ضو البيت / بندرشاه

بندرشاه #1

by Tayeb Salih, الطيب صالح

النيل والفرات:
سرت وراء الصوت في جوف الظلام وأنا لا أدري هل أنا أسير إلى وراء أم إلى أمام. كانت قدماء تغوصان في الرمل، ثم أحسست كأنني أسير في الهواء، سابحاً دون مشقة، والأعوام تنحسر عن كاهلي، كما يتخفف المرء من ثيابه. ارتفعت أمامي قلعة ذات قباب عالية، يتوهج الضوء من نوافذها.. ارتفعت كجزيرة سابحة في لجة. وصلت الباب يحدوني الصوت، فإذا حراس تمنطقوا بالخناجر، فتحوا الباب، كأنهم ينتظرون مقدمي، وسرت وراء الصوت في دهليز طويل، ذي أبواب، على كل باب حرس، حق انتهينا إلى قاعة واسعة مضاءة بآلاف القناديل والمصابيح والشموع.. وكان في صدر القاعة، قبالة الباب، منصة مرتفعة، عليها عرش، كرسي عن يمين وكرسي عن شمال وعلى الجانبين وقف أناس طأطأوا رؤوسهم.. كان المكان صامتاً، لا كما تنعدم الضجة. ولكن كأن النطق لم يخلق بعد.
تبعت الصوت حتى وجدت نفسي مائلاً أمام الجالس على العرش. وجه ناعم السواد مثل المخمل، وعينان زرقاوان تلمعان بمكر كوني.. خيل إلي أنني رأيت ذلك الوجه من قبل، في عصر من العصور. وقال الصوت "أهلاً وسهلاً بابننا محيميد" الصوت ذاته الذي ناداني من قبل، وجاء يحدوني إلى هنا، صوت جدي لا مراء في ذلك، والوجه وجه بندر شاه، يا للعجب. ومرت بي لحظة إدراك سريعة، عابرة، عرفت فيها كل شيء، كأنني في تلك اللحظة فهمت سر الحياة والكون. ولكنها ضاعت كما جاءت، ولم أعد اذكر شيئاً. ما عدت اذكر ألا الاسم السحري، بندر شاه, ونظرت فإذا الجالس عن يمينه نسخة أخرى منه، كأنه هو، وفهمت.

Genres: Novels, Sudan, Literature, Fiction

144 pages, Paperback

First published January 1, 1971

About the author

The Sudanese writer al-Tayyib Salih (Arabic: الطيب صالح)has been described as the "genius of the modern Arabic novel." He has lived abroad for most of his life, yet his fiction is firmly rooted in the village in which he spent his early years. His most well-known work is the modern classic Mawsim al-hijra ila’l-shamal (1967; Season of Migration to the North), which received great critical attention and brought new vitality to the Arab novel.

Salih has not been a prolific writer; his early work, including Season of Migration to the North, remains the best of his oeuvre. He has received critical acclaim in both the west and the east. In Sudan he is without rival, and his writing has played a considerable part in drawing attention to Sudanese literature. Arabic literature has been dominated by social criticism, social realism, and committed literature depicting the bitter realities of life; Salih managed to break with this trend and return to the roots of his culture, capturing the mystery, magic, humor, sorrows, and celebrations of rural life and popular religion.

الطيب صالح أديب عربي من السودان ولد عام (1348هـ - 1929م ) في إقليم مروي شمالي السودان بقرية كَرْمَكوْل بالقرب من قرية دبة الفقراء وهي إحدى قرى قبيلة الركابية التي ينتسب إليها. عاش مطلع حياته وطفولته في ذلك الإقليم, وفي شبابه انتقل إلى الخرطوم لإكمال دراسته فحصل من جامعتها على درجة البكالوريوس في العلوم. سافر إلى إنجلترا حيث واصل دراسته, وغيّر تخصصه إلى دراسة الشؤون الدولية.
تنقل الطيب صالح بين عدة مواقع مهنية فعدا عن خبرة قصيرة في إدارة مدرسة، عمل الطيب صالح لسنوات طويلة من حياته في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية, وترقى بها حتى وصل إلى منصب مدير قسم الدراما, وبعد استقالته من البي بي سي عاد إلى السودان وعمل لفترة في الإذاعة السودانية, ثم هاجر إلى دولة قطر وعمل في وزارة إعلامها وكيلاً ومشرفاً على أجهزتها. عمل بعد ذلك مديراً إقليمياً بمنظمة اليونيسكو في باريس, وعمل ممثلاً لهذه المنظمة في الخليج العربي. ويمكن القول أن حالة الترحال والتنقل بين الشرق والغرب والشمال والجنوب أكسبته خبرة واسعة بأحوال الحياة والعالم وأهم من ذلك أحوال أمته وقضاياها وهو ما وظفه في كتاباته وأعماله الروائية وخاصة روايته العالمية "موسم الهجرة إلى الشمال".
كتب العديد من الروايات التي ترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة وهي « موسم الهجرة إلى الشمال» و«عرس الزين» و«مريود» و«ضو البيت» و«دومة ود حامد» و«منسى».. تعتبر روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" واحدة من أفضل مائة رواية في العالم .. وقد حصلت على العديد من الجوائز .. وقد نشرت لأول مرة في اواخر الستينات من القرن ال-20 في بيروت وتم تتويجه ك"عبقري الادب العربي". في عام 2001 تم الاعتراف بكتابه على يد الاكاديميا العربية في دمشق على انه "الرواية العربية الأفضل في القرن ال-20.) أصدر الطيب صالح ثلاث روايات وعدة مجموعات قصصية قصير

Reviews

[BookHunter M ُH َM َD · Rating 2 out of 5]

نحن كما ترى. نعيش تحت ستر المهيمن الديان. حياتنا كد و شظف لكن قلوبنا عامرة بالرضى. قابلين بقسمتنا ال قسمها الله لنا. نصلي فروضنا و نحفظ عروضنا متحزمين و متلزمين على نوايب الزمان و صروف القدر. الكثير لا يبطرنا و القليل لا يقلقنا. حياتنا طريقها مرسوم و معلوم من المهد إلى اللحد. القليل ال عندنا عملناه بسواعدنا. ما تعدينا على حقوق انسان. و لا أكلنا ربا و لا سحت. ناس سلام وقت السلام و ناس غضب وقت الغضب. ال ما يعرفنا يظن أننا ضعاف اذا نفخنا الهواء يرمينا. لكننا في الحقيقة مثل شجر الحراز النابت في الحقول.

ليس هناك وصفا للشعب السوداني أبلغ و لا أدق من هذا و رغم أن الوصف لأهل القرية التي تدور فيها الرواية إلا أنه ينسحب على بلد بأكمله.
ثنائية بندرشاه هي بعض أساطير الذكريات من قرية الطيب صالح و التي أوردها في هذا الجزء بعنوان ضو البيت و تبعه بالجزء الآخر مريود .
أسلوب السرد ملتبس لا تكاد تربط الأحداث ببعضها أو تفهم تسلسلها أو تستوعب أشخاصها إلا قبل النهاية بقليل و بالكاد.

[عبدالله ناصر · Rating 3 out of 5]

في هذه الرواية القصيرة - كما هو الحال بالنسبة لروايات الطيب صالح - يخوض الكاتب في أكثر من بعد سياسي و أخلاقي. تبدأ الرواية بأحاديث الكهول الذين يترحمون على الماضي و على ود حامد أيام زمان - لن ينسى عشاق الطيب ود حامد أبداً - و على الزعيم محجوب الذي فقد زعامته بخلاف دب مع أبناء أخته أولاد بكري و الذين سينجحون في خلعه من منصبه بعد ما يزيد عن ثلاثين سنة من التصاقه بذلك المنصب. و في الجزء الثاني من الرواية - إن صحت تجزئتها - سيأتي الحلم الذي ينادي كل شخص بمفرده و هذا الجزء على الرغم من جماله إلا أنه مثير للحيرة حيث تتداخل الأحلام و في الجزء الثالث و هو المفضل بالنسبة لي حكاية ضو البيت و حديث محمود العميق جداً و المعبّر إذ يقول :

" يا عبد الله. نحن كما ترى نعيش تحت ستر المهيمن الديان. حياتنا كد وشظف لكن قلوبنا عامرة بالرضي قابلين بقسمتنا ال قسمها الله لنا. نصلي فروضنا ونحفظ عروضنا متحزمين ومتلزمين على نوايب الزمان وصروف القدر. الكثير لا يبطرنا والقليل لا يقلقنا، حياتنا طريقها مرسوم ومعلوم من المهد إلى اللحد. القليل ال عندنا عملنا بسواعدنا ما تعدينا على حقوق إنسان ولا أكلنا ربا ولا سحت. ناس سلام وقت السلام وناس غضب وقت الغضب. ال ما يعرفنا يظن إننا ضعاف إذا نفخنا الهواء يرمينا، لكننا في الحقيقة مثل شجر الحراز النابت في الحقول... "

و هناك تكملة للرواية " بندر شاه - مريود " و يمكن اعتبارها مع الرواية العملاقة " موسم الهجرة للشمال " ثلاثية الطيب. لا يعيب الرواية من وجهة نظري سوى كثرة الشخصيات و سودنة الحوارات أكثر مما يجب.

[Karim Hikal · Rating 4 out of 5]

رواية مشوشة .. لا اعرف كيف تمكن الطيب صالح من كتابة رواية متداخلة بهذا الشكل
أعجبنى نصف الرواية الثاني الذى يحكى فيه قصة ضو البيت
احسست الرواية أقرب ما تكون لأسطورة ,,

[Ahmad Abdel Hamid · Rating 4 out of 5]

هذا النص العبقري كُتب بين الحُلمِ واليقظة.

[Eslam الغني · Rating 3 out of 5]

ثلاثية الإغتراب والفقد والحنين،الغرائبية حاضرة،وعالم الأمس وعالم اليوم...

[Ali Alshalali · Rating 5 out of 5]

رواية ممتعة جدا ممزوجة بخيال رائع تنقلك الاحداث فيها لعوالم القرية السودانية الجميلة مع تغير الاحداث في قرية ود حامد التي سيطر عليها الشباب وتنحا القدماء .

يجب ان تقراء اولا مرويد و عرس الزين لتفهم وقائع القصة جيدا

[سماح عطية · Rating 1 out of 5]

إن صَنفتُ أحداث الرواية على أنها خيالية؛
حينها سيكون للكاتب مني تحية لقدرته الفائقة على دمج الواقع بالخيال ،

أمَا وقد قرأت جزءها الثاني مريود
فأظن أن صبغة الخيال لم تكن تَعني الكاتب بقدر عنايته بتمجيد قدر الصوفية ،
و إضافة هالة هلامية حولها تشعر المتلقي بثقل زائف فيها ،
وتزيل عنها التطرف بصبغة عشقية غير واقعية ..

وهل طُلب منّا أهل الإسلام رهبانية العشق الإلهي ؟!
ألم يقل رسولنا _ صلى الله عليه وسلم _ حين بلغه خبر من أراد الإنقطاع عن الزواج للعبادة

قَالَ : " أَمَّا بَعْدُ ، فَمَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا كَذَا وَكَذَا ،
لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ ، وَأَنَامُ وَأُصَلِّي ، وَأتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ،
فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي " .

وهل عشق المتصوفة لله عز وجل ارتفع حتى جاء بما لم يأتِ به الصحابة والتابعين من كرامات !
على كلِّ استفدتُ من قراءتي تلك ؛ بمعرفة الكلام الذي يخدع به التصوف المتطرف مريديه .

[مروان البلوشي · Rating 3 out of 5]

تاريخ القراءة الأصلي : ٢٠٠٠
أفضل من الجزء الثاني، وكأن الطيب يصارع ذاكرته لكي يهزم مثالية ذاكرته..حسب فهمي لهذه الحكاية

[إيمان · Rating 4 out of 5]

نص قصير، مبهر و مكثف من قلب البيئة القروية السودانية لعرَاب الواقعية العجائبيَة في عالمنا العربي... لا أفهم سر انخفاض تقييم الرواية سوى كون بنائها
القصصي مراوغا قد يستعصى على الفهم
تمت
الليلة الأخيرة من 2022

[yoyo · Rating 5 out of 5]

ضو البيت.. أسم على مسمى.. ذلك الغريب الذي ارتمي على ضفاف النيل طالبا للزاد والمأوى الذي ضاعت ذاكرته ولم يتذكر حتى أسمه وفجأه وجد نفسه في ديار ود حامد.. لونه ابيض كالحليب وعيونه زرقا زي زرقة السما.

على حسب تقديري الشخصي والذي لمح له الطيب أن الضو البيت تركي اتى من الصعيد هاربا من الحرب..تحول من غريب هارب الى أخ وحبيب لاهل وحد حمد .. دخل الاسلام وزرع الارض وحرثها ولبس الجلابيه وناسب اهلهم وولد بندر شاه العجيب المشهور عند بلدهم.
بندر شاه الذي عتم عن قصته الطيب صالح لانه خصص رواية كامله عنه.. الا اني احسست جو السلاطين والاساطير حيث يحكي عنه بالشده والقوة وان له احدى عشر ابنا.. وحيث الجواري والخمر ودواليك.

الجدير بالذكر أن. رواية ضو البيت إمتداد لرواية عرس الزين نفس الشخصيات والبلد .. فقط الفاصل عشره سنين او اكثر بين حقبة عرس الزين وضو البيت ولسه السلسله تستمر.
فعلا الطيب صالح يسافر بيك لعوالم عجيبه ..يمزج بين ااخيال والواقع.. بين التراث وافكارنا.. يبين لينا القديم بعيييد وجميل لكن في نفس الوقت صعب التحمل ومرهق وصعب.. كل هذه الصراعات والتضاربات تتمثل في محيمد الذي درس وسلك سكة المدارس حتى اصبح افندي و يعمل مع الحكومه وهو كان حلمه من قديم الازل انه يصبح مزارع بسيط.. يتمرمغ في الطين والتراب ويعاين للسما والبدر الكامل التمام.. الذي يكون باهت مع اضواء المدينة الصاخبه!
اخيرا اعجيتني جدا الروايه وكل مافيها.. اكتشفت اللغه السودانيه من جديد مع الطيب الصالح وحبيتها اكثر من منطلق لسانه.. بتكلمها زي انها شعر ييتغنى بيهو مع دق الدفوف.. يجعل الناس تتمايل ويطرب الاذن. فعلا تستحف الخمس نجوم.

[Heba Tariq · Rating 3 out of 5]

فالحقيقة أنا باختار القراءة للطيب صالح
نظراً لحرصه الشديد على استخدام اللهجة السودانية
بتعبيراتها الكاملة مع إضافة توضيحات لمعانى الكلمات
و اللهجة السودانية مُبهجة بصراحة :)))

[حسين الضو · Rating 3 out of 5]

الروايات السودانية فيها خفة مغرية جدا

[Roaa ali · Rating 3 out of 5]

ود حامد قريه مليئه بالشخصيات و الحب و مختلف الاهتمامات
محيمد و جده.. مريوم و ااطاهر ود الرواسي.. محمود عشا البايتات و اولاد بكري..
لم تعجببني الروايه الا بعد قراءتي لجزءها الثاني مريود.. و اعرف ان لهذه الروايه اعمق من الاثر الذي زرع بداخلي .. اتمنى قراءتها مجددا.. بروح اعمق لان داخل السطور كثير من الافكار في قليل من الكلمات

[Mahmoud Ezzat محمود عزت · Rating 5 out of 5]

الطيب صالح...نسيج وحده

[Abeer · Rating 3 out of 5]

لا تستطيع أن تشعر أصلا بأنها رواية مكتوبة
شيء من جو الاساطير و الحكايات الشعبية يجتاحها .. فتشعر أن جدتك "السودانية" تحكي..
أحببت الجزء الاخير منها.. والاسم "ضو البيت" ..اسم بمغزى

[Batool ahmad]

لا تعليق ، سوى أني أرفض الحوارات العامية
فقدت تركيزي من أول صفحة ، حتى ماكنت قادرةً على الإلمام بالشخوص ،
ولأني لم أكن متحمسةً لقراءتها فلم أحاول ذلك ايضاً

[زهرة منصور · Rating 3 out of 5]

هذه الرواية يمكن تفسيرها بأنها أضغاث احلام أو مجموعة حكايات من قلب البيئة السودانية غير مترابطة نوعا ما ، أو حكايات مملة وغريبة كل هذا في ظاهرها للرواية . لكن هناك فرق بين الرواية الممتعة العادية وبين الرواية التي تحمل أفكارا ومنظورا أوضح لفهم واقعك السياسي أو الاجتماعي أو تفسيرا للنفس الانسانية، الرواية أنواع والقارئ الجيد يتذوق الرواية بشكل جيد يقرأها بعقل متفتح ليفهم ما وراءها.

ليس من السهل قراءة الطيب صالح تحتاج لأن تكون متيقظ جيدا لتفهمه جيدا.

لا أصدق أن هذا الرجل يكتب عن تفاصيل بيئته وبهذه الحميمية وعن هموم وطنه وهو مغترب عنه ، أظن أن هذا فعل الحنين سمعت هذه الجملة من أمير تاج السر . ايضا يُقال أن المغتربين هم الأقرب إلى أوطانهم حتى لو اختاروا البعد لهم نظرة أخرى ومختلفة عن الذين يعيشون في داخل الوطن، أسقط هذا على واقعي في فلسطين وأراه حقيقة ، حبهم وانتماءهم ونظرتهم مختلفة .

الروائي الذي ينجح في روايته هو الذي يصل إلى القارئ ويكوّن رابطا عميقا بين القارئ ونصوصه ، أعرف أنني أصبحت قريبة من البيئة السودانية من خلال الطيب صالح وامير تاج السر ، أعرف أنني أقع في حبها وارتبط بها، هذا فعل الرواية الجيدة بعواطفنا وفكرنا أيضا.

رواية ضو البيت ليست مجرد حكايات، الرواية لها أبعاد سياسية واجتماعية ، البعد السياسي متمثل بقضية الجمعية التعاونية ورئاستها ، صراع بين الأجيال على السلطة الشباب والكبار ، بين محجوب وشلته وأولاد البكري الذين هم من صلبه لمحجوب فهم أولاد اخته، محجوب وشلته يسيطرون على البلدة من خلال الجمعية التعاونية من سنين طويلة وهم الآن كهول وقد خدموها وهم شباب، جاءوا أولاد البكري بحجة أنهم يريدون التطوير واتهموا محجوب بالفساد والنهب من الجمعية وأنه يكفيه سيطرة، لكن ينبهنا الطيب صالح أن محجوب يلقى القبول لذلك هو مترأس من سنين طويلة ، تبدأ ثورة الشباب بما تحمله الكلمة من معنى تخرج الفتيات في مظاهرات! وأولاد البكري لم يتركوا مجلسا إلا انتقدوا فيه محجوب وسبوه .

أولاد البكري هم خريجو المدرسة التي بناها محجوب وشلته يتحسر أصحاب محجوب على التعليم الذي أخرجهم هكذا!، بغض النظر عن 30 سنة سيطرة لمحجوب وشلته إلا أنهم خدموا بقلوبهم وبعمرهم وحكمتهم وكرمهم وضحوا بالكثير ، لكن حجة أولئك الشباب أنه حان وقت قيادتهم وهم بحاجة إلى الفرصة ليغيروا ويطوروا ، إنها الثورة . نحن لا نفهم مراد الطيب الصالح يترك القارئ ليحكم ، عبقري الرواية العربية ينقلنا لنسمع جميع الاصوات والحجج بكل موضوعية وحيادية ، الطريفي ابن البكري قائد ثورتهم عُرف من صغره بالمكر والقوة وهناك أقوال كثيرة بشأنه بأنه مثلا وقت الفياضانات كان نائما وهناك من يقول أنه قدم الكثير وقتها وانقذ فتاة ودواب واشياء اخرى ، يقولون أن لا أحدا يريد أن يراه ، ويقولون أنه صالح ويقدم الخير لكن يذهب بسوء فعله أحيانا! اذن هناك طموح مغمور هناك شخصية تنضج وتكبر ولا أحد يلحظها لا يرون فيها إلا ما يريدونه ،هناك شخصية بحاجة إلى صقل لكنها تظل تعبث بتناقضاتها لتجتمع بها صفات المكر والقيادة والخير أيضا ، شخصية مركبة مؤثرة.

اذن بدأنا نسمع صوتا آخر غير صوت القبول لمحجوب وشلته أصبح هناك صوت لا يقبل به ، الجهاز الاعلامي يؤثر بأهالي ود حامد أولاد بكري لم يتركوا مجلسا إلا ذموا محجوب وشلته وفتحوا عيون الناس عليه .

قرية ود حامد هي نموذج لنظام ودولة قائمة بكل شخوصها المختلفين ، يحصرنا داخل هذه القرية التي تمثل عالما نعيشه. جاء دور الخطابات لحل الصراع واقالة محجوب الجميع كان بصف أولاد بكري الشباب ،إنه صوت مختلف ووجه آخر إنها تجربة تستحق ، هذا ليس غريبا ولا شاذا هذا نعيشه ولكن المرارة أن ينقسم شخص من شلة محجوب ليكون خطابه مثيرا للسخرية والهزل إنه"سعيد عشا البايتات" وهذا سعيد قد وضح لنا شخصيته المستغلة من خلال قصته مع الناظر وطريقة زواجه من ابنته المطلقة غير الجميلة ! وبالفعل يمثل الشخصية المستغلة المنافقة التي تقتنص الفرص لتبرز وتظهر ، وهو يعرف أن محجوب خدم البلد ويذكر ذلك في خطابه لكنه يضمنه أيضا اتهامات ضد محجوب! هؤلاء يعرفون طريق السيادة ويصلون لها ! محجوب حضر ردا طويلا على أولاد البكري في الاجتماع لكنه سكت ولن ينطق بشيء نعرف بعدها أنه لصمته معنى وهو عندما رأى وسمع الخطابات عرف أنها مهزلة ولم يعني له الأمر كثيرا هل هو كبرياء أم هي نظرة ثاقبة لما آلت إليه الأمور؟ الآن نحن أمام فريقان هل سننحاز للقديم أم الجديد؟ كل له سلبياته وايجابياته ، أساس الصراعات هي الفروقات بين التجديد والقديم بين الاختلافات لكن هل هناك وسط؟!

ينتصر الطريفي ابن البكري ويا للغرابة الجمعية التعاونية بكل مناصبها يستلمها أولاد البكري كأنها ملك عائلتهم يقتسمونها كغنائم ويتركون منصبين لاتباعهم ، عندما قرأت ذلك ثرت من الضحك هذا هو حال الثورات !! ثم يأتي الفصل الذي يتحدث عن الحلم الغريب الذي يتردد فيه اسطورة بندرشاه وحفيده مريود تلك القصة التي مزجها بين الخيال والواقع وعليك أيها القارئ أن تبحث عن الحقيقة مثل محيميد ،أحضرهم الحلم لصلاة الفجر وبكوا كثيرا عندما سمعوا سورة "الضحى" .

الرواية أيضا تتحدث عن اسطورة بندرشاه الذي يتميز ببشرته السوداء وعيونه الخضر وهذا يرجع إلى أصله الذي نفهمه في آخر الرواية . ما أثار تفكيري في هذا الفصل هو لماذا يتعمد الطيب صالح تضمين روايته هذه ورواية "موسم الهجرة إلى الشمال" أيضا، بفكرة الغريب الذي يحضر إلى القرية وينهضها ويطورها ويحضر الجديد والغريب إليها، كأنه منقذها وسرعان ما يذهب بنفس طريقة بطل رواية موسم الهجرة إلى الشمال . أظنه يقصد أننا بحاجة للتغير والانفتاح والتطوير هذا يأتي من خلال تواصلنا عن كل ما هو غريب عنا، نحن بحاجة لتواصل مع الحضارات الأخرى ، معروف أن الطيب صالح كان مغتربا عن وطنه وكأن هذه الفكرة هي مبرر وحجة لاغترابه، قد يكون ذلك ! التغيير الذي احضره ضو البيت هو تغيير محمود وللأفضل وليس للأسوأ ، شخصية "ضو البيت" غريبة عن السودان لكنه عندما حضر انسلخ عن اصله وتكوّن منهم وأخذ عنهم وناسبهم هل يقصد أن التغيير والتطوير يأتي من خلال قلب الوطن؟ ضو البيت اسم شخصية مناسبة جدا :)

لا أظن أن المراجعة تكفي لنقل المعاني التي اكتسبتها من الرواية ، ومتأكدة أنها يجب أن تقرأ جيدا.

الجميل في الرواية أن الطيب صالح يجعلنا سودانيين نحن نحكي مثلهم من خلال الحوارات ، اللغة هي ما تقرب الانسان لأي بيئة ، هي اساس القرب ومن ثم تأتي العادات والتقاليد والحياة بكل جوانبها، واللغة قربتنا من السودان ومن أهله خاصة أهل ود حامد. الطيب صالح ينقلنا بين الحكايات بسرد ممتع وحبكة قصصية تجري بشكل سلس وجميل .

ملاحظة : أولاد البكري لم يلتفتوا للجمعية التعاونية إلا بعد صراع مع محجوب على قطعة أرض وبعد المحاكم كانت من حق محجوب يبدو أن المصلحة هي التي حركتهم للانتقام السياسي من محجوب وشخصية الطريفي ابن البكري مناسبة فعرف عنه النقد اللاذع والجرأة والقوة.

يجب أن نؤمن بفكرة الثورة حتى نستطيع أن نحققها .

أعجبني " نحن كما ترى نعيش تحت ستر المهيمن الديان. حياتنا كد وشظف لكن قلوبنا عامرة بالرضي قابلين بقسمتنا ال قسمها الله لنا. نصلي فروضنا ونحفظ عروضنا متحزمين ومتلزمين على نوايب الزمان وصروف القدر. الكثير لا يبطرنا والقليل لا يقلقنا، حياتنا طريقها مرسوم ومعلوم من المهد إلى اللحد. القليل ال عندنا عملنا بسواعدنا ما تعدينا على حقوق إنسان ولا أكلنا ربا ولا سحت. ناس سلام وقت السلام وناس غضب وقت الغضب. ال ما يعرفنا يظن إننا ضعاف إذا نفخنا الهواء يرمينا، لكننا في الحقيقة مثل شجر الحراز النابت في الحقول."

[Tyba Alfatih · Rating 5 out of 5]

الجزء الثاني من ضو البيت
بعد الجزء الأول: مريود

قصة مبتكرة، غير مكررة، وفيها من الغرابة الشيء الكثير.

استطعت قراءتها عدة قراءات:
قراءة دينية: فهي شرحت الحالة الدينية لأهالي السودان، والتي هي مكونة من تيارين: تيار متدين وتيار تشرب كثيرا من مبادئ الاستعمار وتأثر بها.
وهذا التقسيم العام تمثّل بشكل مصغّر في أهالي البلدة حيث فيهم الذي لا يضيّع صلاة في المسجد وفيهم الذي يستهزئ بالقسم الأول.
قراءة سياسية: حيث تمثل في شخصية بندرشاه بعض ما عاناه السودان من حكامه في فترات مختلفة من التاريخ، حيث أُفسِد صلاح الناس بفساد الحُكّام.

قراءة مجتمعية حول القبائل والتنوع والطائفية التي زرعها المستعمِر في نفوس أهالي السودان: وتمثلت في الجزء الأول من هذه القصة: ضو البيت

وعموما هي قصة تستحق القراءة، لقصرها ولغرابتها، ولأنها تحتمل تفسيرات لا نهائية.

[محمود · Rating 4 out of 5]

لم يُبكني كاتب فذ مثل ما أبكاني الطيب الصالح في أعمال الأدبية!
هذه سنة قرائية عنوانها الطيب الصالح. بدأتها بمريود مرورا بعرس الزين بعدها ذكريات المواسم واخرها بضو البيت.

البيان والجمال والطرافة والمشاعر الجياشة كلها حاضرة بكثافة هنا، مرة بالدارجة السودانية التي وجدت صعوبة وطرافة كذلك في فهما ومرك بالبيان العربي الفصيح.

من جماليات البيان هذه الشذرة في نهايات الرواية

" يجيئون فقراء كلهم بدرجات متفاوتة، فيحتويهم فلك منتظم حول مركزه يدور بقدر معلوم. يجيئون ضعفاء فيعودون أقوياء ومساكين فيعودون أغنياء، وضالين فيجدون الهدى. اليوم، سوف تتلاحم الأجزاء، فيصبح كل واحد أحدًا"

١٤ نوفمبر ٢٠٢٤
مسقط - عُمان

[إيم]

مافهمتها ولا استوعبتها زين :(

[Ismail · Rating 4 out of 5]

رواية قصيرة امتزج فيها الواقع بالخيال بشكل جميل
أسلوب سرد الماضي لم يكن بذلك الوضوح مما أدى أحيانا إلى الخلط بين الحاضر والماضي لكن ببعض التركيز تستطيع أن تميّز بينهما
غلبت اللهجة العامية على الفصحى في الرواية حيث الحوار كان بالعامية وكثير من السرد أيضا
أنا لا أفضّل استخدام العاميّة في الروايات حتى لو كان ذلك لخدمة النص وأرى أنها ستكون أجمل لو استخدم الفصحى بدل العاميّة
مع أن اللهجة السودانية جميلة
لكن هذا لا يعني أنها رواية رديئة
هنالك مجموعة من الشخصيات اشتركت في البطولة بمقدار متقارب مع أن محيميد ظهر في البداية كبطل للرواية
استحقّت أكثر من ثلاث نقاط لذلك أعطيتها أربع نقاط

[Assouma Guenda (Moreñika) · Rating 4 out of 5]

هاته الرواية لم تكن بتلك السهولة التي لمستها في الرواية السابقة "عرس الزين"،، تمر مقاطع فيها من الغموض الذي تظن نفسك لم تفهم ما كتبه الطيب صالح وبنفس الوقت لا يكون ذلك عائقا في فهم حيثيات الحبكة.
قصة ضو البيت وظهوره واختفاءه كانت أجمل ما في الرواية مع تلك الأحاديث الحزينة بين الشيوخ والأحداث المضحكة مع ما حملته من حديث سوداني خفيف فكاهي.
سأتبعها بتكملتها بإذن الله "بندر شاه: مريود"

[Bassam Ahmed · Rating 3 out of 5]

روايتان متسلسلتان للروائي والأديب والصحافي السوداني، الطيب صالح، الأولى بعنوان "ضو البيت" وهي الجزء الأول من سلسلته الروائية "بندر شاه"، الصادرة في ١٩٧١ أما الثانية فبعنوان "مريود" وهي الجزء الثاني من سلسلته الروائية "بندر شاه" والصادرة في ١٩٨٥.

يبدأ الطيب روايتيه بأبيات شعر عربي، لأبي نواس نصيب منها والفيتوري وشعر عامي سوداني لشاعر مجهول، وكأنه انما يؤكد على عمق السودان وأدبه العربي، وعلى أفريقية السودان وخصوصيته المحلية اضافة الى ربط المضامين بما سيأتي من الحكم والعبر.

يشابك الطيب بين أحداث الرواية وشخوصها ورواتها، ويتعامل مع المساحة المكانية والزمانية للورايتين وكأنهما مساحة واحدة يتنقل فيها جيئة وذهابا وينقل شخوصها دون مراعاة تحقيب أو تسلسل معين فتتشابك الخيوط وتتكشف جوانب شخصيات الخفية وملامحها بالتوازي مع كشفه لطبيعة التطورات الفكرية والثقافية والمادية التي شهدها السودان في القرنين التاسع عشر والعشرين. وتقع مركز هذه المساحة في بلدة "ود حامد" الهانئة البسيطة ببساطة أهلها الفطرية ووندماجهم البدائي/الفطري ما قبل الحداثي مع الطبيعة وخضوعهم لها الذي عزز النزعة الميتافيزيقة والصوفية والأسطورية في ثقافة وموروث أهلها الجمعي دون أن يغفل عن إبراز التمايز والتنوع الفردي بين أهلها الذي لا يتنافر مع تجانس نسيج ود حامد العام وطابعها المتفرد.

كما جسد حضور الإستبداد في الوعي الشعبي بشخص "بندرشاه وحفيده" ، وجسد كذلك الموقف المحلي من الحداثة والأجنبي بشكل عام، وهو موقف في حالة "ود حامد" يجمع بين الريبة من الغريب والطيبة الفطرية وخلاصة حكمة الموروث.

اضافة الى أن روايات الطيب صالح -كما أراد لها- تتقاطع على الدوام، فتجد هاجس "الهجرة الى الشمال" حاضرا، وأحداث رواية "عرس الزين" موجودة في الخلفية التاريخية للسرد في الروايتين، فهو بذا، يؤكد على ترابط مشروعه الروائي والعلاقة المرجعية بين اصداراته.

ختاما، تجدر الاشارة الى أن الرواية والسرد هي التاريخ برواية الشعوب أو "التاريخ الشعبي". السودان البلد الثري بغنى أهله الثقافي وتنوعهم وبالتجارب السياسية وبالموارد وتنوع الطبيعة الخلابة والعمق التاريخي، يتعرض اليوم للابادة من عملاء الغرب ومن الإمبريالية وأنظمة الصهيونية العربية التي تمثل البرجوازية الكولينيالية العميلة للاستعمار والصهيونية، ومن الرجعيات الظلامية، بلد كالسودان لا يجب أن يسقط من الذاكرة والإدارك العربي، ولا يجب أن يترك للأنظمة العميلة لنهبه واستباحة أهله، تاريخه وحاضره ومستقبله.

أنصح بها.
ملاحظة: كتبت المراجعة على عجالة.

اقتباسات:

ضو البيت:

"وأضاف ود الرواسي :
"والحمد لله رب العالمين ولا الضالين آمين. وحتى خطبة الجمعة إياها الكلمتين. اللهم انصر المسلمين واحفظ أمير المؤمنين. وين أمير المؤمنين دا عاوزين نعرف؟." ص٢٠

"كان بندر شاه حين يحضر إلى عرس أو إلى مأتم يحيط به أبناؤه الأحد عشر وحفيده مريود ترقى إليهم الأبصار وتهفو لهم الخواطر لأنهم كانوا ملء السمع والبصر، زينة الرجال في البلد." ص٢٣

"كان السؤال على طرف لسان محيميد منذ أول ليلة. لكنه لم يرد أن يسأل، وكان يأمل أن يجيء الجواب من تلقاء نفسه. هو، محيميد، أيضاً مهزوم، هزمته الأيام وهزمته الحكومة. إن طال الزمان وإن قصر سيسألونه، سيسأله ود الرواسي في الغالب، سيقول له ما بالك تقاعدت وانت لم تبلغ سن التقاعد؟» سيقول له أحالوني على التقاعد لأنني لا أصلي الفجر في الجامع سيقول ود الرواسي هل هذا جد ولا هزار؟ سيقول محيميد عندنا الآن في الخرطوم حكومة متدينة، رئيس الوزراء يصلي الفجر حاضراً في الجامع كل يوم وإذا كنت لا تصلي أو كنت تصلي وحدك في دارك فسيتهمونك بعدم الحماس للحكومة. أن تحال للمعاش كرم منهم." ص٤٧-٤٨

"كان المكان صامتاً، لا كما تنعدم الضجة. ولكن كأن النطق لم يخلق بعد." ص٥٦

"تنهد محيميد أيضاً، وهو مستلق على سرير جده عند
القيلولة، وقال بعد تفكير طويل :
"كلامك صحيح. محجوب كان حقه يمشي في السكه دي. محجوب عنده الطموح. عاوز السلطه. أنا عاوز الحقيقة. وشتان بين البحث عن السلطة والبحث عن الحقيقة."." ص٩٣ *سكة التعليم

"كان أيضاً شيء آخر، ذلك الشيء الذي تسبغه السلطة على من في يدهم السلطة مزيج من الإقدام والخوف والبذل والطمع والترقب والتماسك، والصدق والكذب. كأنك إزاء ممثل يؤدي دوراً وأنت تعلم أن الذي يجري أمامك ليس حقيقة، ولكنك لا تملك إلا أن تستسلم للوهم. كان الطريفي مدركاً تمام الإدراك طبيعة الدور الذي يؤديه." ص١٠٠

"یا عبدالله. نحن كما ترى نعيش تحت ستر المهيمين الديان. حياتنا كد وشظف لكن قلوبنا عامرة بالرضى قابلين نسمتنا ال قسمها الله لنا نصلي فروضنا ونحفظ عروضنا نحزمين ومُتَلزمين على نوايب الزمان وصروف القدر. الكثير لا يبطرنا والقليل لا يقلقنا حياتنا طريقها مرسوم ومعلوم من المهد إلى اللحد . القليل ال عندنا عملنا بسواعدنا ما تعدينا على حقوق إنسان ولا أكلنا ربا ولا سخت. ناس سلام وقت السلام وناس غضب وقت الغضب. ال ما يعرفنا يظن اننا ضعاف اذا نفخنا الهواء يرمينا ، لكننا في الحقيقة مثل شجر الحراز النابت في الحقول." ص١٢٣ *العم محمود

"كان عقداً مشهوداً حضره جيرة ود حامد كلهم من الضفة الأخرى، ومن القرى المنثورة على الضفتين. كان الناس قليلين في ذلك العهد، يسكنون في قرى متباعدة، تبدو أضواؤها الخافتة بالليل كأنها معلقة في السماء، وتتناهى الأصوات من شاطئ إلى شاطئ ضعيفة لا تميزها الأذن ولكنهم كانوا يعلمون ما يجري عبر النهر كأن بين الضفتين جسوراً غير مرئية . يعلمون من سقى زرعه بالليل ومن سقى بالنهار، من مَرِضَ ومن ولد ومن مات ومن تزوج ، ومن الذي باع ومن الذي اشترى." ص١٣٣

"يجيئون مشتتين مثل رذاذ الغيث، ثم ما يلبثون أن يتكاثفوا ويتلاحموا في خضم عظيم يجيش ويزخر بحياة جديدة أرحب من حصيلة أجزائه." ص١٣٤

"اليوم، سوف يجهل العاقل ويسكر المصلي ويرقص الوقور. وينظر الرجل إلى زوجته في حلقة الرقص فكأنه يراها لأول مرة، لا بأس عليهم لأنهم يؤكدون أسباب الحياة وسط كل ذلك العدم." ص١٣٥ *في عرس ضو البيت

مريود:

"أصبح وحده إزاء قدر يخصه هو. ثم حملته موجة إلى مركز الفوضى. كأن ألف برق برق، وألف رعد رعد. ثم ساد صمت ليس كالصمت. أحس كأنه يجلس فوق عرش الفوضى مثل شعاع باهر مدمر. كأنه إله. وكان يريد أن يقتل ويدمر ويشعل حريقاً في الكون كله، ويقف وسط النار ويرقص ويتراقص اللهب حوله. لم يعد مسيطراً على قوى جسمه وحسب، ولا على قوى النهر وحسب، بل على كل احتمالات المستقبل." ص٢١

"یا مريود. انت لا شيء. انت لا أحد يا مريود. انك اخترت جدك وجدك اختارك لأنكما ارجح في موازين أهل الدنيا. وأبوك أرجح منك ومن جدك في ميزان العدل. لقد أحب بلا ملل، وأعطى بلا أمل، وحسا كما يحسو الطائر، وأقام على سفر، وفارق على عجل. حلم أحلام الضعفاء، وتزود من زاد الفقراء، وراودته نفسه على المجد فزجرها، ولما نادته الحياة ... لما نادته الحياة ..."

[Nojood Alsudairi · Rating 3 out of 5]

ربما أعطيها أربع نجمات لو كنت قرأت الجزء الثاني
أسلوب الكاتب جميل وإضافة اللهجات السودانية بغزارة في القصة ممتع. جعلتني أفكر كم لهجاتنا متشابهة لحد التمازج أحيانا. هناك عمق في هذه القصة أقوى بكثير من عرس الزين وهي تحكي عن نفس القرية ولكن إلى الآن تبدو القصة مشوشة بالنسبة لي لتنقله الغير واضح بين الشخوص والأزمنة فقد ابتدأنا بزمن القحط ثم الحكاية التي تمزج كثيرا بين الواقع والحلم وانتهينا بوصول الطفل الذي سوف يجلب الخير والرخاء لكل القرية ومن المفترض أننا انتهينا بالبداية! ربما لم أقرأ بتركيز؟

[Tahjod · Rating 4 out of 5]

شهادتي مجروحة في الكاتب والمكتوب ، هو كعادة الطيب صالح .. حلوُ الغموض ، خلوب الرؤى، عبقري ّ الصور.
أعترف أن النجمة الرابعة كانت للنصف الثاني الذي يحكي عن "ض�� البيت" .. الخلود إلى صمتٍ غريقٍ ممتد يليه بكاء دمع غزير "لأيش وعلى أيش" غير الإعتقاد بتأثير ضوء غامر .. لمحات صوفية وعشق إلـٰهي أزالت الكثير من التشويش وقللت تداخل شخصيات قرية ودحامد وتشابكها في بداية الرواية.
اللهجة السودانية الطاغية شكلت مزيجاً متجانساً ذكياً مع الفصحى، مع ذلك تمنيت لو تضمنت تفسيراً أوسع لحفنة أخرى من الكلمات السودانية تحفيزاً للسلاسة وتقليلاً للمعاناه لغير الناطقين باللهجة.

[Abdelrahman Ali · Rating 3 out of 5]

ضو البيت "بندر شاه"
الطيب صالح
رواية مملة وصعبة الفهم في اول 30 صفحة حسيت بتوهان
الرواية امتداد لروايتة "عٌرس الزين"
تبدأ من حيث انتهت عرس الزين
نفس المكان القرية امام نفس الدكاننفس الاشخاص ما عدا واحد توفاه الله
كلهم كبروا في السن
رواية عن الحياة والتغيير
رواية بتحكي قصة اشخاص بعينهم بندر شاه والاحلام الى بتأتيهم بالتناوب عن القصر والخرابة وبندر شاه وحفيدة مريود
الرواية سيرالية شوية وصعبة الهضم
لكن القصة الاخير ةفيها
قصة " ضوالبيت" الي حط على القرية كطيف ورحل كطيف
قصة جميلة جدا اجمل ما في الرواية القصة دي
كنت هدي تقييم للرواية اقل من 3
لكن بعد القصة دي تستحق 3 .5

3.5/5

[Hammam · Rating 3 out of 5]

الرواية جميلة جدا، وهي تستحق، على الأغلب، تقييما أعلى من النجوم الثلاثة. ولكن علة تقييمي أنني لم أفهم ما أراد الطيب صالح قوله تماما. الرواية رغم قصرها (135 صفحة)، تضمنت مسارات وقصصا عديدة، هناك تشتت واضح، وفجوات عديدة، والقصة تكون هادئة وسلسة وبطيئة الرتم لصفحات عديدة، ثم تتشظى وتتفكك بغتة بما لا يسمح للقارئ إستيعاب ما يحدث. أظن أنني بحاجة لقراءة أخرى تمكنني من جمع شتات أفكار الرواية والقبض عليها. لكن الطيب صالح فتنني على كل حال.

[Doha Ollaik · Rating 3 out of 5]

لا أعلم لما لم تعجب الحوارات السودانية البعض، هي أجمل ما في روايات الطيب بنظري، وبالنسبة للمصطلحات الصعبة فقد أضاف الطيب التفسيرات في حاشية الصفحات. أما بالنسبة لكثرة الشخصيات و الضياع بها فحلها القليل من التركيز والقراءة بتمهل. في رواية ضو البيت استمتعت بكامل الرواية، إلى أن جاء الفصل الأخير(فصل ضو البيت).. على الرغم من حلاوة المقطع إلا أنه برأيي لم ينهي الرواية بطريقة جيدة

[دعاء · Rating 4 out of 5]

ضو البيت ❤❤
يعني..
الأحداث كانت مرتبكة في دماغي لحد ما جت النهاية فضت التشابك دا.
لاشك، حبيت ضو البيت على غرابته..وفاطمة على جرأتها.

ولسه مش فاهمة ليه بكاهم في فجر تلك اللليلة من أمشير -المشار لها- ورؤاهم، والشخص اللي ظهر لهم.
موت ضو البيت الغريب مثير للاندهاش.

الرواية مدهشة جدا وعظيمة جدا جدا

[حسام السميحيين · Rating 3 out of 5]

الرواية ليس لها محور واضح تدور حوله لكنها تذكر مجموعة من قصص قرية ود حامد مثل قصة سعيد مع الناظر وقصة محجوب مع ابن أخيه طريف ابن البكري وقصة الشخصية وجزء من قصة بندر شاه وحفيده مريود وفي نهاية الرواية يذكر قصة ابو بندر شاه وهو ضو البيت وللرواية تكمله في رواية اخرى هي رواية مريود.