الكتاب القصصي الأول لأحد أهم كتاب القصة القصيرة في العالم العربي محمد المخزنجي. وقد أثنى نجيب محفوظ على هذا الكتاب فقال: قصص قصيرة جدا ولكنها ممتازة؛ بحيث أنها تكتب في أضيق حيز، ولكن كل قصة لها معنى مترام واسع، وهي تدل على مقدرة فنية فذة في عالم القصة القصيرة. وقال عنها الدكتور محمود أمين العالم: منذ أن قرأت مجموعته القصصية الأولى «الآتي» وأنا أدرك أن كاتبا متميزا أخذ يضيف أوتارا من الإبداع الصافي إلى أدبنا العربي المعاصر، والتي تتخذ شكل المقطوعات الموسيقية الصغيرة التي تبلغ نصف الصفحة ولا تزيد عن الصفحة والنصف، فضلا عما تتسم به من تركيز شديد يقترب من الشعر. على أن قيمتها الإبداعية لا تقف عند هذا الحد فحسب، وإنما تتمثل كذلك وربما أساسا في هذه الرؤية الإنسانية البالغة الشفافية والمودة والعمق، ذات الأفق الذي يكاد يلامس الكون كله، بل يمتزج به امتزاجا جماليا. وكنت أستشعر منذ البداية أنه يخرج من معطف يوسف إدريس، لا استنساخا لموضوعات أو أساليب يوسف إدريس الفنية، وإنما في حرصه على ما كان يحرص عليه يوسف إدريس من أن تكون القصة أقرب ما تكون إلى الإمساك بقانون من قوانين الوجود، أو معادلة علمية يتم التعبير عنها تعبيرا فنيا. وقد أقول إن ثقافتهما العلمية المشتركة وراء ذلك، فكلاهما طبيب، على أن هذه الثقافة العلمية ليست كافية وحدها، بدون الامتلاء بمحبة الإنسان والالتزام الصادق بقضاياه الجوهرية وامتلاك الكفاءة في التعبير عن ذلك تعبيرا حسيا ملموسا ينبض بحيوية الواقع وحرارته دون أن يفتقد الرؤية الكلية
ولد في مدينة المنصورة، وتعلم في مدارسها، وتخرج من كلية الطب بجامعتها، وحصل على درجة الاختصاص العالي في طب النفس والأعصاب من معهد الدراسات العليا للأطباء بمدينة كييف (عاصمة أوكرانيا)، كما حصل على اختصاص إضافي في الطب البديل من المعهد ذاته. مارس الطب النفسي في مصر وعمل أخصائيا إكلينيكيا بمستشفى بافلوف.
هجر الطب والتحق بأسرة تحرير مجلة العربي في العام 1992م، ثم عاد إلى مصر، وعاش فترة في سوريا هو الآن مستشار تحرير مجلة العربي من القاهرة. له سبعة كتب قصصية، وكتاب علمي عن الطب البديل، وكتاب إلكتروني في أدب الرحلات، وكتابان قصصيان في الثقافة البيئية للأطفال. قال عنه نجيب محفوظ: إنه موهبة فذة في عالم القصة القصيرة وقال يوسف إدريس: يمكننا أن نكوّن من قصصه باقة من أجمل القصص العالمية.
أول كتاب قصصي يُنشر لمحمد المخزنجي. طبعته الأولى كانت في عام 1982، وفي عام 1984 كتب عنه نجيب محفوظ واصفا المخزنجي "بالمقدرة الفنية الفذة في عالم القصة القصيرة". عرفت من المخزنجي شخصيا أنه لم يكن ينوي نشره لولا تحمس الكاتب عبد الفتاح الجمل له وإصراره على نشره. مجموعة صغيرة جدا من القصص القصيرة جدا لكنها - كعادة قصص المخزنجي - تصيبك في قلبك برصاصات من بخور، فتدمي عطرا. ذبحتني القصة الأخيرة (مذبحة النوارس)، وبدأت الكتاب وأنهيته في طريقي من الإسكندرية إلى القاهرة للقاء المخزنجي للمرة الأولى.
الكتاب عبارة عن مجموعة قصصية .. فأنا من عشاق القصة القصيرة التي ترسم عالم بأكلمه وتتخلي عنك في منتصفه لتكتشفه وتكمل خطوطه بخيالك ... عندما تتوغل القصة في رؤية الحياة بطريقة سلسة و بالغة الصعوبة والتعقيد في نفس الوقت فتتركك في حيرة من أمرك لتتخذ قرارك الخاص بشأن الحدوتة لتظهر خفاياك البشرية هل أنت سوداوي الجانب ؟ أم متفائل محب للحياة ؟ ... عدة كلمات بسيطة تحملك أجنحتها في عالم المشاعر الإنسانية الألم الحب الرضا الفرح الحزن السعادة اليأس الفراق الكره الغضب المرض ... الحياة والموت ...
- سِباق : حتي خاسر الشيء لا يتعلم من خطأه فيسابق الريح لتكرار نفس الخطأ بل وحث الناس علي تجربته ... " لا ندري متي - فجأة - أحببناه ".. "انحني يشد من دواسة العربة شيئا طويلا .. عكازا "..
- ذبابة زرقاء : أكره الذباب .. واستمتع هو بتعذيبها ولكنها كانت أم لا تستطيع التخلي عن صغيراتها ..
- الأوتاد : " كالخيمة تقوم علي عمود واحد وتشدها عشرات الأوتاد " " صحيح طالعة فوق فوق في السماء لكن ضعيفة جدا في الأرض "... شجر التين أم الإنسان؟
-العاصفة الترابية : أحيانا ما نتخيله حل لكل مصابنا يصبح القشة الأخيرة لكسر ظهورنا ثم يأتي الفرج في طرفة عين من دون مواعيد ... " وانا مشغول بفزع الماء الأسود في كفي " ..
- عدو الشمس : " كان بنا فضول غالب لمعرفة حقيقة ذلك ".. " وخفنا ... أخافنا ما رأينا .. كنا خائفين حقا ... خائفين أن تكون الشمس التي نعرفها قد صارت بهذه الضآلة ، والخنفساء بكل ذلك الهول "..
- الرجل الذي نسخر منه : " نصطخب هُزءاً به ، وضحكاً عليه ".. " وها هو ذا قد سحرنا ... ننشد إليه ، ونقترب منه ... نحتمي به ، ونهتف باسمه يعتقونا لأجل خاطره "..
- اليمامة المضروبة : من العنيد يا تري ؟؟؟ اليمامة أم الطفل ؟؟ لقد كانت فرصة بلا مقابل ولكن ككل شيء فقدته ... " جناحها مضروب لكنها عنيدة ".. " أكاد ألمسها لكنها تنفلت وتنطلق بأسرع ماتقدر " ..
- الخنازير : الوضع لا يبدو غريبا عن الحياة البشرية ... ولكن هذه حظيرة خنازير فلا لوم عليها .. " لكن يبدو لي أن الخنازير لا تريد الخروج ".. " تأكل من حيث تدوس ، وتمضي ، وتنام . تأكل القمامة ، وتظلها غيوم الذباب ....في ازدحام شديد متلكئة بليدة " .. " وهي تنتظر عطاياه من القمامة .. عطايا الراعي "..
- قمرها الذهب : " إن في وجهها سنين كثيرة ، وكللاً ، وشيئاً أشبه بجنون الفرح المفاجيء "..
- الآتي: الحياة في مواجهة الموت فاختارت الحياة الباقية لتذكرها بالموت ..
- عنبر البنات : للذكري ... إنهن ذهبن وبقيت ذكرياتهن المطرزة وأنا ذاهبة لابد من ترك ذكراي ...
- بضع زهرات : وكان وجهه يعكس إحساساً بالذنب والتعاسة ... آخذ إليه الزهرات الحمر ، لعله بها يفرح ، ويسامحني أيضاً ولكنه كان لا يتحرك وبجواره زهرات بيجونيا وقطعة مرآة صغيرة ..
-الفدائي حمزة : لقد كان يمتلك وجها عادي الملامح ولكنه خارق وآثار بطولاته في كل شبر من جسده النحيف الأسمر الممصوص...
- في الليل الصقيع : " لكن هناك أموراً أصقع من كل شيء تجبرنا علي الخروج إلي الشوارع ... وأخذت أمر بموكبي هذا الغريب في شوارع هذا الليل الصقيع أتعجل مجيء الصبح الذي وحشت له لعلي أتدفأ و أذوب في زحمة الناس "
- فوق سطح ساخن : " هل هي لحظة التسليم للموت ، أم هي لحظة للتفكير في مخرج ؟ " " لابد أنها كانت ذروة المخاطرة بالنسبة لها بينما كانت الأخري في حصار المحنة تسكن مستسلمة " " و أبحث عن المُخَاطِرة التي قفزت من دائرة الموت الأكيد إلي فضاء المجهول"
- مذبحة النوارس : " وكانت رائحة الموت خانقة ... لم يمت ولكنه واحد فقط آه لو أن معه آخرين "
في النهاية أتقدم بجزيل الشكر لصديقي العزيز من رشح لي هذا العالم الأنيق ... شكرااا يا أحمد بيه ..
حسيت وأنا بقرأ بإحساس اللي بيتفرج علي لوح فنية هو شايفها عادية بس علشان شكله ميبقاش وحش بيقنع نفسه إن في معني فلسفي وراء كل قصة وخصوصاً رأي نجيب محفوظ القصصة واللي بيحرج أي حد ماتعجبوش المجموعة. أنا شخصياً مقدرتش أشوف في أغلب القصص أي شيء مميز .. ممكن أكون جاهل لكني مش هضحك علي نفسي وأدّعي إني استمتعت
في صفحاته ال88 لا تتعدى الكلمات 30 صفحة فقد طغت رسونات ندا على الكتاب كانه معرضا للصور. القصص بسيطة ليس بها ابداع روائي، بعضها يحمل رسالة او معنى بينما البعض الاخر لا يستاهل الوصف بانه قصة قصيرة. لمتمتعني، ربما لانها كتبت من 30 عام لم يكن المخزنجي وقتها قد طور موهبته
مبقاش ليها مكان الحاجات دي بعد ما الواقعيه بقت تنزل من الحنفية قلنا ع الحرامي حرامي خلاص و في وشه وقلنا ع الديكتاتور ديكتاتور في وشه .. لزومه إيه بقي جو الإسقاطات دي..!!! زمان كانت جميله و الواحد يقعد يفكر .. كان قصده ايه دي .. و عاوز يقول ايه الايام دي محتاجه اسلوب مختلف
مجموعه مقالات او قصص بسيطه جدا لدرجه انك من السهل انك تنهيها فى جلسه واحد لا تتعدى السويعات بدايه قرأتى للمخزنجي وإن كانت لم تعجبني ولكنها لن تكون الأخير ممكن يكون سوء حظ لاختيارى أو عدم رويتها كما كان يرويها الكاتب ولكن لشكر كل الكتاب فيه من نجيب محفوظ لمصطفى آمين لابد من اعاده المحاولة مره اخرى .
مجموعة من القصص لا تتجاوز أطولها الصفحتان، شديدة التكثيف، تصف كل منها مشهد أو لقطة معينة، كل منها توقف الزمان والمكان في لقطة واحدة تلقي الضوء على حالة شديدة الإنسانية. الحب، الحياة، الموت، الأمل، القسوة، العزيمة، وغيرها الكثير.. كل واحدة من تلك المعاني تجلت في قصة من قصص المجموعة، صورها المخزنجي ببراعته المعهودة، وعرف كيف يسيطر على اللغة وعلى بنية القصة لتصل بك تماماً إلى المعنى الذي يريده، فيصل إليك قوياً ينفذ مباشرة إليك ويمس قلبك برهافة وعذوبة.. وشيئ من الحزن. الحزن الذي شعرت به يخيم على كافة القصص، حتى ذات المعاني الإيجابي منها.. قصص شديدة الإمتاع، وأسلوب سلس عذب، ولا أتوقع أقل من ذلك من محمد المخزنجي.
الكتاب عبارة عن قصص قصير وكل قصة لها رسمه (١٦ قصة قصيرة )
اعجبني اسلوب الكاتب رغم قصر القصة الا ان لكل قصة معنى جميل، فعندما تتوغل القصة في رؤية الحياة بطريقة سلسة و بالغة التعقيد وتتركك في حيرة من أمرك لتتخذ قرارك الخاص بشأن القصة لتظهر خفاياك البشرية هل أنت سوداوي أم متفائل محب للحياة ؟ ... عدة كلمات بسيطة تحملك أجنحتها في عالم المشاعر الإنسانية
رسوم حامد ندا احببت الرسومات كان في غاية الغرابه اسلوب غير مألوف ولكن جميل جدا
كتاب كان هدية من اختي وموجود على رفوف مكتبتي من ٦ سنوات وبتوقع قرأتو بالوقت المناسب .
مجموعة جميلة توقعت أنها يجب أن تكون أولى أعمال المخزنجي وتبين لي أنها كذلك فعلاً فأعماله التالية أعمق وأجمل ككتاب أوتار الماء وغيره ورغم ذلك فهي مجموعة خفيفة وجميلة والكثير من القصص تحمل في طياتها معانٍ عميقة
الكتاب: الآتي الكاتب: محمد المخزنجي النوع: قصة قصيرة الصفحات: 88
"يخلط الرجل ألوانه، فيغلق أفواهنا دون أن يلمسها بيده التي (تدوّر) الألوان"
إن كنت تبحث عن أبرز وأول كُتّاب القصة القصيرة في الوطن العربي، فأنت تتحدث عن المخزنجي، أبرز كاتبي القصص في القرن العشرين، الكاتب المصري الذي كتب قصصًا جما في مجموعاته المذهلة.
وفي هذه المجموعة التي بلغت ثمان وثمانين صفحة تضمنت ست عشر قصة لم تتجاوز الواحدة منها صفحة ونصف الصفحة، لأن المخزنجي يلعب في مساحة ضيّقةٍ جدًا.. ، يهطل عليك القصة من بداية الصفحة بشكلٍ تراه شفافًا مباشرًا وسلسًا حتى تتخدر، ومن ثم يصفعك في نهايتها، لتجده قد ترك وراءه مواضيع اجتماعية وإنسانية عليك حلها أو فتح فمك عاجزًا. إنه لا يكتب إلا لمن يستطيع تفكيك النص أو أن ينظر في أفق السطور، ومن يستطيع أن يغوص في إنسانية شخصياته المرسومة بخطٍّ فاهٍ ومشاعر محفورة، فهنا لا تطفو الأفكار على السطح!!.
كتب المخزنجي قصصًا كثيرة في هذا الكتاب تفتح أبواب عينيك على مصرعيهما لشدة لغته المضغوطة كملفٍ ضخمٍ جدًا، فما قصة "عدو الشمس"!؟ و "الذبابة الزرقاء"؟ و "مذبحة النوارس"؟! وما هو "الآتي"¿! كل هذا وأكثر ستتعرف عليه في هذه المجموعة.
المخزنجي .. المخزنجي .. المخزنجي هذا الرجل الذي أمسك بتلابيب القصة القصيرة و أخرج كل ما تحويه في جعبتها قصص قصيرة فما تكاد تبدأها لتنتهي منها تحمل بداخلها كثير من المشاعر المرهفة و رسومات حامد ندا الرائعة السباق - الرجل الذي نسخر منه - قمرها الذهب - الاتي عنبر البنات - و القصة التي خملت كم لا يحتمل من الشجن بضع زهرات أصبحت أرددها و عن اقتناع لو فيه كتاب فاضي عليه اسم المخزنجي انا هقتنيه و انا مبسوط
عندما قراءت هذا الكتاب للمره الاولى لم اعى جيدا ما المغزى او الدلاله من بعض القصص القصيره جدا(بعضها صفحه واحده(و لكن عندما قراءت الصفحه الاخيره(ظهر الكتاب)و ماكتبه شخصيه فى قامه نجيب محفوظ عن هذا الكتاب قررت ان اعيد قراءته مره ثانيه و لكن تلك المره بتانى و تركيز و محاوله فهم ما بين الاسطر و كانت النيتيجه نعم هذا الكتاب صغير حجمه نسبيا لكن مغزى القصص و ما يريد الكاتب ان يصله لك كبير جدا و يحتاج تامل و تركيز لاستيعابه,كتاب ممتع و ذو جانب تاملى
ما معنى أن تختزل المواقف والأفكار بإيجاز كهذا؟ ما معنى أن تطرح الفكرة مخبوءة بين السطور تجبر فيها القارىء بأخذ وقت مستقطع بين القصص؟ ما معنى العمق يتجلى في كل القصص ؟
أعجبتني المجموعة القصصية رغم قصرها، بل إن أكثر ما أعجبني قصرها والقدرة الفذّة للكاتب بعصرها لتُمنح القصة أبعاداً أوسع، أحببتُ غموضها وعمقها وبعدها الثالث، اللغة جميلة والأسلوب رائع ،،
أتوقع أن أقرأ أجمل وأقوى للكاتب العملاق من هذا العمل فهذه المجموعة قديمة نوعاً ما وهي أول ما كتب كما ذُكر هنا وهذا سبب النجمتان الناقصتان.