لكل زمان أحواله، ولكلّ شعب ظروفه التي تتغير دائماً، وما كان صالحاً البارحة قد لا يعود صالحاً اليوم، وما هو مناسب اليوم، قد لا يكون مناسباً غداً. فصلت بين "فريد" و "وحيد" أجيال كثيرة، ومع ذلك تطابقت قصّة كلّ منهما مع أهل كفر الأرز.. "أجدادنا زرعوا الأرز حين كان الماء متوفراً، فهل يعقل أن نستمرّ بزراعته بعد شحّ المياه!؟" سؤال لا تتبعه إجابات، بل أسئلةٌ أخرى ليست متاحة إلا لقارئ يتقن فنّ اكتشاف السؤال.. سؤال الكون والمستقبل والوجود..
كلفني وقوفي عند دار كلمات في معرض الكتاب هذا العام ثروة صغيرة 😅 كان هذا أحد كتب المعرض ... كتاب غريب من حيث أوراقه وشكلها وموضوع الكتاب ... الكتاب غلافه من الورق المقوى داكن اللون، يشبه كثيرا الأوراق التي نستخدمها أحيانا في لف بعض أنواع الأطعمة التي قد تحتوي على زيت وكذلك داخل الكتاب مختلف جدا، الأوراق فيه متفاوتة الدرجات
لا أدري هل صدقني البائع أم لا ولكنه قال هذا الورق عبارة عن recycled paper معقول؟!! إنه كتاب صديق للبيئة
هذا بالنسبة للكتاب
لم يكن في نيتي قراءة الكتاب ولكنه كان في متناول يدي ففتحته بدافع الفضول
قصة رائعة عن قرية لا يستخدم أحد فيها عقله ... يحفظون ولا يفهمون ... يرددون مقولات قديمة تغيرت بالسنين وكأنها حقائق راسخة ومعلومات مسلم بها ... يتعايش أكثرهم مع واقع قريتهم الفقيرة في مواردها بأن يهاجروا منها ليعملوا بالمدن بشهاداتهم ويتركون فيها الفقراء، وكذلك يسخرون ممن يحاول التغيير فيها وتغيير المعتقدات السائدة
إنها أرض فريد ووحيد ... طفلان تفصل بينهما سنوات عديدة ... ولكليهما من إسمه نصيب وكل منهما عنيد ... ولأنهما عنيدان نجحا فيما فشل فيه الآخرون ... فقد فهما طبيعة الزمان والمكان وكيف أن لكل أوان ما يناسبه ... استعملا عقليهما وحاربا السائد من المفاهيم فحظيا بمكافآتهما المستحقة عن علمهما وعملهما الدؤوب
قصة جميلة جدا ومحفزة على التفكير وعدم الاستسلام والقدرة على التغيير
ما الأشجار إلا مثال لأشياء أكثر يُمكن قياسها على هذا المثال البسيط.. أكثر ما أحببته هي تلك الأوراق الخالية في نهاية الكتاب فلم ينتهِ الأمر بعد ولن ينتهي..
كتاب خفيف ولطيف اشتريته لابنتي ذات العشر سنوات .. وقررت أن اقرأه . جاء مقرمشاً مع كوب من الشاي .. حقاً ماكان صالحاً بالأمس ليس بالضروره أن يكون صالحاً اليوم ..! "وحيد" و "فريد" قد نكون أنا وأنت .. فقط إن مشيت خارج "القطيع"
مذكرات قرية الأرز هي عبارة عن قرية يرتكب قاطنيها مغالطات منطقية ويتناقلوا المغالطات جيلا بعد جيل. هذه القرية لم يُعمل أحد فيها عقله إلا الطفلين وحيد وفريد مع فروق الأجيال بينهم، هما الوحيدين الفريدين الذين رأوا ما لم يراه الأخرون في قريتهم. ولكنهم لم يستسلموا لحجج حكماء القرية الكبار. قصة ملهمة للأطفال ذكرتني نوعاً بقصة (ابن الحداد) من كتاب (حكايات بعد النوم) عن ابن الحداد الذي كان يعيش في قرية الحدادين و كانت الصنعة الوحيدة التي كان عليه العمل بها هي في مجال الحدادة ولكنه لم يكن يرى إلا الشجرة العملاقة ذات الأزهار البيضاء.
هناك دائما مكان للكتب المختلفة وهذا الكتاب كل ما فيه مختلفا ! بداية من غلافه البني بلون التربة، والقصة المختلفة التي تدعونا فيها الكاتبة السورية هيمى المفتي إلى مراجعة أفكارنا الراسخة بطريقة مستمرة وفتح الباب للتغيير والتجديد. للمراجعة الكاملة https://wp.me/paMrp9-6w
قصة للأطفال مميزة وتهم الكبار كذلك ! مفادها أن لكل زمان حاله وأحواله، فاختر ما يناسب زمانك لا ما عاشه أجدادك . ما يميز الكتاب هو الإخراج والطرح ، جمله قصيرة معبرة تحثك على التفكير و الاستنتاج .