نزح محمد شكري، وكان طفلا مع عائلته من الريف إلى طنجة. عائلة نازحة تعاني الفقر وشظف العيش، حيث كان مجرد ملء معدته حلماً.في تلك الفترة كانت طنجة التي انتقلت من الاحتلال الإسباني إلى "الحماية" الفرنسية" ثم إلى الاستقلال، المدينة الحلم لعدد من الأجانب، فهي على الحد ما بين المتوسط الأطلسي، وما بين أوروبا وأفريقيا، وتمثل حلم الشرق لكثير من الكتاب والرحالة والباحثين عن حياة خارجة عن كل تقليد.كانت مدينة الحانات وبائعات الهوى، وكان الحشيش في كل مكان وتدخينه مباح. في هذه الأماكن عاش محمد شكري حياة الصعلكة، حياة بين البحث عن أقصى المتعة والتعود على أقسى الحرمان.هذه هي سيرة محمد شكري التي كتبها على ثلاث مراحل مجموعة في هذا الكتاب.
Mohamed Choukri (Arabic: محمد شكري), born on July 15, 1935 and died on November 15, 2003, was a Moroccan author and novelist who is best known for his internationally acclaimed autobiography For Bread Alone (al-Khubz al-Hafi), which was described by the American playwright Tennessee Williams as 'A true document of human desperation, shattering in its impact'.
Choukri was born in 1935, in Ayt Chiker (Ayt Ciker, hence his adopted family name: Choukri / Cikri), a small village in the Rif mountains, in the Nador province. He was raised in a very poor family. He ran away from his tyrannical father and became a homeless child living in the poor neighborhoods of Tangier, surrounded by misery, prostitution, violence and drug abuse. At the age of 20, he decided to learn how to read and write and became later a schoolteacher. His family name "Choukri" is connected to the name Ayt Chiker which is the Berber tribe cluster he belonged to before fleeing hunger to Tangiers. It is most likely that he adopted this name later in Tangiers, because in the rural Rif family names were rarely registered.
In the 1960s, in the cosmopolitan Tangier, he met Paul Bowles, Jean Genet and Tennessee Williams. His first writing was published in 1966 (in Al-adab, monthly review of Beirut, a novel entitled Al-Unf ala al-shati (Violence on the Beach). International success came with the English translation of Al-khoubz Al-Hafi (For Bread Alone, Telegram Books) by Paul Bowles in 1973. The book was be translated to French by Tahar Ben Jelloun in 1980 (éditions Maspéro), published in Arabic in 1982 and censored in Morocco from 1983 to 2000. The book would later be translated into 30 other languages.
His main works are his autobiographic trilogy, beginning with For Bread Alone, followed by Zaman Al-Akhtaâ aw Al-Shouttar (Time of Mistakes or Streetwise, Telegram Books) and finally Faces. He also wrote collections of short stories in the 1960s/1970s (Majnoun Al-Ward, Madman of the roses, 1980; Al-Khaima, The Tent, 1985). Likewise, he is known for his accounts of his encounters with the writers Paul Bowles, Jean Genet and Tennessee Williams (Jean Genet and Tennessee Williams in Tangier, 1992, Jean Genet in Tangier, 1993, Jean Genet, suite and end, 1996, Paul Bowles: Le Reclus de Tanger, 1997). See also 'In Tangier', Telegram Books 2008 for all three in one volume.
Mohamed Choukri died on November 15, 2003 from cancer at the military hospital of Rabat and was buried at the Marshan cemetery in Tangier on November 17, with the audience of the Minister of Culture, numerous government officials, personalities and the spokesman of the King of Morocco. Before he died, Choukri created a foundation, Mohamed Choukri (president, Mohamed Achaâri), owning his copyrights, his manuscripts and personal writings.
يكتب محمد شكري سيرته بدم بارد، سيرة رجل أراقت قسوة الفقر، ووحشية الجوع دمه وماء وجهه على أرض طنجة، وأزقة الريف المغربي الترابية، ما بين طنجة، وتطوان، والعرائش، ووهران يكتب الرجل سيرته ببساطة ربما، وربما باستهانة وعادية من لم يسع للتعبير إلا عن مقتضى الحال دون أسطرة أو تزيين لوجه حياته الذي علته واعتورته الندوب من كل جانب.
لم يسع الرجل إلا لتسطير تفاصيل ما عاشه ورآه، ما أحس به، وآلمه، وتمناه، خيباته وأوجاعه قبل أحلامه وأمانيه، يكتب الرجل سيرته ليضع أمامنا حياته عارية من كل شيء إلا ما حدث، من كل زينة، وزيف، وادعاء، يقول لنا الرجل هكذا أنا وهكذا كنت، فليحتف منكم بما كتبت أولئك الذين يحتفون بصدق الانسان واستهانته بكشف حقيقته التي توحد معها فصارا كيانا واحدا إلى حد أن تحرقه نار صراحته، وتكسبه عداء وربما ازدراء الكثيرين، وليستنزل عليّ وعلى ما كتبت اللعنات أولئك الذين يريدون لكل ما يُقال ويُفعل أن يكون على المقاس، ووفقا لمسطرة ما يجب وما لا يجب، وما يصح وما لا يصح الدينية والأخلاقية والاجتماعية الخ، تلك المقاييس التي قد يخجل أصحابها –أو بعضهم- من فجاجة وبذاءة العرض، لكنهم قد لا يغضبون بذات القدر لبشاعة ما حدث، أو ربما لا يستوعبون –وأنى لهم- هوله، وقسوته، ورغبة صاحبه في بيانه كما كان بلا زيادة أو نقصان.
قيمة سيرة شكري في تقديري أنه عاش وكما عاش كتب. قد يراه البعض نموذجا لحالة التجرد والصدق في كتابة السيرة، وقد يراه آخرون شهوانيا بلا عقيدة، ولا مسعى سوى إشباع لذته في معاقرة الخمر، ومواقعة النساء، إنسانا فجا متجاوزا لكل حدود التعبير، وخطوط الافصاح الحمراء التي اعتدناها كعرب في كتابة مثل هذا النوع من السير.. لكن الرجل عاش فقط ليحكي، هكذا عاش وهكذا كتب، وهكذا اختار وفق قوله أن يمضي إلى ما سيصير إليه. عاشها شكري رغم أنفه حينا، وكيفما اختار واشتهى أحيانا، وقدم في المنتهى سيرة رجل عرك الحياة، وسار في مختلف دروبها، واختار أن تكون دنياه هي حدود عالمه وجنته وناره. تعرض شكري لكل شيء وحاول فعل الكثير، ضُرب، وسُجن، وبكى، وفرح، وشرب، واشتهى، نال، وحُرم، وأُهمل، وكُرم، وطورد، واحتُفي به، وفقد، واستعاد الكثير من الأشياء والأشخاص، لكنه لم يحزن بصدق –أو هكذا أظن- إلا على أمر واحد لخصه بقوله في ختام الخبز الحافي: "لقد فاتني أن أكون ملاكا" فلعله أراد ذلك بالفعل، ولعله كان يسخر منا ومن مسيرة حياته كلها لا أكثر.
مِن هذا العمل أيقنت أن الروايات والسير ليست ترفَا ادبيًا، كما يظن البعض. ربما ليس هناك وظيفة للأدب أكثر شرفًا من أن يكون تعبيراً عن ذاكرة وتشريحًا لحالة صراع داخلي وحقيقي تُكشف فيه العلاقة المتينة بين الإنسان وواقعه وبين الإنسان وآلامه وجنونه.
وهذا ما فعله محمد شكري، سّل ذاكرته من غمدها، وتعرى بلا مواربة في وجه القراء لا سيما وأنه توغل في التفاصيل الصغيرة التي جعلت من سيرته توثيقًا مُخلصًا لمرحلة من عمر مدينة اشتدت عليها الظروف حتى التعاسة، ومجتمع تراكم عليه البؤس حد الهذيان. لم يسبق لي وأن قرأت سيرة أصدق من هذه السيرة. ولا أظن أني سأقرأ لكاتب يقف على جراحه ويستنطقها وكأنه يرُاقب من بعيد كيف ينهش الزمن لحمه بلا حول له ولا قوة. العجيب في شكري أنه وصف الإعتداء على جسده وروحه بالأسماء الحقيقية بلا تلفيق أو تحايل، وبكل ما أوتي من شجاعة رش الملح على جراحه دون أن يعلم انه يخلق ادبًا جديدًا لم يسبقه احدًا عليه في العالم العربي، "أدب الحقيقة" لا أظن أن شكري يسعى من خلال سيرته إلى التلميع أو الشهرة، ولا حتى ايضًا إلى رقي الإنسان وتطويره. لا أحد قبله كتب بتلك الصراحة والوضوح عن نفاقنا الإجتماعي، ما كتبه شكري هو حقيقة التناقضات التي تسكننا كعرب وتكشف عقدنا المتراكمة التي لا نستطيع الاعتراف بها حتى أمام أنفسنا.
نحن لم يفُتنا أن نكون ملائكة، نحن اخترنا أن نكون شياطين.
أعتقد أن قراءة السيرة بشكل متتابع أفضل كثيرًا من قراءة كل عمل منفصل، فمن الخبز الحافي، حتى "وجوه" تسير لغة محمد شكري مسارًا منطقيًا جدًا من لغة الشارع الأمية ابن الأرصفة إلى لغة المدرس الأديب المُتفلسف والذي لم يتخل أيضًا عن تأثير شوارعيته على لغته، سيرة شفافة إلى أمتع ما يكون وقيل الكثير عن شفافيتها وأنا لن أزيد، ولكن لديّ وجه اعتراض واحد لأن منذ أن أحببت القراءة تعرضت لمحمد شكري كثيرًا وكنت أخشى قراءة أي عمل له إلى أن تغيرت نظرتي الحمدلله للأدب وإن جوهره حتمًا يجب أن يكون "قلة أدب" في نظري عشان يبقى ذو مصداقية عندي.. دلوقتي عايز أعرف ليه كل الضجة دي حول محمد شكري وكتابته هل لأنه فقط ببساطة كتب عن شخصيات بنت قحبة من لحم ودم وخطايا؟ مش ده احنا؟ وده كلنا؟ ودول اللي عايشين وسطهم كل يوم؟ ما اللي يزعجكم في أنكم تلاقوهم في أدب واحد اتربى في الأرصفة والملاجئ، هيكتب عن سنوات خدمته في قصور الحسن الثاني مثلًا؟ القارئ العربي على الأغلب في كل مرة بيثبتلي أنه محتاج يتقاله "آحا" كبيرة والله وتسكت متناقشوش
في سرد شكري تتيه في أجواء وأزقة طنجة، تسافر عبر الزمان في أزقتها وبين مقاهيها وحاناتها تعشقها كثيرا وتحن إلى ماضيها الذي ناح وحزن له شكري ، تحلم لو كنت موجودا تتنقل بين الوجوه والشخصيات لتحادثهم وتجالسهم ، نوستاجيا لذيذة تذبذب قلبك وعقلك مع حكايات هذا الكاتب ، لنا له كل الإحترام والتقدير لأنه بسرده الجميل وصراحته تمكن من أخذنا في نزهة تاريخية ساحرة .
اللهم لا تهتك عنا سترك احنا مأمورين بالستر..مش كده يعني مكتوبة بنبرة هادية جداً وعدم مبالاة أكتر من اللازم كنت فاكرة إن التعليم ممكن يغيره من باب إن العلم نور.. لكنه غارق حد أذنيه ف الملذات مع الأسف كل كتاباته بالطريقة الفجة دي..خسارة العمر اللي يضيع كده حياة تخوف!!
⭐⭐للإقتباسات فقط
أخي صارَ ملاكاً. و أنـا.. سأكون شيطاناً، هذا لا ريب فيه" الصغار إذا ماتوا يصيرون ملائكة و الكبار شياطين. لقد فاتني أن أكون ملاكاً”
"صوت السقوط يجذبني إليه بسحر قوي وأنا أقاومه"
"!أى حنين إذا لم تكن هناك ذكرى حميمية نحو مكان ما؟"
"لا أسنسم زحمة الحياة إلا قدر ما الّم من زخم أشتاتها..لا أنتظر أحد ليفرحني إنما أنا الذي أفرِح نفسي بالفرح الذي يخلقه مزاجي "
سيرة ذاتية صادمة وجريئة، ربما كان هذا سببًا في تميزها وتفردها، لأنها لن تتركك إلا وقد تغيرت في عقلك ونفسك الكثير من الأشياء، ولأن كل شيء نسبي، فإن ما قد تستطيع مثل هذه السيرة الذاتية أن تغيره داخلك قد يتفق بعضه أو يختلف كله عما كان بمقدورها أن تغيره في ذاتي وفي طريقة تفكيري ونظرتي للأمور والأشخاص، وفيما يخصني فإن مزيجًا من إدراك أسباب كل شخص فيما يقوم به من أعمال وما دفعه إليها مع العبرة التي خرجت بها من تجربة شخص عانى في حياته بأكثر مما أستطيع أنا شخصيًا أن أتحمل، فإن ذلك يجعلني متسامحًا مع ما سرده من آثام وجد نفسه في خضمها ولا فكاك له من براثنها، ولا أدعي الفضيلة فإنني لو كنت مكانه فما كان يسعني إلا أن أسلك نفس مسلكه بل وربما كنت أشد ضلالًا منه وغيًّا، وهذا ليس بمنطق محبة اقتراف الإثم بقدر ما هو مرارة الواقع الذي لم نكن لنعرف عنه شيئًا لولا صراحة من يحكيه وعدم خجله في الإعتراف به.
لابد و أن تتحلى بالسجاعة قبل قراءة هذا الكتاب، فهذه السيرة الذاتية لا تفتح عينيك على واقع فئة كبيرة في مجتمعاتنا العربية و حيب، و إنما هي تفصح تأثرنا بكل ما قد مررنا به في حياتنا منذ الولادة أجمل ما في هذه السيرة إنها كانت جريئة و لكن هذه الجرءة لم تمن متعمدة و لامقصودة و إنما هي جاءت تلقائية لتعرض لنا واقع الحياة و كيف تصنعنا الحياة