📝 🔸 🔸 اسم الكتاب: #مذكرات_متسولة المؤلف: #سامي_حسين_الطلاق نوع الكتاب: رواية مكان الشراء: معرض البحرين الدولي للكتاب عدد الصفحات: 257 الدار: دار الفراشة للنشر والتوزيع 📝 😊 يومي في (8 نوفمبر ) أفضل من أمسي 😊 🔸 {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ، يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا ، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا} *نوح ١٠-١٢* ليعلم الإنسان أنه لن يموت حتى يستكمل رزقه وأجله .، فإما أن يأخذه بالحلال وإما أن يأخذه بالحرام .، وإنما يسعى الإنسان للحصول على الرزق الذي كتب له .، وطرق السعي تختلف .، فمنها سعيٌ حسيٌ وسعيٌ عمليٌ نذكر منها وهي كثيرة مايلي: كل وسيلة مشروعة ليس فيها ضرر ولا ضرار .، تقوى الله عز وجل .، الإستغفار .، التوكل على الله وذلك بالأخذ بالأسباب .، الحج والعمرة .، صلة الأرحام .، إخراج الصدقات والزكاة فما نقص مال من صدقة .! لذا فلا حاجة للإنسان بالسعي لرزقه بالطرق غير المشروعة والحرام .، فقد جعل الله له الكثير من الأبواب التي يأخذ بها رزقه بالحلال .! فسبحان الذي قدّر الرزق لعباده .. ولأهل الأرض جميعاً .. وسبحان من كان غنياً عن العالمين .! 🔸 🔸 رواية سلّطت الضوء على فئة نراها كثيراً ونصادفها تقريباً كل يوم حال خروجنا في الشوارع .، فئة نمر عليها وقد نتكرم عليها بالقليل .، وأحياناً كثيرة لا نعيرها أي اهتمام .، هؤلاء هم المتسولون .! "عفاف" الخريجة الجامعية بامتياز مع مرتبة الشرف والتي تعشق الرياضيات ومعحبة جداً بشخصية آينشتاين .، بسبب الظروف الكثيرة والصعبة التي تمر بها .، من فقدان زوجها ووالدها .، تقرر أن تختبئ خلف عبائتها الممزقة لتمتهن هذه المهنة "التسول" .، وكما يقول الكاتب: "الكسب السهل هو أقوى دافع بالنسبة للبعض" .! ما هي الظروف التي مرّت بها "عفاف" والتي دفعت بها لمهنة التسول ؟! هل حققت ما كانت تطمح إليه ؟! والأهم من كل ذلك .، هل تلك الظروف مبرر لامتهانها هذه المهنة ؟! حقيقة لم أجد أي مبرر لذلك .، الكاتب يتحدث عن مجتمع القطيف .، لا أنكر بأن هناك حالات محزنة وفقيرة جداً .، لكن مجتمعاتنا متماسكة جداً .، متقاربة .، الناس في المجتمع الواحد أو الحي الواحد .، خصوصاً وعلاقاتهم قريبة جداً من بعضهم البعض .، بكل تأكيد سيقفون مع بعضهم .! امممم .، حاولت أن أتعاطف مع شخصية "عفاف" قليلاً .، ولكن الإزدواجية في شخصيتها .، وتأرجحها بين عادات وتقاليد وعيب .، بين حلال وحرام .، وبين خيارات وقرارات كلها سيئة .، وإن كانت النهاية بالنسبة لي كـ قارئة .، سعيدة .، إلا أنها لم تحقق أي حلم من أحلام "عفاف".، كذلك تُركت النهاية مفتوحة نوعاً ما .، سألت نفسي: وماذا بعد ؟! - انزين وبعدين - إلا أنها كانت مفتوحة .، فقط كُشف سرها .! 🔸 🔸 موضوع الرواية كشف بعض ملامح هذا العالم الخفي وراء عباءات ممزقة .، وراء أعين تحكي الكثير وتخفي الأكثر .، تساؤلات لماذا .، وكيف .، وأين وهل .، كلها تدور حول هذه الفئة من الناس .! يمتلك الكاتب لغة جميلة جداً .، أسلوبه في السرد بلسان امرأة كان متقن جداً .، حيث ذكر أدق تفاصيل حياتها كـ امرأة .! هذه أول قراءة لي للكاتب #سامي_حسين_الطلاق .، أحببت لغته جداً .، كل التوفيق لك أستاذ "سامي" .! 🔸 🔸 🔶 رؤيتي في العلاقة بين العنوان وتصميم الغلاف وموضوع الكتاب: #مذكرات_متسولة .، جاء العنوان مطابقاً لأحداث الرواية أما الغلاف .، فهو رسم لإمرأة جالسة بعبائتها السوداء المرقعة بالأبيض .، كما هو حال "عفاف" في الرواية .، وصف واقعي لحال المتسولات .! 🔸 🕯️قال الإمام الصادق (عليه السلام): "الْمُنَجِّمُ مَلْعُونٌ، وَالْكَاهِنُ مَلْعُونٌ، وَالسَّاحِرُ مَلْعُونٌ، وَالْمُغَنِّيَةُ مَلْعُونَةٌ، وَمَنْ آوَاهَا وَأَكَلَ كَسْبَهَا مَلْعُونٌ" 📝 #مثقفات #قارئات #محبي_القراءة #أصدقاء_القراءة #أصدقاء_الكتاب #كلنا_نقرأ #القراءة_للجميع #الحياة_بين_الكتب #تحدي_القراءة #تحدي_100_كتاب #كتبي #مكتبي #أمة_إقرأ_تقرأ #ماذا_تقرأ #القراءة_عالم_جميل #البحرين_تقرأ_10000_كتاب #الغرق_في_الكتب_نجاة #أحلم_بشغف #تحدي_الألم_بالقراءة #أنا_وكتبي#نجاتي_تقرأ #najati_books #ichooseabook #أنا_أختار_كتاب
يعري د.سامي التناقضات الاخلاقية والاجتماعية في المجتمع خصوصا التي تتماس مع المرأة بشخصية تنشطر لتكون تجسدا لردة فعل متناقضة في السلوك ايضا بمرحلة من حياتها هي متسولة حاصلة على مرتبة الشرف في تخصصها الجامعي. من الممتع جدا الاتفاق والاختلاف مع دوافعها ومبرراتها في الرواية والتعاطف معها حينا او الحنق عليها حينا اخر. الشخصية كالرواية انسانية بامتياز
عندما تنظر إلى عنوان وغلاف رواية الكاتب السعودي سامي الطلاق (مذكّرات متسوَّلة)، الصادرة عن دار الفراشة للنشر والتوزيع في الكويت عام 2017، فإنك ستجمع في مخيالك الواقعي حكاية امرأة متسوِّلة، خصوصاً أن العنوان يضم ملفوظ مؤنَّث “متسوِّلة”، والغلاف كذلك يضمُّ رسمة تشكيليَّة لامرأة عشرينية تجلس عند قارعة طريق، وعلى نحو يشي من الناحية السيميائيَّة بأنها متسوِّلة، ولكن هذه المفتاحيَّة الواقعية سرعان ما ستتبدَّد عندما يدخل أحدنا إلى حكاية “عفاف” خريجة كُليَّة البنات بجامعة الدمام التي تزوجت من “جاسم”، وهو سجين سابق وشقيق صديقتها “بتول”، هذا الجاسم سيموت بحادث سير بعد ثلاث سنوات على زواجهما ويتركها أرملة مثل “ورقة شجر سقطت مبكراً قبل خريف العُِمر” (ص 34)، مع لدهما البكر “محمَّد”، هذه العفاف التي حرص الناص (Textor) أو حسين الطلاق على رسم معالِم شخصيتها بوصفها امرأة تعي ما تفعل؛ عفاف التي أكملت دراستها للرياضيات بذكاء وتفوّق، وبقيت من دون عمل بعد تخرّجها، حتى تزوَّجت، عفاف القارئة للكتب الدينية والفلسفية والعِلمية، خصوصاً عشقها لنظريات آلبرت أينشتين حتى إن الطلاق اعتمد أحدى عبارات أينشتين كعتبة نصيَّة افتتاحية تقول: “الحياة مثل ركوب الدراجة لكي تحافظ على اتزانك لا بد أن تستمر في الحركة” (ص 9). وجعلَ بطلة روايته عفاف تؤمن بمضمونها لكي تحافظ على مسار حياتها وولدها اليتيم في عالَم بدا أمامها بلا عدالة إنسانية.
تبدأ الرواية لمبناها الحكائي بوصف عفاف ذاتها لتسوّلها الفعلي في الشوارع، وتستدرج القارئ – شيئاً فشيئاً وهي الراوية بضمير المتكلِّم – إلى الكيفية التي تحوَّلت بها متسوِّلة وفق ظرفيَّة ما عاشته من ذي قبل، فلكُل متسوِّلة حكاية، ولكُل فعل تسوُّل مُسوِّغات كامنة في حياة صاحبته.
لقد أخذنا استدراجها – كقراء – حتى الصفحة 72، لتبدأ مشوارها مع بدايات تسوِّلها، وقبل ذلك كان استذكاراً لمسوِّغات لجوئها إلى التسوُّل، فالشهادة الجامعية لن تنفعها في ظل غياب التوظيف بالبلد وعزوف الدولة عنه، ووالداها يعيشان الكفاف، وشقيقيها لا صُحبة أخوية لهما معها، ولديها ولدها اليتيم محمَّد، ولا بد من دفع إيجار الشقة التي تقطنها والقريبة من منزل أهلها في حي البحر بالقطيف.
الهُنا والهُناك
لقد قررت عفاف ركوب دراجة التسوُّل لتستمر بحركة الحياة، فعلت ذلك خلسة عن كُل منْ تعرفهم بما فيهم صديقتها بتول؛ ولذلك شرع سامر الطلاق، ومنذ الصفحة 73، ليعيدنا إلى بداية ركوبها دراجة التسوُّل كما تسرده هي بنفسها، لكنّه السرد سيتخذ – هذه المرة – حواراً أنثوياً داخلياً لدى البطلة ما يعكس ظواهريَّة الوعي بالمعنى الفلسفي، خصوصاً أن الراوية ستميز بين ملفوظين فلسفيين سبق للفيلسوف الألماني مارتن هيدغر أن اشتغل عليهما، وهما ملفوظ “الهُنا” وملفوظ “الهُناك” (ص 78)، وهو تمييز مكانيّ، لكنه أنطولوجي وجودي أيضاً؛ فالشقة والابن محمَّد ونمط عيشهما بالمعتاد الوجودي يمثل الهُنا أنطولوجياً أما الخروج إلى التسوُّل فيمثل عالَم الهُناك، إنه خروج الذات الأنثوية إلى عالَم تراجيدي مشوب بالحيطة والحذر والمجازفة القلِقة، بل هو خروج الكينونة الأنثوية على معتاد الحياة الرتيبة، ولكن للضرورة أحكامها بحسب منطق الحكاية في الرواية.
ومن هنا يضخ الناص صوراً ومدارات سردية مُصغَّرة متتابعة ليكشف فيها ما يعتمل في ذهن وعقل ومخيال عفاف، بل وما تشعر وتحس به كينونتها الذاتية، لا سيما أن هذه الأم الثكلى تعيش اغترابها الوجودي، وزاد الأمر سوء أن والدها يتوفى، وأن صديقتها الوحيدة بتول ستحصل على وظيفة، ما دعا عفاف المتسوِّلة لأخذ طفلها محمَّد معها إلى يوميّات التسوُّل، وبالتالي ستتزوج صديقتها بتول (ص 148) لتذهب عنها، لكن الحوار الذاتي الداخلي سيبقى مُشتداً وهو ينسج يوميّات العزلة لتنسجه عفاف بين واقعها الأصل وهو “الهُنا” وواقعها الجديد وهو “الهُناك”؛ واقع التسوُّل أو واقع “السير في الطريق المُوحشة” (ص 123)، ولكي يكسر الناص ملل الحراك الحكائي في روايته نراه يجعل من استذكار الماضي الشخصي والديني والمجتمعي الذي كانت عليه عفاف أشبه بدوامة للحضور المتوتر يرافقه تهافت عفاف على التدخين كدال مُعبر عن حالة الغليان الذاتية التي تعيشها هذه الأرملة المغامِرة؛ ولكن عفاف سرعان ما ستتعرف إلى جارة جديدة بالعمارة التي تسكنها اسمها “وداد” لتعتني بطفلها محمَّد، وتعاود الذهاب إلى الهُناك – إلى عالَم التسوُّل – الذي وفر لها مبلغاً شهرياً معقولاً يصل إلى ألف ريال سعودي.
العفّة المدنّسة
عفاف التي ستكشف عن استراتيجية أن تكون في الهُناك الاستثنائي بقولها إنني “جمعتُ شرفي وكرامتي بداخل العباءة المتشقِّقة وقدح المال”! (ص 103)، لم تصدق بقولها عملياً؛ فاستراتيجية صون الشرف والكرامة سيتم تدنيسها بعد أن لعبت الأهواء دورها عبر علاقتها بشاب نزل على حياتها بمحض الصدفة اسمه “سامر” لتدخل معه في مطارحة غرامية ستصفها بـ “المراهقة اللذيذة” (ص 168)، حتى تعترف قائلة لذاتها: “نمتُ بحضن الخريف، أوراقي تساقطت البارحة، شعرتُ بنشوة غريبة” (ص 167)، وتؤكِّد بأن طفلها الذي أودعته في ذلك المساء عند والدتها كان يشعر بأن أمّه سائرة في درب الخيانة “الأطفال يشمّون رائحة الخيانة لبراءتهم” (ص 167). وبلا تردُّد ستكرِّر تجربة سرير الخيانة في ضوء حاجتها – كما تُبرّر – إلى “حضن ترتمي فيه من عذاباتها” (ص 171)، وتقول عن طقسها مع حبيبها سامر إنها “انغمست معه بلذّة أخرى كانت حميميّة أكثر من المرّة السابقة” (ص 171).
في خضم هذه المتغيرات، ستولد فكرة “العُهر” بلسان عفاف نفسها: “إن مفهوم العهر متعدِّد ومنها التسوُّل؛ فهو بحالٍ من الأحوال نوع من العهر وبيع الذات وجعلها عبداً ذليلاً للقمة العيش” (ص 176)، لتردف قائلة: “حتى وأنا مُتسوِّلة كنتُ نصف متأمِّلة والنصف الآخر مُتسوِّل أو عاهرة للقمة العيش” (ص 177). وهنا نستذكر فهم عفاف نفسها للتسوُّل في مطالع الرواية، فقد تساءلت: “ومنْ منهُم لا يكون متسوِّلاً بشكل من الأشكال بحياته؛ فكثيرٌ منهم يتسوَّل الحب أو العلاقات، وآخرون للوجاهة والكلمة الحنونة، وآخرون للألقاب والأسماء” (ص 21).
استدراك استدراك
لقد جرَّبت عفاف “العُهر/ التسوُّل” من أجل لقمة العيش بوصفه شبقاً جنسياً هذه المرة، لكنها سرعان ما تستدرك حالتها التي تعيش عندما تكتشفُ حبيبها سامر برفقة فتاة أخرى غيرها في أحد المُجمّعات التسويقية، لتعلن أمام ذاتها بأنها “لم تعد تطيق الغوص بالوحل أكثر” (ص 198).
ورغم وحدتها التي تؤرقها بعد تركها لعشيقها سامر ستشعُر بذاتها الغارقة بالتناقض الفكري الذي يتأرجح سلوكاً “بين عفاف خرّيجة قسم الرياضيات وعفاف المتسوِّلة” (ص 185)، حتى إنها تُرجع هذا التناقض إلى طبيعة مجتمعها فتقول: “تمرُّدي الداخلي، وخروج عفاف المُتمرِّدة بثوب التسوُّل لعلَّ ذلك من نتاج ثقافة التناقض في مُجتمعي” (ص 194)، لتكرِّر الفكرة ثانية ليس بعيداً عن ذاتها فتقول: “أشعرُ بأني قد قُسِّمت نصفين؛ نصف شهوانيّ غرائزيّ، والنصف الآخر ملائكيّ عقلانيّ، والنصفان متصارعان، وأنا وقلبي نتفرَّج؛ بل نتألَّم!” (ص 199).
الكتابة
وبالعودة إلى عنوان الراوية (مذكّرات مُتسوِّلة)، وتحديداً ملفوظ “مذكّرات”، فإننا لا نجد معادله الحكائي إلّا في الصفحة 166 لكنّه سيمرُّ عابراً، ويعود بقصديَّة واضحة أكثر عبر مدار سردي في الصفحة 177، فتقول: “حتى وأنا مُتسوِّلة كنتُ نصف متأمِّلة والنصف الآخر مُتسوِّل أو عاهرة للقمة العيش، نعم وهذا ما جعلني، بعد ذلك، أكتب هذه المُذكّرات” (ص 177). وتالياً سيعود بالظهور عبر ملفوظ “مُذكّراتي” (ص 183)؛ وذلك عندما تعتبر عفاف الكتابة تطهيراً لذاتها أو لحماقاتها أو لمغامراتها، لكنها لا تجد في كتابتها قيمة لأنَّ أصحاب المذكّرات هم من ذوي التجارب الفاعلة أما هي فليست سوى متسوَِّلة. ومع ذلك ستعود إلى كتابة تجربتها في التسوُّل عبر “مُذكرات” بعد أن وجدت دفتراً معتقاً لها سبق وسطّرت فيه شيئاً عن حياتها (ص 223)، وتستذكرُ بعض ما كتبت، فتُجدِّد رغبتها بالكتابة في ظل اعتقادها بأنه من “الجميل أن يواعد الإنسان ذاته، ويشتاق لها، وينقلها عبر الورق” (ص 235).
هذه العلاقة الجديدة مع الذات أدّت إلى ولادة “مذكَّرات” حقيقية بقلم عفاف، عفاف التي وجدت وظيفة لها بمساعدة شخص تعرَّف إليها في يوميّات مشهديَّة التسوُّل، إلا أنها، وبرغم انخراطها بوظيفتها في حضانة أطفال، ستبقى تتسوَّل لأيام متقطعة لأنها أمست تعتقد بأن “التسوُّل إدمان، وحاله كحال المخدّرات” (ص 241). ومع ذلك استعادت – هذه الأرملة – رباط جأشها، وتخلَّصت من ثنائيَّة الهُنا والهُناك، وحرقت عباءة التسوُّل، وتخلّصت من انشطار شخصيّتها لتعيد ذاتها وجودياً إلى “التئام داخلي” (ص 253)، وبالتالي إصرارها على كتابة “مُذكّرات” عن تجربتها بالتسوُّل لتطهير ذاتها من أردان ما جرَّبته حتى تسقط كتاباتها هذه بيد صديقتها بتول.
أخيراً، تبدو تجربة رواية (مُذكّرات متسوِّلة) ذات منحى واقعي قد يكون سحرياً من حيث موضوعتها (Theme)، لكن يبقى المبنى الحكائي يختلف من الناحية الأسلوبية في تقديم الحكاية على نحو شائق، لا سيما أن سامي الطلاق لم يسقط في فخ السَّرد المفتون بذاته (Metafiction)، فهو لم يلجأ إلى “مذكَّرات” جاهزة أو مخطوطة جاهزة تضم حكاية عفاف، إنما تركَ لمدارات الحكاية الصغرى – وصولاً إلى الكبرى – تنسج مذكَّرات عفاف في تجربة حياتها المعتادة والبديلة “التسول”. إنها تجربة كتابة الأنا الأنثويَّة بين عالَمين يعكسان سوء الواقع المجتمعي المسرود كما أراد سامي الطلاق تصويره في هذه الرواية.