إن هذا الكتاب هو الأوّل من كُتُب أخرى عن(عبقرية الاهتمام التلقائيّ)، وهي كلّها تأتي لتأكيد أن (الإنسان كائنٌ تلقائيٌّ)،وأن التعليمَ القسريَّ مضادٌّ لطبيعة الإنسان التلقائيّة، وأن قابليّات الإنسان لاتنفتح إلا بدوافع من داخل ذاته. فالكتابُ يقدّمُ شواهد من كل المجالات على خصوبةالتعلُّم، رغبةً واندفاعًا، وعُقم التعلُّم كُرْهًا واضطرارًا. إنه احتجاجٌ ضدتضييع الأعمار والأموال والزمن في تعليمٍ قسريٍّ يضطرّ إليه الدارسون، لكي يفتحوالأنفسهم أبواب العمل، ولكي يعترف بهم المجتمع الذي فرض التعلُّم كُرْهًا واضطرارًابأسلوب إكراهيٍّ منفِّرٍ وعقيمٍ. هذا الكتاب مرافعة فكريّة، ضدَّ التعليمِ القائم على الامتثال وطمس النزعة الفردية، والخلط بينالمعلومات والمعرفة، فالمعلومات موادّ لبناء المعرفة وليست معرفةً. المعرفةالحقيقيّة هي التي يجري تمثُّلها بواسطة الاندفاع التلقائيّ بالشغف العميق،والممارسة الحيّة، والمعايشة الحميمة، فتمتزج في الذات وتصير جزءًا من عتادهاالذاتي التلقائيّ، فتكون دائمة الجاهزيّة وتلقائيّة الاستجابة. كما أن التعليمبوضعه الحالي يوهم بأن المعرفة النظريّة هي تأهيلٌ للأداء العملي وللمهارةالمهنيّة، مع أن بينهما اختلافًا نوعيًّا، وليست هذه سوى بعض نتائجه الضارَّة لكلالأجيال في كلّ الأمم... وعلى الرغم من أن التقدّم الحضاريَّ في كل مجالاته هو نتاجُ ومضاتٍ فرديةٍخارقةٍ، إلا أن هذا الكتاب ليس عن أشخاصٍ، بل يستشهد بالأشخاص كأمثلة ونماذجلإثبات الفكرة، أو الأفكار التي يقدّمها. فالأشخاص هنا هم شهود القضيّة، سواء فيكونهم من الروّاد القلّة الذين يتحرّكون عكس اتجاه التيّارات السائدة، أو كونهمذائبين في التيّارات العامّة، كما هي حال الأكثريّة من المتعلّمين مهما حملوا منشهادات. فالاندماج في القطيع هو الأصل،أما الانفكاك من ذلك فهو العمل الريادي الاستثنائي...
إبراهيم البليهي كاتب ومفكر وفيلسوف عربي سعودي. هو إبراهيم بن عبد الرحمن بن سليمان البليهي. يكتب في صحيفة الرياض وعضو في مجلس الشورى السعودي، ينتمي الي أسرة عريقة من محافظة الشماسية من الوادعين من قبيلة الدواسر ولد في محافظة الشماسية التابعة لمدينة بريدة في منطقة القصيم . يحمل شهادة في الشريعة الإسلامية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية." له آراء جريئة في نقد الفكر العربي والإسلامي، ومواقف ايجابية تجاه الحضارة الغربية ودورها البارز في التأسيس لنقلة كبيرة على مستوى الوعي. لديه العديد من النظريات الفلسفية التي اطلقها من خلال كتاباته ومقابلاته. كما قدم للمكتبة السعودية والعربية عدة أبحاث كـ "القيادة والانقياد" و"العقل البشري" و"عبقرية الاهتمام" و"العلم و"مهارة الأداء" و"الكلال المهني" ينادي البليهي في كتابه وأد مقومات الابداع، بالهُدى والرشد، والهُدى والرشد في مفهوم البليهي ومن خلال هذا الكتاب يتلخص في تنمية التفكير العلمي، وتشجيع التحليل بدلاً من التلقين، والابداع بدلاً من الاتباع، والدراية بدلاً من الرواية، والحوار بدلاً من الإلزام بحد السيف، واحترام الرأي الآخر، والتأكيد على لغة الحوار بين الثقافات والحضارات على أساس من الاحترام المتبادل والندية. فالاحترام المتبادل هو الوسيلة المهمة لاقامة علاقات عميقة، ورسم المستقبل الإنساني المشترك بين الشعوب وإرساء قواعد التفاهم العميق.
يُعرف البليهي الانسان بأنه كائن تلقائي كل افعاله تنتُج عن تلقائيته العميقه وان التعليم القسري ماهو الا فِعل يضطهد العقول البشريه ويواجه الاهتمامات التلقائيه بتحجر تام.
من الممكن ان اُعرف التلقائيه التي يقصدها البليهي بانها الشغف الذي يتملك الانسان اتجاه امر من امور الحياه وذلك الشغف نابع من ذاته اي انه لم يجبره احد على اعتناق ذلك الشغف وبالتالي هذا الشغف او هذه التلقائيه هي ماتدفع الانسان للبحث بنفسه والتعلم والتعمق والإيجاده بهذا المجال الذي يهيمُ به.
يبرر البليهي هذه التلقائيه الى ان العقل انفعالي/ عاطفي يتفاعل بحماسه ويندفع الى مايحب والعكس صحيح .. ففي المؤسسات التعليميه نرى عكس ذلك تماما فمن عمر التاسعه يبدأ الطفل بتعليم محدود وقاصر عن مجالات الحياه الواسعه فيأخذ خبرات الحياه وجماليتها من كتب تعليميه مُجرده ويجبر على تعلم بعض الامور التي لايهتم ولايأبه بها فتصير عملية قسريه عليه ومن ذلك ينفر العقل وبالتالي تنفر النفس منها
يرى ان التعليم ماهو الا تدجين وتلقين مكوَّن من ثقافة البيئه والتي غالبا ماتكون ثقافه سيئه فيما يسميه البليهي بـ”التناسل الثقافي المحتوم “. و أن التعليم عملية مُعده لخلق اجيال من ذوي الفكر المحدود والإتباعيه.. اجيال متعلمه لكنها خاليه من المعرفه، من الفكر والمنطق وبذلك يسهل رعيها. إن الاندماج مع هذه الكتل القاصره عن الفهم هو الاصل لان الانسان كائن اجتماعي وما الإنحراف عن هؤلاء العامه عن طريق الاهتمام التلقائي، ماهو الا استثناء وحصر على اولئك الذين شقو طريقهم وعرفوا اهتمامهم بعيدا عن التعليم الجمعي/ الإمعي فأصبحوا مبدعين..والحضارات والامم لم تتطور عن طريق العامه انما عن طريق تلك الفئه القليله المبدعه والمنشقه عن ذلك التعليم المؤسساتي القاصر. بل ويرى انه أداة من ادوات السلطه الثقافيه والسياسيه في أي مجتمع خصوصا المجتمعات الغير ديمقراطيه فيقول ”إن حقائق الواقع في كل العالم تكشف بوضوح شديد بأن الشعوب لاتتخذ من التعليم منطلقاً للتغيير وكسر الأطواق الثقافيه الموروثه وإنما يحصل العكس. فتستخدم التعليم لتمجيد ماضيها” ونحن نعلم ان توليد قدسية الماضي والوقوع في اغلاله والتحسر على مجده ماهو الا تراجع وتخلف بمعناه الحرفي لذلك فهذه الشعوب قاصره عن تكريس المشروع التحريري الثقافي الذي نحتاجه للقيام بحضاره جديده تتطلع للأمام.
عندما ينبع الاهتمام التلقائي عند احدهم فسرعان مايُسخر كل طاقته وكل حواسه من اجل ان يحقق ذلك الإلحاح. فتراه يخوض الخِبرات ويجرب ويؤسس ويكتب ويخترع. بعكس التعليم القسري فهو رابض ع تلقين المعلومه المجرده بمعزل عن وسطها الطبيعي فنرى ان تجربة الانسان قاصره فقط على ثقافة حفظ المعلومه وإعادة كتابتها على الاوراق كما هي من اجل الحصول على الشهاده… الهدف من التعليم هو تعليم مهني وليس معرفي.. يقول البليهي:” هذا هو تأثير التعليم اضطراراً الذي تتجه إليه كل الاجيال طلبا للتأهيل المهني وليس بحثا عن المعرفه. والمغزى من كل ذلك هو ان البنيات الذهنيه والوجدانيه للناس في كل الثقافات محكومه بالتبرمج التلقائي وليس بالعلوم ولا التعليم “ فمهما كانت كمية المعلومات التي يدرسها الانسان فإنها لن تفيده.. المعرفه هي التي تعطيه هذا الامتياز لكن المعرفه لن تأتي بهذه الطريقه العوجاء. المعرفه تتطلب الخبره والتجربه، اي عندما يحصل ذلك التفاعل بين المعلومه والاداء ولكن الاهم من ذلك هو الشغف في نفس المتعلم اتجاه هذه العمليه المعرفيه.
مالحل اذن؟ يشدد البليهي كثيرا على الانشقاق والانفصال عن الجموع والتيارات السائده فيما يسميه “الإختراق الريادي” ويرى ان هذه العمليه صعبه ولاتحصل لكل الافراد فهو يرى ان العقل البشري مضلل بتبرمجه العقلي على السائد والمقدس ويفتقر الى خاصية التحقق والمنطق فهذه الخصائص ليست الاصل في العقل البشري وانما تُكتسب عبر الشك والتجربه او اليقظه العقليه المزلزله لمعتقدات الفرد السابقه. يقول في الفصل الاخير “ ليس هناك أبعد عن الحقيقه وأشد تضليلاً من العبارات المطلقة التي تتحدث عن الانسان عموما، بأنه طليعه، وبأنه شديد اللهفه إلى المعرفه، وأنه دائم التساؤل، بينما العكس هو الصحيح. فهذه الصفات هي صفات الرواد وحدهم وهم المتحركون عكس التيار السائد”
واخيراً يجب أن تتوجه المجتمعات الى الحصون الثقافيه لفتحها وإشراع أبوابها وان تتهيأ للتحرر من قوالبها والتخلص من موروثاتها المُعيقه للتقدم الحضاري والفكري وان تكون عملية التعليم اكثر مرونه. وهذا التجديد سيكون صعب جدا من وجهة نظري لكن نأمل ان يكون التعليم افضل حالا في المستقبل وخصوصا في الدول العربيه.
الكتاب هو صرخه في النظام التعليمي العالمي المعتمد الذي يقمع الأبداع كما اثبت البليهي ، وهو عباره عن شواهد لحالات وشخصيات اتبعت عبقرية الأهتمام التلقائي وميولها ، لتبدع في مجالات بعيده عن مجال تخصصها الجامعي
وأورد حالات كثيره لأطباء أبدعوا في مجال الفكر والفلسفه والسياسه والأدب وأيضاً لحالات غرقت في مجال تخصصها ولم تقدم شيء للبشريه
*اعتب على المؤلف انه اغلب التي استشهد بها هم أطباء أبدعوا في مجالات اخرى! *الكتاب في الكثير من الأعاده والتكرار
كتاب يُحطم كثيراً من المخلفات الثقائفية التي تُعشعش في رؤوسنا منذ سنوات طويلة
-------
يبين الدكتور إبراهيم البليهي على أهمية الاهتمام التلقائي في حياة الشخص وكيف أنها تجذبه وتجره جراً عن تخصصه الدراسي مستشهداً بمئات الأطباء الذين هجروا ما تعلموا واتجهوا ما فرضته اهتماماتهم ليجيب على سؤال لازمني في بداية الكتاب "لماذا الدكتور اكتفى بالأطباء دون بقية الاختصاصات؟" حتى أتتني الإجابة في منتصف الكتاب : "إذا كانت صفحات الكتاب اقتربت من 400 صفحة مع لمحة بسيطة لعدد من الأطباء، فكم صفحة سيصل لها الكتاب لو تكلم الدكتور عن كل التخصصات !!"
الكتاب يكرر بملل في كل صفحة على أهمية الاهتمام التلقائي وصعوبة الخروج والانفكاك من البيئة التي نُولد فيها، وأشك أن الكاتب تعمد هذا حتى يصل ويرسخ فكرته
-------------------
في انتظار بشغف لكتب الدكتور القادمة إذا شاء الله ..
دراسة نقدية رائعة للمفكر المتميز إبراهيم البليهي، ينتقد فيها الثقافة الانسانية عموماً و الثقافة الإسلامية العربية خصوصاً، مبيناً أن هذه الثقافات و تمسك الأمم بها هو أكبر عائق في سبيل تطوير و تنوير المجتمعات. هذا الكتاب هو جزء من أعمال متعددة للبليهي و مشروعه ل'تأسيس علم الجهل لتحرير العقل' و التي ينقد فيها نظام التعليم الجمعي الإلزامي الذي تبنته معظم دول العالم، و جادل بأن هذا النوع من التعليم ليس حلاً لتطوير البشرية بل على العكس من ذلك في بعض الأحيان. في هذا الكتاب، تناول الكاتب بعض النماذج من خريجي كليات الطب، و لكن لم يعرفوا على أنهم أطباء، بل في مجالات أخرى. قدم بعض النماذج التي ينظر على أنها إيجابية، و أخرى سلبية، و بيّن بالدلائل المتاحة إليه، أن دراسة الطب لا تؤدي إلى تنوير عقل الإنسان بالضرورة، و لكن يظل عقل الإنسان متأثراً بالبيئة الثقافية التي نشأ بها.
هذا الكتاب لتأكيد نظرية لدى الكاتب هي أن الإنسان كائن تلقائي يتعلم ويبدع بناءً على الوجهة التي يتفاعل معها وأن التعلم القسري ضد هذه الطبيعة البشرية حيث أن أقصى هدف يريد المتعلم تحقيقه هي الشهادة والوظيفة. ويؤكد أن الرائد يأتي بما هو جديد ومغاير لسلوك مجتمعه وفكره في حين أن الغالب لا يأتي إلا بالموجود والمعتاد فكرًا. كما يركز على تلقائية الإنسان فيما يختص بثقافته وأن ما ينشأ عليه من ثقافة وتاريخ صعب التغيير وحتى التعليم عاجز عن ذلك. الكاتب يستشهد في كتابه بأمثله أطباء عديدة جدًا لتثبيت هذه الأفكار كما يخصص أقسام من الكتاب كمقارنة بين أطباء تخلوا عن مهنتهم ليندفعوا إلى مجالات أخرى ملأت نفوسهم سواءً كانت مجالات خيرية أو شرية.
ملاحظاتي: جميع أمثلته من أطباء إلا ما ندر. التكرار الطاغي في محتوى الكتاب بشكل يدعو إلى الملل والضجر واستهلاك الوقت والجهد؛ بحساباتي يمكن تقليص محتوى الكتاب إلى النصف بدون حذف أي محتوى استثنائي، إن لم يكن أقل من ذلك.
كتاب دعوة إلى تغيير النظام التعليمي في كل العالم!!! معرفي من الدرجة الأولى ، فص�� من خلال أمثلة شخصيات إنسانية بين العلم والشر ، وربط بين العلم والأدب، متسائلًا في نهايته " متى يتحرر العقل البشري" في هدف للتركيز على الاهتمام التلقائي للإنسان الفرد
وليم جيمس وجولدشتاين / جورج كليمنصو وبشار الاسد / جون كيتس وتشي غيفارا/ غوستاف لوبون ومهاتير محمد / يوسف ادريس وكارل ياسبرز اضافة للسفاح رادوفان كراديتش
جميعهم في مقاربات لتوضيح فكر الكتاب وكاتبه
▪️ان تعقيدات الطبيعة البشرية واختلاف القابليات الفردية وانوع التنبيهات والمؤثرات التي تتبرمج بها هذه القابليات تترك قضاء واسعًا للاختلافات فكل فرد لديه تصورات عن العالم وهو يعتبرها تصورات صحيحة كليًا ولا يخطر على باله أن يُخضعها للتحليل والمراجعة والتصحيح وكلما كان إيمانه بقضيته أعمق صار حمايه لها أشد وباتت أوهامه أكبر وأوثق
الإنسان يولد بوعاء فارغ ويتم ملئ هذا الوعاء بثقافة لم يخترها ولم يكن له الخيار أبدا في اختيارها،
هناك من يتعصب لهذه الثقافة التي لم يكن له الخيار في قبولها أو رفضها ولا يستطيع ان يخرج من هذا الإطار الثقافي وقد يؤدي هذا التعصب إلى عدم قبول أي ثقافة مغايرة ومختلفه فيحصل مصادمة والتي قد تكون نتيجة مأساوية وخاصة في رجال السياسة وضرب الكاتب عدة امثله لمثل هؤلاء الأشخاص.
الدراسة تتركز بتوضيح نقطة محددة وهذا الجهد الكبير في التأكيد عليها حد من تقديم استنتاج جديد اكثر تطورًا، نأمل ان يكون الكتاب اللاحق في السلسلة اكثر جرأة بالطرح
الإسهاب في تأكيد العنوان تحول إلى النقاش عن الإرتقاء المجتمعي بإطالة فرطة،. لا استنتاج جديد وبداية جيدة نحو نهاية مكررة ،. رغم ذلك يبقى الكتاب قيم ويستحق المطالعة.
- يعقب داعماً لفكرة أن الأمم تتناسل ثقافياً: "إن القابليات الإنسانية الهائلة، مازالت معاقة بما تتوارثه الأمم تلقائياً. فمازال العلم غير قادر على أن يؤثر على البنيات الثقافية المستحكمة"