Ibn al-Muqaffa, though a resident of Basra, was originally from the town of Jur (or Gur, Firuzabad, Fars) in the Iranian province of Fars. His father had been a state official in charge of taxes under the Umayyads, and after being accused and convicted of embezzling some of the money entrusted to him, was punished by the ruler by having his hand crushed, hence the name Muqaffa (shrivelled hand). Ibn al-Muqaffa was murdered around 756 by the order of the second Abbasid caliph Abu Ja`far al-Mansur reportedly for heresy, in particular for attempting to import Zoroastrian ideas into Islam. There is evidence, though, that his murder may have been prompted by the caliph's resentment at the terms and language that Ibn al-Muqaffa had used in drawing up a guarantee of safe passage for the caliph's rebellious uncle, Abdullah b. Ali; the caliph found that document profoundly disrespectful to himself, and it is believed Ibn al-Muqaffa paid with his life for the affront to al-Mansur.
جُملة من الآداب العالية، والحِكم الواقعية المفيدة.. بلسانٍ فصيحٍ مبين.. جاءت في مواضيع شتى ومطالب متنوعة، تنفع عامّة الناس وخاصّتهم، في أمور معاشهم ودنياهم ومعادهم
ولعل هذا الكتاب، يكون من أنفع ما قرأته في عام، إن أنا عملتُ بما فيه.. فإن الرجل لا يكون عالماً حتى يكون بعلمه عاملاً.. ولغزارة ما في الكتاب من جواهر ودرر ونفائس لا تُعوّض؛ لم آلُ جهداً في كتابتها واقتباسها، حتى لأخشى أن أكون قد اقتبست معظمه!! فلم يبق سوى التدبر الطويل والعمل الكثير
وهو من تأليف الأديب البليغ عبدالله بن المقفع.. أحد مَنْ تُهذب الألسنة بترداد كلامهم
"ووجدْناهم لم يرضوا بما فازُوا به من الفضل الذي قُسِم لأنفسهم حتى أشركونا معهم فيما أدركوا من علم الأولى والآخرة، فكتبوا به الكُتب الباقية، وضربوا الأمثال الشافية، وكفَوْنَا به مئونة التجارب والفِطَن." – ابنُ المقفّع رحمه الله.
لا بدّ لقارئ الكتاب من استيفاء شروط المعرفة بالسّياقَين التّاريخي والسياسي للحقبة الّتي ألّف فيها ابنُ المقفّع "الأدب الكبير" لِيَفيد منهُ أحسن ما تكون الفائدة وأتمّ. وبما أنّني لا أجاهر بمعرفتي من ذلك شيئًا ولا أُسرّ، فمراجعتي هذه تلمّ انطباعاتي الشخصيّة بعوَرها وعوزها إلى الترتيب – فإن كانت همّتك إلى دراسة الكتاب فاجعل ما أكتب هنا مُقتحم عينك ودبر أُذُنك.
بأسلوبٍ خطابيٍّ تربويٍّ مباشر – خلوٌ من أسلوب المحاجّة – يتكلّم ابنُ المقفّع رحمه الله في الأخلاق مخاطبًا السّلاطين والوُلاة والوزراء كلامًا تحملُ بعضَهُ على عامّة النّاس وأكثرَهُ على خاصّتهم من تيكَ الحقبة. وهو أسلوبٌ عسيرٌ تصنيفُه، فلا هو يقع في أدب الأخلاق (كأدب الدين والدنيا للماوردي) ولا هو في أدب السّلوك (كإحياء الدّين للغزالي مثلًا)؛ بل هو أقربُ لشذرات قصيرة شديدة الوقع على النّفس لأنّك تسمع فيها صوتَ المُؤدّب الّذي يعرفُ أنّه مؤدّب، وصوت الآمر الّذي لا يتخلّل أمرَه اشفاقٌ ولا زيادة تعليل. فمثلًا، تراهُ يقول "عَوِّد نَفسَك السّخاء"، ثمّ لا يبيّن السبيل إلى ذلك؛ و"ليكن ممّا تصرفُ به الأذى والعذاب عن نفسِك ألّا تكونَ حسودًا"، وينتقلُ إلى جملة ما كان يخوض فيه غير معرجٍ على الأسباب الّتي تتحقّق بها مغالبة الحسد ونوازع النّفس إليه. لأنّني أقرأ كتاب حجّة الإسلام "الأربعين في أصولِ الدّين" – مصادفةً – مع هذا الكتاب، فقد وجدتُ نفسي أعود وأبحث عن هذه الأخلاق في مظانّها؛ فابنُ المقفّع يقرّعُ سمعَك بأخلاقِه، والغزاليّ – رحمهما الله – يربّيها ويهذّبها ويرشد إلى سبيل تحصيلها لتتحقّق في السّلوك.
تُترجم المعاني الّتي تختصّ بالسّلطان – ببعضِ التحوير – على معانٍ تشملُنا نحن العامّة جملةً. ومنها: " وأنَّ قلبك لا يتسع لكل شيء ففرِّغه للمهم"؛ "لا تكوننَّ نَزْر الكلام والسلام، ولا تبلُغنَّ بهما إفراط الهشاشة والبشاشة، فإنَّ إحداهما من الكِبْر والأخرى من السُّخْفِ"؛ ’"فاعزل عنه كلام المَلَق، ولا تُكثرنَّ من الدعاء له في كل كلمة، فإنَّ ذلك شبيهٌ بالوَحْشة والغُربة"؛ "لِيكنْ مما تُحْكِمُ من أمرك ألَّا تسارَّ أحدًا من الناس، ولا تهمس إليه بشيء تُخفيه على السلطان أو تُعلنه، فإنَّ السِّرار مما يُخيِّل إلى كل من رآه من ذي سلطان أو غيره أنه المرادُ به، فيكون ذلك في نفسه حَسِيكة ووغرًا وثُقْلً" – وهذا نزرٌ ممّا هو كائنٌ في الكتاب على هذا النّسق، فاقرأ الكتاب وحاوِر نفسَك به، وبدّل ألفاظ السّلاطين والولاة بألفاظٍ هي اقرب إليك من جنسِ القرابة والأخوّة والزّوج والأهل؛ يتمثّل لك من الكتاب نفعًا، وتقرب منك المعاني الّتي كانت عنكَ تقصُر. ومن أمثلةِ هذا معالجة رقيقة لرفيق القراءة الأستاذ هيثم أجعلُها دونَك فتذوّقها وابكِ لها: (وهذا التّصريف عزيزٌ يُغبط عليه صاحبه)
يقولُ ابنُ المقفّع: "ولا تعدنّ شتم الوالي شتماً ولا إغلاظه إغلاظاً، فإن ريح العز قد تبسط اللسان بألفاظ في غير سخط ولا بأس". وقد ساءَ الأستاذ هيثم هذا الهذر لأنّ "الإهانة إهانة من حيث جاءت"؛ فيقول: "ثم فكرت واهتديت إلى أن نضع مكان لفظة "الوالي" لفظة "المحبوب"، ومكان لفظة "العز" لفظة "الحب" فتصير العبارة رقيقة كشغاف القلب ."
لو سُئلتُ أن أسمّي كتبًا تربّي اللسان وتزكّي الفصاحة وترفع الذّوق لكان هذا الكتاب من جملة ما أُسمّي. هذا الكتابُ يُقرا للغته وبلاغته، والفُرسُ يجيدون الكتابة ايّما إجادة حتّى إنّك لتقرأ لهم في العلوم الطبيعيّة والتفسير وعلم الكلام فيصرفك حسنُ تدبيجهم الكلام عن وعيِ معناه وتثبيت فوائده ولي في هذا تجربةٌ أتى ابنُ المقفّع ليزيدها وُكدًا. إن أردتَ تعليم ابنكَ الفصاحة فربِّ لسانهُ على حفظِ هذا الكتاب، وعلّمه الصبر بمعالجة معانيه وتفكيك جمَله. ومن لهُ اهتمامٌ بالنّحو فليكُن من وردِه في التطبيق النحويّ من هذا الكتاب نصيب، فابنُ المقفّع يكثر من تقديم أحد المعمولَين أو تأخيرِه، ويُجيدُ الحَذف بأشكاله كان في الاسمِ أو الجملة أو الحروف؛ وأمّا إن كانت عنايتك بمعجميّة اللغة وحمل المفردة على ظاهرها أو مجازها، فيستقبلُكَ بحرٌ كبير لا تشاء أن تبلغ ضفافه. وللمهتمّين بدراسة الأسلوب الخطابيّ في اللسانيّات الحديثة أنصح بهذا الكتاب وبكتب التراث جملةً فهي أغنى الكتب تمثيلًا لهذا المجال. والله أعلم ومنهُ المعونة وبِه الاستعانة.
أشكُر رفيق القراءة الأستاذ هيثم على حملي قراءة ابن المقفّع في أدبه الكبير؛ يباركك الله ويبارك فيكَ.
ياللعذوبة! أضع هنا أكثر ما لمسني:: (1) وأصلُ الأمرِ في الجودِ ألا تضن بالحقوق على أهلها. ثم إن قدرتَ أن تزيدَ ذا الحق على حقه وتطول على من لا حق لهُ فافعل فهو أفضلُ. وأصلُ الأمرِ في الكلامِ أن تسلم من السقطِ بالتحفظِ. ثم إن قدرت على بارعِ الصوابِ فهو أفضلُ. وأصلُ الأمر في المعيشة ألا تني عن طلبٍ الحلالِ، وأن تحسن التقدير لما تفيد وما تنفقُ. ولا يغرنكَ من ذلك سعةٌ تكونُ فيها. فإن أعظمَ الناسِ في الدنيا خطراً أحوجهم إلى التقدير.
(2) واعلم أن مالكَ لا يغني الناسَ كلهم فاخصص به أهل الحق، وأن كرامتك لا تطيقُ العامة كلها فتوخ بها أهل الفضلِ، وأن قلبكَ لا يتسعُ لكل شيء ففرغه للمهم، وأن ليلكَ ونهاركَ لا يستوعبان حاجاتكَ، وإن دأبت فيهما، وأن ليس لك إلى إدامة الدأب فيهما سبيلٌ مع حاجةِ جسدك إلى نصيبهِ منهما فأحسن قسمتهُما بين عملك ودعتكَ. واعلم أن ما شغلت من رأيك بغير المهم أزرى بكَ في المهم، وما صرفتَ من مالكَ في الباطلِ فقدتهُ حينَ تُريدهُ للحقّ، وما عدلتَ به من كرامتك إلى أهلِ النقصِ أضر بكَ في العجزِ عن أهلِ الفضلِ، وما شغلتَ من ليلكَ ونهاركَ في غير الحاجةِ أزرى بكَ عند الحاجةِ منكَ إليهِ.
(3) ابذل لصديقكَ دمكَ ومالك، ولمعرفتكَ رفدكَ ومحضركَ، وللعامةِ بشركَ وتحننكَ، ولعدوك عدلكَ وإنصافكَ، واضنن بدينكَ وعرضكَ على كل أحدٍ. وإن سمعت من صاحبكَ كلاماً أو رأيتَ منهُ رأياً يعجبُكَ فلا تنتحلهُ تزيناً به عند الناسِ. واكتفِ من التزينِ بأن تجتني الصوابَ إذا سمعتهُ، وتنسبهُ إلى صاحبهِ. واعلم أن انتمالَك ذلكَ مسخطةُ لصاحبكَ، وأن فيه مع ذلك عاراً وسخفاً. فإن بلغَ بك ذلكَ أن تشيرَ برأي الرجلِ وتتكلمَ بكلامهِ وهو يسمعُ جمعتَ مع الظلمِ قلةَ الحياء. وهذا من سوء الأدبِ الفاشي في الناسِ. ومن تمام حسنِ الخلقِ والأدبِ في هذا الباب أن تسخو نفسكَ لأخيكَ بما انتحل من كلامك ورأيكَ، وتنسبَ إليه رأيهُ وكلامهُ، وتُزينهُ مع ذلك ما استطعتَ.
(4) ولا تخلطن بالجد هزلاً، ولا بالهزلِ جداً. فإنكَ إن خلطتَ بالجد هزلاً هجنتهُ، وإن خلطتَ بالهزلِ جداً كدرتهُ. غير أني قد علمتُ موطناً واحداً إن قدرتَ أن تستقبلَ فيه الجد بالهزلِ أصبتَ الرأي وظهرتَ على الأقرانِ: وذلك أن يتوردك متوردٌ بالسفةِ والغضبِ وسوء اللفظِ، فتجيبهُ إجابة الهازلِ المداعبِ، برحبٍ من الذرعِ، وطلاقةٍ من الوجهِ، وثباتٍ من المنطقِ.
(5) إن رأيتَ صاحبكَ مع عدوكَ فلا يغضبنكَ ذلك، فإنما هو أحدٌ رجلين: إن كان رجلاً من أخوانِ الثقةِ فأنفعُ مواطنهِ لك أقربها من عدوكَ لشرٍ يكفهُ عنكَ، أو لعورةٍ يسترها منكَ، أو غائبةٍ يطلعُ عليها لكَ، فأما صديقكَ فما أغناكَ أن يحضرهُ ذو ثقتك.
(6) لا تكثرن ادعاء العلمِ في كل ما يعرضُ بينكَ وبين أصحابكَ فإنك من ذلك بين فضيحتينِ. إما أن ينازعوك فيما ادعيتَ فيهجمَ منكَ على الجهالةِ والصلفِ، وإما ألا ينازعوك ويخلوا في يديك ما ادعيت من الأمورِ، فينكشفَ منكَ التصنعُ والمعجزةُ. واستحي الحياء كلهُ من أن تخبرَ صاحبكَ أنكَ عالمٌ وأنهُ جاهلٌ: مصرحاً أو معرضاً.
(7) اجعل غاية تشبثكَ في مؤاخاةِ من تؤاخي ومواصلةِ من تواصلُ توطينَ نفسكَ على أنه لا سبيل لكَ إلى قطيعةِ أخيكَ، وإن ظهر لكَ منهُ ما تكرهُ، فإنهُ ليس كالمملوكِ تعتقهُ متى شئتَ أو كالمرأة التي تُطلقها إذا شئتَ، ولكنهُ عرضكَ ومروءتكَ. فإنما مروءةُ الرجلِ إخوانهُ وأخدانهُ. فإن عثر الناسُ على أنكَ قطعتَ رجلاً من إخوانكَ، وإن كنتَ معذراً، نزلَ ذلك عند أكبرهم بمنزلةِ الخيانةِ للإخاء والملالِ فيهِ. وإن أنتَ معَ ذلك تصبرتَ على مقارتهِ على غير الرضى عادَ ذلكَ إلى العيبِ والنقيصةِ. فالاتئادَ الاتئاد! والتثبتَ التثبتَ.
(8) صُن لسانك اعلم أن لسانك أداةٌ مُصلتةٌ، يتغالبُ عليهِ عقلكَ وغضبكَ وهواك وجهلكَ. فكُل غالبٍ مستمتعٌ به وصارفهُ في محبتهِ، فإذا غلبَ عليهِ عقلكَ فهو لكَ، وإن غلبَ عليه شيءٌ من أشباهِ ما سميتُ لك فهو لعدوكَ. فإنِ استطعتَ أن تحتفظ به وتصونهُ فلا يكونَ إلا لكَ، ولا يستولي عليهِ أو يشارككَ فيه عدوكَ، فافعل.
ولا تعتذرن إلا إلى من يُحب أن يجد لكَ عذراً، ولا تستعين إلا بمن يحب أن يظفركَ بحاجتكَ، ولا تُحدثنَ إلا من يرى حديثكَ مغنماً، ما لم يغلبكَ اضطرارٌ. وإذا اعتذر إليكَ معتذرٌ، فتلقهُ بوجهٍ مشرقٍ وبشرٍ ولسانٍ طلقٍ إلا أن يكونَ ممن قطيعتهُ غنيمةٌ. إذا غرستَ من المعروفِ غرساً وأنفقت عليهِ نفقةً فلا تضنن في تربية ما غرستَ واستنمائهِ، فتذهب النفقةُ الأولى ضياعاً.
(9) إذا نابت أخاكَ إحدى النوائبِ من زوالِ نعمةٍ أو نزولِ بليةٍ، فاعلم أنكَ قد ابتليتَ معهُ: إما بالمؤاساةِ فتشاركهُ في البليةِ، وإما بالخذلانِ فتحتملُ العارَ. فالتمس المخرجَ عند أشباهِ ذلكَ، وآثر مروءتكَ على ما سواها. فإن نزلت الجائحةُ التي تأبى نفسكَ مشاركةَ أخيكَ فيها فأجمل، فلعلّ الإجمالَ يسعكَ، لقلةِ الإجمالِ في الناسِ. وإذا أصابَ أخاكَ فضلٌ فإنهُ ليسَ في دنوكَ منهُ وابتغائكَ مودتهُ وتواضعكَ لهُ مذلةٌ. فاغتنم ذلك واعمل بهِ.
(10) احترس من سورةِ الغضبِ وسورةِ الحميةِ وسورةِ الحقدِ وسورة الجهلِ، وأعدد لكل شيءٍ من ذلك عدةً تجاهدهُ بها من الحلمِ والتفكرِ والرويةِ وذكر العاقبةِ وطلبِ الفضيلةِ. واعلم أنك لا تُصيبُ الغلبةَ إلا بالاجتهاد والفضلِ، وأنّ قلةَ الإعدادِ لمدافعةِ الطبائعِ المتطلعةِ هو الاستسلامُ لها. فإنهُ ليس أحدٌ من الناسِ إلا وفيه من كل طبيعةٍ سوءُ غريزةٍ. وإنما التفاضلُ بينَ الناسِ في مغالبةِ طبائع السوء. فأما أن يسلم أحدٌ من أن تكونَ فيه تلك الغرائزُ فليس في ذلك مطمعٌ. إلا أن الرجل القوي إذا كابرها بالقمعِ لها كلما تطلعت لم يلبث أن يميتها حتى كأنها ليست فيهِ. وهي في ذلكَ كامنةٌ كمونَ النارِ في العُودِ، فإذا وجدت قادحاً من علةٍ، أو غفلةً استورت كما تستوري النارُ عند القدحِ، ثم لا يبدأ ضرها إلا بصاحبها، كما لا تبدأ النارُ إلا بعودها الذي كانت فيهِ.
(11) فليكن ما تُعاملُ به الحسد أن تعلم أن خير ما تكونُ حينَ تكونُ مع من هو خيرٌ منكَ، وأن غنماً حسناً لكَ أن يكونَ عشيرُكَ وخليطُكَ أفضل منكَ في العلمِ، فتقتبسَ من علمهِ، وأفضلَ منكَ في القوة، فيدفع عنكَ بقوتهِ، وأفضلَ منكَ في المالِ، فتفيد من مالهِ، وأفضل منكَ في الجاهِ، فتصيبَ حاجتكَ بجاههِ، وأفضلَ منكَ في الدينِ، فتزداد صلاحاً بصلاحهِ.
ونختم بهذه النصيحة :"D
اعلم أن من أوقعِ الأمورِ في الدينِ وأنهكها للجسدِ وأتلفها للمالِ وأقتلها للعقلِ وأزراها للمروءةِ وأسرعها في ذهابِ الجلالةِ والوقارِ الغرامِ بالنساء. ومن البلاء على المغرمِ بهن أنهُ لا ينفكّ يأجمُ ما عندهُ وتطمحُ عيناهُ إلى ما ليسَ عندهُ منهن. إنما النساء أشباهٌ. وما يتزينُ في العيونِ والقلوبِ من فضلِ مجهولاتهن على معروفاتهن باطلٌ وخدعةٌ. بل كثيرٌ مما يرغبِ عنهُ الراغبُ مما عندهُ أفضلُ مما تتوقُ إليهِ نفسهُ منهن. ______ رحمك الله يا عبدَ الله وطيب ثراك. النجمة الناقصة لأنني قرأت قبله الأخلاق والسير الذي يتفوق على هذا الكتيب في كل الأبواب تقريبا.
جميل جدا كالأدب الصغير، كتب في صفحة العنوان أنه كان قد تقرر تدريسه في المدارس الابتدائية وهو شيء رائع، حبذا لو بإمكاننا إرجاع كلا الكتابين إلى المقررات الدراسية ففيها ما يزكي النفس وهو ضروري لتنشئة الصغار والشباب على الحميد من الأخلاق... الكثير من النصائح إن صح نعتها كذلك غير مطبقة، بل أكاد أقول أن الناس يخالفون ما جاء فيها ويصنعون عكسه.. ولا يسعنا سوى الدعاء بالهداية والمغفرة لأنفسنا ولكافة الناس وأن يهدينا الله سواء السبيل.. وهذا بعض مما جاء في الكتاب ووقع منزلة طيبة من نفسي
يقع الكتاب في 139 من القطع الصغير وهو تحقيق العلامة أحمد زكي باشا أذا أخترنا أهم كتب في التراث العربي ليس هناك من شك في أن مؤلفات أبن المقفع ستكون من أهم عشر أعمال في الأدب العربي ، ويعد الأدب الكبير من أيات البلاغة والفصاحة في اللغة العربية يتبع الكاتب أسلوب النصيحة في الكتابة ، وهو أسلوب ثقيل يضيق القاريء به، ولكن لم أشعر بذلك الثقل أثناء قرأتي له وهذا من الأشياء الغريبة، ومن الممكن أن يكون هذا من ضمن أسباب تميزه وعجز الكثير من الأباء في مجارته في أسلوبه هذا ،،،والكتاب في المجمل من أمتع ما قرأت.
"ابذل لصديقك دمك ومالك، ولمعرفتك رِفدك ومحضرك، وللعامة بشرك وتحنّنك، ولعدوك عدلك، واضنن بدينك وعرضك عن كل أحد."
"إذا بَدَهك أمران لا تدري أيهما أصوب فانظر أيهما أقرب إلى هواك فخالفه؛ فإن أكثر الصواب في خلاف الهوى."
وبعدُ فهذا الأدب الكبير، وإن سمّي الكبير لدلالة ما فإنه كذلك كبير بأثره في الكتابة العربية، كسائر ما ترك هذا الرجل الفارسي الفذّ، وهو كتاب غير كتاب الدرة اليتيمة، وقد اشتبه الكتابان على بعضهم. ولولا متاعب السياسة وعواقبها الوخيمة التي اخترمت ابن المقفع ولمّا يبلغ الأربعين، لربما جاد علينا ببدائع أخرى تتنوّق بنثره الرائع، من مترجماته وبنات أفكاره، في باب الاجتماع وفي باب الفكر وفي باب الفلسفة.
1-اشتغل ابن المقفع منذ نشأ بالسياسة، ولست أعني السياسة بمفهومها المعروف السابق إلى الذهن، ويشمل الإدارة والاقتصاد والحكم، بل السياسة كما يعرفها القدماء، التي تضم الاتصال بالسلطان وخدمته وملازمته ونصحه، وقد تتطلب كذلك الاتصال بالمجتمع ومعرفته لتوجيهه وإرشاده. عمل ابن المقفع كاتباً. وعمل الكاتب في ذلك العصر قريب من عمل الوزير، يدلّ على ذلك أن عدداً من الكتاب ارتقوا من الكتابة إلى الوزارة. نجم نجمه بهذا العمل الشاقّ الخطير في آخر عهد بني أمية لدى عدد من ولاتهم بالعراق وخراسان، ويروي الجهشياري(الوزراء والكتاب 105)أن ابن المقفع لما كان كاتب المسيح بن الحواري سفر بينه وبين سفيان بن معاوية المهلبي، ونجح في تدبير حيلة سلّمت صاحبه من العزل والحرب-وهذا مما حقده عليه سفيان فقتله به لاحقاً-ويروي كذلك(الوزراء والكتاب 103)-هو وغيره-خبر ابن المقفع الشهير في كتابة الأمان لعبد الله بن علي من الخليفة المنصور. إذ ألزم المنصورَ-وهو هو في الظلم والغدر-في نص العهد بإلزامات عجيبة تدلّ على ذكاء ونباهة، ضاق بها المنصور ذرعاً فحقد عليه. وكان أبو أيوب الموريانيّ وزير الخل��فة يخشى من ابن المقفع أن يأخذ مكانه لما يعرف من كتابته وعقله وعلمه وأدبه، فأضمر حقداً عليه هو الآخر.
فماذا بالله يكون مصير رجل حقد عليه الخليفة ووزيره وواليه، وهو إلى هذا تابع لحزب أعمام الخليفة المناوئ له وقريب عهد بالمجوسية؟ لا يكون مصيره إلا قتلة شنيعة تشمئز لها نفس التاريخ. وحقيق بالاعتبار أن هذا الرجل الذي خبر سياسة السلطان وميّز دقيقها من جليلها لم يُخارج نفسه منها سالماً(قيل أن الخليل بن أحمد سئل عن ابن المقفع فقال: علمه أكثر من عقله). فليتك أبا عمرو أخذت بقولك لنفسك واستغنيت واعتزلت لسلامتك، "فإن من يأخذ عملهم يحول بينه وبين لذة الدنيا و��مل الآخرة، ومن لا يأخذ بحقه يحتمل الفضيحة في الدنيا والوزر في الآخرة."
من هذه الحياة السياسية العريضة ومن تراث كسروي عريق جمع ابن المقفع آراءه في سياسة السلطان(بلغت نصف الكتاب تقريباً) وهي آراء مستمدة من تجارب دنيوية غابت عنها الروح الدينية، حتى ما يتصل منها بالدين، كما يقول أحمد أمين في ضحى الإسلام. شاهدُ استمداده من تجاربه قوله أحياناً:"فإنا قد رأينا الناس" وشاهد نزعته الكسروية المغالية في التخادع والتواطئ للملك في مثل قوله:"لا تخبرنّ الوالي أن لك عليه حقاً…" "ولا تعدنّ شتم الوالي شتماً ولا إغلاظه إغلاظاً…".
2-لا يماري قارئ مدرك لكتابة هذا الرجل في قوة أسلوبه وجزالته وتميز عبارته، وعمق ثقافته وتنوعها بين حضارات ثلاث:العرب والفرس واليونان، ولكني وجدت الجاحظ(رسالة المعلمين)-بعدما عظّم وفخّم من مواهبه-حطّ منه وأزرى عليه في ثقافته الكلامية، ووجدت عدداً من الدارسين-على رأسهم طه حسين-يرى في عبارته تعثّراً وغموضاً. ولم أشعر بشيء مما قال هؤلاء فيما قرأت من كلام الرجل، بل وجدت أسلوباً سلسلاً عذباً واضحاً تمنيت لو أكتب مثله أو كمثله، ونفس الأمر يقال عن ثقافته، وإن تكن بعض آرائه تسوء فيغفر له نظام الكلام الجميل، وحسبي دليلاً على ما أقول أن الجاحظ في نشأته كان ينحل كلامه ابن المقفع ليروج(رسالة الحاسد والمحسود).
3-الكلام في دين ابن المقفع كثير مختلط، والثابت -كما أراه-أن الرجل يعظم الدين-الدين للإنسان عامة- ولذلك شواهد في ترجمته، فاتهامه بالزندقة التي تعني الإلحاد والتمرد على روح الدين اتهام سخيف ولّدته خصومة سياسية. ابن المقفع إنسان سريّ النفس كريم الشمائل تامّ الأدب رضيّ الخلق. ومما تحسن معرفته أن الآراء الأخلاقية التي طرحها كان يلتزم بها، ويصدّق قوله بفعله. قال:"ابذل لصديقك دمك ومالك" وبذل دمه دون صديقه عبد الحميد الكاتب لما طلبته جحافل العباسيين(الوزراء والكتاب 80) وبذل ماله لأصدقائه فكان يُجري على وجوه أهل البصرة والكوفة ما بين الخمس مئة إلى الألفين كل شهر(الوزراء والكتاب 109)، ولما أمر به الآثم سفيان بن معاوية فقطِّع إرْباً إرْباً وعضواً عضواً قال له: والله إنك لتقتلني فتقتل بقتلي ألف نفس، ولو قتل مئة مثلك ما وفوا بواحد. فانظر كيف حضره عقله وواتته بلاغته في الموقف الذي لا يحضر فيه عقل ولا تواتي فيه بلاغة. قال ابن سلام: لم يكن في العرب أذكى من الخليل بعد الصحابة، ولا في العجم أذكى من ابن المقفع.
من اظرف ما قرأت مؤخرا... كأني بجليس يسدد خطاي وينصح. كان وجيزا في اعتباراته بليغا في تمثيلها. ضم آدابا افتقدناها، من أدب الصداقة والاستماع و المؤانسة والمجالسة والكلام. لم استطع تلخيصه فهو بطبعه ملخص عن أقل ما يطمح إليه المرء. من قول الكاتب : " وإني مخبرك عن صاحبٍ لي، كان من أعظم الناس في عيني، وكان رأسُ ما أعظمَهُ في عيني صِغَرَ الدنيا في عينه؛ كان خارجًا من سلطان بطنه؛ فلا يتشهَّى ما لا يجد، ولا يُكثر إذا وَجَدَ، وكان خارجًا من سلطان فَرْجِهِ؛ فلا يدعو إليه ريبة، ولا يستخفُّ له رأيًا ولا بدنًا، وكان خارجًا من سلطان لسانه؛ فلا يقول ما لا يعلم ولا ينازع فيما يعلم، وكان خارجًا من سلطان الجهالة؛ فلا يُقدِمُ أبدًا إلا على ثقةٍ بمنفعةٍ. كان أكثَرَ دهره صامتًا فإذا نطق بَذَّ الناطقين. كان يُرَى متضاعفًا مستضْعَفًا، فإذا جاء الجِدُّ فهو الليث عاديًا. كان لا يدخُل في دعوى، ولا يشترك في مِراء، ولا يُدْلي بحُجَّة حتى يَرى قاضيًا عَدْلًا وشُهودًا عُدُولًا. وكان لا يلوم أحدًا على ما قد يكون العذر في مثله حتى يعلم ما اعتذاره. وكان لا يشكو وجعًا إلَّا إلى مَن يرجو عنده البُرْء. وكان لا يستشير صاحبًا إلى من يرجو عنده النصيحة. وكان لا يتبرَّم ولا يتسخَّط ولا يتشهَّى ولا يتشكَّى. وكان لا ينقمُ على الوليِّ، ولا يَغْفُلُ عن العدُوِّ، ولا يخصُّ نفسَه دون إخوانه بشيء من اهتمامه وحيلته وقوته. فعليك بهذه الأخلاق إنْ أطقتَ — ولن تطيق — ولكنَّ أخذَ القليل خير من ترك الجميع. واعلم أنَّ خيْر طبقاتِ أهل الدنيا طبقةٌ أصِفُها لك: مَنْ لَمْ ترتفِعْ عن الوضيعِ ولم تتَّضِع عن الرفيع... "
كتاب رائع يستحق القراءة بل والحفظ، أسدى الكاتب فيه نصائحه للقارئ في كيفية معاملة الحكام والأصدقاء ونصح الحاكم كيف يعامل محكوميه، وسواء كانت تلك النصائح متولدة عن ذهن الكاتب أو من ترجمته من الفارسية فهى بلا شك مُثل عليا لا غنى للفرد عنها.
فصل التعامل مع السلاطين أخذ جزء كبير من الكتاب لذلك فضّلت أن أعطيه ٤ نجوم ليس سوء في المحتوى لكن لإن الأهمية بالنسبه لي كانت أقل، أما من يشتغل في مناصب مقصودة بلا شك سيرى وجبة غنية من هذا الكتاب .
بلا شك الأدب الصغير أجود، والكتابين ضروري تواجدهما في أي مكتبة.
الكتاب هذا لخبطة في لخبطة لا اعرف هل هم غدة كتب في الادب الكبير و الادب الصغير ام مجرد تسميات
لكن المهم قريته كان نسخة هنداوي الادب الكبير
الكتاب عبارة عن نصائح بلغة ادبية بمعنى كتاب فيه حكم
اتفق في قوله ان العلم لا يقال في كل موقع و كل علم يمتلك صياغه الخاص و لا تدخل الصياغات لكن اكره نظرة التعالي عند العرب القدام في تقسيم الناس لطبقات طبقة الجهلة و طبقة العلماء هو مجرد غرور نفسي لا اكثر و زيف فسي لا اكثر لا يوجد شيء اسمه طبقة الجهلاء و طبقة العلماء و تفكير ابن مفقع هو تفكير سلطاني من الأساس نجده يفرد فصل عن كيف نعامل السلطان و فيه كل انواع الخضوع و تعظيم السلطان و كنه السلطان الالهة ليس بشري يمتلك دماغ انساني و يتفكر فهذي من خطورة الكتاب يجعل الانسان منغلق على نفسه و على افكاره لا يريد ان يشارك و يكون مغرور و من حقه ان يصف هذا جاهل و هذا عالم و ان يخضع للعالم
الجميل في قوله بخصوص السماع و الحوار نقطة جميلة جدا لكن مع ذلك هو يعتقد انك لو جاك احساس نفسي انك عالم بضرورة انت اصبحت عالم انت مجرد متوهم عادي لا يوجد شيء اسمه اصبحت عالم او اصبحت جاهل مجرد مشاعر نفسية ممكن تحصل و ما قريت كتاب واحد و ممكن ما تجي و انا مخلص كل الكتب و حاصل على الشهادات العلمية فتصديق مشاعرنا النفسية و الخيالات يجعل الثقافة ميتة و لا احد يريد ان يشارك رايه حتى لا يصبح رايه تافه و يخاف من النقد فشوف الكتاب يمل الكثر لجعل الانسان اكثر خضوع
لقد عرفوا البلاغة أنها ما ترى في نفسك استطاعة على مثلة حتى إذا عالجته لم تجد من ذلك شيئا وأضيف إن تعريف البلاغة : الأدب الكبير
ومن المفاجئه - ونحن في زمن الكتب الإلكترونية لا نرى من الكتاب غير غلافه - أقول كان من المفاجئ لي أنه كتيب وليس كتابا ولكن لأنه البلاغة بعينها فالعبرة بلوغ اللفظ معناه بل إن المعاني فيه لتزيد عن ألفاظها .
فهو ليس كتابا للقراءة بل للتلاوة ، حري بطالب الفصاحة أن يلزمه ، وقد ورد عن بعض المتقدمين وقد سأل عن سر بلاغته فقال كنت أعمد كل يوم إلى 50 صفحة من كتب المقفع فأرفع بها صوتي
ولا أنسى أن أعرض لأغراض الكتاب : فهو ضرب من المقالة بديع ، كيف لا وهو فاتحتها ، وهو بابان ليس إلا
الباب الأول : في السلطان الباب الثاني : في الأصدقاء
ربما يكون الباب الأول ثقيلا لعدم حاجة الناس لهذي المعاني في زماننا أما الباب الثاني فهو الدرر إلا أنها كلم وفيه من النصائح في مخالطة الناس ما لا عنى للبيب عنه .
أسلوب النصائحِ المُباشر الذي يعتمدُ على الأمرِ والنّهي في أساسهِ عامةً أمرٌ غيرُ محبّبٍ على الأقلِّ بالنسبةِ لي، ولكن تغليفهُ بلغةٍ فصيحة كالتي يملكها ابنُ المقفع وبلاغةٍ راقيةٍ وجملٍ منمقةٍ يزينها أكثرُ ما يفعلُ أن جوهرها الأدب والأخلاقُ جعلتني أستسيغهُ بل وأحبّهُ بشكلٍ أو بآخرَ بغض النظرِ عن بعض المللِ الذي يجرُّه هذا النوع من أساليب النصح والكتابة تحديدًا.
لم أقرأ الكتاب كاملًا ولم أقرأ قبلهُ "الأدب الصغير" لكني أجزمُ أن الثروة التي حصلتٌ عليها من رُبع هذا الكتاب المثقلِ معرفةً وجمالًا تكفيني - إن أنا عملتُ بها- وتغنينِي عن نصائحِ الوعّاظ والمُصلحين والكتابينِ معًا. أنصحُ لو بالمختاراتِ بشدّةٍ كبيرة. وطبعًا قرأتُ الكتاب أيضًا بأذنيَّ سمعًا عن قارئ رائعٍ جدًا، جزاهُ الله كل خير.
يا سلام على هذا الأدب الراقي واللغة الجميلة والنصائح القيمة. ابن المقفع واحد من أدباء القرون الهجرية المبكرة غير أن كتاباته صالحة لكل زمان، يجذبك بلغته الراقية غير المتكلفة ولا المتقعرة، تشعر أمامه وكأنك تجالس شيخاً عُمِّر مئات السنين وخبر طبائع الناس وتصرفاتهم ونفسياتهم وهو يقدم لك خلاصة الخلاصة في فن التعامل معهم وحسن مداراتهم في غير مذلة ولا مهانة، فلنرمِ بكتب التنمية البشرية في التنور ولنعكف على تراثنا وكتبنا نرَ فيه ما لم يبلغه )التنمويون( المعاصرون بل ولا عشره!! ولكن أين من يقرأ؟!
أبدع إبن المقفع في ذكرِ جميلِ الآدابِ و نفيسِ النصائح في هذا السِّفرِ الصغيرِ الماتع. و إن كان قد خصّ أكثرَ كلامه بذكرِ آدابِ السلطانِ و ما ينبغي لجليسهِ أن يُحصِّلَ من الخُلُقِ و التدبير، فإنّه لم يغفل ذكرَ ما ينبغي للمرءِ أن يحرِصَ عليهِ عندَ الجلوسِ إلى أصحابهِ و الإختلافِ إليهم و كذلك ما ينبغي مراعاتهُ عندَ الحديث أو ارتياد مجالِسِ الخاصّةِ و العامة.
الكتاب مليء بالحكمة والآداب التي لو أطقنا تطبيقها لزادنا مكانةً ورفعنا في أعلى المراتب يجب على الحاكم والسلطان أن يدرك آداب السلطان ويعيها حتى لا يدركه الخطأ، ويعرف الصديق آداب الصداقة واختيارها ومراعاتها حتى يكون مميزًا في أمره، حكيمًا في سره، خلوقًا في نفسه