وُلد الدكتور سعد الدين العثماني في مدينة إنزكان جنوب المغرب في عام 1956، وحصل على شهادة الباكالوريا سنة 1976 بثانوية عبد الله بن ياسين بإنزكان، وعلى الدكتوراه في الطب العام سنة 1986، بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء.
بدأ نشاطه السياسي في إنزكان وقت أن تعرَف على عبد الله بها، وأسس معه جمعية الشبان المسلمين، ولكن سرعان ما غادر الشابان إنزكان، حيث التحق العثماني بكلية الطب في الدار البيضاء، وعبد الله بها بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة في الرباط. وجد نفسه في قلب المعترك السياسي وفي لجنة النقاشات الداخلية لتنظيم الشبيبة الإسلامية، الذي كان يعيش فترة حرجة بسبب تداعيات تورط بعض أعضائه في عملية اغتيال عمر بن جلون في دجنبر 1975، فَجرت عملية اغتيال عمر بن جلون داخل التنظيم نقاشات حادة حول أساليب العمل وجدوى استعمال العنف، أدت إلى انشقاقات وظهور تنظيمات جديدة منها الجماعة الإسلامية التي تأسست عام 1981 بمبادرة عبد الإله بنكيران وانضم إليه العثماني وعبد الله بها ومحمد يتيم والأمين بوخبزة، ورغم انشقاق العثماني ورفاقه عن تنظيم الشبيبة، واستنكارهم لتوجهاتها، فإنهم لم يسلموا من حملة اعتقالات في بداية 1981 وسط التيارات الأصولية بسبب توزيع الشبيبة الإسلامية لمنشورات معادية للنظام. ومن داخل السجن أعلن بنكيران باسم رفاقه انفصالهم عن تنظيم الشبيبة الإسلامية وتبرأهم من عبد الكريم مطيع وأتباعه.
فُسح الطريق أمام دخول حركة العثماني ورفاقه للمعترك السياسي، لكن ليس عن طريق تأسيس حزب سياسي جديد وإنما عبر احتضانها من طرف حزب الحركة الدستورية الديمقراطية لعبد الكريم الخطيب الذي كان يحظى بتقدير وثقة كبيرين من الحسن الثاني، وكان حزب الخطيب، الذي تأسس في عام 1967 بعد انشقاقه عن الحركة الشعبية، مجرد صدفة شبه فارغة عندما فتح بابه لرفاق العثماني عقب سنوات من الجمود ومقاطعة الانتخابات، فوجد الحزب في رفاق العثماني، الذين انفتح عليهم في عام 1996، دفعة جديدة وقواعد عريضة، ثم دخل الحزب الانتخابات التشريعية في عام 1997 بشكل حذر ورشح عددا محدودا من المرشحين، غير أنه حقق المفاجأة بفوزه بجميع المقاعد التسعة التي ترشح لها، ليبدأ العثماني ورفاقه بعد ذلك مسارا جديدا، مع تغيير اسم الحزب إلى العدالة والتنمية سنة 1999.
وخلال مشوار حياته حصل على دبلوم الدراسات العليا في الدراسات الإسلامية من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط (نونبر 1999)، تحث عنوان "تصرفات الرسول صلى الله عليه بالإمامة وتطبيقاتها الأصولية"، كذلك حصل على دبلوم التخصص في الطب النفسي سنة 1994 المركز الجامعي للطب النفسي، بالدار البيضاء، وشهادة الدراسات العليا في الفقه وأصوله سنة 1987 دار الحديث الحسنية الرباط، وحصل على الإجازة في الشريعة الإسلامية سنة 1983 بكلية الشريعة بأيت ملول.
وقد شغل منصب الأمين عام لحزب العدالة والتنمية منذ أبريل 2004-إلى يوليوز 2008، ورئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية مند يوليوز 2008، وكذلك نائب رئيس مجلس النواب للولاية التشريعية 2010-2011. وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء.