دبلوماسي وكاتب عراقي. تخرج في كلية الحقوق ببغداد عام 1945 وواصل دراسته في جامعة لندن، وقضى في السلك الدبلوماسي العراقي 25 عاماً تقريباً عمل خلالها في لندن، وعمان والقاهرة وجدة وباريس وأنقرة وواشنطن وموسكو على التوالي، وكان وزيراً مفوضاً ومديراً عاماً للدائرة السياسية في وزارة الخارجية، وفي سنة 1967 عيّن سفيراً في الصين، وتفرغ للكتابة في الأدب والدبلوماسية والتاريخ، وحاضر في الدبلوماسية والتاريخ في عدة معاهد عالية في العراق، قبل انتقاله الى لندن سنة 1979.
شارك في مؤتمرات علمية تاريخية في شتى الجامعات البريطانية والألمانية.
تحرى الكاتب الدقة -حسب ظني- فيما أورده،وقد كان ما أورده مهما ولاذعا،وجهده في توضيح الخافيات مشكور،حيث كانت هوامش الكتاب غالبا مهمة. كتاب مهم انصح به،للمهتمين بوجهة نظر الدبلوماسيين الاجانب في تلك الفترة الحرجة.
مقدمة واضحة وفيها من الترتيب ما يعين القارئ على فهم منهجية الكاتب وطريقته. بدأ بمذكرات فردريك القنصل الألماني، الذي لم يُخف في طيات حديثه حرصه على إظهار معتقده وإيمانه به، تفاصيل التنقلات والحديث عن العرب والفرس ينقلك لزمن ماض ترى فيه صعوبة التنقل وخطورته، تقارنه بواقع الحال الآن فتحمد الله الذي منّ عليك فذلل لك كل ذلك. تلته مذكرات القنصل البريطاني فالأمريكي، الأخير بالغ في تمجيد دور بريطانية الطاغية في استتباب الأمن والرخاء في الدول التي استعمرتها( والصحيح أن يقال : استخربتها، لا استعمرتها) جاء بعده حديث المفوض الألماني د.فريتز ولعله كان من أفضل ما كُتب : ١- صحة الأسلوب وسهولته ٢- اتصال مذكراته بالعراق ارتباطًا سياسيًا واضحًا ( إيراده تفاصيل الانقلاب أنموذجًا) بخلاف من سبقه فقد كان الحديث عامًا عن أجواء العراق أو الرحلات فيها والتنقلات أو التطرق للعشائرية .. إلى آخره. ومن بين من أوردت مذكراته وزير خارجية إيطاليا الذي لم يخجل من إظهار نواياه / ونوايا دولته المتآمرة على العراق، والتدخلات الكثيرة التي قام بها فيما ليس من شأنه بل من شأن أهل البلد وحسب. إن مثل هذه المذكرات تظهر بكل أسف تلاعب سفراء ووزراء الدول الكافرة الفاجرة الغربية وتدخلاتهم ومحاولاتهم للسيطرة على الأراضي العربية والإسلامية عمليًا/ حربيًا/ سياسيًا/ فكريًا/ بل وحتى : دينيًا. اللهم اكفنا شرهم ونجّ الدول الإسلامية منهم ومن مؤامراتهم