ربما الجامع بين جميع القصص أو السير الغيرية عن الناس الذين راحوا من الدنيا وقد نالوا نصيب عظيم من حفظ القرآن وإتقانه أو تلاوته مع قيام الليل به ؛ هو التربية على ذلك من الصغر ،ربما يشذ عن هذا شخص أو أشخاص ،لكن الجمع بأكمله قد لازم القرآن منذ الصغر .
إن علمنا من هذا شيء هو أن التربية الصالحة منذ النعومة الأظافر معينة بإذن الواحد الأحد على حفظ القرآن وقراءته حتى الممات ،تأثرت كثيرًا أثناء قراءة هذه القصص فأنا والله الحمد حفظته منذ الصغر لكنني مع هذا مقصرة في مراجعة حفظي وقد تفلت للأسف الشديد معظمه أو كله ،أتمنى إن لم أستطع في هذه الوقت مراجعة حفظي ،بأن تكون هذه المراجعة لهذا الكتاب مبعث وموقظ همة لمن أراد حفظ القرآن وتكاسل عن هذا ؛ لكن أرجو بألا يتخذني أنموذجًا لما حصل ولكن يأخذ النماذج التي رحلت عن هذه الدنيا قدوة حسنة له .
لا توجد أدنى فائدة من قراءة كتب الدنيا كلها ،إذا لم يزاحمها كتاب الدنيا والآخرة
عن ماذا احدثكم ؟ عن عزمهم وشوقهم إلى محبوبهم الأعظم وتركهم الدنيا الفانيه ، أم صفاتهم؟ التي اعدت قراءتها مرارًا وتكرارًا لقد شكل القرآن والصلاة أنفسهم وصقلها صقلاً وهذبها تلك الصفات وذاك الخلق لم يأتيا عبثًا
عندما ينظر المرء إلى حياتهم مهما كانت بساطتها وانشغالهم بما خلقوا له، يعلم أنهم ربحوا البيع ربحوا البيع يوم القيامه لا يهم كم كان نصيبك من الدنيا بل كم كان نصيبك من الأخرة..
هم الأن تحت الثراء ونحن بهم لاحقون ماذا اعددنا من اعمال؟ وكم نصيبنا من القرآن؟
أما الليل هل نستشعر حقيقة أن الله الخالق العظيم عز جلاله ينزل في الثلث الأخير فيقول : "هل من سائلٍ فأُعطيَه هل من داعي فأستجيبَ له هل من تائبٍ فأتوبَ عليه هل من مستغفِرٍ فأغفرَ له"
كلنا والله لدينا مسائل كلنا مذنبون مقصرون
ولكن كما قال "قال رجل للحسن: يا أبا سعيد، إني أبيت معافى، وأحب قيام الليل، وأعد طهوري، فما بالي لا أقوم؟ فقال: ذنوبك قيدتك" 💔
اللهم تقبل منهم صالح الأعمال واغفر لهم وارحمهم واجمعنا بهم في فردوسك الأعلى.