يتواجد غير المؤمنين في الشرق الأوسط، مَنْ هم في الخفاء في الغالب، ولكن هم في الفترة الأخيرة بدأوا بالظهور والإفصاح عن آرائهم مستفيدين من الخدمات التي وفرتها وسائل التواصل الاجتماعي من جهة، والانتفاضات التي أطاحت بالطغاة العرب، وشجّعتهم على رفع أصواتهم من جهة أخرى. في البلدان التي يهيمن الدين فيها على معظم جوانب الحياة اليومية، يسبّبُ التحدي العلني للإيمان والديْن صدمة للأسرة والمجتمع وحتى للحكومات، وقد تَعرضَ العديد ممن أقدموا على هذا التحدي للاعتقال لمجرد البوح بأفكارهم، واضطُر آخرون للعيش في المنفى، ناهيك عن تلقي بعضهم تهديداتٍّ بالإعدام، ولذلك يُفضّل غالبية هؤلاء عدمَ البوح بمعتقداتهم والتعبيرَ عنها خوفاً من ردود أفعال الأسرة والأصدقاء وأرباب العمل.
أولا وقبل كل شيء أريد أن أبدي اعجابي الشديد باختيار العنوان لا أدري إن كان المترجم هو من وصل لهذا السجع أم أنه مقصود كذلك من المؤلف نفسه ثانياً الكتاب رائع و فريد من حيث أنه يصف التبعات الاجتماعية للإلحاد في الشرق الأوسط بعد الربيع العربي أي أنه يتحدث عن نتائج في مجال محدد لظاهرة محددة في منطقة جغرافية محددة خلال فترة زمنية محددة وبالتالي فالأمثلة كانت مناسبة تماماً ومفهومة كلياً لقارئ من هذه البيئة في الواقع فإن معظم الكتب التي قرأتها عن الإلحاد العربي سلباً او ايجاباً كان يغلب عليها الإطار الفكري للمؤلف، فالمؤلفين غير العرب كانوا دائماً يستغربون بعض التصرفات بدون فهمها في سياقها التاريخي او الثقافي، بالمقابل فإن المؤلفين غالب العرب كانوا ينطلقون من الاسلام نفسه سواء ليصلوا لنتيجة أنه يفيد المجتمع أو يضره هنا الوضع مختلف فالمؤلف غير عربي لكنه مطلع كلياً على ثقافة الشرق الأوسط و تأثير السياسات العالمية بعد الحرب العالمية الثانية في تشكيل الفكر العربي الذي ينظر للإلحاد بعين الريبة و الشك