الأستاذ منير شفيق مفكر فلسطيني عربي إسلامي و عضو في مجلس امناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. ولد في القدس لأبوين مسيحيين عام 1934م، انخرط في العمل السياسي والحزب الشيوعي الأردني، عمل في حركة فتح حتى بداية السبعينات، واعتنق الإسلام في أواخر السبعينات. كان يسارياً ثم تخلى عن تلك التوجهات واتجه نحو الفكر الإسلامي، وبرز في الأخير كمحلل سياسي، ولكنه ينتمي إلى مدرسة التحليل الراديكالي الثوري.
كتب منير شفيق هذا الكتيب ليرد على اطروحات فرج فودة حول مفهوم السياسي في الاسلام في كتابه "قبل السقوط" فسماه "بين النهوض والسقوط". الحقيقة ان منير شفيق فكك الكاتب تفكيكا شديدا بين فيه منهجيته المتهافتة و استنتاجاته المخفقة. ومع ان منير شفيق لم ينقد الا الفصل الأول من كتاب فودة الا انه تتبعه جملة جملة فأسقط الكتاب باسقاط الفصل الأول الذي يبنى عليه فودة باقي الفصول. أذكر في هذا الصدد الاقتصادية جوان روبنسون التي عمدت الى نقد الاقتصاد النيوكلاسيكي في كتابها "الفلسفة الاقتصادية" بناءا على مقولات كارل بوبر في فلسفة العلوم والتي كانت قد قررتها في فصلها الاول. من يرجع الى نقد هيلاري بوتنام في مقالته the corroboration of theories على بوبر، يستطيع تفنيد كتاب جوان روبنسون كله لانه يكون قد نقد الحجر الاساس، اي مقولات بوبر في فلسفة العلوم، الذي عليه تبني نقدها. كذلك الامر بالنسبة لكتاب وائل حلاق الدولة المستحيلة الذي بناه على خليط هجين غير مستقر لمفهوم البراديغم. ما فعله منير شفيق هنا بنقد الأساس الذي بنى عليه فودة كتابه ينم عن منهجية وصرامة نقدية لافتة أظن انها احدى ترسبات الصرامة المنهجية الماركسية التي تشربها قبل دخوله الى عالم الحركات الاسلامية...