الكتاب الذي بين يديك يبحث في القسم الأول من كلام السيد آية الله الخامنئي في معرفة الخواص الذين حددوا مسار التاريخ بمواقفهم السياسيّة، في خضم أحداث صدر الإسلام حيث برزت إلى الوجود مجموعة من الرجال الأوفياء للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصبحوا مصباح هداية للبشرية جمعاء من هذه النخبة كان الأئمة المعصومين (عليهم السلام) وأصحابهم النجباء من أمثال: (أبو ذر الغفاري وعمار بن يسار وسلمان الفارسي ومالك الأشتر -رضوان الله تعالى عليهم أجمعين-). وفي مقابل هذه النخبة كانت هناك مجموعة من الخواص ممن أعمى حب الدنيا قلوبهم تجاوزوا على مقدسات الإسلام والمسلمين وكانوا من أسباب تخلّف الأمة وانحطاطها.
السيد علي الحسيني الخامنئي (17 يوليو 1939 -)، هو المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الحالي، ومن المرجعيات الدينية الشيعية في إيران. وكان الرئيس الثالث بعد أبو الحسن بني صدر ومحمد علي رجائي من سنة 1981 م الي 1989 م. وفقًا لموقعه الرسمي، ولقد أُعتقل ست مرات؛ قبل منفاه، لمدة ثلاث سنوات في عهد محمد رضا بهلوي. في عام 2012، اختارته مجلة فوريس في قائمة 19 شخصية مؤثرة (أكثر نفوذًا) في العالم. صدر عنه فتوى أنّ إنتاج وتخزين واستخدام أسلحة نووية في الإسلام ممنوع.
مرت أشهر على انتهائي من هذا الكتاب الاسطوري بمعنى الكلمة، لم أكتب مراجعة حينها لوقوفي في حالة من الحيرة الشديدة وكأنني اعيش لحظة ادراك فريدة من نوعها تسبب حالة من الصدمة أمام هذا الواقع، أعتقد أن هذا الكتاب من أهم الكتب التي قرأتها على كل الأصعدة لأنه يكشف الستار عن زاوية رؤية نحن في غفلة عنها تماماَ، هل نحن فعلا مستعدين للإبتلاء عندما يقع علينا وكيف نستعد لذلك؟
أدركت بأن ما يختبر في الإبتلاءات المصيرية ربما يكون ظاهره العقل و الوعي وقد نظن بأن ذلك كافٍ، لكن الحقيقة أبعد من ذلك بكثير، إيمان الإنسان هو ما يتبلور و يظهر في اللحظات المصيرية، فهل نحن جهزنا إيماننا جهوزية صلبة جاهزة للإبتلاء ؟، العلم بذاته لا يكفي بل هو مكمل و معين لتكوين البصيرة الإيمانية الصلبة.
حقيقةً و بعد مرور أشهر ما زال هذا الكتاب يطاردني حتى في همسات أفكاري، سيظل هذا الكتاب محفورا في الذاكرة وأبصر منه كمنظار فلكي حديث أرصد منه زوايا هذه الحياة بصورة أعمق و أكثر وضوحاً و دقة.
من يدري فينا متى يأتيه الإختبار الإلهي؟ ترى هل سننجو ونكون ممن ثبتوا على عقيدتهم أم أن إيماننا هو ظاهريّ فقط؟ إن في هذا الكتاب أشبه بسردٍ تاريخيّ للمواقف التي اتخذها الخواص - وهم الفئة الواعية - وكيف أثرّت في مجرى التاريخ.. بعدهم هوى وسقط وآلام قلبَ أمير المؤمنين وخانه, ومنهم من مهّد لفاجعة كربلاء, والبعض الآخر ثبت و استشهد في طريق الحق.
يتناول الكتاب البحث عن الخواص، حيث قـام البعض بتصنيف المجتمع الانساني بصورة عامة إلى مجموعتيـن الخواص والعوام.
*الخواص* هم الذين عندما يؤدون عملًا أو يتخذون مـوقفًا أو يختارون منهجًا، یختارونه عن فکر وتحليل ووعي. بغض النظر عن صواب مسلكهم أو خطئه. فهناك خواص من أنصار الحق وخواص من أنصار الباطل.
هؤلاء هم الخواص، والذين يقفون في الجانب المقابل هم العوام، الذين يتبعون الجو السائد ويسيرون مع الهوى العام بدون فهم وتحليل.
يتناول الكتاب البحث عن *خواص أنصار الحق* الذين يُقسمون إلى فريقين:
الفريق الاول هم الذين يتغلبون في الصراع مع مغریات الدنيا والحياة من الجاه والشهوة والمال واللذة والرفاه والسمعة. والفريق الآخر هم الذین يخفقون في هذا الصراع .
يشمل البحث الجانب التـاريخي للخواص: من هم هؤلاء الخواص؟ وما هي اسماؤهم ومواقفهم؟
معرفة الخواص الذين حددوا مسار التاريخ بمواقفهم السياسية، في خضم احداث صدر الإسلام.
حيث بـرزت نـخبة من الرجـال الأوفياء، وفي مقابلهم كانت هناك مجموعة من الخواص مـمن أعمى حب الدنيا قـلوبهم فكانوا من اسباب تخلف الأمة وانحطاطها.
*•الرَّأيُ الشَّخْصِي:*
كتاب رائع يدعو للتحلي بالبصيرة وأخذ العبر من التاريخ، مع ضرب أمثلة تفصيلية من التاريخ الإسلامي لخواص الحق والباطل.
بعض الشخصيات كنت أعرفها بدون تفاصيل كثيرة، فكان الكتاب مفصلًا ومحللًا لمواقفهم.
*•اقْتِبَاسَاتٌ:*
🔸يجب ان يكون كل فعل نفعله عن بصيرة، ومن لا يعمل على بصيرة فهو من العوام.
🔸فالخواص الذين عرفوا الحق وميّزوا الباطل لديهم القدرة على تحليل الوقائع واتخاذ القرارات المناسبة وكل ما يصدر عنهم له الأثر البالغ في حركة المجتمع فهم يتحكمون بحركة الجماهير وإرادتها وطموحاتها.
🔸 أمّا الخواص الذين سلكوا طريق الحق واستمروا عليه الى آخر المطاف فلابد لهم من صفتين مهمتين وهما *البصيرة التي تعني الوعي واليقظة* والاخرى *الصبر الذي يعني الصمود والمقاومة.*
🔸إن اي انسان يريد الاستقامة والبقاء في الصراط المستقيم يحتاج إلى ثلاثة عناصر مهمة لتغذية مسيرته وهي الصبر والبصيرة والتقوى.
كم من عظيم أغرته الدنيا بملذاتها فهوى ونال سوء العاقبة، من يستطيع أن يعصم نفسه من السقوط إلى آخر لحظة في حياته وأن ينجح في الاختبارات الإلهية التي تمحص الناس حتى لا يجتاز الامتحان إلا من رحم الله وكم يؤثر سقوط الخواص على مجتمعهم فالناس تميل للتبعية في الحق والباطل يعرض هذا الكتاب نماذج عاصرت الدولة الإسلامية بدءاً بحياة الرسول إلى الإمام الحسين عليه السلام سقط منها الكثير وفشلوا في الاختبار الإلهي لأن الدنيا أوقعتهم في حبالها وغرتهم بملذاتها وآخرون ثبتوا واستبسلوا إلى آخر رمق فنالوا الرضوان الإلهي. نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن العاقبة
يرسم السيّد القائد حدودًا فاصلة بين فئتين: فئة باعت دينها بدرهمٍ ودينار، وأخرى باعت دنياها فداءً لوجه الله، لا طلبًا لسمعةٍ ولا رياء. بين الغدير، حيث عُلِيَ المقام، والطفّ، حيث سُفِكَ الدم الطاهر، امتدّ فصلٌ جليّ، فصلٌ لم يكن زمنيًّا فحسب بل كان أخلاقيًّا وإيمانيًّا، كشف جوهر النفوس وأزاح الأقنعة، ففي أيام مرض النبي بدأ التقلّب وتسرّبت رياح التحريف خفية حتى إذا أغمض عينيه الشريفتين تكالبت الأيدي على آل بيته الأطهار وتنازع القوم ما لم يكن لهم، وكأنّ الغدير ما كان، وكأنّ الوصية ما قيلت. حينها فصّل السيّد القائد ذلك بوضوحٍ كيف كان لوجود الإمام الحسن عليه السلام في تلك المرحلة أثرٌ عظيم، فوجوده بحكمته وصبره كان أنفع من الحرب وأبقى من الدم. أما الحسين عليه السلام فلم تكن أمامه مساحة للاختيار فالزمان ضاق والباطل انتفش، وكان لا بُدّ من قيامٍ لا يعرف التراجع وثورةٍ لا تنكسر سواء أدّت إلى النصر أم إلى الشهادة. وضح أيضًا وفي اثناء القيّام الشريّف والنهضة الإلهيّة كثيرًا من أولئك الخواص كانوا في باطنهم من جند الباطل،ضلّوا حينما غفلت قلوبهم في اللحظة التي كان يجب أن تصحو، فاللحظات المصيرية ليست مجرّد وقت إنها المفترق الذي يُبدّل الموازين. لحظةٌ واحدة كفيلة أن تُسقطك من قمّة الطاعة إلى هاوية الهلاك، أو أن ترفعك من ظلمة الحيرة إلى نور النجاة. تتمازج مع هذه المشاهد لمحات من ثورة الإمام الخميني قدّس سرّه، لحظات تحمل ثِقل القرار وسكينة العارف بما هو مُقبل عليه. أما عني فثمّة فكرةٌ لزِمتني كظلٍ صامت لا تفارقني كلّما قرأت وتأملت في سير الخواص واللحظات المصيرية.. أجد قلبي يتجه صوبك يا خلف الصالحين يا بقية الله في أرضه، وأهمس في دعائي: سيدي، خذ بيدي إن ضلّلت الطريق وطهّر قلبي من غبار الغفلة واجعلني ممن يُلبّون نداءك حين يحين النداء، لا من الذين تأخذهم الدنيا عنك. أنر بصيرتي يوم تعمى القلوب، وثبّتني حين تُرفع راية جدك، وابعثني في زمرة خواصك؛ من الذين نصروا الحق في وقته، لا قبله ولا بعده. انتشلني كما يُنتَشل طفلٌ تاه في الزحام يبحث بعينين مرتجفتين عن يدٍ تُعيده إلى الأمان.. انتشلني كما يُنتشل غريقٌ نسيَ أنه يغرق لكثرة ما ألفَ ظلام الأعماق.. أعدني إليك؛ وانتشلني، لا بيدٍ واحدة، بل بنورك كلّه. انتشلني من أدران هذه الدنيا واغسل قلبي بماء الطمأنينة علّني أتنفّس نقاءً يشبه وجهك ونجاةً لا يعرفها سواك.
لم يكن الكتاب ضمن قائمة قراءاتي لا القريبة ولا البعيدة على حد سواء، لكنني وُكِّلت مهمّة قراءة فصليه الأوليين لمناقشتهما، ولم أحبذ تركَه بعدهما؛ لأنني كنتُ قد أتممتُ ما يقارب نصف الكتابِ أولًا، ولما أضافه لي هذا النصفُ من معلوماتٍ ما كنتُ أتوقعها ثانيًا.
اختصرت مقدمةُ الكتاب الفصول الخمسة التي تلتها، وإن أراد أحدٌ ما أن يطلع على الكتابِ دون قراءة صفحاته المئتين، فتكفيه قراءة المقدمة، إذ فيها بيانُ الاختلافاتِ بين الخواص والعوام، وأثر قرارات الخواص في اللحظات المصيرية على تاريخ الأمة ومصيرها.
أحببتُ في الكتابِ نقضه للأفكارِ المبنية في عقلِنا الجمعي، وتصحيحه لمعنى مفردة "الخواص"، وتقسيمه المجتمع إلى عوام وخواص بناءً على هذا المعنى، ثم إلى خواص أهل الحق وخواص أهل الباطل، كما يقسم خواص أهل الحق إلى فئتين، تنجح الأولى في مقاومتها لزخارف الدنيا أما الثانية فتفشل في هذا الامتحان.
أحبُّ الفصول إليّ كانت تلك التي نقلت خطبَ السيد القائد وكلماته، فلغتها وتسلسل الخطاب فيها جعلاها أكثر تماسكًا، ولأنها مثلت النصف الأول من الكتاب تقريبًا، فالفروقات بينها وبين الفصلين اللاحقين كانت جلية.
رغم أنَّ رسالة الكتاب و"زبدته" تصل إلى القارئ من المقدمة فحسب، أو لنقل من الفصلين الأوليين، إلّا أن ثراء الكتاب بالمعلومات التاريخية التي يندر طرحها وتداولها تشوّقه لإتمامه، فهو لا ينهي الفصلَ كما بدأه، بل بين كلِّ صفحةٍ والأخرى لا بدَّ من التقائه معلومةً كان يجهلها.
وللأسف الشديد فالكتاب -كما غالبية كتب التجميعات- لا يخلو من أخطاءٍ في الصياغة والطباعة والنحو واللغة، تعقِّد قراءة الكتاب وتشتت ذهن القارئ، بل وقد تصل به إلى غير ما أرادته. فلهذا، إضافةً للتكرار في بعض الفصول، أنقصتُ نجمةً من التقييم، وفي كل الأحوال، هو واحد من أفضل وأسهل كتب التجميعات التي قرأت.
إن الخواص هم المثل الأعلى للعوام،وعلى الدوام تكون حركة العوام تبعاً لتحرك الخواص الذين يحددون بحركتهم مصير العوام،ومن هنا تبدأ المهمة الصعبة التي يتحملها الخواص لأن الأخطاء التي يقع بها هؤلاء في اللحظات المصيرية لا يمكن أن يغتفر.
سيبقى هذا الكتاب محفوراً في قلبي وذاكرتي 🤍🌤️✨ #الخواص_واللحظات_المصيرية
كتاب رائع يفتح عينيك على أن الحياة عبارة عن موقف، وفي ونواجه في حياتنا الكثير من المواقف والتي تجعلنا على مفترق طرق ، هل انصر الحق ، أم أأمن على نفسي وأراجع مصالحي أولاً ... هذا الموقف المطلوب كما يسميه الكتاب هو اللحظة المصيرية، هل اتخذ الموقف أم لا.
والخواص هم عكس العوام ، وعوام الناس هم الاكثرية والذين يميلون مع كبار القوم في مواقفهم، فكم من موقف اتخذه شخص فحذوا حذوه جماعة من الناس... وحتى يعتبر الشخص من الخواص ليس بالضرورة ان يكون لديه شهادة علمية مرموقة، فكم صاحب شهادة عليا هو من عوام الناس يميل مع القطيع، وكم من شخص ليس لديه شهادة ولكن لديه موقف أثر في أمّة.... وليس بالضرورة الخواص هم الطريق القويم، فكم من موقف سلبي جر وراءه الخيبات... فالخواص فيهم الصالح والطالح...
الكتاب عبارة عن محاضرات ألقاها السيد الخامنئي في طهران، بعد شرح هذا المفهوم للخواص والعوام واللحظات المصيرية، يتطرق السيد لأمثلة من صدر الاسلام، ومن خواص الحق مالك الاشتر، محمد ابن ابي بكر والحر بن يزيد الرياحي، ومن خواص الباطل، عبيدالله بن العباس، عمر بن سعد وزياد ابن ابيه
كتاب الخواص واللحظات المصيرية من الكتب المهمه والتي تبين الكثير من النقاط المهمه التي غفلنا عنها حيث يتناول خمس فصول ، حيث بين اهمية الخواص ودورهم الأساسي في المواقف واللحظات الحاسمه الحرجه وما يتخذوه من قرار بعد التفكير والتحليل للموقف وهم الذين يسجلون احداث لا تنسى في التاريخ ويبن الصراع الدائم بين خواص الحق في مقابل خواص الباطل ومن يتبعهم من العوام وإن لنا في ماورد من احداث وامثال في هذا الكتاب تذكره في يومنا هذا حيث ان التاريخ يكرر نفسه لكن بمسميات وشخوص أخرى فيجب أن نأخذ الحذر عند اتخاذ القرار وأن لا تزل أقدامنا عن الحق بمقابل مغريات الدنيا إن شاء الله.
إن روعة البدايات لا تحتم روعة النهايات، وإن جوهر الإيمان في كلٍّ منا سيمر بعدة امتحاناتٍ لتخيره بين الدين والدنيا. إنه لمن المخيف جدًا أن ترى من كانوا في القمة يهوون في قعر الهاوية بسبب امتحانٍ آثروا فيه هواهم .. لذلك نردد في داخلنا على الدوام:"وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانًا نصيرًا"
كلمات السيد الإمام "دام ظله" في هذا الكتاب هي دعوة لمراجعة المفاهيم حول المسؤولية الفردية والجماعية وخاصة عند الابتلاءات الكبيرة والمصيرية هو يُحرّك تفكير القارئ لأسئلة لابد من الجواب عليها: "هل أنا من الخواص؟ إن كنت كذلك، فهل أنا من خواص أهل الحق أم من خواص أهل الباطل؟" الكتاب استخلاص للعبر من سيرة أهل البيت "عليهم السلام" من زاوية مختلفة.