هذا الكتاب يبحر فى رحلة طويلة على متن سفينة تاريخ التاريخ» ؛ منذ بداية البداية حتى اليوم الذى كتبت فيه آخر صفحة من صفحاته . والقصد من هذا الكتاب أن يوضح أن تطور المعرفة التاريخية على امتداد هذه الرحلة الطويلة كان نتاجًا لمحاولات الأمم والجماعات لاكتشاف ذاتها من خلال تاريخها ، كما أن هذا التطور جاء نتيجة التفاعل الجدلى بين العلم ومنهج البحث على المستوى المعرفى وعلى مستوى الممارسة العلمية أيضا. ويضم الكتاب أربعة أقسام : ماهية التاريخ- فى تطور منهج البحث التاريخى- القرن العشرون والحادى والعشرون- قضايا تاريخية وآراء- كتاب مهم للغاية لكل الباحثين والمثقفين
دكتوراه فى الفلسفة من قسم التاريخ ، رئيس قسم التاريخ بآداب الزقازيق. عضو اللجنة الدائمة لترقيات الأساتذة والأساتذة المساعدين .
له العديد من المؤلفات منها: أهل الذمة فى مصر الوسطى، القاهرة. النيل والمجتمع المصرى فى عصر سلاطين المماليك، القاهرة. الرواية التاريخية فى الأدب العربى الحديثن القاهرة. رؤية إسرائيلية للحروب الصليبية، القاهرة. اليهود فى مصر منذ الفتح العربى حتى الغزو العثمانى ، القاهرة. بين الأدب والتاريخ، القاهرة. التاريخ الوسيط : قصة حضارة البداية والنهاية ( جزءان )، القاهرة. التنظيم البحرى الإسلامى شرق المتوسط ، بيـــــروت. جمهورية الخوف صورة للعراق تحت حكم صدام من الداخل، القاهـرة. بين التاريخ والفلولكلور، الـقاهــرة. حضارة أوروبا العصور الوسطى ( مترجم )، القاهرة. الأيوبيون والمماليك ( مشترك ) ، القاهرة. عصر سلاطين المماليك " التاريخ السياسى والاجتماعى، القاهرة. تأثير العرب على أوربا العصور الوسطى ( مترجم ).
الجوائـز والأوسمة : جائزة الدولة التشجيعية فى العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة. شهادة تقدير للتميز فى الإنتاج الأدبى من جمعية الآداب من مصر. وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من مصر. جائزة الدولة للتفوق فى العلوم الإجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة.
كتاب مميز للدكتور قاسم عبده قاسم، يتناول فيه عدة اشكاليات تتعلق بالتاريخ، الكتاب موجه للمتخصصين فى مادة التاريخ، يبدأ المؤلف كتابه بمدخل يسمى (قراءة التاريخ لا كتابته)، يوضح فيه فكرته الرئيسية وهى ان التاريخ يحدث ولا يُكتب، هو يحدث لأن البشر يصنعون احداثه عبر مسيرتهم فى الكون وتفاعلهم مع الزمان والمكان. ومن ثم فإن المؤرخين يعيدون قراءة ما حدث اى تفسيره والبحث عن جوانب جديدة فى الاحداث التاريخية لم تكتشف من قبل.وأوضح ان كتابة التاريخ تتم مرة واحدة دون تغيير، اما قراءة التاريخ فهى تتغير لنفس الحدث الواحد تبعا لمن يقرأ هذا الحدث ودوافعه من القراءه. فقد يقدم الحدث الواحد بأكثر من زاوية.
ثم يوضح الكاتب فى القسم الاول من الكتاب: (ماهية التاريخ)، يبحث فى التعاريف المختلفة التى قيلت عن التاريخ، ونظرة الحضارات المختلفة لعلم التاريخ، وهل هو علم ام مجرد قصص! وفى القسم الثانى من الكتاب، يتناول البحث عن بدايات تطور المعرفة التاريخية ومنهج البحث التاريخى، وتتبع مدارس فلسفة التاريخ بدءا من فلسفة ابن خلدون، وحتى النظرية الماركسية لتفسير التاريخ. واكد على تطور علم التاريخ عند العرب من مجرد روايات شفهية يغلب عليها الطابع الخيالى الى مرحلة التدوين التى بدأت فى اواخر العصر الاموى واستمرت. وفى القسم الثالث اكمل تتبع مناهج البحث التاريخى فى القرن العشرين. وفى القسم الرابع والاخير من الكتاب تناول الكاتب بعض القضايا التاريخية بأسهاب مثل: تزوير التاريخ، وازمة المفكر فى ظل الاستبداد. هذا الكتاب وجبة فكرية دسمة للباحثين فى علم التاريخ وكل المهتمين بمناهج البحث التاريخية بوجه عام، اسلوب الكاتب بسيط وغير معقد ويبتعد عن القواعد الأكاديمية الصارمة، فهو مناسب لغير المتخصصين ايضا
وضع ابن خلدون تعريفا للتاريخ بأنه استكشاف لتطور مسيرة البشر في الكون منذ الخليقة وعبر العصور المختلفة فالتاريخ مثل الفلسفة والفن والشعر...رؤية خاصة لا يمكن استعارتها من أحد ودراسة التاريخ وإعادة قراءته مرات ومرات يكشف عن حقيقة جوهرية هي أنه لا شيء يبقى ثابتا وأن التغير هو الحقيقة الثابتة الوحيدة على امتداد رحلة الإنسان في الكون وكل قراءة جديدة للتاريخ تجعلنا نخطو خطوة في إتجاه فهم حركة الإنسان في الكون. ويلاحظ المؤلف أن أنجح الروايات على مستوى العالم في الأعوام الأخيرة هي الروايات التاريخية ، ليس لأنها تتخذ من الماضي موضوعا لها، ولكن لأنها تضع هموم الحاضر واهتماماته في سياق الماضي وزيادة عدد الروايات التاريخية يعبر عن زيادة الرغبة لدى القراء في المعرفة التاريخية