بمحض فضل الله تعالى ، أقدِّمُ إليكم روايتي الأولى ( ماترويشكا ( خبايا اسطنبول فأرجو أن تعجبَكم ولن أسهب في الشرح حتى أترك لكم متعة الاستكشاف وإليكم بعضَ الاقتباسات منها
« ... وكأنَّ الحياةَ للعابثينَ ليسَت إلا دمية ماتريوشكا الروسية ، الدُّميـةُ إثـرَ الدُّميــةِ إثرَ الدُّميــة ، ثمَّ لا شيءَ إلا السرابُ والفراغ والمـوت والعـدم !.....».
« - جدّي ما هذه البيوت المضيئة التي تتحرَّك وتمشي ؟
هذه ليست بيوت ، إنَّها عربات القطار يا بنّي ، أو لعلّها مستودَعُ أسرار وقصص النّاس وحكاياتهم.»
« ... هكذا إذن لم تبح اسطنبول بكل أسرارها وخباياها بعد ، مدينة ملوَّنة ، كلَوُّن أعين قطط مدينة فان ، مدينةُ تدافُع الخير والشر والظلم والعدل والغنى والفقر والحياة والموت والإسلام والكفر ، و الإنسانية و الطغيان ، والرحمة والظلم ، مدينةٌ بألفِ ألفِ مئذنةٍ ، مدينةٌ بألفِ ألفِ وجهٍ .»
لطالما أحب الإنسان القصص و الروايات و خصوصا تلك التي تكون قريبة من الواقع بشكل كبير حتى أنك تظن نفسك شخصية من شخصياتها، و عندما تقرأ أكثر تتذكر أكثر إما مواقف حصلت معك أو مع أحد معارفك، هذا هو الشيء المميز الذي يجعلها من أكثر الأجناس الأدبية المحببة من طرف أفراد المجتمع القرّاء. هذا الكتاب شيّق جدا الذي جسد لنا تجارب اجتماعية و مواقف و مواضيع مختلفة من الحياة، كما خاض أيضا في بعض التساؤلات الدينية التي لا تنفك تتبادرإلى أذهاننا كبشر. حيث نجد شخصية المدير المستبد الظالم، الشيطان في هيئة إنسان، الذي أخذته سطوة المال و البذخ إلى أعماق بحار الظلمات و الموبقات، وموظفوه فكلهم يكنون له الكره و يودون لو يتخلصون من رئاسته لهم والفقر و الحاجة الملحة لتأمين لقمة العيش جعلتهم يرضون بوظيفتهم عنده.و شخصية الرجل الطيب "أردم"، الرجل الملتزم بدينه و الراضي بقدره الحامد لله على كل شيء . وكأنَّ الحياةَ للعابثينَ ليسَت إلا دمية ماتريوشكا الروسية ثمَّ لا شيءَ إلا السرابُ والفراغ والموت والعدم!...". قصة شيقة جدا واسلوبها جميل جدا .