تسمّيه، هو رجلٌ مثل ألف رجل عاش تلك الحياة و ترامت لمسامِعه بعض تفاصيلها، مقعد يجلس في بيته بين كتبه ليكتب مذكّراتِه علّها تنفع أحدهم أو تكون مخلّدة لذكراه بعد أن يرحل. يسرد لنا وقائع و يتركنا في حيرةٍ من أمرنا غارقين في تساؤلٍ وحيد، أين هو الشعب المصري آنذاك؟! كيف كنا نحيا و نحنُ نثسرق و نُحتل و نُهان بهذا الشكل المُفجع. و كما أن بالرواية معلومات تشوقك و تجذبك، بها ما يصدمك و يؤلمك و خاصةً فيما يتعلّق بإقامة دولة صهيون علي أرض فلسطين. الرواية – إن صح وصف رواية - في مجملِها جذّابة شيّقة بها من المعلومات التاريخية ما قد نظل نبحث عنه كثيرًا، تسرده لنا رضوى بأسلوبها الرشيق الراقي و لغتها الجميلة، مؤلّفة من عشرين فصلا و متوّجة بمدخلٍ لها يحوى معلومات شيّقة و غريبة. قد نعيب علي الكاتبة أسلوب التداعي، الذي يجعلك مشتّتًا بين التفاصيل، فهي تروح و تجيء بين صفحات التاريخ لتروي لك واقعة من هنا و واقعة من هناك، ثم ترتبهم لك بعد أن ينتهي السرد. و بعد أن يضع الناظر حكايته بين دفّتي مذكراته يتمنى أن ينتهي حدث الكتابة علي طريقة الأساطير أو علي الطريقة الصوفية، فالكاتب يحكي الحكاية ثم يموت، لأن حكايته تحيا بدلا منه، و لكنه استيقظ فوجد نفسه مازال هنا، و مازال هناك الكثير ليحكيه فتمتم :" و ما تدري نفسٌ ماذا تكسب غدًا،و ما تدري نفسٌ بأي أرضٍ تموت" و جلس إلي مكتبه ليتناول الشاي و يُكمل مشوار الكتابة و عقد النية علي أن يزور أبا الهول الذي بدأ الحكاية به، ثم يعود ليواصل الكتابة فمازال كباقي خلق الله يسعى لتجنّب الموت، إن استطاع إلى ذلك سبيلا ..
تركز رضوى عاشور في هذه الرواية على تأريخ لمدينة القاهرة، لكنه تأريخٌ عمراني إن صح القول، فالبطل الذي ينشغل بتأمل القاهرة يؤلف كتابًا حول التغيرات التي طرأت على المدينة عبر القرون، ورغبة الخديوي إسماعيل في تحويلها إلى قطعة من أوروبا، كما في عنوان الرواية، وهو الأمر الذي يتكرر على يد من خلفه في حكم مصر، كل يختار "قطعة" يود التمثل بها، واستمر ذلك حتى في فترة حكم الضباط الأحرار وما بعدها، ولعل من اللافت اهتمام البطل/ رضوى بالتأريخ للفنادق الكبرى في القاهرة، هو جانبٌ أحسب أنه جديد في الرواية العربية (على حد علمي).
توظف رضوى العمارة لتعرض لحوادث هامة في عمر مصر مثل الحريق الكبير ، وكيف أن المشروعات التحديثية أخفقت بشكل متكرر مما أفقد القاهرة هويتها، أو منحها هوية مائعة، تتغير بتغير ذوق الحاكم الذي يريد لها أن تكون نسخة من باريس وغيرها من المدن الكبرى، كما أنها لا تنسى الكتابة عن اليهود الأثرياء الذين لعبوا دورًا هامًا في تأسيس البنوك أو الفنادق والمحلات التجارية الشهيرة، بالإضافة إلى إسهاماتهم في تأسيس الحركة الصهيونية أو تغذيتها.
مثل الطنطورية، الراوي هو البطل الذي يعيش بعضًا من الأحداث، ويسرد بعضها الآخر بناء على قراءاته في التاريخ، ويظهر جهده (وجهد رضوى) في البحث الجاد والاطلاع الواسع قبل الخوض في تفاصيل الرواية، بدءًا من المدخل الذي يذكر فيه زيارة تشرشل لأبي الهول وتأنيثه له حين كتب عنه في مذكراته، إضافة إلى ما أورده المقريزي فقال: "أبو الهول طلسم الرمل، كان يقابله في برّ مصر صنم عظيم الخلقة والهيئة يزعم الناس انه امرأة، وأنها سرّية أبي الهول. وقد قيل أن أبا الهول طلسم الرمل يمنعه عن النيل، وأن السرية طلسم الماء يمنعه عن مصر". !
ومثل الطنطورية، يغوص الراوي في ذكرياته ثم يخرج منها عندما يتحدث عن حفيدته شهرزاد وحواراته معها، ليبدو السرد أشبه بغرزة السراجة (في مصطلحات الخياطة) يغيب الخيط عن ظاهر القماش مرة ويظهر مرة، ولكنه حتى عندما يغيب عن السطح يكون ممسكًا بالثوب من الداخل! ربما كان التشبيه غريبًا نوعًا ما، لكني أراه الأنسب في التعبير عن تقنية السرد التي تستخدمها رضوى والتي لا أعرف مقابلها النقد، على الأقل ليس بعد!
لا يمكن تسمية "الناظر" وحده بالبطل، فالمكان/ القاهرة بأكملها تحضر بقوة في الرواية باعتبارها بطلة أيضًا، بطلة بمعنى الشجاعة وبالمعنى الاصطلاحي الأدبي.
الحقيقة إن الكتاب مش رواية وصعب يصنف أو يقارن بغيره من الروايات.. وإنما هو كتاب من التاريخ صاغته الست رضوى عاشور بشكل غاية في الامتاع على شكل رواية.. حسيتها قعدت على نول وقعدت تغزل وتنسج التاريخ علشان توريك أكبر قدر من الصورة وهي مكتملة.. حبيته جدا جدا جدا وأمتعني جدا وكشف عيني على حاجات كتير وربطلي حاجات كتير ببعض وأثبتلي إن التاريخ مش فصول منفصلة زي ما كنا بندرسه في كتب التاريخ المدرسية وإنما هو تراث مترابط لأجيال بتسلمه لبعضها البعض وبتعيش على اساسه
بنصح أي حد وبشدة إنه يقرأه
نصيحة كمان أخرى.. إن الفصول اللي بتتحدث فيها عن الشوارع والناظر ماشي فيها افتح جوجل ايرث وامشي معاه واتفرج على الصور المرفوعة على جوجل ايرث في الأماكن دي وهتشوف اللي بيشوفه الناظر.. عملت الحكاية دي وكانت غاية في الامتاع بالنسبة لي
هو يتسحق 4ونص من خمسة يمكن علشان آخر 30-40 صفحة مكانوش بالقوة اللي كان فيها الكتاب من اوله وعلشان كنت عايزاه يبقى اطول من كدة.. ولكني فاهمة قصد الست رضوى عاشور وهي سايبالك آخر كام خيط من النول مفتوحة ومش معقودة وبتقولك أنا وريتك اللي قدرت عليه.. كمّل انت أياً كان مكانك والزمن اللي انت عايش فيه
رضوى أعرفها وتعرفني ، بتُ أفهم ما يختلجها عندما تكتب وكيف ستبدأ روايتها وكيف ستُنهيها ، في قطعة من أوروبا باغتتني رضوى بأنها كبرت كثيراً بالسن وأنها أصبحت قادرة أن تعيش في رجلٍ عجوز يحاول تأريخ ما رأى وما كان ، لا أنكر أنني لم أستمتع بهذا العمل لها ليس لتغير أسلوبها الجميل العذب ، وليس لإضمحلال قدرتها المذهلة على الإعتناء بالتفاصيل وثنايا الأشياء إنما لإختيارها موضوع لا يهمني البتّة وهو تاريخ المباني التي شُيّدت في مصر تزامناً مع أحداث تاريخية وسياسية معينة ، فأنا كما ترى عزيزي القارئ أفضل القراءة عن تاريخ المبنى على لوحة زجاجية توضع للسياح أمامه ، لست من محبي تاريخ العمارة ولا أطيق التعمق في تاريخ مبان لم أعرفها ولم أزورها ، لذا أكتفيت بإبتسامة عندما أنهيت الكتاب ونجمتين لا ثالث لهما وقبلة أتمنى أن أطبعها يوماً على رأس كاتبتي المفضلة رضوى عاشور .
شخصياً عشت مع هذا العمل بكثير من الحب ،، القاهرة وسط البلد حيث الأمكنة والشوارع التي سكنتها وعشقتها وقرأت الكثير عنها وحولها ،، هذا العمل يجمع بين الرواية والتاريخ والمجتمع في حدود قاهرة الخديوي إسماعيل الجديدة التي أرادها أن تكون قطعة من أوروبا ، التصاميم المعمارية والشوارع والمحلات والمقاهي الفخمة التي شهدت منذ نشأتها تاريخاً متقلباً وأجناساً متعددة وفترات من التوترات بلغت أقصاها مع حريق القاهرة الشهير ،، العمل يحتاج معرفة بتاريخ مصر الحديث لاستيعابه كما يجب