- في وطن تحكمه الفوضى يصبح كل شيئ ممكناً. وحين نفقد البوصلة يصبح طبيعياً أن تجد من يسير عكس الاتجاه, وهو يحسب انه يُحسن صنعاً.
وفي مصر, استسلم العامة قبل الخاصة لفكرة الفوضى, بعد أن ضاع التاريخ ولم يعد سوى صورة في بطاقة معايدة أو لوحة غنائية للتباهي في المناسبات الرسمية والأعياد القومية. أما الحاضر, فقد اختطفه اللصوص وصادرته أجهزة الأمن, وأهدرته طوابير طويلة بحثاً عن لقمة العيش, أو العيش نفسه. وحين يضيع التاريخ, ويصبح الحاضر رهينة, يتسرب المستقبل ويخبو الأمل في صنع غدٍ أفضل, إلا في وسائل إعلام رسمية ترهلت واصابها من الفساد ماأصاب غيرها من الهيئات والمؤسسات في هذا الوطن. لقد اصبحت ابسط الحقوق أحلاماً يصعب علينا تحقيقها مما جعل الحلم الحقيقي يتلاشى ويصبح مطلباً بعيد المنال, أو يدخل في باب المحال.
ياسر ثابت، صحفي مصري، من مواليد ألمانيا عام 1964. حاصل على درجة الدكتوراه في الصحافة عام 2000. تتضمن قائمة مؤلفاته: أولًا: إصدارات باللغة العربية: «حياة جميلة مرت بجانبنا» (دار زين، القاهرة 2024) «سينما النهايات الخالدة» (دار اكتب، القاهرة 2024) «برتقال وأشواك: أدب برائحة البارود» (دار المحرر، القاهرة 2024) «سينما القلوب الوحيدة» (دار المحرر، القاهرة 2024) «سلاطين النغم: من الموشحات إلى الموسيقى التصويرية» (دار اكتب، القاهرة 2024) «عصر المدرجات» (دار اكتب، القاهرة 2024) «دليل مصور للملائكة» (دار المحرر، القاهرة 2024) «كشوف الخالدين» (دار اكتب، القاهرة 2024) «أفضل شركائي في الجريمة» (دار زين، القاهرة 2024) «صندوق العجائب: من الدراما إلى المقالب والفوازير» (دار المحرر، القاهرة 2023) «تاريخ الغناء الشعبي: من الموال إلى الراب» (دار دوِّن، القاهرة 2023) «تاريخ اليهود في مصر والعالم العربي: سنوات الظل والغموض» (دار دوِّن، القاهرة 2023) «مصر المدهشة» (منشورات إبييدي، القاهرة 2023) «سيرة الغبار» (دار زين، القاهرة 2023) «10 قبلات منسيّة» (دار زين، القاهرة 2023) «مشوار الخلود: سيرة محمد صلاح» (دار اكتب، القاهرة 2023) «جنرالات كرة القدم: من مارادونا إلى هالاند» (دار اكتب، القاهرة 2023) «جامعُ الشهوات» (دار زين، القاهرة 2022) «سقف العالم» (دار زين، القاهرة 2022) «كلَّ يومٍ شوق» (دار ميريت، القاهرة 2021) «الموسيقى العارية: أساطير في مملكة الغناء» (دار زين، القاهرة 2021) «طقوس الجنون» (منشورات إبييدي، القاهرة 2021) «مقامات الروح: دليل إلى الأغنية العربية» (دار خطوط وظلال، عمان 2021) «حكمة السيقان» (منشورات إبييدي، القاهرة 2020) «الرومانسيون» (دار زين، القاهرة 2020) «عادات الحب السيئة» (دار اكتب، القاهرة 2020) «صراع تحت القبة» (دار زين، القاهرة 2020) «خدوش إضافية» (دار زين، القاهرة 2020) «إثم قديم» (دار الأدهم، القاهرة 2019) «سعال وطني» (دار الأدهم، القاهرة 2019) «ولع» (دار الأدهم، القاهرة 2019) «الحرب في منزل طه حسين» (دار زين، القاهرة 2019) «عشاق وشياطين: التاريخ الممنوع للسينما» (دار اكتب، القاهرة 2019) «أبناء البكاء» (دار زين، القاهرة 2019) «الأهداف لا تعتذر» (دار اكتب، القاهرة 2019) «مراعي الذئاب» (دار زين، القاهرة 2018) «يطل الخجل من حقيبتها» (دار زين، القاهرة 2018) «موسوعة كأس العالم: من أوروغواي 1930 إلى روسيا 2018» (دار كنوز، القاهرة 2018) (طبعة ثانية، دار دوِّن، القاهرة 2022) «الملك والفرسان الثلاثة: عرب روسيا 2018» (دار كنوز، القاهرة 2018) «قبل الذروة بقليل» (دار زين، القاهرة 2018) «قانون رأس السمكة: أمة في خطر» (دار دلتا، القاهرة 2018) «لصوص وأوطان» (مركز الحضارة العربية، القاهرة 2018) «فاسدون والله أعلم» (دار دلتا، القاهرة 2017) «الوزير في الثلاجة: كواليس صناعة وانهيار الحكومات في مصر» (دار دلتا، القاهرة 2017) «أهل الضحك والعذاب» (دار اكتب، القاهرة 2017) «سيرة اللذة والجنس في مصر» (دار اكتب، القاهرة 2017) «موسوعة حصاد الأولمبياد: الدورات الأولمبية في 120 سنة» (دار كنوز، القاهرة 2016) «باشوات وأوباش: التاريخ السري للفساد» (مركز الحضارة العربية، القاهرة 2016) «خنجر في المرآة: نصوص ووجوه منسيـّة» (دار اكتب، القاهرة 2016) «جمرتان: تمارين على النسيان» (دار اكتب، القاهرة 2016) «الموت على الطريقة المصرية» (دار اكتب، القاهرة 2016) «حرائق التفكير والتكفير: شخصيات وصدمات» (دار اكتب، القاهرة 2016) «العصا والمطرقة: صراع السلطة والقضاء» (دار اكتب، القاهرة 2015) «صديق الرئيس: حكام مصر السريون» (دار اكتب، القاهرة 2015) «دين مصر: أمراء الدم والفيديو» (دار اكتب، القاهرة 2015) «وطن محلك سر» (دار اكتب، القاهرة 2015) «المتلاعبون بالعقول: سقطات الإعلام في مصر» (دار اكتب، القاهرة 2015) «حروب الهوانم» (دار اكتب، القاهرة 2015) «مصر قبل المونتاج» (دار دلتا، القاهرة 2015) «حكام مصر من الملكية إلى السيسي» (دار الحياة، القاهرة 2014) «غرفة خلع الملابس: وجوه وقياسات» (دار اكتب، القاهرة 2014) «أجمل القتلة» (دار اكتب، القاهرة 2014) «ذنب» (دار اكتب، القاهرة 2014) «الصراع على مصر: ذئاب مبارك والعهد الجديد» (دار كنوز، القاهرة 2014) «أيامنا المنسيّة» (منشورات ضفاف، بيروت/منشورات الاختلاف، الجزائر 2014) «تحت معطف الغرام» (دار اكتب، القاهرة 2014) «مراودة» (دار اكتب، القاهرة 2014) «زمن العائلة: صفقات المال والإخوان والسلطة» (دار ميريت، القاهرة 2014) «صناعة الطاغية: سقوط النخب وبذور الاستبداد» (دار اكتب، القاهرة 2013) «رئيس الفرص الضائعة: مرسي بين مصر والجماعة» (دار اكتب، القاهرة 2
في حديث لي مع كاتب هذه السطور , قلت له (فيما يشبه اللوم) : أنه مهتم بالبحث التاريخي والأعمال التقريرية على حساب الجانب الأدبي (الذي أراه أكثر إبداعًا فيه .
فرد عليّ قائلًا : أنه مهموم بقضايا هذا الوطن وتاريخه , ليس التاريخ المعهود المنشور , بل التاريخ الخفي الذي استنكف الكثيرون تسجيله فاضطلع هو بهذه المهمة .
التاريخ الخفي : ازاي عاش المصريين قبل كدا , وخفايا الصراعات والتفاصيل الصغيرة التي رسمت معالم جديدة للتاريخ وأثرت عليه وغيرّته .
في الكتاب دا : هتلاقي عرض مميز لمعلومات غالبًا أنت هتكون أول مرة تعرفها , من أيام الكم المملوكي ونهايته مرورا بالملة الفرنسية و الاحتلال الانجليزي لمصر بأحداث دنشواي إلى خبايا حكم فاروق المعظم , انتهاء بحكم شلة العصابة (المسماه مجلس قيادة الثورة) , وطبعا كعادة الطباخ الماهر فقد وضع بعض الموضوعات المتنوعة كنوع من فاتح للشهية , كموضوع يخص حبيب الروح وقريب النفس وعظيم الأثر وكبير الحرافيش وهو نجيب محفوظ (قدّس الله روحه ) بالاضافة إلى القاء الضوء على العادة الغريبة للأجهزة الأمنية المصرية في إلصاق أي تهمة طائفية بمختل عقلي , وطبعا لم يخل الكتاب من ذكر البجم الأكبر : محمد حسني مبارك (أطال الله بقاءه )
استهل الكاتب بحثه الثري بتاريخ العوامات (الخفي على كثير منا ) وألقى الضوء على مدى أهميتها في العصور الغابرة , والغريب إن قرار الغاء العوامات كان علشان زكريا محيي الدين بيمارس التجديف والعوامات كانت مضيقة مجرى النيل عليه (والله يا عم دماغه عالية) , وأفاض الكاتب في ذكر العوامات وملاكها من عظماء الفن والسياسة مثل : نجيب الريحاني وفريد الأطرش (عليهما رحمة الله) وغيرهم وغيرهم .
الكتاب مقسم إلى حلقات بحثية وكل حلقة مقسمة إلى أجزاء عديدة , كتاب غزير المعلومات كثيفها , جيد العرض جدا , خفيف الظل للغاية , معلومات مقدمة لك ببساطة واحترافية متناهية , لو هنصح بقراءة فصل : هنصح بقراءة الجزئية التي تشرح كيفية تخلص عبدالناصر من القضاة المناوئين لحكمه , وطبعا الجزء الخاص بالسادات غاية الظرف والفكاهة كشخص السادات الذى عشق التمثيل وأجاده حتى وهو رئيس .
وطبعا لو هنستخلص شئ من الكتاب وفصوله المفيدة الممتعة , هنستخلص إن فعلا مافيش وصف أنسب للدولة دي غير إنها دولة الفوضى , دولة الفهلوة , والضحك على الدقون وخفة اليد والسرقة والنهب , وازاى كل حاكم بيتصرف فى الدولة كأنها عزبة أبيه , (دا الملك فاروق في شه العسل سنة 1951 كان بيصرف في اليوم 100 ألف جنيه ) متخيل الرقم في العصر دا , متخيل حالنا كان عامل ازاي ,
لو أنت من عشاق البحث في التاريخ الخفي للمجتمع المصري : الكتاب هيبهرك , ولو أنت من عشاق القراءة السريعة للمواضيع الخفيفة أكيد هتحب الكتاب . كتاب كُتب بضمير حي وقلب مهموم فأتى صادق مباشر لنفسك .
لياسر ثابت أسلوب جميل في البحث في التاريخ، و ذكر المتشابهات، و شرح المتناقضات، أسلوبٌ لا يخفى عليّ بحكم قراءاتي المتوالية له ، أسلوب عرض الحدث برشاقة تُسقِط في ذهنك بقايا مما حدث، تضيء بها ومضات خافتة تزرع في روحك_ للأسف_ ضجرًا من الحاصل، و يأسًا من تكرار الزمان بأحداث ثابتة و شخوص متكررة.
فصل السادات و فصل نجيب محفوظ غاية في الروعة، الفصل الأخير بخصوص اكتئاب المصريين جميل للغاية، الدمج بين أحداث مصرية قبل و بعد الثورة، تشي بحجم التغيرات المزاجية للشعب ، و تعرج الأحداث الدرامية التي نالت مصر عامًا بعد عام، لتؤكد أن حياتنا سارت في خط مستقيم من فوضى صنعها القادة، و أقنعتهم أنها السبيل الأمثل للتحكم في شعب لا يثور. كتابٌ جيد أنصح بقراءته.
في هذا الكتاب يتناول الفوضى التي ضربت أركان الدولة المصرية, حتى اصبح عندنا جمهورية و هي ليست بجمهورية
في الكتاب يتعرض الكاتب لأحداث قد تكون مرتبطة بالأمكان, الأشخاص, و الأزمنة. الا انه يجمعها جميعا, مظاهر الفوضى
أكثر الفصول التي جذبتني في الكتاب كان الفصل الأول الذي يتحدث عن العوامات! و التي أستطاع الكاتب ان يدخل في اعماق و تاريخ هذا العالم السحري عبر كل الأزمنة بداية من تشكيل الوزارات في عوامة بديعة مصابني الى عوامة فريد الأطرش التي كان يلحن فيها اعذب الحانه الى تاريخ العوامات في السينما المصرية و كيف انها كانت في وقت من الأوقات تأوي علية القوم في زمن الملكية ثم آلت لكبار و محاسيب كبرا الضباط في عهد "ثورة" 1952 ثم أخير الى اماكن قد تحوم حولها شبهات الرذيلة
الكتاب ايضا يضم العديد من الأحاجي التاريخية حول مواضيع مثل الثورة العرابية و لغز حسن التهامي و جهاز المخابرات بقيادة حسن نصر
كتاب ثري للغاية يُقدّم الكاتب فيه خلاصة مطالعات دامت لفترات طويلة معلومات قيّمة لم تَرِد علي من قبل وبالطبع عن تقصير منّي أول مره أسمع عن حسن التهامي .. الجزء الخاص بالملك فاروق رائع جدا .. العين الزجاجيه واكتئاب المصريين حيث المقالين بأخر الكتاب والحقيقة المؤلمه أشهر الخونة في تاريخنا .. وحكايات شمس بدران
بضع صفحات منسية من التاريخ المصرى. من مميزات الكتاب: لا يلقى شيئا جزافا و إنما يذكر مصادره دوما. من عيوب الكتاب: تترهل حكاياته أحيانا فيسهب بتفاصيل لا تهم فى العملية التاريخية على الأقل فى رأيى و تصبح أقرب لشائعات.
جمهورية الفوضى" قصة انحسار الوطن و إنكسار المواطن كان هذا هو عنوان الكتاب المكتوب على الغلاف الخارجي له.... و الذي يعطي ايحاء انك ستقرأ عن قضايا و مشكلات ادت الى انحسار دور الوطن و انكسار المواطن داخل مجتمعه خاصة ان تاريخ طبع الكتاب يعود لعام 2007..اي في عز جبروت و طغيان نظام مبارك الذي اودى بالوطن الى الإنحسار و الإنكسار بل و ايضا (الإنهيار) في شتى مناحي الحياة. الا ان محتوى الكتاب بعدما قرأته لا يعبر بدرجة كبيرة عن عنوانه...(او هكذا استشعرت)....!!
الكتاب من تأليف الصحفي (ياسر ثابت) و هو كما ورد في مقدمة الكتاب من مواليد 1964 ,حاصل على الدكتوراة في الصحافة عام 2000,عمل في صحف الأهرام و الدستور و صوت الأمة إضافة الى عدد من القنوات الإخبارية....الخ اي انه صحفي خبرة و مخضرم و لا ادري لماذا لم يحظ بشهرة كبيرة وواسعة على الرغم من خبراته العميقة و ايضا اسلوبه في الكتابة و قلمه الرشيق كما يظهر ذلك في هذا الكتاب..!!
الكتاب يتناول عدة موضوعات اغلبها ان لم يكن كلها موضوعات تاريخية...اما تتناول حقبة معينة من تاريخ مصر بالسرد و التحليل او شخصية ما اسهمت في التاريخ المصري سلبا او ايجابا . و ليس بالضرورة ان كل فصل في الكتاب يتناول موضوعا معينا او شخصية معينة.... بل يمكن ان تستحوذ قضية ما او موضوعا معينا على فصول عدة من الكتاب.
فمثلا في عدة فصول من الكتاب بعنوان (قصة الرجل الغامض في حكم مصر) يتناول فيه الكاتب شخصية (حسن التهامي) احد الضباط الأحرار و الذي اشتهر بغرابة الأطوار و الأفعال الغريبة و الغير منطقية ومع ذلك كان قريبا لدرجة كبيرة من دائرة صنع القرار في مصر ابان حكم عبد الناصر بل و ايضا ايام السادات لدرجة انه شارك في مفاوضات (كامب ديفيد) مع اسرائيل..!! يسرد الكاتب وقائع في منتهى الغرابة عن هذا الرجل الذي كان يدعي اتصاله بالجان و معرفة الغيبيات و انه (مكشوف عنه الحجاب)..!! لتجد نفسك و قد دمعت عيناك و انت تتخيل كيف كانت تدار الأمور في هذا البلد و شخص مثل هذا موجود في الدائرة الضيقة لصناعة القرار في مصر..!!
في فصلين من الكتاب يتحدث الكاتب عن (شمس بدران) احد اعضاء مجلس قيادة الثورة و الذي وصل من المكانة لدرجة انه كان مرشحا لتولي منصب رئيس الجمهورية عقب تنحي جمال عبد الناصر عقب نكسة 67 لولا ان تم استبداله في اخر لحظة بعد تدخل محمد حسنين هيكل بزكريا محيي الدين..!! اسرار يكتب عنها الكاتب حول طبيعة هذا الرجل و مدى قوته و خطورته و ايضا كيف كانت تدار الأمور داخل مجلس قيادة الثورة.
فصلان أخران من الكتاب بعنوان (أنور السادات ممثلا) و فيه يتحدث الكاتب عن عشق انور السادات منذ صغره للتمثيل و كيف انه كان يتخيل نفسه و يتمنى ان يصبح ممثلا مشهورا و تقدم بالفعل لإحدى لجان اختبارات التمثيل الا انه فشل..!! الا ان المؤلف يرى ان تلك الهواية سيطرت على السادات تماما حتى بعد ان صار رئيسا للجمهورية و يرصد بالتفاصيل بعض المواقف التي تؤكد عشقه الشديد للتمثيل..!!
عدة فصول من الكتاب بعنوان (الملك فاروق) و هي بحق من اروع فصول هذا الكتاب و اكثرها اثارة للدهشة من كمية المفاجأت التي ستجدها بين صفحات هذه الفصول..!! يرى الكاتب ان مسلسل (الملك فاروق) الشهير مليء بالأخطاء و المغالطات التاريخية و التي اوردها في الكتاب.. ايضا يرى ان (فاروق) ليس شيطانا كما صورته ثورة يوليو و إعلامها و لا بالملاك كما اظهره مسلسل (الملك فاروق).. و انما بشر له ما له و عليه ما عليه...و يرصد الكاتب الكثير من المواقف و الأحداث التي تحكي عن علاقة (فاروق) بالنساء بشكل عام و بزوجته الملكة (فريدة) بشكل خاص و يرصد احداث ووقائع و اقاويل و اشاعات ستجد نفسك فاغرا فمك من هول ما ستقرأ من خبايا و خفايا و أسرار..!! ايضا يرصد الكاتب عددا مما يتردد من فضائح (مولانا) النسائية و التي لم يكشف عنها النقاب في المسلسل و التي ه�� بحق فضائح بكل ما تحمله الكلمة من معنى سواء تلك التي تخص الملك نفسه او زوجته فريدة..!!
الا ان اروع فصول هذا الكتاب على الإطلاق هي عدة فصول بعنوان (أشهر الخونة في تاريخ مصر), و التي ترصد وقائع اشهر من خانوا مصر و شعبها على مدار التاريخ و انكان اغلب من رصدهم الكاتب هم (الخونة) إبان الحملة الفرنسية على مصر و ايضا اثناء الإحتلال الإنجليزي لمصر. من اشهر الخونة الذين يرصدهم هذا الكتاب (المعلم يعقوب) الذي تعاون مع الحملة الفرنسية ضد شعبه و ايضا (مراد بك) الحاكم المملوكي الذي تحالف مع الأعداء ضد المصريين.. هناك ايضا (خنفس باشا) الذي خان عرابي و ساهم في فشل الثورة العرابية و احتلال الإنجليز لمصر عام 1882 . ايضا من اروع ما قرأت في هذا الجزء الخاص بالخونة هم (خونة دنشواي)... و فيه يتناول الكاتب اولئك الذين خانوا شعبهم و انحازوا للمحتل الإنجليزي في محاكمات دنشواي مما ادى الى الحكم بالإعدام على عدد من الفلاحين المصريين و ايضا جلد عدد أخر. و من هؤلاء الخونة ابراهيم الهلباوي الذي اختار ان يمثل الحكومة في اثبات التهمة على المتهمين و بالفعل يستغل براعته كمحامي مفوه في الصاق التهمة بالمتهمين مما نتج عنها تلك الأحكام الجائرة و الظالمة بحق الفلاحين المصريين. لتنصب عليه لعنة المصريين في كل مكان يذهب اليه حتى توفى و مازال حتى الأن اسمه ملطخا بتلك الواقعة الشنيعة من خيانة الوطن و الشعب.
يرصد الكاتب ايضا تفاصيل حادثة دنشواي بالأسماء و التفاصيل الدقيقة بشكل يجعلك تستشيط غضبا من كمية الظلم و الإفتراء الذيي تعرض له الفلاحون المصريون في هذه المأساة و مدى التواطؤ الموحش من الحكومة و اذناب الإحتلال و الخونة. الكتاب اكثر من رائع على مستوى المحتوى و اسلوب الكتابة و تنوع الموضوعات الا انني اعيب على الكاتب عدم وضوح المحتوى من عنوان الكتاب حيث انه كان من الأنسب ان يتم تسميته (حكايات من تاريخ مصر) مثلا...او (شخصيات و احداث من التاريخ) او شيء من هذا القبيل..!!
الكتاب مليء بالوقائع التاريخية الشيقة و المفاجئة و الغير متداولة على نطاق واسع و الجديرة فعلا بالمعرفة و الإطلاع. كتاب انصح بقراءته و اضافته الى مكتبتك...
الكتاب: جمهورية الفوضى (قصة انحسار الوطن و إنكسار المواطن) المؤلف: ياسر ثابت عدد الصفحات: 364صفحة الناشر: ميزان صدرت الطبعة الأولى من الكتاب عام 2007
القاهرة (رويترز) - يسجل باحث مصري مشغول بدراما التاريخ كثيرا من الوقائع والاحداث عن شخصيات تولت مهام سياسية في مصر أو ساقتها الاقدار إلى أن تلعب أدوارا مختلفة مثل الرئيس السابق أنور السادات الذي كان يحلم بأن يكون نجما سينمائيا فصار ممثلا يؤدي دورا من موقع الرئاسة كما يذهب المؤلف.
ويقول ياسر ثابت في كتابه (جمهورية الفوضى.. قصة انحسار الوطن وانكسار المواطن) ان السادات عمل في الصحافة وعشق التمثيل ونشر في مجلة (أهل الفن) في ابريل نيسان 1945 قصة عنوانها (ليلة خسرها الشيطان) وهي قصة كتبها السادات "ولا نعرف مصيرها الآن" مضيفا أن الكاتب المصري محمد حسنين هيكل قال عام 1995 انه عندما كان رئيسا لتحرير مجلة (اخر ساعة) عرض عليه السادات مجموعة من القصص القصيرة كتبها بخطه أملا في أن ينشرها "ثم قدم لي رواية طويلة عنوانها (أمير الجزيرة) مازلت أحتفظ بها حتى الآن بعد حوالي 45 سنة."
وينقل في فصل عنوانه (أنور السادات ممثلا) عن الناقد المصري الراحل غالي شكري قوله في كتابه (الثورة المضادة في مصر) ان السادات "لم يكن يعشق السينما فقط وانما كان يتمنى أن يصبح يوما من نجومها. ومنذ فجر شبابه وهو يحلم بالوقوف أمام الكاميرات" ورغم احترافه السياسة "فانه ظل أسيرا لهوايته" لميوله الفطرية إلى التمثيل باعتراف كثيرين.
ويسجل أن السادات نشر يوم 28 نوفمبر تشرين الثاني 1955 في صحيفة (الجمهورية) -لسان حال ثورة 23 يوليو تموز 1952- مقالا عن حبه للتمثيل وانضمامه في سن الثامنة عشرة (1936) لفرقة تمثيلية بمدرسة ثانوية ثم قرأ إعلانا تطلب فيه الفنانة أمينة محمد وجوها جديدة لفيلمها الجديد (تيتا وونج) وتوجه السادات إلى مقر شركة الإنتاج " حيث جاءت الفنانة أمينة محمد واستعرضتنا جيئة وذهابا وكنا أكثر من عشرين شابا."
وأمينة محمد (1908-1985) هي خالة الممثلة المصرية أمينة رزق. وعملت في الصحافة قبل أن تتجه إلى التمثيل والاخراج وأنتجت فيلم ( تيتا وونج) عام 1937.
لكن ثابت يكشف جانبا لم يشر اليه السادات اذ ينقل عن مجلة ( فصول) الصادرة في مايو ايار 1935 أنها نشرت صورا لبعض المتقدمين للتمثيل ومنها صورة للسادات ومعها سطور من خطابه للمجلة يقول فيه "أنور السادات أفندي.. أنا شاب متقدم للبكالوريا هذا العام. طويل. وسطي رفيع جدا وصدري مناسب وسيقاني قوية مناسبة. لوني ليس كما في الصورة لانني أغمق من الصورة قليلا. والآن أصف لكم الجزء العملي.. أنا متحكم في صوتي بمعنى الكلمة فتارة تجدني أقلد صوت يوسف وهبي (1897-1982) وتارة تجدني أقلد صوت أم كلثوم وهذه خاصة أظنها نادرة. لي أذن موسيقية محضة... لي شعر أسود ومجعد ولكنه خشن. وبقية أعضاء وجهي كما في الصورة طيه."
ويضيف أن مجلة (روزاليوسف) المصرية "نشرت خبر سقوط السادات أمام لجنة التحكيم في امتحان التمثيل" لكنه لم يشر إلى تاريخ الاختبار ولا تاريخ نشر خبر الرسوب فيه.
ويرى أن السادات كان يحلم بأن يكون ممثلا لكنه لم يعلم أنه سيقف يوما على خشبة أهم مسرح في الشرق الاوسط ليثبت موهبته التمثيلية.. رئاسة مصر.. كان كأي ممثل عريق يستوثق من كل شيء بدءا من الملابس وانتهاء بالاضاءة... كان لديه احساس غريزي بكاميرات التصوير. لا تكاد أنوارها تقترب منه حتى يعد نفسه لها" مضيفا أن موهبته التمثيلية أفادته في دور الرئيس.
وصدر الكتاب عن دار (ميزان) في القاهرة ويقع في 363 صفحة متوسطة القطع تتناول قضايا متعددة كان يمكن أن يخصص لكل منها كتاب مستقل ومنها (أشهر الخونة في تاريخ مصر) منذ الحملة الفرنسية (1898-1801) حتى حادثة دنشواي 1906.
كما يعلق المؤلف على حياة ملك مصر السابق فاروق اخر من حكم البلاد من أسرة محمد علي (1805-1952) وذلك عبر 88 صفحة تناول فيها "أخطاء" مسلسل (الملك فاروق) المثير للجدل والذي عرض طوال شهر رمضان الماضي وهو من تأليف المصرية لميس جابر واخراج السوري حاتم علي وإنتاج قناة فضائية مملوكة لامير سعودي.
ويضم الكتاب كثيرًا من القصص عن رجال منهم "الغامض" حسن التهامي المستشار السياسي للرئيس المصري الاسبق جمال عبد الناصر وكيف اعتمد عليه السادات في اجراء اتصالات سرية في المغرب مع وزير الخارجية الاسرائيلي الاسبق موشي ديان. كما يستعرض محطات من حياة وزير الحربية المصري شمس بدران الذي حوكم عقب حرب 1967 وظل سنوات في السجن إلى أن غادر البلاد بطريقة غامضة إلى بريطانيا وكان لديه تسجيلات "خاصة به" لاعمال لحنها وغناها محمد عبد الوهاب. وقدمت له أرملة عبد الوهاب "شيكا على بياض مقابل تسليمها التسجيلات" لكنه رفض.