سلسلة روايات تاريخ الإسلام تجسد لنا لوحة رائعة من التاريخ الإسلامي، تأخذنا في رحلة مذهلة منذ بداياته وصولاً إلى الزمن الحاضر. يقوم الكاتب العبقري جرجي زيدان بتركيب هذه السلسلة بعناية فائقة، حيث يمزج بين الوقائع التاريخية وعناصر التشويق والإثارة، ليحث القراء على استكشاف هذا التراث الثمين بشغف ودون ملل. تدخل رواية "المملوك الشارد" ضمن هذه السلسلة، وتقدم لنا نظرة عميقة في الأحداث التاريخية التي شهدتها مصر وسوريا في النصف الأول من القرن التاسع عشر. وتكمن جاذبية الرواية في تسليط الضوء على شخصيات بارزة من تلك الفترة مثل محمد علي باشا الذي شكّل ملامح مصر الحديثة، وإبراهيم باشا خليفته، والأمير بشير الشهابي حاكم لبنان، وأمين بك أحد أمراء المماليك.
Jurji Zaydan جُرجي زيدان: مفكر لبناني، يعد رائد من رواد تجديد علم التاريخ، واللسانيات، وأحد رواد الرواية التاريخية العربية، وعلم من أعلام النهضة الصحفية والأدبية والعلمية الحديثة في العالم العربي، وهو من أخصب مؤلفي العصر الحديث إنتاجًا.
ولد في بيروت عام ١٨٦١م لأسرة مسيحية فقيرة، ورغم شغفه بالمعرفة والقراءة، إلا أنه لم يكمل تعليمه بسبب الظروف المعيشية الصعبة، إلا أنه اتقن اللغتين الفرنسية والإنجليزية، وقد عاود الدراسة بعد ذلك، وانضم إلى كلية الطب، إلا أنه عدل إكمال دراسته فيها، وانتقل إلى كلية الصيدلة، وما لبث أن عدل عن الدراسة فيها هي الأخرى، ولكن بعد أن نال شهادة نجاح في كل من اللغة اللاتينية والطبيعيات والحيوان والنبات والكيمياء والتحليل.
سافر إلي القاهرة، وعمل محررًا بجريدة الزمان اليومية، انتقل بعدها للعمل كمترجم في مكتب المخابرات البريطانية بالقاهرة عام ١٨٨٤م، ورافق الحملة الإنجليزية المتوجهة إلى السودان لفك الحصار الذي أقامته جيوش المهدي على القائد الإنجليزي «غوردون». عاد بعدها إلى وطنه لبنان، ثم سافر إلى لندن، واجتمع بكثير من المستشرقين الذين كان لهم أثر كبير في تكوينه الفكري، ثم عاد إلى القاهرة، ليصدر مجلة الهلال التي كان يقوم على تحريرها بنفسه، وقد أصبحت من أوسع المجلات انتشارًا، وأكثرها شهرة في مصر والعالم العربي.
كان بالإضافة إلى غزارة إنتاجه متنوعًا في موضوعاته، حيث ألَّف في العديد من الحقول المعرفية؛ كالتاريخ والجغرافيا والأدب واللغة والروايات، وعلي الرغم من أن كتابات زيدان في التاريخ والحضارة جاءت لتتجاوز الطرح التقليدي السائد في المنطقة العربية والإسلامية آنذاك والقائم على اجترار مناهج القدامى ورواياتهم في التاريخ دون تجديد وإعمال للعقل والنقد، إلا أن طرحه لم يتجاوز فكرة التمركز حول الغرب الحداثي (الإمبريالي آنذاك)، حيث قرأ التاريخ العربي والإسلامي من منظور استعماري (كولونيالي) فتأثرت كتاباته بمناهج المستشرقين، بما تحمله من نزعة عنصرية في رؤيتها للشرق، تلك النزعة التي أوضحها بعد ذلك جليًّا المفكر الأمريكي الفلسطيني المولد إدوارد سعيد في كتابه «الاستشراق».
رحل عن عالمنا عام ١٩١٤م، ورثاه حينذاك كثير من الشعراء أمثال أحمد شوقي، وخليل مطران، وحافظ إبراهيم.
يمكن لو كنت قرأتها و انا فى عمر 10 سنوات او حتى 15 (على الأكثر) :) كنت استمتعت بها حقا ، كما كنت استمتع بقصص تشارلز ديكنز و حبكات شكسبير و حكايات الف ليله و ليلة وقتذاك :) هي رواية رائعة .. للنشأ .. كتلك الروايات الكلاسيكيه التى تحكي عن النبل و الفروسية ، لها بعد تاريخي نعم .. و لكنه ضحل و غير دقيق .. كما انه لا يخفى على القارئ مغازلة الكاتب الفجة فى روايته لأسرة محمد على الحاكمه فى مصر و فى نظامها حينذاك جهد مشكور على أية حال لكونه عرض عن تلك الفترة من منظور وطنى مسيحي معتدل
جرجي زيدان كان لديه مشروع ذو اهداف نبيلة.. تعريف الشباب بتاريخ العرب بشكل جذاب.. كيف يفعل هذا؟ بأن كتب مجموعة من القصص المقتبسة من التاريخ..
نقطة الضعف في المشروع هى نفسها هدفه! انه موجه للشباب و الناشئة.. فبسبب ان الجمهور المستهدف من الشباب فجرجي زيدان حاول ان يكتب قصصا أبطالها يشعون بطولة و عظمة و شهامة و خير.. يشعون لدرجة إعماء القارئ!! مثلا هنا في الرواية.. فالرجال جميعا تبدو عليهم ملامح الشهامة و الفروسية و المروءة و كل الاخلاق الحميدة.. أما النساء فجميعهن فاضلات كريمات مهذبات جميلات ... شئ غير طبيعي بالمرة أن يكون الجميع هكذا! .. شئ غير طبيعي بالمرة ألا يكون هناك صراعا نفسيا بين الأبطال و تأرجح بين الخير و الشر..
أما الشئ الأكثر غرابة ولاطبيعية فهو كمية المصادفات الهائلة التي تحفل بها الرواية.. مصادفات تبدو مضحكة جدا كان يتوه احدهم في السودان ثم يسيح في الصحراء فيلتقي في سوريا مع قريبه بعد ٧ سنوات!!!!! يسير من السودان إلى سوريا؟!! و يتصادف انه يكون متواجدا في نفس البقعة التي يتواجد فيه قريبه بعد ٧ سنوات؟!! إنها مصادفة شديدة الهزلية! أتفهم أن جرجي حاول أن تكون نهاية القصة نهاية سعيدة.. فالكتاب موجه أصلا إلى النشء و من المنطقي ان نمنحه الأمل في الحياة لا ان نمنحه نهاية تعيسة تعطيه نظرة سوداء عن الحياة.. و مع ذلك فمعظم القراء ممن تخطوا مرحلة المراهقة سيجدون النهاية شديدة الافتعال ..
الكتاب سيعجبك لو كنت تحت العشرين.. فيما عدا ذلك ففي الأغلب ستجده شديد البدائية..
ملحوظة اخيرة: في أحد المشاهد نجد البطل و صديقه يتقدمان لخطبة نفس الفتاة دونما معرفة عن الآخر.. و عندما يعرفان نجد كل منهما يحاول التنازل للآخر عن الفتاة.. فيقول هذا : انها لك.. و يقول الأخر : انها لك! .. كل هذا دون أي اعتبار لرأي الفتاة نفسها!! كأنهما يتنازلان عن كوب من العصير أو عن زوج من الأحذية!!! صورة غاية في الاحتقار لرأي المراة و جعلها مجرد تابعة للرجب .. مجرد "متاع" للرجل يعاملها كما يعامل قطعة أثاث! لكن .. بعد تفكير.. أليست هذه هى النظرة السائدة في مجتماعتنا الشرقية الصحيحة الإسلام؟!
مش عارفة الأحداث اللي حكاها دي كلها حقيقية ولا لأ .. بس اعتقد ان القصة فيها كمية مصادفات لا يمكن تحصل في الحقيقة .. وطريقة التئام شمل الأسرة كانت غريبة جداً مبنية على الصدف اكتر من المنطق والحبكة .. الاحداث شدتني ، والسرد كان معقول لكن كنت حاسة اني بقرأ كتاب من بتوع المدرسة ... قصة من اللي مقررة علينا في الاعدادي او الثانوي .. كمان في مفردات غريبة عليا ماعرفش علشان تاريخية ولا علشان الكاتب لبناني
اعتقد اني ممكن اقراها تاني لو ما كنتش لاقية حاجة اقراها
متوسطه المستوى ....الفكرة جميلة وغير مؤكد صحة الرواية وارتباطها بالوقائع التاريخية ..واغلب الظن انها ليست واقعية ولكنها من خيال المؤلف ..ولكن اظن انها تصلح للناشئين والصغار لكن ادبيا فاجدها اقل من المتوسط
قرأتها ورقية و pdf فى النسخة ال pdf من مؤسسة هنداوي رسوم ظريفة
التعامل الاول مع كتابات جورجي زيدان ... بصراحة كانت تجربة مش ظريفة ..أشبه ب فيلم هندى ركيك و ليس حتى فيلم هندى متقن ... مع حشر ل فقرات تاريخية صريحة مباشرة
الرواية كلها قائمة على غريب اللى بمجرد ما يخطو خطوة بعيدا فى كل مرة لابد و ان يحدث له مكروه فيستلزم شخصا ما لانقاذه منه فيقع هو و اهله أسرى معروف ذلك الرجل الذى انقذه لونجييه و تكرار افقد البناء الروائى معناه و نهاية سعيدة بشكل فج تذكرنى ب نهايات المسلسلات العربي فى موسم رمضان كله اتصلح ...كله فرح ...كدا فجاءة
لن يمكننى الحكم على كتابات جورجي زيدان قبل قراءة عمل آخر له لكى أتاكد هل كان هذا العمل مصادفة ركيك ام هى عادة كل أعمال جورجي زيدان التاريخية ؟ فلنا لقاء آخر
و إن كنت أرى ان كتابات على أحمد باكثير الروائية التاريخية هى افضل
قرأتُ كتابين من قبل لجرجي زيدان عن اللغة العربية، وقد جذبني إليه اهتمامهُ بإحياء اللغة والتراث وبتأسيس أدب عربي مماثلٍ للأدب الغربي في استقلاليته وخصوصيته الثقافية، وهو أمر أهتم به أيضاً. إضافةً إلى ذلك، تعجبني في جرجي زيدان لغته المميزة، خصوصاً وأنه عاش في نهاية القرن التاسع عشر بفترة فريدة في التاريخ العربي والتي كَثُرت فيها الحركات الفكرية والنهضوية. للأسف، تبيّن لي (من هذه التجربة على الأقلّ) أن رواياته ليست مثل كتبه، فهو ليس قاصاً بارعاً بالقدر الذي كنتُ أتمنَّاه.
تتحدث الرواية، بحسب جرجي زيدان، عن حكاية حقيقية وقعت في بلاد الشام ومصر بزمن دولة محمد علي باشا، إذ تمتدّ أحداثها تقريبياً بين سنة 1815 إلى 1840م. ومن الطبيعي أن الجانب الحقيقي في القصة يمكنُ اختزاله بصفحة أو صفحتين، وأما الباقي فهو إضافات وتفاصيل وأوصاف من وحي خيال المؤلّف، وهذا أمر متعارفٌ عليه ولا مشكلة فيه. وأما المشكلة فهي في نوع هذه التفصيلات التي أضافها. لو طلب من أن أُقيّم القصة بالمقياس الفئوي ("الروبريك") المتعارف عليه في امتحانات الأدب، فسوف أمنحها 10/5 نجوم للحبكة، و10/6 نجوم للسّرد، و10/2 نجوم لواقعية الشخصيات.
هذه الرواية هي تجسيدٌ سلبي جداً لواحدة من أكثر النصائح شهرة في الأدب القصصي، وهي: "Show, don't tell". حبكة الرواية ليست جيدة، ولكنها مقبولة إذا عُرِضَت بطريقة واقعية، وأما أسلوب جرجي زيدان فهو يقفزُ بين الأحداث بسرعة مذهلة ويرويها لك وكأنها كتاب مدرسي في التاريخ، وليس كأنها قصة.
فهو يعطي القارئ معلومات أكثر من اللازم في جميع المواقف، بحيثُ أن معظم المفاجآت والعلاقات الخفيَّة بين الشخصيات تكون مكشوفة للقارئ من بداية القصة تقريباً (والقصة تتحدث عن ضياع امرأة من أسرة المماليك عن زوجها في مصر ولمّ الشمل بينهم، بعد عشرين عاماً، في لبنان، وهو أمر لن يخفى عليك منذ الصفحات الأولى). ثُمَّ إنه يصف الشخصيات فور ظهورها بكامل الأوصاف، دون أن يترك فرصة للقارئ ليكتشفها بنفسه وبطريقته، وتتميّز كل هذه الشخصيات بتطرّفها الشديد في الخير والشر، وبسذاجة غير عادية، تتضّح في أكبر صورها عندما يقعُ بطل القصة الشابّ بحب فتاة التقى بها والتقت به لمدة خمس دقائق، ومن ثم يتوقّع المؤلف منا أن نتابع علاقتهما بشغفٍ وتجاوزهما للصعاب ليقترنا بالزواج بعد هذه المعرفة الطويلة.
كان هدفي الأساسي من قراءة هذه القصة هو تقوية لغتي العربية، ولذلك فإني راضٍ بما حصلتُ منها عليه. رغم ذلك، لا يمكنني أن أنصحَ شخصاً غيري بقراءتها، ولا يمكنني القول أني سعيد بما هي عليه، إذ إني لا زلتُ أسعى جاهداً لأجد أدباً روائياً جيّداً باللغة العربية، وأرجو حقاً أن أجد ما هو أفضل حالاً من هذه.
على الرغم من افتراض ان جورجي زيدان يكت الروايات التاريخية ... ولكنني لم أقتنع المرة أن هذا الرواية قد تكون لها اي علاقة التاريخ لما فيها من المبالغات , وحتى وان مانت الاحداث حقيقة , فعرضه لتلك الاحداث أسلوب مبالغ فيه افقده المصداقية
هذه الرواية هي الأولى التي أقرأها لجورجي زيدان , وهي التي جعلتني اقرر بأن تكون الأخيرة أيضا :(
رواية مشوقة ولكن بها الكثير من المبالغات، وكأنه فيلم عربي قديم. أحب قراءة أعمال جرجي زيدان لأسلوبه المميز في اللغة العربية إلى جانب أن رواياته التاريخية تكسر الحاجز أمام القاريء لفترة تاريخية بعينها لا أكثر. الحقبة التاريخية التي تدور فيها الأحداث بعد تولي محمد علي باشا الحكم وفتوحاته مع ولده الأكبر إبراهيم باشا والحروب الوهابية في الحجاز إلى جانب فتح السودان.
تبدأُ الروايةُ في أحدِ أيّامِ ديسمبر شديدةِ البرودة؛ إذ يَطرُقُ بابَ الدّار، فيفتحُ الرئيسُ الباب، وإذا أمامَه خادمٌ وامرأةٌ ورضيعُها، وفي أعينِهم مَشَقّةٌ ووَهَن. فاستقبلهم وأكرمهم كعادةِ أهلِ المنطقة، وبعدما استعادوا طاقتَهم بدأتِ المرأةُ، وتُدعى جمليّة، في سردِ قصّتِها منذ خرجتْ من مصر، مروراً بعكّا، حيثُ فَقَدَت ولدَها سليم الذي غَرِقَ في البحر، إلى أن وصلت إلى الدار. فأشفق الرئيسُ على حالِها، تلك المسكينةِ التي كانت دموعُها تتساقطُ سريعاً من عينيها، فهدّأها وعزّاها في موتِ ولدِها الأكبر.
وفي الصباحِ التالي، يستدعي أميرُ المنطقةِ الجُبيلة بشير الرئيسَ ليستقصي عن زوّارِه (إذ أخبره جواسيسُه عن مكوثهم في الدار)، ومن ثمّ طَلَبَ إحضارَهم. فتفاجأ بامرأةٍ شديدةِ الحُسنِ والجمال تُدعى جمليّة، وفي يديها رضيعُها وخادمُها سعيد. فأخذت تُحدّثه بسطحيةٍ وغموضٍ أنّها قادمةٌ من بلادٍ بعيدةٍ دون الخوضِ في التفاصيل، فاحترم الأميرُ رغبتَها، وعرض عليها أن تسكنَ في قصره هو وزوجتُه إكراماً لها، فأنزلها منزلةَ الضيف العزيز.
تمرُّ السنين، ويكبرُ الرضيعُ ويصبحُ غُلاماً واسمه غريب، نشأ وهو يظنّ أنه ابنُ الأميرِ بشير، وأنّ أميناً أخوه وخليلُه. وفي أحدِ الأيام، خرج الأميرُ بشير إلى مصر، وأمر بقدومِ غريب. وبالفعل ارتحلوا مع الموكب، وعند وصولِهم ذهبوا إلى إسطبلِ الأحصنة، فكانت الأنظارُ على غريب لما يملكُه من صفاتٍ تُثير الدهشة؛ من فروسيةٍ وشجاعة. فامتطى حصاناً عنيداً، وفجأةً جرى الحصانُ به نحو الصحراء، ولم يلحظه أحد، ظنّاً منهم أنّ الحصانَ جرى بإرادتِه.
وبعد مدّةٍ طويلةٍ من البحث، وجده أمينٌ في خيمةِ شخصٍ يُدعى أمين بك، والذي أنقذ غريباً من الموت بعدما عثر عليه مغمىً عليه ومنهوباً، فضمّد جراحَه واعتنى به. ولدى استيقاظ غريب، عاد مع أمين إلى الأميرِ بشير، وأخبروه عن أمين بك. فأخبره أمين بك أنّه المملوكُ الوحيد الناجي من المذبحة، وأنه ترك زوجتَه وابنَه في مصر وهرب خوفاً على حياتِه، وطلب أن يتوسّط له الأميرُ عند عزيز مصر. فاستجاب له، وعفا عنه العزيز.
لكن حين لم يجد أمين بك زوجتَه، ظنّها ماتت، فاكتأب، وذهب ليحارب مع جنودِ العزيز في السودان طالباً للموت. ولم يكن الأميرُ يعلم غايتَه تلك.
عاد الأميرُ وموكبُه إلى لبنان. وفي قصره، دارت أحاديثٌ عن سفرته، فاكتشفت جمليّة أنّ أمين بك هو زوجُها الذي ظنّت أنّه قُتِل، واكتشف الأميرُ أنّ جمليّة هي ذاتُها الأميرة سلمى التي هربت سِرّاً مع رجلٍ بعد أن كانت على أبوابِ الزواج ممّن لا ترغب به. فسامحها الأمير، وبدأ يبحث عن زوجها بعدما علم أنه ذهب طالباً للموت في السودان.
يعرض الخادمُ سعيد أن يرتحلَ ليجلبَ سيّده. وبعد عناءٍ وسنواتٍ من البحث، يجده أخيراً، لكن قبل أن يُخبره بمكانِ زوجتِه، يضربه أمين بك ظنّاً أنه جنديّ يريد قتله. فأخبره سعيدٌ بأنّ سلمى حيّة. وفي تلك اللحظة، اقتحم الجنودُ المكان، فهرب أمين بك خوفاً على حياتِه التي استعادَت قيمتَها. وفي طريقه إلى مصر بحثاً عن سلمى، قابل غريباً صدفةً وهو خارجٌ من مصر، فسار معه إلى بيت الدين، وهو لا يعلم أنّه ابنُه، ولا أنّه ذاهبٌ إلى زوجتِه سلمى.
وصلوا، وحدثت المقابلة التي أدّت إلى إغماءِ أمين بك وسلمى، وعادت الفرحةُ للزوجين.
يُضطرّ الأميرُ ومن معه إلى الذهابِ إلى عكّا للتفاوض مع إبراهيم باشا. وأثناء تجوّلِ غريب، يُقبض عليه من قِبَلِ جنودِ خصيمِ الأمير بشير وإبراهيم، فيُسجَن، ثم يهربُ بمساعدةِ شخصٍ يدعى سالم آغا. ويذهب إلى والده ويخبره بما حدث. فيقابل الأميرُ سالمًا ليكافئه، فيطلب سالمٌ أن يتوسّط له الأميرُ عند إبراهيم باشا، لأنه ترك جيشَه من غير سببٍ وجيه، وندم وقرر العودة. فيعود بالفعل.
وبعد أشهر، يغلبُ الشوقُ غريباً لوالدتِه، فيطلب من الأمير أن يعود إلى لبنان، فيأذن له. وفي الطريق، يعترضه ملثمون، فتخرج فتاةٌ تُدعى سعدى، فتنقذه وتضمّد جراحَه، فيقعان في الحب. وعندما أراد خطبتَها، صُدم بأنّ سالم آغا خطبها. فقرر أن يتخلى عنها، لكن حين علم سالم بذلك، تراجع، وقرر أن يتزوج امرأةً أخرى حتى لا يفقد غريبٌ فرصةَ الزواج بسعدى.
ودعا غريبٌ سالمًا إلى القصر، وعرّفه على العائلة. وبعد طول حديثٍ بين سالم وغريب وسلْمى، اكتشفوا أنّ سالم آغا هو سليم ابن سلمى المفقود في عكّا. وبعدها تزوج غريبٌ من سعدى، وانتقلوا إلى مالطا مع الأمير بشير وموكبِه.
وبعد عامين، تُوفّي الأميرُ بشير، وانتهى ذِكرُهم، ولم يُعرَف ما حلّ بهم بعد ذلك.
قراءة أخرى لجرجي زيدان، و كالعادة كل قراءة أفضل من سابقتها، أنهيتها في رحلتين بالقطار، المثير للإعجاب في الرواية هو حجم الشهامة و النبل و الفروسية و المهابة، و الأمانة و العديد من الصفات الحميدة التي يتمتع بها أغلب شخصيات الرواية، حبذا لو كانت جميع كتب جرجي زيدان متوفرة لدي منذ صغري، لتمتعت و استفدت و لتعلمت عن تاريخنا و تاريخ الفتوحات الإسلامية الكثير برغم بساطة المعلومات المقدمة بطريقة الكاتب المميزة التي تبعد الملل عن القارئ و تشده إلى الأحداث و الوقائع التارخية... للأسف أنا أجد نفسي متأخرة كثيرا فيما يخص قراءة الكتب.ـ
الكاتب وهو في غنى عن التعريف إلا إنه كان سابق عصره بشوية، عارف إن التأريخ العادي الموجود في كل كتب التاريخ –على عظمة المجهود المبذول فيه- لن يصل إلى نسبة كبيرة من الناس. الحكاية. الحكاية على مر التاريخ هي اللي بتقعد. وبالتالي كانت سلسلة روايات تاريخ الإسلام, الكاتب كمان وده عرفانا ببعض ما له من منجزات أسس مجلة الهلال، الحقيقة دار الهلال يعني جرجي زيدان.
ندخل في الكتاب.واللي نزل أول مرة سنة 1996. كتابي نسخة دار الهلال، إصدار قديم حبتين، باين ليكم من الغلاف، بس جميل واللوحة الحقيقة مصورة مشهد يفتح النفس على قرايتها. الرواية 240 صفحة وخطها واضح كده وكبير، كمان مقسمة إلى 50 فصل بتتراوح من 4 لحد 7 أو 8 صفحات. يعني من الآخر مش هتتعبك وانت بتقرأ.
لو عدى عليك قبل كده كتاب ألف ليلة وليلة، فانت قدام رواية فيها لمحات من طريقة كتابتها، وخد بالك أنا قلت طريقة مش أحداث. وده اللي ماشي على أغلب الرواية، إلا إنه فيه فصلين تلاتة كده بتكون حاسس إنك فعلا في قصة من قصص ألف ليلة وليلة. الرواية في مطلقها لغتها مش صعبة، إلا أنها لا تخلو من الجمل ذات الفصحى القوية. يعني هتكتسب كم ألفاظ محترم وانت بتقرأ. طريقة الكتابة الحقيقة غير مملة على الإطلاق، إلا إن بعض الأحداث ممكن تكون بالنسبالي فاترة مش واخدة حقها، أو من الممكن حذفها بالكلية.
أبطال الرواية كتير رغم إسمها الموحي بحكاية البطل الواحد، ورغم إن موضوع الأبطال الكتير ده بيبقى دافع لعدم الملل، إلا إنه بيبقى فيه شئ من المجازفة وإلا الميزان يختل ويوقع بطل ولا اتنين. بس ده محصلش والرواية عدت بكل عناصرها دونما خلل.
ولأن تعدد الأبطال خلق تعدد أماكن، ولاختلاف حكاياتهم بين الماضي والحاضر خلق أزمنة كمان مختلفة، فلازم الواحد يحيي المؤلف أشد التحية إنه قدر يربط كل خيوط الزمان والمكان دي ويخلي كل فصل يسلم التاني بأريحية من غير قفلات ناقصة أو سخيفة.
يمكن أكتر حاجة ضايقتني كحد بيحب الوصف المفصل لكل مكان ومشهد هو اعتماده على توالي الأحداث، مع شوية وصف يادوب بس لتوضيح المشهد، ومع قلة الوصف ده إلا إنه جميل وبسيط. الرواية مناسبة لكل الأعمار. مدخل كويس جدا لحد عايز يفتح نفسه على التاريخ أو يستزيد من الشعر بيتا.
أعتقد أن الكاتب أسهب في رواية القصة الخيالية متناسياً أنه قد تم اسقاطها على أحداث تاريخية، وقد ذكر الجانب التاريخي بشكل مبسط بل أنه أخلّ ببعض جوانب الحدث التاريخي و محاها بغيت الإختصار و عدم الإطالة. إضافة إلى أن حبكة القصة الخيالية ضعيفة نوعاً ما، و المصادفات فيها غير منطقية، إضافة إلى أن ختامها كان سريعاً و بصدفة لا يقبلها العقل. أشعر أن الكاتب أراد فقط انهاء الرواية فجعل لمّ الشمل صدفة حمقاء.
أعتقد أن الكتاب يناسب للأعمار الصغيرة ، و من يفضل قراءة التاريخ بشكل سطحي غير متعمق. أحببت فكرة ادخال اللهجة السودانية ، و بالمجمل كانت الرواية خفيفة ذات أسلوب بسيط و ملغة واضحة غير متكلفة. جهد لابأس به كأول رواية تاريخية للكاتب.
بغض النظر عن الدقة التاريخية، يرصد جرجي زيدان في روايته المملوك الشارد، سيرة خيالية أمين بك، المملوك الذي نجى من مذبحة القلعة الشهيرة، واوديسة هروبه من الموت إلى السودان والشام، بينما يعرض في خلفية الحدث توسع محمد علي في السودان والشام، وطموحات بشير الشهابي. وكأي رواية، فإن الدقة التاريخية للحدث ليست موضوع للتقييم، ولكن تبقى الجودة الأدبية، وعلى الرغم من الجودة اللغوية، إلا أن الحبكة أفسدتها الصفحات الطوال من السرد التاريخي والمصادفات المتكررة، ولعل هذه النقائص من خصائص الرواية التاريخية في هذه المرحلة، حتى في أعمال أدباء غربيين مثل والتر سكوت.
الرواية محققتش مرادي أو توقعاتي عن الفترة التاريخية دي. الحبكة الدرامية هزيلة جدا و الأحداث بعيدة عن المنطقية و كأن الكاتب في سبيل الوصول للنهاية السعيدة يقرب البعيد و يحيي الموتي و يزوج الإخوة بحيث متخلصش الرواية غير و كل الشخصيات سعيدة و كأنها فحلم أو وهم. السرد التاريخي أقل من المتوسط، كان ممكن يستعمل أدوات التاريخ في نسج حكاية متماسكة أكتر من كدا و كان يقدر يدخل عناصر التاريخ في الفترة دي بشكل أكثر حيوية و اكثر تأثير علي القاريء. الرواية بشكل عام أقل من الجيد لو أنت متمرس في قراءة الروايات و الحكايات خصوصاً لو بتقرأ للأدب الواقعي بكثرة هتلاقي الكتاب دا وهم أو حلم مش أكتر
يحسب لجورچي زيدان حبه أن يتعرف الجيل الجديد على تاريخه القديم في صورة روايات حدثت أثناء تلك الوقائع الشهيرة وقد علمت عنه شغفه بتلك الروايات وانه كان لا ينام من الليل إلا قليلا ويسهر بالكتابه فكانت إصداراته غيث لا ينقطع وسبق لي ان قرأت له أرمانوسة المصرية وأعجبت بها ولكن هنا في المملوك الشارد أصاب الضعف الرواية بكثرة المصادفات فالعائلة تفرقت ثلاثون سنة ثم تم الشمل بأسلوب الفيلم الهندي فبدت الرواية في نهايتها مضحكة بعد أن كانت في بدايتها قوية متماسكة
من الروايات الرائعه ....و لكن مشكله الكاتب انه بيهتم بتفاصيل المناظر الطبيعيه ....مما يؤدى الى وصول القارئ لحاله الممل لخروجه عن الأحداث الرئيسية ...مش عارفه هو طريقه الكاتب كده ولا الرواية ليها ظروف خاصه
روايه جيده ذات احداث مسليه تلقي الضوء علي فترة زمنيه معينه و هي 1805 مزبحه القلعة و لكن خيال المؤلف متسع لدرجه الجموح في المصادفات التس تحملها هذه الروايه
قراته لما كنت صغيرة لااتدكر بالتحديد كم كان عمري حينها حتى اني نسيت مضمون القصة لكن الدي اتدكره ان القصة اعجبتني ساحاول ان اقرئها من جديد قريبا بعد ماانتهي من الامتحانات