البياض كان يحيط بها على شكل ثوب فضفاض .. شعرها حر ،، و يديها منفرجتان قليلًا عن جسدها مغمضة العينين ،، غائبة تمامًا في عالمها الخاص راقبها تدور ببطيء يزداد سرعة و يزداد معه انفراج يديها .. حتى فتحتهما علي اتساعهما ثم رفعتهما إلي السماء أمالت رأسها ناحية اليمين و دارت بسرعة أكبر .. استغرقه الأمر دقيقة لتقدح شرارة المعرفة في عقله لقد كانت ترقص .. رقصة الدراويش ! صوته متهكمًا مقاطعًا روحانيتها : هذه رقصة مخصصة للدراويش ، لا للعاهرات ! صوته لم يوقفها بل زادت سرعة دورانها بطريقة جنونية فهدر صوته صائحًا بها : توقفي . عندها فقط ، سقطت ! ** " رقصة سما " : اسم مقتبس عن رقصة الدراويش والتي يدور فيها الدرويش حول نفسه ليتحد بالكون ويتصل بشكل حميم بالخالق .. حيث يفنى كل شيء ويبقى الحب دين كل الأديان .. شريعة كل القلوب .. وحيثما وجد وُجد معه الألم .. توأمه الدائم .
جيدة جدًا . السلسلة متمسكة بفكرة الحرب ، من حرب الوطن لحرب الذات . الشخصيات متماسكة ، و كل شخصية لها دور و مساحة و هدف .. رغم عدم ميلي لثنائيات بشكل ما . و اهتمام الكاتبات الفظيعة بتزويج كل رجل و فتاة في نهاية أي رواية ، مع طبيعي ناس متجوزش و ناس متسامحش بس فكرة الثنائيات مسيطرة بالكامل علي عقل أي كاتبة ! لكن ده كان لطيف هنا ،كان في أطار حبكة و قصة هادفة رغم ثنائية كايل و أورا الأوفر أكتر مما تحتمل الفكرة لكن كانت مقبولة في ظل باقي أطراف الحبكة و قدرت أعرف خيط من خيوط الجزء الثالث للسلسلة ، أكيد هيكون الطفل اللي دفعت عنه مايا هو جزء منه . لطيف و استمعت بقراءتها السرد كان سلس و بسيط ، معتمد علي ضلع المشاعر و متجنب العقل و بيستخدمه في أضيق الحدود . لكنه كان سلس ، و تقريبًا خالي من الأخطاء عدا أخطاء الهمزات طبعا . لكنها جيدة و استمعت فعلا بقراءتها .
الحروب انواع .. قد تكون حربنا هنا .. حرباً راقصة بين قلوب جائها الحب أما متأخراً أو متنكراً ! .. وما أبشع وأقسى الحروب التي لا تقام بين أوطان بل بين قلوب .. عندها لن يموت الكثير من الضحايا .. لكن سيموت في الضحايا الكثير !
"إن المستحيل مجرد إيحاء.... هكذا تعلمت بعد كل تلك السنوات.... مر عليها زمن اعتقدت ان صخر كان من سابع المستحيلات... وأنها لن تستطيع ان تصله حتى لو قطعت هذا الكوكب من قطبه الى الاخر مشياً على قدميها.... ثم حين حققت هذا المستحيل وعبرته،، كانت محملة باللوم والغضب فظنت انه من المستحيل ان تنسى ... وها هي تنسى.... ولا تذكر الا انها احبت رجلا بمئة وأربع وثمانين سنتمتراً من الروعة ..... ذلك أن الحب هو الوحي ... والمستحيل إيحاء" زنبق:عراقية هاجرت مع والدها لأمريكا بعد فقدان أمها -خرجت ولم تعد تم خطفها من ضمن حوادث الاختطاف والاغتصاب اللي انتشرت بعد حرب2003-(لقد كانت دوما تعيش في الظل .. نسخة لا مرئية كألاف النسخ التي تعيش في هذه الغربة الباردة )حياتها فى الغربة لم تكن مريحة في أحد مراتها كانت تغنى"قلبي يُحَدّثني بأَنّكَ مُتْلِفِي ،روحي فِداكَ عرَفْتَ أمَ لم تَعْرِفِ" وصدح صوت من خلفها يكمل معها بالعربية "لم أَقْضِ حَقّ هَواكَ إن كُنتُ الذي،لم أقضِ فيِه أسىً ومِثليَ مَنْ يَفي" "ما أجمل إلقائك" ، كان لقائهم الأول و الأجمل وأصبحت(كانت تشع حياة ،كانت تشع نوراً غريباً ،كان يكاد يقسم لنفسه أنه يري حولها هالة من الضوء)(هل سألعب دور الوالد هذه المرة ؟أجابت أنت تلعب كل الأدوار في حياتي صخر) و انقلب بهم الأحوال و أصبحوا(إن كنت قد سلبتك ساق ،فلقد سلبتنى كل شئ)(لقد حولته إلي رجل بنصفين ،نصف يشفق عليها من إنتقامه ونصف ينتقم منها لإشفاقه عليها،أي جنون تحيطه به هذه المرأة!!)(ستتمنين الموت يا زنبق ولن تجديه،فأريز آله الحرب ينتصر دائماً)(-أنها معركتي عليّ أن أخوضها. -ليست معركتك أنه قلبك. -معركتي قلبي،وقلبي صخر) .. إن الذاكرة مجرد إيحاء... تعتقد أنك قد ارتكبت كل أنواع الحماقات ومررت بكل أنواع الآلام لدرجة ان الوجع سيظل ملتصقاً بخلايا ذاكرتك الى الأبد.... لكنه اكتشف بنفسه ان الذاكرة مجرد قرار... نحن من نقرر أن ننسى ونحن من نقرر أن نتذكر... وقد قرر أن ينسى ... وأن ينفض مرارة الذكريات ... ويرتدي سلام الحب.... فالحب وحي ... والذاكرة إيحاء صخر: أمريكى من أب عراقي هاجر لأمريكا و تزوج وأنجب فيها ولن يرجع بلده (كيف لأمرأة لا تتجاوز المتر وخمس وستون سنتمتراً أن تختصر تاريخ حقده الطويل واوجاعه الأطول ؟وأن تتسع لساحة حرب أبدية؟كيف لصوت كهديل الحمام أن يقرع طبول الحرب في صدري"أرقصِ أرقصِ أريز قادم ليهزمك". قادم إليكِ محملاً بألف و مئة وخمس و خمسون يوماً من العذاب والعرج و التشرد والموت البطئ قادم إليكِ من ماضينا الأسود لأصفي حساباتي. صخر قادم إليكِ من أعمق عمق في الجحيم لآخذك معه) بحب الصراع النفسي للأبطال والكاتبة أبدعت فيه هنا كالعادة(أن الحب لدي البعض حرباً)(لا يريدها أن تعرف أنه أحبها و أنه حين ينتقم لخسارته الكبري فهو ينتقم من حبه لها)(لقد أحبها حباً عظيماً لا يسع معه إلا إنتقام أشد عظمة)(ماذا أفعل معكِ ؟لا الغفران ممكن ولا الحب ممكن ،فقط الإنتقام ممكن)(من قال أن الحب والكره لا يجتمعان بذات القلب أحمق،فهو يحب نفس المرأة و يكرهها بذات القدر) .. رقصة سما -أتسائل ما هو الألم الكبير الذي أوصل زنبق لهذه الرقصة؟ -ولماذا تفترض أنه الألم؟ -لأنها ببساطة ألم يتحرك .. (أنا أحبك صخر.. كما الصوفي الذي يحب ربه... أحبك مطلقاً كما يحبه مطلقاً... أحبك دون ماضي ودون خوف ودون شروط..... غير أنني لا اشبه الصوفي... فحين ارقص لك.... سأمد كفاً نحو قلبك.... وامد الكف الأخرى نحو قلبي فما اخذه منك من حب لا اريد ان اوزعه على احد سوى قلبي....... انها انانية لا تليق برقصة سما..... لكنني احبك هكذا.) ..
إلياس:(لكن الجميع ليس سماء فلتفعل كما تشاء فلتكن كما تريد ،هو يحبها هكذا ولا يهتم مثقال ذرة بكل ما قد يفكر به الجميع عنها)(لن يطالبها أبداً بالتغيير ،لا يقول لها كونى جيدة لأحبك ،كونى جيدة ولا تفتعلي المشاكل كما يقول لها الجميع في اي مناسبة وكأنها طفلة ،كان يتقبلها و يهتم بها كما هي) .. أرورا:استمرت في الحلم وعندما تحقق عاشت في تعاسة (غريب اليوم يوم زفافها علي الرجل الذي طالما أحبته والذي كان يشبه حلماً مستحيلاً، الأغرب أنها لا تشعر بأي سعادة) ف احذر مما تتمنى زوج المستقبل جلس معها قبل الزواج وقاللها أن زواجهم زواج مصلحة علاقتهم لا تتعدي الشكليات أمام الناس،و هما عالقان معاً لا محالة، وأن قلبه مع واحدة ثانية وهذا أمر أبدي و ثابت وعليها تقبل ذلك كامرأة ناضجة،(منذ اللحظة التي غادرت المطعم شعرت بجليد قاسي و بارد يغلف قلبها ،كمن أرد أن يوقف مرضاً لا علاج له يسري في أوصاله فجمد نفسه لكى لا يموت)وفي عيون زوجها أصبحت(كانت هادئة بشكل مزعج،شاحبة كما العادة،جامدة لا حياة فيها،كيف يمكن للرجل أن يقع ف حب كل هذا الجليد!) .. كايل: الرجل الهادى صاحب الهيبة الوقور (الخائن🙂) (بدت راقية جداً ملكية جداً وهذا ما أثار ضيقه ، لا يريد لنفسه أن ينجذب نحو زوجته)و مخلص جداً ماشاءالله (بدون إرادة حسدت ابنة أخيه لأنها تتلقي منه كل هذا الدفئ وهي تكاد تتجمد من برودة لقائهما) .. "مرحباً أيها الوطن.. مرحباً بغبار شوارعك التي تتفرع من روحي.. مرحباً بأهلكَ الذي يتشاركون معي دمي.. مرحباً بسمائك الرمادية التي تحرق شمسها قلبي.. مرحباً بصوت المواويل التي يغنيها مطربوك في حنجرتي.. مرحباً بالمدارس التي يرفع فيها علمك المرفرف فوق سارية جسدي.. مرحباً بدجلة الذي يجري نصفه فوق ارضك ونصفه في اوردتي.. مرحباً بك ايها الوطن الذي يزرع "راء" الحرب في حكاية الحب التي اعيشها.. مرحباً ماريا، اختي وصديقتي وامي.. مرحباً مصطفى .. بطلي ورفيق أحلامي.. مرحباً ايتها الطيور.. مرحباً ايها الأطفال.. مرحباً ايها العابرون.. مرحباً ايها الظلم.. مرحباً أيها الموت.. مرحباً مرحباً يا عراق !... "
العراق .. يحدث أن تحب بلداً عن طريق كتبه، قرأت العراق علي يد بلقيس و أحبته أكثر،تحدثت بسلاسة عن : -حصار العراق الذي دام عشر سنوات و مأساته( لقد كانت امريكا من أرادت لنا هذا الحصار.. ووافقها العالم.. أطفالنا كانوا يموتون من قلة الأدوية وعدم توفرها... كل شئ كان ممنوع علينا....... وبينما انت هنا كنت تتمتع بأفضل انواع الأدوية والأجهزة الطبية، والأطعمة والألبسة كانت أنجل في العراق.. حالها كحال الشعب... تعاني من قلة كل شئ.. أتعرف كم طفلاً مات بسبب قلة الأدوية والغذاء.. مليون ونصف المليون طفل) -حرب 2003( وفجأة تحولت المدينة الجميلة التي تعرفها الى حطام.... طارت العصافير ولم تعد الى حديقتهم من جديد.... هربت قطط الشارع الى مخابئ لا تعرف اين هي.... اما اطفال الحي فقد رحل الكثير منهم مع والديه بعيداً عن بغداد ) -عمليات الاختطاف والاغتصاب الذي حدث لنسائه 2006و2007 -عملية الثعلب الصحراء(لم تكن العملية طويلة الأمد.. أربعة أيام فقط.. أربعة أيام من القصف المتوالي من قبل امريكا وبرطانيا... أربعة أيام دمرت فيها مباني كنا نرتادها.. واخرى كانت تمثل لنا قيمة كبيرة... أربعة أيام قتل فيها اطفال ورجال ونساء.. أربعة ايام فقد فيها عشرات الأبناء آبائهم.. وعشرات الأمهات أبنائهن... كل هذا لأن أمريكا قررت أن تلقن العراق درساً لعدم تعاونه مع مفتشي وكالة الطاقة الذرية في بحثهم عن اسلحة الدمار الشامل) .. أخوض بالعشاق الحروب ولا بكل شاكى السلاح غضبان فكلهم قتلي يا أخي ونجوا و أنه لا يكون قتلان -تميم البرغوتي