يتناول الكتاب موضوع الحب والجمال عند العرب ملتمسا هذا فى تراثهم الأدبى والفنى، وما هو مأثور عنهم من عادات وتقاليد، فيفتتح الكتاب بالحديث عن صفات الحب وأغراضه وأنواعه، وينتقل بعد ذلك إلى مناقشة الحب بين الأزواج، ثم الشعراء العشاق وقصص عشقهم الشهيرة كقيس ليلي وقيس لبنى وجميل بثينة، ثم يدرس الكتاب العلاقة بين الحب والجمال كنتيجة وسبب، ثم الأثار الأدبية التى حفلت بالغزل والتشبب بالنساء ووصف جمالهن، ويخص بعد التعميم العيون، وأثرها الساحر فى توليد الحب، فى مجتمع كانت تخفى نساءه وجوههن عن الرجال، فيصبح حديث العيون بديلا عن أى حديث، ويتركز فى العين ما يفجر مشاعر الحب بين المحبين، وبعد ذلك يتناول الكتاب ظواهر اجتماعية كتعدد الأزواج والزوجات، وعداوة النساء وتنافسهن على الرجال، وينتقل بنا لبعض الطرائف المأثورة عن الحب خاتما بها الكتاب.
العلامة أحمد بن إسماعيل بن محمد تنكور المشهور بأحمد باشا تيمور. أديب مصري بارز، ولد في القاهرة لأب كردي وأم تركية. مات أبوه وعمره ثلاثة أشهر فربته أخته عائشة التيمورية. درس على يد الشيخ محمد عبده وآمن بأفكاره. ورغم أنه أفنى عمره في البحث والتنقيب، فقد كان حريصًا على عدم نشر كتبه أثناء حياته. وبالتالي فإن لجنة على رأسها المثقف الكبير أحمد لطفي السيد قد اجتمعت بعد وفاته فنشرت عددا كبيرًا من كتبه التي تنوعت في التاريخ واللغة والتراجم والفقه الاسلامي. بالاضافة إلى هذا المعجم الفذ للأمثال العامية المصرية، وقاموسه الآخر للكلمات العامية المصرية. كتب تيمور عن اللهجات العربية الأخرى، بل إنه تجاوز ذلك إلى الكتابة عن تاريخ التصوير والموسيقى والهندسة والفقه عند المسلمين.
كان من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق وعضواً بالمجلس الأعلى لدار الكتب قال الزركلي: "كان رضي النفس، كريما، متواضعاً فيه انقباض عن الناس. توفيت زوجته وهو في التاسعة والعشرين من عمره، فلم يتزوج بعدها مخافة أن تسئ الثانية إلى أولاده، وانقطع إلى خزانة كتبه ينقب فيها ويعلق ويفهرس ويؤلف إلى أن أصيب بفقد ابن له اسمه محمد سنة 1340 هجرية، فجزع ولازمته نوبات قلبية، انتهت بوفاته عام 1348 هـ/1930م.
تألفت بعد وفاته لجنة لنشر مؤلفاته تعرف بـ"لجنة نشر المؤلفات التيمورية" التي أخرجت العديد من مؤلفاته. جمع أحمد تيمور باشا مكتبة قيمة غنية بالمخطوطات النادرة ونوادر المطبوعات (نحو 19527 مجلداً وعدد مخطوطاتها 8673 مخطوطاً)، أهديت إلى دار الكتب بعد وفاته. وقد دون تيمور باشا بخطه على أغلب مخطوطات مكتبته ما يفيد إطلاعه عليها وسجل على أول المخطوط بخطه "قرأناه" وكان يعد لكل مخطوط قرأه فهرساً بموضوعاته ومصادره وأحياناً لأعلامه ومواضعه ويضع ترجمة لمؤلف الكتاب بخطه.
وضع تيمور باشا فهرساً ورقياً بخطه لمكتبته، وجعل لكل فن فهرساً مستقلا خاصاً. وكانت هذه الفهارس موجودة في قاعة المخطوطات بمبنى دار الكتب القديم بباب الخلق متاحة للباحثين.
اللهم إني أسألك حبك، وحبّ من يحبك، وحبّ عمل يقربني إلى حبّك. اللهم ما رزقتني مما أحبّ، فاجعله قوة لي فيما تحبّ. وما زويت عني مما أحبّ، فاجعله فراغا لي فيما تحب. اللهم اجعل حبّك أحبّ إلي من أهلي ومالي، ومن الماء البارد على الظمأ. اللهم حبّبني إليك وإلى ملائكتك وأنبيائك ورسلك وعبادك الصالحين. اللهم أحي قلبي بحبك، واجعلني لك كما تحب اللهم اجعلني أحبك بقلبي كله، وأرضيك بجهدي كله. اللهم اجعل حبي كلّه لك، وسعيي كلّه في مرضاتك.
آمين يا رب ..
كتاب جميل .. لمن يحب الحب والجمال، ولمن يحب الحديث عن الحب والجمال، ولمن يحب أشعار الحب والجمال.
الحقيقة كان عندي توقع عالي جدا عنه وصدق التوقع في نصفه الأول وخاب كثيرا في نصفه الثاني. أشعاره جيدة في العموم وتجميع لطيف..لكن فيه أحاديث موضوعة وذم في النساء في العموم ونظرة نصرانية ويهودية للمرأة أبعد ما تكون عن نظرة الإسلام.
كتاب لطيف وجميل للعلامة أحمد تيمور ت (1930) كعادته يصنف في موضوعات لم يسبق لها، ويجمع النظير لنظيره ويؤلف بين الشوارد رحمة الله عليه. ابتدأ الكتاب بالحديث عن ماهية الحب في فصل بعنوان صفات الحب وأغراضه فكان مما قال: سُئل حماد الراوية عن الحب ما هو؟ فقال:الحبُّ شجرة أصلها الفكر، وعروقها الذكر وأغصانها السهر، وأوراقها الأسقام وثمرتها المنيَّة. وقال معاذ بن سهل: الحبُّ أصعب ما رُكب، وأسكر ما شُرب، وأقطع ما لُقي، وأحلى ما أشتهي، واوجع ما بطن، وأشهى ما عَلَن، وهو كما قال الشاعر: وللحب آفات إذا هي صرحت..تبدت علامات لها غُرر صُفر فباطنه سُقمٌ وظاهرة جوي ... وأوله ذكر وآخره فكر.
وقال أبو محمد بن حزم - وهو أفضل ما قيل في في رأيي- : الحب أعزك الله أوله هزل وآخره جد، دقت معانيه لجلالتها أن توصف، وليس بمنكر في الديانة ولا بمحظور في الشريعة؛ إذ القلوب بيد الله عز وجل. وقد أحب من الخلفاء المهديين والأئمة الراشدين كثير. والحب اتصال بين أجزاء النفوس، قال الله تعالى (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها ليسكن إليها ..) وللحب علامات منها: إدمان النظر إلى المحبوب، والاقبال بالحديث إليه، والانصات إلى حديثه، وتصديقه وإن كذب، وموافقته وإن ظلم! ومن أفضل ما يأتيه الإنسان في حبه التعفف، وترك ركوب المعصية والفاحشة.
ثم ثنى بأنواع الحب: كحب الولد فذكر سؤال معاوية للأحنف بن قيس عن الولد ، فقال: يا أميرالمؤمنين أولادنا ثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا، ونحن لهم أرض ذليلة، وسماء ظليلة، وبهم نصول عند كل جليلة، فإن طلبوا فأعطهم، وإن غضبوا فأرضهم، يمنحوك ودهم، ويحبّوك جهدهم، ولا تكن عليهم قفلا فيتمنّوا موتك ويكرهوا قربك ويملوا حياتك. فقال له معاوية : لله أنت ! لقد دخلت علىّ وإني لمملوء غيظا على يزيد ولقد أصلحت من قلبي له ما كان فسد. فلما خرج الأحنف من عند معاوية بعث معاوية إلى يزيد بمائتي ألف درهم، فبعث يزيد إلى الأحنف بنصفها. وحب الأزواج فبدأ بزواج النبي صلى الله عليه وسلم بأمنا خديجة رضوان الله عليها، وذكر حبه لها ثم عدد بعض الأمثال.
ثم ذكر الشعراء العشاق: كجميل بثينة، وكثير عزة، وابن أبي ربيعة، وبعض غزل أمية بن أبي الصلت، وحب أمرئ القيس .. ثم ذكر حب امتداح النساء ووصف الأعراب لهن: ومن جميل ما ذكر قيل لأعرابي: ما بال الحب اليوم على غير ما كان عليه قبل اليوم؟ قال: نعم، كان الحب في القلب، فانتقل الى المعدة، ان اطعمته شيئا احبها وإلا، فلا، وكان الرجل يحب المرأة، يطيف بدارها حولًا، ويفرح إن رأى من رآها، وإن ظفر منها بمجلس تشاكيا وتناشدا الأشعار. وإنه اليوم ليشير إليها وتشير إليه، ويعدها وتعده، فإذا اجتمعا لم يشكوا حبًا ولما يتناشدا شعرًا! ثم ذكر الغزل والتغزل والفرق بينهما وذكر تعدد الزوجات والحكمة منها، وأظن بها بعض ما لا يصح. وذكر في هذا الفصل أبيات كثير عن التشبيب بالمردان والرجال وكان الأولى به ألا يذكره او يسرع فيها ولكنه أُراه أطال فيه النفس ونقل فيه أبيات كثيرة فكان من أثقل أجزاء الكتاب عليّ . وأخيرًا ختم بعدواة النساء وذمهن وأن طاعتهن تردي العقلاء وتذل الأعزاء 😂 ومن كانت لذته في النساء وقع في أعظم البلاء. وذكر بعض طرائف الحب ومنها قصة أبي العتاهية مع عتبة المشهورة، وكيف تحول من العشق إلى الزهد. ثم ذكر لذة الحب كلها فنقل عن الشمس ابن القيم رحمه الله: فإنه ليس للقلبِ والروح ألذُّ، ولا أطيبُ، ولا أحلى، ولا أنعمُ من محبةِ الله، والإقبال عليه، وعبادته وحده، وقرة العين به، والأُنس بقربه، والشوق إلى لقائه ورؤيته، وإن مثقال ذرةٍ من هذه اللذة لا يُعدل بأمثالِ الجبال من لذات الدنيا. واتم الكلام بذكر محبة الأعداء فذكر أبيات دعبل الخزاعي - وإن كنت وجدت الأكثر ينسبها لأبي الشيص الخزاعي- : أشبهت أعدائي فصرت أحبهم إذ كان حظي منك حظي منهم أجــد الملامة في هــواك لذيذة حـبُّا لذكرك فليلـمني الـــلوم.
لو أقدر اعطيه ولا نجمة كنت اعطيته يمكن ماكان لازم اكتشف واجرب اقرأ شيء ما احبه اعجبني وصفهم للعيون ويمكن لأن لي شيء فيها بعض القصائد حلوة البعض الاخر مستفز وبعض الكلام حلو والاغلب مستفز أعجبني برضه وصفهم للحب وللمشاعر، وبعض القصص من التاريخ 💕 ما اعتقد راح اقرأ شيء ثاني زيه
قال الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن قيم الجوزية: ليس للقلب والروح ألذّ ولا أطيب، ولا أحلى ولا أنعم من محبة الله، والإقبال عليه، وعبادته وحده، وقرة العين به، والأنس بقربه، والشوق إلى لقائه ورؤيته، وإن مثقال ذرة من هذه اللذة لا يُعْدل بأمثال الجبال من لذات الدنيا.
••• قيل لأعرابي: ما بال الحب اليوم على غير ما كان عليه قبل اليوم؟ قال: نعم، كان الحب في القلب، فانتقل الى المعدة، ان اطعمته شيئا احبها والا، فلا، وكان الرجل يحب المرأة، يطيف بدارها حولا، ويفرح ان رأى من رآها، وان ظفر منها بمجلس تشاكيا وتناشدا الأشعار
••• أُرِيدُ لأنْسَى ذِكْرَهَا فَكَأَنَّمَا, تمثَّلُ لي ليلى بكلِّ سبيلِ. إذا ذُكِرَتْ ليلى تَغَشَّتْكَ عَبْرَة ٌ, تُعَلُّ بها العَيْنَانِ بَعْدَ نُهُولِ
••• قال الشاعر : ابن الصفدي يصف العيون: هي التي توقع القلب في التعب، وتوفر نصيبه من أسهم الهم والنصب، وترميه بدواعي الهوان، ودواعي الهوى، وتسلمه إلى مكايدة الغرام، ومكابدة الجوى، لو عذبت بطول السهر، وكثرة الدموع، وبفيض الشئون، وعدم الهجوع، وبمسامرة الأحزان والفكر، وبمراقبة النجوم إلى السحر، وبعدم الإغفاء وطول السهر، لكان استحقاقها وجود جود الدمع وإن ظما، وعدم منال المنام
••• وقال حكيم: كل أسير يفتك إلا أسير النساء فإنه غير مفكـوك، وكل مالك يملك إلا مالك النساء فإنه مملوك
••• الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن قيم الجوزية: ليس للقلب والروح ألذ ولا أطيب، ولا أحلى ولا أنعم من محبة الله،والإقبال عليه وعبادته وحده، وقرة العين به ، والأنس بقربه والشوق إلى لقائه ورؤيته ، وإن مثقال ذرة من هذه اللذة لا يعدل بأمثال الجبال من لذات الدنيا "
من ذا يشك أن العرب أعرف بالحب والجمال، وأقدر على إحقاقهما حقهما، كيف لا وهم أهل الشعر وخاصته، وذوو الفصاحة والإعراب. يتجول الكاتب بنا في متفرقات القصص ونوادر الأشعار عن الحب والمحبين، وهذه بعض الاقتباسات:
قال بشار العقيلي: هل تعلمين وراء الحب منزلة....تدني إليك فإن الحب أقصاني.
قال كثير الشاعر: وأنت التي حببت كل قصيرة..... إلي وما تدري بذاك القصائر عنيت قصيرات الحجال ولم أرد..... قصار الخطى، شر النساء البحاتر
أ��ناف المحبّين والعشاق كثير، بحيث يشق إحصاؤهم، ولا يتأتى استقصاؤهم، كما أورد أبياتًا من قصيدة أبي فراس الحمداني، التي يقول فيها: تسائلني: من أنت؟ وهي عليمة..... وهل بفتى مثلي على حاله نكر فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى..... قتيلك، قالت: أيُّهم فهم كثر؟
قال لقمان: استعذ بالله من شرار النساء، وكن من خيارهن على حذر. وقيل لبقراط: أي السباع أحسن صورة؟ فقال: النساء.
وقال ابن الرومي: أعانقها والنفس بعد مشوقة..... إليها، وهل بعد العناق تدان؟ وألثم فاها كي تزول صبابتي..... فيشتد ما عندي من الخفقان ولم يك مقدار الذي بي من الجوى...... ليشفيه ما ترشف الشفتان كأن فؤادي ليس يشفي غليله...... سوى أن يرى الروحين يمتزجان
إن من أهم الأمور الذي يجب أن ينتبه لها الكاتب هو التحقق مما يكتب، وبالأخص عندما يريد استنتاجاً وفهماً وتعليماً. إلا لو أراد أن يجمع كل ما قرأه في كتاب واحد من دون تحقق، فقط تجميع لأقوال الناس في موضوع مُعين، فيمكننا جميعاً أن نفعل ذلك!
لكن الكاتب كان مجتهداً في الكتاب ليس فقط في تجميعه، بل كان يستنبط ويستنتج، وبالأخير يُعطي رأي يصيغه وبطريقة جمالية لا تليق بأيٍ من المواضيع التي يطرحها.
وخصوصاً في سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام وصحابته والتابعين، ألا تكفينا الكمية الهائلة من المعلومات التي لدينا لقصصهم فنسعى لتأليف قصص جديدة ونسردها بطابع فاحش رومانسي؟
ولا أريد التطرق إلى بعض الأحاديث التي لم تصح عن الرسول، وغير ذلك عن بعض النساء التي يتحدث عن أجسادهن ويصفها كما يصف حوراً، وكأن ليس للنساء المسلمات في زمن الرسول رجال يغارون عليهن!
ومن الأمور التي يجب أن ينتبه لها القارئ، أن يستقصي وراء الكاتب، وليس هذا الكاتب، وإنما في كل ما يقرأ.
كتاب يستحق القراءة النصف الاول منه تناول موضوع الحب والجمال عند العرب وعرض الكثير من الأقوال والقصص للشعراء وغيرهم والنصف الاخير منه تناول الكثير من الشعر ف الحب والرثاء والفراق والغزل
This entire review has been hidden because of spoilers.