What do you think?
Rate this book


160 pages, Paperback
Published January 1, 2015
قراءة تحليلية للأناجيل الأربعة من برنارد شو قبل مئة عام من الأن بغرض البحث عن المسيح فيها و مقارنته بالمسيح في مخيلة الكهنة و القساوسة مستنتجا أن ما يحدث الأن بدعوى المسيحية لا يمت للمسيح بكثير الصلة و من ثم فهو يقرر أن المسيح لو كان بيننا الأن لما اعترفوا به مسيحيا و لربما صلبوه من جديد بدعوى التجديف و مخالفة الكنيسة الرسمية.
بافتقارنا هنا إلى مواد بحث و وسائل تقص أكثر من عادة التخيل البشري لا مانع أن يقرأ كل امريء الأناجيل الأربعة على أن لا ترافق قراءاته الدهشة و الارتياب الساخر اللذان يتلفان مزاج كثير من ملحدي عصرنا. و أن لا يلازمها ذلك الإيمان السخيف الذي يحمل الأتقياء و الورعين أحيانا على ارغامنا كارهين على ركلهم و دفعهم عنا جانبا في وقت الضرورة. و حين تحتم علينا الظروف ذلك بوصفهم من طبقة المجذوبين اللاواقعيين.
من هذا ترى أن الخطر في مجتمعنا ليس بالكفر. و إنما الخطر بالإيمان الاعمى. ففي الوقت الذي ندرك بأن يسوع ليس تلك الصورة الجامدة الوديعة و إنما هو مركز تجمع الاتجاهات لكل الميول الثورية التي تحاربها كل الدول و الكنائس المقررة قانونا. و عليكم جميعا حينئذ أن تحتاطوا لأنفسكم لأنكم نفختم الحياة في الصورة و قد يعجز الرعاع و السوقة عن تحمل هذا الهول.ليست دعوة لنبذ الدين و لا محاولة لإضفاء الشك على العقيدة المسيحية و لكنها دعوة لقراءة التراث الديني بوعي و عقل مفتوح و عدم الانقياد وراء اجتهادات بشرية متباينة تفرقنا أكثر مما تجمعنا.
ما قيل هنا في المسيحية يمكن ببساطة شديدة أن ينطبق على اليهودية و البوذية و الإسلام و كل دين أخر ظن أتباعه أنهم وحدهم على الصراط المستقيم.